عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 06:16 PM   #804

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل التاسع والعشرون - القسم الثاني

مرت حوالي ثلاث ساعات أخرى، تم خلالها نقل شروق إلى غرفتها التي ستبقى بها تحت الملاحظة حتى صباح اليوم التالي.. بعدها انهالت المكالمات الهاتفية بشكل متواتر، حيث اتصل حسام أولا، وتساءل عن سبب اختفائي أنا وشروق، مؤكدا أن مدام سناء تشعر بالقلق الشديد، خاصة وأن شروق لا ترد على هاتفها..

أخبرته بما تعرضت له شروق من آلام قبل ساعات، وأنها قد خضعت لجراحة عاجلة لكنها بخير حاليا، إلا أنه أصر على الحضور برفقة الخالة سناء لكي يطمئنا عليها..

في البداية عارضته، لكنه أخبرني أنه سيطلب من سامح استعارة سيارة شقيقه وقيادتها بنفسه
لتوصيلهما إلى المستشفى..

بعدها اتصلت بي حنان التي شعرت بالقلق لعدم وصول شروق للمستشفى حتى الآن للانتظام في مناوباتها من جديد، فأخبرتها عن الجراحة وطمأنتها أن صديقتها بخير، فأعلنت هي أنها ستقوم بزيارتها فور أن تنتهي من مناوبتها وستخبر أيضا مسؤول المناوبات عن الأمر، لكنها أبدت تذمرها من توقعها التعرض للتوبيخ كون شروق قد غابت بالفعل عدة أيام من قبل، وستضطر للحصول على فترة راحة جديدة بعد هذه الجراحة..

خلال الساعة التالية، تتابعت الزيارات على شروق التي استعادت وعيها تماما وأصبحت في حالة مزاجية جيدة بعد أن تم حقنها بجرعة من المسكن لتخفيف الآلام، حيث زارها أولا حسام والخالة سناء، فاستقرت الأخيرة بجوارها على السرير وظلت تحتضنها بأمومة حانية وهي تدعو لها بتمام الشفاء وتؤكد أنها محسودة..

أما حسام، فقد مازحها قائلا: "الحمد لله أننا لم نتخلص بعد من المقعد المتحرك.. من المؤكد أنك ستحتاجينه خلال الفترة المقبلة يا شروق"..

نهرته بحدة هاتفا: "توقف عن مزحاتك السخيفة"، لكن ضحكات شروق منعتني من الاحتفاظ بحالة الجدية والاستمرار في توبيخه لوقت أطول..

حتى سامح الذي قام بتوصيل حسام، صعد أيضا للاطمئنان على شروق وتمني الشفاء العاجل لها، ثم غادر سريعا..

وخلال الساعة التالية، جاء خالد برفقة زوجته زينة، حيث اندفعت الأخيرة تطبع القبلات على وجنتي شروق وتتمنى لها الشفاء، وتعتذر لها عن غياب زاد بسبب ارتباطها بموعد مع عميل، لكنها أرسلت أمنياتها بالشفاء مع زينة ووعدت بزيارة شروق عند عودتها للمنزل..

ويبدو أن زاد قد أوصلت الخبر لسليم الزين، الذي جاء أيضا للمستشفى برفقة والده..
عمي المزعوم..

لا أنكر أنني تحفزت عندما رأيتهما واقفين أمام باب الغرفة، لكنني سمحت لهما بالدخول ومعاودتها والاطمئنان عليها مرسلا تجاههما نظرات حادة تخبرهما بلا كلمات أنه لا مكان للحديث بشأن أي أمر آخر الآن..

وللأمانة، التزم كلاهما بالاطمئنان فقط على شروق والجلوس قليلا مع خالد وحسام إلى أن استأذنا بالمغادرة أيضا..

بعد قليل، وصلت باقة من الزهور إلى الغرفة موقعة من المخرج عمرو كساب.. الأمر الذي أصابني بالضيق، حيث تطوع حسام وأعلن لشروق أنه من أخبره عبر الهاتف، فأصر الأخير على إرسال الباقة لتمني الشفاء لها..

على الأقل، أرسل الباقة ولم يمتعنا ببهاء طلته وجمال خطوته..
دبق..

مع قرب الغروب، سمح الطبيب لشروق بتناول بعض الزبادي والعصير، كما طلب منها أن تجرب السير لبضع خطوات في الممر المواجه للغرفة، مؤكدا أن حالتها البدنية حاليا ممتازة ويمكنها المغادرة في الصباح بعد أن يفصحها مرة أخرى ويوقع على إذن المغادرة..

وبحلول المساء، جاءت حنان لزيارة شروق، فانتهزت الفرصة وطلبت منها أن تجالسها ريثما أقوم بتوصيل حسام والخالة سناء للمنزل..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

كان الطريق للمنزل صامتا إلا من بعض التعليقات من الخالة سناء عن الأطباق التي تنوي إعدادها غدا من أجل شروق حتى تتغذى جيدا ويلتئم جرحها سريعا..

لكن حسام بدا صامتا بطريقة غير اعتيادية.. وكأنه في حالة تشبه الحداد..
تُرى ماذا يؤلمه لتلك الدرجة؟

بعد أن دلفنا من البوابة الخارجية للمنزل، قمت بصف السيارة سريعا، ثم ساعدت الخالة سناء على النزل من المقعد الخلفي، لتتحرك هي باتجاه الفيلا، بينما شرعتُ في مساعدة حسام..

أخرجت عكازاته الممددة بأرضية المقعد الخلفي، ثم توجهت نحو مقعده، وفتحت الباب وسلمته العكازات، حتى يعتدل ويخرج ساقيه استعدادا للنهوض والتحرك..

في البداية، تصرف حسام بجفاء ورفض مساعدتي، لكنه بعد ذلك سمح لي بشد مرفقيه حتى لا يضغط بوزنه على ساقه المصابة..

تركته بعدها لكي يتحرك بحرية ويسير مستندا لعكازيه وفقا للسرعة التي اعتاد عليها حاليا بعد التدريبات المكثفة التي خضع لها مؤخرا، ثم سرت بجواره في صمت إلى أن وصلنا لغرفته..

حين شرعت في مساعدته على الاسترخاء على أريكته المواجهة لفراشه، نظر هو لي بحدة وقال بنبرة شبه جافة: "يمكنك العودة لعالمك الجديد الآن"..

رفعت حاجبي بدهشة.. صحيح أنني شعرت بتشنجه وضيقه طوال الطريق، لكنني لا أفهم سبب حنقه واستنفاره ضدي بهذا الشكل..

ولأنني لا أحب المواربة، سألته مباشرة: "ماذا تقصد؟"

تصدرت مقلتيه نظرة حسيرة أعرفها جيدا كانت تلازمه فيما مضى، ولكنها على ما يبدو عادت بغتة لتحتل عينيه لأول مرة بعد أن ودعتهما لسنوات طويلة..

لماذا تتألم يا أخي بهذا الشكل؟ لماذا تشعر باليتم من جديد؟
اليــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــتم؟

إذًا هذا على الأرجح ما يوجعك..

عندما أرخى حسام نظراته دون أن يرد، استطردت أنا: "زيارة علي الزين وابنه أغضبتك.. أليست كذلك؟"

رفع هو عينيه من جديد لترتطما بنظراتي المتسائلة، ثم أنزلهما مجددا بوجل.. ولم يعقب..

كدت أهم بمواجهته حول سبب تبرمه وابتئاسه، لكن رنين هاتفي باغتني، فنزعته من جيبي بسرعة خوفا من أن يكون سوء قد حدث لشروق، خاصة أن اسم المتصل كان (حنان)..

استقبلت المكالمة وسألتها بلهفة: "هل شروق بخير؟"

ردت هي بهدوء ورتابة: "هي بأفضل حال".. ثم ضحكت بطفولية وقالت: "هل قلقت عليها؟"

تنحنحت بحنق، فأكملت هي: "اتصلت لأخبرك أنني سأبيت برفقتها الليلة.. لقد استأذنت والدتي وسمحت لي بالبقاء مع شوشو عندما علمت بأمر جراحتها، ولهذا سأظل معها نتسامر طوال المساء، ثم ننام ليلتنا بهدوء وفي الصباح أعود لمنزلي لتغيير ثيابي والتوجه للمستشفى، بينما تنهي أنت أوراق مغادرتها وتعودان للمنزل.. هي تقول.. احممم.. تخبرك أن ترتاح قليلا وتغفو لبضع ساعات بعد أن أمضيت يومين تقريبا مستيقظا".

هذه الفتاة..
عندها طاقة عطاء مذهلة.. لولا أنني عرفت شروق لسنوات.. لظننت أنهما شقيقتان برغم اختلاف ملامحهما..

زفرت براحة، ثم أجبتها بامتنان: "أشكرك جزيلا يا حنان.. بالفعل أحتاج للبقاء بالمنزل الليلة.. فحسام.. امم.. لا يبدو بأفضل حال أيضا"..

سألت هي بلهفة: "ماذا به حسام؟ هل حدث له شيء؟"

"لا.. هو فقط يعاني من بعض الضيق.. هناك مشكلة ما سنحلها سويا".. أجبتها بهدوء بينما تلاقت نظراتي مع حسام الذي ضيّق حاجبيه بحنق لأنني ذكرت أمامها أن هناك مشكلة تخصه..

زفرت حنان براحة وكأنها كانت تحبس أنفاسها، ثم سارعت بإنهاء المكالمة..

قبل أن التقط طرف الحديث وأواجه حسام من جديد، تصاعد رنات إشعارات تعلن عن وصول مجموعة متتالية من الرسائل القصيرة عبر تطبيق "واتساب" للمحادثات على هاتف حسام الذي طالع شاشته ثم تجاهل الهاتف كلية..
غريب..

تحركت تجاه حسام في صمت، ثم انحنيت قليلا لكي أحمل ساقيه وأفردهما أمامه على الأريكة واضعا أسفلهما وسادة صغيرة.. بعدها أحضرت المقعد المواجه لمكتبه، وتحركت به لكي أجلس مباشرة أمام الأريكة لا يفصل بيننا سوى سنتيمرات قليلا، ثم حثثته على تبادل الحديث معي، حين قلت متحديا: "إذًا موضوع ظهور علي الزين في حياتي يغضبك أو يقلقك.. هل لي أن أعرف سبب هذا الشعور الذي يكتنفك حاليا؟"

زفر حسام بحنق، وأغلق عينيه وكأنه يريد لكل الأفكار التي تزعجه أن تتلاشى من رأسه..

ويبدو أنه يئس، حيث زفر مجددا وقال بنبرة حزينة ذكرتني بملامحه الطفولية الهزيلة الذابلة، حيث قال: "أعترف أنني أشعر بالضيق.. لا بالغيرة.. أشعر بالغيرة من ظهور عائلتك.. أشعر وكأنه لن يكون لي دور في حياتك بعد الآن.. لن نعود الثنائي الذي استغنى كل واحد من طرفيه بالآخر عن العالم بأسره"..

ناظرته مطولا.. آملا أن تنجح مقلتاي في إقناعه أن متانة علاقتنا التي بدأت منذ الطفولة المبكرة لا يضاهيها شيء ولا يمكن لأي تطور حياتي أن يفتتها.. لا زواجي.. ولا ظهور عائلتي.. أو حتى زواجه أو تصالحه مع عمته..

صحيح أن علاقتنا ستنمو وتتطور باختلاف الظروف الحياتية التي تمر بنا، لكنها أبدا لن تتمزق أو يشعر أحدنا بالاكتفاء وعدم الاكتراث إذا خرج الآخر من حياته..

أخبرته بنبرة واثقة يملؤها اليقين: "العائلات العادية لا يختار أفرادها بعضهم البعض، بل يرتبطون معا برابط الدم.. ولكن هناك من يستهينون بالدم ويحيلون حياة أبنائهم لجحيم مطبق أو يتخلون عنهم منذ البداية رافضين حتى الاعتراف بهم وتحمل مسؤولية رعايتهم وتنشئتهم.. والملجأ حيث ترعرعنا أكبر دليل على ذلك.. ربما لم تكن محظوظا بالطريقة التي فقدت بها والديك وفشلت عمتك في احتضانك صغيرا.. وربما أنا أيضا أصابني سوء الحظ حين ابتعدت عن عائلتي لسبب ما، لأجد نفسي نزيلا في الملجأ.. لكنني متأكد أننا محظوظان تماما لأن كلا منا اختار عائلته بنفسه متمثلة في الآخر، فوثق به ومنحه الحب والرعاية وتشبث به حد الاكتفاء.. لقد مررنا بالكثير ونجونا معا من أهوال مدمرة.. بالنسبة لي يا حسام.. لم أندم أبدا على اختياري.. وأساسا حتى الآن لم أخضع لتحليل إثبات الوراثة ولست متأكدا أنني فرد من عائلة علي الزين.. لكن حتى إذا ثبت الأمر وظهرت عائلتي من جديد وطلبت احتضاني.. فإنني لن أترك من كان عائلتي الوحيدة لسنوات..".

قبل أن يعلق حسام، نهضت لأقف أمامه ممددا قامتي بالكامل كي أبثه بعضا من الثقة والأمان والاحتواء، ثم تنهدت وتابعت بتأكيد لا لبس فيه: "أنت أخي.. صحيح لست شقيقي بالدم.. لكنك شقيق روحي.. أخي بالوفاء.. بالإيثار.. بالدعم والمساندة.. بالمصير المشترك.. بدونك لم أكن لأكمل هذه الحياة ولكنت استستلمت مبكرا للغاية.. فإذا كانت شروق هي الضوء الذي أرسله الله لي لينير دكنة حياتي وينقذني من الظلام الذي فرضه المرض والظروف عليّ، فأنت كنت السند الذي توكأت عليه عمري كله.. بل إنني لا أعدّك أخي حتى.. أنت ابني وربيبي.. ولا أظن أن هناك أبا يتخلى عن ابنه، خاصة إذا مر معه بكل الظروف التي مررنا بها سويا.. تيقن من تلك النقطة ولا تخرجها من رأسك أبدا.. هي أكيدة وثابتة ولا يجب أن يزعزها نزغ من القلق أو التشكك نتيجة تبدل الظروف".

سحبني حسام من يدي لكي أنحني وأصبح في مواجهته مباشرة، ليلف ذراعيه حولي فيغمرني ويربت على ظهري بطريقة رجولية صاخبة تعبر عن غبطته وفخره بي، ثم قال بسرور واضح: "لا حرمني الله منك أبدا يا كبير".

حين غادرت غرفة حسام متوجها للدرج.. جاءني صوت الخالة سناء من داخل المطبخ تخبرني أنها ستعد العشاء.. أخبرتها أنني لست جائعا.. وطلبت منها أن تعد بعض الشطائر لحسام قبل أن يستسلم للنوم..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس