عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-21, 04:43 AM   #4

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الثالثة
بدأ يوم جديد مصاحبًا لأشعة الشمس الدافئة في بداية الشتاء مع تقلبات الجو الغير محمود، ارتدي المعظم المعاطف الشتوية التي تتناسب مع البرد القارص ،ولم يعلموا ان الجو كان خبيثًا يتقلب كل دقائق برياح وعواصف ثم شمس دافئة .
خطت أسماء في ممر المشفى الطويل الموصل الى مكتب المدير العام ، وبيديها قنينة صغيرة مليئة بشئ خاص بزوجها.
وما إن وصلت الى مكتب المدير الخاص بالمشفى ..طرقت الباب ثلاث طرقات .. وانتظرت امام الباب، نظرت الى القنينة والابتسامة ستمزق شفتاها بشغف، صدر صوت من خلف الباب يسمح لها بأن تدخل الى المكتب، علمت أسماء على الفور انه صوت مالك المشفي ،
فتحت الباب والحماس يسرع من نبضاتها بالخفقان ، وما ان رأت ماهر هتفت بسعادة
_ مستر ماهر ..
ده أنا حظي حلو النهاردة بقي .
التمعت عين ماهر فور سماع صوت أسماء وهو يجلس على مكتبه وبقي ينظر اليها متصلبًا في وضعية الخاسر الذي خسر حبه الأول منذ سنوات وبقي وحيدًا طوال عمره مهما اقترب من الجميلات، حتى علم انه لا شيء يعوض عن الحب الأول .
توترت أسماء من نظرات ماهر اليها بتلك الطريقة فتنحنحت واقتربت تجلس امام مكتبه وهى تبتلع ريقها وتستعد لكى تتحدث لكن ، نظرات ماهر عادت بها الى الماضي فبقت صامتة تقرأ الكلمات التي بعيناه الموجهه اليها.
فجأة دخل المدير يقطع صمتهما ، وتخرج الكلمات التي اختزنت في حلقها لدقائق .
_ انا جبت اللي اتفقت عليه .
تهتف بها أسماء الى المدير والى ماهر .
فابتسم المدير واقترب بسرعة من أسماء لكى يأخذ منها القنينة وهو يقول
_ ممتاز ..
قامت أسماء بحركة سريعة وأخفت القنينة في جيب المعطف الأبيض الخاص بها بالمشفى،فرمقها المدير بغرابة ،أما عن ماهر لم تتغير نظرته لها منذ البداية ..
فقال ماهر بهدوء بعيان تشتد لمعانها لكى تحصل على مرادها طويل المدي .
_ طب اخرج انت وانا هتفاهم معها .
وكأنها فرصة ذهبية جاءت اليه فأراد أن يستغلها لكى يشبع اشتياقه .
مال المدير العام رأسه بإيجاب ، وخرج من غرفة المكتب، وقف ماهر من مجلسه واقترب من الباب يوصده بالمفتاح تحت نظرات أسماء الصادمة ..والتى وقفت على الفور وقالت .
_ ماهر انت بتقفل الباب ليه ؟
_ ..ماهر ؟؟
توترت أسماء من نظراته واقترابه منها وهو يردف .
_ متقلقيش أصل دي اسرار واخاف حد يسمع كلمنا.. أعدي ..
_ أسرار ؟
_ اسمعي يا اسماء أنا قررت اديك حصة إضافية من الشغل السري ده . بس على شرط تزودي العينة شوية .
يقولها ماهر وهو يجلس امامها
ويتابع زهولها ..
فيردف ..
_ مالك مستغربة كدا !
_ بس يا مستر ماهر ؟
_ مئة الف جنية ..
_ إيه ؟؟
_ في الأسبوع ..
ابتلعت أسماء ريقها بصعوبة وعقلها يحسب رصيد حسابها مع المكسب الضخم الذي ستحصل عليه .
شعر ماهر بحماس عيناها المتقلبة حتى تأكد مما يشك فيه ، بأنها شخصية مادية يحكم عقلها المال .
بسط يده على كافة يدها الموضوعة على فخذها ويضغط عليها برفق . وهو يقول .
_ انتِ مش عجباني يا اسماء .
في تلك اللحظة فاقت أسماء من شرودها ونظرت اليه بضيق وسحبت يدها بسرعة .
فارتسمت ابتسامة على شفتاه وهو يقول .
_ لو فيه ازمة ومحتاجة فلوس قوليي أنا معايا كنز هارون ..وأنت عارفة .
نظرت أسماء له بغرابة تحاول ان تقرأ أفكاره ..لكن عينها التي تمتزج مع اشعة الشمس المتسللة من شرفة المكتب تخفى عيناه عنها .
_ على فكرة يامستر ماهر حسام مهنيني ومعيشني احسن عيشة .. متشغلش بالك انت وخليك في نفسك ..
تهتف بها أسماء وهى تواليه ظهرها بضيق ، غضب، فضول ..
تريد أن تهرب من أمامه لكن الفضول يمزق عقلها بتساؤلات .
ليهتف بكلمات كان تؤرقه لسنوات
_ حسام اللى انت سبتني عشان ده عمره ماكان هيجبلك اللى كنت برسمة ليك في خيالي .
التفتت اليه أسماء بغرابة وهو تقول .
_ خيالك !!
_ أأه خيالي .. اللى كنت هرسمة ليك بدمي وفلوسي وقلبي
قوليلي ايه اللى أخذتيه من حسام .. ...ولا حاجه .. وزي ما انتِ
دكتورة جراحة عادية ... بلبس عادي .. ومرتب ميكفيش كوافير شعرك قبل ما تجي الشغل حتى.
لو كنت معايا كان زمان المستشفى دي باسمك .
همست بذهول
_ ايييه ؟؟ باسمي ..
اقترب منها وضم يديها الاثنان بالقرب من صدره مستغلا شرودها باحلامها التي تقطر كنوزًا بحياة مختلفة تماما على التى تعيشها الأن .
فاردف حتى يصل معها الى اعلا نقطة
_ أنا هديك حياتي كلها وكل مليم في جيبي ميغلاش عليك ابدًا .. فكري انت بس ....وسيبي الباقي عليا .
_ انت مجنون ؟؟
انت متجوز وانا متجوزة مينفعش
_ انا طلقتها ورميتها .. ولا يمكن ادخل في حياتي حد غيرك ..
قالها وقد تأكد من فوز الطمع الذي بداخلها الطاغي على قلبها، فاقترب خاطلا اياها داخل صدره محاولا تقبيلها ..
***
ملئت السماء بالسحب حتى ثقلت وعلى وشك انزال امطار غزيرة على طريق البادية بفضل الجو الحار في سيناء .
جلس راعي الأغنام بلا مبالة على الرمال الساخنة بفعل حرارة الشمس ،ويتكئ على صخرة متوسطة الحجم وينظر الى السماء تارة وعلى الانعام التي يرعاها تارة أخرى .
يظهر على هذا الراعي من البدو أنه شابا في عمر الزهور ما بين السابعة عشر عاما والثامنة عشر.
رفع عيناه الى السماء ف علا وهجها بانعكاس الشمس داخلها ..وهو يرجع عمامته الى الوراء حتي تبعثر شعره على جبينه و هو يترقب نزول الامطار على جسده بفارغ الصبر ..
زفر بشدة وهو يستمع الى صوت مبهم يُنادي عليه من احد البدو حتي اقترب الصوت منه مع ظهور الشاب .
_ وين لقيت يا سلطان ؟ (كنت فين )
_ هنه ... ليش ..
_شيخ البدو يريدك قوطر (تروح)
_ ايباه !!
عض سلطان على شفتيه وتنهد وهو يردف .
_ حتى اليوم مايريد يتركني .. اكعد اهنه لما ارجع .
وقف الشاب البدوي مكان سلطان يراقب الاغنام،
وودعه سلطان وهو يركب على فرسه ويذهب باقصي سرعته الى والده شيخ القبيلة ..
وما ان وصل الى الخيمة ، هتف بصوت رجولى يستأذن بالدخول ..
_اش ودك بي يا يباه ؟
يقولها سلطان الى والدة شيخ القبيلة الوقور ..
_ اكعد يا ولدى .
_ زيين ؟؟
_ ... لا تقلق .. ركز واسمعنى زين
بدأ شيخ القبيلة في التحدث ، فدخل في نفس ذات اللحظة شابًا في بداية العقد الثالث يرتدي الملابس الخاصة بالبدو من عمامة تحتها وشاح ..تخفى شعره وتظهر حواجب كسيفة وعيون ضيقة تظهر داخلها مقلتين شديدة اللمعة بحماس الشباب .. وجلباب بلون الابيض ..
فتوقف شيخ البدو عن التحدث وأردف وهو يشير الى هذا الشباب ..
_ مالك .. تعالى يا ولدى اكعد ..جنب اخوك .
انقلب وجهه مالك الى العبوس وهو ينظر الى أخيه الصغير سلطان .. فتنهد وهو يقول لشيخ القبيلة ..
_ يباه ..ليش سويت كذية ؟ (لما فعلت ذلك ) متكلش له حاجة ..لساته صغير .
فرد عليه شيخ القبيلة بصرامة
_ لا أخوك راجل .. ولازم يعرف الحقيقة دلوكتى .
نظر سلطان الى شيخ القبيلة والى أخيه مالك بعجب .. وقال ..
_ يباه مالك حاك خشمة عليا ..
قال شيخ القبيلة بعصبيه ..
_ شن عليا انتوا الاثنين .. (0انظر الى )
انتبه كل من سلطان ومالك وجلس الاثنان أمام ابيهما ..
_ اسمع ياسلطان فيه أشياء خبيتها عليك وانت صغير .. أنت عالم ان انت متبني ..
انتبه له سلطان بأذن صاغيه فطالما كان يلح على ابيه أن يخبره عن والده الحقيقي ..
ومما يظهر من كلام أخيه الأكبر مالك سابقا أنه يعلم حقيقة ابائه ويخفون عليه ..
_ في رجلين بره ..يخلوك تشوف أهلك من دمك .
أنت تعرف ان ربيتكم مثل أولادي . بالضبط وما فركت بيناتكم ابدا ..
ولما تروح هناك لا تنسي انى ابوك ولازم تيجي هنه دايما وتزورني .. أنت واخوك .. وان حصل لي شيء نفذ مثل وصيتي .. رينام هي زوجتك المستقبلية بنتي الصغيرة،.
هنا دخل رجلين ذا بنية عريضة يرتدون الملابس الخاصة بالصعيد والذي لا يختلف عن اللبس البدوي الا قليل .
_اندر (اذهب)يامالك مع الجماعة ولا تنسي يلي كولتلك عليه . يقولها شيخ القبيلة .. وهو يشير الى مالك ..
فهتف سلطان وهو يري ان الجميع وقف في الخيمة وهو الوحيد الجالس والذي لم يفهم من الكلام سوي القليل ..
_ انا ما درى عن اى شيء بتتكلم يايباه ..
_ كولتلك اهلك يا ولد .. ركز .. وخليك راجل .. وانا ماراح اعطيك شيء من اهنه عشان ترجع لى ثاني .
ذهب مالك وأخذ أخيه سلطان وهو يتابع ملامح اباه الذي رباه عندما انفتحت عيناه عن الحياة، ....وهاهو يتركه شيخ القبيلة وعيناه لا تريد أن تبتعد عنه .
ركب سلطان ومالك في سيارة فخمة وذهبت مسرعة في الطريق الصحراوي .. بقي سلطان يخرج رأسه من شباك السيارة لكى ينظر الى شيخ القبيلة ..
_ لا تقلق .. نرجع مرة ثانية ...يقولها مالك .. ووجهه بارد ..خالى من المشاعر ..
فيعود سلطان للجلوس بوضعيه مريحة ..ويغلق شباك السيارة ..
فهتف أحد الرجال داخل السيارة ..
_ حظكم نار يارجال ..من شيخ قبيلة الى ذئب الصعيد الحاج سيد .. راح تفطروا وتتغدو وتتعشوا فلوس ..
انتبه مالك الذي ملئت عيناه بريقًا غامضًا بألوان تحمل الكثير .. وأذناه تردد داخله بكلمات والدته التي تحمل أنفاسها الأخيرة
( أنسي ان سيد نصر جتل ابوك يا مالك ..
أوعاك تجرب منيهم .. انسي الانتقام ... الله موجود ياولدى يأخذ حقنا ،
دوول ذئاب .. لو جالك حد منيهم اهرب من اى صعيدي .. خليك عايش في دار الشيخ تميم .. اوعاك تسيب خيمته ولا ظله ...أوعاك يامالك ... عشانى وعشان اخوك ...
دى وصيتي يا ولدى ولازم تمشى عليها )
***
لم ترد ابدا أن ترى وجهه في يوم من الأيام، لكن ...رؤيته وهو على فراش الموت كانت فرصة كبيرة لها ، لعل الغيظ في قلبها يُشفي من تراكمات طفولتها البائسة والتى كانت السبب في نثر الألم على انحاء بدنها .
ذهبت أماني مسرعة الى الصعيد في اول قطار فجرا ولم تخبر هنادي بأي شيء ..فما بها يكفى ..!!
تعرف جيدا ان علم اهل أباها بأمرها سيأخذون هنادي ويأخذونها الأخرى .. لعدم وجود سبب لوجودها في القاهرة ..
فهم يعلمون أنها تبقي في حجر أختها الكبيرة .. ويشرف عليهما زوجها ..
كما فهمت عائلتها مسبقا بذلك .. لكن هي تعيش بمفردها مستقلة عن كل عائلتها ..
لذا اتفقت أن تجعل الأمر سرا بينها وبين شقيقتها .
لاذ لن تضيع فرصه ان تذهب لترى وفاة والدها أمام عيناها وأن تعطيه بعض الكلمات التي تذبح صدرها وتؤرقها كلما تنظر الى أثر التعذيب في جسدها ، تريده أن يموت متحسرًا .. متعذبا .
دخلت امانى الى حديقة السرايا بخطوات واثقة وعيناها بها فرحة الانتصار، لمحت على الباب الضخم الخاص بالسرايا مراهقا يرتدي ملابس البدو وبيده عصا خيرزان ، تقابلت أعينهما لوهلة بنظرات متسائلة لكلا منهما .
بسطت يدها تمررها على شعرها القصير وهى لا تبالي بوجود هذا الشاب المراهق ودلفت الى السرايا ..
لتصعق من رؤية والدها أمامها بكامل صحته وعافيته وبجانبه رجلا يرتدي مثل الشاب الذي يقف في الخارج .
نظر الرجل اليها بغرابة فملابسها الغريبة تجعلها محط للأنظار من نظارة ضخمة لامعة تخفى عيناها وملابس رسمية تبدو كالرجال وشعرها القصير .
في نفس ذات اللحظة هتف والد امانى مُرحبا بوجود ابنته .. ويقول
_ أماني توحشتيني يا بتي ..
لم تخرج أمانى عن صدمتها بوجود والدها بكامل صحته ، والاغرب انه يتحدث بطريقة غريبة لم تعتادها من قبل ، فظلت واقفه كالصنم متلبدة المشاعر وعقلها يحرق جسدها بالتفكير بكذبة أختها مونى عليها بأمر موت والدها ..فعلمت أن مايحدث أمامها الأن خطة عويصة مليئة بالمشاكل ..
فاستمرت على الجمود لترى بما ينتهى هذا الكلام.
نظر والدها اليها ويحاول أن يرتسم دور الوالد المشتاق الى ابنته والتي لم يراها منذ سنوات ..
دنا منها حتى أخذها داخل عناقة ويقرب شفتاه من أخذناها ويهمس بجدية
_ اوعاك تعملى اى تصرف تندمي عليه ولو حصل تبجي تقرأ الفاتحه على أمك .
ابتعد ويده تخطف نظارتها من على وجهها لتظهر علتها أمام هذا الرجل
_ شوف زي الجمر ، بس حولة شوية .. معرفناش نعالجها مهما وديناها لدكتور بس عجلها زين وشعرها يبقي يطول .. .
هي شاطرة في كل حاجة ، ولو حبيت أجوزك واحده كمان فوقها معندناشي مشكلة الحريم اكتير في الدوار ..
وزي ماجولتلك أنت هتبجي المالك لكل حاجة إهنه .
يهتف بها والد أمانى بطريقة ساخرة .. ومهينة كما هي عادته .
فانقلبت قسامتها للغضب وعلى وشك ان تنفجر ، لكن ..
شيء داخلها يخبرها أن هذا الرجل رأى علة عيناها فنبض قلبها بجنون بخوف ورهبة فهى تتحول الى شخص ضعيف امام من يري علتها.. فرفعت بصرها اليه حتى ترى نظراته الساخرة والتى اعتادت عليها من الجميع...
لكن تفاجأت وهى ترى هذا الشاب شاخص البصر بعيون جامدة ، باردة تحمل قدرًا هائلًا من الكلمات والتي لا تعرفها بل تجد به غرابة وغموض .
ظلت تنظر اليه فلم ترى فيه اي نظرة ساخرة فقط صامت ينظر اليها كأنها فتاة عادية .
فعادت اليها قوتها من جديد وقالت بغضب وهى تذهب اليه لتكون مقابله لوالدها .
_ ضحكت عليا ليه جيبني هنا .
_ هتتزوجى من ولد عمك....... مالك .
_ اتزوج ؟ مستحيل أنت بتقول ايه ..
أنا لا يمكن ارجع أعيش معاكم هنا .
جز على أسنانه وقد شعر بوخز بقلبه فهو ممنوع من اي شيء قد يغضبه ولو القليل فصمت قليلا لكى يستعيد انتظام أنفاسه .
قام بسحب ابنته أمانى أمام مالك ودخل بها الى غرفة المعيشة من ذراعها تحت صياحها ويقول
_ امشي جدامي قبل ما أخلص عليك انت وامك ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وابتعدت عنه وعلى وشك أن تنفجر بالغضب امامه مرة أخرى
في تلك اللحظة دخلت والدتها منى الغرفة بلوعة بعد أن علمت أن ابنتها جاءت ...
فهتفت ..
_ ايه اللى جابك ...جاية للموت برجلك ..
_ اسألى بنتك عملت فيا ايه .. قالتلى أن جوزك بيموت ..
لطمت منى على وجهها وهى تقول بحسرة .
_ ده هيموتنا كليتنا قبل ما يحصل له حاجه ..
جز على اسنانه بغضب وقال بصياح
_ اسكتى ...
أنت يابت هتتزوجيه غصب عنك ...
ورجلك فوق رقبتك ..فهماني زين؟ ..
وبعدين جبتي القوة دي منين يابت
والله عال جوى .. بجيتي تجلدى بنات القاهرة الفجرين
ويكون في علمك مفيش خروج من البيت واصل .. وكتب الكتاب والدخلة مثل النهاردة
كانت تنصت اليه وعلائم الشر ترسم خطوطًا على وجهها لتنفجر بصياح في وجهه وهى تقول
_ أنا مسمحش ليك تتكلم معايا بالطريقة دي اين كان انت مين .
_ واحدة مثلك مفروض تكون مسكورة مش انت اللى تتكبري ياحولة .
تلك الكلمات التي هتف بها والدها أعادتها الى ذكريات الماضي بمرارتها فظلت صامته .. وعاد وعيها اليها بطفولتها وخاصةً تلك الغرفة التي كان يسجنها بها مع جدتها ويقوم بضربها بالسوط أمام الجميع .
تابع سيد نظرتها المنكسرة فقال بصوت هادئ بعد أن زفر بقوة
_ انا عارف انا ظلمتكم جد ايه ، بس اللى بعمله ده في صالحكم ..أنا ربنا مدليش الولد ..مين اللى هيكون معاكم ..اولاد عم أبوى ...
والله يخادوكم عبيد عنديهم واحده واحدة ..
أنا بجالى سبع سنين بدور على ولاد عمك ..هما دول اللى هيحافظوا عليكم
وتبجوا في ظلهم انت واخواتك ...
لم تتوقف منى عن البكاء بصمت على المصائب التي قام بها زوجها ومع أنها تكرهه الى حد الموت الا انه كان يحمي أولادها من تلك الذئاب في الخارج ، وان مات ستهجم الذئاب على القطيع ..
فصمتت وقد شعرت بالانكسار ..
_ وليه أنا اللى أتجوز ... عندكم .. اخواتى ..
تقولها امانى باستحقار ..
_ لا انت اللى هتتجوزى مالك ...
يهتف بها سيد بإصرار يعلم أنها فتاة قوية ولن يستغلها أحدا مثل اخواتها ..
فهى منذ الصغر كانت فتاة ذات فكر وعقل كبير وخاصة ان بها مكر الذئاب ..فهى كانت مثابرة عند فرض حقوقها لذا سمح لها بالذهاب الى القاهرة لكى تأخذ جامعتها هناك ، ولم يكن سهلا فى بداية الأمر ذهابها، فكان وجود أختها هنادي حجة كبيرة في صالحها.
_ أنا كتبتلك الدوار كله باسمك ، والمزرعة وأربعين فدان ..
يهتف بها سيد وهو يقوم بإلقاء أوراق الاثبات بالعقود على صدرها ..
فقامت بإمساكه وهى تبتسم بسخرية فهى تعلم أن نوايا والدها ليست هينة ولن يقوم ابدا بفعل هذا الشئ ، وما ان قامت بتصفح الأوراق جحظت عيناها بصدمة وهى تقوم بقراءته ..
فأردف سيد بجدية
_ لو وفقتي تتزوجي مالك يبقي الف مبروك عليك الدوار وابن عمك ، أما لو رفضتي يبقي هحول كل ده لأختك الصغيرة .
يقول كلماته الأخيرة وهو يقوم بسحب الأوراق من أمانى ..لتوقفه أمانى وهى تقول
_ موافقة .
بس ايه اللى يخليك تصدق ان الولدين دول هيحافظوا علينا ..
_ لانهم من دم عمك..مو مثلك يابتي.
_ تقصد زيك
****
_ بنتك ياعمي عاوزة تتطلق عشان مش بنام في حضنها كل يوم ، عشان أنا راجل عندي مسؤليات وبجرى على أكل عيشي في المستشفى .
يهتف بها ماهر أمام المأذون والرجل الذي كان وكيلا لزوجته جيهان في الزواج والذي قام بتبني أختها الصغيرة ..
تستمع جيهان الى كلماته التي كانت كالصفعة التي تنزل على وجنتيها بحرقة والم .
تربت على جسد صغيرها وتتذكر اخر ليله جمعتها مع ماهر
(انت طالق بثلاثة ...
ويكون في علمك ... لو مقولتيش لعمك انك اللى طلبتي الطلاق وظهرتي قدامهم انك ظالمة هعملك قضية شرف وأفضحك في الدنيا)
كانت تريد أن تقوم بقتله ليلا بعد سماعها لتلك الكلمات ، لكنها فقط ظلت صامته تفكر في مستقبلها وحاضرها الذي تدمر ..لا تعلم من هو أب طفلها تعرف فقط ان ما حدث كان مجرد بيع وشراء.
.. فذهبت اليه لتعقد صفقة ..
_ أنا موافقة على كل اللي تطلبه مني هقولهم انا مفترية واذيتك ..بس في المقابل تخليني أشتغل في المستشفى ..أى حاجه .. عشان اقدر اصرف على ابني .. )
قطرات الدموع تجف على وجنتيها من نار جسدها الغاضبة والحزينة ومما فعله ماهر معها ..ومن نظراته المشمئزة عندما طلبت منه أن يوظفها في المشفى الخاصة به .. وكم أذلها وقام بإطلاق السباب عليها .. لكن لم تتوقف عن الطلب برجاء ..حتى وافق.
_ ايوة انا اللى طلبت الطلاق عشان السبب دا وأنا مقدرش أعيش معاه ثانية واحدة ..
تهتف بها جيهان امام الجميع بتماسك تحت نظراتهم المستحقرة ليها بانها زوجة لا تتحمل اى مسؤلية .
وقف الرجل الذي كان وليها فى الزواج أمامها وقام بالبثق على وجهها .. واطلق السباب .. وأبدي أسفه لماهر ..
وجيهان مغلقة العينان تحاول بأقصي ماتملك ان تصبر حتى تصل الى هدفها ..
وما ان انتهي المأذون من الطلاق ..وخرج الجميع
اقترب الرجل الذى تبني شقيقتها منها ونظر اليه باستحقار وهو يقول ..
_ مش عاوز اشوف خلقتك تاني .. انا مش مسؤل عنك ..متفتكريش عشان اتبنيت اختك تبقي انت كمان بنتي ..
روحي شوفيلك خرابة تعيشي فيها بعيد عننا يلا اطلعى بره يا تييت .
تلك الكلمة الأخيرة أثارت دموعها بالتدفق على كامل وجهها ، لو تجمعت تلك الدموع لسارت بحر الاحزان .
***
تقلب حسام على الفراش وهو بجانب زوجته أسماء التى تتخيل أنها باحضان ماهر على فراش مصنوع من الدولارات ..
لم تمر ثوان حتى فتح باب الغرفة عليهما .. لتجحظ عين حسام وهو يرى والدة زوجته امامه ..
فتلك ليست المرة الأولى ..التى تقوم حماته بالدخول عليهما . فاستشاط غضبا ..
_ ازاى تعطي مفتاح الشقة لأمك ..وأزاي اصلا تدخل علينا واحنا نايمين
يتبع .


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس