عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 06:50 PM   #809

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 الفصل التاسع والعشرون - القسم الأخير

مرت الساعات التالية بسرعة ما بين تدليل الخالة سناء ومزحات حسام وخالد وزينة لشروق التي تنعمت بالدعة التي يغدقها عليها الجميع كهريرة صغيرة مترفة..

أما أنا، فاتخذت وضعية المراقب فقط.. سعيد بهذا التجمع.. وبأن شروق قد وجدت لنفسها عائلة بالفعل كما كانت تتمنى دائما.. عائلة تحيطها بالرعاية وقت المرض.. والحماية وقت الخطر.. والحب كل الأوقات..

تناولنا جميعا عشاء خفيفا في السابعة مساء، حيث أعلن خالد وزوجته مغادرتهما حتى يتركا شروق ترتاح..

أما حسام فقد توجه لغرفته لكي يعكف قليلا على الكتابة مؤكدا أن رأسه تمتلئ بعشرات الخواطر بعد الجلسة الممتعة التي جمعتنا طوال النهار وألهمته بالعديد من الأفكار..

أما الخالة سناء فقد توجهت للمطبخ لإنهاء ترتيبه قبل أن تتوجه للنوم بعد يوم مرهق..

بعد أن خلت غرفة المعيشة، تحركت لحمل زوجتي التي كانت ممددة على الأريكة، ثم توجهت بها نحو الدرج، فقالت هي: "ليس عليك أن تحملني كل تلك المسافة حتى غرفتنا بالطابق العلوي.. توجه للمصعد"..

سألتها بلهجة مستنكرة ممازحا: "هل تظنينني ضعيفا أم عجوزا؟"

ضحكت هي بخفة حتى لا يتألم جرحها، ثم قالت: "فقط لا أريد أن أرهقك.."

لثمت جبينها، ثم توجهت ناحية المصعد وأنا أرد: "قولي إنك تتخوفين أن أتعثر وأنا أحملك فنسقط كلانا على الدرج"..
عاودت هي الضحك بخفوت من جديد..

وصلنا للغرفة، فساعدتها على تبديل ملابسها لثوب واسع طويل بدلا من مناماتها المخملية الأثيرة ذات السراويل حتى لا تضغط على موضع جرحها، ثم تمددت بجوارها وأعطيتها وحدة التحكم الإلكتروني لكي تشاهد ما تريده عبر الشاشة المثبتة على الجدار المواجه للسرير..

اختارت شروق برنامجا ترفيهيا معلنة أنها ليست مستعدة لمتابعة أي برنامج سياسي حاليا، لأنها تريد الاسترخاء..

أما أنا، فقد استلقيت بأريحية بجوارها، حيث تراخت جفوني بعد أن تكالب عليها إرهاق يومين متتالين فتثاقلت أخيرا وأذنت للنوم بإسدال ستائره عليها..

وجدت نفسي هناك من جديد، بداخل تلك السيارة محاطا بتلك الأسرة..

ومرة أخرى، جنحت السيارة على صخرة ضخمة، ثم انحرفت لطريق مظلم، ظلت تسير فيه بسرعتها العالية..تكاد تصطدم بذلك الحاجز المرعب إلى أن صاحت الأم فجأة بصرخة واحدة: "بساااااااااااااااام"..


استيقظت شاهقا وكأنني أفلتت من الموت بأعجوبة.. كانت يداي ترتعشان بعنف.. لكن هناك صوت يناديني برفق: "حازم.. حازم.. هل أنت بخير؟"

نظرت نحو مصدر الصوت.. لأجد مصدر بهجتي في هذا الكون.. شروق..

أخذت تناظرني وتكرر هاتفة بانفعال قلق: "هل أنت بخير؟ هل رأيت كابوسا مجددا؟"

ضربت جبهتي بيديّ بعنف، ثم أخذت أفرك وجهي بقوة حتى أستفيق وأتخلص من آثار ذلك الحلم، بينما انشغلت هي بملء كوب من الماء من الإبريق المجاور لمنضدتها، ثم أنزلت إحدى يديّ برفق، ووضعته فيها وحركتها مجددا صوب فمي..

تجرعت الكوب كله دفعة واحدة، ثم زفرت بانفعال حاولت عبثا إخفائه عنها..

قالت هي بقلق: "أخبرني ما بك"..

أجبتها باستسلام: "نفس الحلم".

تساءلت هي مستفهمة: "بخصوص ذلك الشيء السام؟"

جاوبت بقنوط وحذر: "ليس ساما.. بل بسام.. اسم شخص"..

تساءلت هي بحيرة: "ماذا تقصد؟ من بسام؟"

أجبتها: "لا أدري.. ربما عليّ استشارة دكتور فؤاد حول هذا الأمر؟"

سألت هي مستفهمة: "عمَ كان هذا الحلم تحديدا؟"

أخبرتها بقنوط: "حادث سيارة يركبها رجل وامرأة وطفل.. والمرأة كانت تنادي على (بسام).. ربما كان اسم زوجها"..

صممت شروق للحظات، ثم سألتني بتفكر: "ألم تحاول أبدا البحث عن عائلتك بعد أن غادرت الملجأ؟"

ترددت قليلا، ثم جاوبت: "لا.. كنت أظن أنني لقيط.. ولهذا لم أهتم بالبحث، خاصة وأن مدير الملجأ أخبرني أنه لم يتمكن من الاستدلال على أسرتي بآية وسيلة.. قال إنني رغم بلوغي الخامسة وقتها لكنني كنت ألتزم الصمت كلما سألوني عن عائلتي.. وحتى بعد مرور أسابيع كنت عاجزا عن تذكر اسمي أو اسم والدي أو عنواني حتى أعلن المشرف الاجتماعي بالملجأ أنني ربما وصلت الملجأ وأنا فاقد للذاكرة بالفعل بسبب صدمة أو حادث.. "

عاودت هي الصمت متفكرة، ثم قالت: "ربما كنت فاقدا للذاكرة بالفعل نتيجة لتعرضك لصدمة.. عليك أن تستشير الدكتور فؤاد حول هذا الأمر.."

اعتدلت شروق في نومتها كي تكون مرتاحة بشكل أكبر، فساعدتها بوضع وسادة ناعمة خلف ظهرها، ثم تمددت بجوارها مستندا بظهري على واجهة السرير، فاستطردت هي: "أخبرني ما الذي يمنعك من الخضوع للتحليل.. تقول زاد إن سليم مقتنع أنك بالفعل ابن عمه بعيدا عما أثبتته التحاليل لأنك تشبه عمه الراحل..".

ابتسمت نصف ابتسامة، وتساءلت ساخرا: "هل أخبرها قصة الصور القديمة؟ لقد سرد عليّ نفس الأمر حتى أنه جعلني أشاهد بعض اللقطات لعمه عبر هاتفه المحمول.. لكن الصور كانت جودتها سيئة للغاية لأنها ملتقطة بعدسة الهاتف الذكي كنسخ من الصور الفوتوغرافية الأصلية.. لا أنكر أنني ممتن أن هناك عائلة تريد أن تضمني إليها وتسعى بكل طاقتها لإثبات انتمائي إليها.. هذا أمر يثلج الصدر ويشفي الكثير من الندوب العالقة بالنفس ويجعل الروح تبرأ من سقمها، ولكنه أيضا إذا تحول لواقع، فإنه سيحمل معه تغيرات هائلة.. لهذا أنا حذر"..

تنهدت شروق ثم قالت: "معك حق، ولكن متى ستخضع للفحص؟"

أجبتها: "خلال بضعة أيام.. فقط عندما أطمئن على التئام جرحك بسلاسة حتى أتركك في المنزل وأنا مرتاح"..

ضحكت هي وقالت: "هل سترابط بجواري في البيت؟ ماذا إذا كنت تعمل حاليا في وظيفة مكتبية وعليك التوجه لعملك؟"

أجبتها بعفوية: "كنت لأحصل على إجازة بالطبع يا بلهاء.. هل سأترك غاليتي هكذا بلا رعاية؟"

أطرقت هي بخفر، ثم قالت بصوت خفيض: "معي ماما وحسام"..

عارضتها بحميّة: "لكنني زوجك.. أي سكنك وحمايتك.. وأنتِ أيضا سيكون عليكِ رعايتي إذا صار لي شيء"..

بدا على وجهها علامات التألم، وكأن تلك الفكرة.. فكرة إصابتي بسوء قد أوجعتها..

لثمت جبينها بحب، ثم قلت: "هيا للنوم يا شيكو.. تحتاجين للراحة"..

استسلمت هي للنوم بدون مقاومة، حيث تمددت بشكل كلي وتدثرت جيدا، وأشارت لي كي أستلقي جوارها، وعندما فعلت.. عانقت يدي بأناملها الرقيقة، ثم راحت في النوم.. وأنا تبعتها بنوم هادئ بلا كوابيس..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

مرت بضعة أيام، دللتها خلالها أيما تدليل، حتى ملت هي وأصدرت فرمانا أن أحدد موعدا للخضوع للتحليل..

وبالفعل، رتبت مع خالد أن أذهب برفقته إلى المعمل في نفس اليوم الذي قررت فيه الفتيات تمضية اليوم في منزلنا لتسلية شروق، خاصة وأن حنان لم يكن لديها مناوبة صباحية خلالها..

في ذلك اليوم، كانت شروق تجلس في الحديقة العلوية مع حنان وزينة وزاد ليستمتعن بالطقس المعتدل، بينما توجهتّ برفقة خالد إلى المعمل، وهناك التقينا سليم ووالده..

بعد أن خضعت أنا وعمي المفترض للتحليل، أخبرنا مدير المعمل أن أمامنا فترة انتظار تصل لنحو خمسة إلى سبعة أيام حتى تظهر النتيجة، مؤكدا أنه سيرسل لكلينا رسالة تنبيه قصيرة عبر خدمة SMS للحضور وتسلم التقرير..

بحلول نهاية الأسبوع، رافقت شروق لعيادة طبيبها لكي ينزع عنها تقطيبات جرحها، ثم بدأت هي بعدها بيومين في العودة لمناوباتها واستئناف المذاكرة..

فيما انشغلت أنا بعملي المؤقت في بيع وشراء الأسهم في البورصة محققا بعض الأرباح الطفيفة في ظل حركة السوق الراكدة نوعا ما مؤخرا، حتى أنني بدأت العمل على تأسيس شركة خاصة بالمحاسبة والاستشارات الxxxxية..

بعد ثلاثة أيام أخرى، جاءتني رسالة نصية قصيرة عبر الهاتف تؤكد ظهور نتيجة التحليل وتدعوني لزيارة المعمل لاستلام التقرير..

توجهت بمفردي للمعمل، وهناك قابلت علي الزين الذي كانت ملامحه تشي بسعادة وراحة رغم أننا لم نتسلم النتائج بعد..

استقبلنا مدير المعمل في مكتبه، ومنحنا نسختين من التقارير التي تثبت رسميا أنني بالفعل فرد من أفراد عائلة الزين..

وحول علي الزين.. الرجل الوقور صاحب الهيبة، فإنه لم يتمالك نفسه فور سماعه الخبر، حيث غافلته بضع دمعات صارعت شيبته وقررت الإعلان عن عمق مشاعره تجاه تلك الحقيقة التي باتت واضحة كقرص الشمس في منتصف النهار..

أما أنا، فلم أشعر سوى ببعض الخدر الذي صاحبه طنين رتيب في أذني، فتسلحت بالجمود كي أسيطر على هجوم عاصف من الأفكار التي حاولت التسلي بعقلي في تلك اللحظات الحاسمة..

نهض علي الزين من مقعده، وتحرك خطوة مادا ذراعيه وكأنه يريد احتضاني، ولكنه أعاد ذراعيه جواره عندما لاحظ جمودي في مقعدي، لكنه قال بابتسامة مستبشرة: "أعلم أن الأمر يحتاج بعض الوقت لكي تصدقه وتتجاوب معه.. لذلك سأتعامل معك بتمهل.. لن أغمرك بشوقي الشديد لك يا ابن الغالي.. يا الله.. أخيرا.. أخيرا.. حمدا لله.. حمدا لله.. والله لأذبح ثلاثة عجول وأوزعها على الفقراء والمحتاجين بمناسبة عودتك يا حبيب عمك"..

نهضت منفعلا، وقالت بصوت مخنوق: "عليّ الذهاب الآن".. ثم تحركت خطوتين تجاه الباب، وتوقفت بعدها، واستدرت بوجهي لأجده مصدوما من جفائي اللحظي، فقلت بهدوء مقاوما كل الجنون الذي يتصارع بداخلي: "نلتقي لاحقا بإذن الله.. عماه".. ثم استدرت مغادرا وأنا ازدرد ريقي مقاوما قطرات الدموع التي تتزاحم بين جفوني راغبة في التسلل إلى وجنتيّ.

حين عدت للمنزل، كان في انتظاري حسام وشروق وحتى الخالة سناء التي كانت زوجتي قد تكفلت بسرد القصة كلها عليها منذ أيام، فأخبرتهم أن نتيجة التحليل جاءت إيجابية..

احتضنتني الخالة سناء بحنانها الجارف، وأخذت تقبل رأسي، وتقول: "مبارك يا حبيبي.. حمدا لله أن ردك إلى عائلتك لتقر أعينهم بك ليعوضك خيرا عن كل ما عانيته"..

بادلتها الأحضان ثم قبّلت جبينها بتقدير، وهمست في أذنها: "لا أريد أن يعرف أحد غير ثلاثتنا هذه المعلومة.. وخصوصا رحيم وأي أحد من طرفه"..

أبدت هي اندهاشها لثانيتين، ولكنها هزت رأسها موافقة..

أما حسام، فقد ربت على ظهري بقوة، وهو يقول مقاوما تأثره بهذه اللحظة الفارقة في حياتي: "مبارك يا حازم.."

حين اقتربت من شروق، لم أمنحها فرصة للكلام، فقط غمرتها بين ذراعي، مستندا برأسي على كتفها لعدة ثوانٍ، حتى تنحنحت الخالة سناء، فتركتها على مضض، وقلت بصوت خفيض: "سأصعد لأتحمم وأبدل ملابسي"..

حين وصلت لغرفة النوم، كانت شروق خلفي تماما، حيث دلفت ولحقتني ثم أغلقت الباب خلفنا، بعدها اقتربت مني بحذر وكأنها تحاول استكشاف ما أخفيه عنها من مشاعر مضطربة، ثم تساءلت بنبرة متوترة: "هل أنت بخير؟"

أجبتها: "صدقا لا أعلم.. لقد دربت نفسي لأيام حتى أتقبل تلك الحقيقة التي كانت الأقرب للحدوث، ولكنني مازلت لا أصدق.. أشعر أنني لست طرفا في هذا الأمر.. بل مجرد مشاهد.. تماما كشبح.. مجرد كومة من الدخان معدومة الكتلة.. فقدت الإحساس بالجاذبية الأرضية وليس لها محور ثابت ترتكز عليه، فباتت تتطاير في كل الاتجاهات، فتشاهد ما يحدث حولها دون أن يكون لديها القدرة على فهمه أو ترجمته فعليا ثم التصرف على أساسه.. أشعر كأنني مركب شراعيّ تتقاذفها الرياح في يوم عاصف بلا وجهة معروفة، فقط ترجو من الله النجاة".

اقتربت شروق مني، وبادرت باحتضاني هذه المرة.. ثم تحول العناق لقبلة، لا أدري متى أصبحت أكثر حميمية واشتعالا، وكأن روحي من الداخل تريد ملامستها والتأكد أنها موجودة.. بل تريد الالتفاف حولها لتنصهر مع روحها، لكي تتأكد أنها ستكون معي مهما حدث..

ظللت أقبّلها بشغف وأنا أتحرك بها صوب السرير، ثم همست بصوت أجش في أذنها: "أعرف أنك مازلت في فترة نقاهة ولكنني فعلا أحتاجك الآن.. أريد أن ينتشلني غرامك من عواصف أفكاري.. أن يغمرني شغفك بسخائه.. يا الله.. كيف سأكبح مشاعري؟"..

فاجأتني هي وردت بنفس الخفوت: "لا أشعر بالألم إطلاقا.. لقد نزعت القطبات منذ أيام وأعطاني الطبيب الضوء الأخضر لممارسة حياتي كاملة بشكل طبيعي.. لا تقلق.. لست مصنوعة من زجاج هش رقيق"..

كانت كلماتها وقودا يزيدني اشتعالا ويأجج حمم الرغبة والاحتياج بداخلي، فهمست: "سأكون لطيفا للغاية.. أعدك"، ثم غمرتها في نوبة عاطفية شديدة التوهج تقبلتها هي بجودٍ وكرم حتى هدأت أمواج أحاسيسي المتلاطمة على شواطئ عشقها الحانية..

حين انتهينا، سألتها محرجا: "هل كنت قاسيا؟ هل كان جموحي مرهقا لك؟"

ردت هي بخجل: " أعلم أن الإيمباثية تجعلك شديد الحذر في بعض الأوقات، ولكنني بخير.. انسى أمر الجراحة تماما"..

كان تورد بشرتها ممتعا للغاية، وفي تلك اللحظة اعتبرته الهدية الأجمل للتشويش على اضطراب عواطفي بعد عودتي من المعمل، فسألتها بجرأة متأثرا بمزاجي المتلاعب المفاجئ: "هل تسببت جولاتنا العاطفية السابقة في إصابتك بالزائدة الدودية؟ هل درستم شيئا كهذا في كلية الطب؟"

ضحكت هي بطفولية وقالت: "حازم.. لا تخجلني.. ثم أنني لا أذكر أننا درسنا بالكلية أن هذا.. الأمر من مسببات الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية"..

رسمت ابتسامة سخيفة على شفتيّ، ثم قلت: "لا أفهم سبب تصنعك الخجل الآن.. في الحقيقة لا أصدقه مقارنة بما قلتيه وأنت تفيقين من التخدير بعد الجراحة"..

نهضت هي متوترة، ثم غطت نفسها بالشرشف شاعرة بالحرج.. ثم تساءلت بغيظ: "ماذا قلت؟"
أجبتها متسليا: "قلتِ إنك تحبيني"..

رفعت هي حاجبيها دهشة واكتسى وجهها بحمرة قانية، فاستطردت متجاهلا اندهاشها من فكرة اعترافها بالحب لي حتى لو كانت شبه مخدرة: "أقصد تحبين شكل صدري الذي يذكرك بنهر النيل ودلتاه"..

تركت شروق الشرشف، ثم وضعت يديها على وجهها، فنهضت متحركا صوب المشجب، فأحضرت مبذلها وناولته لها، فارتدته هي بخجل، ثم سارت تجاه الحمام..

حينما عادت بعد بضعة دقائق، سألتني بفضول طفولي: "إذًا ما هو اسمك الحقيقي؟"
ماذا؟

أجبتها مبهوتا: "لا أعلم.. لقد نسيت أن أسأل علي الزين.. كنت أشعر بالحرج من الموقف كله فسارعت بالرحيل دون أن يطول بنا الحديث"..

مدت هي هاتفي نحوي، وقالت بعد أن التمعت عينيها: "لا بأس.. اتصل بسليم واسأله.. وهكذا سيعلم عمك أنك لست متضايقا من صلة القرابة التي تجمعك بعائلته.. وبعدها خذ كل وقتك لكي تتقرب منه رويدا رويدا"..

كنت أريد المماطلة حقا، لكن التماع عينيها بالفرحة لأجلي، جعلني أمد يدي وأتناول الهاتف، ثم طلبت رقم سليم..

بعد بضع رنات، جاءني صوت سليم مرحبا بصوت بشوش: "مرحبا حازم.. مبارك انضمامك لعائلتنا يا ابن عمي"..

تمتمت بالشكر، ثم سألته محرجا: "إذًا.. ما هو اسمي الحقيقي"..

شهق سليم بصوت خفيض محاولا مداراة المفاجأة التي شعر بها بسؤالي، ثم رد: "بسام.. بسام سليم عبد الحكيم رماح الزين".


نهاية الفصل
قراءة سعيدة وممتعة

الفصل طويل كما ترون ومهم جيدا وفيصلي في الأحداث المتبقية في الفصول القليلة القادمة قبل الختام.. فأرجو أن تمدونني بردود أفعالكم من خلال التعليقات.. ليس فقط على أحداث الفصل.. ولكن على مسار الرواية ككل حتى الآن..
وشكرا للجميع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس