عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-21, 12:51 AM   #214

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

كانت جالسة تحرك الملعقة بداخل كوب قهوتها بحركة رتيبة بدون توقف وكأنها بهذه الطريقة تلهي نفسها بعمل اي شيء يجلي انتباهها بعيدا عن كل ما يدور من حولها ، وخاصة عندما تجلس الطبيبة النفسية بجوارها والتي تأخذ عدة ادوار تتمحور كلها حولها وكأنه ليس لديها سوى هذه الدمية لتلعب معها وتجرب عليها كل ما يحلو لها من جرعات التفاؤل والبهجة والموصوفة من قبلها ، بدون ان تعلم بأنه لن يجدي معها شيء سوى بإضاعة وقت كليهما وإرهاق نفسها بدون اي نتيجة ترجى وترضيها !

تأففت بنفاذ صبر وهي تتنقل بنظراتها بالقاعة الفارغة قبل ان يحين موعد العشاء بدقائق ، ولم تحضر المائدة سوى رغبة بالهروب من ذلك المزعج والذي لا تستطيع التكهن بطبيعة تصرفاته وهي تتوقع بأي لحظة ظهوره المفاجئ امامها ليرخي دفاعاتها كما حدث بمساء الأمس ! لذا تحتاج لتحصين نفسها اكثر بحواجز منيعة استعدادا لأي مراوغة قد تصدر منه ستأثر على كيانها بأكمله وتدك حصونها الهشة من جديد ، على الأقل حتى تصل للحقيقة الكاملة والتي تريح صراعاتها الداخلية بالحياة والتي انشبت بساحة عقلها منذ سنوات !

تجمدت اصابعها على طرف الملعقة ما ان عادت من شرودها لصاحبة الصوت الصارم الحزين
"ماسة هل تسمعينني ؟ ام انني كنت اتكلم مع نفسي فقط !"

زمت شفتيها وهي تعود بنظرها لكوب قهوتها البارد هامسة بوجوم
"نعم يا روميساء ، سأحاول المشي على نصيحتك بحذافيرها واكون مبتهجة وسعيدة على الدوام ولا افكر بشيء يعكر عليّ سعادتي بهذا الزواج والذي انتهى بهروب زوجي لخارج البلاد"

عقدت (روميساء) حاجبيها بيأس وهي تزفر انفاسها هامسة باستياء حانق
"حقا حالتكِ ميؤوس منها ! بعد كل هذا الكلام المطول ما تزالين على نفس كآبتك والغير مجدية معها شيء ! ماذا افعل من اجلكِ اكثر من هذا ؟"

حركت رأسها ببرود وهي تهمس بشبح ابتسامة ساخرة
"ربما لأنني كائن كئيب بطبيعتي !"

تنفست بهدوء لوهلة وهي تريح خدها على راحة كفها لتهمس بلحظة بهدوء
"كيف كانت جامعتك اليوم ؟"

تجمدت ملامحها بلحظة وهي تتابع الدوائر الصغيرة والتي تشكلت على سطح القهوة بثواني ، لتعض بعدها على طرف شفتيها بقوة محاولة تهدئة الفوران بخفقات قلبها على طيف ذكريات الصباح والتي اسرت عقلها بأسوارها ، لتهمس من فورها بجمود بدون ان تبدي اي اهتمام بما تقوله
"لم اذهب لها اليوم"

اخفضت يدها بسرعة وهي تلتفت ناحيتها بذات اللحظة قبل ان تهمس بخفوت مستنكر
"ولماذا لم تذهبي اليوم ؟ لم اعرفكِ مستهترة هكذا بخصوص الدوام على جامعتك !"

ادارت حدقتيها الزرقاوين بملل وهي تتمتم باستهزاء عابس
"يبدو بأنني قد اصبحت مستهترة كثيرا بالآونة الاخيرة !"

ضربت على طرف الطاولة بقبضتها بجمود وهي تقول بغضب معاتب
"ماسة ألن نتوقف عن هذه الاجابات الساخرة ! تكلمي معي قليلا واخبريني بكل ما يعتمل بدواخلك ، فأنا قد تعبت من مهمة مساعدتك وانتِ لا تساعديني !"

حركت كتفيها ببرود وهي تهمس بخفوت باهت
"وها انا اتكلم معكِ كالمعتاد مثل كل يوم ! ماذا اقدم لكِ اكثر من هذا ؟"

زمت شفتيها بغضب وهي تمسك بكتفها بقوة هامسة بابتسامة انحنت بحزن
"انتِ لستِ صادقة مع نفسكِ يا ماسة ، فرغم كل الوقت والذي نقضيه معا وليس الآن فقط بل منذ وفاة والدتنا وانتِ دائما تصنعين الحواجز بيننا وتكذبين كل شعور وكل كلام كان يجتاح مجال حياتك ! وكل ما اتمناه ان تكوني صادقة معي ولو لمرة واحدة !"

شحبت ملامحها بخطوط دقيقة نحتت ببشرتها الرخامية وهي تخفض يديها هامسة بهدوء
"هل هذا كل ما لاحظته ؟"

ارتفع حاجبيها بدهشة وهي تهمس بعبوس
"ماسة انتِ......"

قاطعتها وهي تلتفت نحوها بلحظة هامسة ببسمة طفيفة
"هل تريدين شرب كوب قهوتي ؟ فقد اصبحت باردة ولم تعد تنفعني بعد الآن !"

رمشت بعينيها الخضراوين بصدمة وهي تخفضهما لكوب القهوة الخاص بها والذي فرغت من تحريكه بدون ان تقربه من فمها ! لتعود بسرعة للنظر لها هامسة بوجوم
"انا حامل لا استطيع شرب المنبهات ! هل نسيتِ ؟"

اخفضت نظراتها لكوب قهوتها لثواني وهي تهمس بابتسامة مرتخية بالتواء
"صحيح عليكِ الحفاظ على وريث المستقبل"

امتعضت ملامحها وهي تلوح بذراعها بقوة هامسة بغضب مغتاظ
"فقط اريد ان افهم لما تحضرين القهوة دائما بما انكِ لا تحبين شرب القهوة ؟ متى ستتوقفين عن هذه العادة !"

ردت من فورها بشرود خافت
"يبدو بأنني سأحتاج لوقت اطول حتى اتوقف عن هذه العادة !"

حكت جبينها بغضب وهي تهمس من بين اسنانها بحنق
"يا إلهي ! حقا انتِ غير معقولة ؟"

حادت بحدقتيها الزرقاوين نحوها لوهلة قبل ان تهمس بخفوت غابت معه كل ملامح السخرية
"اهدئي يا روميساء فأنتِ تؤذين نفسكِ بكل هذه العصبية ، واساسا كل هذا لم يعد له داعي ! فقد عاد بالفعل"

صمتت للحظات وهي تحدق بها بذهول لتهمس بعدها باستغراب حائر
"من هو الذي عاد !"

قبضت على يديها بحجرها اسفل الطاولة بدون ان تظهر اي انفعال سكن بدواخلها وتفاصيلها بلحظة ، لتهمس بعدها بمنتهى البساطة بدون اي تعبير يعلو محياها
"اقصد زوجي الذي عاد من السفر بمساء الأمس ، وايضا نام ليلته بغرفتي"

اتسعت مقلتيها الخضراوين بانشداه لبرهة وهي تحاول النطق بتشتت افكارها هامسة باستياء خافت
"ماذا ؟ متى حدث هذا ؟ ولماذا لم تخبريني ؟"

نظرت امامها بدون اي حياة وهي تهمس بابتسامة غامضة معيدة نفس العبارة والتي مرت على ذهنها بلحظة
"لم اجد هناك داعي لأخبارك ! فقد كنت اعلم بأنكِ ستكتشفين الأمر بنفسكِ فور رؤيته بالمنزل ! أليس هذا منطقي ؟"

عبست ملامحها بجمود وهي تنظر بعيدا عنها هامسة ببؤس
"لا فائدة ترجى منكِ !"

وجهت كليهما نظراتهما لأول الداخلين للقاعة من صوت حذائيها المزعجين والذين كانا يقرعان على الأرض بفجور يكادان يخترقانها ، يتبعها (احمد) الذي ما ان لمح وجودهما وحيدتين بالقاعة حتى قال بترحاب بشوش
"مساء الخير يا بنات مايرين ، ارى بأنكما مبكرتين جدا بالحضور على غير العادة !"

ابتسمت (روميساء) بحياء وهي تدس خصلات شعرها الطويلة لخلف اذنها لتلهي نفسها عن فورة مشاعرها المضطربة بعلاقتهما الوليدة والتي ازدهرت من جديد ، لتقول بعدها بلحظات بابتسامة متسعة بسعادة غامرة
"مساء النور يا احمد ، لقد كنا انا وماسة نفكر بقضاء الوقت بالكلام مع بعضنا حتى يحين موعد العشاء مع العائلة"

اومأ برأسه بابتسامة قوية بنفس سعادتها الغامرة وهو يتواصل معها بأسلوبهما الخاص بالحديث العاطفي الصامت بدون ان يشعر احد بما يدور بدواخلهما ، لتتدخل التي وقفت بجواره وهي تكتف ذراعيها هامسة بسخرية عابسة وكأنها تحاول ضبط نفسها بشق الأنفس عن تشويه تفاصيل علاقتهما والتي تبعث المرارة بداخلها دائما
"ولم يحلو لكما الحديث سوى بقاعة الطعام المخصصة لتناول الوجبات مع العائلة ؟ ام ان هذا هو مكانكم الحقيقي بالمنزل !"

غيم الصمت بينهم للحظات طويلة قبل ان يتكلم الذي كان يبتسم باتزان وهو يحيد بنظراته نحوها بقوة
"لا تهتمي لكلامها يا روميساء ، فأنتما افراد مميزين ومدللين بهذه العائلة وتستطيعون الحلول بأي مكان يعجبكم ويروق لكم بالمنزل ، فهذا منزلكما كذلك"

اومأت برأسها بابتسامة بهتت قليلا بدون اي شعور ، لتقول من فورها وهي توجه كلامها لصاحبة التعابير العابسة بسخط
"كيف حالكِ يا سلوى ؟ وكيف حالة والدتك الآن ؟"

ردت من فورها باشتعال محتقن
"هذا ليس من شأنك !"

تدخل مجددا وهو يقول بابتسامة هادئة بجدية
"اجل بخير يا روميساء ، فقد رأيتها بنفسي واطمأننت عليها وهي بصحة جيدة الآن"

ابتسمت (روميساء) بشحوب وهي تتنهد براحة بدون كلام آخر ، بينما كان (احمد) ينظر لها بغضب مستعر يحمل تهديد خفي بينهما وصلها جيدا فقد نطق به على اسماعها عشرات المرات طول طريق عودتهما للمنزل
(احذري فقد اصبح سركِ معي)

لكنها مع ذلك تجاهلته كما تفعل عادةً وهي تتقدم لتجلس على اقرب كرسي بغرور متعالي ، لتوجه نظراتها لفريستها الجديدة والتي كانت ساكنة بدون ان تبادر بالمشاركة مع حديثهم ، وهي تقول لها بابتسامة متمايلة بخبث مزجته مع حقدها لكي تداري به كسورها
"انا ارى عروس عائلتنا هنا ! كيف حالكِ يا ماسة لم اركِ منذ فترة طويلة بعد الزفاف ؟ اتمنى ألا تكونين ما تزالين تعانين من جروح ترك زوجكِ لكِ بعد عودتكما من شهر عسلكما ، ولم يكد يمر الكثير على زواجكما الذي حدث بسرعة بدون ان تأخذ فترة التعارف بينكما وقتها ! ولكن هذا متوقع عندما لا يكون هناك توافق بين الشريكين والذين يكونان النقيض عن بعضهما بكل شيء ليؤدي بالنهاية لدمارها بسبب اساسياتها الخاطئة ومن ضمنها امور التنشئة وطبيعة المعيشة والتفكير ، لذا لا تحبطي فهذا هو قدرك المحتوم يا عزيزتي !"

احتلت الصدمة وجوه ثلاثتهم وهم ينظرون لها باستنكار وبمشاعر متداخلة تشابكت معهم وتنافرت بلحظة خاطفة ، ليخرج عن صمته الذي كان يحك جبينه بغضب وهو يهمس بخشونة خافتة
"سحقا لكِ يا سلوى !"

توجهت العيون المتسعة ناحية التي تحركت بهدوء متوجس وهي تنهض عن مقعدها بسكون تام مثل هدوء العاصفة ، وبدون اي كلمة غادرت لخارج القاعة بخطوات ثابتة وهي تعبث الهدوء المريب بالأجواء من حولهم بعد ان انسحبت بدون كلام يتناقض عن شخصيتها العنيفة والتي لا تمرر اي كلام مهين نحوها مرور عابر وخاصة مع تلك الحاقدة والتي دائما ما ترد لها الإهانة بأضعافها ! لتتركهم بصدمة اكبر عن سابقتها وكأنها بالصمت توجز كل الكلام والذي كانت تريد قوله لها بسلاح جديد لم تستخدمه من قبل !

______________________________
سارت بخطوات هادئة بالرواق الطويل وبملامح متلبدة بسحب الغيوم الداكنة التي اعتلت محياها البارد بثواني...وهي تفكر فقط بكلام تلك الفاجرة والتي اصابت هدفها لأول مرة بعثت الشك واليقين بروحها الهادرة....فقد كانت تلاحظ دائما الاختلاف الكبير حول طبيعة علاقتهما والذي ينشب عنها كل خلاف يحدث بينهما والذي يدل على استحالة نجاح العلاقة بينهما...فقد نسيت تماما مع مرور السنوات السبب وراء كل دمار حالّ بالعلاقة بين والديها والذين لم يتوافقا بحياتهما يوما حتى افسدا كل شيء جميل كان من الممكن ان يبقى ذكرى جميلة بعد رحيلهما !...ولكن قدر هذه العائلة ان تتحسر على ذكرياتها البائسة والتي صنعوها لهما قبل فراقهما بأوقات زمنية متباعدة....وهو ما اعطاها فكرة عن سوء العلاقة التي تجمع قطبين متنافرين عن بعضهما ستؤدي بهما لفشل العلاقة بينهما مهما وصلت قوة متانة العلاقة بين الشريكين ستنتهي بالدمار مع سلسلة آلام لا تنتهي بمحور طبيعة تلك العلاقة المؤلمة .

وصلت امام غرفتها وهي تتنفس بوجوم وقبل ان تكمل تجمدت بمكانها لوهلة وهي تلمح الخادمة التي كانت تفرغ الخزانة من ملابسها لتدسهم بحقيبتها بحركات آلية ، ليرتسم العبوس على ملامحها بثانية انبثقت منها كل النيران المحبوسة بجوف روحها وهي تهمس بثورة بداية العاصفة
"عفوا ! ما لذي تفعلينه بغرفتي وامام خزانة ملابسي ؟"

انتصبت الخادمة بمكانها وهي تستدير نحوها بتوتر هامسة بابتسامة حاولت الحفاظ على تهذيبها
"اعتذر على اقتحام غرفتكِ يا آنستي ، ولكن هذه أوامر سيدك وهو الذي طلب مني جلب ملابسك...."

قاطعتها بغضب وهي تلوح بذراعها باستنكار
"تقولين سيدي !"

تلجلجت الخادمة بمكانها وهي تصحح كلامها قائلة بارتباك
"اقصد زوجك ، السيد شادي هو الذي طلب مني فعل هذا"

زفرت انفاسها بضيق واضح وهي تحاول الهمس بفحيح خافت شرس
"وما لذي طلبه منكِ السيد ؟"

اجابت من فورها بابتسامة مهذبة بلطف
"لقد طلب مني جلب ملابسك من غرفتك ونقلها لجناحك الجديد بالمنزل بأقصى سرعة ، ولم اقصد حقا إزعاجك باقتحام غرفتك !"

افترت عن شفتيها ابتسامة ساخرة بحقد ارتسمت على تقاسيم ملامحها بمهارة ، لتكتف بعدها ذراعيها بقوة وهي تهمس من بين اسنانها بقسوة باردة
"إذا كنتِ قد انتهيت هلا تكرمتِ واعدتي ملابسي لخزانتي بنفس الترتيب التي كانت عليه ؟ قد استطيع عندها التغاضي عن وقاحتك الاخيرة باقتحام غرفتي !"

اتسعت عينيها بوجل وهي تحاول التشبث بالحقيبة هامسة بعبوس متوجس
"اعتذر يا آنستي ، ولكن هذه هي الأوامر ، ارجو منكِ ان تتفهمي موقفي !"

احتدت ملامحها لوهلة بالغضب الكاسر والذي تحرر من قضبانه المسورة بثواني ، وبلحظة كانت تنقض عليها وهي تتمسك بحقيبتها بقوة صارخة بعنف
"اتركي الحقيبة من يدكِ حالاً ! اتركيها الآن"

تمسكت الخادمة بالحقيبة بكل استماته وهي تحاول الابتعاد عنها هامسة برجاء مرتجف
"ارجوكِ يا آنسة اتركيني اذهب ، فأنا موجودة هنا لأنفذ الأوامر ، ولا استطيع عصيان اسيادي"

ردت عليها بحزم غاضب وهي تزيد من سحب حقيبتها
"انا ايضا واحدة من اسيادك ، وعليكِ بإطاعة اوامري وترك ملابسي مكانها"

زمت شفتيها بارتعاش وهي تهمس بخفوت جاد
"ولكنكِ قد اصبحت الآن تابعة لسيدك والاكبر منكِ مرتبة ، يعني لديه حقوق اعلى منكِ تحتم علينا السير عليها كما تسير عليكِ كذلك"

تشنجت ملامحها لوهلة جمدتها عن الحركة تماما لتستغل الخادمة الفرصة وهي تسحب نفسها بعيدا عنها لتغادر الغرفة بأكملها ، افاقت من صدمتها بلحظات وهي تخرج بسرعة خلف الخادمة تنوي اللحاق بها ، قبل ان تصطدم بقوة بالكائن الذي ظهر امامها فجأة عند باب غرفتها بدون ان تشعر بوجوده .

تراجعت للخلف بسرعة وهي تحك انفها المحمر بألم من الاصطدام القوي الذي حدث من لحظة ، لتتنفس بعدها بغضب وهي تهمس بسخط خافت
"اللعنة عليكم"

انتفضت بمكانها ما ان وصلها صوت المقابل لها بتسلية واضحة
"هل تقصدينني بكلامكِ ؟"

رفعت وجهها بارتجاف طفيف وهي ما تزال تشدد على انفها بأصابعها بقوة ، ليبتسم بعدها بالتواء ساحر وهو يهمس باهتمام
"يبدو بأنكِ قد اصبتِ انفك بالأذى بفورة غضبك العارمة !"

اخفضت يدها بقوة وهي تهمس بشراسة عادت لاجتياح كيانها بجنون
"اتعلم بأنني اكرهك بشدة لدرجة تشعرني بالرغبة في قتلك !"

ارتفع حاجب واحد بدهشة وهو يميل بوجهه قريبا منها هامسا بإعجاب ساخر
"لا بأس بذلك ، فقد اعتدت على نواياكِ الاجرامية حتى تأقلمت معها ، وهذا اجمل ما فيكِ يا زوجتي المجرمة !"

زفرت انفاسها بتأفف غاضب لتلوح بلحظة بذراعها جانبا هامسة باستياء حانق
"هل انت من ارسل تلك الخادمة الغبية لتقتحم غرفتي بدون إذني وتعبث بأشيائي الخاصة وتسرق كل ملابسي ؟"

حرك رأسه بضحكة صغيرة مذهولة وهو يهمس بتأنيب خافت
"اعتقد بأنكِ تبالغين بنعت الخادمة بالغبية والسارقة ! فهي لم تفعل شيء سوى تنفيذ الأوامر المعطاة لها وما ينطوي عليه دورها بهذا المنزل ، وانتِ بتصرفاتك هذه كنتِ تعيقين سير عملها !"

عضت على طرف شفتيها بغيظ وهي ترفع رأسها بإيباء هامسة بعبوس ممتعض
"اعتذر يا سيدي إذا كنت قد ازعجت خادمتك الغبية بمهمة سرقة ملابسي ، ولكني لا اتسامح ابدا مع الذي يقلل من احترامي ويعبث بممتلكاتي الخاصة مهما كانت مرتبة هذا الشخص بحياتي ، فكل شيء اتهاون معه ألا الذي يخالف توقعاتي !"

عقد حاجبيه بجمود وهو ينظر لوجهها القريب منه بلمحة خاطفة ليهمس بلحظة بغموض
"وهل انا من ضمن تلك القائمة يا ألماستي ؟"

اتسعت حدقتيها الزرقاوين بتموج غائم وهي تهمس بلحظة بوجوم
"بالطبع انت كذلك فقد خالفت توقعاتي اكثر من مرة !"

تشنجت زاوية ابتسامته ببرود قلبت تعابير ملامحه للسكون التام وهو يهمس باستهزاء خافت
"ربما لأنني بلا رحمة كما اشرتِ واخبرتني سابقا !"

اخفضت نظراتها بارتجاف لحظي وهي تتنفس باشتعال ما يزال يثور بروحها الهائجة بتقلب مستعر ، ليعود للكلام مجددا وهو يبتسم بجدية هادئة
"يبدو بأن لديكِ الكثير من الكلام تودين قوله لي بهذه اللحظة ، وليس من اللائق التكلم هنا على مسمع من الجميع وامام ساكني المنزل ، لذا ما رأيكِ بالتوجه مباشرة لجناحنا الخاص بنا وحدنا والذي كان ينتظر قدومنا بفارغ الصبر ؟"

قبضت على يديها بغضب وهي ترفع رأسها بقوة لتنظر له بعينين واسعتين بتحدي هامسة بغيظ
"وإذا رفضت ماذا ستفعل ؟ هل ستدخلني بالحقيبة وتأخذني عنوة لجناحك كما فعلت بملابسي بدون الاخذ بإذني ؟"

اتسعت ابتسامته مع بريق احتل عينيه السوداوين بلمعة خطيرة وهو يقبل تحديها السافر بمتعة جديدة ، ليقترب اكثر من وجهها حتى اصبح لا شيء يفصل بينهما وهو يهمس امام بشرتها بصوت اجش خافت
"ولماذا اتعب نفسي بنقلك للحقيبة بينما استطيع حملكِ بنفسي بسهولة اكبر بدون اي عناء ؟ أليس كذلك !"

انفرجت شفتيها بذهول لثواني جعلتها تغفل عن قبلته السريعة والتي طبعت على طرف انفها المحمر بقوة ، لترمش بعينيها بصدمة بسرعة عشرة بالثانية هزت كيانها وهي تحاول العودة لتقييد فورة المشاعر التي خرجت عن السيطرة ، وقبل ان تدرك وضعها كان يحملها عاليا حتى قلبت العالم امامها رأساً على عقب ليحط نصف جسدها العلوي متدلى على ظهره وساقيها تتأرجحان امام صدره وذراعيه تحاوطان خصرها بقوة وكأنه يحمل على كتفه شوال من الطحين وليس جسد بشري !

شهقت بعنف وهي تضرب ظهره بقبضتيها بعشوائية وشعرها المشعث الطويل يتراقص امام وجهها بغجرية مترافق مع حالتها ، وهي تصرخ بغضب احمر معها وجهها باحتقان هبوط دمائها لرأسها
"انزلني يا مجنون ! ماذا تظن نفسك فاعلا يا كتلة العظام الخرقاء ؟"

كان يسير بها بالفعل باتجاه الممر المؤدي لجناحهما وهو يربت على خصرها بذراعيه المعانقين لها هامسا بابتسامة متسعة بشقاوة
"اهدئي يا ايتها الفرسة الجامحة ، من اجل ألا اضربكِ على مؤخرتك حتى تحمر من الألم عقابا لكِ على تمردك على رئيسك !"

احمرت ملامحها بإحراج اكبر ممزوج بالقهر الشديد تكاد تنفجر من غيظها بهذه اللحظة بالذات ، لتنتفض بارتجاف الغضب الهستيري مكورة قبضتيها فوق ظهره قبل ان تصرخ بلحظة بعصبية افلتت زمامها وهي تنفخ على خصلاتها بثورة
"اللعنة عليك يا شادي الفكهاني ، اللعنة عليك وعلى امثالك !"

وقفت ببداية الممر التي كانت تشاهد الوضع بعيون متسعة بوجل وبشفتين منفرجتين بصدمة وهي تهمس بابتسامة مرتجفة بسعادة خفية
"يبدو بأن علاقتهما لا تسير بالطريق الصحيح ، ولكن بما انهما ما يزالان متوافقان معا ولم يصل الامر للانفصال بينهما فلا بأس بذلك ! كل ما اتمناه ألا تسوء الاوضاع بينهما اكثر من هذا ، فقط لو تفتح ماسة قلبها له فستتغير امور كثيرة بحياتها وقد تكون عندها بداية قصة حبها !"

______________________________
وصل بها للجناح الخاص بهما وهو يدفع الباب بقدمه ليدخل بخطوات واثقة بأريحية قبل ان يغلق الباب من خلفه بنفس الطريقة وهو ما يزال يحمل فوق كتفه الجسد المتدلي والذي سكن عن الحركة تماما ، وما ان وقف بمنتصف بهو الجناح حتى انزلها عن كتفه برفق وهو يثبت قدميها على الأرض وكأنه يتعامل مع طفلته الشقية صعبة المراس !

رفع كفه وهو يبعد خصلات شعرها الطويلة عن وجهها المحمر بفرط غضبها برفق ، لتمسك بلحظة معصمه بقوة بدون ان تسمح له بالاستمرار اكثر وهي تخرج عن صمتها هامسة بغضب متهدج ما يزال يسيطر على انفاسها المستعرة
"هل انتهيت من هذه المهزلة ؟"

قطب جبينه بصمت لبرهة وهو يقترب اكثر من وجهها لينفخ على خصلات غرتها الطويلة التي تعلو عينيها هامسا بصوت اجش متسلي
"نحن لم نبدأ بعد يا عزيزتي !"

عبست ملامحها بارتجاف وهي تفلت معصمه بسرعة لتتراجع للخلف عدة خطوات قبل ان تهمس بخفوت حاد
"هلا توقفت عن هذه التصرفات ؟"

تنفس بهدوء وهو يكتف ذراعيه بتصلب قائلا بابتسامة مائلة بمغزى
"وإذا لم افعل ! فماذا ستفعلين يا ألماستي ؟ ماذا بمقدورك ان تفعلي ؟"

اطبقت على اسنانها بغضب شرس احتل كيانها وهي ترفع يدها لتلوح بأصبعها السبابة امامه هامسة بانفعال مهدد
"إياك واللعب بالنار يا شادي ! لأني لن اقبل بتجاوزاتك معي بعد الآن ! وقد اعذر من انذر !"

ارتفع حاجبيه بدهشة وهو يصفر بإشارة الإعجاب الساخر ليهمس بعدها بخفوت عابس بمتعة
"حسنا يا عزيزتي المجرمة ، وانا مستعد لقبول هذا التحدي ، بشرط ان احصل بالمقابل على ليلة كاملة معكِ وعيش تجربة شهر العسل من جديد ! فأنتِ لا تعلمين إلى اي مدى وصل بها توقي لتلك الليالي الحميمية الدافئة بأيام شهر عسلنا !"

عضت على طرف شفتيها بامتقاع لون وجنتيها باحمرار دموي وهي تتنفس بارتعاش متخبط على ذكرى كلامه ، لتتمالك نفسها بلحظة وهي تهمس من بين شفتيها المرتجفتين بغضب مستعر طغت عليها بحة مجنونة
"توقف عن تحويل كل شيء يحدث بيننا لتحدي ساخر بسبيل متعتك الخاصة !"

ضحك بهدوء اقرب للسخرية وهو يتمتم بجفاء بارد
"انا الذي احول كل شيء لتحدي ام انتِ يا صاحبة الكبرياء العالي ؟"

اشاحت بوجهها جانبا بغضب وهي تقبض على يديها بلحظة لتهمس بعدها بهدوء ظاهري بحزم
"كل ما تقوله لن يغير رأيي بأمر منتهي الجدال به ! لذا ارحنا من هذا العناء واتركني ارحل بحال سبيلي ، أليس افضل من كل هذه العراكات الفارغة ؟"

تجمدت ملامحه بعيدا عن الهزل وهو يحرك رأسه بتلك الطريقة المتحدية قائلا بجمود
"حاولي الرحيل عن مجال حياتي وسترين ما سيحدث ! هل انتِ حقا بقدر هذا التحدي ؟"

زمت شفتيها بغيظ وهي تتحرك من امامه هامسة ببرود
"افعل ما شئت ، فأنا خارجة من هنا"

ولكن ما ان حاولت فتح باب الجناح حتى وجدت اليد التي اغلقته بعنف وهي تستند عليه بقوة الصقتها بسطح الباب بلحظة ، تنفست بارتعاش سرى على طول ظهرها لوهلة ما ان اسند يديه فوق سطح الباب الخشبي بقوة وجسده يحاصرها من جميع الجهات بتقييد محكم تكاد تغوص بالباب امامها بدون سبيل للإفلات .

حركت وجهها جانبا بصعوبة وهي تهمس بشهيق خافت
"ابتعد عني يا مجنون ! هل تفكر بخنقي ؟"

ابتسم بهدوء غامض وهو يقترب من قمة رأسها ليريح ذقنه عليه هامسا ببرود
"وماذا تظنين مثلا ؟ هذا افضل عقاب عادل ناحية زوجة متمردة مثلك ، من اجل ان تتعلمي ألا تتهاوني بأوامر زوجك مرة اخرى والاستخفاف بصدق تحدياته والتي لا تخيب !"

زفرت انفاسها بهياج وهي تحاول اشاحة وجهها بعيدا عن الباب هامسة بغيظ اكبر
"اشك بأن يكون هناك ذرة عقل برأسك ! فليس هناك رجل يفعل كل هذا بزوجته ألا إذا كان هناك شيطان قد تلبسه !"

حبست (ماسة) انفاسها باهتزاز سكن دواخلها ما ان اخترقت ضحكته الرجولية كيانها وهو ملتصق بها بكل هذا القرب ، لتغمض بعدها عينيها بشدة ما ان وصلت انفاسه لأذنها وهو يهمس بتجويفها بأثارة خافتة
"تعجبني كثيرا تعبيراتك الساخرة وتحليلك للموقف بكل مرة بهذه الطريقة الخرقاء ! فهي تضحكني كثيرا وتثير متعتي بشكل غير متوقع !"

غرزت اسنانها بطرف شفتيها لا شعوريا وهي تهمس بحقد
"سحقا لك من متلاعب !"

تنفس فوق رأسها وهو يطير خصلات شعرها بأنفاسه للحظات قبل ان يقول بابتسامة هادئة برفق
"انا ارى بأن الاستسلام هو افضل حل بحالتكِ هذه بدل القتال هكذا بحرب خاسرة ! ولا تنسي يا ماسة انتِ ما تزالين زوجتي لهذه اللحظة والعصيان والتعنت بالرأي لن يفيدك بشيء امام الرضوخ للوضع الراهن وموقعك الحالي ! لذا اختصري علينا الطريق ودعينا نعيش الحياة الجميلة بين اي زوجين خلقا ليكونا معا بلحظات السعادة والحزن"

ضمت شفتيها بوجوم لوهلة وهي تستمع لصوت ضربات قلبه على ظهرها مثل انفاسه التي تلفح رأسها وعنقها ببردة قاسية ، قالت بعدها بابتسامة باهتة شقت طرف شفتيها بمرارة
"ألم تفهم بعد يا شادي ! نحن النقيض عن بعضنا تماما فرق الأرض عن السماء واختلاف الشمس عن القمر ، إذا ظهر احدهما يتحتم على الآخر الاختفاء ليطغى وجود واحد منهما على وجود الآخر ، ومهما حاولنا فلن يجتمعا سويا لأنهما غير مقدرين لبعضهما ولم يخلقا ليكونا معا ، وإذا حدث واجتمع كليهما معا فستكون هناك كوارث طبيعية وحوادث ستؤدي عن علاقتهما الكثير من الآلام واوجاع ستبقى وصمة بحياتهما مدى الحياة"

غيم الصمت القاتم بينهما بشحنات متنافرة بعثت البرود بالأجواء من حولهما ، لتشعر بعدها بالحصار ينزاح من حولها بدون ان يبتعد عنها وهو يتبعها بهمس خافت بجفاء
"هل هذا هو تحليلك لعلاقتنا الاستثنائية ؟ يبدو بأن امركِ ميؤوس منه حقا !"

تصلبت بمكانها لوهلة وهي تستدير للخلف ببطء شديد ارتجفت معها اطرافها قبل ان تستقر واقفة امامه وهي تهمس امام عينيه بعزم خافت
"هذه الحقيقة والتي لا تدركها يا شادي ! وانا لا امزح هنا ! لو كنا حقا مقدرين لبعضنا لما وجدنا كل هذه الاختلافات بيننا والتي ستودي بعلاقتنا للنهاية ؟"

عقد حاجبيه بتصلب غزى محياه بلحظة وهو يحاول الابتسام بجمود قبل ان يمسك بذقنها بلمح البصر بقوة وهو يواجه نظراتها الغائمة ، ليقول بلحظات بهدوء جاد متسلط
"حسنا سأخبركِ الآن بنظرتي لعلاقتنا الفريدة ، انا ارى بأن اجمل ما بها هو الاختلاف والذي يكمن نقطة النجاح بها ، فقد نسيتِ معلومة مهمة بأن القطبين عندما يتشابهان يتنافران وعندما يختلفان يتجاذبان ، ونحن مثل هذين القطبين تماما فقد خلقنا لنكون مختلفين وبذات اللحظة اصبحنا متجاذبين ، لذا مهما حاولنا الابتعاد عن بعضنا هناك قوة خفية ستعيدنا لما كنا عليه لأنها من تجذبنا هنا ومن تتحكم بطبيعة علاقتنا !"

انفرجت شفتيها بأنفاس مضطربة لثواني وهي تنظر له باتساع احداقها بآن واحد ، لتهمس ببهوت سيطر على نبرة صوتها الخافتة
"ولكنهما لن يستطيعا التفاهم ابدا وسيبقيان مختلفين بكل شيء !"

ابتسم بهدوء وهو يتلمس على ذقنها بأصبعها الإبهام بإثارة هامسا امام شفتيها باستمتاع
"وهنا تكمن المتعة الحقيقية كلما زاد الاختلاف بينهما اصبحت علاقتهما اكثر متعة وإثارة ، وايضا اختبار جيد لمعرفة قوة العلاقة كم ستدوم بينهما !"

ابتسمت بارتجاف وهي تتنفس بتخبط واضح لتهمس بعدها بضيق
"ماهر انت بالتلاعب بالكلام !"

ردّ عليها وهو يتنفس بصوت اجش ثائر
"وماهرة انتِ بالعبث بمشاعر صاحب الكلام !"

رمشت بعينيها الزرقاوين بلحظة قبل ان تشعر بمذاق قبلته الصامتة على شفتيها بشغف توقت مشاعرها وبعثت الخدر بجموح كيانها ، ابتعد عنها قليلا وهو يحاول السيطرة على مشاعره الهادرة والتي افلتت من قضبانها ، ليهمس من فوره بخفوت متهدج وهو يعانق خصرها بذراعه بقوة ساحقة
"ما رأيكِ ان نكمل هذا الكلام بوقت آخر ؟ فقد حان الوقت لنعبر عن قوة علاقتنا بطريقتنا الخاصة !"

امسكت بياقة قميصه بقوة وهي ترفع نفسها على اطراف قدميها لتصل لأذنه هامسة بها بانفعال مكبوت
"ارجوك لا تجعلني اندم على هذا !"

اتسعت ابتسامته بنشوة مع بريق منتصر سكن عينيه السوداوين وهو يحملها بين ذراعيه بخفة تختلف عن طريقة حمله السابقة لها ، وهو يحملها برقة بالغة اشعلت تخبطات القلوب بينهما من جديد وببداية ليلتهما الطويلة والتي تاقا إليها كثيرا ، ليتجه بها مباشرة ناحية غرفتهما ومكانهما الجديد والذي سيشهد على احياء علاقتهما بعد جفاء دام لأسبوع كامل بتشابكات حياتهما المتناقضة مثل قطبين متنافرين .

نهاية الفصل يا حلوين وبانتظار آرائكم بفارغ الصبر 🌹🌹


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس