عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-22, 10:23 PM   #1668

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


قبل هذا الوقت بأسبوعين..

بمقص ضخم اعتلى منذر جذع شجيرات الزينة يقصقصها بين تأنيب وتوجيه والده:

-هذا الطرف أحدثت اعوجاجا فيه

-أمرك يا كبير!

بخفة ورشاقة ورغم أنه لم يستطع رؤية الانحراف ولا استخدام الأدوات الهندسية لخلق المثلثات والمخاريط التي يرغب والده:
-منذر لقد قضيت على مستقبل الشجرة..
رد منذر بتساؤل أخرق:
-حقًا؟
-اهبط.. اهبط قبل أن أصعد إليك وأستخدم المقص على لسانك الذي تبرع العمل بما لا يفهمه!
هبط منذر بخفة القرود واستند على حافة الفرن الحجري المزروع في قلب الحديقة الواسعة يعاين فظاعة الشجرة ويعلق:
-ما هذه الإعاقة الذي أحدثتها، تستحق القتل حقًا
ناظره والده فيما ينادي "عامل الحديقة" الذي تولى منذر عمله يعتذر له:
-معذرة منك صالح؛ منذر أبهرنا وقضى على تميز طولها..
تكفل الرجل ببسمة واسعة:
-أمرها بسيط، في الواقع لقد أهداني شكلاً سأتفنن في صنعه!
شكره ناظم كما منذر الذي انحنى نحو ريحانة يستنشقها، نفاذ الرائحة زكّى حواسه، فتفاعل معها بتناغم فتّاك يخبر والده:
-أبي أريد الزواج
توقف والده للحظة مباغتًا من رعونة الطلب:
-من الذي منعك عنه؟
-أنتم
زالت تقطيبة والده، وشعت أوردته بالمكر هانئًا بحنق ابنه:
-اسكت يا ولد
غزاه شيب اليأس، وحل القنوط قلبه، فخرج بمظلة الأمل علّ رأفة والده تهطل عليه زخات المباركة:
-أمي لا تريدني أن أتزوج حتى يحل علاء مشكلته!
أغاظه:
-معها حق
نفض مظلة الشفقة وهتف بجسارة عاشق يهدم الحصون ظافرًا بعرش ملكته:
-والتي أريدها تعلم يا والدي، ليس لي سوى الحلال معها سبيلاً
-ألهذه الدرجة صعبة؟
-وأصعب بكثير!
تمايلت هدى بخطواتها المغناج رغم خطوط العمر، وسعة العقل:
-ليست صعبة، لكن ابنك فضحنا وكأنه صائم عن النساء ووجد فيها طبق المنسف الذي يحب..
كتم ناظم ضحكة:
-هل تجاوز حدوده في غير ما نعرف؟
شوحت هدى بكفها مغتاظة:
-لا.. ناهيك عن وجوده كفزاعة ترافقها كظلها، يقف أمامها كمهووس يقر ويعترف بما يحمله من عشقٍ كملاحق مضطرب نفسيًا!
اعترت منذر الدهشة فيما هدى تكمل سجل محاضرتها بعد رصد عينيها له فمنذر عاشق وقد رأت أن حان وقت التدخل:
-هل ترى ذلك يجذبها أيها الأخرق؟ أنت تزيد من مخاوفها وتؤجج رفضها الذي تستحقه ببساطة..
أجابها عذابه..ولوعته تتمرد على الجنون فهتف:
-أمي أنت لا تعلمين ما أعانيه، ليس وكأنك لم تعايشي ما مررت به!
أتنسى عذابه؟ وشكّه النفسي؟ لولا ثبات إيمانه لفقد عقله!
اعترف لها بحقيقة:
-لست نادمًا لو عاد بي الزمن لكررتُ ما فعلت!
شهقت والدته تشير لناظم:
-انظر.. عبثًا تحاول مع منذر!
استولى ناظم الجلسة الدائرة:
-ستنقطع عن زيارتها لفترة، كما سأوكلك لجلب نجوى فأظن أن رحلة علاجها طالت وعودتها حانت..
التفت إليه قاطعًا كل قول:
-لن تعترض لها.. دعها تفتقد وجودك وتدرس مشاعرها جيدًا بعيدًا عنك!
-مشكلتها الفوارق الاجتماعية التي كادت تصدعني بها..
ابتسمت هدى بسمتها الأرستقراطية، تجيبه كسيدة كسبت تأييد الجميع والجمعيات كما المنظمات بدهائها:
-اترك لي هذه المهمة، لا تصعب على هدى رغم أنها محقة..
عززت قولها فيما تلتفت لزوجها:
-وباجتهاد ابنك عزز كل هواجسها..
لا يعلم كيف قضى منذر ليلته يعرج سلالم توقه نحو النجوم يطأ السحب ويمس بأنامله صفحة السماء فتعبر سبابته وجهها الحبيب بوهج النجوم، ورقتها التي تنافس هشاشة الغمام!
-قريبًا يا أخت الغيم.. نجمتي الصغيرة التي تجذبني عن القمر
*الوقت الحالي*
حجب وجهها الحبيب عن مرأى نظراته، شاكراً ذاكرته الحديدية التي تدرك مواقع الشامات في وجنتها اليمنى، نفخ بضيقٍ فيما يدور بمكتب صديقه طبيب الباطنة، راقب المارة من علو لارتفاع المكتب، الواجهة الزجاجية تجعله عضوًا حيّا في المجتمع الحيوي، ضرب بقبضته الزجاج
أتظن جيداء أن العيش في واقعهم صعب؟! بصحة توقعاتها هو يستطيع أن يتكيف ويهيئها لكيلا تشعر بالغربة أو المنفى فقد تربوا على التواضع وقبول الأطياف كلها، أمه صاحبة يد بيضاء بالمعنى الحرفي ورغم أن حياتهم مهمة ولا تساوي شيئًا أمامها هي.. إن لم تخرج من قوقعة حساب الفروقات فلا أمل، إذ أنها متعلمة وموظفة.. ناهيك عن أنها عملت في أماكن لها وزنها فلماذا التعقيد!
استمع لصوت الباب، فنفث تبغه بهدوء يأمر الطارق بالدخول:
-تفضل..
ارتعدت أوصال الطارقة للحظة، فهل هيئ إليها أن كل البشر يمتلكون نبرة صوته التي تخلع قفل قلبها بسهولة متوسطة رحاب الوتين، ابتلعت ريقها في وجل تتقدم بجسارة ستندم عليها لكن ليس الآن، فيما بعد بالطبع:
-هذه أنا أود ختم الطبيب غيث لصرف الوصفة!
لم يجبها ولم يعلق، بل تفحصها ببطء دون معنى ولا إيحاء:
-هذه الاضبارة لوالدتي أريد الطبيب أن يختمها؟ أين هو؟ لا أراه!
الصمت خانقٌ لا يساعد!
معه تعتاد وقوف مسارح الغرام
يغني لعينيها ألف قصيدة ونثر!
أمسك بالختم يشير إليها ما زلزل هامتها عمّا اعتادته فمدت الملف الأول الذي عاين فيه تاريخ والدتها الطبي دون معنى أو صوتٍ، بسلاسة مرّت أنامله التي انتبهت لها توًّا، رشيقة بخشونة فطرية وإن لم يقاس الخشونة؛ ناولها الملف والتقت نظراتهما لأقل من لحظة أشاحها هو سريعًا، خرجت من عنده بغير اتزان ونبضها يفقد سكنه الذي قض مضجعه منذر!

*ليلاً*
كعادته التي يتسابق عليها وشقيقه منذر، حتى أباه، مسد علاء قدمي والدته مستغلا غياب منذر ليسبقه بها، صنع لها مساجًا كما تحب، بين كل تمسيدة وتمسيدة يدنو بوجهه نحو مشطي قدميها يقبلهما ببرّ وحنو:
-أطال الله في عمرك يا هدهد أيامنا، وجعلني عند قدميكِ طيعًا مرضيًا لا أغضبك!
ارتخت والدته تحت لمسات يديه تؤمن على دعائه:
-لا حرمني الله منك ولا من أخويك.. أنت مطيع لولا غطرستك الأخيرة وهفوتك التي لا أعلم كيف سقطت بها!
غص داخله وإن صمت؛ دهن لها مرهمًا كلمسة أخيرة ورفع قدميها عن الكرسي الذي تستريح عليه:
-ها قد أنهينا!
نطقها مع دلوف منذر الذي اغتاظ لأنه جاء بشكل خاص ليتولى مهمة تمسيد قدمي والدته:
-من المفترض أن تكون في منزلك ما الذي تفعله هنا؟ وتسرق مني مهمة هدى الأحب لقلبي!
استقام علاء يضبط وضعية رقبة والدته يجيب بغطرسته وثقته المعهودتين:
-كشخص سيطير غدًا ما الذي تفعله الآن في غرفة والدتي عوضًا عن تفقد حاجياتك؟
تأفف منذر بنزق:
-مكاني هنا إن نسيت، أجول براحتي؛ أما حضرتك الذي يتطفل علينا وتترك بيتك.. الذي يفترض بك أن تعود إليه إن كان أهله هناك أو تمسد على بعض العلل علّها خفت قليلاً..
ارتاح علاء على كرسيه:
-بيتي وأمره شأني وحدي فقط؛ أي شيء آخر يحق لك التدخل فيه ما دونه لن تفعل حسنًا!
صمت منذر مفضلا السكون وحلاوة الوداع فغداً سيسافر لشقيقته نجوى التي استقرت حالتها بعد إدمان ورحلة علاج طويلة كادوا يفقدونها بها مرّات، يؤمن جيداً أن علاء تعلم درسه بأبشع الطرق لأنه قدم اختباره بأكثر الوسائل ضررًا وإساءة، لذلك لن يتنازل عن رونقه يعرف جانبه التملكي فيها والعاشق لها حد النخاع وإن خضع جبروته لريح مغوية عاتية..
حل الصبح وطار منذر أوصلته هدى برفقة علاء الذي انحرف بها نحو أحد المطاعم فطلبت منه بهدوء:
-أوصلني إلى المشفى!
قطب متسائلاً:
-لماذا؟ ما بك؟ هل تعانين شيئًا ما؟
-أبدًا لدّي زيارة سريعة أود أن أقضيها
عرج بطريقه نحو المدخل الرئيسي فهتفت سريعًا:
-خذني إلى البوابة الثانية!
قاد بصمتٍ نحو البوابة وهناك استقبلها الأمن بعد أن طلبت من علاء ألا يرافقها، دخلت قسمًا بعينه وأمرت بهدوء:
-أين قسم المحاسبة، خذوني إليه!
قادتها ثلاث موظفات فيما تتوسط هيئتها الثلاثة كانت أنيقة بحلة كلاسيكية وجهها رغم تخطيه الخمسين مشرق، حيّ، منطلق للحياة فلا شيخوخة تراها!
أدخلتها إحدى الموظفات إلى القسم فسقطت عينها على الهدف لكنها أسدلت أهدابها بذكاء وسارت إلى الداخل حتى وصلتها، كانت منهمكة في طباعة الكشوفات، تضم الحزم الورقية لثلاث مجموعات، رفعت رأسها لصوت الجلبة فتغضن جبينها لحظة لبطء الإدراك، عادت تكمل عملها على الطابعة، تسحب الدرج الأمامي تتناول شريحة تفاح وتعاود الكرّة مع الأوراق، شعرت بظل فابتلعت شريحة التفاح دون أن تلوكها توقفت الشريحة في سقف حلقها فيما تستقيم مرحبة وتتبرع أخرى:
-السيدة هدى فقيه في زيارتنا!
صعبت مهمة الرّد والنفس فشهقت بقوة فيما الحبة في مكانها فزعت هدى مع كل من بالغرفة نحوها
-جيداء ..جيداء ما بك!
**



يتبع


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس