عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-21, 06:15 PM   #875

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الثاني والثلاثون - القسم الرابع

عند اقتراب نهاية الأسبوع الأول، سادت حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن عدم التوصل للمحرضين على أعمال العنف والاعتداء ضد المتظاهرين يوم الثاني من فبراير المعروفة إعلاميا باسم "موقعة الجمل"..

بالطبع، لم تفلح التحقيقات في الوصول لرحيم كمحرض مباشر على الواقعة.. ليس وهو يستعين بمجرمين غير مسجلين في الأوراق الرسمية وليست لديهم هويات يتم الاستدلال بها عليهم، كما أنهم لن يعترفوا ضده.. وحتى إن حدث، لن تشير آية أدلة له بشكل صريح وسيتم اعتبار تلك الشهادات والاعترافات مجرد محاولة لتشويه سمعته، وفي النهاية سيتم حفظ التحقيقات ضده..

كانت شروق في حالة نفسية غريبة خلال تلك الفترة.. ولكن لسبب ما، تجنبنا تبادل الحديث بشكل صريح حول هذا الأمر.. وكأن كل واحد منا يتوقع أنه سيتسبب في إفساد الاستقرار الهش لحياتنا الزوجية، لذلك انشغلت هي بمتابعة مناوباتها واستغلت كل أوقات فراغها لمرافقة حنان في رحلات التسوق المتكررة من أجل حفل عقد القران، حيث وجه الحج جمال تحذيرا صريحا لحسام بعدم مقابلة حنان أو الخروج معها قبل عقد القران، مما أصاب أخي بحالة من الحنق بعد أن اضطر لشراء شبكة عروسه بدون حضورها، كما أنه أصر على إهدائها إطلالة عقد القران، فاشترى لها فستانا وحذاء ووشاحا للرأس دون أن ترافقه أيضا لشرائهما، مكتفيا بتوجهها هي مع شروق للتسوق والتأكد من مناسبة القياسات لها..

ومع قرب الاحتفال، اقترحت على حسام دعوة عمته لحضور المناسبة، لكنه رفض متعللا بعدم رغبته في عدم تعقيد الأمور الآن، لكنني كنت أعلم أنه لا يريد إدخالها في حياته بعد كل تلك السنوات..

وافقته على مضض وأنا أهيئ نفسي للتخطيط لطريقة أخرى لكي يتسامح حسام مع عمته ويعيدها إلى حياته من جديد.. بينما حاولت أنا اتخاذ بعض الخطوات في سبيل التقرب من عمي وابنه، من خلال بعض المحادثات الهاتفية، حتى أنه استضافني ذات مرة داخل مكتبه الفاخر بمقر شركته في العاصمة والتي يدير منها تجارته لتصدير وتوزيع منتجاته الغذائية والزراعية، وكان يريد وقتها تقديمي لجميع الموظفين كابن أخيه الذي عاد بعد فراق.. لكنني ارتأيت تأجيل الأمر لفترة أطول بعد، حتى أكون جاهزا لاسترداد هويتي الحقيقية التي يحول بيني وبينها حاليا أمر واحد.. الانتقام..

ولهذا، فقد انشغلت طوال الأيام التالية بالتفكير في مسألة الانتقام من رحيم.. وبعد أن حسمت قراري، اجتمعت مع عمي بمنزلي، والهدف بالطبع هو إعلامه صراحة أني نويت ألا أسير في طريق الانتقام من رحيم، خوفا على مستقبل زواجي بابنته، مقررا تجاهل الماضي بأكمله والسير فقط نحو طريق المستقبل كيلا أخسر المزيد..

كنا نتبادل الحديث بهدوء داخل الغرفة التي اتخذتها مكتبا لي للعمل من خلالها.. ولكن، فور أن خرجت الكلمات من فمي، استشاط عمي غضبا، وأخذ يلهث بضيق وانفعال تغضن لهما وجهه، ثم هتف بحنق: "بسام.. ألم تتساءل يوما عن دافعي للانتقام من هذا اللعين؟ كيف تتصور السبب الرئيسي لخلافي معه؟"..

أجبته ببلادة: "لا أعلم.. ربما قد آذاك بطريقة ما خلال منافستكما على بعض الصفقات؟ أو تسبب في انهيار إحدى تجاراتك باحتكاره لها مثلا؟"

ضحك العم علي بمرارة وغيظ، ثم قال بحرقة: "بل هو الدم.. انتقامي من رحيم سببه رغبتي في الثأر.. لي ثأر دم لديه.. وأنا لا أترك ثأري.. وإن كنت لن أرد الدم بالدم، وإلا كنت قتلته وقت تدميره لعائلتي.. صبري عليه طوال تلك السنوات لا يعني أنني نسيت ما فعله أو عفوت عنه مثلا.. كنت أنتظر أولا استعادة كنز عائلتي المفقود، ثم البدء بمعاقبته قانونيا وهدم مملكته القذرة بالكامل حتى يتحسر وهو يرى بعينيه السقوط المدوي لكل ما ضحي من أجله بأثمن ما يمكن للمرء أن يناله.. ".

نهضت عن مقعدي بعنف، ثم سألته بتوتر: "دم؟؟ ما الذي فعله رحيم لعائلتك؟ هل؟ هل؟"

رفع عمي حاجبيه وجحظت عيناه بانفعاله المكتوم، ثم أكمل بنبرة مؤنبة وجهها لي مباشرة وهو يسأل بسخرية مريرة: "هل تخبرني أنك لم تتساءل يوما عن سبب اقتحامي لحياتك حتى بعد أن علمت أن والديك قد تُوفيا في حادث انتهى بك في دار الأيتام التي يشرف عليها ذلك الحقير بنفسه؟ ألم تربط الخيوط معا بعد؟ كنت أظنك أكثر ذكاء وستدركها بمفردك دون أن أضطر لأن أعلنها بنفسي"..

حاولت السيطرة على الرجفة التي سرت بداخلي لتسبب ارتعاش يديّ دون سيطرة مني بعد أن تدفقت إلى أطراف أصابعي حمم ملتهبة من الدم المندفع بعنف من شراييني وأوردتي صارخا بما لم أنتبه له منذ اللحظة الأولى.. أو ربما تعمد عقلي التعتيم عليه كيلا أسارع وأقتله خنقا بيديّ إذا أدركت تلك الحقيقة في وقتها..

هل قتل رحيم والديّ؟
بالتأكيد فعل..

إنه لا يضع حرمة للدم، ولا يتوقف عنده لولا أنني أنا من رفضت، لكنه بالتأكيد كان يستعين بآخرين لتنفيذ خططه الدموية التي أنأى بنفسي عنها.

الوغد.. القاتل..
استأجر من يتسببون في الحادث المروري الذي ......
الذي راح ضحيته والديّ..

تهاويت على المقعد وقد خارت قواي تماما، وأنا أهمس بعدم تصديق: "ولكن.. لماذا؟ ماذا فعل له والدايّ ليكون انتقامه منهما بتلك الوحشية؟ هل؟ هل؟".

كنت أنوي أن أسأله عما إذا كان والدي قد ظلمه، ولكن إذا كنت سأراهن على من الظالم بينهما.. سيكون رحيم بالتأكيد.. هذا الرجل يتنفس الفساد، والظلم يسري في شرايينه مسرى الدم، ولا يمكن لأحد أن يفوقه شرا وضلالا..

على المقعد المواجه لمقعدي، جلس عمي علي أمامي، وبدأ يسرد ما حدث بالماضي بنبرة منهكة.. لا أدري إن كان سببها تقدمه في العمر أم شعوره بالأسى على الطريقة التي رحل بها والديّ..

قال عمي بصوت يئن من ألم الذكرى: "التقى والدك رحمه الله رحيم لأول مرة في الجامعة حيث كانا يدرسان بكلية التجارة، وبدأت بينهما صداقة قوية على الرغم من أن والدك كان متفوقا دراسيا ومن أسرة ميسورة الحال مقارنة برحيم الذي نشأ في أسرة محدودة الدخل ولم يكن النبوغ العلمي من أحلامه.. على الأرجح كان يبحث عن الثراء السريع بكل وسيلة ممكنة، لكننا لم ننتبه لهذا الأمر وقتها"..

تنهد عمي ثم تابع: "أما عن باقي القصة، فقد كان أقرب للأفلام الدرامية القديمة، حيث سارع والدك بعد بضع سنوات من التخرج، بتأسيس شركة للاستثمارات الxxxxية واستعان في إدارتها بصديقه المقرب نظرا لانشغاله في تحضير رسالة الدكتوراه.. وهذا ترك المجال بالطبع لرحيم للتلاعب بأرباح واستثمارات الشركة، نظرا لانشغالي أنا في مشروعاتي بالبلدة، بينما كان والدك شبه مستقر بالعاصمة، ولكن يركز أكثر في الجانب الأكاديمي من حياته، مكتفيا فقط بمتابعة المشروع من بعيد، خاصة وأنه كان ناجحا بالفعل بفضل اسم عائلة الزين التي لها سمعتها ووزنها في السوق"..

تردد عمي قليلا، ثم أكمل: "ثم حدث الأغرب، وذلك عندما وقع كلاهما في حب تلك الفتاة التركية الحسناء التي تركت بلدها واستقرت هنا لكي تدرس بجامعة القاهرة، ولكن بالطبع ذهب رحيم أولا لكي يعترف لها بحبه، ثم تزوجها بعد أن تزوج والدتك من إحدى قريباتنا من جهة الأم"..

ماذا؟ هل كان أبي واقعا في حب والدة شروق؟ ولماذا تزوج أولا إذًا؟

ربما لكي يثبت لصديقه أنه قد تخطى مشاعره نحوها أو شيء من هذا القبيل..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس