الموضوع: جيران المدينة
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-21, 08:53 PM   #11

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني


كانت هالة تلوم شقيقتها بصوت منخفض على قطع حديثها مع الصحفية.. لكنها ما لبثت أن تناست الأمر وانصرفت لمتابعة الطريق من نافذة السيارة بصمت.. بينما تحدثت نوران:
"شكرًا لك سيد مازن على إيصالنا.. فقط أدخلنا المدينة ونحن سنتصرف "
أجابها مازن بلطف:
"لا داعي للشكر يا آنسة .. لكنني سأحرص على إيصالكما إلى وجهتكما أيًا كانت.. رجاءً أخبريني عنها.. آه .. نسيت إخبارك أنني طلبت من الشرطي أن يُبقي على سيارتك مكانها وأرسلت سائق العائلة كي يوصلها لك حيث ترغبين.. سيدخلها المدينة أوأيًا كان ما تريدين سيفعله"
ضربت نوران بكفها على جبتها متذكرة:"نسيت في خضم اطمئناني على هالة أن أُغلق السيارة حتى أن مفاتيحي داخلها لكن اتضح أن خطأي سيفيد سائقك.. إذًا دعه يلتقي بنا في الطريق"
علق مازن بلطف:" لا أظن أنك تستطيعين القيادة بعد.. أخبريني فقط المكان الذي تذهبان إليه وأنا سأجعله يتركها هناك"
وقبل أن تعترض نوران وردها اتصالًا من والدتها ..
"لحظة! إنها أمي! من الجيد أنني لم أنس هاتفي في السيارة أيضًا"
:ثم أجابت الاتصال
"أمي.. كيف الأمور لديكم؟ "
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
"أنرت المكتب بوجودك يا سيد خليفة ...ما هذه المفاجأة السارة؟"
لم يعر خليفة ترحيب علي أي اهتمام وجلس بسطوة يفرضها وجوده على من حوله ثم قال:"ماذا يظن صديقك هذا؟.. هل يظن أنني سأترك صداقتي البائسة معه تفسد عليَ عملي... "
نهض علي من خلف مكتبه ليجلس مقابلًا له ثم قال:" لنطلب فنجانيَ قهوة من مقهى عصام ثم تخبرني المشكلة بالتفصيل ..أنت خير من يعلم أن عبد الرحيم لا يفلح في الالتزام بمواعيده"
لكن تعكر مزاج خليفة كان جليًا فلم يقبل بمحاولة علي لتهدأته:"لا يفلح إلا في المطالبة بأتعابه أليس كذلك؟... اسمعني يا سيد علي أوصل له رسالتي صريحة .. لقد قدمت محضرًا بالفعل والجلسة بعد أسبوع ..إن لم تصلني الطلبية ستحكم المحكمة بالحجز على المصنع حتى سداد ديونه ولا مجال للتفاوض معي"
ونهض بعدما ألقى تحذيره .. ولم يلبث أن التفت لعلي قبل مغادرة مكتبه قائلًا: "أنصحك بألا تتولى الدفاع عنه لأنك ستفقد سمعتك كمحام ناجح وشريف.. وإن قررت ألا تعمل بنصيحتي وأتيت للتفاوض معي رغم كل شئ فكن على علم أنه لن يرضيني إلا سلب صديقك هذا المصنع الذي لم يتعلم بعد كيف يديره"
وقد كان علي يدرك أن خليفة محق فيما قال.. تردد عبد الرحيم على مكتبه يؤثر على سمعته وعليه أن يتخذ خطوة جدية بشأن هذا الأمر..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في المشفى
تم فحص السائق والذي تبين أنه السيد عبد الرحيم المعروف حاليًا للجميع بأنه رجل أعمال ناجح يبيع بضاعة مصنعه لأشهر شركات المدينة..
اكتشفت الشرطة كذلك أن الحادث مدبر من خلال فحص أجزاء السيارة المتبقية .. كما أثار حمل رجل أعمال بمكانته كمية من البنزين في سيارته تعجب الجميع حيث يدل حجم الانفجار والأضرار التي أحدثها أنها لم تكن بالهينة..
ركضت وجدان مسرعة بين أروقة المشفى حتى دلتها الممرضة على غرفة زوجها .. لكن الطبيب منعها من الدخول و أخبرها أنه لا بد من إجراء عملية مستعجلة لقدمه حتى لا يضطر لبترها إن تضاعفت الإصابة..
كانت وجدان قد حضرت للمشفى على عجالة بعدما اتصلوا بها تاركة ليلى وحيدة مع بضع جارات ..فبعد أن علم الجميع بوفاة الحاج سعيد وبدأ جارهم وحيد الإعداد للدفن والعزاء.. فُجعت المسكينة حين تلقت اتصال المشفى ولم تجد بدًا أن تتصل بوحيد فهي لا تعرف غيره وتطلب منه أن يحضر لها مبلغًا ماليًا كانت تحتفظ به في شقة ليلى ليبدأ الأطباء الإعداد لعملية زوجها..
وفي أثناء انتظارها قدوم وحيد وردها اتصال من محامي زوجها الذي قال :
"السيد عبد الرحيم لا يجيب اتصالاتي .. لذا اتصلت بك يا سيدتي.. هناك أخبار يجب أن أنقلها له فورًا"
فكرت وجدان في داخلها أن هذا ليس وقته أبدًا ولم تجد لديها القوة لتلقي تلك الأخبار عوضًا عن زوجها فقالت بجمود:" سيد علي لا أدري إن كانت الأخبار قد وصلتك أم لا .. لكن أؤكد لك أنها أهم من الأخبار التي تحملها..عبد الرحيم الآن يستعد لدخول عملية جراحية بعد أن تعرض لحادث سير"
تفاجئ علي من الخبر ومن لهجة وجدان معه لكنه قال بدبلوماسية:" آسف لما حدث لزوجك يا سيدتي.. سأحاول السيطرة على الأمور ريثما يستعيد السيد عبد الرحيم عافيته"
وأنهي الاتصال متسائلًا إن كان بمقدرته حقًا السيطرة على الأمور!! فعبد الرحيم لم يستطع توفير تلك الطلبية للشركة ..والمشكلة أنه قبض الثمن سابقًا وعليه إعادة الأموال مع تعويض كاف أو الالتزام بكلمته وإيصال الطلبية كاملة .. فرك جبينه بتعب والحيرة تسيطر عليه إذ كيف يمكن لمبلغ ضخم كهذا أن ينتهي دون أثر في هذه المدة القصيرة ؟
انتهى الفصل

قراءة ممتعة




sun 256 غير متواجد حالياً