عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-21, 07:21 PM   #845

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل الحادي والثلاثون - القسم الثاني


حين صعدت للأعلى، كانت حنان ترتشف بعض العصير وتتلاعب بشرود بطبق المقبلات برغم محاولات زينة لإضحاكها وحمزة لدفعها لتناول بعض اللقيمات..

ولما وصلت للجمع، قلت ممازحة: "هيا ياحمزة.. اتركنا لنستمتع بجلسة نسائية قصيرة قبل أن تغادرا.. تعلم أن ثلاثتنا لا نجتمع سويا كثيرا.. وهذه فرصة لا تعوض"..

ناظرنا حمزة بعيون متحيرة وكأنه يدرك أن هناك خطب ما، غير أن إحدانا لن تتطوع بأي حال وتهم بتفسير الوضع.. فشيقيقته مازالت تحت تأثير الصدمة وأنا لا أعلم سوى أن هناك كارثة قد وقعت تخص صور حفل الحناء.. أما زينة، فهي لا تعلم شيئا على الإطلاق..

مط حمزة شفتيه بعبوس يناسب عمره الصغير ثم قال بقنوط: "لا بأس.. لكنها بخير الآن".. ثم نظر لأخته متفحصا وسألها بلهفة: "ألستِ كذلك؟".

أغمضت حنان عينيها وهزت رأسها موافقة، ثم قالت بنبرة مرحة بافتعال بعيد تماما عن حيويتها الطبيعية: "لا تقلق.. لقد استعدت نشاطي بعد ارتشاف العصير.. هيا اذهب لتجالس الشباب.. وأنا سألحق بك بعد قليل حتى نغادر"..

فور أن تحرك المصعد، جلست زينة إلى جوار حنان ثم ربتت على ظهرها برفق بحركات دائرية تهدىء من ذعرها الذي تسلل لوجهها من جديد، وحادثتها بنبرة قوية مباشرة دون انفعال: "أفصحي"..

قالت حنان بصوت ضعيف: "تمت سرقة هاتفي منذ عدة أيام، والآن نجح السارق على ما يبدو في اختراق محتوياته واستعادة بعض ملفاتي المحذوفة، ومن بينها صور حفل الحناء التي أظهرتني بدون حجاب وبتنورة قصيرة للغاية وبلوزة كاشفة.. لكنه لا يساومني على مقابل مادي.. لقد قال..." ثم عادت حنان للبكاء بلوعة وهي تصرخ: "الحقير.. الوضيع.. الدنيء"..

جلست أنا على الجانب الآخر وأمسكت يديها بقوة وأنا أحثها بكلمات مطمئنة على الهدوء والتماسك حتى نفهم لب المشكلة ونعمل على حلها..

تنهدت حنان بشفاه مرتعشة، ثم قالت بصوت غاضب يغلفه الألم: "قال إنه يريدني أن أتحدث معه عبر مكالمة بخاصية الفيديو من خلال تطبيق Skype بنفس الملابس التي ظهرت بها بالصور"..

توقفت حنان عن الحديث وهي تشهق بتوتر، ثم أردفت: "وعندما رفضت ونهرته، اتهمني بأنني أتظاهر بأنني فتاة مهذبة ومتدينة وأتحرك داخل حرم الكلية بخطوات عسكرية آلية حتى لا ألفت الأنظار لسلوكي المشين، وأنني لست سوى مجرد عا..عاهرة مقرفة تدّعي الفضيلة".

شهقتُ بصوت مرتفع، ونهضت من مقعدي وأخذت أتحرك بانفعال شديد دون وجهة حقيقية، لكن عقلي كان يصور لي أنني سأذهب مباشرة لقطع لسان ذلك الوغد الحقير..

استوقفني صوت زينة القوي النبضات، وهي تقول بهدوء: "نعلم أن كلامه بعيد تماما عن الصحة، ولن يؤثر فينا قيد أنملة.. أنتِ لست محل أي تساؤل فيما يخص سلوكك أو أخلاقك. ولن يهزك كلام مرسل يسوقه شخص حقير للنيل منكِ.. ولذلك عليك تمالك نفسك حتى تردي له اللطمة كما يستحق.. فهو المذنب.. أنتِ لم تفعلي شيئا خاطئا"..

أتعجب كيف تحافظ على زينة على نبرة صوتها بهذا الهدوء في ظل الموقف الراهن!!..

لابد أن عملها بالصحافة الاستقصائية ومعايشتها لخالد قد جعلاها تكتسب تلك الشخصية المسيطرة على انفعالاتها ببأس شديد في المواقف الصعبة..

أغبطها بشدة.. لكنني ممتنة لها كثيرا في تلك اللحظات..

الفتاة عاشت من قبل تجربة اختطاف ومحاولة اعتداء، وربما أكثر.. لولا أن أنقذها خالد في المرتين كما روت يوم الحناء..

يا رب السموات.. كيف تحولت ذكرى رائعة كتلك إلى كابوس مرعب ومهين لحنان!!..

ألم تنجح ثورتنا في تنقية النفوس الحاقدة وتهذيب المجرمين واستنهاض ضمائر المذنبين؟

يبدو أننا بحاجة لألف ثورة حتى يتوقف المفسدون عن الإتيان بجرائمهم وأفعالهم المنكرة..

يبدو أن شوكة الشر مازالت أقوى من الأغصان التي يلوح بها الأبرياء راغبين في السلام والتعمير..

عدت للجلوس بجوار حنان، وأنا أكرر كلام زينة بصيغة أخرى كي أبثها القليل من الثقة وأستحثها على التصرف بعقلانية وتتخلص من انهيارها البيّن، حتى هدأت تماما..

تابعت زينة بنبرتها الجادة الواثقة: "لم يكن خطؤك أن هاتفك قد وصل لمجرم مبتز يخترق خصوصيات البشر ويحاول أن يستفيد من كشفه لتفاصيل حياتهم الشخصية.. فهناك من يسرق البيانات الشخصية لأفراد ويورطهم في عمليات تزوير ونصب بأسمائهم، ومن يسرق تفاصيل الحسابات البنكية للبعض ويستولي على أموالهم.. وهناك نوع ثالث أكثر حقارة، وهو من يحاول استغلال الفتيات بسبب أخطائهم الساذجة، مثل من يبتزون المراهقات اللاتي دخلن عالم السوشيال ميديا دون أن يدركن مخاطره، فيقعن ضحايا لمثل أولئك الأوغاد.. ".

زفرت زينة بضيق، ثم أكملت: "وهناك من هن مثلك.. مسالمات للغاية وفي حالهن، ولكن قد يوقعهن حظهن السيء في اختبار مثل هذا.. فأنتِ يوم الحناء رفضتِ التقاط الصور معنا بهواتفنا حتى لا يراها آخرون عن طريق الخطأ حفاظا على تدينك وحشمتك.. وقررت التقاط بعض اللقطات كآية فتاة طبيعية تريد الشعور بأنوثتها في يوم خاص مثل هذا برغم أن جودة هاتفك ليست عالية تماما، ثم قمتِ بحذفها من هاتفك بعد أن أظهرتها لوالدتك أو حتى بعض زميلاتك.. أي أنكِ اتخذتِ كل الاحتياطات الكافية وفقا لقدراتكِ فيما يتعلق بعالم التكنولوجيا.. ثم تعرضتِ لمثل هذا الأمر.. الذي كان يمكن أن تكون إحدانا فيه بدلا منك الآن.. فلا تشعري بالخزي ولا التقصير.. وشعورك العارم بالإهانة واختراق خصوصيتك سنعوضه بطريقتنا.. ولكن علينا أولا أن نطلب تدخل خالد".

صاحت حنان بهلع: "لا.. لا أريده أن يتدخل.. لا أريد أن يعرف أحد بتلك الكارثة..".

تدخلتُ بالقول: "حنان حبيبتي.. هل تظنين أن هذا الوغد سيتوقف عن مساومتك وابتزازك لمجرد أنكِ رفضتِ مجاراته والحديث معه عبر مكالمة مرئية تتوقعين بالطبع كيف ستكون مجرياتها ومحتواها إذا نجح في نصب شراكه؟ وحتى لو تجاهلتيه ومضى الأمر.. فمن المؤكد أنه سيبتز عشرات غيرك بنفس الطريقة، ولهذا يجب وضع حدٍ له الآن بطريقة قانونية عادلة"..

أطرقت حنان رأسها باستسلام، فنظرتُ لزينة قائلة: "أرسلي رسالة عبر تطبيق (واتساب) لخالد واطلبي منه أن يصعد للحديقة فورا"..

في تلك اللحظة، ناظرتني حنان بارتباك وكأنها تتوسلني النصيحة، فأكملت: "اطلبي منه أن يصعد وحده يا زينة وشددي على الأمر"..

حين صعد خالد بعد بضع دقائق، استوقفته زينة في أحد الأركان، ثم شرحت له الأمر كله، فاقترب من حنان، وهدر بنبرة صارمة وعيناه تشعان بالغضب: "أريد الرقم الذي هاتفك وراسلك منه.. وحاولي أن تتذكري إذا كان قد قال شيئا آخر بعد"..

ارتجفت حنان من صوته، فاستدار خالد للجانب المقابل لتهدئة جموح غضبه على الأرجح، حيث التفت وقال بنبرة أكثر هدوء ولطفا: "لا تخافي ولا تشعري بالحرج.. أنتِ بالنسبة لي شقيقة شروق وزينة.. تماما مثل زاد.. ونحن لا نترك فتياتنا دون حماية .. لا تقنطي ولا تحزني.. أنت ضحية هنا ولم ترتكبي أي خطأ.. فلا تدعي كلماته القذرة تبدل الحقائق في رأسك فتنظري لنفسك كمذنبة"..

تنهدت حنان ببطء، ثم ردت بصوت جزع يفطر القلوب: "قال إنه سيعاقبني إن لم أنفذ ما يريده.. وسيكشف حقيقتي للجميع".

سألها خالد مدققا: "هل كان صوته مألوفا؟ هل تظنين أنه شخص تعرفينه بالفعل؟"

قالت حنان بأسى: "لا أظن.. لكن كلماته كانت سوقية وكأنه.. وكأنه ربما لم يكمل تعليمه.. أو قد تكون هذه هي طريقته في الكلام.. لا أعلم".. ثم همست بصوت خفيض لم يصل لمسامع خالد على الأرجح: "أو ربما استخدم معي تلك الكلمات لأنه يظنني امرأة رخيصة.."

احتضنتها بقوة دون أن أنبس بكلمة واحدة كي لا ألفت انتباه خالد لما تفوهت به حنان للتو..

أخرج خالد هاتفه، وطلب رقما، ثم انزوى جانبا، وأخذ يحادث أحدهم على الطرف الآخر بكلمات التقطت منها ما يلي: "أحمد باشا.. أعتذر للإزعاج.. ولكن هناك أمر أحتاج لمساعدتك بشأنه"، ثم شرع في سرد المشكلة له بكلمات خفيضة..

في تلك الأثناء، رن هاتف حنان من جديد معلنا وصول عدد من الرسائل، فسألتها بتحفز: "ممن تلك الرسائل؟ هل أرسلها ذلك الحقير؟"

ناظرت هي هاتفها بقلق، ثم زفرت بتوتر، قائلة: "لا.. هذا حسام.. يريد أن يطمئن عليّ.. على الأرجح شعر أن هناك خطب ما بسبب صعود خالد إلى هنا"..

قلت بتفكر: "بالتأكيد سيشعر بالقلق.. فالأمور تبدو له حاليا مبهمة وغير مفهومة.. هل ترسلين له شيئا لكي يطمئن؟"

ردت حنان مسرعة بهلع: "لا.. لن أرسل له شيئا.. ولن أتحدث معه حول هذا الأمر نهائيا.. وأنتِ.. أنتِ لن تخبريه أي شيء بخصوص هذا الأمر.. عليكِ أن تعديني".

أجبتها بغضب: "حنان.. توقفي.. فقط توقفي عن الشعور بالخزي ولوم نفسكِ.. كلنا معرضون للوقوع فريسة للابتزاز الحقير بشكل أو بآخر.. العالم ليس آمنا تماما.. وجرائم الابتزاز الإلكتروني أصبحت تتكرر بشكل شبه يومي.. بدء من المشاهير وحتى من يقوده حظه العثر لفقدان هاتفه بطريقة أو بأخرى.. حتى من تذهب أحيانا لمراكز الصيانة لإصلاح هاتفها أو حاسوبها قد تتعرض لنفس الأمر.. وإن لم تتعلق الجريمة بصور شخصية أو رسائل متبادلة بين أزواج أو عشاق.. فإن الأمر يصل لسرقة البيانات الشخصية واغتصاب الممتلكات الخاصة.. وللأسف هناك الكثير من المجرمين الذين يفلتون بجرائمهم كل يوم.. وواجبنا هو التصدي لهم وليس الانصياع لتهديداتهم.. كما يجب سن عقوبات قانونية قاسية لتكن رادعة لأصحاب النفوس المريضة ممن يستبيحون حرمات الناس".

قالت حنان بنبرة شبه ميتة، وكأنها لم تستمع لحرفٍ واحد مما قلت: "ومع ذلك.. فأنتِ لن تخبري حسام أي شيء".

سألتها بضيق وأنا غير مقتنعة بما تريده: "وإذا سألني؟ بمَ سأرد عليه؟"

ردت هي بقنوط وملامحها ازدادت شحوبا: "كما قلتِ عندما فقدت الوعي.. أنني كنت فقط متعبة وأشعر بالتوتر النفسي".

قبل أن أجادلها بخصوص قرارها الغريب، عاد خالد ليخاطبها مطمئنا: "لا تقلقي.. سيتم التحقيق في الأمر والبحث خلف ملابسات سرقة الهاتف نفسه أولا.. فربما يكون خيطا للوصول للمبتز"..

صاحت حنان بعزم: "لكن.. لا أريد أن تكون التحقيقات علنية حول هذا الأمر وينتشر الخبر بالصحف وما إلى ذلك".

رد خالد بتفهم: "مفهوم طبعا.. هذا النوع من الجرائم تحديدا يتم التعامل معه بحذر شديد وسرية تامة رغم أن القانون لم يبلور بعد العقوبات الخاصة بالجرائم الإلكترونية.. لكننا حاليا أمام قضيتين الأولى سرقة والثانية ابتزاز.. وكلاهما يمكن التعامل معه قانونيا فور الإمساك بالمتهم.. أو المتهمين.. اتركي لنا الأمر من هنا ولا تقلقي".

ردت حنان بفرحة وليدة بعد ساعات من التوتر والقلق والشعور بالخزي: "شكرا جزيلا يا خالد.. لن أنسى لك هذا الموقف مطلقا"..

قال خالد بنبرة هادئة: "هذا واجبنا لا تقلقي"..

أمسكت زينة يد زوجها بفخرٍ، ثم انزوت به جانبا تهمس له ببعض الكلمات، قبل أن يغادرنا هو للنزول للشباب..

عادت زينة قائلة: "شددت عليه ألا يذكر شيئا أمام حسام بناء على رغبتك يا حنان.. وإن كنت غير مقتنعة تماما بإصرارك على كتمان الأمر عنه.. فهو رغم كل شيء صديقك ويجب أن يكون في أول صفوف الداعمين لك في مثل هذه الأزمة".

ردت حنان بأسف، ومرارة الخزي تقتل فرحة الاعتراف: "ولهذا السبب تحديدا عليه ألا يعرف بالأمر.. فهو.. ليس.. مجرد.. صديق".


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس