عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 06:41 PM   #808

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: الفصل التاسع والعشرون - القسم السادس

وصلنا إلى منزلنا بعد أن أوصلنا حنان في طريقنا، حيث كان في انتظارنا بالمنزل كل من الخالة سناء وحسام وزينة وخالد..

كانت زينة قد اتصلت بشروق بينما كنا بالسيارة تخبرها أنها قادمة للمستشفى للزيارة برفقة زوجها، فطلبت منها زوجتي المصون أن تتجه إلى المنزل، إذ أننا كنا قد غادرنا المستشفى بالفعل..

انهالت زينة بالقبلات على وجنتي شروق وتبعتها الخالة سناء التي أخذت تدعو لها بالشفاء العاجل، بينما قدّم لها خالد باقة من الزهور المجففة المزينة بقطع من الشوكولاتة الفاخرة..

أما حسام.. ذلك الأحمق.. فقد وقف مستندا على عكازيه إلى جانب مقعده المتحرك وهو يستقبل شروق بمزح سخيف: "لقد قمت بنفسي بتنظيف وتلميع المقعد المتحرك حتى يكون جاهزا لكِ.. بإمكانك اقتراضه.. لم أعد بحاجة له"..

صحت هادرا به: "أوقف سخافاتك".

ضحكت شروق وقالت: "أنتم السابقون ونحن اللاحقون.. نحن حقا عائلة مثالية"..
(نحن... عائلة)
ربما نطقتها شروق بعفوية دون أن تدري ما فعلته تلك الجملة بقلبي..

في قرارة نفسها، باتت شروقي فعلا مقتنعة أننا عائلة متكاملة وأنها فرد منا..
كنت منغمسا بكليتي في غيمة البهجة التي ظللت الأجواء حولنا، فلم أستمع جيدا لما قاله الآخرون..

اقترب مني خالد وقال: "إلى أين شردت؟ أخبرك أن زينة ستجالس شروق قليلا في غرفة الجلوس، فلمَ لا نتوجه نحن للجلوس بالخارج أمام حوض السباحة ونستمتع بالطقس الرائع.. لقد اقترب الربيع وقلت لسعة البرد من الجو"..

حين جلس ثلاثتنا على طاولة جانبية أمام الحوض، قال خالد: "ماذا بشأن موضوع التحليل؟"..

أجبته متململا: "خلال بضعة أيام سأتفق معك لكي نتوجه لأحد المعامل المتخصصة ونجري التحليل.. لكن بالطبع ليس اليوم أو غدا.. فالظروف لا تسمح كما ترى"..

طالعني خالد بنظرة متفحصة، ثم زفر بحذر، وقال: "هيا.. قل ما بداخلك.. أكاد أستمع لصخب أفكارك التي لا تخلو من الشكوك والاتهامات"..

أجبته مستخفا: "وكأن الحق ليس معي"..

عقّب خالد بأسف حاول إخفاءه: "بل معك.. ولكنك تعلم في قرارة نفسك أنني لم أتعمد التصرف دون الرجوع إليك.. أو خيانة ثقتك.. تعلم جيدا أنك بمثابة أخ لي"..

كان حسام يستمع لحديثنا دون أن يتدخل، لكنه أشار لي بعينيه أن أهدأ قليلا، فسألت خالد بلا مواربة: "تعلم أنني أحب الصراحة ولا أطيق الالتفاف حول الحقيقة.. أخبرني صدقا.. هل كان دخولك لحياتي منذ البداية مقصودا؟"

نهض خالد بقوة من مقعده ثم وضع يديه بجانبي خصره بانفعال، وأجاب متسائلا بدهشة مشوبة بالحنق: "هل حقا ستسألني هذا السؤال بعد كل تلك العشرة؟ هل تظن حقا أنني قد أنحدر بهذه الصورة التي تخالف قيمي ومبادئي؟"

أجبته بغيظ: "دعك مما أظنه الآن.. ألا تظن أنك أسأت التصرف بذلك الكمين الذي نصبته لي داخل منزلك؟.. ليس مرة واحدة بل مرتين"..

رد خالد منزعجا: "اسمعني جيدا يا حازم.. أتفهم غضبك واستياءك، ولكنك كنت لتتصرف بنفس الصورة إذا كنت في مكاني.. ما فعلته هو دعوة صديق والدي لمقابلتك لكي يطلب مساعدتك في أمر يخص رحيم.. خاصة بعد أن بينت أنت رغبتك في الانتقام منه على ما اقترفه في حقك وحق أخيك.. كل ما علمته منه وقتها أنه يحاول الوصول لسجلات رحيم السرية بالملجأ لكونه يظن أنه قد يوقع برحيم إذا نجح في إثبات المخالفات التي يقترفها بحق الأطفال المقيمين هناك.. وأفرط بالتفاؤل متأملا أن تلك السجلات قد تحوي معلومة تخص ابن شقيقه الذي اختفى بعد وفاة والديه بحادث سير"..

تنهد خالد، ثم تابع: "لا أنكر أنني أردت أن أنتهز الفرصة أيضا للإيقاع برحيم بشكل قانوني إذا تمكننا من كشف أسراره وقذاراته للرأي العام بالأدلة والبراهين.. لكن كل شيء اختلف حين جئت لزيارتي في منزلي بعد زواجي.."..

سألته متفكرا: "وكيف ذلك؟"

رد خالد شارحا: "كانت الخطة أن تجتمع بالعم علي وأن يسألك المساعدة ويكون لك حرية القبول أو الرفض، لكن ما أن وقعت عيناه عليك، حتى ارتبكت خططه تماما وامتنع عن مفاتحتك بأي شيء، ليكشف لوالدي بعدها أن ملامحك تتشابه بشكل عجيب مع شقيقه الراحل.."

أجبته بغضب: "لقد فاجأتني وورطتني دون أن تمهد لي الأمر.. ألا تعلم كيف ارتبكت بعد أن أفصح عن صلته الحقيقية بي؟"

جلس خالد قبالتي في صمت لبضع ثوانٍ، ثم قال: "كان الرجل قد تعرض لمفاجأة.. ضع نفسك مكانه.. رجل يبحث عن ابن أخيه لسنوات، وحين وجد خيطا جديدا ليدله عليه، اكتشف أنه قد أمسك بالكنز الذي ظل يطارده طوال حياته، بالطبع أصابه الارتباك، وقرر أن يسارع بعمل تحليل إثبات النسب قبل أن يواجهك.. وأنا وافقته بالطبع، وساعدته بالحصول على خصلة شعرك كي يتأكد من صلة القرابة قبل أن يسبب لك الارتباك أو يمنحك أملا زائفا يثبت كذبه فيما بعد"..

زفرت بانفعال، وأنا أفكر في كل ما ساقه خالد من تبريرات ليعاود هو الحديث قائلا: "صداقتنا لا تُقدر بثمن يا حازم.. وتصرفي في هذا الوقت كان يحكمه رغبتي في مساعدتك على تخطي رحيم والتخلص من سطوته عليك بأي شكل.. في البداية كانت الوسيلة هي مساعدتك لعدوه وتحالفك معه، لكن تصريفات القدر قدّمت لنا هدية إعجازية.. بالتأكيد لن نكون جاحدين ونرفضها.. اخضع للتحليل كما تخطط وبعدها سنفكر معا كيف سنتحرك انطلاقا من تلك النقطة"..

ترددت قليلا، ثم قلت محركا دفة الحديث في اتجاه آخر: "رحيم هاتفني.. يقول إن التحقيقات بخصوص أحداث الثاني من فبراير ستتوسع خلال أسابيع قليلة بحسب مصادره.. ويريدني أنه أساعده في التنصل من المسئولية حتى لا تتسبب سمعته في الإضرار بمستقبل ابنته إذا تمت إدانته ودخل السجن.. ولا أعرف ما يجب أن أفعله بصراحة".

علّق خالد بغضب: "كيف تتردد في هذا الوضع؟ يجب بالطبع ألا تعينه.. اتركه يتحمل المسئولية وينال العقاب الذي يستحقه.. أنت أكثر من تضرر من أفعاله الإجرامية".

أجبته بنبرة ميتة: "الأمر فقط أنه ليس من السهل إدانته في تلك القضية لأنه يستخدم مجموعة من المجرمين ومثيري الشغب من المتسربين في الشوارع الذين ليست لهم أوراق ثبوتية في قواعد البيانات الحكومية.. هؤلاء أشخاص ليسوا موجودين فعليا على أرض الواقع.. مجرد أشباح معدومي الهوية.. ولن يعترف أحد ضده إذا تم القبض عليه.. فالسجن بالنسبة لهم رفاهية.. مكان للإقامة الدائمة يوفر المأكل والمبيت.. وهذا أمر لا يجدونه بالشارع.. ".

ظل حسام ملتزما الصمت تاركا لنا المجال لنتناقش علّنا نصل لجديد، فيما اقترح خالد: "لماذا لا تأخذ رأي علي الزين؟ ربما بإمكانه مساعدتك في العثور على وسيلة لإدانته"..

أجبته متحيرا: "أخشى فعلا أن تتأذى شروق بسببه من جديد.. فتشويه سمعة والدها سيطالها بشكل أو بآخر.. كما أنها قد تحزن لما سيصيب والدها من عقاب.. حتى أنها قد تصر على الانفصال والطلاق"

هنا تدخل حسام قائلا: "هذه النقطة يجب علينا وضعها في الاعتبار فعليا.. ربما عليك يا حازم أن تسأل شروق نفسها عما إذا كانت ترحب بمحاسبة والدها قانونيا أم لا"..

قلت بقنوط: "أشعر أن الاستقرار الذي حل بعلاقتنا في الأسابيع الماضية سيختل بسبب هذا الأمر.. ولهذا لا أتجاسر على محادثتها بخصوصه.. في كل الأحوال عليّ الآن أن أركز على رعايتها خلال هذا الأسبوع وأتجنب الأمور والنقاشات التي قد تصيبها بالتوتر حتى يلتئم جرحها سريعا، وفي تلك الأثناء سأخضع لتحليل فحص الحمض النووي لننتهي منذ هذا الأمر قبل آية خطوة تالية".


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس