عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 06:36 PM   #807

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 الفصل التاسع والعشرون - القسم الخامس

عندما نزلنا للطابق السفلي، كانت الخالة سناء قد أعدت لنا فطورا سريعا ورتبته على الطاولة الفاصلة بين المطبخ وغرفة المعيشة..

انشغلت أنا وحسام بتناول الطعام في صمت، وكل منا يسرح فيما يؤرقه..

بعدها، أعلنت الخالة سناء أنها ستصعد للطابق العلوي لكي تعد بعض الثياب المريحة لكي ترتديها شروق خلال رحلة العودة من المستشفى..

تبعتها بسرعة وتعللت لحسام بحاجتي لإحضار بعض الأغراض التي طلبتها شروق من الغرفة..

كانت الخالة سناء قد انتهت من طي فستانا قطنيا فضفاضا وبعض الملابس الداخلية وغطاء للشعر محاكا بطريقة تجعله ملفوفا ليتم ارتدائه جاهزا بطريقة تشبه القبعة..

أما أنا فأحضرت هاتف شروق المستقر على المنضدة الجانبية ووضعته في الحقيبة الصغيرة أعلى قطع الملابس متحججا أن شروق هي من طلبته حتى تهاتف مسؤول المناوبات وتعتذر له عن غيابها..

حين كانت الخالة سناء تستعد لمغادرة الغرفة، سألتها مفتتحا الكلام: "ماذا ستعدين لشروق
اليوم؟"..

أجابت هي: "سأعد لها حساء الخضراوات المخفوقة معا بمحضر الطعام حتى يكون خفيفا وسهل الهضم.. وسأجهز لها بعض العصائر الطازجة أيضا والجيلي بنكهات مختلفة.. أتذكر أنها كانت تتناوله بشراهة حين خضعت لجراحة إزالة اللوزتين في صغرها"..

زفرت متصنعا الضيق وقلت: "حقا أنا مندهش أن السيد رحيم لم يسأل على ابنته منذ زواجنا.. والآن هي مريضة وخضعت لجراحة ولا تجد منه دعما أو مساندة"، ثم حبست أنفاسي وراقبتها جيدا منتظرا رد فعلها..

كسا الغضب وجهها الذي تغضنت ملامحه ثم هتفت بضيق وغيظ: "لعنة الله عليه.. لقد اتصلت به بالأمس لكي أخبره أنها خضعت لجراحة حتى يحن قلبه ويزورها أو يتصل بها.. فقد شكت لي شروق أنه لم يسأل عليها منذ ليلة العرس.. لكنه يثبت في كل مرة أن قلبه أجوف لا يعرف الحنان.. لا تؤاخذني يا ولدي.. لم أتمالك نفسي من الدعاء عليه"

ابتسمت بمرارة بعد أن تأكدت أنها تصرفت فقط بحسن نية ولم تكن لديها أبدا رغبة في الغدر أو تسريب معلومات عن تفاصيل حياتنا لوالد شروق..

قلت بغضب غير مفتعل: "هذا الرجل لا يستحقها نهائيا.. لقد سردت لي شروق أنكِ من قمتِ برعايتها عندما خضعت لجراحة إزالة اللوزتين في صغرها.. متى كان هذا الرجل جزء من حياتها؟"

ردت هي بأسى: "لم يحدث أبدا أن تصرف رحيم تجاهها كوالدٍ حقيقي إلا أمام ضيوفه من رجال الأعمال وأمام الصحفيين الذين يقوم بدعوتهم دائما في حفلاته الباذخة حتى يظهر بصورة رب الأسرة المثالي.. لكنه فعليا لم يغدق عليها من العطف والحنان والدلال برغم أنها تيتمت مبكرا.. حتى أنني حاولت إقناع نفسي أن جفاءه ناحيتها بهذا الشكل سببه خسارته لوالدتها رحمها الله في عز شبابها، خاصة وأن البنت تشبه والدتها كثيرا.. لكنني كنت دائما أقول إنه سيتخلص من جموده قريبا ويبدأ في معاملتها بحنو.. ولكن مرت السنوات ومازالت معاملته لها على حالها بل ازداد جفاء وتباعدا".

عقّبت أنا: "وكأنه يعاقبها على خسارتها لوالدتها بالانزواء والجفاء.. رجل قاسٍ لا يعرف الحب ولا العطف".

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

حين دلفت لغرفة شروق في المستشفى بعد أن طرقت الباب بضع مرات، وأذنت لي حنان بالدخول.. كانت الأخيرة تجلس على طرف الفراش بينما تغمر شروق الممددة إلى جوارها شبه جالسة في أحضانها، وكانت الأخيرة.. تبكي
تبكي؟؟!!

رميت الحقيبة جانبا، ثم اقتربت من الفراش مندفعا وهتفت بقلق: "ماذا بكِ؟ لماذا تبكين؟ هل تتألمين؟ هل حدث شيء للجرح؟"

ابتسمت حنان بشفقة وقالت: "لا تقلق يا حازم.. جرحها بخير.. ولا توجد مشكلة أبدا.. ولكن.. احمم..".

سألتها بانفعال: "ولكن ماذا؟"، ثم وجهت نظراتي لشروق متلهفا أفحصها بعينيّ باحثا عما يؤلمها متخوفا أن تكون حنان قد كذبت..

ردت حنان: "شروق.. احمم.. تعرضت.. للتوبيخ ولهذا تبكي".

حين سمعت شروق كلمة (توبيخ) تعالى بكاؤها من جديد بصورة طفولية تذيب القلب.. فاقتربت منها لكي أربت على كتفها برفق، بينما سألت حنان بانفعال ودهشة: "توبيخ؟ من الذي جرؤ على توبيخها؟"..

كدت أن أسألها عما إذا كان رحيم قد هاتفها، لكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة متيقنا أن غليظ القلب ميت الروح لن يهتم بمعاودتها أو السؤال عنها، لأنه لن يجني مصلحة مباشرة من الأمر، وبالتالي سيوفر مجهوداته على شيء أكثر قيمة بالنسبة له..

تعالت شهقات البكاء من حبيبتي الرقيقة مرة أخرى، فباعدت حنان ذراعيها عن شروق، وتنحنحت قائلة: "احمم.. احكي له يا شروق.. وأنا سأذهب للبحث عن الطبيب حتى يفحصك ويوقع إذن الخروج"، ثم غادرت الغرفة بهدوء..

جلستُ مكان حنان وغمرتها بين أحضاني وأنا أسألها بلهفة: "من وبخك يا صغيرتي؟ أخبريني وسأجعله يندم تماما"..

قالت هي من بين شهقاتها: "مسؤول المناوبات.. اتصل بي منذ قليل يوبخني لغيابي عن مناوباتي هذا الأسبوع بسبب الإجازة المرضية التي قدمتها لي حنان بالأمس وأكدت عليه أنها ستجهز التقرير الطبي اليوم وستسلمه إليه.. يقول إنني أصبحت أتكاسل في الأشهر الأخيرة قبل التخرج"..

سألتها غاضبا: "ولماذا يوبخك؟ أليس من حقك إجازة مرضية؟"

ردت هي: "نعم.. من حقي.. ولكنه كان قد مرر عطلة الزواج بشكل ودي.. والآن بات مضطرا لقبول الإجازة المرضية أيضا.. يقول إنني.. إنني انشغلت بالزواج عن مستقبلي المهني"، ثم انهمرت دموعها من جديد..

أخبرتها بحنق: "أخبريني اسمه وسألقنه درسا.. كيف يحدثك بتلك الطريقة.. لا يحق له".

ردت بقنوط: "هو لم يقصد.. إنه يحاول فقط دفعي للعودة سريعا لاستكمال الدورة حتى أتمكن من التخرج مع زملائي بالدفعة دون تأخير"..

قلت لها: "إذًا لماذا تبكين ما دمت تتفهمين مبرراته؟"

ردت بحنق: "اشتقت لعملي.. كنت متحمسة للغاية للعودة للعمل والآن سأضطر للجلوس عاطلة في المنزل لأسبوع آخر".

تنحنحت بحرج، وعلقت بنبرة ممتعضة: "قلتِ الجلوس عاطلة هاه؟"..

ردت هي من جديد: "نعم".. ثم فغرت فمها بانشداه وخجل وعلقت بسرعة: "لا والله.. لا أقصد.. أنت قلت أنك تعمل ببيع وشراء الأسهم بالبورصة عبر شبكة الانترنت وبالتالي لست في حاجة حاليا للبحث عن عمل مكتبي.. لكنك لست عاطلا بكل تأكيد.. أما حسام فهو في مرحلة تأهيل بدني كما أنه كان يعمل بالترجمة الإلكترونية أيضا.. لكن هل رأيت يوما طبيبة تعمل من المنزل؟"..

ضحكت وقلت متفكها: "بصراحة لا.. لكن يمكننا خلال بضع سنوات أن نؤسس لكِ عيادة رائعة قريبة من المنزل فلا تضطري لتمضية أغلب ساعات يومك عالقة في الاختناق المروري.."

طالعت هي الفراغ وكأنما تتخيل تلك اللحظة، ثم قالت: "أتمنى أن يتحقق الأمر لكن مازال أمامي التكليف، وكذلك التدريب المستمر للحصول على الخبرة اللازمة.. كما أن جراحيّ الأطفال يقضون أغلب أوقاتهم داخل غرف العمليات بالمستشفيات.. وليس بالعيادات"..

قبّلت جبينها بحب وقلت بثقة: "ستصبحين واحدة من ألمع طبيبات الأطفال في مصر.. فأنت ذكية ومجتهدة..".

رددت هي مبتهلة بأمل: "يا رب"..

طرقات سريعة على الباب جعلتني أتخلى عن دفء أحضانها، وأنهض للوقوف أمام سريرها، حين دخل الطبيب برفقة حنان وممرضة..

هم الطبيب بفحصها، ثم قال موجها الحديث لنا جميعا: "بإمكانك العودة للمنزل سيدة شروق.. أثق أنك ستتعافين سريعا فبنيتك رياضية"..

صاحت شروق بفخر: "أمارس رياضة الجري بانتظام".

قال الطبيب بعملية: "أمر عظيم.. احرصي على تناول الطعام الصحي المليء بالبروتين والفيتامين.. وإذا هاجمتك الآلام اليوم أو غدا.. تناولي المسكن الذي كتبته لكِ بتلك الوصفة.. أما إذا لم تخف الآلام هاتفيني فورا.. كما أن عليك المرور عليّ هنا أو في عيادتي بعد حوالي أسبوع لنزع قطبات الجرح وهذه بطاقتي التعريفية بها عنوان العيادة وأرقام هواتفي أيضا.. وبالطبع عليك الراحة التامة خلال هذا الأسبوع. لا تبذلي مجهودا كبيرا.. وممنوع الرياضة طوال تلك الفترة.. حمدا لله على سلامتك".

شكر ثلاثتنا الطبيب الذي تحرك للمغادرة برفقة الممرضة بعد أن وقع إذن المغادرة، فقالت حنان: "لقد وقع الطبيب الشهادة المرضية حتى يتسلمها دكتور مروان مسئول المناوبات.. هيا لأساعدكِ على تبديل ملابسكِ"..

قلت أنا بحرج، متوجها صوب الباب: "سأنتظركما بالخارج".


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس