عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-21, 07:43 PM   #850

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile27 الفصل الحادي والثلاثون - القسم الأخير

حين وقف حسام أمامنا، حدقنا بنظرات حانقة ثم سأل بنبرة هازئة مستنكرة: "هل أنتِ حمقاء يا حنان؟ أكنتِ تعلنين للتو أنكِ موافقة على الزواج من أحد أقاربك أو أبناء بلدتك كزواج تقليدي مدبر بجلسة عائلية، بدلا من الزواج مني أنا؟ بل وتجرأتِ بالأمس على منعي من التصريح بمشاعري تجاهك؟"

صاحت حنان بجنون: "اصمت يا حسام.. أخبرتك أن تنسى الأمر تماما.. لقد أصبحنا غريبين كما كنا.. فلا تزيد"، ثم همست باختناق بكلمة لم تصل لمسامع حسام على الأرجح "أوجاعي"..

جلس حسام إلى جوارها، وأمرني بغضب دون أن تتواجه نظراتنا: "غادري يا شروق.. أريد الحديث معها على انفراد"..

نهضت للانسحاب مطرقة بحرج.. ولكن قبل أن أتحرك، تمسكت حنان بيدي وسحبتني لأجلس إلى جوارها مجددا، وقالت بانفعال مجنون موجهة كلماتها إلى حسام وهي تطالعه مضيّقة عينيها بعناد: "شروق لن تذهب.. إذا أردت التحدث.. تحدث أمامها"..

على الأرجح، ظنت حنان أنها حينما تحرج حسام، فإنه سيستسلم ويغادر، لكنه لم يلتقط الطُعم، فهو ليس ساذجا أبدا.. ولهذا، اعتدل في جلسته بخيلاء، لكن عينيه كانتا تحملان الكثير من العتاب، ثم قال: "حنان.. لا تنكري أن ما بيننا أكتر من مجرد اعجاب.. صحيح أن علاقتنا بدأت منذ أشهر قليلة وفي ظروف غريبة، ولكن ربما كان هذا هو السبب في تقاربنا السريع.. فأنتِ فتاة تملكين طاقة مذهلة قادرة على تبديد غيوم الضعف والألم والانكسار وتحويلها إلى غيمات وردية متعددة الألوان..".

تنهد حسام، ثم رفع كفيه وكأنه يجهز نفسه لخطبة هامة، ثم قال: "لقد التزمت بأن تتخذ علاقتنا شكل الصداقة دون أن أتجاوزها بمحاولة لفت انتباهك لمشاعري تجاهك لثلاثة أسباب.. أولها أن مشاعرنا مازالت في بدايتها ولم تمر باختبارات قاسية مثل تلك التي يمر بها العشاق لكي يزداد حبهم قوة ورسوخا.. ولكن ها هو الاختبار قد جاء وعلينا أن نمر منه سويا حتى لا ينتصر الفراق علينا فيهزمنا ويتركنا غريبين كما تُلحين أنتِ كلما رأيتِ وجهي"..

صمت حسام قليلا وظل يطالع حنان بعتاب بينما أطرقت هي وجهها بأسف، قبل أن يكمل: "أردت أن أعطيك الوقت والمساحة لكي تتعرفي على شخصيتي واهتماماتي بدون ضغوط خصوصا أنك حاليا في أشهر التخرج الأخيرة.. كنت أريد أن تنصهر اختلافاتنا معا حتى نصبح كيانا واحدا دون أن ندفع أنفسنا دفعا نحو هذا الارتباط، وهنا نأتي للسبب الثاني لامتناعي عن كشف مشاعري نحوك".

حينها سألت أنا بحماس، أحثه على المتابعة: "ما هو؟"، فناظرني حازم بضيق، فأطرقت رأسي بخجل، قبل أن يكمل حسام: "السبب الثاني يا حنان أنك فتاة متدينة ومتحفظة كثيرا مع الجنس الآخر.. فحرصت أن تكون كل احاديثنا عامة بدون أي تلميح يغضبك أو يتسبب في إبعادك عني.. فاكتشفنا معا نقاطا مشتركة بيننا، مثل حب القراءة، وخصوصا روايات الألغاز والجريمة والغموض، وكذلك حبك للسينما، وأيضا علاقتك القوية بشقيقك حمزة.. والتي لا تختلف كثيرا عن علاقتي بحازم"، ثم رفع رأسه ليمنح أخاه ابتسامة ونظرة امتنان عميقة..

بعدها زفر حسام بضيق، ثم أطرق برأسه وقال بأسف واضح: "أما السبب الثالث والأهم.. فهو إصابتي.. تعرفين أنك إن وافقت على الزواج مني، سترتبطين للأبد بزوج مصاب بإعاقة حركية حتى إن تماثل للشفاء وصارت تلك الإعاقة بسيطة، لكنها ستظل موجودة وملحوظة.. وبالتأكيد ارتباطك بي بوضعي هذا قد يمنح البعض الفرصة للانتقاص منك.. وأنت بالطبع تستحقين الأفضل"..

صاحت حنان باندفاع، حيث كست القوة صوتها لأول مرة منذ بداية الأزمة: "ما هذا الغباء الذي تقوله يا حسام؟ من الذي سيتجرأ على أن ينتقص مني إذا ارتبطت بك؟ بل قل سيحسدونني وسيتهمونني بالإيقاع بشقيق زوج صديقتي الذي هو بالفعل في سبيله ليكون نجما عاليا سيشير إليه الجميع بالبنان"..

ضحك حسام بخجل طفولي، ثم قال متسائلا بنبرة دافئة: "نجما عاليا؟ ويحسدونك؟ لكن أتعلمين؟ تعجبني نظرتك للأمور... أحب أن يفكر الناس أنكِ من أوقعتِ بي بسحرك الخاص يا ابنة الجنوب"..

ضحكت حنان بحياء، ثم أجلت صوتها، وقالت بنبرة مهتزة حاولت أن تغلفها بالقوة: "حسام.. أنت علمت بالفعل تفاصيل الحكاية رغم حرصي على عدم وصول الأمر لك.. لا أظنك ستتحمل آية تعليقات مهينة إذا ما تم تداول الصور على نطاق واسع خاصة وأنك صرت بالفعل مشهورا منذ ظهورك التليفزيوني، وبعده بمشاركتك في الحملة الخيرية ثم بدء تصوير فيلمك المنتظر".

قاطعها حسام بحنق: "من الزاوية التي أنظر منها للأمور.. أراكِ فتاة بريئة وطاهرة ونقية، ولم ينقص قدرك لدي ولو بمقدار ذرة.. ما حدث هو تصرف مهووس من إنسان غير طبيعي اعتدى على حريتك الشخصية وسرق شيئا يخصك دون أن تسمحي له.. فأنت ضحية تعرضت للسرقة والإهانة ولا يمكن أن يسيء لك الأمر.."

بدا على حنان بعض التشكك وعدم الاقتناع بما يحاول حسام زرعه في رأسها، فتابع الأخير: "من أهداف الثورة يا حنان المحافظة على كرامة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية.. الإنصاف.. المساواة في الحقوق والواجبات.. ما تعرضتِ له لن يكون الحادثة الأخيرة.. هناك كثير من المرضى حولنا.. وواجبنا هو التصدي لهم بقوة بدلا من الانزواء جانبا والسماح لهم بتدميرنا.. تأكدي أن هذا الموقف لن يقف بيننا أبدا.. ليس الآن وليس في أي وقت في المستقبل؟".

تنهدت حنان بارتياح، ثم شردت بذهنها قليلا فتساءلت بقلق: "وماذا عن علياء؟"

رد حسام متسائلا بعدم فهم: "ماذا بها علياء؟؟"، فرفعت حنان حاجبها ومنحته نظرة حادة، فتابع: "هل يمكن المقارنة بين النجوم البراقة وذرات الغبار؟ اسمعي يا حنان.. سأخبرك أمرا لم أخبره لعلياء من قبل أبدا.. ليس لسبب سوى أنني شعرت حينما كنا معا أن الأمر لا يعنيها ولا يخصها.. لكنني أريدك أن تعلمي كل ما يخصني.. حتى يصبح كلٌ منا صفحة بيضاء أمام الآخر بلا نقاط سوداء من شأنها أن تؤثر على حياتنا معا فيما بعد".

في تلك اللحظات، زفر حازم بشدة، فناظرته مستفهمة، ولما تلاقت عينانا فهمت سبب انزعاجه..
حسام سيكشف النقاب عن أسرار ماضيه..

شهقت حنان بمفاجأة كونه سيخصها بأمر لم تعلمه علياء، ولأنه أكد على أن حياتهما ستكون معا ولا انفصال سيحدث بينهما في المستقبل، فأكمل هو مؤكدا بنبرات ضاحكة: "نعم.. ستكون لنا حياة معا.. تأكدي من هذا.. لقد حاربت من أجل الوطن وأديت ما عليّ نحوه وانتهى الأمر بالنسبة لي.. والآن حان الوقت لأحارب من أجل حياتي ومستقبلي"..

في تلك الأثناء، كانت ماما سناء قد جاءت أربعتنا بصينية كبيرة عليها طبق يضم عدة شطائر بالإضافة لطبق كبير من الفاكهة المقطعة وبعض الأطباق الفارغة لكي يملؤها كلٌ منا بالشطائر وحبات الفاكهة، بالإضافة لأكواب من عصير الليمون بالنعناع المثلج وزجاجات ماء، وقالت بدفء أمومي: "هيا يا أولاد.. تناولوا بعض الشطائر وأنتم تتحدثون.. الكلام لن ينتهي.. لكنكم لم تتناولون شيئا حتى الآن، وقد شارفت الشمس على المغيب"..

حمل حازم الصينية ليضعها على منضدة جانبية صغيرة كانت ملاصقة لأحد الجدران، بينما استغلت ماما سناء الفرصة لتربت على رأس حسام وكتفه بدعم أمومي، فلثم هو كفها بعفوية تحرك القلوب، ثم غمزني بطفولية قاصدا أن يغيظني..

غادرت ماما سناء إلى الداخل وهي تدعو لنا جميعا براحة البال والنجاح، فأمسك حازم كأسين من العصير، وقربهما مني ومن حنان، قبل أن يجلس إلى جوار أخيه، وقد فتح له زجاجة من الماء، ليناظره حسام بامتنان ويتجرعها بتلهف، وكأنه قد انتبه لتوه أنه يشعر بالعطش..

أغلق حسام القنينة، ثم وضعها جانبا، وأكمل حديثه قائلا: "لم أخبر علياء قط من أنا حقيقة.. لقد تربيت في.. ملجأ.. مع حازم"..

رفعت حنان حاجبيها بدهشة، وكاد كأس العصير أن يسقط من يدها، فأسندته أنا براحة يدي،
فنظرت هي لي ببلاهة متسائلة بدون كلمات عن صحة ما يقوله حسام، فأومأت برأسي مؤكدة، ثم
قلت لها شارحة: "هذا ما كنت أريد أن أحدثك عنه منذ فترة، ولكنني صمتت لأن الأمر لا يخص حازم فقط بل يخص حسام أيضا.. وعليه أن يكون متأهبا لإعلان الأمر لكِ تحديدا"..

جاء صوت حازم يقول برزانة: "هذا صحيح يا حنان.. كتمان الأمر لم يكن متعمدا بقدر ما كان ينطوي على انتظار اللحظة المناسبة"..

أمسك حسام بطرف الحديث قائلا: "باختصار شديد، تُوفيّ والداي في حادث انهيار الxxxx الذي يتضمن شقتنا.. ولم يكن لي أقارب سوى عمة واحدة كانت تعيش بالخليج وقتها، ورفضت هي تسلمي لظروف خاصة كانت تمر بها وعائلتها بعد حرب الخليج.. مما جعل سكان الحي ينقلونني إلى أحد الملاجئ.. وهناك التقيت بحازم الذي كان طفلا صغيرا تاه من والديه على الأرجح ولم يستطع الاجتماع بعائلته إلا منذ أسابيع قليلة بعد أن خضع لتحليل مطابقة الحمض الوراثي وإثبات النسب.. أثق أن شروق ستشاركك تفاصيل أخرى حين تنفردان ببعضكما.. لكن هذا ما أردت أن أعلمك به الآن".

فغرت حنان فمها بعدم استيعاب، وظلت عاجزة عن الحديث، إلى أن قال حسام: "أخبرك بالأمر لأنه يجب أن تكوني على دراية بتلك الحقيقة لتضعيها في حساباتك خاصة إذا كنت تظنين أنك غير مناسبة للزواج مني بسبب نشأتك البسيطة.. فأردتك أن تعلمي أن نشأتي كانت أبسط منك كثيرا، وربما أكثر تعقيدا.. كما أنني حاليا صاحب إعاقة.. فهل تقبلين الزواج بي برغم كل ذلك؟"

فتحت حنان فمها لكي تتحدث، ثم أغلقته، ثم فتحته وأغلقته عدة مرات، فتابع حسام: "أعلم أن الأمر صادما بعض الشيء، وطريقتي في طلب يدك ليست هي الأكثر رومانسية.. لكنها الأكثر صدقا.. فأنا أريد أن تنشأ علاقتنا معا على الصدق منذ اليوم الأول.. ولكي أطمئنك قليلا.. أخبركِ أننا سنعقد قراننا فقط، وسنؤجل الزفاف لما بعد تخرجك تماما أي خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر من الآن.. لكن عقد قراننا سيضمن لكِ ألا يتحكم بكِ أحد من عائلتك ويتركونك تدرسين بسلام دون تهديدات، وخلال تلك الفترة سنتقرب من بعضنا البعض في ظل إطار شرعي، فلا تشعرين أنك تفعلين شيئا محرما أو تسيئين لتربيتك أو عائلتك..".

انتظر حسام عدة دقائق أن ترد حنان، لكنها لم تعلق أبدا، بل ظلت صامتة مصدومة من كل ما يجري حولها، ثم تنهدت مرتين ببطء، وشرعت في الحديث، قائلة: "حسام.. أنت أكتر إنسان صادق عرفته في حياتي.. ولكن".. قبل أن تكمل، قاطعها ارتفاع رنين هاتفها، فردت بلهفة: "نعم.. حمزة"..

توقفت قليلا عن الكلام لتسمع ما يقوله أخوها على الطرف الآخر، ثم عقبّت: "جاء بالفعل؟ لا بأس.. أنا في الطريق.. سآتي على الفور"..

نهضت حنان بتعجل، وقالت: "لقد وصل عمي جمال من السفر.. وبدأت المحاكمة على الأرجح"..
نهض حسام وحازم معا، وكأنهما مستعدان لتلك الخطوة، فقال الأول للثاني: "هيا.. بدأت المواجهة"..

سألت حنان بعدم فهم: "آية مواجهة؟"، فرد حسام بسخافة: "مواجهة أعمامك.. كنت تبحثين عن عريس بطريقة زواج الصالونات.. والمرشح المحتمل مستعد للمواجهة.. والانتصار"..


نهاية الفصل
قراءة سعيدة
ويهمني أسمع رأيكم في مسار حبكة حنان.. لأني زي ما قلت قبل كده.. عدلتها كي تناسب النشر الإلكتروني


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس