عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-21, 10:59 PM   #205

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثلاثون

الفصل الثلاثون........
بعد ان حل المساء ستاره كانت تفتح الخزانة على جانبيها لتقلب بين الملابس بفوضى عارمة بثواني...قبل ان تصل اخيرا لمرادها وهي تمسك بمنامة قطنية ربيعية طويلة الأكمام...وما ان كانت على وشك اغلاق الخزانة حتى توقفت لبرهة وعينيها تتعلق بالثوب الاحمر الفاضح والظاهر من بين ملابسها بوضوح وبعرض مغري لارتدائه...

تجمدت ملامحها بعبوس ما ان تذكرت لحظة شراءه لهذا الثوب الملعون وهو يدسه بين ملابسها بدون الأخذ برأيها ولا بذوقها بالثوب ليشاركها لحظات حياتها قبل الزفاف وما بعده ، وهو ينتظر صاحبة الجسد الذي سوف ترتديه منذ لحظة وصوله للمنزل بدون ان يبادر احد بذكر امره ، وبعد ان اختفى صاحب فكرة شراءه بعد زفافهما بثلاثة ايام وهو يهمل وجود الثوب مثل رفيقته تماما .

غرزت اسنانها بطرف شفتيها لا شعوريا وهي ترفع يدها تلقائيا لتمسك بطرف الثوب المعلق من القماش الاحمر الحريري والذي يظهر فخامة صنعه ، شددت بأطراف اصابعها على القماش وهي تعود بتفكيرها كالعادة لزوجها الغائب والذي اختفى بعد عودتهما من شهر العسل مباشرة وهو ما يزال حديث الزواج ! لتقضي اسبوع كامل مضى بدون ان تعلم عنه شيء او ان تتجرأ عن السؤال عنه بكرامتها التي لا تسمح لها بالتنازل ، وهو يتركها معلقة هكذا بين الأسرار المحيطة بها وبين اجوبة اسئلة مبهمة لم تصل للتفسير الصحيح والذي يريح المنطق بعقلها ! حتى انها قد وصل بها الأمر لتذهب للفندق مجددا بحثا عن تلك الفتاة التي تحمل الكارثة ! ولكن ما لم تتوقعه ان تكون قد غادرت بنفس يوم عودتهما للمنزل ؟

زفرت انفاسها بحنق وهي تخفض يدها بسرعة لتغلق بلحظة الخزانة من جانبيها ببعض العنف ، قبل ان تريح جبينها على خشب الخزانة الباردة وهي تتمتم بخواء متعب
"اين انت يا شادي الفكهاني ؟"

تشنجت اطرافها لوهلة ما ان اكتسح ضباب افكارها دفء غريب اصبح يحاوط جسدها بلحظة ، ليخرج الصوت الاجش الدافئ وهو يلفح بشرتها الجليدية بسخونة
"هل اشتقتِ لي ؟"

زمت شفتيها بصمت لوهلة وهي تحاول تنظيم انفاسها الباردة والتي اخترقها بحضوره كما يفعل معها دائما ، لتهمس بعدها بخفوت باهت
"اين اختفيت ؟"

اجابها بلحظة بنفس النبرة الباردة وهو يزيد من سخونة انفاسه على عنقها
"ظروف خاصة"

قبضت على يديها بلحظة بغضب محتقن وهي تشعر بانحدار شفتيه على طول عنقها بقبلات رقيقة آسرة اودت مشاعرها لحافة الهاوية ، لتنتفض باللحظة التالية وهي تستدير بعنفوان مقاومة حصاره من حولها قبل ان تقول بتصلب جاد ما ان اصبحت مقابلة له
"هلا توقفت عن لعبة الألغاز هذه واخبرتني بكل ما تخفيه عني ؟ فأنا لست بهذه الحماقة لأدعك تخدعني بهذه الدناءة بكل مرة ! ولن اكتفي بالأجوبة المبهمة هذه المرة !"

تنهد بهدوء وهو يخفض ذراعيه بعيدا عنها بدون ان يترك اسر عينيها الجليديتين ليدس يديه بجيبي بنطاله وهو يهمس بابتسامة جانبية
"لما كل هذا الغضب يا ألماستي ؟ هل كل هذا بسبب اشتياقك لي وهجرك كل هذه الفترة بدون ان اوضح لكِ الاسباب !"

امتعضت ملامحها بلحظة وهي تهمس بضيق خافت
"انا اتكلم معك بجدية ، ولن اتركك حتى تجيبني عن اسئلتي"

ارتفع حاجبيه بخفة وهو يهمس بنفس جديتها
"وانا اتكلم معكِ بجدية ، ولن اجيبكِ حتى تجيبي انتِ عن سؤالي السابق"

زمت شفتيها بغضب لبرهة قبل ان تخفض نظراتها للأسفل بسكون لتهمس بلحظة بقنوط ساخر
"لا لم اشتاق لك ، والآن هل ستجيب عن سؤالي ؟"

انحنت ابتسامته بغموض وهو يميل قليلا امامها ليقول بحاجبين مرفوعين باستفزاز
"إذا كان هذا هو جوابكِ ! إذاً سأعود للغياب عنكِ اسبوع آخر حتى تشعري بالاشتياق لي يا جاحدة ! وبهذا الوقت استمتعي بوقتك"

اتسعت عينيها بلحظة باستنكار مشدوه ما ان استدار بنصف جسده بعيدا عنها ، لتنقض عليه بثانية وهي تتمسك بذراعه هامسة من بين اسنانها بشراسة
"توقف عن التصرف معي هكذا ! فأنا لم اعد اتحمل هذا الوضع المقيت ! لما لا تكون واضحا معي وتخبرني بما يجري معك ؟"

حاد بنظراته نحوها بثواني قبل ان تعتلي ابتسامة باردة محياه وهو يتمتم بجمود
"ولكني لا اراكِ تتذمرين من الوضع او غير سعيدة به ؟ انتِ حتى لم تحاولي الاتصال بي طول فترة غيابي عنكِ !"

اشاحت بوجهها جانبا بتصلب لتهمس بعدها بخفوت حاد
"انت ايضا لم تحاول الاتصال بي او اخباري عن سبب رحيلك ! إذاً نحن بهذه الحالة متعادلين"

اومأ برأسه بجمود وهو يهمس بسخرية واضحة
"وهذا هو المتوقع من ماسة الفاروق !"

نظرت له بحدة للحظات وهي تشدد على ذراعه هامسة بعبوس واجم
"هذا ليس وقت سخريتك ! فأنا لن اتركك وشأنك حتى تجيبني عن سؤالي"

ردّ عليها من فوره ببساطة بالغة
"لقد كنت مسافر خارج البلاد بسبب امور طارئة تخص العمل ، ولم اتوقع ان اتأخر كل هذه الفترة هناك !"

عقدت حاجبيها بعدم اقتناع وقد سمعت هذه الإجابة قبل ايام من (احمد) بدون ان تسأله حتى ، نفضت ذراعيها للأسفل بقوة وهي تهمس بخفوت حاد
"انت تكذب"

تغضن جبينه بجمود وهو يستدير نحوها ببطء ليرفع بعدها ذراعه لفوق رأسه وهو يتمتم بعدم اهتمام
"هذا كل ما لدي إجابة عن سؤالك ، اما موضوع تصديقك للأمر فهي مشكلتك !"

عضت على طرف شفتيها بغيظ وهي تكتف ذراعيها بلحظة هامسة بابتسامة حادة بازدراء بدون ان تمنع نفسها
"هل هذا صحيح ؟ هل يعقل بأنها ليست لها علاقة بفتاة اخرى تعيش خارج البلاد وانت قد سافرت لها بوجه السرعة بسبب شيء سيء قد حدث معها ؟ وهذا بجانب الفتاة الاولى الحامل والتي تهتم بشؤونها هي وابنها وانت تحاول حمايتها من المجهول ! ام انها واحدة من عشيقاتك الكثيرات واللواتي لا استطيع تعدادهن بسبب عددهن الكبير والذي فاق مخيلتي !......."

قاطعها بهمس خافت نحتت ملامحه من صخر
"ماسة اخرسي"

تنفست من بين شفتيها بارتعاش وبعد ان احكمت جسدها بجماح الغضب الهائج والذي استطاعت حجزه كل هذه الفترة ، لتحني بعدها عينيها البحريتين بخمول سرى على طول اطرافها ما ان تابع كلامه بصوت اجش هادئ
"هل لهذه الدرجة ثقتك بي معدومة ؟"

ردت عليه وهي تتمتم باستياء
"انا بالكاد اثق بنفسي حتى تريدني ان اثق بك يا معشوق الفتيات !"

زمجر فجأة بغضب وهو يتمتم باستنكار جاد
"كم مرة اخبرتكِ ان تتوقفي عن نعتي هكذا !"

رفعت وجهها نحوه بقوة وهي تهمس ببهوت
"سأتوقف عندما تخبرني بالحقيقة وليس بالأكاذيب !"

حرك عينيه بعيدا عنها ببرود لوهلة شحن الأجواء بينهما بتنافر غريب ، لتقول بعدها التي ابتسمت باستهزاء اكبر وهي تشدد من القبض على يديها بقهر
"إذاً هي قمر الرياض ؟"

ادار وجهه نحوها بلحظة لتحتد ملامحه بغضب لأول مرة يتجلى على محياه ، ليمسك بكتفيها بقوة وهو يقرب وجهه امامها هامسا من بين اسنانه بعبوس منفعل
"توقفي عن هذا يا ماسة ، فهذه التي تتكلمين عنها مجرد فاجرة سمحتِ لها بالدخول بيننا وافساد العلاقة بأول يوم زفاف لنا ! وانتِ الآن تثبتين اكثر بمرور الأيام غباءكِ بجعلها تنزرع بيننا وتصديق حقيقة وجودها معنا !"

نظرت له بأمواج عينيها الساكنة وهي تهمس بغموض
"وماذا كانت بحياتك ؟"

زفر انفاسه بهدوء للحظات وهو يهمس باقتضاب بارد
"حسنا إذا كان هذا سيريحك ويوقف الظنون بعقلك الاحمق سأخبرك ! لقد كانت مجرد صديقة قديمة لي بأيام الجامعة تصر دائما على اللحاق بي وصنع علاقة اقوى بيننا ، وعندما رفضتها بالنهاية ثارت عليّ وسببت لي مشاكل لا تحصى ، ومن بينها تهمة التحرش بها والتحايل عليها ، ولكني استطعت بالنهاية التخلص منها وكل ألاعيبها السابقة قد انقلبت ضدها واودت بفصلها من الجامعة ، وهذه هي قصتها كاملة"

كانت تحدق به بجمود صخري بدون اي حياة للحظات طويلة ، لتبتسم بعدها لا شعوريا بجفاء وهي تهمس بخفوت
"وماذا انا بحياتك ؟"

تغضنت زاوية ابتسامته بلحظة وهو يرفع يده تلقائيا عن كتفها ليمسك بها جانب وجهها برفق وهو يهمس امام بشرتها بصوت اجش ثائر
"انتِ زوجتي وألماسة شادي الفكهاني والتي سرقت قلبه وحجزته بداخلها منذ ألقت بلعنتها عليه ، كم مرة علينا ان نعيدها لتفهمي !"

انفرجت شفتيها قليلا بارتجاف طفيف قبل ان يطبق عليها بقبلته الجائحة والتي عبرت عن كل اشتياق يكنه نحوها بطول تلك الفترة المهجورة بينهما ، لترفع بعدها ذراعيها بهدوء وهي تحاوط عنقه بصمت متناقض عن كل ما يجيش بداخلهما ، لينتفض فجأة برأسه بعيدا وهو يحك اذنه بألم من لسعة اصابعها الصلبة والتي لوت اذنه بأوج لحظاتهما الحميمية ، ليتمتم من فوره بغضب متهدج
"سحقا لكِ !"

اخفضت ذراعيها عنه بلحظة وهي تتراجع بهدوء هامسة بابتسامة جانبية ببرود
"عذرا ولكني كنت على وشك الذهاب لأخذ حمام وانت قاطعتني ! لذا اعتذر"

تصلبت ملامحه وهو يشاهد التي انحنت امام الملابس الملقاة ارضا والتي لا يعلم متى سقطت من الاساس ! ليقول بعدها بسرعة بعبث واضح وقبل ان تصل للحمام المرفق
"هل تحتاجين للمساعدة بالاستحمام ؟ إذا كنتِ تريدين فأنا جاهز للمساعدة"

عض على طرف شفتيه بمرح ما ان صفقت باب الحمام من خلفها بعنف كاد ان يقع من مكانه ، ليوجه نظراته بعيدا عنها وبعد ان اختفت كل لمحة مرح عن ملامحه الباردة وهو يفكر بكل المجهود والذي بذله بالفترة الماضية بدون ان يترك خبر عند احد عن وجهته الحقيقية ، وكلام بعيد ما يزال يدور برأسه بمتاهات كثيرة مطمورة بكل انواع المشاعر المتنافرة

(اعتذر يا شادي ، ولكن عليك الحذر اكثر بحياتك من الآن وصاعدا ، بما انك قد اخترت حمايتها وضمها تحت مسؤوليتك ورعايتك الخاصة على ضمانتك الشخصية ، وتذكر بأنه بأي خطأ او هفوة قد يرتكبها احد منكم توصل اي معلومة لهم فستدمر عندها حياة الجميع معك ولن تستطيع اي قوة بالأرض منعهم عنها ، لذا ارجو منك ان تأخذ حذرك اكثر فهذا كله من اجل مصلحتك يا ابن خالتي)

______________________________
كانت سابحة بحالة الهيام الصامت وهي مستلقية على السرير براحة تامة لا يشاركها بها سوى طفلها الراقد بداخل جسدها بأمان وهو يتكوّن هناك يوم بعد يوم وببطء شديد...ليسعدها بنهاية رحلته برؤية طلته البهية ليصبح جزء حي بحياتها وهو يتقاسم معها الحزن والفرح السعادة والتعاسة وكل لحظة قد تمر عليها بحياتها معه....ويدها ما تزال مستقرة بذلك المكان والذي ينام به الجنين بتواصل غريب يربط بينهما وجسد واحد يجمعهما...بدون ان يخترق احد ذلك الرباط بينهما والذي تشعر به يزداد قوة مع مرور الأيام وبكل دقيقة تمر عليها بحياتها الهادئة .

تنبهت حواسها بلحظة بانفتاح غريزي ما ان سمعت صوت خروج احدهم من الحمام تسبقه رائحة عطره الخاصة والتي تنبعث منه دائما ، ليتبعها بخطواته الصلبة على ارض الغرفة باتزان حفظت وقع بصماته مثل نغمة تطرق على اوتارها ، وبلحظة كان يصعد فوق السرير معها بقوة حتى شعرت باهتزاز طفيف بخشب السرير اسفلها ممتزج مع اهتزازات جسدها الطبيعية ، قبل ان تعتلي ابتسامة هادئة محياها البشوش ما ان شعرت بذراعيه تحاوطانها بصمت وهو يقربها من جسده بعناق هادئ رقيق اصبح يتقنه معها بكل مرة يتقابلان بها وكأنها رسالة جديدة تجمع العلاقة والتي اثمرت بينهما واضافت فرد جديد بعائلتهما الصغيرة .

حررت انفاسها بسعادة وهي تستمتع باستنشاق عطر جسده الغريب الممزوج بشامبو الاستحمام الخاص بالرجال والذي وصلها عبر امتار حتى اصبحت مهووسة به بالآونة الاخيرة بدون ان تدرك او تمنع نفسها ، بادر (احمد) بالكلام وهو يمسد على خصلات شعرها الطويلة بدون ان يمنع اصابعه من التخلل بنعومتها قائلا بصوت اجش خافت
"ما كل هذا الشرود والهيام ؟ اشعر بأنكِ قد اصبحتِ تبتعدين عني كثيرا منذ معرفتك بحمل الطفل وهذا لم يولد بعد ! ماذا سيحدث لي عندما يولد انا قلق من ان اصبح مجرد رجل ساهم بإنجاب هذا الطفل ؟"

رفعت حدقتيها الخضراوين باستدارتهما بلمعة جديدة خاطفة لا يلاحظها سوى من يعرفها عن قرب ، لتدفن بعدها وجهها بعنقه بضحكة صغيرة وهي تهمس بسعادة
"كيف تقول مثل هذا الكلام عنك ؟ ألا تعلم بأنك اهم جزء بهذه العلاقة والتي اوهبتني اجمل هدية قد احصل عليها من الحياة ! لذا انت ستبقى دائما بمرتبة اعلى من مجرد شخص ساهم بإنجاب هذه الفرحة بداخلي"

اتسعت ابتسامته بقوة وهو يقبل مقدمة رأسها بشغف قبل ان يهمس فوقها بثقة اكبر
"اعلم هذا يا عزيزتي ! وانا ايضا سعيد بهذه الفرحة والتي سوف تحضريها لنا ولست اقل منكِ تلهفاً ليوم مجيئه لحياتنا لتكتمل عائلتنا بمولود جديد ينير هذا المنزل الكبير ، فهو بالنهاية له الفضل الاكبر بعودتنا لبعضنا كما بالسابق ولمّ شملنا من جديد"

اومأت برأسها بخجل وهي تتنشق رائحة عطره بخدر ، لتعقد بعدها حاجبيها بارتباك ما ان تغيرت نبرة صوته وهو يقول بهدوء جاد
"ولكني مع ذلك اشعر بسعادتك يتخللها الحزن المحبط ! وهناك ما يكدر عليكِ هدوء حياتك واصبحتِ تفكرين به كثيرا بالآونة الأخيرة ؟ وهو ما يجعلك شاردة مع نفسك اغلب الاحيان !"

عبست ملامحها وهي ترفع وجهها نحوه لوهلة لتهمس بعدها بحزن استبد بها رغم كل شيء
"الحقيقة لا اعلم ما اخبرك به ! ولكن ماسة انها....."

قاطعها بقوة وهو يحرك رأسه بجمود
"لقد تكلمنا عن هذا مسبقا يا روميساء ! لقد اضطر شادي ليترك البلاد لأمور خاصة بالعمل تم استدعاءه من اجلها ، وهو قد قال بنفسه بأنه سيعود بحلول هاذين اليومين ، لذا لا داعي لكل هذا القلق على حياة ماسة فهو لم يهرب ويتركها وشادي ليس من هذا النوع ليفعلها !"

تنفست بارتجاف وهي تحني نظراتها هامسة بابتسامة صغيرة ببؤس
"ليس هذا ما قصدته يا احمد ، انا اعني بأنه لم يكد يمر يومين على زواجهما وانتهاء شهر عسلهما ليغادر هكذا ويترك البلاد بدون اي كلام او خبر ، انا اعلم بأن ماسة فتاة مجنونة وقد تدفع اي شخص للهروب منها او قد تقلب العالم فوق رأسه ولكنها مع ذلك لا تستحق هذا ! لا تستحق ان يحدث كل هذا معها ! فأنا اعلم بقرارة نفسي بأنها تستطيع ان تكون رائعة وجميلة مع الشخص الذي يقدرها ويحبها حقا ، وليس بالهروب والانسحاب هكذا وعلاقتهما ما تزال ببداية مهدها ! انا اريدها ان تكون سعيدة مثل كل الفتيات بسنها"

اومأ برأسه بتفهم صامت وهو يمسح على خدها بإبهامه هامسا بجدية هادئة
"اعلم بكل ما تشعرين به يا عزيزتي ، وانا معكِ بكل ما تقولين ، ولكن صدقيني الحزن عليها والشكوى لن يساعدها ابدا بما تمر به بل بهذه الطريقة ستزيدين الهموم بحياتها اكثر وانتِ تشعرينها بالذنب واللوم بكل ما حدث معها ! انا ارى بأنه عليكِ ان تحاولي تعويضها وملئ وقت فراغها بأشياء ممتعة تنسيها امر زواجها وكل ما يتعلق به ، قد تتحسن هكذا نفسيتها وتدخلي بعض البهجة لحياتها وتبعدي عنكِ القليل من الحزن والبؤس ، فأنا لا احب ان اراكِ حزينة فقد يؤثر هذا على نفسية الطفل وهذا ما لن اسمح به !"

انفرجت شفتيها بارتجاف لوهلة قبل ان تتحول لابتسامة جميلة بلحظة عادت لتحتل محياها وهي تومأ برأسها هامسة ببهجة طفيفة
"حسنا سأحاول السير على نصيحتك ، فأهم شيء عندي هي سعادة عائلتي الصغيرة ، ما رأيك ؟"

اتسعت ابتسامته باتزان وهو ينحني قليلا ليقبل خدها بهدوء هامسا فوقه بصوت اجش مرتخي
"اجل هكذا اريدكِ يا فاكهتي الجميلة ، وإياكِ وان تدعي اي شيء يحبطك مهما كان صغيرا"

اومأت برأسها بهدوء قبل ان تختفي معالم الابتسامة بشرود طاف على ملامحها بلحظة ، ليبتعد بسرعة عنها وهو يزفر انفاسه بقوة قائلا بحنق
"ماذا الآن ؟ هل عدنا للحزن الشارد ؟"

حركت رأسها باهتزاز وهي تنظر بعيدا ببهوت شارد للحظات ، لتطوق بعدها عنقه بذراعيها بصمت وهي تتلاعب بأصابعها بياقة قميصه هامسة بشرود حزين اطلقت سراحه
"كنت اريد سؤالك عن سلوى ، فأنا لم ارها منذ اسبوع تقريبا ! هل هي بخير ؟"

ادار عينيه بتفكير وهو يقول بهدوء لا مبالي
"اعتقد هذا فهي قد ذهبت للمبيت عند عائلتها منذ ايام ولم تعد للآن ! وماذا قد يكون قد اصابها ؟"

شددت اكثر على ياقة قميصه وهي تهمس بخفوت مريب
"ولكن الغريب بأنها قد عادت للمبيت عند عائلتها وهي التي لم تكد تعود من عندهم من يومين ؟ وخاصة بأنها قد عادت لهم بيوم اعلانك عن خبر حملي بالطفل ، أليس هذا غريبا !"

ضيق عينيه الرماديتين بوجوم وهو يقول بتذكر
"صحيح انا لم اخبرك لقد سمعت بأن والدة سلوى تشعر بالتعب والمرض ، لذا قررت سلوى البقاء معها هذه الفترة والاعتناء بها ولن تعود قبل ايام"

افلتت ياقة قميصه بلحظة وهي تنتفض بعيدا عنه قبل ان تهمس بابتسامة مرتجفة بهذيان
"حقا لم اكن اعلم ! لقد ارحتني كثيرا ؟"

ارتفع حاجبيه بدهشة وهو يمسك بجانب وجهها بقوة قائلا بعبوس جاد
"روميساء ما بكِ ؟ ما لذي تريدين الوصول له بهذه الاسئلة ؟"

حركت رأسها بالنفي وهي تلوح بكفها بارتباك هامسة بابتسامة جانبية بسعادة
"لا لم اقصد شيء ! لقد كنت فقط اريد السؤال عنها لأني لم ارها منذ فترة طويلة ! هذا كل ما في الأمر"

عقد حاجبيه بعدم رضا وهو يشعر بشيء غريب يحوم من حولها يبعث الريبة بالنفس ، لتقول بسرعة وهي تغير مسار الموضوع بارتباك
"اخبرني يا احمد ، هل ذهبت لزيارتها ؟ وكيف هي صحتها الآن ؟"

نظر لها بهدوء وهو يحرك كتفيه هامسا بجمود
"لا لم اذهب لزيارتها"

اتسعت عينيها بصدمة وهي تهمس باستنكار خافت
"ولكن يا احمد هذا لا يجوز ! عليك الذهاب لزيارتها فهي تبقى والدة زوجتك بالنهاية ، وعليك ايضا الاطمئنان على زوجتك الأولى فأنت لم ترها منذ وقت طويل وقد تكون بحاجة لوجودك معها ومساندتك لها بتلك اللحظات العصيبة !"

تغضن جبينه بحدة وهو يخفض يديه عنها قائلا ببرود
"ولماذا قد يحتاجون لوجود زوج ابنتهم معهم وهّم يملكون كل ما يريدون بحوزتهم ؟ ولو كانوا حقا يحتاجون لمساعدتي لما ترددوا بالاتصال بي ! ولكني ارى بأنهم بأفضل حال بدوني وليس هناك اي داعي لحشر نفسي بما لا يخصني"

تمسكت بكتفيه بتشبث وهي تهمس بإصرار شديد لمع بمقلتيها الواسعتين بلحظة
"هذا ليس بعذر يمنعك من الذهاب لهم ! بل هذه جزء من واجباتك كزوج على تلك العائلة والتي عليك اداءها كاملة من باب الاحترام والذوق ، وايضا لا اريدك ان تقصر بواجباتك اتجاه اي احد كان او ان تكون غير عادل ومنصف بين زوجاتك الاثنتين ، ولن اتحمل ان يقولوا عنك بأنك قد نسيت زوجتك الأولى لتفضل عليها زوجتك الثانية لأنها من تحمل طفلك والتي انستك الجميع !"

امسك بيدها على كتفه بقوة وهو يقول على مضض بجفاء
"حسنا يا روميساء سوف اذهب غدا صباحا لزيارة عائلة سلوى والاطمئنان عليهم وتأدية واجباتي الزوجية على اكمل وجه ، هل ارتحتِ الآن ؟ ام هناك المزيد من الأوامر !"

زفرت انفاسها بابتسامة مبتهجة وهي تعود لتدفن وجهها بعنقه هامسة بسعادة غامرة
"شكرا لك يا احمد ، لأنك تبحث عن راحتي دائما"

ربت بيده على ظهرها برفق وهو يهمس فوق خصلات شعرها براحة
"بل انتِ من يبحث عن راحتي دائما ومن يفكر بمصلحة الجميع وسعادتهم على مصلحته الشخصية ، فقط لو تتوقفي عن دور المعلمة قليلا بحياتنا الشخصية فسوف اكون عندها اسعد رجل بالعالم !"

ضربت على صدره بضحكة صغيرة وهو يمسك بقبضتها بلمح البصر ليقبلها عندها بهيام هامسا بصوت اجش خافت
"انسي كل هذا الآن وفكري فقط بما نريد فعله ! فأنا مشتاق لكِ بشدة وكل ما احلم به هو النوم بين احضان زوجتي الجميلة والتمتع بمشاعرها السخية"

اتسعت ابتسامتها بجمال وهي تقترب منه لتقبل خده بنفس قوته هامسة بحياء وعطف
"وانا لا امانع بأن اقدم لك الاهتمام فأنت الآن قد اصبحت طفلي انا ومهمتي هي العناية بك وجعلك تنام بأمان"

شدد من عناق جسدها بتملك حتى كاد يحطم عظامها الهشة من تحت بيجامتها القطنية الخفيفة وهو يدفن وجهه بخصلاتها واصابعه تطول لأزرار قميصها بنعومة هامسا بنشوة الاكتفاء لا يشعر بها سوى معها
"اعدك بأن اكون طفل مطيع وبالمقابل اعتني بي جيدا يا روميساء"

______________________________
خرجت من الحمام وهي تمسح شعرها الطويل بالمنشفة القطنية بيدها...لتتوقف بعدها لوهلة وهي تكتشف خلو الغرفة تماما بعد ان تركت ذاك المزعج وراءها...فهل يعقل بأنه قد غادر بصمت بدون اي مشاكل او فوضى وبعد ان عاد من السفر للتو ؟ ولما اساسا توجه لغرفتها مباشرة فور عودته من السفر بدون ان يبلغ احد عن وقت عودته ! وما كل هذا الاحباط الذي انتابها فجأة بهذا الوقت تحديدا ؟ وكأنها كانت تتوقع ان يبقى فترة اطول معها او ان يلازم غرفتها هذه الليلة بعد انقطاع طويل بينهما وخاصة بأنهما ما يزالان حديثي الزواج !...

عبست ملامحها بعنف عند هذه الافكار والتي انحدرت إليها دون إرادة منها ، لتزيد آلية حركاتها بقوة وهي تنفض شعرها بالمنشفة حتى اصبح مشعث اكثر عن السابق ، اخفضت بعدها المنشفة عن رأسها بخمول سرى على طول ذراعيها وهي تحدق امامها بلا حياة .

تنهدت بهدوء وهي تلوح بالمنشفة بيدها عدة لحظات قبل ان تقذفها بعيدا باتجاه السرير ، وما ان التفتت قليلا بجانبها حتى تسمرت بمكانها بتحنط وعينيها متسعتين على اقصى استدارتهما ما ان حطتا على الشيء الكارثي المعلق على مقبض الخزانة ، وهي تمرر نظرها بلحظة خاطفة بالفستان الاحمر القصير والذي لمحته من قبل معلق بين ملابسها بالخزانة والذي كان يبرق بينهما بتناقض رهيب ، وكل ما تفكر به كيف وصل هذا الثوب الملعون للخارج بعد ان كان مدسوس بين الملابس الاخرى بعيدا عن العين ؟ ام هي مخيلتها المرهقة من احضرته إلى هنا !

تقدمت بسرعة امام الفستان وهي تحدق به بجمود وكأنها تنتظر اختفاءه من امامها بأية لحظة ، لتمسك بعدها بطرف الثوب الحريري تتأكد من صحة وجوده ، وما هي ألا لحظة حتى سمعت الصوت الصادر من خلفها بمكر واضح ارتعشت معه كل مفاصلها المتصلبة من هول المفاجأة
"هل اعجبكِ ذوقي باختيار ملابسك ؟"

اخذت منها عدة لحظات وهي تحاول تجميع افكارها المشتتة مع عنفوانها بلحظة خاطفة ، لتتجمد اصابعها الطويلة على طرف الثوب وهي تهمس بابتسامة قاسية بضيق
"هل انت من وضع هذا الثوب هنا ؟"

اومأ برأسه ببساطة وكأنها تراه وهو يقول بابتسامة جانبية بتسلط
"اجل ومن ظننتِ مثلا لديه الجرأة على فعلها ؟ يبدو بأن ذكائكِ قد انحدر كثيرا بفترة غيابي عنكِ يا عزيزتي !"

قبضت على اناملها الممسكة بالثوب حتى كادت تمزق اطرافه وهي تهمس بهدوء ظاهري بسخرية
"لقد كان مجرد سؤال بديهي ، ولم يكن من المفترض ان تجيب عليه فهو قد اوضح جيدا مستوى ذكائك !"

ردّ عليها بلحظة بابتسامة غامضة بعمق
"هل هذه نبرة تحدي ؟ يبدو هذا مثير للاهتمام !"

زفرت انفاسها بقنوط وهي تخفض يدها بعيدا هامسة باستياء
"لما لم تعطني إشارة بوجودك ؟"

اجابها ببساطة وهو يحرك كتفيه بلا مبالاة
"لقد كنت اقف امام النافذة من خلف الستار ويبدو بأنكِ لم تلحظي ذلك ! لذا لم احب ان اقطع خلوتك مع نفسك"

زمت شفتيها بوجوم وهي تستدير نحوه ببطء لتقع عينيها على الواقف امامها والذي كان يبعد عنها عدة خطوات ، قبل ان تنقل نظراتها بلحظة للنافذة المفتوحة بجواره والستار يتطاير منها بنسمات هواء لطيفة ، ولم تشعر بعدها بحدقتيها الساكنتين وهما تنحنيان بحزن غير مبرر مفكرة بمقدار الا مبالاة والتي دفعتها لعدم الانتباه لوجوده من حولها والتي تحتم عليها الحذر من كل ما يحيط بها وبمكان تواجدها وهي ترخي دفاعاتها بالحياة بشكل لم يحدث معها من قبل !

عادت للعبوس والذي اعتلى محياها بلحظة وهي تستمع لصوته والذي عاد للانبثاق بمجال محيطها بإثارة دائما ما تتذبذب بصوته
"حسنا يا ألماستي ، لقد حان الوقت الآن لتجربي ارتداء الثوب الجديد والذي اشتريناه خصيصا لمثل هذه المناسبات النادرة ، فلا تنسي بأننا قد انقطعنا عن بعضنا فترة طويلة ونحن ما نزال حديثي زواج ! لذا نحتاج الآن بشدة لنعيد شحن طاقتنا من جديد"

نظرت له بغضب مزج احمرار الحياء والذي طفى على تقاسيم وجهها بوضوح ، لتقول بسرعة وهي تغير مسار تفكيره لطريق اخرى
"هل اخبرت احد بأمر عودتك من السفر اليوم ؟"

حرك رأسه بالنفي وهو يلوح بذراعه قائلا ببرود
"لا ليس بعد لم اخبر احد ، لكن على الأرجح سوف يكتشفون الأمر بأنفسهم بصباح الغد فور رؤيتي معهم بالمنزل ، أليس هذا منطقي !"

ارتفع حاجبيها بجمود وهي تهمس بخفوت حانق
"ولما انا اول من اتيت إليه فور وصولك من السفر ؟"

تغضن جبينه بلحظة وهو يهمس بابتسامة عابثة بمغزى
"أليس هذا واضحاً ! لأني اشتقت لكِ يا ألماستي"

انفرجت شفتيها لوهلة لا شعوريا وهو يقلب كيانها بأكمله بلحظة وبكلمة صغيرة منه كانت يوما بلا معنى بحياتها وخاصة عندما تقترن بتلك الصفة والتي اصبح يستبدلها باسمها لم تسمعها او تقرب اذنها منذ فترة وهي تغيب عنها اسبوع كامل ! وبدون ان تعلم متى اصبحت بكل هذه الأهمية بحياتها المجردة من العاطفة ؟

عضت على طرف شفتيها ببؤس وهي تفيق من افكارها هامسة بانفعال محتقن
"تعلم جيدا بأن هذا ليس ما قصدته ، انا كنت اتكلم عن السبب والذي دفعك لتترك الجميع وتأتي لغرفتي بدون ان تعطي خبر لهم عن عودتك اليوم ! هل لهذه الدرجة لا تهتم بشأنهم ؟"

كان ينظر لها بهدوء بدون اي تعبير ليقول بعدها بابتسامة غامضة بدون اي مرح حقيقي
"وما لذي قد يدفعني لفعلها إذا لم يكن هناك احد يهتم بأمر عودتي من ذهابي ؟ لقد كنت اسافر كثيرا فيما مضى بسبب عروض العمل والتي كانت تصل لي بين الحين والآخر ، ولم يكن هناك احد بذلك الوقت يهتم بغيابي وبالفترة والتي اقضيها خارج البلاد ، لذا اصبح الأمر اعتيادي بالنسبة لي ولأفراد العائلة"

عقدت حاجبيها ببطء بدون ان تعلق على كلامه فهذه هي ضريبة حياة الاثرياء والتي يعايشونها كل يوم ، عادت بنظرها له بغموض ما ان تابع كلامه بشرود اختفت معه ملامح المرح عن وجهه
"لقد كان شخص واحد من يهتم بأمر ذهابي وإيابي بهذه العائلة ويعطي قيمة لي ، ولكنه رحل وانتهى الأمر بي مجرد فرد بهذه العائلة"

ابتلعت ريقها بتشنج وهي تهمس بخفوت عابس
"هذه والدتك من تتكلم عنها صحيح ؟ انا اهنئها حقا على مدى الصبر والذي كانت تتحلى به بتربية طفل مزعج ماكر مثلك !"

تجمدت ابتسامته لوهلة وهو يتكلم مجددا بنفس الشرود مع لمحة جمود طفت على ملامحه بقسوة
"اجل تحملت الكثير بالفعل من خيانة وشقاء وتعب ! وكل هذا فقط لأنها زوجة تقليدية حد النخاع ، كما حدث تماما عندما اجبرت على رعايتي بدون ان يكون بمقدورها الرفض"

حدقت به بذهول بدون ان تجد بما ترد عليه من حقائق لأول مرة تسمعها منه ، لتحاول بعدها الهمس بارتياب عند آخر كلماته الغريبة
"ماذا يعني هذا ؟ أليست والدتك التي تتكلم عنها !"

حرك عينيه ناحيتها للحظات ساكنة لينفض رأسه بسرعة وهو يعود للابتسام ببساطة هامسا بهدوء
"انسي هذا الأمر الآن ، فأنا لم اعود من سفر غياب اسبوع لأذهب لغرفتك ونستمع لهذه الأحاديث التافهة ! بل اتيت إليكِ لنعوض عن ايام الفراق ونشبع جوع الليالي الفارغة بدون بعضنا"

شهقت بفرط الحياء وهي تهمس من بين اسنانها بجنون
"وقح"

تقدم امامها وهو يقطع المسافة بينهما بلحظات بخطوات واسعة ، وما ان اصبح امامها على بعد خطوة واحدة حتى قال بابتسامة بدأت بالميلان بخبث وبصوت اجش خافت
"إذاً ماذا قررتِ يا ألماستي ؟ هل ستبدلين ملابسك بالثوب الخاص بهذه الليلة ام تفضلين ان يبدله لكِ زوجك والذي لا يطيق صبرا لفعلها ؟"

رفعت كفيها تلقائياً امام وجهها وهي تعلم جيدا نهاية تحديه الساخر لتقول باندفاع شرس
"حسنا فهمت ، كفى"

ارتفع حاجبيه بخفة ساخرة وهو يدس يديه بجيبي بنطاله قائلا بأمر متسلط
"حسنا لا بأس ، إذا كنتِ تختارين ارتداءه بنفسك فلا امانع بهذا ! ولكن بشرط ان تفعليها بسرعة فليس لدينا الليل بطوله لكي نقضيه مع عنادك !"

عضت على طرف شفتيها بغيظ وهي على وشك الانقضاض عليه بأية لحظة ، لتلتفت قليلا وهي تمسك الثوب بعنف مثل قطعة خرقة بالية بدون اهتمام بقماشه الغالي ، لتسير به باتجاه الحمام الملحق بدون ان تتحداه بكلام آخر لن يفيدها بحالتها الآن .

ما ان خرجت بعد عدة دقائق حتى قابلت السكون والهدوء التام بالغرفة التي فرغت فجأة ، تقدمت عدة خطوات صغيرة بتردد خارج الحمام وهي تمسك بأطراف ثوبها القصير لتنزله غصبا على ساقيها المكشوفتين بدون فائدة وبإحراج على وشك الفتك بها بوضع لا تحسد عليه .

عبست ملامحها ما ان وصلت بنظرها للراقد على السرير بدون حراك ، لتتقدم اكثر باتجاه السرير بتوتر شديد وبارتجاف يكاد يمزق الثوب الملعون عليها ، لتتجمد بمكانها لبرهة وهي تشاهد النائم فوق السرير بسبات وهو يضع ذراعه فوق عينيه وبصمت تام احتل عالمها بلحظة .

تنفست بهدوء وهي تفلت اطراف الثوب القصير لتمسح على جبينها المتعرق بجمود لثواني ، ابتسمت ببهوت تتخللها الراحة وهي تنتهي اخيرا من هذه القصة والتي ظنت لن تجد لها مهرب ، ولكن ما ان استدارت قليلا حتى امسكت اليد القوية بذراعها المكشوف بلحظة ، لتشهق بذهول سمرها بمكانها بارتعاش وهي تلتفت بنصف وجهها ببطء شلت حركة باقي اطرافها ، اتسعت مقلتيها ببهوت وهي تراقب الذراع والتي ارتفعت عن عينيه قليلا ليتبعها بابتسامة شقية وهو يهمس بخفوت خشن
"هل ظننت بأنكِ سوف تهربين مني بهذه السهولة ؟"

فغرت شفتيها بأنفاس ذاهلة بارتعاش وهي تحاول الهمس باستنكار متناقض عن دواخلها
"ولكنك كنت نائم للتو ؟"

عض على طرف ابتسامته لثواني وهو يقول بهدوء جاد
"لقد شعرت بالتعب الشديد بسبب تأثير السفر عليّ وقضاء يومين كاملين بدون ان يزورني النوم ، لذا هلا قدمتِ لي هذه الخدمة وجعلتني انام هذه الليلة عوضا عن ايام الجفاء والتي كنت اعاني منها بالأيام الماضية ؟"

فغرت شفتيها بصدمة اكبر دامت للحظة قبل ان تتلوى وهي تحاول تحرير ذراعها هامسة بعناد
"ماذا ؟ هل تظنني مبرمجة هنا للعمل على نومك !...."

شدد اكثر على ذراعها بقيد وهو يقول بابتسامة اتسعت بثقة متملكة
"اجل صحيح ألم تكوني تعلمي ! انتِ تعملين هنا على كل احتياجات ومتطلبات زوجك ، وكل هذا قد حصل منذ ان وقعتِ على وثيقة ملكية زوجك ، يعني انتِ كلك ملكي يا ألماسة شادي"

تنفست بهياج متسارع تشعر به يكاد يفقدها السيطرة على نبضات قلبها الثائرة وهي تحاول الهمس بشيء ما بتوتر مفرط ، قبل ان يسحبها من ذراعها بقوة بلحظة واحدة لتصبح فوق جسده تماما وهو يقلبها برفق على جانبه بدون ان يفلتها ، رفعت عينيها الدامعة بثورة وهو يحيط جسدها المكشوف نسبيا بذراعيه بدون اي سبيل للهروب ، ليقول بعدها الذي حط بشفتيه على جبينها العريض الظاهر من غرتها الطويلة بسخونة مشتعلة
"لا تقلقي لن ألمسكِ هذه الليلة ، لأنه ليس لدي المقدرة الكافية على فعلها اليوم ، وألا لما تركتك حية وانتِ بهذه الهيئة الآن ! لذا استمتعي بهذه اللحظات وبأحضان زوجك الذي اشتقتِ له كثيرا بعد غياب طويل"

زفرت انفاسها بدون كلام وهي تحاول تهدئة ارتعاشات جسدها النحيل من تحت ذراعيه المحاصرة لجسدها المكشوف اكثر من اي مرة ، وهي تخفض جفنيها المرهقين على احداقها الدامعة ببطء شديد ، وكل ما تتمناه الآن ان يكون عند كلامه حقا ولا يغافلها بأي حركة ! فهي ايضا بحاجة للنوم الشديد والراحة مثله تماما وبدون اي تفكير او توقف على اي امور اخرى خارج عالمها والذي تحياه الآن وارهق كليهما .

يتبع..........


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس