عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 06:26 PM   #805

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: الفصل التاسع والعشرون - القسم الثالث

صعدت لغرفتي، وهممت بالاتصال بشروق، ففوجئت أن هاتفها يرن من مكان قريب، لأكتشف أنه مازال قابعا على المنضدة الجانبية المجاورة للفراش حيث تركته صاحبته ونسيت أن تحمله معها عندما هاجمتها نوبة الألم المفاجئة.

ألغيت الاتصال، ثم طلبت رقم حنان التي ردت سريعا، فسألتها عما إذا كانت شروق مستيقظة واستأذنتها بالحديث إليها قليلا..

عندما جاء صوت شروق عبر الهاتف، كان أكثر قوة وبدت وكأنها قد استعادت الكثير من طاقتها، حيث
ردت قائلة: "مرحبا حازم.. هل حسام بخير؟ أخبرتني حنان أن هناك مشكلة ما".
تسأل على حسام أولا..

أجبتها ببرود: "هو بخير.. الأمر لا يزيد عن مجرد سوء تفاهم.. وأراد هو أن يتدلل عليّ قليلا.. لكننا تصافينا والأمور بأحسن حال الآن.. طمئنيني كيف حالك؟ هل تشعرين بألم؟؟ اطلبي من الممرضة بعض المسكنات إذا كنت تتألمين.. ولا تستسلمي لمزحات صديقتك وتضحكي كثيرا حتى لا يؤلمك موضع الجرح و..."

قاطعتني بصوتها المبتهج: "لا تقلق.. هل نسيت أن الغرفة بها طبيبتان حاليا؟"

أجبتها متصنعا البرود: "حسنا يا طبيبة.. استمتعي بأمسيتك مع صديقتك الطبيبة الثانية.. ولكن لا تطيلي السهر.. إذا شعرتِ بالتعب.. نامي فورا.. هذه ليست حفلة نوم.. فأنتِ مريضة وتحتاجين للراحة.. أريد أن أجدك في قمة نشاطك عندما آتي لزيارتك غدا كي يقتنع الطبيب أنك جاهزة للعودة لبيتك".

قالت هي بلهفة: "لا أصدق أنني اشتقت للمنزل بعد أقل من يوم واحد خارجه"..

أجبتها بصوت مبتهج: "وستعودين إليه بعد ساعات قليلة.. هيا اذهبي لكي ترتاحي.. تصبحين على خير"..

أنهيت المكالمة معها، ثم توجهت لخزانتي لاستخراج منامة رياضية، وتوجهت للحصول على حمام سريع..

حين استلقيت على الفراش، شعرت بالتململ وعدم القدرة على النوم برغم حالة النعاس التي غشت جفوني..

فأخذت أتنقل بين بعض المنصات الإخبارية الإلكترونية كي أتابع أخبار البورصة بعد عودة العمل بها منذ أيام، وكذلك قرأت العديد من التحليلات الاقتصادية التي يتوقع الخبراء من خلالها حالة السوق بعد التغيرات السياسية الأخيرة..

كنت منغمسا في القراءة، حين رن الهاتف برقم غريب..

كان داخلي يتنبأ بهوية المتصل، ومع ذلك، استقبلت المكالمة، ليأتيني صوت رحيم صاخبا منفرا كالمعتاد، حيث قال: "مرحبا بابني الضال الذي يتدلل رافضا العودة للعمل تحت جناحي مجددا.. ألم يتوقف عنادك وتتعقل قليلا؟ أصبحت زوجا ورب أسرة.. تهرول بزوجتك إلى المستشفى لإنقاذ حياتها، ومع ذلك تتجاهل والدها ولا تريد إنقاذ حياته أيضا".

سألته بضيق وتوجس: "كيف عرفت أنها كانت في المستشفى؟"

رد هو ببساطة: "بالطبع أعرف.. هل تظن أنني لا أعلم كل شيء عنك منذ حفل زواجكما في قصري؟؟ اسمع أيها الأحمق.. مكانك الحقيقي بين راحتيّ تنفذ ما أريده منك وتتحرك وفقا لإرادتي وبما يخدم مصالحي.. خصوصا في هذه الفترة الحرجة.. لا يمنعني عنك ويكبل يديّ حاليا سوى بدء التحقيقات لاصطياد رجال النظام.. وأنا لا أريد أن ألفت الأنظار لنفسي طالما أنها لم تتوجه نحوي بعد.. ولهذا منحتك الوقت الكافي لتتعقل وتكف عن التصرف بحماقة طفولية.. هل نما لك ضمير فجأة وأصبحت تنظر للصواب والخطأ قبل تطبيق ما آمرك به؟"..

قبل أن أرد، عاد رحيم واستطرد بنبرة متملقة كريهة تنطوي على الكثير من السخرية: "لطالما كنت بيدقي المفضل يا حازم.. صحيح أن لديّ حاليا جيشا كاملا من المجرمين أصحاب القلوب الفولاذية يعملون تحت يدي لكنهم ليسوا بذكائك.. لم أجد للأسف من بينهم شخصا واحدا يمتلك نفس قدراتك المذهلة على تنفيذ مخططاتي دون آثر يشير إلىّ.. وأخشى أن أطلقهم عليك فيجرّون قدميّ إلى الجحيم.. ولكن تأكد أنني لن أصبر طويلا.. إذا لم تتعقل وتنصاع بنفسك.. سأجبرك بطريقتي.. لا تظن أنك بأمان.. فقط استمتع بفسحتك القصيرة تلك ريثما أنتهي من تأمين نفسي وترتيب أوضاعي ونقل ثرواتي للخارج.. أنا فقط أتركك طليقا لبعض الوقت حتى تعيد ترتيب أفكارك وتعود إليّ طوعا".

سألته متحديا بنبرة مغتاظة: "وإذا لم أعد؟"

رد هو بحنق حاول كتمانه: "هذا الأمر غير وارد.. أنت لن تقوَ على الوقوف بوجهي ولن تحتمل تبعات تحديك لي.. مهما تصنعت القوة والبسالة والشجاعة، ستعرف قدرك في النهاية وسيكون عليك الانضمام إليّ من جديد لكي تستعيد عرشك كوريث لإمبراطوريتي الاقتصادية لتحظَ وقتها بالقوة الحقيقية"..

أجبته بنفور: "لا أريد تلك الإمبراطورية الملوثة بالدماء.. ولا أريد منك شيئا.. لستُ لاهثا خلف الثروة والسلطة مثلك.. ابتعد عن حياتي"..

اندفع رحيم هادرا بغضب: "كيف أبتعد عن حياتك الآن وحياتي نفسها في خطر؟.. اسمع.. علمت من مصادري الخاصة أن هناك نية للتحرك والزج باسمي في التحقيقات الخاصة بموقعة الجمل عما قريب.. لن يأخذ الأمر بضعة أشهر حتى تصل السلطات إلى الرأس المدبر.. لا أريد أن تتجه أصابع الاتهام نحوي مهما حدث.. وهنا يأتي دورك.. يجب عليك حمايتي والتغطية عليّ.. في النهاية أنت لا تقبل الإساءة لسمعة زوجتك بعد إدانة والدها".

ضغطت على هاتفي بأناملي التي تصلبت كمخالب معدنية حادة بفعل الغضب، وتلفظت ببعض الألفاظ الحادة، ثم هدرت صارخا: "ابتعد عن حياتي.. ألا يكفيك كل ما أخذته مني؟ كيف تطلب مني أن أساعدك بعد ما حدث لأخي؟ بعد أن بعت ابنتك بلا ثمن؟ أنا لم أعد أدين لك بشيء ولا أمتلك أي شيء آخر لأقدمه إليك.. لقد أخذت مني سنوات عمري السابقة.. اتركني لأحيا".

كدت أن أفقد أعصابي وأن أحدثه عن ظهور علي الزين في حياتي وما يسوقه حول وجود صلة قرابة بيننا، لكنني ارتأيت أن الصمت هو الأنسب حاليا حتى أتأكد من الأمر أولا.. كما أن جهل رحيم بذلك الأمر تحديدا نقطة في صالحي ربما تنفعني لاحقا إذا حاول الإقدام على إيذاء أحد من عائلتي..

رد بثقة وأريحية: "ستساعدني بالطبع حتى تحمي زوجتك من الفضيحة إذا تم سجن والدها.."

أجبته بضيق: "أغلق الآن.. لست في حالة مزاجية مواتية للتعاطي معك.. خاصة وأنت تعلم بالفعل أن ابنتك في المستشفى"..

هم رحيم بغلق المكالمة، فاستطردت متابعا: "الغريب أنك لم تسألني عن حالها أو وضعها الصحي.. لم تسأل عليها مرة واحدة منذ زواجنا.. ماذا إذا كنتُ وغدا قاسيا أسيء معاملتها وأقهرها؟ ألم تشغلك التساؤلات أبدا عن حالها؟"..

ساد الصمت لبضع دقائق إلى أن انقطع الاتصال من جانبه..

حاولت الاسترخاء متوسلا للنوم أن يزورني ولو لسويعات، لكن الأفكار الصاخبة كانت تتحرك في أكثر من اتجاه..

مرض شروق المفاجئ.. غيابها عن المنزل واشتياقي العارم لها.. هذا الشوق الذي فتح الباب لفكرة مقبضة..

هل يا تُرى سيأتي يوم تتركني فيه شروق وتقرر الطلاق والرحيل لمكان آخر لا يجمعنا؟.. هل يمكن أن تتخذ قرارها بأن تبدأ حياة أخرى بعيدا عني.. مع شخص آخر؟

شخص آخر؟؟!!
تبا..
لن يحدث.. لن أقبل ابتعادها عني أبدا.. لن أسمح لها..

زجرني قلبي بنبضة واحدة مؤلمة أصابتني برعشة مزعجة.. ثم زأر ضميري معنفا
(هل ستجبرها على البقاء معك؟ هل ستتحمل أن تتحول لسجانٍ لها فعليا؟ هل تقبل أن تصبح نسخة من والدها الحقير؟)

شب صوت من داخلي يرد بحمائية
(لا والله.. لكنها.. لكنها سعيدة بهذا المنزل.. أنا متأكد من هذا.. ورغم أنها لم تعترف بعد بحبها لي.. لكنها برغم حيائها وخجلها تتجاوب معي في تلك اللحظات الدافئة..كنت أشعر أنها راضية.. فهل إذا جاءتها الفرصة للانفصال ستغتنمها أم ستختار البقاء معي؟.. خاصة بعد كل الاعترافات التي كشفتها لها عن حياتي ومخاوفي.. لم أحجب عنها شيئا.. فهل أبالغ بشعوري أن قلبها بدأ يميل لي؟)

ثم ترددت فكرة أخرى أكثر صخبا
(هل الأصوب أن أظل مبتعدا عن والدها اللعين أم أساعده على تجنب الإدانة في قضية الاستعانة بالمجرمين والمخربين لتدمير المتحف وإبادة المتظاهرين وإرغامهم على الرحيل عن الميدان؟)

هل ستتقبل فكرة وضع والدها في السجن أم ستغفر لي إذا استسلمت لضغوطه ووافقت - من أجلها - على مساعدته؟..
يا إلهي.. عقلي سيُجن..

لأرتب خطواتي المقبلة..

سأبدأ أولا بالخضوع لذلك التحليل، وإذا جاءت النتيجة مطابقة لما يصر علي الزين عليه.. فسيكون
عليه مساعدتي وقتها.. بل وستكون حماية أسرتي واجبا ملزما له..

ألا يقول إنني جزء من عائلته؟ ليتحمل إذًا المسئولية.. خاصة وهو يصر على أن رحيم مدين له بثأر
يجب أن يوفيه..

أخذت أتقلب في الفراش وأنا أشعر بالضيق عاجزا عن النوم بدون فراشتي إلى جواري تدثرني بوهجها الذي يبعد ظلامي ويجعل الشبح القابع بداخلي يستكين..

رفعتُ وسادتها واحتضنتُها وأنا أعبئ صدري من عبيرها المتطاير على سطح الوسادة.. وحينها استرخيت قليلا لتلفني ستائر الليل الداكنة إلى عالم النوم والأحلام.. أو الكوابيس..

كنت أتحرك كطيف هائم.. تماما كشبح أسود يلتحف بعباءة الظلام ويتجول سابحا بخفة في الهواء بحيوية تماثل الكتل الدخانية متباينة الأشكال والتي تتحرك في كل الاتجاهات..

أخذت أطوف بين جنبات منزل دافئ لأسرة سعيدة.. زوج محب وزوجة رقيقة وطفل.. لطيف..

كان ثلاثتهم قد تأنقوا بأبهى الحلل وتحركوا تباعا صوب سيارة بتصميم عتيق نوعا ما..

كان الطفل يصر على الجلوس في حضن أمه بالمقعد الأمامي، وهي كادت أن تستجيب له، لكن الزوج زمجر مفتعلا الغضب، ثم تحدث للطفل بصوت خفيض بعيدا عن مسامع زوجته.. فلم أفسر ما قاله على وجه التحديد..

بعدها أطرق الطفل رأسه مرتين تعبيرا عن الموافقة، ثم تحرك بتهذيب نحو باب المقعد الخلفي للسيارة ليتسلق المقعد ويتراخى جالسا عليه، فأرسلت له والدته قبلة هوائية بأطراف أصابعها، ثم تحركت هي لتجلس في المقعد الأمامي جوار زوجها..

أما أنا.. فقد تسللت لداخل السيارة بحركة زئبقية لم يستشعرها أحد.. ومع ذلك حين استقريت بجوار الطفل على المقعد الخلفي.. ناظرني هو لعدة ثوانٍ بنظرة مشفقة.. أم تراها متوسلة؟!

لم يكن أمامي وقت كافٍ لتحليل النظرة أو حتى محاولة التواصل مع صاحبها الذي كانت ملامح وجهه مألوفة لي.. وكأنه شخص عرفته في زمن آخر..

كشبح خفي، كنت أستغرب وجودي معهم في تلك السيارة ومشاركتهم رحلتهم القادمة... لكن الدهشة علت بداخلي بشكل أكبر عندما أدركت أن الطفل قد.. استشعرني..

صاحت الأم بحبور شديد: "اليوم سنتوجه لمنزل عمك علي.. تعلم أن الطريق طويل نوعا ما.. ولكنني جهزت لك بعض الشطائر والعصير.. كما يمكنك النوم إذا أردت.. أما إذا شعرت بملل خلال الرحلة، يمكن لوالدك تشغيل راديو السيارة لكنني لست متأكدة أن هناك أغاني تناسب عمرك وتمنحك التسلية التي ترجوها.. ما رأيك؟ هل تريد شطيرة جبن الآن؟"

رد الطفل بتهذيب: "لست جائعا.. أريد اللعب مع سلامة ابن عمي.. لقد افتقدته كثيرا"..

علقت الأم: "خلال ساعتين أو ثلاثة على الأرجح ستجتمعان معا يا حبيب أمك.. كما سيستأذن والدك العم علي لكي يسمح له بالعودة معنا والإقامة معنا في دارنا بالبلدة طوال الأسبوع.. فهو حاليا في فترة العطلة.. كما أن حالته الصحية تحسنت كثيرا"..

أخذت أطالع ثلاثتهم بفضول شديد بينما تنتابني الحماسة للقاء ابن العم الذي يتحدث عنه الجميع..
وبينما أنا منشغل بمتابعتهم.. انحرفت السيارة إلى طريق أكثر إظلاما.. كان متعرجا غير ممهد تملؤه الحفر ويخلو من أعمدة الإنارة الليلية وكأن هوة سوداء من قعر الجحيم قد ابتلعت السيارة التي أخذت تتحرك برعونة في طريق غير صالح بالمرة..

كان الأب يحاول السيطرة على السيارة التي جنحت منه أكثر من مرة تجاه اليمين واليسار وكأنها تتراقص بفعل قوى خفية تتحكم بها..

حينها بدأت الأم تتوتر وترتعش وهي تتمتم بأدعية وآيات من القرآن الكريم..
أما الأب، فقد ضيّق حاجبيه وكأنه يستدعي أقصى درجات تركيزه محاولا ألا يفقد أعصابه في تلك اللحظات الحرجة..

ظل يحرك عجلة القيادة ويضغط على المكابح بالتبادل دون أن ينجح في السيطرة على السيارة..
وقتها ظل الطفل صامتا تماما إلا من دموع تنهال على وجنتيه.. لا يبدي قلقه ولا يحاول إزعاج والده كي لا يزيد الأمر سوء..

وفجأة، جنحت السيارة على صخرة ضخمة، ثم انحرفت لأسفل لطريق ثالث يبدو وكأنه يخضع لأعمال حفر في مستوى منخفض من الأرض..

بعد بعض الوقت، أظلمت مصابيح السيارة، لكنها رغم ذلك ظلت تسير بسرعتها العالية وكأن ضغط الأب على المكابح يزيدها سرعة..

كان الصمت يخيم على الجميع إلا من زمجرة السيارة لكن الأم صاحت فجأة بصرخة واحدة: "بساااااااااااااااام"، قبل أن تصطدم السيارة بحاجز معدني يتخلل مقدمته قضبان حديدة متعددة بارزة للخارج، فانغرست جميعها في مقدمة السيارة... ثــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــم


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس