عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-22, 10:38 PM   #2

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة..
أنا غلطت في ايه عشان هي تكسرني , عملت ايه قوليلي عشان ...
كاد يكمل ويخبرها بحقيقة الأمور ولكنه توقف !
والتوقف والصمت كان من أجل الخوف من خسارتها , هو بكل هدوء لا يرحب بخسارتها ولا يريد رغم معرفته ويقينه أن تلك الخطوة قادمة لا محالة!
أكملت هي بدلاً منه :
-قصدك جوازها العرفي من مازن!
هز رأسه إيجاباً فتكمل وتزيد من تأنيب ضميره:
-بس انت مكنتش كده ايه حصل فجأة عشان تبعد يا غسان عن بناتك , وبعدين انت بس موازنتش امورك مش اكتر!
ابتسم بسخرية ثم هتف بسؤال يعرف أن اجابته الصمت والسؤال هنا هروب:
-فريدة انت نسيتي الي عملته!
لم يأتيه الرد مازالت هي تتهرب وتتحاشى المواجهة , فيستقيم من مكانه قاصداً الخروج من الغرفة فهمست هي:
-ابقى شوف بناتك ياغسان!
لم يستدير لها بل أكمل طريقه للخروج وصراعاته ترافقه !
يتساءل ما الخطأ الذي أقدم هو عليه وما القادم له, وأين النهاية!
اما هي خلفه تنظر له بتعجب يزاد يوماً بعد يوم؛ هو لا يهمل بناته..
يتابعهم جيداً .. يعرف كل ما يدور بيومهم ولكن..
هناك شيء مختفي..
هناك شيء مفقود..
هناك حنان مبتور!
أغمضت عينيها تهز رأسها بحيرة..تخرج نفسها من بؤرة التفكير..فربما الغد يحمل ماهو أفضل!
*******************
_اتزوج من ناصر..
توقفت عن الحديث.. بترته في دوران الاستيعاب ،تأملت الجالسة أمامها بنظراتها الشاردة، خصلاتها المعقوصة بإهمال ،بشرتها الشاحبة وكأنها على شفا الموت!
انقابضة يدها..وتلك الهالات المحيطة بعينيها في إشارة صريحة بعدم النوم..
أكملت هي بنبرة يتخللها بعض العصبية وعدم التصديق:
_تمزحين....
نظرت لها مرة أخرى ولكن الأمر لم يكن مزحة.. هدرت بقسوة :
_تريدين مني الزواج من زوجك عاصي؟!
لاتدري هل هو استفهام أم تعجب أم هو استنكار وسخرية من الوضع..
تشتت عاصي هامسة بتوتر..كلماتها مرتجفة.. نبرتها مقتولة،بل هي هنا مفقودة..:
_اريد له السعادة.. انت مناسبة له..

خبطت مريم بيدها على المنضدة،استقامت مكانها ،دارت بخطوات تنفر الثبات .. نظرت لعاصي تارة بعين الشفقة وتارة بعين القسوة..
اقتربت من عينيها تحتلها بجمود .. تهدر بثبات تام ..:
_ولما أنا مناسبة..؟
أشاحت الأخرى بعينها.. كابحة العبرات فتقتل هذا القلب.. تمسكه هكذا فيموت:
_انت قوية.. جميلة.. من عائلة كبيرة بل من عائلته..
عددت الصفات وهي تخفض رأسها بوجع أصاب مريم بنفور من حالتها..
كانت تعدد الصفات ومع كل صفة وميزة ينغرز داخلها خنجر بارد يحيلها إلى مشوهة!

ابتسمت مريم بسخرية والوجع يصلها رغم النفور.. رغم الاستنكار..
الوجع يصلها كأنثى وجعها كان بالأمس، والأمس هنا حيث بداية النزف..والسقوط!

هزت رأسها.. تلاعبت بخصلاتها، همست وهي تعود متابعة عملها على حاسوبها الخاص..:
_اذا هو عرض سخي منك عاصي.. سأفكر بالأمر..
هل يمكنني إكمال عملي الآن!
****************************
تتألقين , تنافسين القمر ..
قالها ونظرة عينيه لا تفارق عيناها, فستانها, لا تفارقها كلها, ارتبكت للحظة , فقدت ثباتها للحظة واستعادتها باللحظة الثانية:
-القمر هذه الليلة محاق عاصم..!
قذفت الجملة , تحدق فيه باستنكار جلب له مزاج رائق لاستحضار غضبها :
-لذا اخبرك أنك تنافسينه حبيبتي


تتهادى بفستان اسود به فتحة صغيرة من القدم, خصلاتها تتأرجح حول وجهها , ملامحها مدمجة بفرحة , ببهجة وهذا يكفيه..
-ما رايك..
دارت حول نفسها عدة مرات , وعقد صغير كان هديته لها طلب منها ان لا تنزعه ابدًا كان يلتف حول جيدها..
يقترب , خطواتها بطيئة, بصره لا يفارقها وكيف والقلب هو المسيطر هنا..
يده لمستها جذبها من خصرها, يده التفت حولها , يدور بها , يضعها على الارض , ثم يدور ويدور , خاطفًا من العالم الحب..
-جميلة , تخطفي الانفاس حبيبتي..

سيجوب هو كل البلاد, سيرى النساء , ربما يتزوج مرة وتلاته وعشرة وأكثر.., ولكن لا أنثى تشبهها لا شيء يشبهها..
هي انثى كالوطن وهو بفقدها مغترب..!
وإدراكه هذا حان وقته بعد فوات الاوان فهنيئًا له الرحيل والاغتراب وهو حتى على أرض الوطن..
!
************************



أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس