عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-21, 08:03 PM   #1338

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في اليوم التالي
يوم افتتاح المركز الطبي لعمرو وأصدقاءه
كان عمرو وأصدقاؤه مهدي وسامي وأنوار وأشجان يقفون في الاستقبال الخالي من أي مرضى في اليوم الاول لافتتاح المركز يتأملون ثمرة تعب الايام الماضية بفرح وترقب وسؤال واحد في عيونهم جميعا هل سننجح أم لا؟
كان مع كل واحد منهم مجموعة مقربة اما من اخوة أو أصدقاء أما عمرو فكان معه اخوته وابناء عمه
اقترب منه يحيى قائلا :"تعال اجلس معنا قليلا فنحن سنمشي بعد قليل "
كان أبناء عمه يجلسون في ركن منفصل في الاستقبال الواسع يتحدثون ويمزحون فترك أصدقاءه واقترب ليجلس بينهم فأردف يحيى بعد أن جلس بجوار أخيه:"طبعا نحن نزحم لك العيادة ولكن خذها بمحمل آخر المرضى القادمون إن شاء الله سيظنون أننا أيضا مرضى وسيتحمسون للمركز الذي يعج بالمرضى من أول يوم"
قهقهوا جميعا ضاحكين فأردف عمرو بامتعاض :"لم تخطو أي قدم المركز حتى الآن رغم أننا قمنا بدعاية جيدة وقدمنا تخفيض نصف السعر ثم أردف بجدية:هل كان علينا أن نقوم بعمل اليوم بشكل مجاني؟"
أردف أحمد ابن هارون الذي أتى خصيصا للمباركة لابن عمه:"لا هكذا أفضل، دائما يقول أبي أنك حين تقدم خدمة مجانية للجميع سيتهافت عليك من يحتاجها فعليا ومن لايحتاجها فالأفضل تقدم الخدمة المجانية لمن يستحقها فقط كما أن هناك بعض الناس يظنون أن المكان الذي يقدم خدمات مجانية ليس كفئا "
كانت هاجر التي تجلس بجوار أختها تنظر إليه وهو يتحدث بثقة وتداري بداخلها اعجاب وليد بشخصيته ، لا ليست شخصيته فقط انما هو كله يثير اعجابها وهذا شيء غريب عليها ،ملامحه التي تشبه ملامح جدتها مختلطة بوجه رجولي جذاب يثيران بداخلها مشاعر ظنت لسنوات انها لا تملكها
انتزعها من شرودها صوت مريم التي تجاورها وهي تقول:"العاقبة عندك يا أحمد يوم افتتاح عيادتك أو مشفاك بإذن الله "
ابتسم أحمد قائلا:"يارب"
مال عمرو على اذن مريم التي تجاوره من جهة وتجاور هاجر من الجهة الأخرى وأردف:"انظري إلى طاقم السكرتارية كنتِ ستكونين من ضمنهم"
أردفت بخفوت :"قلت لك لن أستطيع أن أفعلها دون موافقة يوسف ثم أردفت بخجل:إلى جانب الموضوع الآخر الذي قلت لك عليه"
أردف بسأم :"ويوسف باشا لمَ لم يأتي ؟ لقد دعوته على الافتتاح بنفسي من أجل خاطرك فقط"
كانت تجلس وجهها للباب حين ظهر وجه يوسف وهو يحمل باقة ورد وعلبة شوكولاتة فاخرة فأردفت وعيناها تتعلقان به:"وها هو قد جاء"
نظر عمرو حيث تنظر وتقدم يوسف من الجميع بمشية واثقة وعينان متحفزتان وحين رأى معتصم مظهره هذا من وقفته بجوار النافذة يدخن سيجارته رغم أنه كان يتابع حديث الشباب ابتسم فيوسف نفذ النصيحة بحذافيرها شوكولاتة وورود
حين اقترب يوسف من عمرو الذي استقام هو ويحيى ليصافحاه أردف بلباقة:"مبارك يا دكتور "
ثم قدم له علبة الشوكولاتة القيمة فأردف عمرو وهو يأخذها منه:"ما كل هذا الحب شوكولاتة وورد دفعة واحدة"
رفع يوسف حاجبيه قائلا:"لا يا حبيبي الشوكولاتة فقط لك "
ثم تقدم من مريم التي تلتزم الصمت وتتابعه فأردف بابتسامة حلوة:"والورد لها"
مدت يدها لتأخذ باقة الورد منه وهي مذهولة
فأردف يحيى ضاحكا:"نخرج منها نحن اذن"
أما عنان ويسر ومودة الجالسات في ركن قريب فقد ضحكن بلا صوت
أخذت مريم باقة الورد ووضعتها على احدى المناضد الجانبية وهي تشعر بأن روحها خفيفة وقدماها لا تلامسان الآرض
فأشارت لها يسر لتجلس بجوارهن أما يوسف فجلس بجوار أبناء عمه بعد أن صافح الجميع وجاء اليه زياد وجنة اللذان كانا يلعبان حتى شاهدا والدهما
قالت يسر بنبرة ساخرة:"لقد تطورنا ماشاء الله أخي أصبح رومانسيا "
ابتسمت مريم دون رد أما عنان فكانت تركز مع معتصم الذي يقف في الجوار ليدخن سيجارته ويكتفي بالمتابعة فقط فتركت البنات واتجهت اليه ووقفت بجواره قائلة بخفوت:"ألم نتفق أن تخفف من شرب السجائر؟"
أخذ نفسا واحدا ثم أطفأ السيجارة التي كانت بالفعل على وشك الانتهاء في المطفأة الموضوعة على سور النافذة وأردف بنظرة ساحرة:"تمام يا فندم "
ثم أخرج علبة العلكة ومد يده لها لتأخذ واحدة ثم وضع واحدة في فمه ومال على أذنيها قائلا:"أنا بالفعل قلت سأوقف السجائر حين أجد البديل وبما أن البديل أصبح ملك اليد فلابد أن أفي بوعدي أحتاج فقط إلى القليل من الوقت"
تضرج وجهها بالحمرة وارتسمت على كل ملامحها ابتسامة حلوة وهي تتبادل معه نظرة خاصة
"احضرنا يا حضرة الضابط "
قالها يحيى بصوتِ عالٍ ليشاركهم معتصم جلستهم فأردف معتصم بجوار أذنها وهو يهم بالذهاب اليهم :"للحديث بقية "
اتجه نحوهم وتركها تصارع أمواج مشاعر تارة تكن هائجة وتارة هادئة في قصة يبدو من بدايتها أنها الأقوى في حياتها
اقتربت منها مريم ويسر كل واحدة من جهة فأردفت مريم بفضول:"مالذي يحدث بالضبط كلاكما ملامحه غريبة "
أردفت عنان بعينين متسائلتين وهي تتحسس وجنتيها:"كيف يعني هل بي شيء غير مضبوط؟"
أردفت يسر بنظرة متلاعبة وهي تنظر إلى احمرار وجه عنان ولمعة عينيها:"غير مضبوط بالمرة هل وقع المحظور؟"
فهمت عنان مقصدهما فأردفت ببرود متعمد:"نحن بخير لا تقلقا "
وهمت بتركهما فجذبتها كل واحدة من ذراع وأردفت مريم بسخرية:"نحن لسنا قلقات نحن واثقات أن هناك جديد جد عليكما"
وأردفت يسر بتهديد:"هل ستنطقين بالذوق أم بالقوة لابد أن نعرف من فيكما الذي أوقع الآخر ومن الذي صمد للنهاية ؟"
قاومت عنان ضحكة تريد أن تخرج من بين شفتيها وأردفت :"كلانا وقع في نفس التوقيت بالضبط ، يوم مجيئه من السفر أنا كنت أنتظره وهو كان "
صمتت لا تعرف ماذا تقول فلكزتها يسر قائلة:"كان ماذا ؟"
فأردفت عنان بغيظ:"ليست كل الأمور تقال "
ثم نفضت ذراعيها منهما وأسرعت الخطى لتجلس بجواره من الجهة التي لا يجلس بها أحد من الشباب
.............
كانت الشمس تبدأ رحلتها اليومية للغروب وكانت مريم تقف بجوار النافذة سعيدة لأن شقيقها استقر وبدأ عمله وتدعو الله أن يوفقه ،وسعيدة بحضور يوسف وبباقة الورد التي أحضرها لها والتي كل دقيقتين تشم رائحتها باستمتاع
ترك يوسف أبناء عمه في جلستهم واقترب من زوجته ووقف بجوارها قائلا وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله :"انتهت فترة الاستجمام أم ماذا؟ يبدو أن صحتك جاءت على بعدك عني أرى وجهك ماشاء الله يضوي"
رفرف قلبها بين ضلوعها وهمت بقول أنها تشتاقه حد الجنون
ولكنها ناظرته قائلة بهدوء:"هي فعلا فترة استجمام بالنسبة إليّ "
قطع حديثهما مهدي الذي كان يوزع العصائر على الجميع قائلا بصوت جلي وعينان تبتسمان من تلقاء نفسهما ويبدو أن هذه عادته :"تفضلا العصير "
ومد الصينية إلى مريم أولا فأخذت وهي تبتسم ابتسامة صغيرة قائلة :"أشكرك"
بحركة لا ارادية أخرج يوسف يده من جيب بنطاله وأحاط كتفيها بذراعه ثم أردف حين قدم له مهدي:"أشكرك لا أشرب عصائر بسكر"
ابتسم مهدي قائلا ببشاشة:"نحضر لك عصائر دون سكر "
قال يوسف وهو يريده أن يبتعد بهيئته الصاخبة هذه التي تلفت النظر:"أشكرك سنمشي بعد قليل "
حين ابتعد مهدي أردف يوسف بجدية:"ستعودين معي إلى البيت اليوم"
رفعت وجهها نحوه وأردفت وهي تدرك أنها بالفعل عليها العودة ويكفي ما حدث بينهما من خلافات طوال الفترة الماضية يكفي انهاك نفسي إلى هذا الحد:"لن أستطيع اليوم ففي الغد هاجر لديها جلسة ولابد أن أذهب معها إلى جانب أن هناك أشياء تخصني أنا والأولاد عند عمرو لابد أن أجمعها "
أردف وهو لا يزال يحيط كتفيها بذراعه فيحيطها بدفئه وعنايته :"حسنا أمر عليكِ في الغد"
قالت بعد تفكير قصير:"بعد غد أكون اطمأننت أن هاجر عادت إلى البلدة"
صمت قليلا بملامح متحفزة ونظرة لا يعرف معناها الاها فأردفت وهي تنظر في عمق عينيه نظرة بها من العتاب والخوف وشيء آخر لم يفهمه:"يوسف ،لا تفعل ما فعلته ثانية ، في المرة الماضية كسرتني وظهر الألم جليا في عينيها فشعر بمقلتيها اللامعتين كبلورتين على وشك الانشقاق لتكمل هي:إن تكرر الأمر سأموت وقتها"
في هذه اللحظة شعر يوسف كم كان قاسيا معها حتى تصل إلى هذه الدرجة ،شعر أنه قليل في نظر نفسه وتسلل الحزن إلى عينيه الداكنتين لتزدادان قتامة
كان كلاهما في هذه اللحظة ينظر إلى صاحبه بنظرت أبلغ من أي كلام
هي تترجاه بعينيها ألا يخذلها ثانية
وهو يعتذر دون كلام حتى انفرجت شفتيه تلقائيا وتمتم بخفوت سمعته بقلبها قبل أذنيها:"أنا أسف لأي مشاعر سيئة شعرتي بها بسببي وأعدك ألا يتكرر أي شيء مما كان يضايقك ثانية ،نظر حوله نظرة سريعة فوجد أن كل من المتواجدين في عالمه ولا أحد ينتبه لهما فعاد بعينيه إليها قائلا بنبرة صادقة ونظرة أصدق :مريم رغم استيائي من كل ما حدث ولكني حقا ممتن لهذه المحنة التي مررنا بها لإني اكتشفت فيها أنني لم أحب في حياتي سواكِ ولا أستطيع الحياة يوما واحدا دونك "
اهتزت شفتيها وتحركت مقلتاها ببطء وأردفت وهي تحت تأثير سحر كلماته الذي يعيدها معه إلى نقطة البداية حيث بدءا من أكثر من سبع سنوات :"هل هذا لأنني زوجتك وأم أبناءك؟"
ابتسم ابتسامة شملت وجهه كله وأردف :"بل لأنكِ مريم ... مريم حبيبتي فقط "
كانت كلماته كالماء الذي يروي قلبها المشتاق إليه فشعرت أخيرا بالرضا والارتياح
..........
كان عمرو وأصدقائه يتحركون في المركز بحماس وتوتر فحتى الان لم يأتي أحد للكشف في اي تخصص وحين اقترب منه يحيى قائلا:"سنرحل نحن حتى ترى عملك "
فأردف عمرو ساخرا:"على اساس المرضى يملؤن المركز ؟اجلس يا رجل حتى إذا جاء أحد يظنون أنكم جميعا مرضى ويكون شكلنا جيدا"
قهقه يحيى ضاحكا وهو يربت على كتف أخيه قائلا :"بإذن الله يمتليء بالمرضى عن أخره "
ثم عاد ليجلس بناءا على رغبة عمرو الذي لمح مودة تجلس على مقعد منفرد ولا تتحدث مع أحد وتكتفي باللعب على هاتفها فجلس بجوارها قائلا:"ماذا تفعلين يا دكتورة؟ ألا تريدين التدرب عندنا بالمركز؟"
رفعت عينيها إليه قائلة بنبرة فشل في تفسير مغزاها:"وهل تحتاجون إلى طبيبات لا يزالون في فترة دراسة؟ يكفي ما لديكم من أطباء فعليين"
ضيق ما بين حاجبيه قائلا:"نحتاج إلى الجميع هذا وذاك"
ناظرته بصمت وقد شعرت بالغيظ منه منذ أتت مع أبناء عمها لأن الطبيبة التي تدعى أنوار هذه ملاصقة له كالعَلَقَة لا تعرف لماذا إلى جانب أنها تعامله بتودد سمج
وكأنها تأتي على السيرة أتت أنوار التي ترتدي ملابس أنيقة للغاية وتزين وجهها بزينة واضحة الألوان فتبرز جمال ملامحها وأردفت لعمرو بمزاح:"يبدو أنه لن يأتي أحد لتخصص العيون اليوم ما رأيك لو أبدأ بك ؟تبدوعيناك مرهقتان للغاية "
غمغم ساخرا:"ولم تجدي غيري؟ ثم ما بهما عيناي ليس بهما أي شيء على الاطلاق"
قالت ضاحكة وهي تقترب بوجهها وتدقق في عمق عينيه:"لا لا بهما شيء لونهما العسلي ليس جليا ويبدو أن فوقهما غيامة"
قال ضاحكا:"ستمرضيني يا أنوار من أجل أن تجدي من تكشفين عليه؟"
قالت بحنق:"ماذا أفعل؟"
ظلا يتناوشان ومودة التي تجاوره تتفتت غيظا،تعترف أن عمرو يشغل تفكيرها منذ فترة منذ عودته ومن قبل عودته أيضا منذ سفره وهي تتابع صفحته على الفيس بوك صوره ومنشوراته مزاحه مع اصدقاءه وتعترف أن هناك شيء بداخلها تحرك تجاهه دونا عن أي رجل رأته من قبل
"مودة أين ذهبتِ"
قالها عمرو الجالس بجوارها ليخرجها من دوامة أفكارها فانتبهت قائلة:"ماذا تقول؟"
قال بابتسامة حلوة:"كنت أقول لأنوار أن تكشف عليكِ ربما تكون نظارتك في حاجة إلى تغيير مقاساتها"
ابتسمت بسماجة وأردفت وهي تنزع نظارتها عن عينيها:"ماذا بهما عيناي ؟أنا أرتدي النظارة فقط لحفظ نظري لأنني أذاكر كثيرا ولكن يمكنني الاستغناء عنها"
كانت لهجتها حادة قليلا ولم يعرف السبب ولكن ما أدركه حين نزعت النظارة أنها تملك عينين أجمل بكثير مما تبدوان من خلف زجاج النظارة ورموشها الطويلة السوداء ساحرة إلى درجة لجمت لسانه لثوان وهو يناظرها بلمعة الغضب الطفولي في عينيها ونبرة التحدي في صوتها
قطع عليهم الموقف السكرتيرة التي أتت مسرعة قائلة لأنوار:"دكتورة أنوار هناك كشف أتى لكِ"
اتسعت عينيها قائلة:"حقا؟"
أومأت البنت بوجهها مبتسمة فأردفت أنوار بحماس :"حسنا انتظري دقائق حتى أدخل الحجرة "
فقهقه عمرو ضاحكا واردف:"اجري على الحجرة الذي أعطاكِ يعطينا"
أردفت بابتسامة حلوة:"يارب" ثم دلفت إلى الرواق أما مودة فتمتمت بصوت خافت:"اذهبي وافعلي شيء مفيد عوضا عن المرقعة طوال اليوم"
التفت اليها وقد سمعها تغمغم بكلمات غير مفهومة فأردف بتساؤل:"ماذا تقولين؟"
أردفت بابتسامة صغيرة وهي لا تزال تنزع عن عينيها نظارتها :"أقول وفقكم الله"
لا يعرف لم شعر بجلبة داخلية في هذه اللحظة ،دقات قلب متسارعة عينين تجريان على وجهها بكل تفاصيله ،رغبة في ثبر أغوارها لمعرفة ما يخفيه غموض كلماتها وحين وجد أنه أطال في الجلوس بجوارها والجالسين بدأوا في الانتباه لهما أردف بصوت مضطرب قليلا :"على الله التوفيق ،ثم تنحنح قائلا وهو ينظر نظرة أخيرة إلى عينيها اللتين تتحدثان دون كلام :ارتدي نظارتك حتى لا تتعب عينيك دونها ثم استقام يبتعد عنها مغمغما بخفوت واضطراب:ارتديها يا ابنة الحلال أفضل لي ولكِ"
...........
كانت هاجر تقف بجوار نافذة بعيدة تنظر تارة إلى النهر الذي تسقط فيه أشعة شمس المغيب فتعطيه سحرا فوق سحره
وتارة إلى مودة وعمرو وهي تشعر ببوادر اعجاب متبادل بينهما منذ عودة عمرو من سفره ،كانت ابتسامة شاردة على شفتيها حين اقترب منها أحمد قائلا بابتسامة صغيرة :"كيف حالك هاجر؟"
انتبهت إليه قائلة بخفوت ورقة متأصلة بشخصيتها:"بخير الحمد لله"
أردف وهو يناظرها من على هذا القرب :"أراكِ تنظرين إلى عمرو ومودة وتبتسمين "
ابتسمت قائلة بصدق:"يليقان على بعضهما تمنيت في نفسي أن يكرم الله أخي ببنت كمودة ثم أردفت وهي تنظر من النافذة إلى النهر فتتيح له حرية النظر إلى وجهها الأسمر الصافي :هو طبيب وبالتأكيد ستكون مناسبة له فتاة في نفس مستواه العلمي ومودة جميلة في كل شيء"
أردف بجدية وهو يلاحظ نبرة في صوتها لا يعرف إن كانت احباط أم شيء آخر:"هي فعلا مودة مميزة ولكن ليس لكونها طبيبة وليس عليه لأنه طبيب أن يتزوج من طبيبة "
أردفت وهي تنظر إليه :"الأفضل طبعا أن يكون مستواهما واحد كما أنني غالبا أرى الطبيب يتزوج طبيبة"
قال مستنكرا وجهة نظرها التي يشعر أن هناك شيء خلفها:"لا هاجر ليس شرطا أنا على سبيل المثال لن أتزوج من طبيبة ولا من أي امرأة عاملة"
اتسعت عينيها وتحفزت حواسها دفعة واحدة ولا تعرف لم شعرت برجفة في قلبها واضطراب في دقاته وهي متلهفة لمعرفة اسبابه ومتعجبة في نفس الوقت أن يأخذ الكلام بينهما هذا المنحى لأول مرة فأكمل هو أمام نظراتها المتسائلة:"أنا طوال عمري وأمي تعمل ولا أنكر أنها تولي لنا اهتماما كبيرا ولكنها في المقابل كانت تغيب عنا أيضا ومع غيابها هي وأبي في نفس الوقت بالطبع افتقدنا وجودهما ،طبعا صعب أن يدرس أحد أيا كان رجل أو امرأة الطب ولا يمارسه لذلك لا أريد أن أتزوج طبيبة أو امرأة عاملة أريد أن تكون زوجتي فتاة مثقفة ومتعلمة ولكن لا تعمل ويكون كل اهتمامها لي ولأبنائنا"
تنحنحت بحرج وتسارعت نبضات قلبها وهي تتسائل هل يتحدث معها بحسن نية وهي التي تسيء فهمه فتفهم الأمور على هواها الذي لا تعرف لمَ يجنح بها منذ أن جٌرحت يدها وداواها هو نحو مشاعر جديدة عليها موجهة نحو أحمد دونا عن باقي الرجال الذين كانت تشعر تجاههم بالنفور التلقائي
وهو قرأ توترها بسهولة وشعر باضطرابها فابتسم وحين رأت ابتسامته ازداد توترها ولم ينقذها من الموقف سوى يحيى الذي تقدم منها قائلا بهدوء بعد أن لاحظ أن أحمد أطال الوقوف معها:"هل تريدين شيء حبيبتي؟"
أردفت بصوتها الرقيق:"لا شكرا "
فوقف يحيى معهما حتى استأذن أحمد
..........
مع حلول الليل كان بالفعل بعض المرضى قد بدأوا يتوافدون على العيادة في كافة التخصصات ،كان معتصم يقف في ركن يقوم بعمل مكالمة عمل فاقتربت منه عنان ووقفت بجواره،لا تعرف مالذي أصابها لقد أصبحت شديدة الالتصاق به وتريد البقاء بجواره دائما
حين انتهى من مكالمته التفت لها وطرأت على ذهنه فكرة فأردف :"أعتقد يكفي بقاءنا إلى هذا الوقت "
قالت وهي تلامس ذراعه بأناملها:"جئت لأقول لك هذا "
كانت لديها رغبة ملحة لأن تلمس أنامله ولكنها خجلت من فعلها أمام الجميع أما هو فدون ان يعرف برغبتها احتضن يدها بيده وأردف لأبناء عمه وهو يجذبها خلفه :"سنرحل نحن لدينا مشوار وأنتم كما تحبون ثم أردف لمودة :هيا مودة"
فأردفت الأخيرة بمزاج قد تعكر فبعد أن جاء لأنوار عدة كشوفات انشغلت بهم طلت عليهم توأمتها بنفس سماجة الأولى وانشغل عمرو مع أصدقاءه عنهم :"إن كنتم ستذهبان إلى مكان غير البيت فسأعود مع يسر ويحيى"
قال معتصم بجدية:لماذا يا بنت تعالي معنا "
استقام يحيى هو الاخر قائلا:"ونحن أيضا سنذهب"
ولم يمر وقت طويل حتى كان يحيى أخذ زوجته ومعهما أحمد ومودة
ويوسف قام بايصال مريم وهاجر إلى بيت عمرو وفتح هو شقة معتصم وأخذ الأولاد معه
أما معتصم وعنان فكانا يجلسان داخل احدى دور السينما يشاهدان فيلم أكشن أجنبي وكان معتصم شديد الانتباه له أما عنان فكانت شديدة التركيز مع حبيبها الذي يحتضن كفها بكفه بتملك بينما يشاهد الفيلم بتركيز شديد
*********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس