عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-21, 02:19 PM   #205

عمر الغياب
alkap ~
 
الصورة الرمزية عمر الغياب

? العضوٌ??? » 312449
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 754
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond reputeعمر الغياب has a reputation beyond repute
افتراضي



الـجُزء الثاني - أزهرتُ بهطولك



مساء ما يليق الا فيكم

مساء جميل لي ولكم يارب..

***

من ناحية زهرة والجنون الي تلبسها ، بعد وحدة
مالها غير جنون رعد ولا الاعظم يكون أبوها
الحالة النفسية الي تمر بها جداً مُتعبة...


أنا اخذت استراحة محارب.. الآن لازم اوفي بالوعد
إن شاء الله نختمها على خير.. بشكل الي يرضيني و يرضيكم..

في النهاية مالكم بالهذرة طويلة..


***



قراءة ممتعة

لا تلهيكم رواية عن الصلاة








***







فيا لك من وردة أُرهِقت..
بحوْم الفراش .. وسقط الندى
ويا لي من شاعر عاشق ..
ينادي الهوى .. فـيخوض الردى ..

- غازي القصيبي



***

الفصل السادس



***


(٢٧)


" كل البياض الي مضى ظلّك "









بالنظر إلى الوراء.. عشت لحظات عصيبة انا وأحمد … واقف وظهري مستند على ظهر أحمد، ومع اقتراب الذئاب الخمس.. والظلام الدامس.. وجلستنا الحطب المشتعلة من بعيد..
همست بخوف " يا ولد إبراهيم .. يخافون من صوت السلاح.. ارمي عشوائي.. "
أحمد بنبرة القلق " صدقت.. عوذه وش جاهم خمس مره وحدة!!! "
بقهر وألم طفيف يغزو على جسدي رويداً.. حاولت أن اقف بصلابة
بصوت ثقيل " أحمد مهو وقت غشمرتك.. صوب عشوائي لأجل يهربون.. "
أحمد ضرب على الذئب الذي حاول ان يقترب منه، وكانت الرصاصة صائبة حتى سقط مقتولاً… وثم رفع السلاح الى السماء الحالكة بسواد والظلام … طلقة ، طلقتان حتى يجدهم قد اختفوا من الانظار ..
حينها سقطت بتعب.. التفت علي أحمد وبخوف وقلق " يا ولد انت طيب.. "
واذا بأطرافي الباردة وبصوت ثقيل اجبته " بخير.. كفو يا ولد إبراهيم سيرتك الليلة بـ تنتشر … مقتل ذئب وهروب اربع من ذئاب.. "
أحمد بخوف وهو يرى مدى تعب الذي بدأ يزحف على وجهي الشاحب..
بنبرة مثقلة وهو يضع يدي حول كتفه.. مستنداً عليه مشينا حتى وصلنا لسيارتي، فتح باب الخلفي ومن ثم نمت مستلقياً، واذا به يصعد للسيارة ومحرك بـ اقصى سرعة وصولاً الى أقرب مستشفى..


نظر بي يتأكد من عدم النوم..
احمد " البدر انت معي يا اخوك.. لا تنام.. تكفى لا تنام.. "
بصوت متعب ومخدر " طيب.. لا تـ ـخـ ـاف.. "
احمد " وش لنا نغير مكاننا كان جلسنا على مكانا الاول.. الله يهديك بس.. لا تنام.. قول اي شيء.. "
ضحكت بتعب " بـ ـتـ ـتزوج و تـ ـفـ ـارقـ ـنـ ـي.."
ضحك احمد وهو يخفي قلقه " اي بس قبل ما تزوج بنشب بحلقك وتتزوج معي.. الـبدر.. خلك معي واعي.. لا تنام.. "
لكن ثقل الجفون.. لها كلمة الأخيرة..







***







بتعب جلست على طرف سرير " طلقني.. وانا بوجهك يا ولد عبدالله انك تطلقني.. "
وهو جلس على الكرسي الاقرب من التسريحة وبصدمة وضع يده على رأسه ثم رفع عينه يتأملني … وكأنني لست الفتاة الحبيبة التي عشقها .. نظراته كانت كفيلة بقتله.. لو ان نظرات قتلت لا كنتُ ميتة منذ الآن.
بغصة اردفت " ما قصرت يا ولد الرجال .. لكن وش تبي بـ نصف حرمة؟! واضح ابوي ما حكى لك عن مرضي.. وحتى لو حكى لك انا ما اصلح لك.. انت رجال كبير ولك عيالك وحرمتك … انا مجرد وحدة حبيتها وانتهت بحياتك.. يمكن تقول ليه ما حكيتِ من قبل.. الي ما تعرفه يا ابو عبدالله انا مصابة بمرض الخبيث.. و ما هوب بعيد تلقاني متوفية قريب.. لذلك اعتقني لوجه لله.. "



رأيت اقتحان الدموع، بعينيه والذي اصابه الاحمرار وغضبه كان صامت بشدة.. خرج بهدوء دون اي ردة فعل..

بكيت حتى انتهك تعب بي.. نمت من شدة الارهاق.. ولا يسعني الا صورة جدتي منيرة.. اجدها أمام عيني المغلقة..


***



بقهر " الله حسيبك يا مشعل.. يا رب انصرني منهم.. يا رب.. وينك يا أخوي فيصل! وينك يبُه عمر وينك عن بنتك وحيدتك...؟ وينك يُمه مهياف...؟ "

حاولت أن اشغل نفسي رتبت البيت ونظفته.. لكن قلبي مجروح.. متزوجة منذ سبع سنين.. وعلى مدح اخي فيصل..

فيصل " يا قلب اخوك.. ترى والله نشمي.. بس اعلمك تراه غيور شوي.. وما عنده إلا اخو واخت.. وأمه خط احمر عنده ما يرضى عليها بكلمة.. "
ابتسمت حينها ببراءة تفكيري
ردفت بهدوء وابتسامة خجل " ما عليك يا أخوي انا موافقة أولاً انه خويك.. يعني ما يبعد عنك.. وثانيها بار بأمه وأبوه.. يعني إن شاء الله بتوفق معه.. "
فيصل بنبرة حنونة " بس بعد استخيري.. تراك اختي ولا ابيك تتعجلين.. "
ضحكت برقة " قول انك ما تبيني اتزوج.. يعني بعد ما يصير اجلس عند ابوي.. "
فيصل " ابوي رفض كثير خطاطيب لأجل ما احد يستاهل درته الثمين.. بس بعد أقول لك يا أخوك تستخرين.. "
ضربته على كتفه " فيـــــــصل قلت موافقة انا مرتاحة له والله.. "


ما كنت اعلم بأنني وافقت على وفاة روحي.. إنك أكبر من كونك شريك حياة بل إنما شريك قتل قلبي.. أنجبت منك فتاتان كانت هما مصدر قوتي.. أتذكر يومها أتيت من العمل غاضبا من احدى زملاء العمل..

" مشعـــل .. معقولة ذولي بناتك.. ما انت مزيون وإلا مملوح... "
لتأتي محملاً بالغضب الكبير.. لتضربني بشدة وتشد شعري..

مشعل " يا الحقيرة.. كل من شاف بناتك يشوفون وجهك... أنتِ مفروض تموتين... "

وبأنين " خــــــــلاص يا مشعل.. الله يرحم والدينك وش ذنبي إذا طلعوا يشبهوني؟!!! دخيلك خلاص.. اتركني تعبت منك والله العظيم تعبت روحي منك... "

مشعل بقهر وهو يضربني على بطني " فارقي... يا بنت ابليس فارقي.... واهلك قسم بالله ما تشوفينهم... وفيصل اخوك الي تنخينه حلم ابليس بالجنة تلمحين وجهه.. "

والكثير... الكثير من حبه المجنون وغيرته المفرطة إلى حد الأنانية.. صديقتي والتي تحاول أن أكون أقوى واتطلق منه.. ما يُسكن ثورتي بأنني لن أضحي ببناتي.. فجنونه وصل إلى مراحل إن عتبت منزل البيت فسوف تحرمين من إحدى بناتك، وقتل أخيك...

سنة تجر سنة أخرى... أرى أمي وأبي وقت المناسبات الكبيرة كالعيد مثلاً..
وبعد هذا الدمار الذي أصابني.. فلا أثق بـ أحد.. اعلم بأن الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه ولقد ابتليتُ بك.. فـ نعم البلوى وإنا لله وإني إليه راجعه، ولأجر الله خير للصابرين..




***



الفياض أبو محمد " كثر الله خيرك يا أبو رفيف.. "
ابتسم سطام أبو رفيف " ما سويت إلا الواجب.. عاد بنصير أهل لزوم تزورنا مرة ثانية.. "
ضحك الفياض أبو محمد بهدوء " أكيد يا أخوك.. "

رنين هاتفي أمسكت به لأجد اتصال من احمد بن إبراهيم..

بـ عقدة الحاجبين فتحت الخط ...
بهدوء " حي الله أبو إبراهيم.. "
حينها نظر لي والدي الفياض..

وبنبرة موجعة حاول أن ينقل الخبر بصعوبة
ابتلع ريقه " محمد.. أبي منك تجي المستشفى.. "
بخوف " عساه خير! وش عندكم في المستشفى؟! "
أحمد " البدر لسعته ثعبان، وهذا هو داخل عند دكتور يكشفون عليه... "
بوجع " هو طيب.. علمني صدق.. "
أحمد بوجع مماثل له " إن شاء الله انه طيب.. ما قدرت انقل لخبر لعمي الفياض.. "
بثقل من نقل الخبر " ساعة وأنا عندك.. ما قصرت.. "


***

نظرت لمحمد وملامحه التي لا تبشر بخير.. الحلم الذي لا يغيب عن ذهني منذ الصباح..

بهدوء " عساه خير! وش فيك؟ "
محمد نظر لي نظرة مباشرة وأردف بوجع " البدر.. كان في البراري.. وعاد تعرف مزح العيال.. "
بوجع " قل وش صار.. أخوك حي.. "
محمد " بإذن الله انه بخير وطيب.. لسعته ثعبان وهذا هو في المستشفى "
لأنهض من مكاني " قم ودني لأخوك.. بس قبلها خالتك المهرة ما أبيها تعرف شيء... لين تشوفه حي قدامها.. انت تفهم.. "
محمد اقترب مني ممسك يدي " ابشر.. لك الي تبيه يا الغالي... "



***



ابتسمت للجوهرة.. بعد اتصال من محمد... ودعتهم، لأخرج واجد سيارة محمد...

سارة أم محمد " وشلونك يا أبو محمد...؟ "
الفياض الذي كان يقف عند باب الجانبي من سائق السيارة..
وبحدة " من الله بخير.. يا محمد.. خذ أمك وتوكل على الله.. "

وبضيق من الموقف " أجل وينه سائق، وراه تأخر؟ "
محمد " يُبه.. حياك معي.. أوصل امي وعقب اوصلكم... "

ما زلت على طرف النظر تشاور مصيرك، أعلم أن ما سأفعله الليلة، الجنون في الحُب رزانة والثقالة فيه كما يقولون : حماقة...
ومن أعمق اللحظات وجدت امسك بيد الفياض.. وبكلام بيني وبينه
" أخذ لي سائق أجرة، ولا أطلع مع طليقتك!... "

***
ابتسمت في وقت لا يحق للابتسام..
والحل بـ يدي ، واشتعال نار عينيها كلامها وحديثها ليس بالوقت المناسب..

بنبرة واثقة " تعالي.. جات لي شغلة ضرورية ولزوم أكون متواجد هناك.. بعدين وين بلقى بها الوقت وبعيد عن البيوت.. اطلعي السيارة الله يهديك... "
ضغطت على يدي وبوجع " الفــــــياض! لا تختبر صبري... "
حاول أن يكتم ضحكته، متلذذ بغيرتها، وظروف لا تناسب..

بحكمة " لا وصلنا بفهمك كل شيء.. يلا يا أم خالد.. وقفتنا ما هوب حلوة... "

***
ولأنني الغضب اشتد بي.. أمسك الفياض بيدي وهو يفتح لي الباب... وصعدت لأجلس بغضب خلف مقعد التي كانت تجلس بها سارة أم محمد..

سارة أم محمد بقهر " إلا يا أبو محمد! غريبة للحين ما تزوجت! "
لـ يتجاهلها كلياً...

محمد وهو يرى الأجواء المشحونة.. تشتعل كالحرائق...

بهدوء " يُمه.. ما هوب وقته ابد.. "

الفياض بثقل اصرف النظر وهو يستغفر بصوت مسموع... ممسك بسبحته..

وعلى الرغم من أنني لا أحب أن أنزل من مستواي لها.. كان صمتي القاهر.. مضطرة ألا أنفجر عليها وأخبرها كم هي تافهة ومنافقة.. بل كيف بأنها يوم من الأيام كانت صديقة والأقرب لي.. وصمتك واستغفارك كان كفيل بتهدئة اعصابي الثائرة.. ما وجدته معك يا الفياض في سماحة ملامحكَ وما خاطبني به حدسي تجاهك من مودة ورحمة.. هو ما جعلني الآن ألقي بما لي ومن صراعات هذا الموقف..

صمتك وهدوءك... وجهك الذي تأملته غير عن عادته.. فـ للعاقل أن يرى ضحكة على الأقل تُبشر بأنك سعيد لزواج ابنك..


ها هو محمد يقف سيارته.. وتنزل أمه ...

محمد بزلة " ها يُبه اوصلك للمستشفى.. "
كانت قذفة الشعور في قلبي تلمع عيني...
بضيق النظرة وأنا أرى ملامحه منزعجة
وبغضب " يعني لزوم تخربها يا ولد.. "
بخوف، وشعور يشبه البكاء والحزن
بلعت ريقي " وش فيه؟ وشوله تروح للمستشفى! لا يكون تعبان.. "
أتنظر لي، و خوفك علي..
وبهدوء " أنا طيب... "
بضيق " سامي وليدي سامي عسى حالته ما هوب كايده.. يا ويلي يا قلب أمك.. "
الفياض وهو يقبل رأسي ويضغط على يدي بهدوء " اهِدي.. سامي طيب... يا أم خالد.. "
رؤية خالد المرتاح مع زوجته... و لا يسعى ذاكرتي سوى ابني العنيد والمحب لجلسة ( البراري) ...
اهتز كتفي من بكائي المتواصل ليس ضعفاً، هذا البكاء والخوف...
وهو الذي يواسي قلبي " اذكري الله يا المهرة.. طيب البدر طيب... "
بوجع " أبي أشوفه.. هـا الولد دومه يشقيني.. يا حرقة قلبي على ضناي... "
الفياض ضم رأسي وقبله بكل حنية " يا بعد قلب أبو محمد.. بإذن الله طيب.. بعد ما يصير أخذك معي.. المهرة ترى اعرفك ما تتحملين وقفتك.. بعدين سامي منهو يجلس عنده.. أنا بطمنك عليه.. وإن شاء الله ما عليه خلاف.. "
ببكاء روحي " يا الفياض.. تكفى اشوف وليدي.. قلبي يوجعنن عليه.. "
الفياض بحزن على ما آل إليه حالي " طلبتك يا روح الفياض.. تهدين.. أنا ما اثق إلا من بعد الله ثم أنتِ.. إن شاء الله انه طيب.. وعد علي انه اول ما أشوفه بخليه يكلمك... ها وش قلتي.. "
بغصة " أمري.. لله.. "


***



بقايا صوتي كان صدى عميق يعود ما قبل تسعة وعشرون عاماً..

أن الأصوات بعدك يا جدتي .. تموت
الحناجر التي اختنقت من الكلام، الخالة المهرة كأنها الشجرة التي هرمت.. كُل المشاعر فاضت.. لكن قبل موعد السفر بساعات
رأيت جدتي المزن نائمة بهدوء على فراشها

كانت وفاتها أشبه با الفاجعة.. على حينها تراكمت الخوف والقلق
صوتها الذي كان يودع و توصيها بأن تنتبه على نفسها وتسعد..
أتذكر مرور العام الحزين، وحزن جدي الغازي بفقد من كانت له عمر.. واخبارنا بوجود احدى اخواته الثلاث.. أم غسان..

كانت العلاقة شبه مقطوعة.. ولكن لم تيأس حتى تقف عكازاً لأخيها الغازي الغانم..
أتيت بذاكرة لا تنسى ابداً... علاقتي مع نايف كانت من سيئ إلى اسوء..
وكانت نهاية حكايتي معه أن نفترق...
ولا أبالي من يقول..

" يا الخبل عودي له.. ذا نايف الي يحبك من صغر... "
" عز الله انك ضيعته من يدينك واجلسي كذا معلقة.. "


صوتي الخانق.. لن أخبرهم بشكوك التي كانت تلتهمني مرة وثانية حتى تعددت وصرت لا أحصيها..
عادت قوتي وانا اعلم بأن اخي ياسر الذي انكسر ظهره من حمل الثقيل..
فـ بقيت أعيش أنا والدتي حتى انتقل ياسر للعيش معنا هو وزوجته ريما..
كانت أيام ثقيلة.. وضعت كل همومي برواية التي وأخيراً قاربت على النور
فرحتي وأنا أجدها مصفوفة على المكتبة... وفي خلال عامين اخذت أكثر مبيعاً...
خلالها سمعت خبر زواج نايف ابن الخالة غدير.. ابتسمت بهدوء
وأنا اسمع صوت ديما وريما...

ريما " الحين ولد خالتك بـ يتزوج احد غيرك... يا الخبل ارجعي واكسري ظهره.. "


بهدوء " ما تدرين اني قفلت باب قلبي.. عسى الله يوفقه، وهو متى ما بغى يطلق... ما راح اجبره.. "
ديما " أنتِ تعرفين بالقطيعة الي صارت بعد موضوعك.. استخيري وارجعي له يا وهج.. "
بغضب " ما عادني له.. ثلاث سنين وانا بين شكه.. خله يتوفق بعيد عنه.. وانا كذا عايشه حياتي.. ولا له شغل فيني.. "
الخالة المهرة والتي امسكتني بيدها
وبرزانة " طيب وإذا ما طلق يا بنت اختي! تجلسين كذا زود معلقة.. "
بضيق وقهر " لا تطلبون شيء فوق طاقي.. قولي عني خبل ، مجنونة ، مهبولة كل الي تبونه لكن ارجع له مستحيل.. والله انه ما يشوفني حتى بأحلامه.. "
المهرة " هو خبل وركد.. والله يا انه كل يوم ناشب لي بروحة والجية يكلمني في موضوعكم.. ارجعي واكسري رأسه.. خذيها مني يا خالتك.."
في السابق كنت قوية.. احزن حينما لا أستطيع فعل شيء، والآن أصبحت أكثر قوة.. عُدت إلى ترتيب أولوياتي مرة أخرى، علمت بأن الخسارة لا تعني النهاية.. خسارتك يا النايف ليست هي النهاية.. بل لجلس مئات الشهور واجعلني معلقة كما تشاء، لا يهمني بعد الآن..
المهرة " تكفين يا خالتك.. دوم يقولون أني العاقل الرزين.. كوني أنتِ العاقل الرزين ذا المرة.. وإذا زعلك اقسم بالله ما يرده إلا عكاز أمي بجنوبه.. بس ارضي و تركدي.. وش يقولون عنا الناس... "
بضيق وقهر " أنتِ من بد الناس يا خالتي المهرة ما هقيت تهتمين لكلام الناس... "
المهرة وبفطنة " يوم انك تعرفين ما اهتم لكلام الناس، وراه تعقبين علي.. ما أقوله لك إلا كود قلبك يحس ، لكن عنادك وين بوصل ؟؟ وش تبين أقول لهم؟ "
ألمٌ جديدٌ لا يشبه السابق ، لا أطلب منكم الرأفة.. لم أكن مسكينة فـ وهج التي أمامك رياحها قوية لا يكسرها بعض ثرثرة النسوة، كبرياء الصمت يمنعني من ذلك... مهزومة وأخفي ابتسامة هزيلة

حتى أجمع صوتي وأقول
" النايف ما أحبه ولا أكرهه.. فكوني منه.. أبي حريتي.. خليه يتطلق، ما هوب تقولون أنه حدد زواجه.. "
وهي تتأمل رعشة الحزن، واحتضنني..

بهدوء " طيب، وإذا الي صار بينكم الي صار.. يا بنت اخيتي ذا زوجك، وإلا و انه غشيم شوي.. ادمحي زلته.. وكوني اعقل منه.. يمشي مركبكم... "
بوجع وبقهر " أنتِ بذات جلستي فترة طويلة واخذتي حقك.. بس أنا غير.. ما أبيه.. عفته.. "
المهرة بقهر " تبين تسوين سوايا خالتك الخبل.. الكبرياء منعني وش الحين تشوفين، حرمة كبير لا الي توفقت ولا الي جبت ضنا.. تبين تجلسين كذا.. ها.. وراه ما تردين.... "
بكيت بحضنها " تكفين خالتي الله يسعدك ، قفلي سيرة... وش يهدم بين المرة ورجال، الشك.. لا دخل بين اثنين يسود كل الظنون... ما عادني اتحمل منه... "
المهرة " طيب يا عيون خالتك، النايف عاشق لك وموجوع مثلك، والله العظيم ما عاد هو مثل ما تخبرينه ضعيف وعود.. والنوم يا وهيج ما عاد يذوقه.. يعني يهون عليك كيذا تتركينه بلا قلب.. "
بإنهيار " طيب وش يرجع كرامتي ها يا خالتي.. تكفين لا احد ينبش بالموضوع أكثر.. إذا هو عنيد موجوع.. أنا بعد طرف الي ما احد حوله متمسكين بنايف وهج بقلعتها... أقصاها بترضى بكم هدية منه وتنتهي السالفة.. "
ضحكت الخالة المهرة وبحب " والله انك خبل.. هو عنادك ذا ما اخذتيه إلا مني.. وإلا يقول لك ما هوب الأولي.. والله ما هوب النايف الي تخبرينه.. يلا عاد لا تقول اغصبني واتغيصب... كم لك ثلاث سنين حشا.. جلسة محارب بينك وبينه.. ويا ليت جاب فايدة مير زود عناداً منك له.. ولا بعد بـ يركد الي برأسك العنيد.. "
ابتعدت عن حضنها " ما هوب بـ يتزوج.. خليه يفكني من شره.. كود ربي يوفقني من بعده.. "
المهرة والتي تحاول إرغامي ، ولا أرغب أن تقرأني.. كل الذي أنا بحاجته يا خالة المهرة.. أن أقتل تناقضات الهوى في صدري..



***



في الرياض

في المقهى..


هناك على طاولة جريدة " اخبارها مهملة "، وكوب من القهوة المُرة، دخان ، أوراق مبعثرة، وقلم نحيل، وكتاب ورفيقي مشعل

مشعل " وأنت بعد على كتابتك.. ما خلصنا.. "
تنهدت بملل " وش اسوي بعد... انت من أخذت أفنان اختي ما عاد نشوفها مثل قبل... كل هذا يكون متمسكة فيك... والله وتغيرت أختي... "
مشعل بقهر يكتمه بداخله " وش عرفك.. أنت لو تتزوج وتعقل.. بتعرف ليه أختك متمسكة فيني... "
ضحكت عليه " ما علينا وشلون حبايب خالهم.. وسن و راون.. "
مشعل بقهر " كبروا الله يحفظهم وما على لسانهم إلا الحلاوة... عمرهم سنتين وشهرين.. "
بضيق " اسمعني زين.. يوم الجمعة تعال أنت وأفنان والبنتين.. أبوي ملزم علي أنك تجي.. "
مشعل بتأفف " يا فيصل ماله داعي يتكلف عمي، ويذبح لنا ذبحية مالها لزوم ... "
بحدة " أنا بلغتك وأنت لـ عمك بكفيك.. بعدين يا الهيس.. أفنان لها فترة طويلة عن شوفتها.. مالك حق صراحة... "
مشعل بهدوء يخفي ورائه عواصف من الغضب " خلاص ولا يهمك.. الجمعة بإذن الله واحنا عندكم.. "










***




نهاية البارت السابع و العشرون..
نلتقي الخميس بإذن الله

وعلى أحداث تتأرجح بين الهدوء و رياح العاصفة..


***

همسة محبة/ " سيعوضك لأنك رضيت ، في وقت لم يكُن فيهِ الرضا عليكَ سهلاً. "


***

عمر الغياب / عَـبَـير



عمر الغياب غير متواجد حالياً  
التوقيع
ولي في الكتابة، خمسة الروايات :
المواجع والظنون - أزهـرتُ بهطولك
من يقنع الظلال؟ أنك فـ أهدابي
على ضِفَّة لوحة انتظار! وفي لحظاتٌ تُحَيك بهما الأَشواقُ
حنينٌ بقلبي
رد مع اقتباس