****
لم يتوقف سلطان على المثابرة في طلب ان يبقي مع زوجته امانى وهى فقط تتهرب منه ومن غرفتها التي تمتلئ صباحا بالأرانب ..
فبقت تجلس في الحمام طوال الليل .. وتغشي أن تغلق الباب .. بسبب ماحدث معها قبلا ..
ستتحمل كل شيء حتى لا يتقرب منها سلطان ، وخاصة بعد ان حملها من على الارض وهى فاقدة الوعي ..فى ذلك اليوم وقدم على الاقتراب منها..
طوال الايام السابقة .. حاول أن يأخذ خطوة معها .. وهى لا تسمح له ابدا بالتحدث معها..
وبعد أن شعرت باللمس فى الحمام واستماعها لهمسات غريبة ، وعيون فضية تظهر أمامها في الظلام مرة وتختفى ،خطت لتنام على فراشها بعد ان ذهب سلطان لكى يتفقد زوجته في الخيمة التي وضعها لها بجانب السرايا .
راقبته بتوجس.. وهو يجلس امام خيمته من نافذة غرفتها ورأته يدخل الي زوجتة الاولى ويقوم بإغلاق الضوء ..
فتنهدت براحة وذهبت الى فراشها لكى تنام وهى تهمس بغضب.
_ يومين بس واروح القاهرة ..لحد ما المحامي يجبلي الموافقة من عمال المزرعة ..
ربنا ينتقم منك ياسلطان .. كلكم رجالة ... تيييييت .
تهمس بها أمانى وعيناها جائعة لنوم الشديد ..
وبالفعل غابت عيناها الى عالم الاحلام ..
لم تمر دقائق حتى فتح باب غرفتها ولم تشعر به ،ولم ان تعلم انه يحاول أن يجعل المركبة تسير لبعض لوقت حتى يقوم هو بالاستيلاء عليها .
تسحب الى داخل الفراش وقام بعناقها بدفء تفاجئ انها لا تستيقظ... فاقترب منها حتي يقبلها..
ففاقت أمانى من نومها عليه بغتةً .. فصاحت وهى تقوم بدفعه بعيدا عنها ..
_ بني أدم حقير..
تهتف بها وهى تقوم برفع يدها لتصفعه على وجنتيه بقوة ، ران اليها بغضب هادر ثم قام برفع يده خو الاخر لكى ينزل عليها بصفعة، ولكنه توقف عند آخر لحظة حين قامت باغلاق عيناها بقوة وهى تشعر بالخوف منه وتستعيد ذكرياتها المريرة مع مالك .. فانتفض جسدها وبدأت بالارتجاف ، داخلها يخشي من حدوث نوبتها بالصرع الذي يزورها فى بعض الأحيان وفى الاوقات الحزينة خاصةً.
امسك سلطان غضبه بصعوبة وانزل يده وهو يعض على شفتاه .. حاول أن يجعل قسماته تلين ولكنه فشل وهتف بسخرية..
_ تفتكرين نفسك مين أنت حولة ... مافيك شيء يخليني اجرب منج .. انا بمشي على شرع ربنا...
شعرت أمانى من نبرته الآخرة انها قبيحة ، فقد تسربت كلمته الى كبريائها فحطمت منه جزءا ..فردت عليه بتقليل من شأنه
_ بس يا فلاح..
زفر بقوة ورفع بصره يتصفحها ثم اصباته نوبة ضحك هستيري من كلمتها له بأنه فلاح... فقال بعد انتهائه بجدية...
_ ... فوقى أمانى ...أنت حرمتي ..ياحبيبتي ...
تعالى يابنت الحلال نبدأ انا وياك..حياة جديدة...
نجح سلطان في اشعال الغضب في وجه أماني وهى تتفرس فى ملامحه شاب مراهق بوجهه لا يوجد به شائبة ،اسمر بعيون لامعة.. وشعر مموج اسود... شعرت انها الاكبر جسديا وعقلا وفكرا.. وانها تقف امام طفل يحسسها بأنها مجرد مراهقة عنيدة. فهتفت بصياح..
_ مستحيل اخل واحد زيك حقير يقرب منى ...
ساد الصمت لثوانى ..
فلمعت فكرة في عقل سلطان جعلته يتحمس .. ، فقال وهو يدرس كل حرفا يخرجه من ثغره ، فقد أصبح يعرف شخصيتها بالكامل... وخاصةً أنه يجب أن يكسبها فى صفه حتي يعلم ما حدث مع شقيقه مالك بالتفصيل..
_ ممممم وانا ماعت مقرب منج ...
بشرط ..
انتبهت أمانى اليه ..ونظرت اليه بضيق حاد .. وظلت صامته لكى تنصت الى باقي كلماته ..وبداخلها خيوط قاتلة تريد ان تضعها على قلبه لينزف حتى الموت، فأردف سلطان وهو يحدق داخل مقلتيها المتقاربان المصاحبة لعلتها .
_ شو رأيك نعقد صفقة ...
ماعت راح ألمسك ...بس في المقابل تعطيني مئة قبلة
.
|