عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-21, 07:28 PM   #847

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الحادي والثلاثون - القسم الرابع

مر أربعة أيام أخرى منذ أن تلقت حنان المكالمة السوداء التي هزت كيانها تماما، والتي تركت آثارها القبيحة عليها، فقد زوت الفتاة وبهتت ابتسامتها وأصابها الجمود والاضطراب..

كانت وكأنها تنتظر وقوع كارثة أكبر، فتوقفت عن الشعور بكل شيء، وانصب اهتمامها كله على مناوباتها، حتى حمزة أخوها صار يتصل بي من وقتٍ لآخر لكي يطمئن على شقيقته التي باتت لا تكلم أحدا في المنزل وتجلس شاردة نصف ميتة.. فأخبرته أنها تعاني فقط من اضطراب وقلق نتيجة قرب موعد إنهاء المناوبات وتخرجنا، كونها تجهز نفسها للقادم، حيث ستحدد مكان تكليفها وما إلى ذلك..

فيما يبدو، لم يكن حمزة قد صدقني تماما، لكنه التزم الصمت.. أما حسام، فقد كان مختلفا تماما عما عهدته.. بات عصبيا يريد تحطيم الأشياء، وكأن كل ما مر به مسبقا لم يكن شيئا مقارنة بشعوره بانفلات حبيبته من بين يديه، وعجزه عن التصرف حيال الأمر..

نعم.. لم يعلن حسام أمامي مطلقا أن مشاعره قد تحركت نحو صديقتي المقربة، لكن مثل هذه الأمور لا تحتاج اعترافات صريحة في بعض الأحيان.. بل تبدو مفضوحة في العيون..

كان حسام يعمل صباحا مع عمرو ويسهر ليلا في غرفة الجيم ثم يعمل من جديد، حتى أن الهالات السوداء قد تسللت لأسفل عينيه.. كحبيبته تماما..

أخبرني حازم أن حسام يحاول الحديث مع حنان بشتى الطرق، لكنها تتجنبه تماما، ولولا خشيته من رد فعلها في ظل ظروفها الحالية، لكان بالفعل قد داهمها أمام الكلية.. لكن لعلمه أن حديثهما يحتاج بعض الخصوصية بعيدا عن أعين المتلصصين وآذان عشاق الفضائح، فقد التزم الابتعاد عن طريقها حاليا على الأقل.. لكنه على ما يبدو يتوعدها بعتاب حاد عندما ينتهي الأمر..

أتمنى أن ينتهي الأمر على خير وتسترد حنان كرامتها بإمساك المذنب ومعاقبته كما يستحق..

مع نهاية مناوبتنا لليوم، كنا بداخل استراحة الأطباء نبدل ملابسنا ونجمع أغراضنا لكي نعود لمنازلنا، عندما سمعت اثنتين من الزميلات تتحدثان عن عدد من رجال الشرطة جاؤوا للتحقيق حول جريمة تخص سرقة هاتف إحدى الزميلات..

ظهر من حديثهما أنهما لم يعرفا لمن الهاتف المسروق، حيث إن رجال الشرطة على الأرجح كانوا يتساءلون عن ملابسات الحادث دون ذكر أسماء ربما حفاظا على اسم حنان من التشويش وانتشار الشائعات، استجابة لطلبها هي بأن يكون التحقيق سريا وبدون إشارة إليها..

ما لفت انتباهي بعدها وشحذ حواسي كلها، هو تعليق إحدى الفتاتين التي قالت: (بالتأكيد هو فني الكهرباء الذي جاء للمهجع لإصلاح عطل تسبب في ماس كهربائي منذ حوالي أسبوعين، وظل بعدها يوميا يتردد على المكان بسرية وكأنه يبحث عن شيء ما.. أو شخص ما).

فني الكهرباء؟

خزنت تلك الملاحظة برأسي لكي أشاركها مع حنان وحازم وخالد بعد قليل..

حين جلسنا بالسيارة، كانت حنان شاردة كعادتها، فسألتها بنبرة اعتيادية: "هل تعرفين فني الكهرباء الذي قام بإصلاح العطل في مبنى الاستراحة منذ عدة أيام؟"

ردت حنان بشرود: "من؟ ماذا؟ لا.. لا أعرفه.. هل ترينني أهتم الآن بمتابعة الإصلاحات التي تتم في الاستراحة"..

سألتها بتردد: "حنان.. ألا تشعرين أن الرجل الذي اتصل بك ليهددك بدا وكأنه يعرفك شخصيا؟"

رفعت حنان وجهها بقلق، ثم سألت: "ماذا تقصدين؟ أنا لا يعرفني أحد سوى أنتم وأفراد عائلتي في محافظتنا.. تعلمين أنني لا أخالط أحدا غريبا يا شروق.. وأغلب وقتي أقضيه معك أو في المذاكرة.. أو نائمة إذا كنت محظوظة ومعي بعض الفائض من الوقت"..

قلت مطمئنة: "لا أقصد شيئا يا حنان.. أحاول فقط تخمين من يمكنه القيام بهذا الأمر.. هل تعرفين أن الفتيات في المهجع يقلن إن هناك شخص يحوم حول الاستراحة ويأتي للزيارة بشكل متتابع وكأنه يبحث عن شيء معين.. وأن هذا الشخص هو فني الكهرباء.. ربما هو من سرق هاتفك بالفعل، ثم قام بقرصنة محتوياته قاصدا أن يجد وسيلة يستطيع من خلالها التقرب منك أو ابتزازك.."

سألت حنان بحدة: "ماذا تقولين يا شروق؟ من يريد ماذا؟ أي فني كهرباء؟"

وقبل أن أرد عليها، جاءتها مكالمة هاتفية جديدة من رقم غريب، فتجمدت ملامحها وفقد وجهها دماؤه ليصبح شاحبا خاليا من تورده المعتاد..

وبيد مرتعشة، ضغطت حنان على زر استقبال المكالمة، فأشرت إليها لفتح خاصية (مكبر الصوت) لرفع صوت المكالمة كي تتحدث وهي ممسكة بالهاتف دون أن ترفعه على أذنها، فأتمكن من سماع المتصل معها..

وبعد أن نفذت حنان، وقبل أن تلقي التحية، جاءها صوت منفعل من الجانب الآخر يقول بنبرة تهديدية مريضة: "هل أخبرتِ الشرطة عني؟ ألهذا كانوا في القصر العيني يقومون بالبحث حول سرقة استراحة الأطباء؟ ألم أحذرك من القيام بأي تصرف أحمق.. انتظري عقابك الآن يا.. يا دكتووورة".

قال المتصل كلمته الأخيرة بنبرة متهكمة قميئة، ثم أغلق المكالمة قبل حتى أن تنبس حنان بكلمة واحدة..

ناظرت حنان الهاتف لثانيتين، ثم رفعت عينيها نحوي، ثم ناظرت الهاتف مجددا، ثم خرجت من

صدمتها صارخة: "عقاب؟ أي عقاب بعد؟ ماذا يريد هذا المريض مني؟ يا إلهي.. ماذا سيفعل بعد؟"، ثم استسلمت للبكاء بقلة حيلة.

كان مشهد انهيارها من جديد أقوى من طاقتي على التحمل، لكن كان يجب أن أتصرف بجلد من أجلها، فقلت مقررة نيابة عنها: "حاليا أنت ستعودين معي لمنزلنا.. لا يمكنني أن أوصلك لمنزلك وأتركك في هذه الحالة فتنهارين وتتسببين في ذعر شقيقك ووالدتك.. اتصلي بها الآن أخبريها أن لدينا مذاكرة كثيفة، وأنني سأقوم بتوصيلك للمنزل مساء بعد أن ننتهي"، فعلت حنان ما طلبت منها وتحدثت لوالدتها بنبرة يغلفها التماسك بالكاد، بينما تابعتُ أقود السيارة بتحفز نحو منزلنا..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس