عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-21, 07:16 PM   #844

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل الحادي والثلاثون - القسم الأول

الفصل الحادي والثلاثون
شروق


لحظة وقوع الكارثة..
هي تلك اللحظة التي تتجسد فيها أسوأ مخاوفك، فتدرك أنك ستودع كل حياتك كما عرفتها بشكلها الاعتيادي قبلها.. وأن واقع جديد تتمهد طرقاته بمحيط الأفق بخطوات رتيبة سادية تتلذذ على شعورك بالذعر.. فتتمنى لو تتضاءل تنكمش حتى تتحول لذرات من الثرى تتطاير بالهواء فلا يكاد يشعر بها أحد..

هكذا بالظبط بدت حنان أمامي في تلك اللحظة، وهي ترتجف كورقة شجر خريفية هشة بلا وزن، فلا تستطيع التشبث بغصنها ولا تكاد تقاوم الرياح العاصفة، فتتساقط بخفة لا تحتمل.. لأنها تدرك أنها عندما تصل للأرض القاسية.. ستكون تلك لحظة النهاية..

كانت حنان ترتجف وتزداد انكماشا حول نفسها، وهي تهمس بذعر وعدم تصديق: "يا إلهي.. لقد ضاعت حياتي.. بسبب حماقتي"..

اقتربت منها واحتضنتها بين ذراعيّ بكل قوتي، وأنا أحاول بثها بعض الطمأنينة والسكينة..

مظهرها الملتاع أصابني بصدمة ألجمتني، فلم أستطع أن أسألها شيئا ، وإن كان رأسي يدور في عدة اتجاهات، كل منها أسوأ من الآخر..

كل ما نبهتني به غريزتي الآن، هو أن أدعمها بأي شكل حتى تتماسك، ثم نواجه معا الكارثة التي على وشك الحدوث.. إن لم تكن قد حدثت بالفعل..

مرت عدة دقائق وهي لا تزال تراجف بين ذراعي ومل علامات الذعر والانهزام والخزي تتابع على ملامحها، فأخذت أربت على ظهرها بذراعيّ وأهمس لها بكلمات تهدئها وتدعمها وتشعرها أنها لن تكون وحدها أبدا في ذلك الأمر..

في تلك الأثناء، انفتح باب المصعد من جديد، فرفعت بصري إليه لأجد حمزة يدخل حاملا تحوي بعض الأطباق من الطعام وبعض العصير والماء، فهمست لها: "حنان.. تمالكي نفسك قليلا.. عاد حمزة والولد حقا مرتعب.. لا أريدك أن تظهري ضعيفة أمامه.. اهدئي قليلا.. وكل شيء سيكون بخير.. أعدك بذلك.. مهما كان الأمر سنواجهه معا.. كلنا معك ولن نتركك"..

بادرت حنان بمسح دموعها بشكل مستتر حتى لا ينتبه أخوها لحقيقة الوضع..

تحرك حمزة بخطوات مترددة وجلس بجوار شقيقته على الجانب الآخر من الأريكة.. ثم قام بوضع الأطباق على ساقيه، وقرّب رأسها من فمه ولثم جبينها بحب ودفء صادقين.. فسالت دموعها من جديد لكنها كانت أهدأ قليلا هذه المرة غير تلك المحطمة للقلوب كانهيارها السابق فور تلقيها تلك المكالمة المشؤومة..

ربتت على كتفها بقوة حانية وغمزتها بشكل مستتر لم ينتبه له حمزة، ثم قلت بصوت هادئ: "تناولي بعض الطعام يا حنان واشربي العصير.. هذا الإغماء بالتأكيد سببه انخفاض ضغط الدم وشعورك بالإجهاد.. سأذهب لأطمئن الضيوف وأحضر زينة لنتسامر قليلا"، ثم منحتها ابتسامة داعمة وتحركت بسرعة نحو المصعد..

حين نزلت للطابق السفلي، كان أغلب الضيوف قد غادروا بالفعل، ولم يتبقى سوى زينة وزوجها، والعم علي الزين.. حتى سليم قد غادر لتوصيل زاد لمنزلها بعد أن تأخر الوقت..

فور أن لمحني الموجودون، اقترب مني حسام وهو يهتف لاهثا: "شروق.. هل هي بخير؟ لماذا لا ترد عليّ؟ أخبريني ما الأمر؟ هل.. هل تشكو من شيء؟ هل أستدعي طبيبا؟"..

كان القلق والتوتر يحفان مقلتيه بشكل يكشف بكل وضوح عن مشاعره التي كان يداريها نحو صديقتي الغالية، وهي بالتأكيد لا تشبه تلك اللي احتلت أجفانه يوم أن ودع تلك الوصولية علياء..

بهدوء مفتعل ولكنه لم يلحظه بسبب ارتجاف أعصابه، أجبته: "هي بخير صدقني.. ولكنها كانت تعاني من بعض الإجهاد، ولم تأكل شيئا طوال اليوم ففقدت الوعي، ولذلك تركتها مع حمزة الذي يطعمها بالحديقة العلوية حاليا.. هي فقط تحتاج.. حسنا.. تحتاج لجلسة نسائية.. هيا يا زينة".. ثم أغمضت عينيّ بطريقة تنبهها أن عليها أن تتبعني دون سؤال أو تعليق.. وهي فهممت مقصدي تماما ونفذت بالفعل بدون كلام..

وإن كانت كلماتي قد هدأت حسام قليلا، لكنها لم تنطلي على ذلك الآخر الذي يمتلك جهاز رصد خاصا يجعله قادرا على استشفاف متى تكون كلماتي صادقة ومتى أستخدمها فقط كستار أخفي خلفه اضطرابي وقلقي، فاستوقفني قبل أن أدخل المصعد، فأشرت لزينة بالصعود أولا، ثم تحركت معه إلى زاوية جانبية، فأخذ يسألني بقلق: "شروق.. ما الأمر؟ أشعر أن هناك شيء غير طبيعي يحدث.. لا أتوقع أن حنان أصيبت بوعكة صحية فقط.. هل هناك خطب ما؟"

أجبته بصدق: "لا أدري يا حازم.. لم تخبرني بأي شيء بعد، ولكنني أعتقد أنها قد وقعت في مشكلة ما، وقد أصابتها الصدمة بدوار وفقدان للوعي.. لكن ما أن تهدأ وتتناول شيئا لتحصل على بعض الطاقة وتستجمع شتات نفسها.. سأجعلها تشرح لي ما الخطب.. ووقتها قد نحتاج للمساعدة بالفعل.. سأذهب الآن.. هي بحاجة لي قبل أن تفقد أعصابها مجددا أمام حمزة"..

أومأ حازم بتفهم، بينما حرك مقلتيه شاردا فيما أخبرته، بينما تحركتُ مجددا نحو المصعد، ثم التفتت إليه وقلت بصوت يائس: "حاول أن تطمئن حسام فهو يبدو قلقا للغاية.. واطلب من خالد ألا يغادر.. قد نحتاج إليه أيضا".

رفع حازم حاجبيه مندهشا، لكنه لم يطل الاستفسار.. فقط أغمض عينيه متنهدا بتثاقل، ثم تحرك نحو أخيه وصديقه وعمه..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس