عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-22, 10:19 PM   #1666

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



*قبل مجيء منتصر بوقت*

في حجرة حسنا

ضفرت إنصاف خصلاتها بضفيرتين طويلتين وصلتا أسفل خصرها،

شاركتها الدموع حسنا تمشط لها وتخبرها:
-ما رأت عيني في حسنك، ولا بفتنة شعرك.. سبحان من صورك
جمعت إنصاف الضفيرتين وثبتتهما أعلى عنقها بقليل:
-ليتني خلقت قبيحة.. ليتني ولدت منفرة لا أجذب عيناً ولا يلتفت لحسني أحد، لقد جنيتُ من عواقبه ما أفقدني كل عزيز.. حتى العزيز سلبه منّي!
جاشت مشاعر حسنا بالكثير، فهي امرأة عاشقة وحُرمت الزواج لأنها عقيم، دنت من إنصاف لفارق الطول بينهما ومست كتفها:
-هل لكِ أن تخبريني عن قصتك مع مأمون!
رمشت إنصاف فيما بررت حسنا:
-أحب سماع قصص الحب.. لقد سمعتُ عنكما لكن أود سردها منك..فسرد العاشق مذاق حروفه من لهفة ووجد!
فكت إنصاف شعرها فتأففت حسنا تقول:
-لقد تعبنا في تضفيره.. لماذا حللتها
-لم أضفره من سبعة عشر عامًا، سأضفره فيما أقص لكِ حكايتنا..
بدأت أناملها بحل الشعر فيما حسنا تساعدها وتتلو عليها القصة، حتى أتمّت الضفيرة الأولى.. وبدأت بالثانية فأتمّت إنصاف الحكاية وسألت:
-وابنتك؟!
ردت إنصاف:
-في قبضة رجل يبسط أنامل قلبه لها ويحكم عليها، فأنام قريرة العين لأنها معه..
غامت عيناها بسنواتٍ ليست بعيدة:
-لقد جاهدتُ لكي تكون معه فمثله يؤتمن، وسليمان أمسك عليها زلةً في ماضيها جعلته يحكم الوثاق حوالينا بدناءته.
بان على عين حسنا الفضول لكنها لجمته بأدب فابتسمت إنصاف:
-لقد التمعت عيناك بشقاوة المعرفة، لقد أحبت ابنتي رجلاً في صغرها، كانت مشاعرها نقية وطيبة، ولم يكن ذلك الشاب يختلف عنها، كانا كأي عاشقين يسرقان من العمر لحظات لقاء ومقابلات شوق، حتى أمسك بهما سليمان مرّة.
سألت حسنا بحزن فليس هناك أسوأ ما على قلبها أكثر من قصص الحب الحزينة:
-ماذا فعل؟
تنهدت إنصاف:
-جاهد ليبعدهما عن بعضهما.
-لماذا؟
-كان يريد الشاب لابنته هو!
-وماذا حصل بعد؟
-كان الشاب منضما في الجيش، التحق بكتيبة لحفظ السلام فغادر لسنتين كاملتين، حدث فيهما الكثير ومنه زواج ابنتي بغير رجل..ولو أنني تمنيته لابنتي لكن سليمان لن يتركهما وشأنهما
اغرورقت عينا حسنا:
-لقد استطاعا المضي في حياتهما والتجاوز لا تقلقي، أساساً قبل سفره كانت الأمور بينهما على شفا الاحتضار.
تمتمت حسنا:
-مساكين!
أعادت إنصاف على أذنيها:
-كلنا مساكين يا حسنا.. كلنا!
ثرثرتا كثيراً حتى استأذنت حسنا على استحياء:
-هل أستطيع الخروج للحقول من فضلك!
سألت حسنا ببسمة:
-هل اشتقتِ للمراعي والحقول هنا ونسف الحنين بكل أشواقك؟
ثبتت إنصاف:
-بل اشتقتُ للبيادر.. وتنشق هواءها وأنا حرّة..
أخبرت حسنا والدها أنها خارجة مع إنصاف، لكنها للحظة ترددت وطلبت من والدها:
-دع أحدًا يمضِ خلفها.. أنا لن أخرج معها، تبدو مثقلة بالكثير وتحتاج أن تكون وحدها.
أومأ والدها فخرجت إنصاف لوحدها عبرت البوابة وخطت قدمها الشارع فشعرت برجفة احتلت قدميها وصولاً لقلبها وطافت حول الرأس فنفضت أفكارها:
-يبدو أنك اعتدتِ الذل يا إنصاف ومسيرك كامرأة حرة طليقة بات يرهبك!
مشت بالشارع تلتقطها الأعين وتحفها النظرات فالكل عَلِمَ بقصتها، وربما ينسجون حولها قصصًا جديدة لم تعد تُهمها، عرجت نحو أول أرضٍ مزروعة ومضت تمشي بين الحقول فالمراعي تحبو نحو الحياة والسنابل الخضراء تغمرها طولاً، سالت دمعتها وكفها يطرق على قلبها بانتفاضات موجعة، داست أرض والدها ودموعها تنهمر أكثر فأكثر:
-هنت عليكِ.. كسرتني يا والدي ولم أسامحك.. لن أسامحك على جحيمي معه..
غاصت قدميها بالتراب فيما تهمس بقسوة:
-لن أسامحك على كل ضربة تلقاها جسدي منه، ولا على الهوان الذي عشته..
جالت في البساتين وخطواتها تركض ركضاً تشق كروم العنب، وجداول الزيتون وصلت مشارف البيادر فانتحبت وكفها تنحدر نحو بطنها الفارغة في هذه البقعة فقدت جنينها الذي أكمل شهره السادس في رحمها، فقدته هنا إثر مطاردة سليمان الذي اختلى بها في السيارة التي كان يقل الطالبات فيها استغل عدم تواجدهن وبدأت نذالته تطفو على السطح، راودها عن نفسها فأبت بمقاومة باسلة، حاولت الفرار منه ولحقها باستماتة، مست الصخور الشامخات حتى هذه اللحظة، اللواتي تعثرت بهن وسقط جنينها للأبد.
-لقد حرمني منك.. لقد حرمني أن أكون أمًّا مرةً أخرى..
مسحت دموعها بقسوة:
-لن أبكي.. فزمن الدموع ولّى.
استقامت تسير نحو آخر مكانٍ هنا، أرض مأمون التي دفعها مهرًا وأخذها خليف جبرًا واستلمها سليمان قهرًا..
وصلتها بخطوات متعثرة فيما يخبو نفسها والشوق يقودها نحو الآثار وكل ما جمعهما، تجاوزت في مشيها المدى، عرقها يتصبب على الجبين وحرارتها ترتفع رغم مغيب الشمس، وصلت دارها التي سكنتها في آخر أرضهما شهقت حين رأت آثارها فسقطت على الأرض تبكي:
-آهٍ يا عزيز النفس، لقد كان السجن إليَّ أحب مما أدعوه بي..
أرخت حجابها فيما تقسو أنفاسها:
-وأحبّ إليَّ مما دعاني إليه..
نكست رأسها تأخذ حفنةً من التراب وتهيل بها فوق رأسها:
-لم أكن امرأةً لسواك..
تحجرت عيناها فيما تهمس للأرض الميتة:
-ما كنت امرأته يومًا..
شكلت كرة طينية تضمها بين أناملها بقسوة:
-كان ذليلاً يا مأمون.. عاش معي ذليلاً رغم ما فعله..
مست عنقها بكفها المرتجفة:
-أُهنت على يده.. وأمطرني بوابل غضبه.. لكنه لم يجرؤ على أكثر من ذلك..
نكست مجددا فيما تقر بوجع:
-سلاحه عقله الداهية ولسان الأفعى خاصته..
دنت للتراب تقبله ففيهِ رائحة مأمون التي لم تدنس، وخصوبة يده التي امتلأت ندوباً إلى اليوم:
-لقد حافظت على لبنى.. لم أستطع فعلها إلى اليوم لكنني فعلت..
أغمضت عينيها فيما تبوح:
-لقد هددني بها حين مات والدي الذي لم أسامحه، لبنى على مشارف الزواج وحين رآني أجهز العدة للرحيل أخبرني أنني إن فعلتها سيفشل الزواج الوشيك بفضح ابنتي الخائنة التي تسكعت مع صديق عريسها المزعوم..
طفرت دموعها وابتل حجابها:
-سامحني.. لم أكن معه بملء إرادتي وليشهد الله أنني فعلت المستحيل لأتخلص منه، تحملته في سبيل ابنتي التي آواها حينًا، لكنني..
حارت في الكلام ودمع عينها لا ينضب وكفيها تكرمش التراب:
-لم أفعل ذلك سوى لأجلها.. فأنا لا حياة لي بعدك، وحياة ابنتي أهم مني..
رفعت رأسها عن الأرض المخضبة مسحت وجهها فيما تردد بهسترة:
-لم أكن امرأته.. لم أكن.. لم يستحوذ على روحي
استدارت على عقبيها تكمل بصوت خفيض لئلا تسمعها الأرض:
-ولا جسدي..
مرّت على أركان بيتها التي تعرفها وإن طُمست، مضت لآخر الأرض وصلت ضفة النهر الواسع الذي صبغه الشفق بحمرته، فيما يتمايل الصفصاف بغنج حوله مدت كفها تغترف منه وتشرب، عادت بكفها لتغسل وجهها فيما أصواتُ حوافر للخيل خلفها وصوت شابين يتمازحان دون رؤيتها التفتت فوجدت ريبال حفيد طالب على ظهر خيلٍ برفقته شابٌ آخر يمتطي فرساً هو الآخر سمعتهما يتحاوران فيما الشاب الآخر يهتف:
-ألا ترى أن النهر يعاند حجة الوهم عندي، معيدا صورتها إليَّ في صفحته كل مرة مبرهنًا لي بأن حب السراب ليس سرابًا. ألا تجود يا نهرُ بحقيقةٍ أفضل!
اشرأبت بعنقها ليتنبها لها، استقامت تمشي تمر من جانبهما متمتمة:
-لن يخبرك النهر سُر حبك.. ابحث في معضلة قلبك ستجيب!

**


يتبع...


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس