عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-21, 09:12 PM   #219

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



( الوادي )

تلف حجابها الوردي حول وجهها وابتسامتها لا تغادر شفتيها ..

أكثر من شهر مر على زواجهما وهو لا يترك فرصة إلا ويدللها ويجعلها تشعر كما لو أنها وجدت جني المصباح السحري وما عليها إلا الطلب !
تمامًا كما اليوم ..
ذكرته البارحة بأمر زيارتها لفضة الذي تأجل بما يكفي بسبب الزيارات التي لم تنتهي منذ زواجهما فربت على وجنتها بحنو كما يحب أن يفعل ثم اخبرها أنه سيأخذها إليها في الصباح
وها هو حل الصباح وها هي تتجهز لرؤية شقيقتها التي فصلوها عنها لشهور بكل جحود .. !
تذكرت ليث الذي كان قد ذهب بدوره إلى العاصمة بعد انفصاله عن ليالي وجعل فضة تقيم معه لبضعة أيام مما حسن من علاقتهما بشكل ملحوظ فتمنت لو يجتمعوا ثلاثتهم من جديد تحت سقف واحد ولو لساعات .
ظهر انعكاس وجهه في المرآة فحل عبوسها الذي داعب محياها بعد خاطرها الأخير وابتسمت له بحب فرضه عليها بعاطفته التي يغمرها بها فقال عزيز بغيرة مفتعلة :
" حجاب وردي بهذا الجمال ! .. وفي العاصمة أيضًا ! ... لا أنا لن أحتمل كل هذا "
نهضت غالية من أمام المرآة فرفلت حولها عباءتها بلونها الكحلي المزينة بورود صغيرة بلون حجابها لتغمغم برقة وهي تدور حول نفسها بفرحة تغمرها لقرب لقائها بشقيقتها :
" ما رأيك ؟!! "
تأمل عزيز فتنتها التي تزداد يومًا بعد يوم ثم غمغم وابتسامته تلمع في مقلتيه :
" حفظك الله من العين يا ست الحسن "
ضحكت غالية بحياء ثم همهمت برقة وهي تقترب منه :
" حين تنظر لي هكذا تشعرني انني أجمل امرأة على الأرض "
لف ذراعه حول خصرها ثم همس بتلقائية :
" أنتِ كذلك بالفعل "
ضحكت بنعومة وهي تخبئ وجهها في كتفه فلف ذراعه الآخر حول كتفيها يضمها إليها بحنان لا يبخل به أبدًا لتتمتم غالية بصوت عاشق :
" حفظك الله لي يا عزيز ، يا أجمل عوض من الله "
نبض قلبه بجنون فشدد من عناقها معقبًا بصوت دافئ :
" وحفظك لي يا أغلى البشر على قلبي "
رفعت رأسها عن كتفه فتلقف شفتيها بقبلة ناعمة تليق بها ليبتعدا مرغمين حين تعالى الطرق على باب شقتهما فمسح عزيز وجهه بكفيه وهو يتساءل بصوت مسموع :
" من سيأتينا من بكرة الصباح هكذا ؟!! "
هزت غالية كتفيها بجهل فتحرك عزيز وفتح الباب ليجد أمامه بدور بوجه باكِ ومعها طفلتيها !
نظر لها عزيز مبهوتًا ثم ادخلها فيما يسألها بقلق :
" ماذا حدث يا بدور ؟!! .. لما تبكين ؟!! "
نهنهت بدور في البكاء ثم قالت وهي تجلس على الأريكة وتضع طفلتيها جوارها :
" تشاجرت مع رمضان وتركت له المنزل "
رمقها عزيز بعدم فهم ثم نظر إلى غالية التي خرجت لترحب بها فتأملت بدور عباءتها الفخمة التي تلتف حول قوامها الرشيق بحقد لتسأل غالية وهي تجاور عزيز :
" ماذا حدث ؟!! "
كاد عزيز أن يتحدث لتسبقه بدور تتمتم بصلف :
" أريدك بمفردك يا عزيز "
ثم نظرت بعدها إلى غالية واستطردت :
" الموضوع خاص "
تورد وجه غالية من الحرج فنظر عزيز إلى أخته بلوم ثم قال لغالية التي نهضت بالفعل :
" أنهي أنتِ تحضيراتك حتى أنهي حديثي معها "
عادت غالية الى غرفتهما بخطوات متسارعة ليعود عزيز بنظراته إلى أخته قائلًا بصوت هادئ :
" هيا يا بدور أخبريني عن موضوعك الخاص "
هتفت بدور من بين أسنانها :
" أخبرتك أنني تشاجرت مع رمضان "
" لماذا ؟!! "
خرجت حروفها مكللة بالقهر والمرارة :
" يراسل نساء طوال الليل على الهاتف "
تجهم وجه عزيز ثم سألها بعفوية :
" ولما لم تذهبي لأبي ؟!! "
اتسعت عينا بدور للحظات ثم صرخت فيه :
" ماذا بك يا عزيز ؟!! .. ألم تعد تطيق رؤية أهلك ؟ "
لتسحب بعدها طفلتيها بعنف وهي تنهض مكملة صراخها :
" هيا يا بنت أنتِ وهي حتى يتفرغ خالكما لما وراءه "
هتف فيها عزيز حتى تهدأ :
" كفى يا بدور وتوقفي عن الجنون ، أنتِ لم تفهمي مقصدي "
" وهل فيها مقاصد ؟!! .. أنت لم يعد يهمك شيء غير رضا الهانم خاصتك عنك وتحقيق طلباتها التي لا تنتهي "
استغفر عزيز محاولًا تهدئة نفسه ثم شدها من مرفقها على حين غفلة وقال من بين أسنانه :
" ما قصدته أن رمضان يرتعب من أبيكِ ويحسب له ألف حساب وأنتِ تدركين ذلك جيدًا "
شدت مرفقها منه ثم قالت بصوت عصبي :
" أبي لن يفعل له شيء لهذا قصدتك ، لكن أنت لم ....... "
شعر عزيز أنها ستتمادى فهتف فجأة بصوت مرتفع فارتدت للوراء بفزع :
" أنا سأذهب إلى بيت أبي يا غالية وسأعود بعد قليل "
لينظر بعدها إلى بدور قائلًا بأعصاب على الحافة وهو يحثها على التحرك معه :
" هيا أمامي لنرى كيف لن ينصفك الحاج جاد الله ؟!! "
******
بعد عدة ساعات توقفت السيارة أمام بيت بِشر الذي خرج ليستقبلهم بحفاوة بينما كانت عينا غالية تبحث عن شقيقتها بلهفة مفضوحة جعلت بِشر يشاكسها بخفة :
" نحن هنا يا أخت "
" أين فضة ؟!! "
قالاها في نفس الوقت فابتسم عزيز وهو يربت على كتفها بينما أجابها بِشر وهو يدلف بهما إلى الداخل :
" فضة في غرفتها ، اذهبي إليها "
توترت حدقتي غالية حين ظهرت سميحة ثم ألقت عليها التحية بصوت خفيض فابتسمت لهما سميحة بتكلف ثم باركت لها ليغمغم بِشر بصوت قوي :
" اصحبيها إلى غرفة فضة يا أمي من فضلك "
أومأت له سميحة لتتحرك غالية معها تتبعها عين عزيز الذي تردد السؤال القديم داخله من جديد ..
ترى ما الذي جعل فضة التي كانت تضع أنفها في السماء تقبل بأن تكون الزوجة الثانية لابن خالها ؟!!
**
طرقت سميحة باب غرفة فضة ثم فتحته أمام غالية التي تسمرت قليلًا أمام وجه فضة الذي ظهر أمامها ..
هي وليست هي !
لكن الاشتياق كان أقوى بكثير من تحليلات العقل فتبعت غالية قلبها وشدت فضة إلى حضنها تروي اشتياقها لها ..
كانت تتلمسها بعدم تصديق وهي التي كادت أن تفقد الأمل في رؤيتها مرة أخرى
عانقتها بلهفة أشهر طويلة من الافتقاد وايام اطول من الشوق
شقيقتها الصغيرة التي شاركتها أدق تفاصيل حياتها والتي سُلبت منها غدرًا وسُرقت من حياتها ذات ليلة !
أما فضة فكانت أقرب لتمثال شمعي ..
لا تفرق عنه شيئًا سوى برجفة !
رجفة سرت في جسدها فور أن استنشقت عطر غالية
رجفة استولت على كل خلية فيها فور أن عانقتها غالية
رجفة وصلت إلى روحها فور أن وقعت عيناها على وجه غالية
يا الله ..
فضة العامري تجدد حربها لتنبعث من جديد !
ابنة العامري التي تحولت لرماد ، والرماد لا يحترق مرتين ..!
ابنة العامري التي كانت تملك كل شيء والآن أصبحت فضة فقط
فضة دون عامري
ومع هذا تظل غالية .. الغالية
وهي فضة التي تسلل إليها الوهن وتمكن منها الضعف في تلك اللحظة فرفعت ذراعيها ببطء شديد تبادل شقيقتها عناقها فتزداد رجفتها ثم تخرج منها آهة غادرة ..
آهة وجع بطول ايام غربتها في بيت ليس لها
آهة كسرة وافتقاد
آهة شوق لكل ما كان لها
وما أقساها من آه
طفرت دموعها بغزارة تغرق حجاب شقيقتها التي كانت تبكي بدورها والعناق يشتد ويشتد
تتشبث كلًا منهن بالأخرى ودموعهن لا تنضب
تروي حكاية حياة سُلبت من عائلة كاملة على يد خسيس ذبحهم جميعًا بنصل ثلم .
*****
( بعد وقت )
دخل إلى المنزل الذي كان يضج بأصوات الأحاديث المتبادلة على غير العادة ..
فهو انتبه منذ اليوم الأول له أن أفراد هذه العائلة لا يسكنون لبعضهم !
ربما فداء متعلقة بعض الشيء بأخيها لكن الارتباط الوثيق الذي كان يتوقعه لم يجده .. !
وحتى هذه اللحظة لا يزال هناك الكثير والكثير من الأحاجي وعلامات الاستفهام التي يرفض الجميع إطلاعه عليها
وكأنهم ورغم تمسكهم بوجوده معهم يرفضونه ويأبون مشاركته حياتهم !
وصله صوت الاحجية الأكبر .. سيلفر
تلك التي انقطعت عنه تمامًا طوال الفترة الماضية بناءً على رغبة زوجها كما يظن !
سيلفر التي تتبع أخبارها من فداء فعلم أنها تركت المنزل في اليوم التالي بعد اكتشاف بِشر لخروجها الليلي وذهبت للإقامة في شقة شقيقها لعدة أيام ثم عادت إلى هنا مرة أخرى بعد عودة الآخر إلى الجنوب .
وقتها انتابه التعجب .. فعلى حسب ما يعلم علاقتها بأشقائها ليست على ما يرام !
حتى بعد عودته من السفر تردد على المنزل عدة مرات لكنها كانت تتفادى وجوده باستماتة غريبة فلم يراها الا للحظات شديدة القصر ثم تتبخر من أمامه تمامًا ..
تبًا لها لقد محته بممحاة عن حياتها وهو بدوره لم يكن متفرغًا لها وأولى كل اهتمامه إلى هارون الذي يستعد لشراء شحنة أسلحة بمبلغ مهول والى چين التي تمشي على الخطى التي وضعها لها دون أي انتباه .
للحظة انتابه شعور مقيت بالشفقة لكنه قتله في مهده ..
لما يشفق عليها وثأر سيدرا لا يزال يؤرقه ؟!!
لو لم يكن هارون سبب نكستهم حينما ادخل زاهر إلى طريق الإدمان ليتمكن من الاستيلاء على كافة الأرباح والسيطرة على العمل بأكمله لكان رحمه ..
لو لم يكن هارون من قام بتهريب زاهر وتخليصه من بين يديه بعد أن عانى للعثور عليه لكان تركه ..
ولو لم يضع هارون بنفسه ابنته أمامه مستخدمًا إياها كطُعم ظن أنه سيصطاده بها لم يكن سيقلب الطاولة عليه ويجعلها هي عينه التي يرى بها كل أسرار هارون وسفيان أيضًا
هم اللذين اقحموها في لعبتهم إذًا لا مجال لشفقته وهو الغريب بينهم ..
كان الأولى أن يشفق عليها والدها اولًا .. أو حتى شقيقها !
ابتسم بخبث وعيناه تضوي ببريق لؤم واستمتاع حين تذكر آخر المعلومات التي وصلته من رجاله عن سفيان ..
أنه يستعد للقضاء على امبراطورية والده بنفسه !
وهذه المرة لن يتدخل آل لإيقاف المهزلة التي ستحدث لأن الأمر وبكل بساطة يروقه ..
فإن خُير بين مال عائلة الديب وبين دمارهم دون أن يطال شيئًا لاختار دمارهم دون لحظة تردد !
وها هو دمارهم يأتيهم وبيدهم على طبق من ذهب .
" ماذا بك يا علي لما تقف هكذا ؟!! "
انتبه على صوت سميحة فالتفت لها ليجدها تحمل صينية متوسطة مرصوص عليها اطباق الفاكهة وخلفها تقف سندس ترمقه بنظراتها الحذرة كما العادة ..
تجاهلها آل وذكرى انفجارهما في بعضهما لا يزال يتردد في الأجواء ثم أولى اهتمامه لسندس يسألها بملامح باردة :
" من بالداخل ؟!! "
أخفى ابتسامة مستمتعة حينما اجفلت سندس لأنه وجه حديثه إليها لأول مرة لتتصلب بوقفتها أمامه فتثير إعجابه فيما تجيب بصوت ثابت وهي تتحرك نحو غرفة الاستقبال وكأنها تهرب منه :
" غالية شقيقة فضة وزوجها "
ضوت عيناه بالاهتمام ..
جزء جديد من عالمها يدلف إلى الصورة وقد يُكمل النقص بها
ربما إجابات تساؤلاته عن كل ما يخصها موجودة في داخل هذه الغرفة ..!
اتبعهم ببساطة ثم دخل إلى الغرفة لتركض عيناه إليها أولًا ..
رفعت فضة رأسها فشرست نظراتها بشكل تلقائي جعل الابتسامة ترتسم على شفتيه وشعور آخر مبهم يضربه دون سابق إنذار ..
تبًا ما هذا الذي انتابه ؟!!
هل اشتاقها ؟!!
نفض رأسه من هذا الهراء ثم ألقى تحية سريعة لتغمغم سميحة سريعًا :
" هذا علي ابني "
نهض عزيز وصافحه ثم تحمد له على سلامته بينما اومأت له غالية بهدوء وهي ترمقه بنظرات حذرة دون أن تمد يدها لمصافحته
جلس على كرسي منفصل ليسأله بِشر فور أن جلس :
" كيف حال العمل ؟!! "
أجابه دون أن ينزل عيناه عن فضة التي كانت تتجنب النظر نحوه :
" Great "
ليتحول بنظراته نحو غالية قائلًا بنبرة ودودة :
" إذًا أنتِ شقيقة سيلفر ! "
" من ؟!! "
همهمت غالية بعدم فهم فأشار برأسه نحو فضة مرددًا :
" Silver "
اضطرت فضة إلى شرح الأمر باختصار شديد لغالية وعزيز اللذان كانا ينظران نحوها بأعين متسعة :
" إنه لا يستطيع نطق اسمي "
فتكمل عنها سندس بابتسامة :
" لذلك أطلق عليها Silver"
التفتت غالية تنظر إلى فضة وعيناها تموج بالتساؤلات فتجاهلت فضة الأمر ليسأله عزيز الذي لم يعجبه تحدثه إلى غالية :
" وأنت أين أمضيت السنوات الماضية يا أخ علي ؟!! "
رمقه آل من الاسفل إلى الأعلى وقرأ غيرته على زوجته التي كانت تبدو جلية لعينيه ثم أجابه بسخرية مقصودة لغرض في نفس يعقوب :
" في أرض الجولف "
" ماذا ؟!! "
أطبق بِشر فكيه بغضب من سخرية آل المستترة بينما ردد آل مرة أخرى مكملًا ما يفعله :
" منزلنا في الخارج كان يجاوره ملعب كبير للجولف لذا أطلقت على المكان أرض الجولف "
اعتمت حدقتي عزيز وقد شعر بسخرية الآخر منه فردها إليه دون أن يغادر الهدوء محياه احترامًا لصاحب المنزل الذي كان على وشك لكم أخيه من فرط غضبه لتصرفاته الرعناء :
" يبدو أنك تميل للبحث عن هوية خاصة بك .. فضة حولتها إلى سيلفر ومنطقتك أطلقت عليها اسمًا مبهمًا "
ضوت عينا آل ببريق مخيف أقلق غالية فتمتمت بتسارع :
" أظن أنه قد حان موعد مغادرتنا .. أليس كذلك يا عبد العزيز ؟!! "
أيدها عزيز ونهض فحاول بِشر استبقاءهما لكنهما أصرا على المغادرة لتعود غالية وتتشبث مرة أخرى بشقيقتها كارهة اضطرارها للمغادرة وتركها من جديد في مدينة بعيدة عنها .
بعد رحيلهما التفتت الأعين إلى آل بنظرات لوم وغضب لتستلم فضة راية الهجوم وتغمغم من بين أسنانها بعصبية مكتومة نظرًا لوجود سميحة :
" هل كنت تسخر من أحد أفراد عائلتي أم ُيهيئ لي ؟!! "
وها قد وصل إلى غرضه وعادت تتحدث معه مرة أخرى بعد طول انقطاع
لا أسهل من استفزازها في بعض الأحيان .. !
رمقها آل ثم سألها ببراءة مضحكة :
" هل فعلت ؟!! ... لما تقولين ذلك ؟!! "
" علي "
صوت بِشر القاصف جعله يتأهب لشجار محتمل دون أن يغير من جلسته أو يظهر عليه أي اهتمام ..
" تحدث معي أنا "
نظر له آل بسخرية جلية ليهدر فيه بِشر بغضب :
" هذا المنزل لم يُهان فيه ضيف قط ولم يُغلق بابه في وجه زائر لذا اياك ثم اياك أن تكرر مثل هذه التصرفات مرة أخرى "
رفع حاجبيه ثم ضحك ضحكة حقيقية ونهض قائلًا ببوادر عاصفة :
" هل تعرضت للتقريع منك للتو ؟!! "
حاولت سميحة التدخل فأوقفها بِشر قائلًا بحزم :
" انتظري أنتِ يا أمي من فضلك ودعينا نضع النقاط فوق الحروف "
ردت عليه سميحه بتوتر :
" أخاك لم يقصد شيئًا يا بِشر "
لتنظر بعدها إلى فضة تتمتم بتسارع :
" لا تؤاخذينا يا فضة ، أنتِ تدركين نشأتـ ..... "
قاطعها آل هادرًا بغضب :
" وهل أنا طفل أمامك لا أستطيع التحدث عن نفسي ؟!! "
شحب وجه سميحة من الإحراج العلني الذي تعرضت له بينما التفت آل بعدها إلى فضة التي كانت تنظر له بملامح متحفزة وكأنها على وشك الفتك به ثم قال ببساطة شديدة جعلت أعينهم تتسع مشددًا على حروفه :
" I'm sorry silver "
ليستطرد وهو ينظر إلى عمق حدقتيها :
" أنا آسف ، لا أحب مضايقتك "
كزت فضة على أسنانها وللأسف اضطرت إلى إنهاء الأمر حتى لا تتسبب في شجار بينه وبين بِشر فلوحت بيدها وغمغمت بصوت مكتوم :
" حصل خير "
ليصدمها المستفز بل يصدمهم جميعًا حينما ابتسم لها وسألها بحميمية وهو يمد يده نحوها :
" أصدقاء ؟؟! "
لمعت عينا سندس بابتسامة وترقب خفيين بينما اكفهر وجه بِشر واعتلى التعجب ملامح سميحة ..
أما فضة فتجمد جسدها قليلًا ونظرت نحو كفه الممدود لها وكأنها تنظر إلى أفعى ستلتف حول عنقها فترديها قتيلة !
رفعت عينيها إليه فوجدته يتأملها منتظرًا وللعجب كان الكل صامت بترقب لتضطر فضة في النهاية إلى أن تهز رأسها بالموافقة ثم تضع كفها البارد في كفه في مصافحة كادت أن لا تتخطى الثانيتين لولا أنه أغلق كفه وتشبث بها وكأنه يقيدها إليه فيما يتمتم بصوت خافت قبل أن يحررها :
" ممتاز "
التفت بعدها إلى بِشر فوجده يحدق فيه بعجز بينما الحمقاء سندس تداري ابتسامتها المريبة مثلها ليسأل بعدها عن فداء بعفوية ستصيب نصف الواقفين بالجلطة لتجيبه سميحة بعد لحظات :
" ما زالت في المستشفى "
أومأ بهدوء ثم قال :
" سأذهب وأعود بها "
ثم يرحل ويتركهم بمشاعر متباينة ..
منهم المذهول من اختلاله وتقلبه ، منهم الذي يرغب بقتله ثم التمثيل بجثته ومنهم من أصبحت ترى فيه خلاصها من شبح أخرى تشاركها زوجها .
اما آل فأخرج هاتفه فور أن خرج من المنزل ثم اتصل بأحد رجاله وعيناه تلمع بوعيد مرعب ..
لقد حاول السيد بِشر لعب دور الأخ الكبير في الداخل وقرر التطاول عليه ..
إذا لا مانع من اهداءه شيئًا بسيطًا احتفالًا بالأخوة المتأخرة !
جاءه صوت محدثه فخرجت منه كلمتين فقط بنبرة ثلجية مخيفة :
" نفذ الليلة "
لينهي بعدها المكالمة ويكمل طريقه الى الخارج وقد عاد إلى هدوءه مرة أخرى .

نهاية الفصل الرابع عشر

قراءة سعيدة ❤️



Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس