عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-22, 10:20 PM   #1667

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



بعد أسبوع

"حي نوارة"

-الله كم هو لذيذ!

أنهت ثريا طبق الكيك المغطس بالكراميل والكاكاو الذي جلبته براءة لها كهدية على إنجازها وتجاوزها عقب نفسية بفضل التجربة النفسية التي خاضتها:
-لا توصف حلاوته بلذة الشعور الذي غمرني حد النشوة وأنا أنتصر على نفسي!
جذبتها ثريا لأحضانها:
-هل وصلتِ مرادك حقًا!
أومأت براءة بدموع حبيسة بالفرح:
-للحظات كنت أشمئز من تفكيري أن أكون خاضعة كلعبة بين يدي الوساوس، حتى وصلني علاجك!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهزت رأسها:
-نسيتُ التوكيدات في كل محاولة، وفي كل مرة كنت أعيدها، حتى اكتشفت الحيلة في التكرار غرس الهدف حتى نضجه وتلقائيًا الممارسة غيرت قناعاتي..
شعت شمس ثريا ووجهها يتورد بالفخر تنفست والراحة تنسكب منها تقول:
-أجل هذا هو ما أردت إيصاله، التجربة والتكرار في تلقين الذات ما تريدين!
تناولت ثريا قطعة أخرى فيما تشرح براءة عن التجربة:
-لقد أوجدت أسلوبًا جديدًا مع عائلتي!
تنبهت ثريا:
-وخالتك ذات الشعر الملون!
تبسمت ضاحكة من قولها:
-حتى هي!
تحمست ثريا وتحركت دون راحة بفضول:
-كيف.. ماذا فعلتِ؟
بإيماءات تناسب همّ العمر وثقله أردفت:
-لن أكذب وأقول عن نفسي خارقة لكنني أوجدت في سوء المعاملة جذوة نار تصر على خلق إنسانة مغايرة مني..
توجست ثريا فيما تكمل براءة:
-اسألي المعلمات ستعرفين مقدار تقدمي في المستويات والامتحانات..
أطرقت في حياء وخجل من ذاتها:
-اختلاق شاب يكون قارب النجاة يحسسني بأنوثتي وملجأي طريقة خاطئة، أستطيع أن أكون ملجأ ومصدر احتواء بتكوين الصداقات والعلاقات
رفعت رأسها بمودة تنضح منها
-وجودك مثلاً عوضني، حفصة.. حتى حفصة التي تزعجني في تدقيقها وأسئلتها إلا أنها خير عون لي..
دق قلبها بذكر حفصة فغمرت يد براءة في يدها متلحفتين بغطاء المحبة:
-أنتِ أيضًا خير عون لي يا براءة لو تعلمين، تستطيعين الاكتفاء بذاتك أولاً وصنع هالة لك للتعامل مع الآخرين، الإنسان يتيم دون صداقة وحب.
أنهت الحديث بعد نصائح طويلة وقررت أخذ المتبقي من الكيك إلى الصيدلية لا تعلم لمَ خطر وضاح على بالها وودت مقاسمته حلاوة الكعكة مؤكد ستعجبه!
وصلت غرفة المعلمات:
-أنا جئت ماذا لديكن
تناولنها المعلمات بالأحضان؛ وكعادة الغرف الصفية تكون ساخنة بالأحداث العاطفية المذيبة للأعصاب، كل معلمة لها حصة لا يستهان بها في وصف الصخب العاطفي الذي تحياه ودرجة ذوبان رجلها، من جهة فثريا باتت سعيدة كونها حملت وسام الارتباط وما عادت تهتم لمراعاة تواجدها؛ ومن جهة فالغصة تتفاقم من شدة ما تشعر بالفقر العاطفي مقارنة بالثراء الفاحش الذي ترتديه كل معلمة؛ حين يسألنها ماذا تجيب؟
أنه يغار إذا وجد هاتفها مشغولًا بمكالمة أخرى!
ويعيش حالة صعبة في اختلاط المسميات عنده
كما يعاني فصامًا حادًا في تفسير النوايا
وهي.. ماذا؟
تمسك حسابه ويؤلمها تناقص رصيده إذ رجحت كفة الخلاص على البقاء!
-ثريا ماذا عنكِ؟ حان دورك؟ هيا أخبرينا فنهلة لم تخف عنا شيئًا أثناء خطبتها!
غصت بكأس الشاي ففسرنه حرجًا كبرت عليه، استعادت توازنها:
-أموري الخاصة أخجل أن أحكي عنها!
وكزة في الكوع هنا.. ورمية دفتر من هناك.. وصفعة خفيفة على كتفها فباح لسانها بما تأمل في رجلها...
الرجل الذي رسمت يومًا في دفاتر أنوثتها!
ولم تجده..
-يحبني.. يدللني؛ ولا ينتهي سيل عاطفته حتى أكاد أشعر أنه سيبتلعني في طوفان حمايته ورجولته!
خمدت أصوات الفوضى وأكملت ثريا:
-صلبٌ شكيمته قوية كما أحب يُعتمد عليه..
وهنا سالت التعليقات والتدخلات حتى سحبت مرشدة المدرسة النفسية والاجتماعية على جنبٍ تسألها:
-كيف أخبار الطالبات معك، بالذات الأول ثانوي أعرفهن متعبات وشقيات!
حكت لها المرشدة عن الكثير ومع كل اسم تحبط إن لم يكن حفصة، حتى أنقذتها المرشدة وذكرتها فسألت ثريا سريعًا:
-ما بها؟ هل هي بخير؟؟
لم تبخل زميلتها إذ سرعان ما شرحت لها:
-منذ أن جاءت قبل سنة وأنا أدرس سلوكها جيدًا، كما تعلمين تعيش مع عمها حمزة ووالدها؛ لكنني أشعر بتأثير الحضور الذكوري عليها!
ألحّ ناقوس الخطر بمطارقه:
-ما الذي تقصدينه!
حيرت المرشدة بصرها ونقلته بهدوء ثم عادت ليستقر فوق وجه ثريا تكمل بصوت خفيض:
-تبدو لي غير متزنة؛ تهتم بالجميع وتصاحب الجميع، تمتلك المعلومات وتستقصي في البحث حول كل فتاة، حتى أنها أحيانًا تخبرني بأسرار الطالبات!
امتقع وجه ثريا فنفخت المرشدة بقلة حيلة:
-والمشكلة لا تتصرف بتلك الطريقة بدافع سيء أو نية خبيثة، بل ما يؤلمني أنها تتصرف بتلقائية مفطورة عليها؛ وكأن هناك من يعزز فيها هذه الأسلوب..
تذكرت ثريا مواقف جمعتها بحفصة، كمجيئها مع الطالبات مرّة للتسكع، ومرةً أخرى حين بثت لها هموم براءة، وأشياء كثيرة باحت لها فيها؛ خاطرٌ ما سرى عبر شرايينها وكاد يفتت ضلوع قلبها كمدًا على هذه الصغيرة، أن زوجها المغوار من بث فيها هذه العادة الذميمة..
تنهدت بحزن الشعور لفتاةٍ بات يفقدها طمأنينتها، ويسلبها أمانها بظنونه الذي يبدو أنه سيخسرها هي بها!
**
فتحت باب الصيدلية وشيئًا فشيئًا تهدهد نبضاتها الألفة في هذا المكان رغمًا عن أنف عقدة وضاح ووحشة ملامحه التي باتت كجدران بيتها تألفها وتشعر بها
-لن أؤخرك، أساسًا لا دوام لي اليوم سأذهب مع حمزة لاختيار الأثاث!
بعفويتها حكت، والدماء تمركزت في الوجنتين بحياءٍ قلة من تمتلكه عن الخجل:
-لقد بدأنا بالمراسم، العقبى لك!
اعتاد تغيبها وعدم تواجدها، لكن ما لا يظنه في نفسه التعايش مع فكرة فقدانها؛ أن يخسر المكان جزءًا من شرايين الحياة التي تضخها هنا
-بالتوفيق ثريا.. لا عليكِ الأهم أن تكملي أمورك على خير..
أمنت له ثم انحنت يدها نحو حقيبتها التي على كتفها تخبره:
-في الواقع لقد جئت لأمرٍ آخر
أمال برأسه ورفع يده التي شمر عن كمها يسحب ورقة:
-ما الأمر؟
كانت تتعارك مع سحاب الحقيبة:
-ليتني أتخلص منها، رديئة رغم أنني دفعت ثمنا وقدره بها
ثم ضحكت ضحكة خفيفة:
-لا في الواقع ثمنها زهيد اشتريتها من محل شهاب الله لا يذكره بالخير!
انشق السحاب فشهقت معه لكنها لم تبال، فنصرها بإخراج الطبق كان أولى
-إلى الجحيم أيها السحاب الأخرق
استدارت نحو الحاجز وصلت وضاح فيما تمد له الطبق:
-أعتقد أنك تحب هذا النوع من الحلوى، خصتك رونق بطبق شبيه له على ما يبدو حين جاءت هنا..
وضعته على الطاولة فيما تدخل إلى الغرفة الخاصة تجلب شوكة:
-لقد أبقيتها في الثلاجة لا تقلق على صحتك!
ناولته الشوكة فيما تهذر دون مراعاة لما يجيش بداخله:
-لقد خطرت على بالي وأنا أتناولها، وقلت هذا النوع يحبه وضاح فلم أر نفسي إلا وأنا أجلبها لك لتتذوقها..
لم يتفوه بكلمة حتى لم يوبخها كعادته على وضع الطبق فوق الأوراق والمعدات المكتبية، أمسك بالشوكة بيد مترددة من لمس كفها، سريعًا ما تجاوز المشهد بتعليق تهكمي:
-ألا تروجين لأحدٍ كعادتك؟ لك أسبقيات في هذا النوع!
شهقت متخصرة:
-أنا ماذا فعلت وروجت؟
رفع حاجبه بمعنى -حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا-
فضحكت حين تتوتر وقالت:
-سامحك الله لأول مرّة تظلمني، لقد جئت إليك بها لأنها ستعجبك!
لم تقاوم منظر الكعكة فدخلت سريعًا وخرجت بشوكة تسحب قطعة وتبرر بحرج فعلتها:
-طعمها فوق الوصف.. لقد أحببتها جدًا
همهم بنعم يترك لها الطبق الذي أجهزت عليه ولم يأكل منه سوى لقيمتين:
-أجل تستحق إجهازك عليها
رفعت كفها بورطة ومررته على فمها بحرج:
-ألم أتذكرك؟ يا لك من ناكرٍ للمعروف
تقفز حواجز الحوار وما يمنعه وما يفرضه، معه تحارب جبهة الضد فتسحبها برشاقة طوعا وتهذيبا
تسلك معه دروبًا لا يخطو بها أحدٌ سواها، دون مشورة ولا استئذان، فلها قانون تخضعه هو تحته، ويمضي أمرها فوق كل شيء..
تناولت الطبق تغسله والشوكتين:
-لكيلا تقول صنعت الفوضى ورحلت.. ليتها ما جاءت بالطبق ولا أطعمتني!
رد عليها:
-أنت فعليًا ...جئت هنا لتطعمي نفسك.. لا سواكِ.. مجيئك لأجلي حجة!
خرجت والنية فيها حاضرة لإلقاء محاضرة إلا أن رنين حمزة عطّلها:
-أنا في الصيدلية مرّ بي!
تنهدت تستند إلى الحاجز:
-ورائي يوم طويل سنمر بمعرض للأثاث، ثم سنتجول في مجمعات تجارية قاصدين الأدوات المنزلية، ومن ثم سنعود إلى اقتناء المفروشات..
سأل مقطبًا:
-أليس كثيرًا؟
أومأت في تنهيدة:
-حمزة لا يريد أن نكرر زيارتنا، فمرة واحدة تكفي..
ناظرت قدميها بحزن:
-من الآن أشعر بسخونتهما، ماذا سيحدث لي بعد قليل؟
سمعا بوق سيارة حمزة، وبغير وعي مسدت الحجاب، طاف بوجهها وهج لقاء المرأة برجلها؛ لم يحدث أن تابعها وضاح أو تفحص وجهها حين تلتقي بخاطبها، بطريقة عجيبة لقلبه الذي بات يدخل في أي معادلة بشكل ساذج لم يستسغ فكرة التطابق والتوافق فيما بينهما، قطب يستل سيجارته ويشعلها دون أن يرد على تحيتها إذ انغمس في تأنيب التمرد الذي يتمادى على رتم حياته الذي اعتاد..
-وضاح
همسة خافتة بلهاث ناعم رفع رأسه لها:
-جئتِ مجددًا؟
حدق بها بعينين تحملان سحب المطر في ليلة ظلماء دون قمر، لماذا جاءت بعد وقت طويل بهذه الهيئة؟
-أريد منك أمرًا ما!
تلفتت في حرج فتذكر أن نوبة سرحانه أوقفت المبلغ الذي كان سيعطيها إياه قبل وقتٍ فتلمسه بلا وعي فيما يسمعها:
-هل أستطيع أن آخذ جزءا من راتبي اليوم؟
هز رأسه فيما يعطها المغلف:
-أنا بالفعل جهزته لك، لكنني انشغلت أثناء خروجك!
ابتهج قلبها بفرحٍ غامرٍ ولن تخبره أن بطاقة حمزة للأسف موقفة فطلب جزءًا من أموالها لدفع الاستحقاق الجزئي للمقتنيات التي سيشتريان، تناولتها بلا تكلف تمنع الحواجز التي تكاد تذيبها خجلًا وخرجت بسرعة حد الطيران!
وعن الخروج الأول لهما، فليته لا يحسب ضمن نزهات العشاق والأحباء، دار بها في أماكن محدودة وكأنه يحفظها، اقتنى من الأشياء الأقل ثمنًا وإن كانت لا تنكر أناقتها، لكنها شعرت بتحفظ مادي كاد يرعبها!
-حمزة دعنا نرى هذا المعرض..
قادت كفه بعفوية فشد عليها فيما يُكمل:
-تبدو قطعهم غير مريحة ولا تناسب المنزل كما الحي الذي نقطنه!
وحسنًا فرغم ثراء حمزة الذي ينزوي بحيّهم لم تجد في اختيار الأثاث أي مشكلة، إذ سبق ورأت البيت فعلًا، طرازه حديث بشكل يفوق المعقول
-أعتقد أن لا مشكلة أبدًا في مواءمة البيئة إذ أن البيت بيتنا ولا ينتصف شارع الحي مثلاً
وشت لها وسوسة صغيرة أن أقرئي السعر ورغم أنها تتجنب الخوض في هذه التفاصيل إلا أنها وجدت تكلفته باهظة؛ بالنسبة لما اختاروه..
رجعت بخفي أحلامها الفارغة، ترتدي نعل الحقيقة وإن خدش الحصى نعومة أمنياتها!
*




يتبع....


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس