عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-21, 01:53 AM   #2325

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,534
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



شهور قد مرت دون أن يستطيعون إيجادها,
بل كان جواد يتلقى العديد من المكالمات المزيفة, والتي كان ينتهزها كل ذي نفس طامعة, كي يكسب بعض المال,
فهذا يخبره أن ابنته لديه,
وهذا يتصل به ليخبره أنه قد رأى ابنته ببلدة بمحافظة ما مع أحدهم, بعد أن رأى صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي, وهو يسافر بلا اكتراث أنه قد يكون مجرد لهو به, يتمسك بأي كلمة عله يصل لليان,
والشرطة تطلبه كلما عثروا على صغيرة, فيهرول بلهفة علها تكون هي,
لكنه يعود بخفي حُنَيِن حين لا يجدها, بل تكون طفلة أخرى,
حين يراها يربت على رأسها بلطف, وبعينيه نظرة أب بائس يرفض أن يفقد الأمل..
وذلك المُختطف يتسلى به, يتركه قرابة الشهر,
ثم يتصل به يريد المال, ويحدد الموعد, ولكنه قد تعلم مما سبق, فأخبره أنه لن يذهب إلا حين يتسلم ليان, لن يخدعه مُجددًا,
فيعاقبه بغلق الهاتف, وعدم التواصل معه,
شهور وشهور, وليان مختفية, لا أحد يعرف طريقها, وليليان تزداد انطواءً,
بعيدًا عن الجميع, تنأى بعيدًا عنه, يشعر وكأنها تُحمله ذنب اختفاء ليان..
جسور وليلى يقضيان الوقت بين البلدة والعاصمة, كلما سمعا بعض الأخبار أنه ربما يصلا لليان, مأمون وزاهر كذلك, وحتى رضوان..
ومعاذ لا يتركه..
لكن تستمر الحياة, وعلى الجميع متابعة الحياة رًغم التعاطف, فلا يبقى سواه وليليان,
يتجرعان مرارة اختفاء ليان,
وأنيسة تحاول التخفيف عنهما..
والليلة لم تكن مختلفة, سبعة أشهر قد مرت على اختفاء ليان, ومعها اختفت البهجة من المنزل,
وكأنها كانت أضواء العيد تزين المنزل بنورها, وحين رحلت عم الظلام..
يراقبها منذ هبطت من الغرفة للمطبخ, تجلس على الكرسي
بعد أن أخرجت طبق حلوى من البراد،
تتناول منه بفتور, تتلاعب بالحلوى بشرود حزين مس قلبه،
وكأنها لا تريد الأكل, لكنها تُجبر نفسها على ذلك،
تحرك اتجاهها حتى وقف يحاصرها بينه, وبين المقعد الجالسة عليه،
يميل مُلتقطًا طبق التحلية من أمامها، قبل أن يبتعد ليجلس على الكرسي المجاور,
يتناول ملعقتها يأكل من الطبق،
فتتنهد بوهن, هامسة إليه:" اتركه جواد.."
فيرد عليها بلا مبالاة, دون أن ينظر
إليها:" احضري غيره.."
زفرت بتثاقل, وهي تقول بخفوت:" لن أستطيع إكمال طبق آخر.."
_سأتناول بقيته لأجلك..
ونبرته المشتاقة, تُذكرها بلياليهما السابقة،
جعلتها دون شعور، تلتجأ إليه, فتتحرك اتجاهه لتجلس على ساقيه, متكورة بين ذراعيه, مستندة برأسها على صدره, بحاجة للشعور بالدفء..
وهو لم يبخل عليها, فالتف ذراعه حولها يقربها إليه,
وذقنه يرتاح على رأسها المتراخي..
صمت لفهما، دون حاجة لحديث، حتى شعرت بملمس بارد على شفتيها لتجده يُطعمها،
فتتقبل فاغرة فاها تأكل ما يعطيها، وكعادته يعطيها ملعقة, ويتناول الأخرى حتى انتهى الطبق،
فتميل برأسها مغمضة العينين، تهمس بوهن:" اشتاق لهذا.."
ضمها بذراعيه بقوة، يهمس إليها بصوت أجش موجوع:" ليس بقدر اشتياقي.."
ارتجفت شفتها السفلى، مع احمرار أنفها،
ونبرتها تتكسر بغصتها:" أنا أتألم.."
جز على أسنانه بقوة، ودون حديث حملها يقربها لصدره أكثر،
صاعدًا بها لغرفتهما، يضعها على الفراش ثم يتمدد بجوارها، فتريح رأسها على صدره، تتشبث به,
وهو يحتضنها بعنف تحتاجه هي, لتشعر بالدفء الذي تفتقده روحها..
صامتان, يرتفع صدره وينخفض بتنهداته المنهكة,
يشعر بدموعها تبلل ملابسه, قبل أن تهمس إليه:" أبي يريدني أن أسافر إليه.."
يزيد من ضمها إليه بخوف الفقدان, لكنه يسألها مُتحاملاً على نفسه:" هل تريدين السفر؟.."
هزت رأسها نافية, ترد عليه بنبرتها الباهتة:" لا أريد.. لا أستطيع ترك هنا.. هذا ما تبقى لي منها.."
عض شفته السفلى بقوة, ليليان لم تعد تتحدث معه عن ليان,
وكأنها تحاول أن تتعايش مع فكرة رحيلها,
بل أخبرته بجدية لا تحتمل الجدال, أنها لا تريد أطفال مُجددًا,
لقد فشلا في حماية ليان, وعليهما ألا ينجبا أطفالاً يعرضاهما لنفس المصير..
هما لا يستحقان الأطفال..
فيخبرها بهمس:" تحدثي معي عنها.."
ابتلعت ريقها بصعوبة, تهز رأسها نفيًا, مع عينيها الباكيتين بلا إرادة, قائلة:" لا.. مجرد الحديث يُهلكني.. سيزيد جرحي الذي لا يلتئم.."
يرتفع رأسها مع تنهيدته العميقة, قائلاً بإنهاك:" مُتعب أنا.."
يسمع ردها متهكمة بمرارة:" يبدو أنك كبِرت.."
تنحني زاويتا عينيه بألم, مُصححًا
بوجع:" بل هرمت.. هل تلومينني؟.."
عيناها تشردان بلا رؤية, هامسة
بخواء:" وهل لومي لك سيُرجع ما ذهب!.."
يضمها إليه أكثر, قائلاً بحنين:" أتعبني الشوق.."
فترد كلماته بسؤالها المتحير ببهوت
روحها:" أي شوق هذا, وأنا بجوارك؟.."
شبح ابتسامة ارتسمت على ثغره, مع قوله بحرارة متعبًا:" أشتاق إليكِ حبيبتي.. أشتاق إلى روحك القديمة,
إلى ليليان التي أعرفها,
وليس تلك التي بين ذراعيَّ الآن.."
انعقد حاجبيها قليلاً, عيناها الباهتتين
لا ترمشان,
قائلة بقهر مرير:" ليليان تلك لم تعرف معنى الفقد..
ولكن هذه التي بين ذراعيك الآن بجوارك قد اقتُطف قلبها, وتتجرع مرارة فقدان, وحرمان من طفلة لم تهنأ بها.."
تتحرك حدقتاها بزيغ, مكملة بحنين مُوجع:" لا تزال رائحتها في أنفي.. أسمع بكائها؛ وكأنها تناديني.. أتلفت حولي أبحث عنها؛ فلا أجد إلا ملابس.."
شبه ضحكة مبتورة هازئة خرجت من بين شفتيها, مكملة بتعجب:" يالـ هذه الحياة.. يرحل الفرد وتظل ملابسه.. ملابس كان يظن أنه سيبليها من كثرة الاستخدام, ركض كثيرًا لشرائها,
واختارها بعناية؛ ولكن انظر ها قد بلى هو, وبقيت هي.."
_هل تظنين أنها ميتة؟..
انكمشت ملامح وجهها مع ارتجاف شفتيها، تبتلع غصتها،
وقد طُعن قلبها من الكلمة،
صمتت للحظات، ثم رفعت وجهها ناظرة لوجهه المُطرق لها,
تُجيبه هامسة برهبة:" لا أعرف.. قلبي يرفض التصديق.. أظن أنني إن فقدت الأمل سأموت.. لا أستطيع التخيل أنها قد تكون فارقتني للأبد.."
رفع وجهه للأعلى يستنشق بعض الهواء الذي بات شحيحًا، ثم عاد بنظراته إليها، ترى احمرار عينيه،
مؤكدًا:" وأنا سأفقد عقلي إن حدث ذلك.. لا أريد أن أفقد الأمل.. ستعود.."
هبطت دموع القهر من عينيها، تهز رأسها موافقة،
هامسة باختناق موجوع:" أجل ستعود.."
مندسة داخل صدره، دافنة وجهها بعنقه تبكي بحرقة،
هذا يفوق الاحتمال،
لولا أنها لا تزال تنتظر عودة ليان؛ لماتت بكل تأكيد..
وهو شدد من احتضانها بقوة كادت تحطم عظامها، ولسانه يلهج بدعاء التضرع بتوسل من روحه معلقة برحمة ربه,
إما أن يرحمه، أو يبقى بسكرات الموت الموجعة المُهلكة:" ستعود.. ستعود بإذن الله.."
************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس