عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-22, 09:39 PM   #1598

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



قضى نائل الوقت بعد خروج حمزة في مقهى الحي يتابع إحدى مباريات الدوري المحلي، ملّ سريعاً مشي ودار في الصالة بتردد كبير، حسم خطواته وطرق الباب، كانت قد وضعت الصغير في سريره بعد تعب مضن في نومه، تحركت بخفة وهدوء نحو الصوان تبدل ثيابها، أغلقت زر قميصها الأخير، وشمرت عن يديها الجافتين تأثراً بالربيع ودهنتهما بمرطبٍ، دخل عليها وجدها تفترش الأرض وساقيها مكشوفتين تدهنهما، غلت الدماء بأوردته وشوقه إليها يتفجر من بين شرايينه استقبلته ببرود تنهض من مكانها وتفترش السرير، أخذ هدنة مع أنفاسه الثائرة يقترب ويقبض على ساعدها:
-إلى أين؟
ردت بجمود:
-إلى سريري..
-لكنني أريدك!
هزأت وتركته يعبث بها كيفما شاء، يروي شوقه ويهطل بلهفته على صحرائها اليابسة، ابتعد عنها مغموراً للحظة وعاود الغرف منها فأوقفت هجومه التالي بكفيها:
-يكفي إلى هنا.. أنت تعلم أن جسدي لا تناسبه ممنوعات الحمل، لا أريد طفلاً بعد تسعة أشعر من اليوم يأتي وأنت غائب..
صعق بقولها فيما
أولته ظهرها تنزل البلوزة عن ساعدها وتتدثر بالغطاء جيدًا.


**
*منزل منتصر*
حدق أيمن في وجه اخته المذهولة فحكى نيابة عنها فيما يلكزها:
-أهلا وسهلا بكِ سلوان تفضلي..
تركت سلوان الحقيبة مكانها وتقدمت مع سُكينة والدة منتصر فاستعادت لبنى وجهها الذي سُرق للحظات من جرأتهن تجلي حنجرتها:
-تفضلا على العشاء.. سأنادي منتصر!
وصل منتصر الصالة توًا:
-لقد جئت فعلًا
التفتت له بنجدة فلم يعر عينيها أي تحية، يراقب بصدمة ابتلعها جيدًا وجود سلوان، سحب مقعده يجلس فهتفت سُكينة بمسكنة:
-سلوان وحدها يا منتصر قلت لن تبقى في المنزل وحدها وأطفالها ليسوا هنا يا حبيبي!
أسند كوعه على الطاولة يرد بمعنى وصل أمه التي ارتعدت لتجاوز حواجزها:
-البيت بيتك أماه لك الحرية في استضافة أي كان!
تحركت لبنى بعنف على أثر ما تفوه به، تبدأ بسكب الطعام في الأطباق تسأل منتصر فيما تنحني نحو طبقٍ معين:
-هل أضع لك من هذا؟
لم يجبها وعيناه التقطتا كفها الملسوعة والمنتفخة قليلاً فأجاب:
-لا.. لا أريد!
أتمّت إملاء الأطباق وصبّ كؤوس العصائر حسب رغبة كلٍ منهم جلست قرب أطفالها تشتري كرامتها مبتعدة عن نفور منتصر وبغضه
-اجلسي قرب زوجك يا غبية
ناظرت أيمن متسعة العينين تفغر فمها ببلاهة فأكمل:
-كفِّ عن تصرفاتك وبدلي مقعدك، طفلك لا يأكل أساسًا، ووتين تأكل عن عشرة وأنا سأتنبه لها..
صمتت تهتف بخفوت:
-سأفعل!
ادعت الانتباه لطعام وتين وعادت لمقعدها على يمين المائدة قرب مكان منتصر، تجول عيناها على الأطباق بغير رضا، حتى استقرت عند طبق منتصر الذي قارب الانتهاء فاستقامت تملأ لهُ:
-لا أريد..
هتف بها بصوت ثابت وملامح لا تُقرأ
ردت بخيبة:
-كما تشاء..
عادت بغصة تسحب صنفا من أنواع السلطة يتناولها منتصر لكونها صحية عوضًا عن تناول وجبة العشاء، تصلها همسات سلوان وسكينة المتضاحكتين فتكاد تجن وتصمت حيلتها الصمت لا سواه، ارتطمت بحافة الصينية الحارة كتمت صرخة حارقة فيما تناوله الطبق، وضعه بعنفٍ لم يخفه يلتقط كفها بعصبية:
-دع عنكِ ذلك
ثم التفت لوالدته وسلوان:
-اعتنيا بنفسيكما والأطفال..
سحبها خلفه يضع كفها تحت صنبور المياه الباردة يؤنبها:
-من طلب منك سكب الطعام في الداخل؟ أنتِ حتى لم تأكلي! تدورين بملء الصحون وفشلتِ في ذلك حتى
أغمضت عينيها فيما الحرق يؤلمها:
-كنت أود وضع السلطة لك
-هل طلبت..؟
ردت فيما ترمق وجهه الغاضب:
-كنت أظن!
-دعينا من ظنونك واجتهاداتك الشخصية فأنا لم أطلب منك أبدًا
أومأت بحشرجة فسحبها مجددًا نحو صيدلية المنزل، يجلسها على الأريكة يدهن الحرق ويغطيه تحت نظرات سُكينة التي مصمصت شفتيها بتهكم، وسلوان التي مطت فمها بقلة حظ، كل ذلك على مرأى أيمن الذي يشعر بكرهه للصنف النسوي كله يتفاقم يوماً بعد يومٍ بدءًا من أمه سيدة البغاء كله، والثانية التي جاءت بنية هدم بيت أخته سُكينة، والثالثة الحيّة الرقطاء سلوان الذي تلهث خلف رجلٍ متزوج، الأسوأ منهن لبنى التي يراها مثلهن بل أسوأ تلك التي خانت زوجها أمام نظره، قد حاول معها وسألها لكي ينقذها فنفت، كل ذلك يجعله يكره النساء عليهن اللعنة وللجحيم، انتبه لوتين التي مدت له لسانها تغامزه فهمس لها بيأس دون أن تفهم أو تسمع:
-استمتعي ببراءتك وتين.. ستخلعين ثوبها قريبًا!
أتمّ منتصر ضم اللاصق يتمتم لها وهو ينحني تبعًا للحجم فيما بينهما وفارق الطول:
-إن كنت عاجزة عن الطهو أخبريني كي أجلب طعامًا جاهزًا عوضًا عن كوارثك التي أخزتنا..
ترقرقت دموعها الغاليات التي توزعهن بالمجان فأمرها دون أن ينظر لها:
-امسحي دموعك لا أود رؤيتهن أبدًا وأكملي عشاءك
أطرقت رأسها في وهن تمسح دموعها وعادت للصالة تكمل عملها..
عاد منتصر إلى الصالة يفشل مسعى والدته ورفيقتها في سهرة جماعية، إذ قال معتذرًا:
-أنا سأخرج لدي عمل أقوم به!
ثم التفت إلى زوجته المبجلة:
-لا تؤخري الأطفال في السهر، نيميهم من الآن!
تبسم أيمن مستهزئًا لمراعاة زوج اخته فيما امتعض البقية، حملت سلوان بعض الأطباق معها تخبرها بتساؤل:
-هل أنت ومنتصر بخير؟ أحوالكما لا تعجبني، منتصر وجهه لا يفسر..
التفتت لها لبنى التي وضعت آخر طبق في غسالة الأطباق:
-نحن بخير جدًا وجهه طبيعي بفضل قضاياه التي لا تنتهي ويكرس نفسه لأجلها..
ثم أردفت بمعنى لوجه والدته التي دخلت:
-وزيارة والدته الطارئة قد فاجأته..
أطبقت شفتيها بمكر ورفرفت رموشها ببراءة:
-كلانا يعلم تشوش علاقاتهما.. لذا لا تشغلي بالك بنا.. هو مصدومٌ ليس إلا..
تجمدت سُكينة لجرأة القطة التي تغذت على الجشع فلم تشبع بعد وتوعدتها سرّا!
"حسنًا يا لبنى.. سنرى لسانك الذي تشهرينه في وجهي!"
عادت غاضبة فاصطدمت بأيمن الذي ستطرده برفقة أخته:
-اللعنة!
بقيت لبنى معهن تحت نكاتهن الغبية وقصصهن التي لا تستهويها، بعد أن طردها أيمن من غرفة الصغير مخبراً إياها:
-أطبقي على أنفاسهن هيّا
أجابته فيما ترفع الغطاء تهوي السرير:
-أنا لا أريد رؤيتهن، أمر منتصر أنقذني لو تعلم
-ابقِ في غبائك يا عزيزتي!
استغربت بقائهن في السهر والساعة قد تجاوزت الثانية عشر، لم تستوعب حتى دخل منتصر ورأت علامات النصر والمكر تزين وجوههن دخل عليهن يحييهن، جلس قليلاً، كان غاضبًا أكثر، وجهه متعب أكثر فارتجف قلبها من بين ضلوعها تمتمت فيما تستقيم كالملسوعة:
-أنا.. أنا متعبة وأود النوم حسنًا!
رمقها بنصف احتقار وربع يأس فيما الربع الآخر غل.. غل يميته فيها فأضافت بثبات جاهدت فيه لو يعلم:
-أنا خصصت لكما غرفتين متجاورتين في الطابق الأول..
طقطقت أصابعها تشير نحوهما:
-كل شيء فيهما لن تحتاجا شيء.. حسنا وداعاً أقصد ليلة طيبة
مضت بخطوات متلعثمة وما إن وصلت السلالم حتى ركضت بتعثر كاد أن يسقطها وصلت غرفتها تلتقط أنفاسها قلبها يصمها بنبضاته، تهوي بكفها على قلبها هبطت وظهرها على الباب حتى جلست تضع كفيها على وجنتيها:
-يا ربِّ استر عليِّ.. ولا ترفع غطاء سترك عني!
لطمت وجهها والخيالات ترعبها فماذا يحدث لو عرف؟ أين ستكون؟ وبين يدي من؟ مسّتها سكينة أرهبتها بقوتها فنهضت بتعثر تخلع حذاءها وتهبط ساجدة على الأرض تفض نجواها، لا تعلم ما حدث وكيف جاءت ربها محملة بثقل الكون تفترش ذنوبها بين يدي رحمته فعادت منه فارغة كأن ما صابها شيء، استغرقت بالبكاء وطلب المغفرة، خجلت أن تدعوه في أول لقاءٍ بينهما حقيقي بجوارحها، خاشعة في ملكوته وبين رحابه، غشتها رحمته فحط أمنه وسلامه على قلبها نهضت مطمئنة.. لأول مرة في حياتها، راقبت الساعة فوجدتها تجاوزت الثانية. أكانت في رحاب الله ساعتين دون أن تحس؟! قامت بهدوء تبحث عن منتصر فوجدتهم جميعا في جلستهم، اختضت بغضب ووجدت وجوههم محتدة فيما سُكينة تواجهها بملامحها اللئيمة، ظلت تتقافز تحاول التقاط الكلام حتى التقت بعيني منتصر فتقهقرت للخلف بخزي وخوف ركضت للغرفة تسب عدم حذرها.
-غبية.. حمقاء لقد فوتي على نفسك فهم ما يحدث!
ظلت خلف الباب تراقب خروجه، ولمّا سمعت صوت خطواته هربت نحو السرير تتدثر أسفله، انتظرت.. وانتظرت ولم يأت، جازفت برفع الغطاء عنها تبحثه في حيز الغرفة:
-أين هو؟
مضت نحو الباب تعاين الرواق حتى رأت نور مكتبه، زمّت شفتيها بقهر.. كل شيء يعجزها، على طرف قدميها سارت تبحث عن وجود أحدٍ في الصالة فلم تجد إلا ضوء خفيفا يشع في المكان، هبط قلبها والضوء المتسلل قادم من ركن سلوان أ تفعلها صائدة الرجال وتدخل غرفة مكتبه؟! سمعت طقطقة في الأسفل فساورتها الظنون وزارتها الهواجس، صوت باب المكتب أصدر صريرا فاختفت بسرعة خلف مزهرية كبيرة تشغل إحدى الممرات، ضاع تنفسها لأكثر من دقيقة، تقدمت بجذعها تطمئن إلى المكان فلم تجد أحداً، عادت للمشي صوب المكتب تكتم النفس وصوت الخطوة، وصلت الغرفة فمدت رأسها من طرف الباب تراقب ومن العدم قبضة حديدية تحكم وثاق خصرها:
-ما الذي جئت لتسترقينه مجددًا؟
همست بأنفاس متقطعة وعينين مفتوحتين رعبًا:
-جئت كي أبحث عنك؟
رد عليها بجفاء:
-ها قد وجدتني، ما الذي تريدينه؟
غاصت ملامحها بالمسكنة:
-هل ستنام هنا؟ ألن تأتي لغرفتنا؟
تلفت وجهه بقلة صبر ويأس:
-أنت بكافة قواكِ العقلية صحيح؟
أومأت له فجز على أسنانه يهتف من بينهما:
-اذهبي لغرفتك الآن.. الآن
انسحبت من يديه راكضة تلتفت نحوه:
-كما تشاء.. كما تشاء
**






يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس