عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 10:49 PM   #161

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي


سارت بداخل المجمع التجاري والذي يضم عدة متاجر معا وهي تتنقل بنظرها بدون هدف حقيقي بين الملبوسات المعلقة امامها من كل انواع الماركات ومن افضل الأقمشة والتي من الممكن ان تبتاعها بسوق الحرير ، لتحرك بعدها نظراتها بعيدا بلا مبالاة وهي تخرج من المحل من بين مئة محل دخلت إليه بدون ان تحدد وجهتها الحقيقية بهذا المكان الذي يعج بكل أنواع البشر الراغبين بالتسوق للترفيه عن انفسهم او من المقبلين على الزواج .

بينما هي تختلف عن كل البشر وعن سبب وجودها بمكان لا يليق بها والذي لم يدفعها سوى الشعور بالملل من الذي تحياه بالمنزل وكأنها عادت الطفلة حبيسة المنزل والتي يمنع عنها كل سبل مباهج الحياة بخارج عالمها المحدود والمنغلق على نفسها ! ولولا موعدها للكشف الدوري مع طبيبتها الخاصة والتي تهتم بمعاينة حالة قلبها وهي تزورها بالصباح الباكر مع سائقها الخاص والذي يهتم بذهابها وإيابها....لما استطاعت مغادرة جحرها واقنعت بطريقة ما سائقها الخاص ليوصلها لهذا المكان القريب من المشفى الذي تتعالج به مع طبيبتها ، فهي تعلم بأنها مهما حاولت اقناع والدتها بشتى الطرق لتتركها تغادر المنزل فلن تسمح لها بقوانينها الصارمة والتي لا تقبل الجدال وخاصة بعد الحادثة الاخيرة التي حدثت بالجامعة ، فقد كانت رافضة من الأساس دخولها للجامعة ولم تؤيد فكرة عودتها لعالم الاختلاط وكأنها بهذه الطريقة تحميها من كل الاخطار المحدقة بها والتي تفكر بالوصول لها !

زفرت انفاسها بتأفف وهي تقف امام حاجز السلم بالطابق الأعلى ناظرة لحركة البشر من حولها والتي لا تخبو ولا تهدأ بأكبر مجمع تجاري بالمدينة ، لتريح بعدها خدها على قبضتها بشرود وهي تلمح بعض العائلات والازواج من بين موجة البشر امامها والتي تتلون بكل انواع العلاقات والتي تجمع البشر مع بعضهم ، وهي عليها فقط بالتكهن بما يجمع كل علاقة تراها امامها ، وكم كانت تغبطهم بالسابق عندما كانت تشاهدهم بساحات الجامعة وبكل مكان وهي تشعر بالحنين لتجربة مثل هذه المشاعر والتي يخوضوها هؤلاء الناس .

انحرفت ابتسامتها الصغيرة لوهلة ما ان تذكرت تجربتها لجزء من هذه المشاعر عندما كانت تدور بأول علاقة لها مع شخص غريب عنها ، وهو يكون اول من دخل عالمها المنعزل واكتسح به لتعلق قلبها بأمل ان يكون منقذها ويحقق احلامها المستحيلة بالحياة الهانئة والسعيدة ، لم تنسى ابدا لقاءاتها السرية به خارج الجامعة والتي كانت تجمعهما معا بمثل هذه الأماكن بمجمع تجاري كبير ، لتشعر حينها بالنشوة والسعادة تحلق بسماء عالمها عندما ترى بأنها قد اصبحت مثل باقي البشر الطبيعيين واصبح لديها علاقات حقيقية مثل جميع المتواجدين بالمكان بدون ان تأخذ دور المشاهد فقط .

ادارت عينيها بلحظة بعيدا عن المشهد امامها والذي يأخذ دائما تفكيرها لذكريات بعيدة ما تزال تحتل حيز كبير بحياتها ، وما ان كانت على وشك المغادرة حتى اوقفها الصوت الجهوري المعروف والذي جمد الدماء بعروقها لوهلة
"غزل ! هل هذا معقول ؟"

ابتلعت ريقها بانتفاض وهي تدعو بداخلها ان يكون مجرد وهم نسجه عقلها المشوش بتخبطات ذكرياته ، لتخفض بعدها نظراتها بيأس المظلوم ما ان عاد للكلام من اصبح بالقرب منها وهو يتمتم باستياء
"ماذا دهاكِ يا فتاة ؟ هل تحاولين تمثيل عدم الانتباه لي وعدم سماعك لصوتي ؟"

عضت على طرف شفتيها وهي تهمس بغيط
"لا فائدة"

عقد حاجبيه بوجوم وهو يحاول ان يفهم همستها الاخيرة ليتمتم من فوره بحدة
"غزل بماذا تهمسين ؟"

رفعت وجهها بسرعة وهي تستدير نحوه بلحظة قائلة بابتسامة حاولت اغتصابها بصعوبة
"مرحبا استاذ هشام ، انا مصدومة من رؤيتك هنا بهذا الوقت ! لم اتوقع ان اراك بهذا المكان ! اقصد بأنه من المفترض ان تكون الآن بالجامعة ؟"

ارتفع حاجبيه بخفة لبرهة وهو يدس يديه بجيبي سترته قائلا ببساطة عملية
"اليوم عطلة عن العمل إذا كنتِ قد نسيتِ ، ألا إذا كنتِ تقصدين بأنكِ لا ترغبين برؤيتي ؟"

زمت شفتيها وهي تشعر به يقرأ افكارها فهي بالفعل لم تكن ترغب برؤيته الآن وكانت تود لو تقولها بوجهه مباشرة وترتاح لكي يتوقف عندها عن الظهور بوجهها دائما بكل لحظات انعزالها مع نفسها ، لتقول بعدها بدلا عن ذلك بابتسامة مرتبكة
"لا ليس هذا ما قصدته ، لقد سألت فقط لأنني ظننت بأنك لا تحب زيارة مثل هذه الأماكن والتي تمتلئ بالضوضاء والإزعاج ! وفكرت ايضا بأن العطلة لا تشمل الاساتذة بالجامعة كذلك"

اومأ برأسه وهو ينظر لها للحظات هامسا ببرود غامض
"حسنا لا تفكري مرة اخرى وتوقعي رؤيتي دائما بمثل هذه الأماكن ، فأنا لست بشر يختلف عن الآخرين هنا لكي لا ادخل هذه الأماكن ، فهي ليست محتكرة لكِ وحدك !"

عضت على طرف شفتيها بحنق وهي تشيح بوجهها المحمر بعيدا عنه بدون إجابه وبعد ان عاد لإهاناته نحوها من جديد وكأنها هواية يتسلى بها ، بينما اخذ هو وقته بتأملها بمهل وهو ينظر لهيئتها المنمقة بأول رؤية لها خارج المنزل والجامعة ، وهي ترتدي تنورة سوداء طويلة تصل لأسفل ركبتيها بقليل مع قميص ابيض يعلوها سترة حمراء قصيرة لا تتعدى صدرها وهي تضيق بياقة واسعة عند عنقها ، ليصل لحذائها ذو الكعب العالي والذي تصر دائما على ارتدائه بدون ان يجد فائدة منه ، فهي بطول معتدل ويناقض هيئتها الرقيقة الغير متكلفة والتي لا تحتاج لحذاء مزعج فقط يجلب الصخب والألم على قدميها الصغيرتين !؟

عاد بنظره لوجهها بلحظات والذي يشعر به اليوم مختلف عن السابق بلمحة حزن خفية مع احمرار شارد ، ولكن ما هو متأكد منه بأنها اليوم مشرقة بعيدا عن الألم والذي يسكن تفاصيل حياتها وصوتها المنغم والذي اصبح اكثر جمالا !

قطع الصمت الطويل وهو يهمس ببعض السخرية ناظرا لعينيها الهاربتين منه
"يبدو بأنكِ تحبين زيارة مثل هذه الأماكن ! هل هذا يعني بأنه مسموح لكِ بزيارة المجمعات التجارية ولا تستطيعين الدوام بالجامعة والتي تكون اقل ازدحاما بالبشر من هنا ؟"

رفعت حاجبيها بدهشة وهي توجه له من فورها نظرات غاضبة لتفاجئ بلحظة بنظراته المعلقة بها جمدتها بمكانها لثواني ، وكأنه كان ينتظر الفرصة المناسبة ليمسك بعينيها الهاربتين منه ؟ بينما ابتسامته كانت تتسع تدريجيا وهو يراقب كل حركات عينيها العسليتين والتي اتسعت بصدمة لتعود بلحظة لحزنها وهي تنحني بعيدا عنه بضيق لتتشرب بخضرة قاتمة وكأنها امواج من ألوان الطيف تتشكل حسب مزاج صاحبتها .

قالت بعدها التي ضمت قبضتيها معا بقوة وهي تهمس بعبوس متبرم
"هذا ليس من شأنك يا استاذ هشام ، وليس انت من تقرر وضع حالتي ، لذا إذا كنت قد يأست ومللت من مهمة تدريس مساقات الجامعة الخاصة بي فيمكنك الانسحاب ؟"

استمر بتحديقه المتأمل بها لعدة لحظات اخرى وكأنها عينة مختبر احب مراقبتها ودراستها بأدق تفاصيلها ، ليقول بعدها بابتسامة جانبية بهدوء وبعد ان لاحظ مدى غضبها المنضح بتفاصيل وجهها الصغيرة
"اهدئي يا غزل ، ليس هناك داعي للغضب فقد كنت امزح فقط"

زمت شفتيها بضيق لوهلة وهي ترفع وجهها نحوه تنوي رد سخريته عليها والتي لا يوجد بها مزاح ابدا وعدم مسامحته على كلامه الأخير ، لتتوقف بآخر لحظة وهي تضم شفتيها بوجوم ناظرة لابتسامته الجذابة والتي كانت تتسع لأول مرة بوجهه المنحوت برقي وفخامة مثل كل شيء بهذا الرجل امامها .

تنفست بغيظ وقد احمر وجهها اكثر عن السابق باحتقان ، لتقول بعدها بلحظة بغضب مكبوت طغت على نبرة صوتها الحزينة
"عذرا ، ولكن عليّ الذهاب"

حاولت السير بعيدا عنه وهي تتشبث بحقيبة يدها ليقول من خلفها بلحظة بقوة وبصرامة عادت لصوته الجهوري
"انتظري يا اميرة الحيل"

توقفت للحظات بدون ان تستدير له منتظرة تكملة كلامه ، ليصل بعدها بلحظات بجانبها وهو يقول بهدوء قريب للأمر
"اريد منكِ مرافقتي لتساعديني باختيار هدية صغيرة تخص فتاة ، فأنا اعلم جيدا بأن الفتيات تتقارب اذواقهن ، لذا اريدكِ ان تعطيني بعض النصائح عن الهدية بما انكِ موجودة هنا وبدون اي عمل تفعلينه ، وانا بالمقابل سأحميكِ من اي حادثة اغماء او تعب على قلبك بين هذا الحشد من البشر"

فغرت شفتيها بذهول ممزوج بالاشتعال الغير منطوق والذي بدأ يحتل كيانها المنتفض بإيباء ، لتنظر بعدها بعيون متسعة للذي تجاوزها بلحظة وهو يسبقها بالسير ، وبعد ان ألقى امره عليها بدون الرجوع لرأيها وكأنها تعمل عند سيادته ولا تستطيع ان تخطو اي خطوة بدون حمايته ؟

عضت بعدها على طرف شفتيها بقهر وهي تهمس بعيون تقدح مرارة
"من يظن نفسه ليؤمرني بهذه الطريقة ! ومن تلك الفتاة يا ترى ؟ هل تكون حبيبته ؟ اللعنة عليك فقط اريد ان افهم من اين تخرج لي بكل مرة ؟"

_____________________________
كانت تحدق بالمتجر الجميل المبهج بكل البريق بداخله والذي يحوي على كل انواع الإكسسوارات والحلي من الذهب والفضة ، ومنها المزيف والحقيقي والذي لا يحتاج لذكاء لتستطيع التمييز بين الجمال الخالص قلبا وقالبا وبين الجمال الخارجي والذي يغطي قبح وتزييف من خلف لمعانه الملفت .

تجمدت بمكانها لوهلة ما ان وقعت نظراتها على عقد ذهبي بسلسلة رقيقة شبيهة بالتي تملكها وما تزال تحتفظ بها للآن ، لتسند بعدها يديها على الواجهة الزجاجية والتي تحوي بداخلها على صف من الحلي الجميلة وعينيها معلقة فقط على تلك السلسلة والتي اعادت عقلها لتلك الغمامة الشاردة ولذكريات بعيدة ، عندما كانت تقف بنفس وضعها الآن وهي تنظر للواقف بجانبها والذي كان يختار عقد من الحلي الجميلة من اجل شخص عزيز عليه لم يفصح عن هويته ، وهي ما تزال تذكر عندما قالت له بملل من الوقوف الطويل بداخل المتجر
"هل انتهيت يا عصام ؟ فقد بدأت اشعر بالملل"

قال عندها الذي استدار نحوها وهو يريح ذراعه على الواجهة الزجاجية بجانبه بكسل
"ما رأيكِ ان تساعديني على الاختيار بدل التذمر هكذا ؟ فقد يكون ذوقك بالاختيار اجمل مني"

زمت شفتيها بحنق وهي تهمس من بينهما بغيظ
"لن اساعدك قبل ان تخبرني ، لمن تريد شراء العقد ؟"

ابتسم بهدوء وشقاوة دائما ما يتميز بهما وهو يهمس بابتسامة ملتوية بتسلية
"لا اعلم ماذا اخبرك عنها ! ولكن كل ما اعلمه بأنها فتاة جميلة وظريفة ومحبوبة بالنسبة لي ، وايضا اضيفي بأنها رقيقة حتى النسيم يستطيع تحريكها والعبث بها......."

قاطعته فجأة بهياج لون وجنتيها باحتقان الغضب وهي تتمتم بضيق
"كفى لا اريد سماع المزيد ، وهنيئاً لها بشخص محظوظ مثلك"

اتسعت ابتسامته بصمت وهو يعود للنظر لأنواع الحلي امامه متجاهلا الغاضبة بجانبه والتي تكاد تحرقه بأنفاسها المشتعلة ، وبعد عدة لحظات كان يرفع عقد جميل امامها بسلسلة رقيقة جدا تنتهي بلؤلؤة صغيرة بيضاء وبذات الوقت بسيطة لا تنتمي لأنواع المجوهرات الفاخرة وباهظة الثمن ، لتهمس بعدها بلحظة لا شعوريا بانبهار
"يا له من عقد جميل !"

ارتفع حاجبيها بدهشة مع وجهها ما ان نطق الواقف امامها بابتسامة صغيرة بشقاوة
"جيد بأنه قد اعجبك من اجل ان اراكِ وانتِ ترتدينه امامي"

فغرت شفتيها ببلاهة وهي تهمس بذهول
"هل هذا العقد لي ؟"

اومأ برأسه بقوة وهو يغمز بعينه بمرح هامسا بمحبة
"اجل هذا العقد من اجل غزلي"

اشرقت ملامحها ببريق السعادة لوهلة والذي دفع نبضات قلبها للرقص ببهجة لتهمس بلحظة بابتسامة حالمة وبعيون عسلية دافئة
"شكرا لك يا عصام ، انت الأفضل"

اومأ برأسه بهدوء وهو يقدم العقد امامها قائلا بلطف
"إذاً هيا ارتديه امامي ، واريني كيف سيبدو عليكِ !"

اومأت برأسها ببعض الحياء وهي تتناول العقد منه بتردد لترتديه حول عنقها بحذر ، قبل ان تخفض يديها بلحظة وهي تهمس بابتسامة خجولة بمرح
"ما رأيك ؟"

ارتفع حاجبيه بانبهار بلحظة وهو يهمس بتصفير الإعجاب
"رائع ! والأجمل منه هو صاحبته"

ضحكت بمرح لتخفف قليلا من احمرار خديها لتضرب بلحظة ذراعه بخفة وهي تهمس بمزاح صارم
"ومرة اخرى إياك وخداعي بهذه الطريقة القاسية وكلامك عن فتاة اخرى امامي"

رفع ذراعه لصدره بضحكة صغيرة ليربت على مقدمة صدره وهو يقول بابتسامة جانبية بثقة
"لا تقلقي يا غزلي ، لأني لن اسمح لنفسي بالتفكير بفتاة اخرى غيرك ، وتأكدي بأن هذا القلب لن يسكنه احد آخر ولن ينبض لسواكِ"

قبضت على يديها لا شعوريا وهي تقبض على روحها بقبضة من حديد ما ان خرجت من غمامة ذكرياتها والتي انحدرت لها دون إرادة منها بكل مرة تشرد مع نفسها بجزء من صندوق ذكرياتها المنسية ، وكل ما تتمناه ان تستطيع يوما دفنه مع كل شيء يخصه بحياتها وحرقه بزوايا روحها المسكونة !

ابتعدت من فورها عن الواجهة الزجاجية ما ان اخترق سمعها صوت الذي اصبح بجانبها وهو يقول بوجوم عابس
"ماذا هناك يا غزل ؟ هل اعجبكِ شيء من هذه الحلي ؟"

حركت رأسها بالنفي تلقائيا وهي تهمس بتلعثم محمر من الذكريات والتي اجتاحتها بلحظة غفلة
"لا ليس هناك ، اقصد لا شيء ......"

قاطعها الذي لم يسمعها من الأساس وهو يشير بأصبعه السبابة للواجهة الزجاجية قائلا بهدوء
"هل هذا الذي اعجبك وخطف نظرك !"

نظرت بسرعة للعقد الرقيق والذي كانت تنظر له من لحظة والسبب بحالتها الآن ، لتضم قبضتيها معا بارتباك وهي تهمس بشرود واجم
"لا ليس تماما !"

اومأ برأسه الذي قال بقوة وهو يوجه كلامه للصائغ الواقف امام طاولة المتجر
"لو سمحت اريد منك ان تخرج لي هذا العقد"

تقدم بسرعة الصائغ ليقف خلف الواجهة الزجاجية بلحظة وهو يخرج لهما العقد المقصود ، ليضعه بعدها بلحظات فوق سطح الواجهة الزجاجية امامهما برفق ، ليمسك المقابل له بالسلسلة بين اصابعه وهو يتفحصه قائلا بتركيز حاد
"انا ارى بأنه جميل ومناسب جدا ! ما رأيكِ انتِ ؟"

اتسعت عينيها بوجل وهي تنظر للعقد بين اصابعه الطويلة والذي ينتهي بلؤلؤة صغيرة ، لتهمس بعدها بلحظة بخفوت باهت
"لا بأس به جيد"

حرك رأسه للصائغ الواقف امامه وهو يسلمه العقد قائلا بجدية عملية
"اريد شراء هذا العقد ، لذا من فضلك ان تضعه لي بعلبة يظهره بشكل هدية"

اشاحت بوجهها بضعف وهي تشعر بإجهاد يحتل خفقات قلبها وكأنها قد بذلت مجهود جبار للتو ! لتستدير بعدها بلحظة وهي تسبقه بالخروج من المتجر بصمت طلبا لبعض الراحة بعيدا عن كل تلك الذكريات المؤلمة والتي تصيب قلبها دائما بالمزيد من الإجهاد .

وقفت امام باب المتجر لبرهة وهي تنظر لحركة الناس بالمجمع التجاري الكبير ، لتخفض بعدها نظراتها بوجوم لحذائيها العاليين وهي تطرق بكعب احداهما على الأرض الصلبة برتابة تطغى على صوت الضوضاء من حولها .

افاقت من شرودها على صوت هتاف باسمها ، لترفع بسرعة وجهها بتوجس وهي تنظر للذي وقف امامها تماما وهو يبدو عليه من الشخصيات المرموقة وخاصة بملابسه الانيقة فاحشة الثراء ، ليقول بعدها بلحظات بابتسامة هادئة عملية تناسب مدراء الأعمال
"مرحبا يا غزل ، لم اركِ منذ وقت طويل ، هل تعرفين من اكون ؟"

رفعت حاجبيها بصدمة لبرهة وهي تحرك رأسها بالنفي هامسة بخفوت
"لا لم اعرفك !"

ردّ عليها الواقف امامها بثقة
"اسمي هو مروان حمدي ، هل عرفتني ؟"

عقدت حاجبيها بتفكير لوهلة قبل ان تهمس بعبوس محرج
"لا لم اعرفك ، اعتذر"

اومأ برأسه بهدوء بدون ان تهتز ابتسامته وهو يقول بابتسامة متسعة بغرور
"انا ابن شريك والدك وصديقه بالعمل"

اتسعت حدقتيها العسليتين بلحظة وهي تسترجع كلام والدها عن آخر شخص طلب يدها للزواج اكثر من مرة وهي تقابله دائما بالرفض والذي يكون الآن الواقف امامها يتكلم معها بكل هذه الأريحية ! لتنتفض بعدها بسرعة وهي تلوح بيدها بارتباك قائلة بحياء
"اجل تذكرت ، مرحبا بك يا رامي"

ارتفع حاجب واحد بخفة وهو يقول بتعديل
"اسمي هو مروان ، وعلى كل حال غير مهم فقد اردت ان اسلم عليكِ"

تنحنحت بإحراج اكبر احمر معها خديها باشتعال وهي تهمس بخفوت معتذر
"اعتذر قصدت مروان ، اهلا بك بأي وقت ، ولكن كيف تعرفت على شكلي وانا لم اقابلك بحياتي !"

اتسعت ابتسامته العملية وهو يقول بنبرة واثقة اقرب للغرور
"قد تكونين لا تذكرين ولكني اتذكر جيدا زياراتكِ مع والدك للشركة عندما كنتِ اصغر سنا ، بالرغم من انها زيارات متفرقة ولا تحصى ولكني رأيتكِ بها وحفظت شكلك جيدا ، ولأنني لم اتكلم معكِ بأي مرة من زياراتك لهذا لا تستطيعين تذكري"

اومأت برأسها بشرود وهي بالفعل لا تذكر بأنها قد لمحته بتلك المرات القليلة والتي كانت تخرج بها من جحرها للذهاب مع والدها لمكان عمله والذي كان المتنفس الوحيد لها فيما مضى !

تسمرت بمكانها لوهلة وهي تنظر جانبا ما ان ظهر الذي خرج من باب المتجر من خلفها ، ليقف بعدها بجانبها وهو يوجه نظرات قاتمة للشاب الواقف امامهما قائلا بضيق واضح غير مفهوم
"ماذا تريد يا هذا ؟"

ارتفع حاجبيه بصدمة وهو يدقق النظر به للحظات ليقول بعدها بابتسامة جامدة
"من هذا الرجل يا غزل !"

ارتبكت ملامحها وهي تهمس بخفوت متوجس
"هذا يكون......."

قاطعها الصوت الصارم بجانبها دب الرعب بأوصالها وهو يقول بغضب مكتوم بدون اي مقدمات
"ولما تسألها هي ؟ يمكنك التكلم معي انا شخصيا بدل هذه الطريقة الرخيصة بالمراوغة ! ألا إذا كنت معتاد ان تتكلم مع الفتيات اكثر من الرجال اشباهك ؟"

زمت شفتيها بارتجاف ممزوج بالذعر وهي تنظر للذي وجه نظرات غاضبة دفعته ليخرج عن لباقته وهو يقول بجمود خافت
"يبدو بأنك لا تعلم من اكون وما هي مكانتي ! ولأنني محترم اكثر منك لن اجابهك بنفس الأسلوب ، فمكانتي تحتم عليّ ألا احتك بأمثالك"

ابتسم المقابل له بغموض لبرهة ليهمس من فوره باستهزاء بارد
"إذا كنت قد انتهيت من ثرثرتك يا طفل جيلك ، فيمكنك ان ترحل من امامي قبل ان انسى المكان الموجود به والذي يحتم عليّ ألا اتجاوز حدودي مع طفل مثلك"

عبست ملامحه بلحظة بتجهم وهو يحاول الحفاظ على لباقته امامه ، ليوجه نظرات اخيرة للساكنة بمكانها بوجل وهو يقول لها بمودة
"وداعا يا غزل ، واوصلي سلامي لوالدك"

اومأت برأسها باهتزاز بدون معنى وهي تشاهد الذي رحل بعيدا عنها ، وما هي ألا لحظات حتى شعرت بيد تمسك بذراعها وهي تديرها نحوه بقوة قائلا بصرامة قاطعة
"من ذلك الرجل الذي كنتِ تحادثينه من وراء ظهري يا غزل ؟ ولما خرجتِ من المتجر وحدك بدوني وقبل ان انتهي ؟ هل تحاولين التهرب مني ليحلو لكِ الجو برفقة الرجال والتسلية بقصص حبهم التافهة ! والتي تسمونها بقاموسكم الصداقة البريئة ، كم هذا الأمر يدعو للاشمئزاز والقرف !"

انفرجت شفتيها بانشداه لوهلة قبل ان تتصلب بمكانها بلحظة وهي تنزع ذراعها بعيدا عنه بعنف ، وما ان رفع نظراته نحوها بحدة حتى وجهت له نظرات محمرة بغضب يخرج منها لأول مرة وهي تلوح بذراعها هامسة بغضب وبدموع تدفقت بمقلتيها لا إراديا
"ومن انت لتحكم على حياتي بهذه الطريقة المهينة ؟ وما لذي يجمعني بك من الاساس لأذهب برفقتك واختار هدية لحبيبتك ! وانت تتهم ذلك الرجل بينما يحلو لك رفقتي والذهاب معي ؟ هل تظن بأنه لديك الحق لتتحكم بمجريات حياتي وتستحقرني هكذا فقط لأنك تدير شؤوني الدراسية ؟"

ارتفع حاجبيه بوجوم للحظات بدون ان تلين ملامحه وهو ينظر للتي كانت تتنفس بقوة ما ان انتهت من فورة غضبها والتي اشعلت وجهها باحمرار دموي ، لتربت بعدها على صدرها بكفها الصغيرة وبنبرة عادت لنغمتها الحزينة الآسرة
"اعلم بأني ابدو طفلة مثيرة للشفقة ولا املك اي حيلة للدفاع عن نفسي ، ولكني مع ذلك دائما ما احاول جهدي لمقاومة ذلك الشعور ونفضه بعيدا عني ، فقط كل ما اتمناه ان يتوقف الجميع عن قسوة القلوب فهي مؤلمة جدا حتى بالنسبة لك !"

عبست ملامحه بعضلة بزاوية فكه بارتباك وهو يشرد بحزنها المؤلم والذي على ما يبدو بالغ بجرحه بدون قصد ، وكل ما كان يحركه نزعة الدفاعية عن الضعفاء واستنكار علاقات الحب التافهة والتي تتملكه بين الحين والآخر ، وما ان كان على وشك التبرير حتى استدارت من فورها التي بدأت بالسير بعيدا عنه اقرب للجري المتعثر على كعبي حذائيها والذين كانا يطرقان على الأرض بحدة جديدة وبنغمة مزعجة .

اتسعت عينيه بصدمة وهو يتحرك من فوره خلف التي اختفت بين امواج البشر الهائجة مثل بحر عالي اخذها بجوفه بلحظة خاطفة ورحل ؟ ليدور حول نفسه بتخبط للحظات بدون ان يجد لها اثر وبعد ان اختفى صوت طرق حذائيها المزعجين بين اصوت حشد من احذية الفتيات المسننة وبنغمات إيقاعية متفرقة اصمت اذنيه عن سماع صوت آخر غيرها !

_____________________________
بعد مرور يومين........
كانت جالسة على ارض الشرفة بسكون وعينيها الداكنة ساهمة بالنظر للسماء الشاحبة والتي تخيم من حولها بأجواء باردة قبل موعد الشروق بساعات ، وهي تريح جانب رأسها على العواميد الحجرية الخاصة بحاجز الشرفة بشرود طفى على ملامحها الجليدية بحالة من الصمت والهدوء ، والذي لا يظهر عليها سوى بمقتطفات قليلة تأخذها من حياتها غدرا والتي تنعزل بها عن باقي البشر ، وكل محور تفكيرها قد اصبح يدور فقط بحدث اليوم والذي يكون يوم زفافها المزعوم بدون اي استعداد او حماس لهذا اليوم وكأنها مجرد ضيف غير مهم بتلك الحفلة التافهة وليست العروس نفسها وتلك الحفلة بأكملها على شرفها ! وهذا ما دفعها ليفارقها النوم لثلاث ايام متواصلة لم يستطع فيهن ان يغمض لها جفن ، وليس بسبب التوتر والتفكير والذي يرافق عادةً اقتراب موعد حفلات الزفاف مثل اي عروس بل بسبب انعدام الثقة والذي اصبحت تعاني منه مؤخرا ، وهي فقط تفكر بمستقبلها المجهول وما سيحول به بعد انتهاء هذه الليلة وانزال الستار على مسرحية حفلة الزفاف ؟!

تنهدت بتهدج وبسكون لا يقطعه سوى صوت خرير الماء بالنافورة الحجرية والمستوطنة بالحديقة الامامية ، وهي تدلك على ذراعها برجفة احتلتها رغما عنها من تحت قماش بيجامتها القطنية لتصلب جسدها بلحظة قبل ان يعود لسكونه المعتاد ، اخفضت جفنيها الحمراوين بنصف اغلاق وهي تحني حدقتيها المائلة بزرقة بحرية لكفها الممسكة بالدب الصغير الازرق والذي عثرت عليه (روميساء) بين الملابس ، وهي لا تعلم حقا سبب وجوده معها الآن بهذه اللحظات اليتيمة ؟ فكل ما تعلمه بأنه لم يفارق لياليها الطويلة السابقة وكأنها تحتاج لرفيق ولو كان مجرد دمية صماء لتشاركها وحدتها القاتلة والتي لا احد يتحمل اكمالها معها ؟ بالرغم من وجود شقيقتها والتي اصرت على ملازمتها لثلاث ليالي كاملة قبل موعد الزفاف ، ولكنها كالعادة ما ان تعود من عملها حتى ترتمي مثل القتيل ما ان تضع رأسها على الوسادة وخاصة مع المهمة الجديدة والتي استلمتها بخصوص تجهيز كل ما تحتاجه من اجل يوم الزفاف وهي بكل يوم تتنقل بين الأسواق بدون اي كلل او ملل .

عانقت الدمية بيديها معا وهي تقربها امام وجهها بلحظة قبل ان تعلو شفتيها ابتسامة باردة هامسة بخفوت حزين
"ليس هناك احد آخر غيري انا وانت !"

ارتجفت عضلة بابتسامتها بدون ان تفارق ملامحها الباهتة وهي تتلمس على الشريطة حول عنقه بأصبعها الإبهام بشرود اخذها بعيدا على حين غفلة ، لتدير بعدها رأسها للجانب الآخر قبل ان تجتاحها جبهة هواء عبثت بخصلاتها المجنونة بقوة ، لتلتصق بملامحها وعينيها الدامعة ببرودة الهواء وبتشنجات جسدها وهي تبثها بحدقتيها الساكنتين بدون اي تعبير مطلقة سراحها مثل روحها الهائمة بسماء عالمها وهي تطلق جماحها لأول مرة .

تنفست بارتجاف قريبة للانتفاضات وهي تغمض عينيها لخيوط ذكرياتها البعيدة وهمسات الرياح تلعب بملامحها والتي صنعت بعقلها شبكة رقيقة ، وهي ما تزال تسمع صوت الضحكات البريئة والخطوات الصغيرة والتي كانت تجري خلف التي وقفت فجأة امامها لتلوح بعدها بالدمية بيدها وهي تقول بمرح صارم
"الدمية الخضراء لي ، وانتِ لديك الدمية الزرقاء ، لذا توقفي عن سرقتها لأنها ليست لكِ"

تبرمت شفتي الطفلة التي لم تتجاوز سن السادسة بعد وهي تشير بأصبعها الصغير هامسة بتصميم
"بل اريد تلك الدمية ، اعطيني دميتك يا روميساء ، انا اريدها"

ضربت الطفلة الاخرى بقدميها ارضا وهي ترفع الدمية عاليا هامسة بغضب
"لا لم تحزري ! تريدين افساد دميتي كما فعلتِ بالدمى الأخرى ، وايضا انتِ مهملة جدا بخصوص الألعاب الخاصة بكِ ، وانا من المستحيل ان اترك دميتي بين مخالبك الصغيرة"

زمت شفتيها الصغيرتين بعبوس وهي تلوح بيديها هامسة بتذمر طفولي
"غير صحيح انا محافظة ولست مهملة ، واريد تلك الدمية الآن وحالاً"

حركت رأسها بالنفي وهي ترجع الدمية لخلف ظهرها هامسة برفض حانق
"لن اعطيكِ دميتي ، لديك الكثير من الدمى معكِ ! لذا اذهبي والعبي بأي دمية بعيدا عن دميتي"

زادت ملامحها عبوسا وهي على وشك الانفجار بكاءً لترفع قبضتيها الصغيرتين بلحظة وهي تضرب بالهواء صارخة بنحيب
"اريد تلك الدمية ، اعطيني إياها ، اعطيني إياها"

وما ان بدأت بالصراخ والنحيب حتى قصف صوت الضرب القوي على إطار باب الغرفة وصاحبتها تصرخ فوق بكاءها بعصبية مفرطة
"كفى اصمتا حالاً ، لا اريد سماع اي نحيب او صراخ يصدر منكما ، وإذا سمعت اي ضوضاء اخرى فأنا عندها سأحرم كليكما من اللعب بالدمى طيلة حياتكما"

ألجمت الصدمة كليهما للحظات بدون اي صوت او نفس وهما يعرفان جيدا ماذا سيحدث إذا نفذت تهديدها وخاصة بحالتها العصبية الهستيرية تلك والتي دائما ما تصل لها بفعل العمل والضغط الشديد عليها ، وما ان غادرت من امامهما حتى تنفست كليهما براحة قبل ان ترفع صاحبة العيون الزرقاء بدموع باتجاه التي كانت تنظر لها بعبوس عاتب ، لتتنهد بعدها باستسلام بثواني وهي تمد الدمية لها قائلة بعطف وشفقة عليها
"هيا خذي دميتي والعبي بها بقدر ما تشائين ، ولكن حاولي المحافظة عليها وعدم اضاعتها لأنه ليس لدي الوقت للبحث عنها ، ومرة اخرى إياكِ ان تسرقيها بدون إذني فهذه عادة سيئة وليست لطيفة ابدا"

اجابتها بسرعة بثغرها الباسم وهي تضحك بدموع الفرح
"انا اعدكِ يا آنسة شريرة"

عضت على طرف لسانها وهي تكتف ذراعيها فوق صدرها هامسة بغيظ
"ماكرة"

فتحت عينيها ببطء شديد وهي ترفع كفها لتمسح بطرف اصابعها بعض الدموع المتدفقة بأطراف مقلتيها الباهتة وهي تهمس بخفوت غير واعي
"انا اعدك بأن احافظ عليها من الضياع وبكل ما استطيع من قوة"

اعادت رأسها للأمام وهي تبتسم بارتجاف لوهلة ناظرة للدب الصغير امامها والذي ما يزال بيدها ، لتهمس له بعدها بلحظة بابتسامة واهية بغرابة
"أليس هذا صحيحا ! هل تراهن ؟"

مرت لحظات اخرى على سكونها الصامت والذي لا يقطعه هذه المرة سوى صوت صفير الرياح الباردة وماء النافورة بالحديقة وابتسامتها تذوي رويدا رويدا حتى احتضرت بمكانها بثواني ، لتعود لصفحة ملامح الجليد بلحظة وهي تمسك بحاجز الشرفة بيد لتقف من فورها باستقامة .

نظرت للنافورة الحجرية لبرهة والتي تحتل منتصف الحديقة وهي تهدر الماء برتابة والشيء الوحيد الذي كان يقطع صمت اللحظات الماضية ، لتدس بعدها خصلاتها خلف اذنيها بقوة وهي تحاول الافلات من حجزها بتمرد .

استدارت من فورها وهي تنسحب لداخل الغرفة قبل ان تتجه بلحظة امام الحقائب المتراصة بجانب بعضها البعض بتنظيم ، لتنحني بعدها على ركبتيها وهي تدس الدمية بداخل طيات الملابس والتي رتبتها (روميساء) بدون ان تغفل عن شيء من اجل هذا اليوم المهم ، وهي تشعرها وكأنها ستنتقل للطرف الآخر من العالم وليس لغرفة اخرى تقبع بنفس المنزل !

وقفت بلحظة وهي تسير بجمود باتجاه السرير والذي تنام عليه رفيقتها المؤقتة بالغرفة والتي ستنتهي اقامتها بها غدا ، لتجلس بعدها على طرفه الفارغ لوهلة وهي تتبعها بجسدها والذي استلقى ببطء من فوق ملائته الناعمة بصمت ، ادارت نفسها وهي تنام على جانبها ناظرة لوجه المقابلة لها والتي كانت تغوص بسبات عميق ، لتحاول بعدها اغماض عينيها علها تعطيها بعض من هالة نومها وهي تستغل الدقائق الباقية للشروق لتستطيع الغوص بها وبعد ان جافاها النوم لأيام....فقط دقائق وستكون بأفضل حال لتستعد للقادم من حياتها .

يتبع.............


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس