لكن زاهر لم ينتظر, ركض من مكتبه لمكتب مأمون, يفتحه بقوة لاهثًا,
جعل مأمون ينظر إليه بدهشة,
وزاهر يُخبره بحدة:" اتصل بجواد, لا يرد على الهاتف.."
نهض مأمون ببطء, يتطلع إليه بتوجس, يسأله بقلق:" ماذا هناك؟.."
فيلوح زاهر بالهاتف الذي بيده,
صارخًا:" اتصل بابنك لا يرد عليَّ.. ليليان تقول أن ليان اختفت.."
تجمد مأمون بمكانه غير مُصدق,
لكن صرخة زاهر لم تمهله الوقت:" اتصل يا مأمون.."
هز رأسه بعدم فهم, لكنه أمسك هاتفه يتصل بجواد,
وزاهر يستند بكفيه القابضين على طرف المكتب, ناظرًا إليه بتحفز,
فيجفل حين دفع زاهر ما على المكتب, هادرًا:" تصرف.."
وعلى صوته العالي وصل جسور, مستفسرًا عما يحدث,
فيخبره مأمون وإن زال لا يفهم:" زاهر يقول أن ليان اختفت.. وجواد لا يرد.."
ارتفع حاجبا جسور بغباء لحظي, لكنه استدرك الأمر,
وأخرج هاتفه, ليتصل بأخيه, لكن لا رد,
وزاهر يهدر وهو يضع الهاتف على
أذنه:" ليليان لا ترد.. ماذا يحدث؟.."
سريعًا هتف جسور:" سأتصل بمعاذ..
ودون انتظار بحث عن رقم معاذ, واتصل به, فلا يجد رد, فيتصل مجددًا, ومع عدم الرد شعر بالقلق الشديد,
إلا أن معاذ رد عليه بعد محاولات,
فيهتف جسور:" ماذا هناك معاذ؟.. أين جواد؟.."
مُمسكًا ذراع جواد, وكأنه سيضيع منه, أجابه بإيجاز:" ليان اختفت منذ ساعة ونصف.. ولا نجد لها أثر.. الجميع يبحث عنها.."
فيرد عليه جسور بوجل:" أنا قادم في الحال.."
مُغلقًا الهاتف, ليجد زاهر ومأمون ينظران إليه بترقب,
فيجيب تساؤلهما الصامت بكل أسف:" لا يجدون ليان.."
وتهاوى مأمون على الكرسي خلفه ذاهلاً,
إلا أن جسور تحرك, هاتفًا:" سأذهب إليهم الآن.."
وجد مأمون وزاهر, كل منهما يهرول سابقًا الآخر ليخرجا, كي يذهبا,
وهو يراهما يركضان وسط نظرات الموظفين الفضوليين,
فيخبر مديرة مكتب والده بأن تُلغي جميع المواعيد اليوم والغد, ويرحل خلفهما,
وجدهما قد ركبا السيارة ينتظرانه, وزاهر يصرخ به:" هيا تحرك.."
ركب جسور السيارة, وقد توجه للشقة أولاً كي يأخذ بعض أغراضه..
*******
يتبع