عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-21, 09:09 PM   #218

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[center]

( بعد أكثر من شهر )



متقوقعة في غرفتها تختبئ من كل شيء ..
ضعف غريب عنها استولى على كافة حواسها وتركها مهزومة ، كورقة بالية لا حول لها ولا قوة .. !
قلبها يؤلمها داخل صدرها وروحها مختنقة شاعرة بهوان لم تشعر به من قبل
فُتح باب غرفتها فأغمضت عينيها هاربة من واقعها ليصلها سؤال امها الحانق بعد لحظات قليلة :
" إلى متى يا ابنة بطني ؟!! "
لم تهتز بها شعرة وظلت على استسلامها تولي والدتها والعالم كله ظهرها وكأنها اعتزلت كل شيء بينما انفجرت فيها ازهار بغضب وهي تلكزها في ظهرها :
" ماذا حدث لكل هذا ؟!! .. لستِ أول فتاة تُفسخ خطبتها ، يجب أن تعقلي يا صفية وتعودين إلى عملك ، يكفيكِ اختباء بهذا القدر ، لقد مر أكثر من شهر منذ تلك الليلة السوداء التي وقعتِ فيها أمام عيني وأوقعتِ قلبي معك "
زفرت صفية باختناق دون أن تتحرك قيد أنملة وكلمات والدتها الناهرة لا تنتهي :
" لا تأكلين ولا تتكلمين ولا حتى تجلسين معنا ، ماذا ؟!! .. هل ستقتلين نفسك لأجله ؟!! "
" اتركيني بحالي يا أمي "
همهمت بها صفية بنبرة ضعيفة لم تخرج منها إلا في الآونة الأخيرة مما جعل أزهار تصرخ فيها بحرقة :
" لا لن أتركك ، لما تفعلين ذلك بي وبنفسك ؟!! .. ما الذي فعله بكِ ذلك الملعون فأسقطتك هكذا وأنتِ التي لم يصيبك هذا الانهيار حين تركك ........ "
" كفى "
صرخت بها صفية بقهر شديد وهي تنتفض من فوق فراشها بجنون ثم تهدر بكل طاقتها :
" كفى ، لم أعد أريد أن أسمع اسم أحدًا منهما ، كفى "
اقتربت منها أزهار تشدها لحضنها بقوة حتى تسيطر على نوبة انفعالها ولسانها يردد :
" اسم الله عليكِ يا ابنتي ، ا اهدئي يا حبيبة امك ، اهدئي "
بكت صفية بقهر وخرج صوتها يحمل بين طياته الكثير والكثير من الاستجداء :
" بالله عليكِ أخبريني ما الذي يعيبني حتى اتأذى في كل مرة يا أمي ؟!! "
ربتت عليها ازهار بعينين دامعتين ثم كادت أن تتحدث لتقاطعها صفية مستطردة وهي تبتعد عنها فيهالها وجهها شديد الشحوب :
" والله ما كنت أقصد أن اؤذي آدم أبدًا "
لتهتف فجأة وهي تضرب قلبها بقبضتها :
" لكن ماذا أفعل في هذا اللعين الذي ورطني بلا فكاك ؟!! .. لقد حاولت ،والله حاولت أن أطرده مني آلاف المرات لكن .... لم أستطع "
همست آخر كلماتها بصوت خائر فاقتربت منها أزهار مرة أخرى ومسحت دموعها المتساقطة عن وجهها لتمسك به بعد ذلك فيما تقول ببأس :
" أخرجي كلاهما من حساباتك ، لا أحد فيهما يستحق دمعة واحدة منكِ .. أنتِ أقوى بكثير من هذا الانهيار الذي يقتات عليكِ يا صفية "
أسبلت صفية أهدابها بتخاذل فهزت أزهار وجهها بين يديها حتى تعود لها بنظراتها لتكمل بعدها بقوة وحزم :
" انفضي هذا الوهن عنكِ وعودي كما كنتِ .. ارسمي مستقبلك وأكملي عملك وحياتك دون أن تلتفتي لحظة للوراء واللعنة عليهما معًا .. هيا يا ابنتي ، هيا هداكِ الله "
ربتت ازهار على كتفها بتشجيع لتنكس صفية رأسها أرضًا بارتخاء وتخاذل فتحثها ازهار على الحركة بلطف :
" هيا يا حبيبتي .. اغسلي وجهك وتعالي شاركيني الجلسة في الخارج ، والله لم أعد اطيق حياتي بدون ثرثرتك "
تحركت صفية بوهن ودلفت إلى المرحاض لتغلق الباب ورائها فتغمغم ازهار بكمد وهي تعود إلى صالة المنزل :
" منك لله يا ابن فايزة أنت وابن ....... ، ماذا كان اسمها تلك العقربة ؟!! .. على كلُ .. حسبي الله ونعم الوكيل فيها هي وابنها "
****
وخارج المنزل ينتظر هو ككل يوم ، يجلس داخل سيارته وعيناه لا تغفل عن شرفة غرفتها ..
احساس شديد السوء ينتابه منذ أن علم بمرضها .. !
لا ، ليس احساسًا بالذنب بل هو استياء لا ينتهي منها
هل تركت نفسها تنجرف مع الآخر لدرجة أنها انهارت حين فسخ خطبته منها ؟!!
هل سلمت كل كيانها له لتسقط تلك السقطة التي لم تنهض منها حتى بعد مرور شهر أو أكثر ؟!!
بحق الله حتى عملها الذي لا تعشق شيئًا قدره اعتزلته لأجل جرح قلبها .. !
آه يا صفية ليتك تفهمين من عاشقك الحقيقي
ليتك تتقبليني كما أنا !
زفر سيف بقنوط شديد يؤثر على حياته الفترة الأخيرة ليرن هاتفه برقم سعد فيتحول القنوط إلى انزعاج ..
لقد أصابه هذا المستفز بالجنون !
لا يتوقف عن الاتصال به مطالبًا بربحه المفترض ..
ها .. الأبله يظن أنه سيستغفله ويوهمه بأنه نجح في مسعاه وهو الذي لم يستطع الوصول إلى الحاج إمام ولا زوجته قط !
رفع رأسه يلقي نظرة عابرة على نافذة صفية فظهر له خيالها تتحرك داخل غرفتها كالشبح مما أصابه بالغضب فاستقبل المكالمة هاتفًا بحنق :
" ماذا تريد ؟!! .. لماذا تتصل ؟!! "
صمت سعد مبهوتًا من هتاف سيف المفاجئ ثم قال بعدها بصلف :
" هل نسيت اتفاقنا يا سيف باشا ؟!! .. مر أكثر من شهر وأنت ...... "
قاطعه سيف هادرًا بعصبية قبل أن يغلق الهاتف في وجهه :
" إياك أن تعيد الاتصال بي ثانية يا سعد وإلا والله سأجعل نهارك ليل أسود .. فهمت ؟ "
أنهى سيف مكالمته وألقى هاتفه جواره بحنق لازمه وهو يغادر بينما حدق سعد في الهاتف بعينين غائمتين بالحقد ليتمتم بعدها بوعيد غافلًا عن من توقفت مبهوتة أمام غرفته منذ أن بدأ المكالمة :
" حسنًا يا ابن عمتي ، تتخلى عني بعد كل ما قدمته لك ! .. لنا لقاء يا سيف وحسابك أصبح عسيرًا معي "

*******

يتبع بالمشهد الأخير



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس