عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-21, 02:13 AM   #82

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




دخل كايّد وهو يجز خطوات الفرح ، وقلبه يرتعش من شدة حُلو وبهاء ورقة مشاعره هاللحظة ، يعيش أجمّل وأعذب المشاعر والمواقف لدرجة إنه يستشعر إن قلبه بيغادره من شدة الفرحة ، ياكم دعّى وتمنى تكون هاللحظة متواجدة بفصل من فصول حياته،ياكم مرت ليالي وهو يبّكي فقد أبوه لوهاج ويتمنى لقاهم ، لذلك هالموقف أكبر بكثير من كل المشاعر ، أكبر بكثير من كل الكلام وماقدر يعبّر عنه إلا بدموعه
جلس بجنب وهّاج ودخل بعدها لافي ولكن عيُون وهّاج ما أُزيحت عن الباب وهو ينتظر إنتصاره ، ومن لمحها توقف بجنب الباب تنهّد تنهيييّدة خافتة وأبتسم لها بلهفة وفرح ، وهي من لمحت مُحيط عيونه ذابّل من شدة ذرفه للدموع ، تبّسمت بضيق نابع من طرف جوفها ، وإقتربت منه وهي تكتم تنهيّدتها بصعوبة ، قال لافي في ظل الصمت وهو يجلس قريب من سلطان ويقول بضحكة : أسألك بالله ياخال سلطان هالفهد مايشبهني؟ كنه نسختي على هالأرض
عرفت إن مقولة يخلق من الشبّه أربعين يوم شفته منخلق ، وكإنه أنا
ضحك سُلطان وكايّد ناظره بطرف عينه وهو يضحك من بين دموعه : هذا الي شبّه ولد سم..
قاطعه لافي بضجر وهو يمسك رأسه بقهر : خلاص يا آدمي خلاص تكفى إنسى ، وش هالذكرى اللي مارضت تنمحى من عقلك
ضحك بعدها وهّاج بسبب ردة فعله بينما سُلطان كان يراقب تفاصيل وجه وهَاج وهو يضحك .. كانت آسِرة وحنيّنة بشكل هائل بشكل يترك الدمع يتجمع بعيونك بشكل لا إرادي
أول مرة بحياته يلمحه يضحك بهالطريقة ، بدون مايكون بقلبه ضيّق وبوجهه يبان القهر .. كان يضحك بكل سهولة ويُسر بعدما كانت الضحكة عليه صعبّة !
تقدمت دُجى وكانت بتجلس بالقُرب من لافي ، ولكن قبل بتجلس قال وهّاج وهو يبتسم إبتسامة واسّعة : تعالي يا أم فهد
فزت من مكانها وناظرته وهو أشر على أبوه فهمت مقصده ولكن الحيّاء والخجل غامرها كونها ماتعرفه ولاقد لمحته طوال حياتها ، ولكن سلطان شدد عليها ولافي سحبَها من يدها فمشت وهي تسلم عليه وتسأل عن أحواله وسط فرحة سلطان وبسمته الواسعة ، ووسط حلطمة لافي اللي كان مقهور فقال : أفا ياخال سلطان ، يعني كذا لما جاء وهَاج الجرادة اعطيته كل إهتّمامك؟ من شاف أحبابه نسى أصحابه ؟ يعني والليالي الي قضيناها سوى؟
ناظره سلطان بطرف عينه وقال : لك أسبوعين ناسيّيني يا..
قاطعه وهو يمسك كفوفه ويقول بنبرة بريئة: والله مكروف ورب العبّاد،أول يوم ألاقي لي وقت أتنفس فيه لاتشره علي ، ولاأنت تعرفني من تخطي خطوات كايّد هنا تلقاني معه وبدونه أجيك
أبتسم سلطان برحابة كونه فعلاً صادق ، من سنة ونص وهالرجل ما كفّ عن زيارته أبداً يلاقييه دايم يخطي مع كايّد له
كان دائماً ممتن إن لكايد صاحب مثله !




إستمر الحديث الي كله رحابّة وكإن هالجمعة كانت متواجدة دائماً ولاكأنهم لأول مرة يجتمعون بعد سنين طويلة ، أخذ ييقول فيها كايّد بعدما تأمل فهد نايم على صدر سُلطان : الله يسلمك يبة كنت جايك أوريك آخر لقطاتي لفهد
لين جاءك فهد رأسه
أبتسم سلطان بخفوت بيّنما كايد عض على شفايفه بتوتر وضغط على كفوفه وهو ينقل نظراته تدريجياً لوهّاج يراقب ملامحه ، ومن لمحه هادي ومبتّسم وهو يتأمل غُصن الي بجنب رأس سلطان حتى تنهد براحة ، وبسعة خاطر وبال ودنيا .. ياااااكم تلهف للموقف هذا
يااكم أشتاق لوهَاج وسُلطان سوى !
ألتفت بعدها لهدرء ملامح وهّاج ، والي من تنتقل نظراته لأبوه يلاقي صامت وساكِن ، وبرغم صمته وسكُونه كان يكفيه إنه يلاقيهم على هالقرب من بعض، كان يكفيه إن وهّاج خطى هالخطوة فوق كل العذاب والمرارة .. ومن لمحه يبتسم بسبب صوت بكاء فهد الخافت حتى تنهد بإبتساامة وكل صدره أمتلأ رحابببَة " يارب هالقلب لا يذببببّل".
-
-
من بيَن رقة الأيام .. الي مرت بين إنتظار وترقُب وخوف من الرفض ، بين رحابة وبين ضيق وسعة
بين إندلاع حرب الشوق واللهفة وبين البّقاء على أهبة الإستعداد
من بين بهاء الأيام وحنيّتها وتفاقُم الشوق والحب فيها ، من بين زيادة الحُب والألفة وكثافة الرحابة ..
كان واقف قدام بوابة البّهاء .. مبتسم إبتسامة وسيييعة وهو يضغط على كفوفه بكل خفوت
يتأمل الثوب المعلق على طرف الباب والشماغ الأحمر المثبَت بجنبه بنظرات مُضطربة من شدة تفاقم الشعور بقلبه .. اليوم يوم زفّاف العقيّد
والأدهى والأكبر إنه عاهد نفسه ما يحضر هالزواج إلا وكف أبوه بكفه ، يحلف إنه خلال هالأسابيع الطوييييّلة الي مرت مامّره ضيق أبد
كان دائم صافي البال والخاطر ، يحس إنه بين سحايَب الغيم الرقيقة من شدة لطف الشعور
طاح من على كتفه هموم كبيَرة بقى يحملها سنين طويلة ، لذلك صار أغلب وقته بين حدُود هالمكان ، يراعي قلب أبوه ليل ونهار !
أخذ يسحب الثوب ويثبت الشماغ بيده وهو يخطي خطوات مترددة كونه خايف يلاقي الرفض من أبوه في موضوع حضوره للزواج بسبَب وضعه الصحي !
ولكنه كان يبييَه يحضر ، لأجل يكون عزوة لضرار
لإن ما يبي يعيش هالضرار شعوره بيوم زواجه ؛ ما يبيه يحس بالغربة وهو بين جمُوع أهله!
وصل للإستقبال ولقى مازن يقول بضحكة : ثلاثثثثة!
ناظره بإستنكار ومازن أشر على ساعته وهو يضحك : صرت أعرف توقيتك بالدقة،يارجل تبارك الله حتى ثانية وحدة ما تتأخر ، من لما جيت مع ولدك أول مرة وأنت تحسبَ إن البهاء بيتك كل شوي راز عمرك عندنا!
ناظره بطرف عينه وهو يسحب نظارته الشمسيّة عنها ويقول : إن كان ودي أحسبه بيتي فهو من حقي ، أنت وش الي مضيّق عليك!



ضحك بخوف وهو يأشر بيده على صدره : حقك علينا والله ، وعاد تشرفنا وتنورنا بكل مرة
أشهد بالله إن هالمكان صار به نشوة فرح من لما خطيت أول خطاويَك ، وأنا من محبين المزح كأنك خذيت الموضوع بجدية
أبتسم بخفوت وهو يهز رأسه بإيجاب وقال : حظك إن اليوم يوم سعّد وخير ، ولاكان صارت علوم
ضحك مازن بورطة وأشر له يروح وهو يقول : لابالله عليّك تروح ، أبوك ينتظرك
من عقب هالجملة ما أنتظر وهّاج أببببداً ، جر خطواته المسرعة بإتجاه الغرفة ؛؟بعدما كانت هالجملة مصدر رعب وخوف وضيَققق عارم يكسر ضلوع صدره من شدته بعدما كانت بمثابة كابوس يعيشه كل يوم ؛صارت دافع معنوي كبيرة يجر بسببها أكبر خطاويييَه لها !
فتح الباب بعد تردد طويّل ولكنه قبل يفتحه سمع ضحكات أبوه تنتشر بالمكان فعقد حواجبه بإستنكار ودخل وهو يناظر لفهد اللي جالس بجنبه بكامل أناقته ويشرب القهوة على أوتار ضحكات سلطان ، للحظة شكّ بعلاقتهم
ماهو من المنطق إنهم وصلو لأعلى مراحل الإنسجام هذي في فترة ماتعدت شهر واحد بس ؟
دخل وهّاج على ترحيب أبوه الحار والي بكل مرة يدخل يغرقه بدعواته ولهفته ووسط إبتسامة فهد الهادية : حيّا الله أبو غُصن
ترك الثُوب على الكنب وقال بإبتسامة : الله يبّقيك ، أشوفك بليلة زواج أختك منورنا
أبتسم فهد بضحكة وقال وهو يربت على كف سُلطان : والله أتعبني أبوك ياوهّاج ؛ بكل مرة أجيه وأعزمه لأفراحي يردني ؛ يرضيييَك؟
وهنا وضحت الصورة قدام عيون وهّاج ، يستحيل إن علاقتهم الوتيَدة هذي أنبنت بشهر واحد بس ؛ الواضح إن زيارات فهد ما أنقطعت أبداً عن هالمكان
مثل ماكان لافي ولده قايّم بحق الزيارة لسلطان ومقدره ومحتويييّه لإنه أبو كايّد ؛كان فهد قايم بهالحق على أكمل وجه لإن هالرجل برغم شيء
كان أبو وهّاج!
قبلما يتكلم وهّاج عقد حواجبه وألتفت وهو يناظر لضرار اللي خرج من دورة الميّاة وهو يعدل شماغه ويقول : والله ياعم إنه بحق جاييك...
سكت وهو يناظر لوهّاج بإبتسامة : وين الي بينتظرني بجنب باب بيتي !
ضحك وهّاج وهو يوقف ويتقدم له : علمني وش جابك أنت بعد ؟ متفقين على هالزيارات بدوني ! وبيوم زواجك بعد ، والله حالكم غريب حيلل
تنهد ضرار بإبتسامة وقال بضحكة يأشر على فهد : الله يسلمك جاء هو قبلي وشكل جيتنا كلنا لها نية وحدة ، أنا والله يعز علي أكمل هالزواج بدونه؛صحيح إني مقصر ويشهد الله بالحييل مقصر بس عمي راعي حميّا وقلبه وسيع يعرف كيف يعفو ومتى يعفو ، لأجل كذا لي ساعة هنا أقنعه يشرفني ولكنه رافض .. يقول ماوده بالكلافات ولاوده يضيق علينا
ألتفت لوهّاج وقال بضيق : أسألك بالله ياوهَاج بين الأهل كلافات وضيق؟



ألتفت وهّاج لأبوه وهز رأسه بالنفي : لاوالله مامن ضيّق يا أبو وهّاج ؛نحطك بين الرمش ونغمض عليك من الضيق ، المهم إنك تجي والمهم تكون على يمين ضرار ، هو بحسبة واحد من عيالك
تنهد سُلطان بضيق وحاول يكتمه ولكنه عجز ، هو ودّع العالم الخارجي قبل سبّع سنين من الآن ؛ناسي الشارع وكيف تكوينه ناسي حتى إناراته
ناسي كيف يقابل الناس وكيف يسولف معهم ، والأهم إنه منكسي حرج وضيق من حالته ولاوده يقابل أحد يناظره بشفقة ،هو أزاح نفسه عن هالعالم بسبب خوفه من الشفقة هو بقى بالمكان هذا برغبته ورفض يخرج منه بسبب نظرات الناس له ؛كيف بيتجاهلها بالسهولة ذي؟
رفع رأسه وتأملهم بهدوء ، ما ينكر إن وجودهم حوله أخرجه من ضيّق العالمين للسعة الرحبة ، صحيح إن فهد من شهور طويلة وهو يزوره وماينسى أول لقاء لهم سوى ، وعتابه على حال وهَاج وعلى حاله هو بعد ، ولكنه ما ينسى بعد الأُلفة الي عاشها معه وسعة صدره وطيّبه ، وبرغم تقصير ضرار اللي إن كان له زيارات معدودة له ينسّيه فيها العتب عليه ، ولاااا بيخطر للتناسي باب لحال وهّاج معه خلال شهر بس واحد معه ، نسّى وتناسى كل السنين الي مرت بدونه ، نسى كل أوجاعه حتى خلو جسده من الصحة تناساه !
ولكن برغم ذا كله بقلبه غصّة عاجز يتخطاها ، كونه بيكون بهالحال تحت أنظار أشخاص كثير !
ناظرهم بهدوء وقابلُوه على نفس وتيرة النظرات ، لولا إن وهّاج قال بخفوت وهو يناظره : تساهيّل يا أبو وهّاج ، كان مالك نية بالحضور لا تضغط على روحك ، كلنا فاهمين شعورك ومقصدك ، ولكن برغم ذا كله لاتنسى إن لك عيال وسند وعزوة يشيلونك فوق متونهم ولا يشتكون ، الي فات وحنا محنا بحولك تنساه ولا عاد يطرى على بالك ، حنا حولك جمُوع وقلوب وأرواح ، لايطرى على بالك تضيّق وحنا هنا
جيّناك لأجل تكتمل أفراحنا بحضورك ، ولك حق الرفض ، إن كإنك بتضيّق فأرفض
سكت سلطان بضيّق ، بينما فهد كان مبتسم إبّتسامة وااااسعة حيل ؛ لإنه من سمع إن وهّاج عقد الصُلح مع أبوه وتناسى الضيّق منه أجتاحته فرحة عميقة لإنه هو بنفسه يعرف كم مقدار ندم سلطان ، ولكن إنها تكون علاقتهم بهالشكل المُضني للقلب والمدهش ؟ ماتوقع !
كان وهّاج يعد سلطان أبوه من كل قلبه ، وكإنه ماذاق منه أي ضيّق وكإنه ما أوجعه ولا أبتعد عنه ولا فقد بسببه ولا قهره ! وكإنه كان أبوه الحنيّن طول أيام حياته ، لذلك كان مرتاااح
لإن لوهّاج قلب يعجز ما يسامح ، قلب حنيييّن بالحيل !
قال فهد وهو يبتسم ويناظر لضرار : يالله ياسلطان تكفى ، ترى والله غربّلنا ولدكم بالإنتظار



تنهد ضرار بعدما هبّطت كتوفه وهو فعلاً عاش أقسى أيام حياته في ظل الترقُب والخوف والقلق الي أعمى قلبه خوفاً من إن خطوته تُبتر ويبقى الرفض هو نصيبه ، خصوصاً بعد مرور هالفترة الطويلة كلها ! ولايّنسى مقدار فرحته بعدما أعطاه فهد الموافقة ، كان سعيّد لدرجة هرب النوم من عيونه يومين كاملة كلما نوى ينام يفز من على سريره من فُرط الفرحة ويعجز يبقى بنفس المكان لدقايق بس ، ولكنه قال بقهر بسبب تذكره لإنتظاره الطويل: اي والله ياعم تركوني على رف الإنتظار شهر كامل
لدرجة ظنيت إنهم رفضوني بس مستحييّن يعطوني خبر
ضحك وهَاج وهز رأسه بالنفي وهو يقول : أكبر مصايَبك تجي من أفكارك الخطأ ياضرار ، أنت رجل تنشرى ما تنرفض
أبتسم ضرار واشتدت إبتسامته أكثر وأكثر نتيجة سلطان الي أعلن موافقته للحضور ، واللي بعد كلمته محد نافس وهَاج من فرحته ، أختلطت بسماته بضحكته العذبّة وهو يتنهد بهدوء ، كونه وآخيراً بيخطي مع أبوه خطوات كلها رضا .. خطوات حلم بها كثيير في طفولته وصبّاه وشبابه ولكن كان نصيب تحقيقها اليوم !

بعدما ساعده بتبديّل ملابسه في ظل إنتظار فهد وضرار برى ، أسنده على الكُرسي المتحرك وهو ينحني له من الأمان ويثبت البشت على أطراف الكرسي ، ويرخي طرف الكرسي بحيث يقدر يسند أبوه رأسه براحة ، وقبلما يستقيم لمح دموع أبوه فتنهد بهدوء وهو يرفع طرف شماغه ويمسحها بصمت هائل ، هالدموع كانت بصحبته من لحظة لقاءهم لذلك بكل مرة كان يمسحها بصمت بدون ما يعلق أببداً ، بدأ يدفع أبوه لخارج الغرفة ومن لمح ضرار يضرب له التحية حتى ضحك وهو يقول : إرخَ كتفك ياعقيد ، تراك قدام شيّخ تسلم عليه ماتضرب له تحية
ضحك ضرار وهو يحك طرف ذقنه بهدوء ويقول : دواعي السرور أعتلت قلبي ياوهَاج لدرجة ماعاد للضرار مكان
قال سلطان وهو يناظر لضرار اللي تلحف بالبّشت الأسود ، وطغت هيبة اللون الأبيض اللي ما يتجمل فيه إلا بالمناسبات المهمة ، وأهمها كان يوم سّعده وإرتباطه بمحبوبة قلبه اللي عاش على طواريها شهور طويّلة ، إمتزجت هيبة الثوب الأبيض بلون الشماغ الأحمر الي كان رمز الهيّبة والفخامة ، هالطلة لضرار كانت محدودة ومقصُورة جداً وبليلة وحدة بالسنة تشوفها لذلك كانت هيييَبته عظظيمة عظيمة حيل ، قال على إثرها سُلطان : والله العتب على أبوك الي مالقى غير هالإسم لك وأنت ضد وأضداده كله ، ياكثر ما نهيته ولكنه يعرف يقسى
أبتسم بهدوء ضرار إن سلطان برغم كل شيء مازال يقدر يطري طاري أبوه لذلك قال بخفوت : الله يرحمه ياعمّ ، تماشيت مع الإسم الله وكيلك



أبتسم له بحنية ودفع وهّاج الكرسي المتحرك ومن خلفه يمشي فهد الي شارك لبّس البشت مع ضرار .. في منظر يسر الخاطر والناظرين
في ظل غض الطرف عن نظرات الناس له وعن كلامهم وهمسهم ، بقى بس يراقب يدين وهّاج الي على كتفه وتسانده وهذا كان إنتصاره خلال كل السنين الي عاشها .. إن له ولد إسمه وهّاج


بيّن أركان مشغل عبّق .. واللي أُعيد إفتتاحه بعدما أُغلق لثلاثة أشهر بسبب الحالة الصحيّة لدُجى ،وكانت أول عروسة يبّنى مجدها بهالمكان هي خيال ، اللي أُلقي عليها جميع النُكات بسبب تركها لضرار ينتظر كل هالفترة
محد بهالمكان ينسى لافي وصدمته الي تركته منلجم ساعات طويلة ، عاجز يستوعب وعاجز يرضى بهالزواج كونه ماهو قادر يركبهم برأسه سوى ! عمته تتزوج أخوه!!
والأكيد إنه ماتركها من كلامه حتى وهي بحدود المشغل وكان معهم بهالمكان : أشوفك ياعمة مستانسة ، والمسكين أخوي مأكل هواء بسبب إنتظاره لك
ناظرته معاني بطرف عينها وقالت بإستنكار : ماشاء الله ، من الي يوسوس برأسها طوال هالفترة لأجل ما توافق
ضحك بإستخفاف وجلس بعدما عدل شماغه : والله يستاهل دمعة بلا لمعة ! هذا شور بالله ياعمة؟ يخطب عمتي من طرف بيتي ولايعطيني خبر ؟ هذا وأنا أخوه وسنده
تنهدت دُجى وهي الي إنبَح صوتها وهي تقنع خيال الي أساساً كانت مقتنعة ولكن كان الخوف هو دافع التروييّ والإنتظار خصوصاً إنها وافقت على زوجها الأوليي بدون تفكير ورغم إنها هالمرة قررت تنتظر وتفكر بكل قوة إلا إنها إختارت التفكير مع الشخص الي متلهف ومتشوق ومحترق لشوفها وقربها ؛ لذلك الأيام الي كانت تفكر فيها كانت كوابيس بالنسبة له : فهمني أنت ماعندك شغل غيرنا ؟ ياخي عالأقل خذ فهد من حضن خالتي ولا بدّل الثوب بالبدلة وتوكل لشغلك
تأفف بقهر وهو يناظر لحليَمة وقال بضيق : يرضيك ياخالة ؟ يعني أنا ولدهم الوحيد وأعيش إضطهاد وضيّق من كل البنات بهالعائلة إنصفيني ياخالة
حليمة الي كانت معهم بالمشغل وبحضنها فهد وجنبها غُصن قالت بإحتقان : علامكم على المزيون ، لا تضيقون صدره ، والله محد موسع صدري غيره
ضحك بغرور وهو يرفع كتوفه وسط إبتسامة معاني الخافتة وسعة صدر دُجى من وجود عمتها وقال بفخر : الله يزيدك سعة صدر ياخالة والله إنك كفو ومحزمي ، أشهد إنك تستاهلين تكونين أم كايَد
ناظرته حليمة بصدمة ضاحكة ودجى رمت عليه فرشاة المكياج ولما استوعب كلمته ضحك بورطة وقال : لا تواخذيني ياخالة والله هذي فعايل ضرار وعمتي ، تخيلي يعني لو أروح الزواج هاللحين وأحد يسألني وش بقول ؟ زواج عمتي على أخوي ؟ ياكسر ظهري والله غير ينادو علينا هيئة الأمر بالمعروف من كل دول العالم ويظنوننا كفار



ضحكت حليَمة من كل قلبها على كلامه ومعاني شاركتها الضحكة بينما دُجى أبتسمت وهي تناظر لخيال الهادية الي تكتفي بتعابير بسّيطة وعايشة توترها وخوفها داخل حدود صدرها لوحدها ، إنتهت منها دُجى ووقفت قدام المراية وهي تأخذ نفس بكثرة وسط تصفيرة لافي : الله يرحم حالك ياخوييي
ضحكت معاني وقالت وهي تدفعه لبرى : أخرج تكفى توترنا وأنت هنا
أيّدتها غُصن الي قالت بإستنكار : أصلاً هو رجال لين جالس معنا إحنا البنات؟
ألتفتو له كلهم بضحكة وسط ضيقته وصدمته فقال بقهر : الشرهة مهيب عليكم ؛ علي أناااا والله
وبعدين ياعمة أنتي من صار بكرشتك ولد للجنوبي وأنتي مأخذه أطباعه ، يعني مايكفي لهجته قمتي تأخذين أفعاله
أبتسمت بضحكة وهي تسحب جوالها اللي توترت بسبب كثرة رسايّل بنيّان اللي شدد عليها تخرج له للسيارة أو يدخل لها بإنتظار المشغل ولكنها رافضة تماماً يشوفها بسبب خجلها من الموجودين ولكنه مُصر وإصراره تركه يبّقى بجنب الباب لذلك كانت تبي يخرج لافي لأجل يتورط معه
وقبلما يخرج لافي أقترب وهو يوقف قدام خيال ويبتسم بوقار وهدوء عكس إضطراب شخصيته قبل لحظات : لايحلقك شك ولاخوف ياعمة ، يشهدالله بتتزوجين من أفضل الرجال وأحنّهم وأكثرهم رجولة ، مالقيت عيب واحد لأجل أكلمك عنه ولا نقص واحد في ظل كماله ، وإن كان به عيب فعيبه الوحيد إنه طييييّب بالحيل ياعمة لدرجة لو طلبتي كبده نزعها بدون ما يقول لا ، أنا والله وبعيداً عن المزح من سمعت إنه اللي طلب القرب مننا ماإتسعتني هالأرض من فرحتي ، كنت أقول مادام ضرار بيكون زوج خيال ، عزالله هذامن كبر حظنا وأعظم نصيب لنا
أبتسمت خيال بهدوء ودُجى قالت بضحكة : تراه صادق والله ياخيال ، ولا لافي اللي مابقى سبَة بحق وهّاج وبنيان بليلة زواجنا ، قطّع ضرار مدح
ولا يحتاج هالتشييّد كله ضرار ، يكفيك إسمه
أبتسم لافي على تشييّدها لكلامه ومسح على خد عمته بحنيَة : الله ينولك السعادة يا عمة ويرضيّك لين تنتهي مشارييّهك وضيقك ، يستاهلك ضرار لإنك حنييّنة بالحيل ، والله عقبك بيطفى ضي البيييت
كتمت تنهيّدتها ولافي عجز يبقى أكثر بالمكان خصوصاً بظل تفاقم مشاعره كلها لذلك إنسحب بكل عجلة وسط إبتساماتهم بعدما فهمو إنه تأثر
ولما خطت خطاويه لبرى المشغل شهق بصدمة وهو يشوف بنيّان بجنب الباب وتقدم له وهو موسّع حدقات عيونه : وش تسوي هنا ؟؟
بنيَان من لمحه تأفف بضجر وقال بقهر : وأنت نصيبي من ذي الدنيا يالافي ؟ ناشب بحلقي داييم ؟
ضحك وهو يركب السيارة ويقول وهو يضرب الدريسكون : أقول حرّك حرّك بس ، ماعندنا بنات تشوفهم هاللحظة



تنهد بنيّان بحسرة وقلة حيلة لإنه من لمح وجه لافي يخرج من المشغل أيقن إنه مستحييل يلتقي فيها هالساعات لذلك شغل السيّارة بقهر وسط ضحكات لافي الساخرة : أجل تبي تتأمل كرشة عمتي والرجال مليانين بالقاعة ينتظرون أحد يرحب فيهم ، ياخيبة الهقوة
ناظره بطرف عيييىنه وهو يقول : الي بكرشتها ولدي ، وبعدين إزهلها مهب أنا الي أترك ضيوف خوييّ بدون ترحيب
ناظره لافي بإستغراب وبنيّان تبسم بضحكة وهو يتجه للقاعة وبوسط قلبه غبّنة إنه عجز يشوفها!
بينما أبتعدت سيارة بنيّان توقفت سيارة وهَاج بجنب المشغل ، وألتفت سُلطان بإستغراب وهو يقول : ليه وقفنا هنا
أبتسم وهَاج وأشر على المبّنى وهو يقول : هذا مبّنايي يُبة ، وهذا محل شغل زوجتي
أبتسم بفرحة وهز رأسه بخفوت ، ووهّاج قال بهدوء : وإنتظرني دقايّق بسيطة بس
دخل بعدها للمشغل ولمح دُجى تنتظره بعدما أعطاها خبر ، ومن لمحها واقفة بكامل بهاها حتى تراكمت تناهيّد كل هالدنيا بصدره ، كان جمالها دائماً يستدعي كل تناهيّد العالم لصدره ، جمالها يستدعي يتنهد لأجل ماينفجر قلبه من شدة نبضه ولأجل ما تضيق رئته من فرط تنفسه
أقترب وهو يأخذ نفس بصعوبة ويزفره بتعب من شدة رقتها ومرر يدينه على خصل شعرها بإبتسامة : ناوية تدمرين مابقى بقلبي من قوة؟
أبتسمت بهدوء كونها شهدت على إبتسامته الي صارت جُزء إن غاب عن يومها تظن يومها مامر من شدة ثقله على قلبها ، أخذت تتنهد بخفوت وهي تتأمله وسط هالته الرهيّبة اللي من شدة سطوتها وهيبتها أحاطت بالمكان اللي خطت فيه خطواته ،كانت هالته تكفي لأجل يتزعزع المكان والقلب فكيّف بحضوره ووجوده ؟ كيف وهو ملتف بالبيّاض وثغره منشد بسبب الإبتسامة؟
ضحك بخفوت من تنهيّدتها وتقدم خطوة للأمام لها وهو يقول بضحكة : أظن ماني قليل على قلبك بعد؟
بلعت ريقها بصعوبة وهي ترجع خطوة لورى ولكنها إستشعرت إلتصاق ظهرها بالجدار وإقترابه الشديد منها ، حاولت تدفعه عنها لإنها عاجزة تنطق بكلمة وحدة بحضره بهاءه وخصوصاً كونهم بهالمكان المُلغم بالحضور ، وكونها تغرق ببحر الخجل بمجرد تأمل نظراته حتى بعد مرور هالمدة الطويلة لهم سوى ، لما إقترب منها وبشدة وكان على بعد خطوة بسيَطة قبل يلتصق فيها دفعته عنها وهي تشتت نظراته للمكان وهو إشتدت ضحكته ووقف مكانه وهو يميَل شفايفه بخفوت ويتأمل اللون الأسود الي أُحيط بجسدها ، كونها دائماً تترك حتى القهر ينزاح من صدره فكيف بقهر لون لازمه سنين طويلة ؟ : تغلبيني والله ، وتغلبي حتى قلبي والي كرهته والي بكرهه حتى



"تحبّبيني بأكثر الأشياء الي كنت أكرهها بس لإنها إحتوتك
لأجل كذا علميني .. لوهّاج قدرة يكره السّواد وهو ألتف بجسدك وأحتواك وعانقك ؟ لوهّاج قُدرة يكبَح غيرته منه وما يحسده وينقهر منه لإنه لامس شيء يخصني؟ وتركني أحبّه وأعزه برغم عني وعن ذكرياتي؟ علميني لامنّي شفت شيء أكره ولكنه أرتبط فيك ، كيف بستمر بكرهه؟ كيف ببقى على نفس الموقف وهو أحتواك؟
يعني يهون عليك تخليني أبعد خطوة بعدما غربلتي كل قلبي ؟"
بلعت ريّقها بصعوبة وأخذت تحني راسها للأسفل وهي تمرر يدينها على طرف فُستانها الأسود واللي ما طرى ببالها شدة إرتباطه في هاللون من ليلة الإلتئام وكيف إنه عقد الصُلح معه بس لإنه أرتبط فيها ! ماطرى ببالها إنه مستعد يتنازل عن مساوىء هاللون بحياته بس لإنها كست فيه جلدها وفضّلته على كثير من الألوان .. ماكانت تدري إن بهاءها أصلاً ماهو بعادي ولا يمكن يكون عادي ، وإن لبّست شيء عادي يزهى عليها ويرتفع لمستوى عالي جداً ، فكيف إن لبّست شيءكان مكروه ؟ كيف بتتبدل النظرة وكيف بيكون إن وده كل الألوان"أسود"
وهّاج الي أقصى مُناه هاللحظة يشوف هاللون بكل مكان بعدما كرهه وأستنقصه وقلل من قدره ، ماصار الأسود سيّد الألوان بنظره إلا بعد فستانها الأسود
ستشعرت كمية الرهبَة والزعرعة العميقة بنبرات صوته الي تدل على عدم ثباته قدام هيّبة حضورها ، إستشعرت ضعفه واللي ما يعيشه ولا بيعيشه بفصول حياته إلا بقُربها وقدامها ومعها، قد قال وبيأكد على قوله إنه قوي وشجاع وما يَهاب ولكن من يطري طاري أحبابه يصير أضعف شخص بالكون "خصوصاً معها هي بالذَات"
بقت بهاللحظة ثابّتة مكانها بسبب تأثير صوته العذببّ والمرتجف وهالته الي أُحيطت فيها بشكل هائل ومخيف ، كونها تدري إنها تخر كل قواها ولا تقدر تقاوم
وقوفها قدامه بهالشكل كان من أكبر أخطاءها كونها تدري إنه راعي قلب متهور وشفُوق ومتلهف بكل حالة لها فكيف وهي بأبّهى طلة ممكن تكون فيها ؟ "مسكيييّن ياقلب وهّاج مسكييّن والله يكون بعونك"
تقدم منها الخطوة الفاصَلة بس ، وماكان يدري وش نوايا قلبه اللي ألتهب من شدة لهفته عليها هاللحظة بالذات متجاهل كل الي حوله تقدم هالخطوة وأقصى مُنى لقلبه يختلط عطره بعطرها ويشاركها نفس النسّمة ولكن حتى أبّسط أمانيك تنسلب منك حتى لو هي حقك الشرعي !
يدين غُصن الي أحتوت كفوف يدينه أجبرته يغض الطرف عن لهفة قلبه ويصّد عن دُجى ويلتفت لغُصن الي من لمحته تشرعت أبواب الفرح بقلبها وقالت بلهفة : بابا وهّاج جيت عشان تشوف فستاني صح؟


أبتسم بضحكة عليها وأقترب وهو يرتب خُصلات شعرها المتبعثرة وهو يهز رأسه بإيجاب بينّما هي رجعت تفل شعرها من جديد وتقول بفرحة : دُجى سوت لي شعري ، حتى فستاني يشبه فستانها ، أعجبك؟
أبتسم أكثر وهو يمرر يدينه على تفاصيل فستانها ويهز رأسه بإيجاب شديد وهو يقول : أنتي والله تحلينه حتى لو هو شيّن
ناظرته بإستغراب وقالت بعدم فهمم : يعني هو شين ولا حلو؟
ضحك وهو يأخذها لحضنه ويقول : أفا علييك ، حلو والله وحييل يابوك
أبتسمت بفرحة وهي تحضنه وهو تنهد بإبتسامة من لمح أمه تتجه له وبحضنها فهد : يالله؟
هز رأسه بإيجاب كونه حضر للمشغل لأجل يأخذهم معه ومن فتح الباب حتى ناظرت حليمة بصدمة لسلطان الواضح من شباك السيارة قدامها ، شهقت بذهول وقالت بدهشة عاررمة سيطرت على أركانها : سلطانن؟؟ وش يسوي هنا؟كيف جاء؟كيف طلع من المستشفى؟كيف رضى يخرج أصلا؟آخر عهده بالشارع والناس من سبع سنين كيف رضى كيف؟
بسبب ذهولها أُجبرت دُجى على تشريع خطوات سريعة للأمام وهي توقف خلف ظهر وهّاج وتسترق النظر من خلاله ومن لمحت سلطان فعلاً حتى أبتسمت بخفوت وهي تشد على ثوبه وسط ضحكته من تصرفها ومن فجعة أمه : علامك ناسيّة يايمة إني وهّاج؟
ضحكت دُجى وهي تهز رأسها بإيجاب وتقول : إي والله ياخالة ؛ محد بيقدر يرفض له طلب ولو إنه خالي سلطان
أبتسمت حليمة إبتسامة واااسعة أساسها الراحة العمّيقة والكثيفة الي سيطرت على كل أجزاءها
ما تنكر إنها من لحظة معرفتها بعقد الصلح بين وهّاج وأبوه حتى ودعت كل الحزن والضيق وتناسته ونسته وعمّ السرور كل قلبها ، ولكن إنهم يتقدمون بعلاقتهم للخطوة ذي بكل سرعة؟ ما ظنت!
تقدمت خطوة للأمام وبحضنها فهد ومن لمحه سلطان ضحك بفرحة : حيييا الله حبيّب جده
أبّتسمت حليمة لموقفهم ولغُصن المصدومة والي ركضت لسلطان وهي توقف بجنب السيارة وتقول بدهشة : يعني ياجد عادي نشوفك برى البهاء؟ كيف جيت هنا
ضحك لها سلطان لإن تعابير وجهها كانت عفوية ، وناظر لحليمة الي ركبت بالخلف وبجنبها غُصن
وفي إنتظار وهّاج بقو بصمت ، بينما وهّاج الي مازال واقف مكانه بسبب يد دُجى الي متشبّثة فيه قال بإبتسامة خافتة : كإنك تبقيني أبقى هنا و..
ضحك بهدوء لما إستشعر إفلات يدينها عن ظهره وألتفت وهو يناظر تلون وجهها بالخجل : لاتظنين لهفتي بتبّقى مبتورة ياقرة القلب ، لنا لقاء ثاني
سكت بضحكة لما رجعت خطوة لورى وهو خرج من المشغل وناظر لسيارته اللي تحتضن جسد أبوه ، بلحظة وحدة بس قدر يسترد كل ذكرياته
كم مرة أنكسر وأنقهر وتوجّع بكل مرة يركب فيها سيارة أبوه ؛ ولكن هالمرة غيييّر
هالمرة الشعور غير والموقف غير ووهّاج غير !



أبتسم بهدوء وهو يثبّت يدينه بطرف جيبه الأبيض وقبل يركب السيارة لمح سيارة فهد توقف بالقُرب منه ، نزل فهد وهو يتجه للمشغل وأشر لوهّاج بإبتسامة في ظل ترقُب وتأمل وهّاج لحتى دخوله للمشغل
ركب بعدها سيارته وهو يتحرك بإبتسامة للقاعة المنشُودة ، في ظل ضحكات غُصن وفرحتها وصمت سلطان وإبتسامته وفي ظل هدوووء حليمة الطاغي والواضح ، كانت هادئة هدُوء مريب خالي من الدهشة،للحظات بسّيطة لمحت الفرق الشاسع الي يعيشه وهّاج مع الي حوله
بنظرات بسَيطة أيقنت إن وهّاج ما بيكون للنسيّان باب بقلبه ، وأيقنت إن الأبوة بقلبه مُلئت وسُد الفراغ فيها بحب كبيّر وبقوة ما بتقدر رجعة سلطان إستعادتها !
بنظرات قدرت تعرف مكانة كل شخص فيهم بقلبَ وهَاج ، لمحت كيف يناظر لأبوه سلطان
كيف إن نظراته مُغلفة بالتردد والهدوء والعجز واللي لو يمر دهر ما تبّدلت هالنظرات
ولمحت كيف كانت نظراته لفهد مُختلفة تماماً ؛ نظرات أُلفة عِز وسند وفخر وإعتزاز نظرات ولد لأبوه للشخص الي كرّمه وأنقذه من بؤس الحياة
أيقنت إن فهد أخذ مكان سلطان بعيون وهّاج ولا بتقدر أي معادلة بهالحياة على هدّ ثبات نتيجة هالعلاقة ، فهد كان له الأب يوم كان يتيم أب
لذلك كانت نظراته مُختلفة تماماً ،نطاق الأمان الي يحتوي محاجر عيونه كانت تختلف من بين نظراته لسلطان وفهد
تراكم اليقيّن بجوفها بإن فهد أخذ مكانة بقلب وهّاج مارح تُستبدل ولا تنؤخذ ولا رح تنعرض لأحد غيره ..!
-

بيّن حدود الصعبّ ، اللي دخل بشكل إرتجالي وسريّع للبيت كونه تخطى أمور كثير بهاليوم بسببّ زواج ضرار ، والأهم بهالوقت بالذات كونه بيلقاها
كان يتمنى يلقاها باقي تنتظره وإنه حتى برغم تأخره الكبير هذا ما راحت للزواج بدون ما يشوفها
من اللحظة اللي خطت خطاويَه لداخل الغرفة وتسللت رائحة البخور الكثيفة لخشمه حتى أبتسم إبتّسامة واااسعة وكبيرة حييل ؛ لإنه أيقن إنها مازالت هنا ولا هان عليها تروح بدونه
تخطى كل النسّمات الي تحيط فيه بخطواته الكبيرة وهو يِتجه لغرفة الملابس كون بابها مفتوح
ولكن قبل يتعدى عتبّات الباب ويدخل ؛ لمحها تجر خطوات الإقتراب منه
تبّسم بتنهيدة ورجع خطوة لورى وهو يثبت يدينه خلف ظهره ويضغط عليها بكل قوة بسبب الكم الهائل من الشعور اللي هبّط على قلبه هاللحظة وأرعبه !
مازالت الإبتسامة مرتسّمة على حدود ثغره حتى بعدما شرعت بيبّان العتاب وهي تناظره بلوم : تخيّل ؟ زواج أخوي الكبير وأنا آخر الحضور ، يرضيك؟
سكتت وهي تِتنحنح بذهول لما رفعت عيونها وتأملت نظراته اللي أخترقت كل أجزاءها وكل تفاصيلها البّسيطة ؛ واللي أصلاً ماكانت بعيُونه بسيطّة أبداً !




كانت نفس النظرات وعلى نفس وتيّرتها ، باللحظة الي تأملها فيها بصُبح العيد بنفس اللهفة وبنفس الرجفة وبنفس الشعور
ولكنه تعاظم هالمرة بشكل هائل ، كان كبير وطاغي وعنييّف لإن لا الشرع ولا القبيلة ولا العُرف بيوقف ضده، هالمرة كل هالمعوقات صارت بصفه ومعه !
نكسّت رأسه وهي تستشعر إن جسدها يرتجف بشكل مضُني كون نظراته ماكانت سهلة عليها
ومن لمحته يتقدم خطوة لها ، حتى عضت على شفايفها بتوتر
هي تدري إن نقطة ضعفها قربه ، فكيف لاعرفت إن نقطة ضعفه قوتها ؟ مظهرها الأنيّق والفتّان اللي يسلب النفس ويُضني القلب ويدمر الإنتظار
آثار القوة اللي على وجهها والي مازادتها بعيونه إلا حب ولهفة ! كانت حلوة وحيّل ولكنها كانت صعبة لإنها قوية ؛ لإن كل الي مرت فيه قوّاها وتركها تتجاهل كل الضعف وتبّني عليه مراحل قوتها وصمودها ! كانت كثييّرة وحيل بالرغم من إنها إمرأة واحدة
كان يتمتم من شدة إنّبهاره وسحرها له وأخذها قلبه من بيّن ضلوعه وقدرتها الكبيرة والمخيفة باللعب فيه بأصابع يدينها وتموّج خصرها ورمش هدب عيّنها " الله لا يغضب عليّ ، وشلون كانت دموعها وزعلها يهون؟"
أقترب وصوت أنفاسه المُضطرب والي تشكل على شكل أبّخرة حارة من شدة لهفته والي أختلط بصوت نبّضاته المسموع والعلني الرهيّب ، أقترب وهو يمرر يدينه من على علُو ذراعها إمتداداً لمعصمها ، بحركات تناغميّة كانت سهلة وبسيطة بس بسببها أرتجفت كل خلايا جسدها وإستشعرت إن يدينه تتحكم بكل أوردتها من شدة رجفتها ؛ للحظة تملكت الغيرة كل جسّدها كل جزء منها تمنّى لو كان بمكان يدينها اللي لامست يدينه بآخر المطاف وتشابّكت أصابعهم ببعض بشكل قوي ودافي وحنيييّن حييل ؛ حنيّن لدرجة تملكت قلبّها غصة على الأيام الي مرت بدون لمسه ، رفعت رأسها وهي تتأمل إنبّهاره الشديد فيها ، إبتسامته الي ماذابت ولا تلاشت ولكنها بكل مرة تكبر وتتكاثر ، تفاصيل وجهه وتعابيّره اللي تحمل كم هائل من الإنبّهار ؛ كان دائماً يحسسها إنها الوحيدة الي تحمل كل هالجمال بالعالم ، كانت دائماً نظراته لها تغنيها عن كل الي حولها وعن كل شعور ممكن بيوم من الأيام تحتاجه!
كان بوجوده وإحتواءه لها حتى بزعلهم معوضها عن كل مر مرّها وعن ضيّق مسها ؛ كان بمثَابة يدين تطبطب على قلبها بكل مرة يمسَها ضر وهي بمثابة فوزه بهالحياة
أبتسمت بتنهيَدة وهو يقترب أكثر منها ويقّلص المسافات الي بينهم والي إن كانت حتى بحدود شبَر يحسها أميَال وأميال !



قلصّ المسافة وأختلط العود والعطر الثقيّل بعطر الفُل الهادي قلّصها بشكل حنيّييين ومتلهف حييل وهو يحتويها بكل قوته وكإنه ناوي يخبيها عن ظل هالحياة بكبرها ، لإنه يحسها كثيرة حييل عليه وعلى الكل ، وكان أولى فيها تتخبّى بقلبه ، أبتسمت بهدوء لما إستشعرت همسَه الهادي بإذنها : ياكثرك علي ياكثثرررك يابريّق !


ومن بيّن إنبهار لافي وضحكات كايّد الصاخبة ، وإبتسامة وديّع وغرُور بنيّان ، من بيّن علو صوت الطرب الكبير والهائل وإستقبال الضيُوف الي كان بأعلى مستوى كون بنيّان تكفل فيه وحرص بكل تشديد يكون من أحسن مايكون حتى لو ما تواجد
ألتفت له لافي وهو يرفع كفه ويأشر له بإبهامه : والله إنك كفو ، ماخاب ضرار لما خلاك على يمينه
أبتسم بضحكة وهو بكل مرة يلمح الإنبهار بعيون لافي ولكنه كان يخبيّه ، بس هالمرة عجز وهو يلمح الفرقة الي بيدهم الطبُول واللي بواجهة القاعة ، على يميّنهم المرحبيّن من باقي أصحابهم والي كانو جماعات كبيّرة من ضمنهم الملازمين والمقيّدين الي تحت خدمته ، كان إستقبال مَهيب يستاهل يكون لضرار وأحبابه وضيوفه !
دخل بُرهان وهو يضحك لما دقّو الطبل له وقال لوديع الي واقف بالصّف يرحب : سوايا الجنوبي صح؟
هز رأسه وديّع بإعجاب وهو يبتسم بينما بُرهان ناظر للجنوبي بضحكة وهو فعلاً منبهر من طريقة ترحيبه بكل مرة يقبّل لهم ضيف ، سواءً له أو لأصحابه
بوسط إستقبالهم وإنشغالهم بالضيُوف ، ووسط إندماجهم ودخول الشمس في حضن الغيَم معلنة غروبها ، أرتفع صوت بنيّان بشكل هائل وكبيّر وهو يبتسم بفرحة لما لمح ضرار وعلى يمينه فهد : أرحببببب حيا الله عريّسنا !
ضحك ضرار بهدوء لما ألتفتو كل الجموع عليه وأنحرج كونه تأخر عليهم ، ولكنه ألتفت للي وقف على يسار يدفع كرسي متحرك ، على مُحياه إبتسامة هادية وعيونه تراقب تفاصيّل المرحبين
إشتدت إبتسامة ضرار لما ألتفت ولمح الهدُوء يعم المكان بشكل هائل وكبير وبقى صامت للحظات ، يراقب تفاصيّل وجيههم وتعابيرها
يراقب حالة كايّد المذهولة والمندّهشة والي وضحت آثار الصدمة بكل تفاصيله سواءً من رعشة يدينه الدموع الي سيطرت على محجر عيونه ، نصف إبتسامته البسّيطة
ولا من بقية الواقفيّن جنبهم الي أستقر الذهول بوجييّهم ؛ما تخفاهم حالة سلطان ولا حتى علاقة سلطان بوهّاج وكيف هي مُعقدة وصعبة جداً
ما تخفاهم كل هالدهشَة والإستنكار وعدم الفهم العميّق ، متى كانت هالأمور المعقدة تنحل بكل هالبسَاطة ؟ متى قدر هالإنسان اللي يعقد كل شيء ويراكم كل المشاعر ويلتهب عقله من كثر التفكير بإنه يحل كل هالمواضيع بمدة زمنية بسيطة ؟



متى تبّدل العبوس الي كانت نتيجة طفولة مؤذية لبّسمة شاب ماكإنه عاش بصباه إلا بالترف ؟
دخول وهّاج اللي يحمل كم هائل من المَهابة والفخامة واللي تُوج بإبتسامة عذبَة وهادية بثوبه الأبيض وشمَاغه الأحمر ، تتراقص بين أصابع يدينه السبّحة اللي يحبّها من حُب صاحبتها وبين معصم يدينه ملتفة السّاعة المغلفة بحب كايّد !
بين يدينه يدفع أبوه سلطان ، المتجمّل بالبشت الأسود ورغم رجفة قلبه وخوفه وقلقه المخيف والي مجتاح كل جوفه إلا إنه يمثّل الثبات وراسم إبتسامة غرور على وجهه!
دخول وهّاج وأبوه وفهد مع ضِرار مازادوه غير ثقة وغرور وهيَبة على هيبته ، أبتسم لما ملأ الإستيعاب عقلهم وبدأ الترحيَب يُعاد من جديد ولكنه أقوى وأكثر ضخامة وهيّبة من قبل
كان ترحيب حار لسلطان الي قرر يودع جدران المستشفى والي مارضى بهالشيء إلا لعيون وهّاج ، ترحيّب لوهّاج الي قرر يودع حزن الماضي ويضغط على كتف أبوه بإبتسامة ، ترحيب للعريّس ضرار اللي من هالليلة قرر يكون عكس إسمه تماماً وترحيّب لفهد مسندهم وسندهم وأبوهم الثاني وقوتهم الخفية !
إحترق المكان من شدة حماسهم ، ومن شدة فرحتهم بهاليوم خصيصاً ، لإن كل شخص فيهم موقن إن ضرار يستاهل الفرحة الكبيرة ، يستاهل يشيّدون له كل الحب ويبنوه من اللاشيء لأجل يصير كل شيء !
والوقت اللي ينهز فيه كل طرف من أطرافهم بكل فرحة وبكل حمااس هو الوقت الي يبدأ فيه لعب الرجال ، اللي ضخ فيهم نشوة حماس وفرح رهيّبة أفتقدوها كثيير في ظل هالشهور الي مرت بهدوء قاتم ومدمي وفراغ موحِش
كان اللعب الرجالي هالوقت هو تفريغ لكل طاقتهم ومشاركتهم لفرحة ضرار اللي قضى كل سنينه يشارك كل الي حوله فرحهم !
كان أبهى وقوف وأكثر هيّبة وقوة ، لحظة اللي ببدأ اللعب بالسيّف والي ضمّه ضرار لكفوف يده وضغط عليه بكل قوة وهو يبّتسم بفرحة بدأ يتمايل على إثرها بكل هيَبة وهو ينقل أنظاره لأخوياه الي حوله الي شاركوه بهاء هاللعب إرتصو بصفيّن وحملو بين كفوفهم عزهم وقوتهم وفرحتهم هالليلة ، في منظر يسّر القلوب والخاطر وحتى يسّر العين ويملاها دمع بارد قرير .. كون إنتظار العقيدّ تتوج وآخيراً باللقاء
وغبنته إنمحت وإنشطرت باللحظة الي تمايل بالسيّف فيها ! من بعد هالليلة الكبيرة ، وحماسهم المهيب فيها والكثيَف ، إنتقل هالحماس كله بنفس اللحظة لقلب ضرار .. واللي على مشارف لقاءه مع الشخص الصعبّ الي قضى يحبي لوصله شهور طويلة ، ألتفت لضحكة بنيّان الخافتة والي قال فيها : الله حييّ العدييل المرتبك ، هدّ الوضع تكفى ترى يطيح التوتر من كل خطواتك


أبتسم بربّكة وهو يضم طرف البّشت لكفوف يده وهو يناظر بطرف عينه للافي الي قال : شكله أخونا ناسي إنه باقي سنتين ويوصل لعمر أبوي ، على وش متوتر أنت ؟ بنيّان وهو أصغر منك مالقينا في وجهه لمحة توتر كنه وحش
تأفف بنيّان بضجر وهو يأشر لضرار : الله ينولك خير ياضرار ، هذا وأنت أخوه مستلمك أما أنا صرت سبيّل لقلة حياءه
ضحك لافي وهو فعلاً كلام بنيَان صحيح ، بينما ضرار ألتفت ومن لمح فريّقه الي قضى معهم شهور طويلة يأشرون له كونهم رح يرجعون للمركز ومن بينهم فواز الي ما يبيع فرحته هالليلة لأحد وهو يلمح الفرحة الكبيرة بوجه حتى أشرلهم بإبتسامة وبهالوقت خرج فهد من القاعة الداخليَة وهو يشد البشت الغامق بكفوف يده ويأشر لضرار الي مشى معه وهو يتجهون للقاعة الداخليّة وسط إبتساماتهم الي ما أنقطعت ولا تلاشت هالليلة بالذات! ووسط وقوف لافي جنب السيارة وهو يرتب شماغه بعجلة قبلما يتخطونه ويدخلون بدونه!
-

بيّنما على حدود دُجى .. كانت واقفة بجانب بريّق مبتسمة بضحكة معها كونهم قبل لحظات رافضيّن يتشاركون ضرار ، كل وحدة منهم تجذبه لصفها هي
مابعمره لفتهم كونهم يشتركون بنفس الأخ إلا خلال هالزواج
مانسُو تجهيزهم سوى ، سهرهم بسبّب أفكارهم
مشاركته تأثيث بيته ، حرصهم عليه بالذات
لذلك هالليلة تتويّج لتعبهم
ألتفت بريّق بضجر وتخطت دُجى وهي تقول بإبتسامة والمبّخرة بيدها : أنا أول المستقبّلين
ضحكت دُجى وهي تأشر على حليّمة اللي كانت واقفة بجانب الدرج وبريّق تأففت بقهر وهي تمشي خلف دُجى وتوقف بهدوء وهي تبّتسم بخفة لحظة اللي إنسّحب السِتار وكان ضِرار الوحيّد الموجود بأعلى الدرج ، رغم إن الزفاف صار بآخر ساعاته ومابقى من الحضور غير القِلة وأهله إلا إنه كان رافض دخوله لسبّب بنفسه
ولكن إصرار دُجى أجبره يوقف بهالمكان ، لحظة اللي دنّى برأسه لما غُلف المكان بصوت الزّفة العتيقة وسط زغاريدهم الي أجبرته يناظر لهم حتى تبّسم إبتسامة واااسعة نابعة من أقصى جوفه ، ما تنشرى فرحته هاللحظة ولا تنبّاع
كان يتأمل خواته المُختلفات كُلياً عن بعض ولكنهم بهالمكان تشابّهو وأكبر شبّهه بينهم هو !
كان ملاحظ فرحتهم الكبيرة والي وضحت من ضحكاتهم والأهم ملاحظ دموع حليّمة ، حليّمة الي ماعدها غيّر أمه الثانية واللي لو سحب كبده هاللحظة وأعطاها ما وفّاها حقها
كان ممتن هاللحظة لإن فرحته ماعادت تنقاس ولاعادت تِتسع صدره !
ما تضايق ولا شرهه ولاعاتب على فايّزة الي رفضت تحضر واللي أصلاً معدل شوفه لها خلال كل هالشهور مرة وحدة بس ، من بعدها توارت عن نظره وبكل مرة حاولت تتجاهله لإن القهر كاسيّها ، ولإن مالها وجه!



نزل على أعتاب الزفـة وهو ينقل نظراته على خواته بإبتسامة ومن وقف بنهاية الممَر حتى سلمو عليه بفرحة غامِرة من بعدها أنسحبت بريّق وحليّمة بسبب إعلانهم دخول العروسة ! والأهم إن يدها بيد أخوها
دقايَق معدودة كانت كافية بإن السِتار ينسحب للمرة الثانية ولكن هالمرة كانت مُبهرة وباهيّة وزينها طاغي ، هالمرة كانت الهيَبة كبييرة حييل
كانت واقفة بزينها الفتّان يدها بيد فهد وهدوءها واضح ومازادها غير فِتنة ، أخذت نفس بهدوء وهي تتأمل خطواتها الي تخطيّها مع فهد بإتجاه ضرار ، هالخطوات كلفتها ليالي طويلة ونوم عيّنها وراحة قلبها ، هالخطوات تركتها تسترجع الفترة الماضيـة والوقت اللي صارحها فهد برغبّة ضرار الصريّحة والمُعلنة بالإرتباط فيها
مازالت تتذكر محاولة رفضه قدام البيت المهجور ، وإصراره على قربها و ربّكة فهد وخوفه ورجفة صوته وهو يجر دواوين المدح في ضرار ويحرص على تلميّع صورته في نظرها ، وماكان يحتاج ضرار كل هالتلميع لإنها تعرف قلبه !
ولكن خوفها وإرتباكها وقهرها على سنة من حياتها قضتها في هموم ووصبّ أجبرها تفكر كل ليلة وتتناسى كل الي حولها من شدة التفكير ، تحلف لولا ضغط الي حولها عليها بالإستعجال بقرارها كان بقت شهور طويلة تفكر بخطوتها هذي !
لإن خطوة وحدة من قبّل كلفتها عُمر وماهي مستعدة تكرر نفس الخطأ !
كانت موقنة إنها مختلفة عن المرة الأولى بمنحنيات كثييَرة سواءً من تفكيرها أو من لمعانها أو حتى فتنتها اللي تضاعفت أضعاف مُهلكة تجبّر اللي يتخطاها يرجع يلتفت من جديد
كانت في غاية الفِتنة ولكن هالفتنة مُغلفة بالتردد والخوف والقلق اللي بسببه تجمّدت خطواتها بوسط المكان وبقت نظراتها تائهه تعيّش الشرود اللي سيّطر عليها هاللحظة وأهلكها ، فكرة وحدة بس أجبرتها خطواتها على البّتر فكرة بإنها تعيش نفس المآساة تركتها توقف بهالمكان بالذات ، كانت تستشعر إن الدموع بتهد حصونها من شدة رجفتها وهي تعاتب قلبّها" ليه بهاللحظة بالذات؟"
بقت بمكانها ثواني طويّلة ولكن بسببها ألتفت لها فهد وهو يضغط على كفوفها بإبتسامة هادية وعدم مبالاة كبيرة بكل الي حوله حتى بضرار ، مادام أخته برأس الموضوع ما يهمه بقاياه : لو بقلبّك تردد ولو بمقدار ذرة ولو ظنيتي إن خطوتك خطأ ، إرجعي .. والله ما أترك أي عتبّ يلحقك
بلعت ريقها بصعوبة وهي تغمض عيونها بخفة وتضغط على كفوف فهد بكل قوة ، حاولت تجمّع شجاعتها وقوتها والي من إستشعرتها بوسط قلبها رفعت رأسها لوهلة وهي تسترق النظر لكل الي حولها ، نظرات التعجُب والإستنكار من الكل ونظرات القلق والخوف من أهلها


توقفت نظراتها على عيونه هو بالذات وهدأت كل فيّضانات الخوف الي بقلبها ، بقت تناظره للحظات بسّيطة وسط وِحشتها وخوفها وترددها
ولكن بلحظة وحدة إنقلبت كل هالمشاعر للسكون والهدوء المَهيب والطاغي على كل شعور غيره ، لمّست بنظراته شعور غريب حيل
شعور مابعُمره مرها غير بالكُتب الي عانقتها كفوفها بعد كفوفه "الرجّاء والأمان واللهفة" الي كانت بعيونه تركت كل سبُل الخوف والقلق تتقفل وتنّهد بكل كثرة أيقنت إن جواب سؤالها قبل لحظات عن سبّب عيشها هالشعور بهاللحظة بالذات كان هذا جوابه ، كان هذا سّد فراغ الفضول ناحية الجواب " لأجل تعرف إن بعيونه بس مدائن السّلام والأمان فكيف بالقُرب منه؟"
أكملت خطواتها بحرص شديد بعدما تنهد فهد بكل راحة إخترقت جسده وأكمل بعدها بخطوات واثقة وإبتسامة حبُور كثيفة وهو يوقف قدام ضرار ولكنه قبل ينطق بكلمة لمح دُجى تضحك بكل قوة وأستنكر ضحكتها فألتفت لمكان نظراتها ومن لمح لافي يجر خطواته بسرعة وشاد بيدينه على شماغه لأجل ما يطير ، كان مستعجل ولكنه يمثل الرزانة والهدوء بتصرفاته
وصل عندهم وهو يتنفس بصعوبة ويقول بقهر : يعني كذا تسحبون علي وتتركوني برى كرت العائلة بأهم يوم لعمتي؟ماتستحون
سحبته دُجى وهي كاتمة ضحكتها لإن ضرار أشتعل قهر كونه له دقايق مادّ يده يحاول يمسك يد خيال ولكنها مازالت أسيَرة كفوف فهد
إستوعب بعدها فهد الموضوع وضحك بهدوء وهو يقول : بسّلمك يدينها ياضرار ، ولكن بعدما أخذ منك عهد بطول عمرك كله ما يمسّ قلبها لاضر ولا ضيّق ولا حتى وجع ، عاهدني إني بكل مرة بشوفها فيها بلمح الضحكة بعيونها
أبتسم ضرار وهو يهز رأسه بإيجاب ويقول بهدوء : والله ما يمسّها مني ضرار ، لا تشيّل الهم !
أبتسم له فهد ولكن قبل تثبت خيال يدينها المرتجفة بيد ضرار ، قال لافي وهو يوقف بجنبهم : لاتظن لإنك أخوي الحنيّن بنغض الطرف عن أي ضيّق يمسها والله بنجيك جماعة ياضرار ونهد حيلَك
ضحك وهو يناظره بصبّر ولافي أبتسم بخفوت من لمح فهد يثبت يدين خيال بيد ضرار وسط سكونهم العجيّب وهدوءهم البارِز والطاغي والواضح لكل الموجودين!
لحظة اللي تشابكت كفوفهم ببعض ، تحولت الرواية الخيالية لواقع مُعاش وحلو بكل تفاصيّله
تحولت الليالي المتعبة لليلة فرح باااهيّة بكل الوصوف!
-
وبعد هالليّلة المُنهكة واللي أمتلت بالكثير من التردد والخوف وتغلفت بعدها بأمان نظرات ويديّن ، كانت واقفة بجانب المراايا الي بوسط الغرفة ، تنقل نظراتها لجسدها الرقيّق بكل خفوت








"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس