عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-21, 02:26 AM   #83

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




ماكانت ماتدري وش الشعور الي تعيّشه ولكن الي تعرفه إنه من اللحظة الي تقفل الباب وأُعلن إختلاء ضرار فيها لوحدهم حتى زارتها الكثيييّر من المشاعر الغريبة ، كانت ترهبها من شدتها وكثافتها!
بلعت ريقها بصعوبة وأخذت نفس بكل كثافة وهي تغمض عيونها وتحاول توازن دقات قلبها ، كانت تستشعر إن الكون يضيّق فيها بكل قوة
وكل هذا ماهو بيدينها ، كل هالشعور غصّب عنها وتعيشه مُجبرة !
بعد دقايّق عانت فيها وحاول تقاوم وتدعيّ الثبات تزلزل كونها بسبب سماعها لخطوات تقترب تعالت بين أوردة قلبها الرهبّة وغمضت عيونها وهي تقبض بكفها على قلبها تحاول تنظم دقاته ولكن بعد لحظات بسّيطة زادت الفجعة لما سمعت صوت الباب ينّدق ، بقت بمكانها تنتظر دخوله عليها ولكنها مرت دقايّق طويلة وهو غايب عن نظراتها!
إستنكرت الوضع وخافت عليه لوهلة لذلك تقدمت بكل تردد وهي تقبض عروة الباب وتجذبّها للأسفل وهي تسترق النظر لوقوفه أمام الباب ولكن الي إستنكرته إن المكان خالي من خطواته حتى!عقدت حواجبها وهي تبّلع ريقها بإستغراب ولكن من لمحت صفحات الكتاب المركون على عتبّة الباب ، والي كان غلافه وإسمه يكفي ويوفي عن نيّته وعن حضوره وخطواته ، حتى أبتسمت وهي تستشعر إن حرارة العالميه تجمعت بعينها بسبب الدمع الهائل الي سكن محاجرها ، كانت تدري إنه حنيييّن وحنيته ما تتبدل ولاتنشرى ولا يُغض الطرف عنها
ولكن بهالموقف وبهالليلة وبهاللحظة بالذات ؛ إنه يكون عارف وفاهم طبيعة شعورها ومجهز أعذاره ومجمّلها على طريقتهم المحببّة؟ شيء أجبرها تذرف الدمّع
إنحنت وهي تلتقط الكتاب بلهفة ورجعت للغرفة وهي تثبت جسدها على الكنبّ وهي تحتضن أطراف الرواية بإبتسامة وبين كل لحظة ولحظة تتأمل غلافها " الليـلة.. لن أنتظر شيئاً"
وماكان يهمها محتوى الرواية كثر ماكان يهمها طريقة توصيّله لشعوره بأكثر الطُرق حب ولهفة
-
-

بيّن أركان بيت فهد ، اللي وصل بسيارته لأعتاب بيته ، مسيّطر على قلبه فراغ عمييّق وكبير حيل
يحس البيت على كُبره ووسعه خلى بشكل هائل
آخر حس أنثوي فيه تلاشى وأختلى بشخص غيره
تنهّد وهو ينزل من السيارة وكل ظنه إن هالليلة بتكون من أصعب الليالي الي بيعيشها بحياته!
ولكن من اللحظة الي خطى فيها خطاويه إتجاه البيت حتى ألتفت لوقوف سيّارة لافي وصوت الضحكات مع كايّد منتشرة بالمكان
ناظرهم بإستنكار ولافي نزل وهو يتكاتف مع كايَد ويقول بضحكة : شرايك يُبه ؟ دريت إن البيت خلى فينا وبس جبت العضيّد يشاركنا الوحدة.



أبتسم بضحكة على تعابير كايّد المنحرجة والواضح إن لافي سحبّه غصب عنه لذلك قال وهو فعلاً مبسوط بوجوده : ياحيَا الله العضيد ، الواضح إننا لازم نبني لك في بيتنا غرفة ..
قاطعه لافي وهو يضحك ويقول : ولايهمك يُبة ، من أمس مشتري له سرير ومجهز له مكان بغرفتي ، أفا عليّك بس !
ضحك فهد وكايّد أبتسم بفرحة بسبب تفكير لافي واللي له ساعة يقنعه ينام عندهم الليلة لأجل تكون الليلة بها أُنس بعد الفراغ الي بيعيشونه!
دخل فهد البيّت ووراه لافي ، ومن تخطو الحوش ووصلو لوسط البيّت حتى ألتفتو بإستنكار وبنظرات يملأها التساؤل بسبب الصخب الكبير بالمطبخ ، ملأهم الخوف لوهلة وأتجه فهد بعدما سحب عقاله ولافي ضحك من حماس أبوه وخوفه وأخذ المزهرية وهو يقول لكايّد: خلك هنا لو هربو إذبحهم بجمالك
ناظره كايّد بطرف عينه ولافي ضحك أكثر وهو يركض ورى أبوه متجهيّن للمطبخ ولكنه وقف مكانه بإستنكار لما لمح أبوه واقف بجنب باب المطبخ وعلى مُحياه ضحكة هادية ، تقدم بخوف وهو يهمس : لايكون ألتقى بقبيلة جن وسحرته؟بسم الله
ولكن من وقف بجنبه عقد حواجبه بصدمة وهو يرمش بذهول ، لما لمح وهّاج مشمر أكمام ثوبه الأبيض وواقف بجنب الفرن يعدل بهارات الكبَسة الي عدت نص ساعة وهو يضبطها ، وعلى الطاولة جالسة غُصن تتأمل فهد الي بحضن دُجى وسط ضحكاتهم الصاخبّة أشر عليهم لافي بذهول : هذولا وش يسوون هنا؟
أنتبه وهّاج على وجودهم وألتفت وهو يناظر صدمة لافي وضحكة فهد الهاديّة ، أبتسم بخفوت وهو يرفع يده ويرجع أطراف شعره الأسود للخلف بحرج لما قال لافي : وش عنده أسير الأحزان محتل بيّتنا بدون علمنا ؟
قالت دُجى بضحكة وهي تناظر لأبوها : غايّب نور هالليلة يايُبة ، قلنا نجيّب لكم النور
هز رأسه بإبتسامة وملأ جوفه النور الكثيّف فعلاً لما تقدم وأخذ فهد من حُضن دُجى وهو يحضنه له بلهفة : حيّا الله سمي جده ، كأنك دريت يافهد إني مشتاق لك صح؟
غُصن قالت بجزع وهي توقف على الطاولة وتتكتف بعدم إعجاب : ليه بس فهد تحضنه ياجد فهد؟
ضحك فهد وهو يقربّ منها ويأخذها بيده الثانية وهو يقول بإبتسامة: رضت علينا غُصن؟
تعلقت بيدينها الصغيرة برقبته وهي تضحك بفرحة وهي تهز رأسها وبسبّب فرحتها ضحك بهدوء وهو يقول : والله هالليلة قلت إنها ليلة ضيّق مادريت إن الفرح ينتظرني
دُجى رفعت يدها وهي تأشر له بإبتسامة : أفا عليّك يا أبو دجى ، أنت بس أشر وحنا لك جنود
ناظرها لافي بطرف عينه وهو يقول : أقولك جيتيه ليلة وصار أبو دُجى ، الرجل هذا صيّته ينعرف بأبو لافي ، أنت جاية تخربين علينا ولاكيّف ؟
ناظرته بسخرية وهي..
-



ناظرته بسخرية وهي تتكتف بغرور وتقول بضحكة : خبّرك عتيق ولا له وجود أصلا ، فهد ماينعرف غير بأبو دُجى
أكمل وهّاج بإبتسامة هادية وهو يقفل الغاز ويقول : وما يليّق عليه غير هاللقلب
شاركهم فهد وهو يكتم ضحكته على ملامح لافي الساخطة : وأنا أشهد
شهق لافي وهو يمسّك رأسه بين يدينه ويقول بصدمة : عار عليكم يالي ماتخافون الله ، ثلاثة علي؟ وينه المحزم بس
ألتفت وهو يصرخ بقهر ويعلي صوته بالنداء على كايّد وهو يقول : وييينك يالعضيّد والله محد ينصفني بهالدنيا غيرك!
ضحكت دُجى وهي توقف وتناظر لأبوها بإبتسامة : زاد الغلا يوم صرت أم فهد صح؟
ناظر لفهد الي نايم على طرف حضنه بسلام وأبتسم بحنيّة أجتاحت كل صدره ولكنه رفع رأسه وهو يهزه بالنفي : غلاك ماينقاس ولا بميّزان من يوم إنخلقتي أنتي وقبّل يجي فهد
أرتسمت على وجهها إبتسامة غرُور وثقة كبيرة وتنهدت بفرحة وكإن هالليلة ليلة رضا فعلاً ، ألتفت بعدها وهي تأشر على وهّاج بضحكة : ولايغرك يُبة ، ترى أبو غُصن حلف ماتعدي هالليلة إلا بكبّسته !
والله يايُبة يشح علينا فيها لدرجة ما ضبّطها بيدينه غير مرة وحدة بس ، ولكن هالليلة سواها عشانك
ناظرها وهّاج بطرف عينه ودُجى ضحكت وهي ترفع يدينها بإستسلام : هذي الحقيقة لا تكذبني
ألتفت لفهد الي يضحك عليهم ووقال : والله ياعمي إنها الي ترفض ، تقول ماودها تتعبني وآخر الحكي تتبّلى علي
قال فهد بضحكة وهو يمشي عنهم : تعالو بس للصالة ، طوال عمركم متفقين لا تطيح بينكم مشكلة وتختلفون بسببي
إبتسمت دُجى بضحكة بسبب نظرات وهّاج واللي قالت بعدها : بس والله يايُبة لا تفوتك ، ينهد حيل التعب بسببها
والواضح محد كان له نفس يتعشى بالزواج ، بتنختم ليلتك بأفضل مايكون
ضحك وهّاج وهو يدري إن بكلامها هذا ودها تسليه بعدسخريتها وفعلاً نالت مُرادها لما شال الصحن وهو يقول : يالله ياعم ، الليلة ما بتنساها بسببي
ضحك فهد بسبب ثقة وهّاج ولكنه قبل يمشي ألتفت لدُجى وقال لها : كايّد زايرنا بعد ، يقول كان وده يزيدنا سرور الليلة
فهمت مقصده وأبتسمت وهي تتراجع للخلف ، بينما وهّاج من خرج للصالة ولمح كايّد قال بضحكة : والله عيال سلطان راعييّن قلوب شفوقة
ضحك كايّد معه وهو يهز رأسه بإيجاب وقال بإستنكار : أببوي؟
رفع كتوفه بتنهيّدة وهو يقول : حلف ما يمسي غير بالبّهاء وأمي بقت معه
تنهد كايّد ولكن من لمح صحن الرز بيده قال بصدمة : مسويي لكم كبسة؟ وأنا لي شهور أطالبك فيها
أبتسم وهّاج بضحكة وقال وهو يحطها على السفرة: والله ياخوك هذي لها أوقات معينة بس ، في غيرها ما تشوفها أبداً




تأفف كايّد بقهر ولكنه تربّع على السفرة بحماس وهو يسحب لافي الي لعب فيه الكبرياء وهو يقول : تعال ، إذا بفطور وقهوة جاب رأسنا كيف بكبّسة؟
جلس لافي وهو يدعييّ عدم الإهتمام من لمح فهد يجلس وبحضنه غُصن وفهد وخلفه دُجى وقال بلامبالاة : لا تكبّر رأسه عشان صحن كبسه ترى القاصي والداني يعرف يسويها
سكت وهّاج وهو يضحك بخفوت ، بينما بدؤو يأكلون تحت إطار الضحكات والسواليّف البسيطة إلا لافي كان يأكل بصمت ، وحتى بعدما أنتهى تنحنح وكان ناوي يختفي بصمت بس ضحكة كايّد أستوقفته : أشوف واحد رايح يكمل الي باقي بقدر الرز بعدما أكل حتى الصحن الي هنا
بلع ريقه وهو يناظره بعدم مبالاة وقال : ماهيب شينة تنأكل وتسد جوع بعد تعب هالليلة
سكت بإحراج لما تشاركو بضحكاتهم الصاخبة على ملامح وجهه المفضوحة وقال بضجر : خلاص درينا إنك طبّاخ ومحد بقدك ، قم سو لنا شاهي دام ودك تفرد عضلاتك
ناظره وهّاج بطرف عينه ولافي حك دقنه بضحكة وهو يقول : أمزح معكك يا الجرادة والله ياهي كبّسة تنحط ع البطن ويشبع
أبتسم وهَاج وهو يدري بكبرياءها الي مايقدر حتى بالتوافه يتنازل عنه وضحك على فهد الي أشراه وهويقول : بكرة بيجيك يطلبّها منك والله ما يعديها!
-
-
في ظل جلوس دُجى بجنب فهد ، والي مازال يحتجز بين ضلوعه سميّه قالت بإبتسامة : ودك نشد رحالنا عندك؟ ولا ودك تصير عريّس؟
ألتفت لها بضحكة وناظرها بإستنكار : من يوم كثرت الزواجات هنا وأنتي منتي بصاحية ، إن كان ودك أحد يعرس بهالبيت فهذاك لافي أنا مانيّب رجل يدور له عروسة
ضحكت بصدمة لما أخذ الموضوع بجدية وربتت على كتف بقهر : المُصيبة يايُبة إن لافي رافض هالفكرة تماماً ، علمني بيخلى هالبيت من حس البّنات؟
أبتسم وهو يمرر يدينه على وجه فهد ويقبّل خده بهدوء وهو يقول : حياة العزوبية ماهي بشينة يابنيتي ، وبنحل أمورنا مع لافي ولايهمك أنتي
روحي لزوجك له مدة ينتظرك
ناظرته بتنهيَدة وأخذت تنحني وهي تأخذ فهد اللي بقى مع أبوها فترة طويلة وخرجت من عند وهّاج عشان تأخذه أصلاً ، كانت تلاحظ نظرات أبوها لفهد وكيف بنظرة وحدة بس قادر على إحتواءه بكل قوة ، بهاللحظة تذكرت وهّاج ولهفته وفرحته وقت اللي باح لها إن فهد كان صاحب لسلطان بأيامه السُود في ربوع البّهاء
وإنه من مدة طويلة عقد إتفاق الزيَارة معه
بهالوقت أيقنت إن هالفهد ماحد بيكون مثله بهالدنيا أبداً ، كان له قلبّ يوزع الحنان على كل الي حوله حتى على الي كانوا قاسييّن
أخذت فهد الصغير رغبة من إن أبوها يرتاح بعد هالليلة الطويلة ولولا هالرغبة كان تركته بحضن أبوها سنيّن وسنيّن بسبَب نظراته



أتجهت بعدها لغرفتها اللي أحتوت وهّاج وغُصن ، ولكن قبل تدخل أستوقفها صوت ضحكات صاخبة وعالية جداً ضحكت بسببها لما أيقنت إن مصدرها لافي وكايّد ؛ كانت ممتنة وبشدة لعلاقتهم الي أنبّنت على الأُلفة من أول نظرة!
دخلت للغرفة وهي تتأمل بنظراتها سكون المكان ، وأبتسمت بخفوت لما لمحت غُصن نايّمة بسلام على طرف السرير ولكن لفت إنتبَاهها وهّاج وجلوسه على أرضية الغرفة ونظراته المتسائلة على العلبة الواضحة بطرف الدولاب
أبتسمت وهي تترك فهد على السرير ليكمل نومه بسلام ، وتقدم وهي توقف جنب وهّاج بإبتسامة : لك فضول ودك تشبّعه؟
هز رأسه وهو يمسح على طرف دِقنه بضحكة هادية : والله حاولت أخفيه بس التساؤل اعماني
أنا أدري إن في كل علبَة فوق الدولاب يكون لها معنى مهم وحيّل
هزت رأسها بإيجاب وهي تتجه للدولاب وتحاول تلتقط العلبة ولكن فشَلت ، غمضت عيونها بقوة لحظة الي ألتصق صدر وهَاج بظهرها وهو يضحك بهدوء بعدما أخذ العلبة بيدينه ، تنحنت وهي تحاول ترتب زلزلة نبّضات قلبها بسبب قربه المفاجئ
إلتفت له أكمل بنبَرة ضاحكة : تعالي لك مني الأمان
أيقنت إن فهم سر لخبّطة دقات قلبها بسبب تورد وجنتيها العنييّف وتنحنحت وهي تحاول تسترجع نفسها ، تقدمت وهي تجلس بجنبه بصمت وهي ناظرها بتساؤل ، أبتسمت وأشرت على العلبة وكأنها تعطيه الإذن وهو ما أنتظر لإنه متلهف وبشدة على معرفة الي بداخله !
ماكان يجذبه شيء ولا يعتريها الفضول حتى لأكبر المواضيع ولكن لما يكون الموضوع يخصّها هي يكون أصغر الكلام له منحنى كبير من الفضول بقلبه
أبتسم وهو يشوف صورة خالته أمواج بالمقدمة وأيقن ليه إستشعرت دُجى ولافي الألفة مع حليمة بأول لقاء وليه خابّت هقاويهم ؛ لإنهم كانوا يتشابهون بشكل فضيّع جداً وكإن ملامحهم نُسخت لبعضهم !
تركها على طرف الطاولة وهو يفتح باقي الأوراق ، كانت بقايا ذكريات طفيفة من أيام مراهقتهم ضحك بسبب بعضها وتضايّق بسبب بعضها في ظل مراقبة وتأمل دُجى له
ولكن من من بدأ يسترق النظر على الدفتر الي أحتوى أمانيها حتى عقد حواجبه بفضول فضيّع وتساؤل كبير أجبره يمعن النظر لدقايق طويلة يحاول يفهم المكتوب .. وفعلاً ما أخذ الوضع منه وقت أطول لما لمح الصّح الموجود على كل الأماني الي كانت تتمناها والي من ضمنها "زيارة خالتها،إنتهاء بنّاء عبّق " والكثير منها
ولكنه لمح أول أمنية مترأسة القائمة وأخذه أكبر قدر من إهتمامه " تطييّب خاطر وتلييّن جرح وجبر قلب "
أخذ نفس بهدوء وهو يتأملها للحظات وهي أبتسمت له بخفوت ، قال بنبرة دافية : وإن قلت لك إن هالأمنية من زمن طويل متحققة وش تقولين؟


ناظرته للحظات بنظرات تايّهه وهو أبتسم وسحب القلم الي بطرف جيبه وهو يكتب علامة الصح بأكبر مساحة ممكنة وسط ضحكتها الهادية ووسط تنهيّدته : "يا أحلى العطايا يا أغلى مني علية يا ضماد الجرح و علاجه"
‏والله "إنك أرق من هبة نسيم وأحن من قلبي علي"
"يا ضحكةٍ أغيض بها سود الأيام وأتباهى"
ضحكت بهدوء وملأ قلبها سكون رهيّب كونه إختار أرّق وأعذب النداءات اللي ممكن تتهادى لمسامعها اليوم من الأيام ، إختارها هالوقت بالذات اللي توجّت فيه النجاح بأكبر حلم لها ، هي ما داوته وصارت له ضماد بس ، هي صارت تغزل من حنانها قماش أمان لقلبه
وسط إقترابه منها وإندفاعه الكُلي لها ألتفت بصدمة بسبب الباب الي أنفتح على وسّعه
والي دفعته بعدها دُجى عنها بحرج العالمين وخجل إعترى كل أطرافها نتيجة صدمة لافي ونظراته المذهولة الي غطى بعدها عيونه بسببهم : الله حسيّبك يا الجرادة ، جالس تسوي آثام في بيتنا؟ماعندك بيت تروح ترتكب الذنوب فيه؟ ضاقت عليك الأماكن؟
ضحك وهَاج يإمتغاظ وهو يرفع حاجبه بخفة : كل الأماكن ضيّق يالافي بس معها تصير سعة
ناظره لافي بإشمئزاز بعدما أزاح يده عن عيونه ووهاج سكت للحظات ثم أبتسم بإستفزاز وسحب دُجى بكل قوة له ولكن قبل تستقر بحضنه خرج لافي بصدمة وقفل الباب بكل قوة وهو مفجوع وسط ضحكة وهّاج العالية وصدمة وذهول دُجى اللي من إرتطمت ضلوعها بصدر وهّاج حتى شهقت بخجل دمر موازينها ووقفت وهي تدفعه عنها بكل قوة وبقهر شديد وسط تدمر ملامحها من شدة الخجل الي أعتراها ووسط ضحكة وهّاج اللي ماغابت واللي من سمع دعوات لافي وحلطمته وقهره منه حتى إستمر يضحك وهو موقن إنه يستاهل يلاقي الإنحراج لإنه دائماً يبّحث عنه ، ولكنه حسّ على نفسه بسبب دُجى الي مابقى غير نقطة وتنتهي مقاومتها وتبّكي من شدة الإحراج وقف وهو يبتسم بضحكة ويحضنها بلُطف لصدره وهو يقول : ماعليك تراه تحت تأثيّر السهر والتعب
بكرة بيصحى وينسى
حاولت تدفعه عنها بقهر ولكنه شد عليها وهو يبتسم بضحكة
-
-
من جانبّ العقييد .. كان مِتكي بوسط الصالة وغايّص جسده العريض بوسط هشاشة قماش الكنب ، بيده فنجان القهوة العربيّة وعلى مُحياه إبتسامة خافتة
أنتهت ليلة العمـر وأشرق صبّح اليوم الثاني لهم سوى وهو لقاءه معها ماكان إلا بحدود الدقايّق وبتواجد أهلها
وبرغم كل حنيته الي كنّها لها من محاجر عيونه والمساحة الكبيرة الي تركها لها إلا إنها ما تنازلت وتقدمت خطوة له بعدما كانت ناوية ترفضه بكل شراسة برغم كل هذا كانت السّعادة نابعة من وسط جوفه ، يحس إنه بحلم أو يحس إنه على متن غيّمة من شدة لطف الشعور ! ينقل أنظاره لأرجاء الصالة بإبتسامة واسعة وكبيرة حييل .



يأشر على المنطقة اللي كان فيها أول لقاء لهم ويهمّس"هنا أول العهد" وينقل أنظاره للمكتبة الكبييَرة الي توسطت الصالة والي ماكانت غير بعض من غنيمته ، وكانت بعض هالكتب الي تبادُلوها سوى يناظرها بإبتسامة والفرح خذى مكانه بقلبه
صارت أبسّط التفاصيل تترك نشوة سعادة عميقك بوسط جوفه ، فكيف إنها هنا ؟
كيف إنها قريّبة للحد الي لو خطى خطوتين أخذها بين ضلوعه من قُربها ؟ كيّف إنها قريبة للحد اللي يظنها بعيدة من شدة عدم تصديقه
ماكان مصدق إنها فعلاً وافقت عليه ، حتى لما قال له فهد ما لقى للتصديّق باب
هو اللي شهد وعرف معاناتها الي خفت عن كل العبّاد إلا عليه ، هو الي تذكر كل كلمة قالها أبو عوّاد وكيف شكى عن حالتها معهم وكيف حكى له حتى عن أصغر أوجاعها واللي ماكانت صغيرة بعيونه ، لذلك كان مراعيييّها بكل ما أعطاه الله من مراعاة ، كان حانّها من الوجع مثل ماهو حانّ قلبه من لهفته عليها
كان يهمه بس إنه تقبّل بالقُرب وتقرب .. وكل لي بعد هالخطوة تساهييييييّل بعد هالخطوة كفوفه موجودة لأجل تحتضن قلبها !
بعدما مرت ساعات الصبُح الأولى وهو معلن صلحه مع الحياة فيها ، ونظراته مصُوبة حول باب الغرفة الي يحتوي خلفه جسدها الرقيّق !
أبتسم بخفوت من بعدها ووقف وهو يناظر لساعته اللي تزينت بمعصمه ومن لمح نصّف النهار الأول أنتهى حتى اخذ نفس بهدوء وهو يهمس بخفوت : أنتهى إنتظاري ، والله يجازي قلبي خييّر كانه تحمل للحظة ذي
أتجه بعدها بخطوات خاطِفة ووقف قدام الباب وهو يفرك يدينه بتوتر للحظات تذكر توصيّات لافي الي ما أنتهت من اللحظة الي أعلنت فيها خيال موافقتها كان بكل مرة يلمح ضرار فيها يوصيّه بكل طاقته حتى بمرة منها شدّد عليه ب "عمتي يمر عليها اليوم وهي بزوايا غرفتها ومقفلة بابها ومنطوية على نفسها لاصارت معك خلّك مفتاح هالباب ياضرار"
توتر لوهلة كونه خاف تكون مقفلة الباب على نفسها ومنطوية على ذاتها ورافضة قربه ، توتر لإن هالأفكار توجعه وهي أفكار وبس فكيف لو واقع؟
كان يدري إنها وافقت بكامل حريتها لإن يستحيّل يجبرها فهد وكان وده يعطيها الأمان بأول ليلة لهم سوى كونه يدري وش عانت وكثر معاناتها
ولكن ماكان وده يكون هالأمان ببعده لفترة طويلة ، وده يكون هو أمانها!
أخذ يمسك بكفوفه عرُوة الباب وهو يعض طرف شفايفه بإرتبّاك ومن جذبه للأسفل وأنفتح حتى أبتسم براحححة تسللت لكل جسده
بقى واقف بمكانه دقايق بسيطة وكإنه يعلن حضوره لها ولكن الهدوء الطاغي ترك القلق يتسلل لقلبه فدخل الغرفة على حيّن غرة عقد حواجبه بإستنكار من لمحها جالسة بوسط الغرفة وشعرها العسليَ يغطي كافة أجزاءها الفاتنة مرمي بإهمال على أطرافها



تناظر بنظرات تفحُصية للمكان وتتنفس بصعوبة وهي شادّة بكل قوة على يدها الي ترتجف من شدة قبّضها لها
بلع ريقه بصعوبة من لمح موقفها وأستنكره وبشدة وهو يتأملها للحظات ، أقترب منها بخطوات تحمل كم هائل من القلق
ومن جلس قدامها حتى غمضّت عيونها بكل قوة وقبّضت بقوة أكبَر وأشد على كفوفها وهي تعض على شفايفها بكل قوة
كل الي يطرى ببالها هالوقت ؛ اللحظة اللي رسمت فيها أجزاء أمها وتوسطت رسمتها لأجل تستشعر الأمان ، كل الي تذكرته اليوم الثاني الي نُسيت فيه ورُميت على أعتاب الباب بلا شفقة
جافاها النوم وهي تعيش نفس الجزع والخوف من جديد وكإنها غير قادرة على إستيعاب أنها مع شخص مختلف تممماماً
بقايا الخوف الي مازالت تنبّض بقلبها أهلكت روحها ونهبّت الأمان من أقصى جوفها وتركها تعيد هالليلة بأقسى صورة ممكنة
بقت فيها صاحيَة وصامدة بوجه النوم خوفاً من أي حركة ممكن تنتهك أمانها
بكل مرة تلتفت للباب وتترقب الخطوات الي بتقترب منها حتى إنها تجاهلت كل الي حولها وبقت تنتظر الخطوات وبس
حتى لما تقدم لها ضرار هاللحظة ظنت إن قلبها بيغادرها من شدة الرهبّة الي أهلكتها
نسّت كل المشاعر الي مفروض تعيشها هاللحظة ، وعاشت الخوف بس !
كانت تشد على قبّضة يدها بكل قوة ومازالت مغمَضة عيونها بكل قوة وسط رهبتها الشديدة الي عجزت تقاومها رغم إن بقلبها وميّض بسيط
كان زي فتلة شمعة تذكرها بإنها مع "ضرار!"
زادت حدة تنفسها لما تقدم أكثر لها وأحتوى بيدينه قبضة يدينها بكل حنيَة وسط جزعها ومحاولات سحب يدينها منه ، كانت رافضة تماماً بقاء كفوفها بكفه ولكنه أصّر بكثرة وهو يشد عليها في ظل هدوءه الطاغي ، واللي إنتهى وتبّدد هالهدوء في طل إرتفاع صوته الهادي يحاول يخليها تستوعب هي بحضور من : أنا صاحب الكتاب والشخص الي تطفلتي على وجعه وهو عاش كل وجعك ، أنا رجل البيّت المهجور الي من خطته خطاويّك ماعاد مهجور
أنا الرجل الي أستعان ب الشمَعة عشان تضوييّ لك طريقة الرجعة بأول لقاء أنا الي تمنيّتك ليالي وشهور وسنين وأنا اللي حبّ هالديرة ولأول مرة إستشعر إنها له وطن لإنك كنتي فيها
أنا الشخص الي أعطاك الكتاب لأجل ترجعين له أنتي والكتاب سوى .. أنا ضرار ياخيال
أنا اللي جيتي بآخر مرة ونويتي تفارقينه بس هو تمسّك فيك بكل قوته
كان يُلقي كلماته على أمَل إنها تستوعب حضوره هو دون غيره وتنسّى كل الي يخطر لى بالها هاللحظة وتتذكر إنها حتى لما كانت ناوية ترفضه وتترك الكتاب بدونها على عتبّة بيته تمسك فيها ! ، كان يدري إنها مابتقدر تتخطى بسهولة ولكن كونه معها هذا بحد ذاته يكفيه لأجل يخليها تتخطى!



بعد دقايّق طويلة جاهد لأجل تستجيّب له إستشعر لين يدها وكفّها عن المقاومة وبدا رضوخها لذلك أحتواها أكثر وهو يضغط على كفوفها ويحاول بنفس ياللحظة يفك أسر أصابعها ، وماهي إلا لحظات بسّيطة حتى أستجابت لمحاولاتها وفكت صراع أصابعها وهو أبتسم بخفوت وشابّك يدينه بيدينها بكل قوة وهو يتنهد بعمق ويضغط على كفوفها بحنية عميقة
رفع رأسه وهو يصوبها ناحيه وجهها كان مثل الي كاتم أنفاسه طوال حياته ومن لمحها تنهد
مايذكر ليلة البارحة ولا لمحاته لها وهي مع فهد لإنها كانت تواري عن عيونه وجهها
ولكن هالمرة كانت غيييّر ، هالمرة كانت آسِرة بشكل مختلف تماماً ! كانت غير بشكل ملفت وفاتن لدرجة عجز يبّلع ريقه من شدة لهفته
كانت غيييير تماماً حتى بعدما تدمرت ملامحها من شدة الخوف وحتى لما ذابّت لهفتها بوسط تعابيرها حتى لما تلون وجهها بالإحمَرار الشديد وتلطخ وجهها بآثار السهر .. حتى لما كانت مُتعبة جداً من المقاومة كانت غيييير
لأول مرة يتأملها ، لأول مرة ما يحس نفسه مُذنب أو يرتكب أكبر جريمة لمجرد إنه أقترب منها ، لأول مرة تكون نظراته كثيَفة وكثيييرة لأحد وخصوصاً لأنثى
كانت يتأملها لدرجة ضاع بوسط فوضوية خوفها ونسّى إنها تقاوم هالشعور ، كان وده يقاتل عينه لأجل ماترمش وتحرمه ثواني من تأمله لها!
كانت مُبهرة بطريقة تخصّها هي وتشببها هي بالذات حتى برغم خوفها الواضح والقلق الي لبّسته ولكنها مازالت مُبهرة مازالت الرِقة تندرج تحت مفردات إسمها ووصفها
عجزت تستوعب الوضع وعجزت تناظر لمكان ثاني غير المكان الي يحتوي يدينه ويدينها !
كانت تحس بشعور غرييّب شعور ماعاشته ولامرة بحياتها ، ماكانت تفهم وش معناه ولا وش تفسيّره
ولكن الي تعرفه هاللحظة إن الخوف أُعتقل بأكثر الطرق حنية بهالكون ، تنفست الصُعداء ولأول مرة ما يخونها قلبها ويجبّرها على رفض قُربه
هي ليالي طويلة تمهد لنفسها عن حياتها معه
ووجببّ عليها ما تعيشه الوجع فوق أوجاعه!
بقت صامتة وساكنة سامحه له يغرق بتفاصيلها من لحظة الي رفع خصلات شعرها المُبعثّرة من على حدود وجهها وهو يبتسم بخفوت كونه لقى السّماح منها ، يدري إنها تحتاج بس تستشعر الأمان كان يعرف إن لمسة حنيّنة فيها كم هائل من الطبطبة بتغني عن شهور طويلة من البُعد رفع رأسه وهو يتأمل الكتاب الي كان موجود بجانب الرواية الي تركها لها ليلة البارحة
ومن لمحه الكتاب الي تمنّى ترجع معه ، واللي حققت أمنيته ورجعت له والكتاب معها ،ضحك من غير شعور وهي رفعت رأسها وناظرته بتوتر وبقايا القلق تتوشّح عيونها أبتسم من بين ضحكته ووقف ويدينه مازالت مغلفة يدينه



أخذت تمشي معه بإستنكار وسط إبتسامته الي تمردت عليه لحظة جلوسها على الكنبَ وجلوسه أمامها وهو يأشر على الصالة بهدوء : هنا أول لقاءنا
ناظرت للمكان بتوتر وهي فعلا تتذكر تفاصيّلهم بأدق وصف ممكن ولكن إنها تتغير للدرجة الكبيرة هذي ماتوقعت؟
مازالت تتذكر صدمتها وصمتها الرهيّب لحظة الي لمحت التغير الجذري الي صار للبيت المهجُور
البيت الي كان يحتوي كنبة مهشمة من شدة جور الزمان عليها ، وشمعات بسيّطة أستهلكها لعدم رغبته بفضح شعوره
البيت الي أحتوى شعور اللهفة لأول مرة وأوجاع ماتخطر على البال .. صار مختلف كلياً
وماكان مختلف لإنه تغير ظاهرياً وبس ، كانت الهالة الي تحيط فيه مختلفة ! ماكانت كئيبّة ولامعاصرة للوجع ولا مُهلكة ومُنهككة من شدة تراكم التعب على عاتقها
كانت رحيّبة وتشع بهّجة وأُلفة وهدوء يجذب المسّرة ؛ كانت حتى أركان البيّت تحاول تتناسى الغربة الي أحتوت هالمكان وتصير موطن له ولها معه
كانت مندهشة لدرجة ما ألقت على حضرة مسامعه ولا كلمة وبقت تناظر للمكان في ظل إستمتاعه بالغرق في تفاصيلها وهي شارِدة ذهن ونظرات ، أبتسم وهو يرفع طرف يده ويتحسس صدره خوفاً من إن قلبه طار من شدة فرحته
ضحك بصمت من تخيله وأخذ يمسح على صدره وهو يذكر نفسه إنه بواقع وإنها ماهي مجرد خيال على إسمها
إن الرواية الي أنكتبت بفراق ودموع ورسايّل وغلافات كُتب وبوسط بيت مهجور وعلى ضوء شمعة ولبّست لباس الخوف والقلق والرهبة وقاومت كل البُعد والضيق تحقتت بأبهى الطرق المُمكنة ، بأكثر الطرق الي ماتوقع تصيّب بيوم من الأيام!
أستوعب نفسه ووضوح لهفته الي تساقطت بشكل كارثي على ملامح وجهه لما ناظرته بنظرات هاديّة ولكن مازال فيها آثار خوف مامنعها الشرود من نسيانها .. أبتسم بعدها وهو يطمنّها بإبتسامة ويمد لها فنجان القهوة الي بعد تردد طوييييل أخذته : لا يشيل قلبك ضيق ولا يلمع الخوف بعينك ؛ وتناسي كل الي مضى لإنك هاللحين مني وفيني والي يمسّك يمسني أضعافه
أنا والله أدري إن اللي فاتني منك كان ضيّق وخوف وقلق ولكن صدقيني الي بيكون معي بأحرص عليه مثل حرصي على عيني
ماودي أجبرك على شيء ولاودي أجر خطاي بكل مرة لك والقلق لك لبّاس ، أنا مستعد أعطيك كل عمري وقت لك .. ولكن طمنيني إنه بيكون بعد هالإنتظار كفوف تحتوي يديني!
بلعت ريقها بصعوبة بسبب وقع كلامه على قلبها وحاولت تلقى الرد المناسب الي بيطمن قلبه ولكنها عجزت ترتب بعثرة حروفها
إكتفت بالنظر له بنظرات هاديّة وهو تنهد وهز رأسه بإيجاب وعلى مُحياه إبتسامة خافتة : ماهنا خلاف ، تشاركنا أمور واجدة ولا هيبّ هينة
ومادام ودك تشاركيني القلق بأشاركك الأمان الين ينزاح هالقلق من صدرك


ماكانت تدري ليه محتويّها بكل هالكثرة ولا ليه مراعيها بشدة لدرجة وكإنها ألماسة يخاف ينخدش طرف منها ، ماكانت تدري وش أسبابه ولا كيف عرف عن هيئة خوفها من القُرب أو مشاعر الرهبة الي تعيشها
ولكن الي تعرفه إنها تلاقت مع شخص يملك أرّق فؤاد بحياتها ، كان ليييّن لدرجة هبة نسيم باردة تخدشه
كانت تحاول لإنه يستاهل ولكن بعد هاللحظة بتحاول بكل طاقتها لإنها هي بعد تستاهل شخص مثله!
أخذت فنجان القهوة وهي ترتشفه بهدوء وهو أبتسم براحة كونها أزاحت بعض من القلق من تعابيرها وطغى على ملامحها السكون الكبيّر!
-
-

من بيّن سطوة الأيام وإشراقها المَهيب على حياتهم ، من بين كثرة ضحكاتهم وشدة أُلفتهم
وإنتهاء كل فراغ بتشابك يدين ، من بيّن العااائلة اللي للسنين فقدو طعم هالكلمة وتناسو معناها بسبّب أزمة الظروف الي شتت شملهم
من بييّن بيت البهُور اللي كان الضييّ يتغطرس بأرّكانه بشكل مَهيب !
كانت واقفة غُصن على مقربَة من ورد الفُل وهي تنقل نظراتها للفراشة الباقية على طرف الوردة بإبَتسامة وبين كل لحظة ولحظة تسترق النظر على كاندي اللي جمّلت كل أوقاتها عها ألتفت وهي تقول لكايّد بإبتسامة : خال كايد تعال شف هالفراشة تشبّهني
ضحك كايد الي كان تحت شجرة الليمُون وحوله اللابتوب وبعض الكُتب كونه كان يراجع لإختباره وقال من بين ضحكته : أنت تشبّهين لافي كثير كلما شفتو شيء حلو قلتو والله شبّهنا
ضحك أكثر بسبب تعابيرها المشمئزة والكارهه لربطّها بلافي وألتفت لأمه الي جلست بتنهيّدة عميق بجنبه وهي تقول بضّيق : أخوك مارجع للحين؟
ناظرها بإستنكار كايّد وقال وهو مبسوط : ليه متضايقة؟وهّاج قرر بنفسه يبّقى عند أبوي ليه مضايقك هالشيء؟
مررت نظراتها بشكل تلقائي للمكان وهي تتنهد بخفوت:لإنها مرت عشرة أيام وهو رافض يرجع البيّت ورافض يخرج من جنبه ، ماهو بشيء هييّن ياكايد وأنت تدري
أبتسم كايّد وهو يرفع كتوفه بعشوائية ويقول بفرحة:الي يهمني إنهم سوى وتحت ظروف الإبتسامات والحنية يايمة!
ميّلت شفايفها بهدوء وبعد لحظات وقفت من لمحت دُجى بيدها فهد وتوجهت لها وهي تمسك على كتفها بحنية:هاتيه عنك يايَمك
ناظرتها بهدوء وحليمة أبتسمت وهي تضغط على كفوفها وتقول:لا توجعين نفسك بكثر الكد،حنا هنا كلنا سوى وخلي أتعابنا سوى
أبتسمت وهزت رأسها بإيجاب وقالت بعد صمت: قهوة؟
بعدما أخذت حليمة فهد بحضنها وهي تضحك له هزت رأسها بإيجاب ولكنها قبل تخطي خطوة عن دُجى ألتفت بخوف بسبّب صرخة غُصن العالية وشهقة كايّد الصاخبة اللي سبّبت لها رجفة بكل أجزاااءها إشتدت أنفاسها وأضطربت بشكل مُخيف ، تعالت نبّضات قلبها وهي تستشعر رعشة يدينها والي بسببها اخذت دُجى فهد منها


إحترقت محاجرها دمّع من شدة غلاظته نُهيت عينه عن النظر وتشوشت عندها الرؤية ، كانت تمسح دموعها بكل ثانية وهي تناظر لكايّد اللي ركض بكل طاقته وتوقفت خطواته عند كرسي أبوه المتحرك وهو ينهار على أعتابه ويتمسك بحُضن أبوه وهو يشّهق بقهر على السنيّن اللي حرمهم منه!
كانت تناظر لوهّاج اللي دخل بكل إبتسامة والراحة إنتشرت بأجزاء وجهه وهو يدفع الكرسي المتحرك الي أحتوى جسد أبوه الرافض والمتردد ، كان السكون يحيط فيه واللي جمّل تفاصيله كانت إبتسامته الآسرة الي كانت نابعة عن قوته على التخطي .. قوته على الرضا بالإجتماع مع سُلطان بنفس المكان الي إنسلبّت منه طفولته وصِباه
قوته على التخطي والرضا ونسيّان الي مضى قدرته على إعتبّار سلطان أبوه برغم كل شيء
مرت أسابيع طويلة ، والأهم عشرة أيام فاصلة عن رضا سلطان للرجوع لهالبيت
كان بكل مرة يزوره يصّر عليه ويكثر عتابه وشرهاته ، كان بكل مرة يذكّره ببيتهم وبأركانه
كان بكل مرة ينقل له خيبته وقهره بإنه تركهه هنا لوحده ، كان بكل مرة ينبّهه إنه قادر على إحتواءه
ومحد بيعطيييه مثل ما بيعطيّه وهّاج!
ولكن سلطان كان مقفل باب هالخطوة ، ونازع نعالها عن قدمه ورافض تماماً يغادر البّهاء و
؛ ولكن من بيقدر يقنع وهّاج على الرفض إن كان له بقلبه غاييية
كرسّ وقته وجهده وطاااقته وقوة تحمله بس لأجل يوصل لغايته ، بقى مُصر على مووقفه ليالي وأيام طويلة وهو باقي فيها بجنب رأس أبوه ليل ونهار ، بقى بكل لحظة يذكّره إنه مارح يخطي خطوة برى البّهاء بدونه ، كان يدري سبّب تردد أبوه ورفضه كان يعرف نيته من نظرة عيونه
ولكنه بكل مرة يردد"نشيّلك برمش عيننا ولا نشكي" كان موقن إنه لو بقى أبوه بهالمكان وتحت رحمة أشخاص غيّره بيعيش باقي حياته مغبُون ومقهور لذلك ودّه يتخلص من هالمشاعر الثقيلة ، وده يعيشون باقي حياتهم سوى
وهالكلام بعقله من اللحظة الي خطى فيها خطواته إتجَاه البهاء وهو ناوي ما يخرج إلا ويده بيده أبوه برغم كل شيء
ولولا كثرة مواقفهم وتوالي الأحداث كان صارت نيته واقع ولكن كان مُحال في ظل الظروف
لذلك من تسّخر له الوقت بقى مزاعل كل الدنيا وطالب رضى أبوه
سلطان ماكان متزعزع بالبداية وكان مُصر على رفضه
ولكن تمسَك وهاج برأيه وإصراره الشديد وطريقة إستدراج مشاعر أبوه وإقناعه له بالكلام ولا الأفعال أجبرته يتزعزع وأجبرت رأيه الي تمسك فيه لسنين طويلة يتلاشى
أجبرته يخطي خطوة مترددة ولكن لإن يدين وهّاج كانت تحتويه كان يحس بالثبات رأيه الي كان يظنه سديد والي كان نابّع من خوفه عليهم من ثقله ومن المعاناة الي بيعانوها معه ومن الحياة الي بتصير صعبّة في ظل وجوده



رأيه تزعزع وطاح ثقله باللحظة الي قال فيها وهّاج"حنا هلك .. تعرف وش يعني أهل يا أبو وهّاج؟ يعني لامنك طحت تشيّلك ظهورهم"
كان يجهل فعلاً وش يعني "العائلة" كونه تربى في ظل أب قاسي وأخ غير مبالي فيه وأم توفت وهو مراهق
ولكن وهَاج أثبت له هالمقولة بعد صبره هالوقت كله لأجل بس يرضى ويوافق ! وفعلاً وصل لغايته وتحققّ مناه لما رجع يسأل أبوه من جديد بصبح هاليوم نفس السؤال الي كرره عليه أيام طويلة"ماودك نرجع البيّت؟"
وبعدما كان جواب سلطان إيماءة رأس رافضة
كان هالمرة جوابه" اي والله ودييّ"
ودع بعدها البّهاء بأبهى صورة وشكر كل اللي داومو على راحته سنينّ طويلة
وهذا هو بوسط بيته ، وبحضنه ولده يشتكي بُعده وصده وبجنبه حفيّدته تراقبه بذهول وعلى مُحياه إبتسامة رضا بسبب وهَاج الي قال وهو يوقف بجنبه : شفُت ؟ ماقلت لك بيستقبلونك بدمع الفرح!
أبتسم بعدها سلطان وهو يناظر لكايّد للحظات بضيق ولكنه ضحك بسبب غُصن الي كانت تمسح على كتفه بصدمة : أنت حقيقة ياجد؟ تقدر تجي بيتنا صدق؟
رفع رأسه كايّد وهو يضحك على تعبيرها وقال بقهر : شُفت يبة؟ حتى وجودك بالبيَت صرنا نعده خيال وأحلام، يرضيك كل هالسنين الي مرت بدونك؟
ناظره سلطان وعلى مُحياه تنهيَدة مكتومة بسبّبها أخذ وهاج كف كايّد بكفه وهو يوقفه ويقول : المهم إنه توسط البيّت ولا لك قول ثاني؟
ضحك وهو يهز رأسه بالنفي الشديد وأخذ يضغط على كف وهّاج وهو ينقل نظراته له ، هز رأسه بالنفي وهَاج لما لمح اللمعة بوسط عينه وكأنه يحذره من البّكاء وفعلاً أبتسم كايّد لما لمح حليّمة تتقدم لهم وصوت أنفاسها المُضطربة مسموع وبشدة
وقفت بجانب سلطان وهي تسّلم عليه وتقول بقهر نابع عن السنين اللي قضتها تنتظر وصله وهو رافض : يعني كذا تهد حيلنا على بابك ، وجملة من ثغر وهّاج لينت قلبك؟
كايّد قال بضحكة وهو يضرب كتف وهَاج بفخر : من هنا نعرف إن مكانة أبو غصن غيييير وفارقة ومحد يقدر يوصل لها
أبتسم سلطان لوهَاج الي ضحك بهدوء وألتفت وهو يقول لحليمة : أنتي أكثر وحدة تعرفين نواياي يا حليمة ، ماهنتي علي
ميّلت شفايفها بخفوت وهي تهز رأسها بإيجاب وأخذت تبتسم وهي تسلم عليه من جديد بعدما مسحت دموعها : نوّر البيت يا أبو وهّاج
أبتسم لها بخفوت وضحك لما قفزت غُصن بحضنه وتمسكت فيه بقوة وهي تصرخ على كايّد يدفع الكرسي المتحرك وهي تتسائل بفرحة: يعني جد سلطان بيبّقى عندنا؟
لبّى طلبها بعدما أشرله وهَاج بضحكة وفعلاً دخول سلطان الي محد توقعه بيوم من الأيام بيرجع لبيته ولداره كان دخول ضاحك يحمل كم هائل من الفرحة الي توزعت على قلوبهم بالتساوييّ حتى فاضت!



تقدم بعدها وهَاج لدُجى الي واقفة وتناظرهم بإبتسامة وسط غرقان عيونها بدموعها ، وأخذ فهد الي مالي حُضنها بيدينه وهو يبّتسم لها بهدوء : يعزّ علي دمعك مثل ماتعز علي نفسي ...
قاطعته بعتب وهي تمسح دموعها بحرص : ولكنك راعي الدمّع ، هذا ما تسميه هجر ؟
ناظرها بإستغراب وقال بضحكة : أنتي تبّكين لحضور أبو وهَاج ولا لأجل غياب إبنه؟
شتّت نظراتها بعتب وهي تقول : نبّكيهم الإثنين
أبّتسم بخفوت وهو يشد على كفها القريَب من كفه وقال بإبتسامة : ولكني رحت لأجل أجيَب الغنايم
أبتسمت بسبّب كلمته لإنه فعلاً الضحكة المنتشرة على وجهه كانت لوحدها غنيّمة فكيف بالبقية؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تقول بإبتسامة : أجل لك عندي ديّن كيكة ودلة قهوة..
قاطعها بضحكة وهو يقول بهدوء : سدديّ دينك هاللحظة أجل
ناظرته للحظات بطرف عينها ثم أبتسمت لما فهمّت مقصده وفعلاً لبت طلبه وبدأت تجهز كيكتها الي تصب كل الحب فيها
أتجه بعدها وهاج لأبوه وللجلسة الي تحتويه وبحضنه فهد اللي جلس بمكانه المعتاد على جذع النخلة ، وأخذ يندمج مع فهد في ظل نظراتهم له وإبتسامتهم الكثيَفة لصوت ضحكات وهّاج بسبب تعابير وجه فهد وبسبب تصرفاتهم الطفولية ، من لما يتوسط فهد حضنه ينسى كل الي حوله وما يسّترد قلبه أبببداً !
ولا أستوعب الموقف إلا لما قال كايّد بتساؤل لأبوه : حبيّت فهد وإسمه؟
تنحنح وهّاج وعدل جلسته بإنصّات وهو يحضن أطراف فهد لجسَده ويترقب ردة فعل ابوه وبرغم كل شيء ماخاب لما قال سلطان بإبتسامة : والله زيّن ما سمى ولا يليّق لوهاج غير أبو فهد ،أما عن فهد فوالله إنه بمنزلة عيوني وأغلى منها ياكايَد
تبّسم كايد بهدوء بينما وهّاج أرتاحت كل خلاياه كونه خاف لوهلة إن أبوه شايل بخاطره لإن ولده البّكر ما سمى على إسمه كان مرتاح إن تفكير أبوه صار ينحبّ ويتوج بالحُب فعلاً!
أبوه صار ينحبّ ويتوج بالحُب فعلاً!
ألتفتو لوصول دُجى فوقفت حليّمة تساعدها ، في ظل وقوف كايّد وفرحته من لمح كيكة الفانيلا إلتقط الصحن وهو يقول بضحكة : ذق يايبة الكيك من يدين أم فهد ، وعلمني وش تذكرت لحظة الي تذوقه ناظره سلطان بإستغراب بسبب نظرات الترقب الي سكنت عيونهم ولما أخذ يمضغ قطعة الكيك حتى زمَ شفايفه بكل قوة وهو يشتت نظراته للمكان بقهر ويقول بصوت خافت : شُعاع
سكن كايد للحظة وكان تصرفه عفوي ماتوقع تشيّل عيون أبوه الدمع بسببه!
ألتزمت دُجى الصمت وكان وهّاج بيعلق لولا غُصن الي رمت كاندي بحضن سلطان وهي تضحك بشراسة وسط صدمتهم وخوف سلطان وذهول كايّد الي حاول يشيّل كاندي عن سلطان ولكنها توحشت عليه وبقت بمكانها بعدما لمت أطراف ذيلها لها وأستكنت بحضنه ..



أستكنت بحضنه وسط ذهولهم وإنتشار صمتهم بالمكان الي رمى الخوف بقلب غُصن وتركها توقف وهي تعض على يدها بتوتر
ولكنها رمشت بإستغراب لما تعالت أصواتهم ضحكاتهم بنفس الوتيّرة وبنفس اللحظة وعلى نفس السببّ ، ضحكت بعدها لما تطمنت وضحكت أكثر لما أحتواها كايّد بحضنه وهو يقول : والله إنك شيّطانة
ناظرته ببراءة وهو ضحك أكثر وجلس وهي بحضنه وأخذو يتناقلون الضحكات وهم يسترجعون ملامح سلطان وصدمته وفزة كايّد وذهوله وصمتهم المخيف وردة فعل كاندي الي رفضت تتزحزح من على حضن سلطان ، كانت ليلة بهيَة بوسطها ضحكة تحمل معنى وااااحد وصريّح، معنى كان أعز مافي الدنيا والإرثّ الأغلى
" العاائلة" اللي لولا ضحكاتهم لكانت كل الليلة منطفي ومسلوب ضيّها
والي برغم قربهم دماً ولكن قرب قلوبهم هاللحظة كان أكبر وأبّلغ وأحن .. كانت ليلة تنحط على رف الليالي السعييييّدة
-
-

ومن بيّن رتوش الكلمات ونسمات الهواء الي تبّعثر صفحات الكُتب ؛ كانت واقفة بجانب المكتبة الكبيرة اللي وُضعت في غرفة خاصة من بين غرف البيّت الي كان مهجور وتزيّنت هالشهور أركانه
كانت تنقل أصابعها من بين الحكايات ومن بين كل كتاب تتذكر الوقت الي قرأته فيه ، حتى وصلت للرف الي يحمل ذكرياتهم وآمالهم وأحلامهم والأيام والليالي الي عاشوها سوى وهم على بعد أميَال من بعض ، وصلت للكُتب الي تبادلوها من بعد مآسيّهم الي تشاركوها مُجبرين
أبتسمت بخفوت وهي تتنهد لحظة اللي توقفت أصابع يدينها على الكتاب وشعلة الأمل اللي ضوت بوسط الظلام ، للرجاء وبقايا التعبّ
للكتاب الي حمّل لها مشاعره بين صفحاته واللي مازالت رتوش الكلمات يحتويها عقلها .. مانستها ولا بتنساها
وحتى هاللحظة مازالت تعيّش آخر موقف لهم سوى "بالوقت اللي حسمّت فيه رأيها لأول مرة
بالوقت الي قالت فيه : أنا ماني بقد هالخطوة
وضِرار تعبّ بالحيل كيف بيعيش مع وحدة ثوبها القلق والخوف؟
بالوقت اللي ختمت فيه كتابهم عشريَن مرة وقرأت حروف رسالته أكثر من ٧٠٠ مرة ، بالوقت الي أبتسمت فيها أكثر من ألف مرة وبكت فيها أكثر من مئات المرات ، اللي خافت فيه ولبَست الضيق كونها بتتخلى عن فرصة للسعادة قُدمت فيها على طبّق من ذهب ، ولكنها عاجز عن إستلذاذ طعمها الحالي بسبب غرق جوفها بالمرارة لشهور طويّلة
قررت فيها ترد عليه بعدما طلبّت منه الإنتظار بأكثر الطُرق لباقة ولطف ؛ لإنها موقنة إن شخص مثله يستاهل يندس بقلبه كل حُب العالمين
ولكنها مُتعبة وهو لقاها بالوقت الي إنهد حيّلها
أخذت نفس بصعوبة وهي توقف بالقُرب من البيت المهجور ، بالوقت الي كان تغييره مازال نوايا بقلب ضرار



وقفت وهي تنقل نظراتها له بضيَق لإن الشعور الأوليي مرّها ! لإنها إن كانت بعيدة كان لقلبها شور وإن قربت مرّها شور ورأي ثاني !
تنهدت من جديد لعل سيّل التناهيد ينقطع ويتلاشى ولكنها عاجزة عن كبّحها وعاجز قلبها عن تفاديييّها ، تركت الكتاب على عتببّة الباب
وجلست قدامه وهي تناظره بنظرات مُطولة وتنقل تناهيّدها من جوفها لأوراق الكتاب ، يعز عليها تترك شيء صار قطعة من جوفها على عتبة باب ، يعز عليها إنه طلببّها ترجع مع الكتاب ولكن بعد كل هالإنتظار قررت ترجع الكتاب بدونها!
يعز عليّها بعد كل هالإنتظار يكون" الرفض" ردها ولكن ما لقلبها حيلة !
قبل يعلو جسدها وتخطي خطواتها بلعت ريقها بصعوبة وهي تغمض عيونها بكل قوة وتضغط على كفوفها بشدة وهي تسمع صوت توقف خطوات خلفها بالضبّط ، وصوت تنهييّدة صعبة وضربات قلب إنسمعت بشكل مُهلك
حاولت توقف بس خانتها أقدامها وتجمدت بمكانها وهي تستشعر دموعها تهلك محاجرها
لإن بهاللحظة تذكرت الموقف اللي ترك فيها رسالة تنهيّها من التطفل على جروحها وتقطع خطاويّها عنه ؛ ولكنها هالمرة واقفة هنا وقدامه بعد!
أيقنت إن هو من صوت تناهيّده المُهلكة ومن صوته الهادييّ وحضوره الي يطغى عليه السكون ، كان ينعرف حضوره بسبب هدوءه الطاغي والي حتى من شدة هدوءه هالته تتغلف بالهدوء بعد!
بلعت ريّقها بصعوبة لحظة الي نطق : كان العهد تبّقى هالخطوات ملازمة الكتاب وما يرجع الكتاب بدونها !
أرتجف سكونها وتزلزلت سطوة مشاعرها ، زارتها رهبّة مخيفة كونه للمرة الثانية يعرفها بمجرد نظرة وحدة بس ؛ وصل لمسامعه صوت تنفسها المُضطرب فكتم تنهيّدته وهو يثبت كفوفه بأحضان جيب بدلته الرسميَة وهو يشتت أنظاره للمكان بضيّق سطى على جوفه
من لحظة الي لمح الطيّف الأسود يتهاوى على عتبات بيته المهجور والضيّق خيّم على صدره
عرف إنها جرت خطوات الخيّبة ورجعت الكتاب بدون ما يكون لقربها نصيّب
عرفها بلحظة بدون ما يخطر على باله شخص غيرها!
قال بضيّق وهو يبتعد عن مسار طريقها : شاركت ناس واجد أوجاعهم وأفراحهم يا أخت فهد ولا تمنيّت حد يشاركني حياتي ، كثر ما تمنيتك
شدت بكل قوتها على عبايتها وهي تصبّ اللوم على قلبها اللي تمرد وتركها تجي لهالمكان من جديد ، حاولت تكتم تناهيدها ولكنها عجزتت بكل ضعفها عجزت!
من الي له قدرة على كتم تناهيَد القلب ؟
أبتعد أكثر عنها ولكن قبل بُعد خطواته قال لها بهدوء مُتزن كون ماوده يتعلق أكثر ولا يتأمل أكثر



سكت لما فزت ووقفت وهي قابّضة بكفوفها على طرف عبايتها وميّل شفايفه بخفوت وهو يهز رأسه بإيجاب وهو ينقل نظراته للبيت المهجور بنظرات خافتة وهو يردد" من يلوم خطواتها لا طالبت بالرجوع لورى؟ من بيرضى بالقرب من هالوِحشة؟"
أخذ يناظر رعشة جسدها من خلف الستار الأسود الي يواري كل تفاصيّلها ورجع خطوة لورى وهو يقول : لي الحق تفكرين في مطلبي مرات ما تنعد ، ماودي تبّقى هالوحشة فترة طويلة
سكتت وهي تغمض عيونها بكل قوة ورجعت لورى وهي تلتفت عنه ولكن بُترت خطواتها باللحظة اللي تسلل لمسامعها "إسمها" من ثغره : خيييال
تفاقمت قدرة قلبها على النبَض وتسارعت أنفاسها بشكل هائل وكبيَر ، لأول مرة مايكون بينهم ستار يواري قلوبهم وشوكة الحياة الي أنغزت بأوردتهم ،لأول مرة يكون الكلام صعب وسهل بنفس اللحظة عجزت تلتفت وعجزت تسعفها ضلوعها وتكمل طريقها ، بقت بنفس مكانها ثااابتة ، ضعيفة جداً ومابعمرها عاشت هالضعف كثر هالمرة! ماظنت أصلاً إن قلبها رهيّف للدرجة الصعبة هذي
نقلت أنظارها لظله الي أستقر على مقربة منها وبلعت ريقها بصعوبة لما تقدم وبيده الكتاب الي تركته على أعتابها وهو يفتح آخر صفحة فيه ويأشر بسبّابة يده على ملاحظته بدون ما يتكلم بكلمة وحدة ، كان صامت وصمته كان نابع من ثقته إنها فهمت مقصده
قفل الكتاب ومّده لها بهدوء وهي من شدة تعثرها بمشاعرها وإستنكارها سحبته من يده وتخطته وهي تسارع خطواتها بعيد عنه وسط سكونه وتناهيده اللي ما أنتهت
من بعد هالموقف قرر ينهد حيل هالوحشة الي تحيط بالبيَت ويخيط من قماشها فرحة تستقر بكل أركانه"
رجعت للواقع على صوت خطواته الي أقتربت منها وبرغم إنه كان حريص دائماً يكون هادي وساكن حتى بشعوره إلا إنها تحس بكل تصرفاته
تستشعر كل أفعاله حتى برغم صمته وهدوءه!
تراقب تخبطه الي يعيشه في سبيّل راحتها ، إستغناءها عن كثير مشاعر بس لأجل تكون طيّبة ، غضّه النظر عن حقوق كثيير بس عشان ما يضيق لها قلب ، كان تستشعر حرصه الشديد على رسم الإبتسامة على وجهها وحرصه على الإستئذان بكل مرة يقرب ويجلس بجنبها ، عاشت معه ليالي طوييييلة ما إنهد لها بأس بسبب قلبه اللي تخبّط وتعثر كثير لأجلها
صحيح إنه متلهف وله قلب ينتظر واللهفة غربلت حاله ووضحت بكل نظراته لما يكون على مقربة كبير منها ولكنه عاجز عن مد كفه ولمس خصلات شعرها أو تقبيّل خدها أو حتى إحتضان كفهاكان حريص يّبقى خطوة بالخلف حتى يلقى موافقتها لأجل يتقدم لها ؛ هو أعطاها الأمان عن شعوره وقلبه وتصرفاته وكل عهد يشيله العقيّد على ضلوع صدره ما يخلفه!
ألتفت من وقف على مقربة منها وهو يبتسم بخفوت



لمحت التعب يستقر على ملامح وجهه بسبب الليلة الطويلة الي قضاها بأركان المركز
وناظرته بخفوت ، دعك عينه بعفوية وهو يقول : واضح الغربلة بحالتي؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تبتسم بخفوت وهو ناظر إبتسامها براحة عميقة إنتقلت لكل روحه
كان يكفيه خلال كل هالوقت الي كانت معه فيه إنها مرتاحة ، كان يكفيه إنها نزعت عنها لبّاس الخوف وتحلّت بالراحة والأمان
كان يكفيه اللمعة الي بعيونها واللي تغنيه عن كل المشاعر اللي وده بها ، ليالي يحاول يحسسّها بإنها معه بتكون بخير وهالوقت آخيراً لقى ثمار كدّه ، صارت تبتسم له بكل مرة تلمحه فيها ! من تشوفه يلمح فزتها ونظراتها المتلهفة بعدما كانت ساكنة وهادية ، من تسمع خطواته تبّقى ثابتة ولا تهتز أركانها ، من يضحك لها تضحك له
وهذا بحد ذاته قُربببب بالنسبة له ؛ كان ملاحظ تغيرها الكبير لما أعطاها المساحة الكافية لأجل تعيش قلقها وخوفها ولأجل تقدر تتبّدل نظرتها عن واقعها وفعلاً نال جزاء كدّه وفاز بإبتسامتها هاللحظة!
حك ذقنه وهو يناظر للكُتب نظرة سريعة وبصمت ومن نقل نظراته لها لمح تخبطها وفركها ليدينها بكل قوة وبلعها ريقها بصعوبة
لمح التوتر يسيل من كل تفاصيلها ؛ حاول يسألها أو يقرب منها ولكنه شد على قبضة يده وصدّ عنها لأجل ما يخلف وعهده ويحتويها بدون إذنها
ناظر للجهة الثانية وهو يشتت نظراته للمكان يحاول بكل طاقته ما يلتفت
ولكنه عقد حواجبه بصدمة وذهول لما إستشعر شيء دافي ورقيّق يلتف حول قبضة يده المشدودة ويحاول يفكها بكل رقة وسط دهشته اللي من شدتها عجز يلتفت ويناظر لكفوفه
بقى ثابت بمكانه للحظات وشاد على كفه بكل الدهشة اللي أُحيطت فيه حتى تدارك وضعه وألتفت وهو يلمحها واقفة بجنبه ويدينها مغلفة كفوف يدينه وهي مميّلة شفايفها بخفوت وتحاول بكل رقتها تحل عقدة كفه ، رمش بإستنكار عجيّب وهو يحاول يستوعب إنها قربت منه برغبتها وإن يدينها لامست يدينه بكامل حريتها !
رفع رأسه وتأمل ملامحه الهادية وزمّها على شفايفها بكل خفوت وكإنها تحل أُحجية وتترقب فوزها فيه ، بدأ يرخي يده بشكل تدريجي وهو يراقب ملامح وجهها الي بدأت تتميل للإنبّساط وبلع ريقه بصعوبة لما إنحلت العُقدة وتشابّكت يدينه بيدينها بكل قوة أعطاها الله لكفوفها
كانت تضغط على يده بطاقتها وكإنها تنبّهه إن كلللل الضعف الي كان مسيطر عليها تلاشى ، وقادرة هاللحظة على إحتواء كل تعبببه بصدر رحب وإبتسامة عذبة كانت كل جوارحها هاللحظة تأمرها بتبديّل كل تعبه لراحة بعدما بذل كل طاقته لأجلها ولأجل مايزورها بأس منه
تأملت كفوفه اللي أحتضنت كفوفها وأبتسمت بهدوء تدريجياً حتى رفعت رأسها وتأملت نظراته الي كان الذهول بيتها..










"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس