عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-21, 09:02 PM   #214

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الفصل الرابع عشر

( الوادي )

" إلى أين ؟!! "
تهتف سعادات بسؤالها بصوت غاضب وهي ترمق حقيبة ليث المفتوحة على مصرعيها وبداخلها بعضًا من ملابسه بنظرات نارية فيجيبها ببرود واختصار وملامح مغلقة دون أن يتوقف عن ترتيب ملابسه داخل الحقيبة :
" الى العاصمة "
هدرت سعادات والغضب داخلها يتفاقم :
" ألا يكفي طلاقك الذي تم ليلة زفاف شقيقتك ستكملها الآن بهجرك لبيت والدك ؟!! "
وكأن ملامحه قدت من حجر
وكأنه آخر غير ولدها الذي انجبته أجابها بنفس الأسلوب البارد الذي لم يستخدمه معها من قبل :
" أنا لا أهجر المنزل يا أمي ،سأعود بعد عدة أيام "
لا تتنازل سعادات فتقترب منه وتسأله بنبرة حادة تخفي وراءها خوفها من هجره للبيت :
" إذًا لما ستغادر ؟!! "
أنهى ليث ما يفعله ثم نظر إليها وقال مشددًا على حروفه :
" لأكون جوار شقيقتي لفترة "
لم تتمالك سعادات نفسها وهتفت بانفلات :
" شقيقتك التي جلبت لنا العار ! "
" بل شقيقتي التي ذُبحت غدرًا "
هتف بها ليث بصوت جهوري فارتدت سعادات للوراء وهي تقابل طوفانه لأول مرة ليستطرد ليث غير عابئًا بشيء :
" شقيقتي التي لم أقوى على حمايتها منكم جميعًا حينما تكاتفتم ضدها في أضعف حالتها "
اقترب منها خطوة واحدة وهو يكمل بقهر :
" ابنتك يا أمي .. ابنتك التي لم يرق قلبك لمرآها مذبوحة فأكملتِ عليها بضربك المبرح لها وتعذيبها ثم نبذها كأنها لا تسوى شيء "
هتفت فيه سعادات بغضب مهول :
" لو لم تتسلل لمقابلته في الليل كالساقطات لم يكن ليتجرأ عليها "
يرد ليث هتافها بهتاف :
" لأنه خدعها .. حاك مكيدة لها وهي سقطت فيها ، ابنتك ليست ساقطة يا امي ، شقيقتي لم تكن ساقطة يومًا "
" إذًا ما الذي أجبرها على الخروج له ؟!! "
وجد ليث نفسه يجمل الحقيقة قدر إمكانه وهو يهتف بعصبية مفرطة :
" أخبرتك .. الحقير حاك خديعة اسقط فيها شقيقته أولًا فجعلها تستدرج فضة دون قصد ثم دمرهن معًا بفجوره "
نظرت له سعادات دون لين ..
ففي عرفها خروج فضة جريمة ، لقائها برجل جريمة ، مجرد وجود اشتباه في علاقة بينها وبين أحدهم جريمة .
في عرفها فضة أخطأت بكل المقاييس ..
أعطت للحيوان فرصة لتنجيسها في وحله !
نظر لها ليث بيأس ثم تمتم وهو يغلق حقيبته :
" ليتكِ تدركين حجم خطأك يا أمي "
ليستطرد وهو يتحرك مغادرًا دون أن ينظر للوراء ولو لمرة واحدة :
" أستودعكِ الله "
*******
( العاصمة )
تجلس فوق فراشها تحدق في السقف بشرود تام ..
لم تغمض لها عينًا منذ ليلة الأمس ونظرة بِشر التي كللتها خيبته بها تصفعها مرارًا وتصيبها بالجنون !
طرقات متتالية على باب غرفتها أنبأتها بصاحبها فنهضت بسرعة البرق وفتحت الباب لتجد بِشر أمامها يحدق فيها بملامح مغلقة ليتمتم بعدها بنبرة باردة :
" ليث اتصل وأخبرني أنه قادم لرؤيتك "
ثم التفت وكاد أن يغادرها فتشبثت فضة بكم سترته وغمغمت بصوت خافت مستعطف :
" انتظر يا بِشر واستمع لي على الأقل "
حاول بِشر نفض ذراعه عنها لكن قلبه رق لها حين وصله حشرجة صوتها ببكاء مكتوم وهي تتمتم بضعف نادر :
" لا تكن مثلهم يا بِشر وتحكم عليّ دون أن تستمع إلي ولو لمرة "
تحكم بِشر في ملامحه وظل على عبوسه ثم التفت لها قائلاً بغضب مكتوم :
" حسنًا .. أنا أسمعك ، هيا أخبريني عن سبب تسللك بعد منتصف الليل إلى خارج المنزل بصحبة السيد آل "
دعته فضة للدخول فتبعها متأففًا ثم جلس على اقرب مقعد قائلاً بتقريع شديد اللهجة :
" هيا .. أخبريني أسبابك التي لن تشفع لكِ عندي مهما كانت "
ابتلعت فضة ريقها وصمتت قليلًا ثم غمغمت فجأة بنبرة مختنقة ونظرات عينيها يصيبها الشتات :
" أنت لا تفهم .. ومهما شرحت لك لن تفهم "
قطب بِشر بعدم فهم وكاد أن يسألها عن مقصدها لكنها تحركت أمامه بعصبية وشتات عينيها ينتقل لحروفها وكأن كل الأسوار التي أقامتها حول نفسها الشهور الماضية تتهشم في تلك اللحظة ببطء موجع :
" أنا بحاجة إلى فضة .. بحاجة إلى إحياءها من جديد حتى أستطيع أن أتنفس "
من جديد لم يفهم مقصدها لكنه التزم الصمت مراقبًا حركتها المتتابعة جيئة وذهابًا أمامه بعينين ضيقتين بينما كانت هي تقبع أسفل عالمها الذي يتهاوى بالتدريج :
" أنا أراه ، كل ليلة أراه .. كل ليلة ينتهكني واذبحه ، كل ليلة أحاربه وأخسر أمامه ثم أذهب لأحتمي بأمي فتكمل ما بدأه وتذبحني بدورها ليأخذني بعدها ليث ويدفنني هنا "
شعر بِشر بالتشوش وكاد أن يتحدث لكنه صمت مبهوتًا حين هتفت بشكل مفاجئ وهي تشير إلى ما حولها وعيناها تدمع بغضب واحتراق مكلل بهلوسات لا يراها سواها :
" في هذه الغرفة .. هذه الغرفة قبر ، قبر وأنا أختنق داخله .. مراياها تعريني وتصفعني بندوبه التي وشمني بها ، ظلمتها تقبع فوق صدري فأختنق .. أبوابها تحبسني معه فيقتلني وأقتله في الليلة ألف مرة "
التفتت نحوه بشكل مفاجئ ثم جلست على عقبيها أمامه تبتلع ريقها بعصبية مفرطة كأنها ممسوسة وصوتها يخرج مرتجفًا تمامًا كأصابعها التي أشارت بها إلى رأسها :
" إنه يسكن هنا ولا يغادر موضعه ، احاول الهروب منه فلا أجد أمامي مسلكًا غير طُرقًا باردة أسلكها بدراجتك النارية فيضرب الهواء وجهي وعقلي ويطرده مني ولو لساعات حتى أستطيع النوم "
تمزق قلب بِشر لمعاناتها المتجسدة فوق ملامحها لتكمل هي عليه حين رفعت كم عباءتها وكشفت عن أعلى ذراعها وهي تهمهم بصوت كسير :
" انظر .. هذه إحدى وشومه التي رسمها فوق جسدي "
نظر بِشر إلى ذراعها وعينيه تغيم بالحزن العميق لكنه حاول أن يحافظ على برود ملامحه وهو يسألها بصوت مغلق :
" وما دور علي في هذا الأمر ؟!! "
ردت عليه دون لحظة تردد والصدق يرن في نبرتها الحزينة :
" لا شيء ، لقد رآني وأنا أخرج بدراجتك فتبعني بسيارته ولم أتبادل معه حرف واحد "
لتعود بعدها وتسأله بنبرة مرتجفة وعينيها تستجديه الثقة :
" أنت تصدقني يا بِشر .. أليس كذلك ؟!! "
ثم تتمتم وهي تنظر أرضًا بقهر وانكسار :
" أنا لا شيء بيني وبين أخوك "
نهض بِشر مبهوتًا من مسار أفكارها ثم أمسك بعضديها يُنهضها معه رغم تخشبها فيما يقول بغضب :
" هل جننتِ ؟!! .. أنا لم ألمح لذلك على الإطلاق "
طفرت دموعها بهزيمة فهزها بِشر غير مباليًا بتجمدها بين يديه ولا رجفتها الواضحة من لمسته وكأنه يرغب في إقحام كلماته داخل عقلها :
" أنا أثق بكِ يا غبية وغضبي منكِ سببه الرئيسي خوفي عليكِ ، بحق الله لولا شجاري مع سندس ليلة الأمس وعودتي المفاجئة الى هنا لم أكن لأكتشف ما تفعلينه من وراء ظهري "
بكت فضة بعجز فزفر بِشر بغضب شديد ثم تركها قائلًا بنبرة قاطعة :
" رغم تقديري لكل ما قلتيه اعلمي أن تلك الدراجة لن تريها مرة أخرى واياكِ ثم إياكِ أن يتكرر هذا الأمر يا فضة وإلا والله سترين مني ما لم ترينه أبدًا "
أرغمها على النظر إليه ثم أنهى حديثه قائلاً :
" أنتِ امانتي كفداء بالضبط ، وأنا لست على أي استعداد لتضييعك أو التهاون معكِ في أي خطأ .. هل حديثي واضح ؟! "
هزت رأسها بطاعة فعاد وسألها مرة أخرى وكأنه ينتزع منها وعدًا قاطعًا :
" هل ستخرجين في منتصف الليل مرة أخرى يا فضة ؟!! "
هزت رأسها نفيًا فأمرها أن تنطق لتهمهم بصوت ضعيف :
" لن أفعل "
" ممتاز .. وأنا سأعتبر ما حدث لم يكن أبدًا ، والان استعدي لأن ليث في طريقه إلى هنا "
سألته فضة بعد لحظات :
" هل أنت غاضب مني ؟!! "
فيجيبها دون تردد :
" بالطبع غاضب وسأكسر رأسكِ إذا كررتِ تلك الفعلة السوداء مرة أخرى لكنك تستطيعين فعل شيء لتلافي خطأك "
نظرت له بتساؤل ولهفة فقال بهدوء حذر :
" تساهلي مع ليث قليلًا .. لقد نال نصيبه من المعاناة بدوره يا فضة "
اغتم وجهها وزفرت بإرهاق دون أن ترد عليه فشعر بِشر بالشفقة عليها ثم تمتم :
" نامي قليلًا وحين يصل ليث سأجعلهم يوقظونك .. اتفقنا ؟!! "
لم تجد فضة أمامها إلا أن تطيعه حتى تنال مغفرته فهمست بصوت واهن :
" كما تشاء "
***********
يتبع



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس