عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-21, 09:28 PM   #861

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



السلام عليكم ..

الفجر الحادي عشر .


رحم النوائب يلفظنا من معارك المخاض ظافرين بالبأس أشداء، أو ينبذنا خائرين ذاوين ومن الحياة كفاء.
..





لم تدر من أصيب قلبها، وكيف قذفت في سعير النوائب، بلا رحمةٍ تتلقفها، في خضم الألم نسيت الوجع.. نسيت ما حل وما سيهل، كانت متشبثة بحبل الله تبكي دون دموع وتهمس:
-يا رب يسر... يا رب يسر!
تملس بطنها تُطمئن الراقد فيه أنها تفديه بحياتها ومستعدةً للموت في سبيله المهم أن ينجو، كانت تبتهل في سيارة الأجرة التي استقلتها أنسام ومضت بهم إلى مشفى العائلة، دخلت رونق إلى المشفى تجرها العربة تتوسل أنسام وتحرصها بعبارة لا سواها:
-أمي.. أمي لا تخبروها.. أستحلفكِ بالله أن تعلمي علاء برغبتي، إن لم أخرج أو مِت أخبروها لكن الآن لا تفعلوا.
كممت كفها وأنسام تجاري عربتها:
- لكيلا تلتهم وجعها كاملا عليّ، لا تحزنوها لحالي بالله عليكم.
مست قلب أنسام بالشفقة فهدأتها:
-اهدأي لن أخبرها سيكون لك ما أردت، ادخلي وسمِّ بالله كلي يقين بأنك لن يمسك أذى وستخرجين إلينا بالسلامة..
أدخلوها الغرفة فطفقت أنسام تذرع الممر مشياً بلا حيلة سوى الدعاء، تزامن وصول علاء بعدهما بدقائق توجهت فيهن نحو طبيب يخرج من ذات الغرفة، يركض علاء هو الآخر يبحث رأته فتوجهت إليه تخبره بوجه مخضوض بالخوف:
-هي الآن في غرفة التشخيص سيد علاء، لقد دخلت منذ دقائق وكنت أود الاستعلام عنها، كانت شاحبة وخائفة أكثر من تعبها
سألها سريعاً يهدئ خفقاته المجنونة:
-كيف هو وضعها؟
تهدلت كتفاها بالحيرة ووجهه لا يساعد:
-لا أعلم.. صدقاً لا أعلم
كان حائراً متوتراً فمضى نحو طبيب يعرفه حيّاه باهتمام:
-أهلا سيد علاء، السيدة رونق في الداخل سيتم تحويلها إلى العمليات بعد دقائق؛ وعن وضعها فنحن نحاول قدر المستطاع جعله مستقرا إن شاء الله
دارت دائرة الكون به بذكر العملية رغم تهيئته النفسية إلا أن الطبيب فسر ما يحدث داخلا:
-رغم أنني لم أقف عند حالتها إلا أنني فهمت أن تعاني من تسمم الحمل الذي نتج عن ارتفاع الضغط كما وظائف الكلى غير مستقرة، والإجراء الأصح تحويلها للعمليات الآن وللتو، أي تأخير سيضرها والجنين بكل أسف.
-يا الله
همستها أنسام بجزع تتذكر شكوى رونق بعسر عملية الدخول إلى المرحاض هذين الأسبوعين..
رمقها علاء بتوتر فأحس بهما الطبيب وحاول طمأنتها:
-الدكتورة إسراء ستكون برفقتها، إنها بارعة جدًا كما أن العملية ستكون تحت إشراف استشاري بالمسالك البولية والكلى.. دعواتكما
تركهما يوجههما نحو مقاعد مخصصة فيما شرع علاء بمهاتفة منذر الذي ظنته أنسام والدتها فطلبته بتوتر:
-سيد علاء، السيدة رونق طلبت مني ألا تخبر والدتها إلا بعد الاطمئنان عليها وألا تخبرها إلا في حالة الخروج من العملية.
التفت إليها بحدة:
-ماذا يعني ذلك، هذه أمها كيف لا تحضر عمليتها!
تلجلجت أنسام والدمع يحرق عينيها حزنا على التي في الداخل:
-تقول لا تخيفوها عليّ، وبعد أن ينتهي كل شيء أعلموها
دار برأسه يغمض عينيه:
-آهٍ منك يا رونق..
في غرفة التشخيص؛ شُخصت حالة رونق سريعاً بجفاف السوائل وضعف كليتها اليسرى عن العمل، لم تتردد الطبيبة المختصة بتحويلها إلى العمليات سريعاً، خرجت تخبر من كانا برفقتها فلم يصدما بالخبر وعنها كانت بوجه عملي وحديثها جاد للغاية:
- تسمم حمل، وبكل أسف لم تراجعني ولم أشخصها، الآن وقعت بين يدي..
أغمضت عينيها تسترسل:
-بإذن الله سنحاول جهدنا معها، لكن عن الطفل لا أضمن سلامته، لأن الحالات المشابهة لضرر المشيمة قد نخسر فيها الطفل انتحبت أنسام:
-يا ربي عليكِ يا رونق.. كل هذا العذاب وبالنهاية يموت
تنفست عميقاً مع شهقة مرافقة السيد علاء:
-هذا احتمال من ضمن الاحتمالات التي يجب أن تكون عندكم مسبقا، وأنا أعطيكما إياه تفاديا لأي صدمة قادمة، سنحاول بقدر ما نستطيع ومع أنني أقدر مشاعركما، السيدة رونق هي الأهم!
كرر خلفها علاء فكان في أشد لحظاته إنهاكا وإرهاقا:
-رونق الأهم.. بالطبع هي الأهم، دكتورة إسراء رونق بين يديكِ وأمانتك!
هزت رأسها متفهمة :
-سأفعل كل ما بيدي.. الآن اسمحوا لي هناك عدة إجراءات سأقوم بها..
تركتهما تتحضر مع قدوم منذر تطلب منهم:
-صلّوا لأجلهما ..وتسلحوا بالدعاء بإذن الله كله سيكون بخير.
زفر علاء باختناق ينظر نحو الباب المؤصدة بينهما، يحثه منذر بطيب قوله:
-حاول أن تمدها بطاقة إيجابية، وأسبغ عليها تفاؤلاً، فتأثير الكلمة والاهتمام له دور في تخطي الخوف والذعر، الأهم هي ومع علمي بمشقة وصعوبة فقد الطفل، إلا أنه يعوض لكن هي لا تعوض، الأهم هي صدقني..
ابتلع علاء ريقه بلا رد يهز رأسه بلا إدراك، إذ أن ولادة رونق في باسل كانت طبيعية، وفكرة الولاة بذاتها مرعبة فكيف بعملية، وهي بهذا الوضع السيء، دخل إلى غرفتها وسمح له الجلوس معها قبل التحضير فاستقبلته عيناها الشاخصتان بالسقف تتمتم:
{فنادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا{
تقدم منها وأحسّت بحركته حاولت رفع نفسها، فأشار بكفه يمنعها تقدم منها يقبل جبينها ويضمها بألمٍ وغصصه تتكوم حد الصراخ، كانت بتقاسيم منهكة يائسة، خائفة والهلع يُقرأ من عينيها وشفتيها المزرقتين:
-أنا مرعوبة علاء ..خائفة، خائفة جداً وضعي غير مطمئن أبداً، يا الله لا أعلم هل أنا مستعدة للقاء ربنا.. شهقت بتقطع:
-رباه لا اظن ..بل لست مستعدة..
تنفس باختناق ينفي بوجهه ويؤكد:
-إياكِ! ستمر على خير ولن تحسي بأي شيء، الموضوع أبسط مما تتخيلينه، ما بك ليست المرة الأولى لك؟ حاولي أن تكوني مطمئنة ولو قليلاً!
همست له بصوتٍ متهدج:
-سامحني يا علاء إن قصرتُ يوماً معك، وادعُ لي كثيراً، إن خرجتُ كان الله بها وسأعوضك عن كل ما عشتهُ بسببي، وإن لم يكتب لي الله حياة..
كمم فمها فأزاحتها بذات الوهن:
-دعني أكمل، إن مُت فسامحني وباسل أمانتك كما والدتي، اعتن بهما لأجلي..
الكلمات في احتضار الروح صعبة، قاتلة، الأمل للغرقى صعب.. تشعر وكأن الحروف تخذلك بقسوة التكذيب وأسواط البوح داخلك تنفي، ارتجفت بطلبها تشد قميصه:
-عانقني علاء.. عانقني أنا بحاجتك
هطلت عيونها بنجوى والتقلصات تميتها ألماً:
-علّ السكينة التي جافتني تطرد خوفي ووجعي وتأويني!
اعتصرها بين ذراعيه يبثان شكوى القلوب ونحيبها، مكث بقربها يسمع تبتلها وترديدها آيات سورة يس، حضنها كثيرا وطلب منها التفاؤل، دخلت الممرضات يخرجنها نحو قسم التخدير والتجهيز فمضت عربتها توصيه والدمعة انزلقت رغما عنها:
-أمي أرجوك ألا تخبرها، لا توجع قلبها بانتظاري، حتى خالتي لا تخبرها؛ لا أود لأحدٍ أن يعلم إلا بعد أن أنتهي.
غمغم يمشي بالقرب منها:
-لا عليكِ حبيبتي لن يعلم أحد
ودعته بطيف بسمة:
-ادع لنا.
تعانقت نظراتهما حتى انتهت في آخر الرواق، فوقف في منتصف الممر بسخط يشد شعره بضيق فاقترب منه منذر:
-هدئ من روعك وادع لها، ستعود لك ضاحكة كما عهدتها، وضعها ليس هينا وهذا ما ما يجب عليك معرفته بل والطفل وضعه أسوأ لكن توكل على الله، المصلى على مقربةٍ منا اذهب هناك ستشعر بالطمأنينة وأنا سأكون هُنا بانتظارك.
التمعت عيناه بدموع عزيزة فنطق بقهر:
-الطفل نسبة نجاته ضئيلة بل تكاد تكون معدومة، الجميع يرددها بل بقي يكتبونها على جبين من يحادثني.
تأسفت ملامح منذر:
-لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً
تحضرت للعملية وألبسوها الثوب الخاص، غشتها سكينة الله بالآيات القرآنية، تلت سورة يس التي تحفظها عن ظهر قلبٍ ولله سلمته أمرها ومضت تحت مشيئته، طلبت من الممرضة التي ترافقها:
-من فضلك هل جلبتِ لي المصحف
أومأت لها الممرضة برضا وذهبت حيث زاوية بعينها ناولتها إياه فطلبت رونق مجددا:
-هلا فتحت لي سورة مريم وقرأتها على مسامعي
ترقرقت عين الممرضة فشرعت تقرأ والأخرى تكرر خلفها مرة ومراتٍ معها حتى وصلت:
- {قالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}
رددتها كثيراً ودمع العين يتقاطر مدرارا، ما زالت الممرضة تقرأ وهالة السكينة حطت فجثمت فوق القلوب فابتلعت الغرفة بطمأنينتها، وجاءت اللحظة الموعودة فأُدخلت الغرفة دون علم أحد بنجاتها من هدمها، ولا يعلم أحد بكونها في الداخل سوى زوجها وشقيقه.





يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس