عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-22, 08:38 PM   #14

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,857
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي معاناة قلب

الفصل الرابع

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

"-هل ستعود قريباً إلى الوطن؟"
"-أجل، اشتقت إلى أمي وأختي، وسأفتتح فرعاً لمطعمنا في بلدي كما اتفقنا". رد وسام بابتسامة تحمل في طياتها حنيناً موجعاً لوطنه وأهله وأكمل بصوت خافت وكأنه يكلم نفسه:"لاأحب الغربة يانادر، لم أحبها يوماً، أنا.. يسكنني الانتماء إلى حيث ولدت وترعرعت، كالسمكة التي إن خرجت من الماء تموت."
هز نادر رأسه بتفهم، وفكر وهو يشاهد لمعان الحنين الذي يشع من عينيّ صديقه وسام الذي تعرف عليه منذ ست سنوات، ويكن له في قلبه محبة واحترام لشخصه الطيب وكانه يعرفه منذ صغره، عندما تعرف عليه وجده طموحاً وأميناً فعرض عليه العمل سوياً، وعملوا بجد لافتتاح مطعم رائع يقدم أنواعاً معينة من الحلويات والمثلجات نال مطعمهم شهرة مميزة، اندهش نادر ووسام من الناس المقبلة عليهم وإعجابهم بمايقدمونه، تحسن وضعهم كثيراً حتى قرر وسام ونادر افتتاح فرع آخر في بلد وسام، وهذه كانت فكرة الأخير ليتسنى له رؤية أمه وأخته سالي
فبعد موت والده وأخوه الأصغر وسيم في حادث أليم، اسودت الدنيا في عينيه، فسافر إلى بلد آخر لعله ينسى، ولكن هل ينسى المرء أب حنون ورائع كأبيه وأخيه وسيم رحمة الله عليهما. انتبه على نادر ينكزه في كتفه "سأفتقدك ياصديقي العزيز لاتتأخر علي(وضع يده على كتف صديقه)، هيا لنأكل فزوجتي ريما قد حنّ قلبها عليّ وطبخت لي الأكل الذي أحبه قبل أن تذهب لزيارة أهلها" أكمل نادر وهو يضحك ويشده نحو المطبخ ليتناولا الطعام سوياً.


****************************


صعقت من شكل وجهها في المرآة،لاتصدق،كل هذا الضرب، دون حتى أن يسمع منها ماجرى معها ولمَ أصلاً أخذت السيارة ، ضحكت بمرارة كمعتوهة"وهل هذا جديد؟" سألت نفسها بسخرية،
ظلت تغفر له حتى كرهته بامتياز، تشمئز نفسها منه رغم وسامته وجماله وحديثه المنمق الذي يخدع به من حوله، إلا أنها تراه بأقبح صورة، جمال عبد القادر، زوجها الذي يملك نادٍ للرياضة وهو المدرب فيه وهذا السبب في هوسه بجمال جسده وكمال رشاقته، أحياناً تشعر أنه تزوجها فقط كي يضمن صحة طعامه والحفاظ على سلامة جسده، وهل تستغرب أنانيته وحبه لذاته، المغرور، كم عانت وتعاني.
ذرفت دموعها بيأس قاتل، يبدو أن قناع البرود الذي ترتديه قد ذاب من النار التي تشتعل بصدرها، جلست تبكي بقهر وكأن أوجاع الدنيا كلها تسكن روحها ووجدانها، انتبهت إلى أغنية تصدح وكأنها تنثر الملح الخشن فوق جراحها فتوجعها أكثر، يبدو أن هذه ابنةجارتهم المراهقة التي ترفع صوت الأغاني عالياً كعادتهاوكأنها شعرت بألمها. تذكرت كلام صديقتها مروى عندما كانت تقول لها أنها تتذكرها دائماً كلما استمعت لهذه الأغنية

"وقالو سعيدة في حياتها، واصلة لكل احلامها
وباينة عليها فرحتها في ضحكتها وفي كلامها
وعايشة كإنّها ف جنة وكل الدنيا مالكاها

وقالوا عنيدة وقوية، مبيأثرش شئ فيها
محدش في الحياة يقدر يمشي كلمته عليها
هتحلم ليه وتتمنى؟ مفيش ولا حاجة ناقصاها

ومن جوايا انا عكس اللي شايفينها
و ع الجرح اللي فيها ربنا يعينها
ساعات الضحكة بتداري في جرح كبير
ساعات في حاجات مبنحبش نبيّنها

كتير انا ببقى من جوايا بتألِّم
ومليون حاجة كاتماها بتوجعني
بيبقى نفسي أحكي لحد و اتكلم
وعزٍّة نفسي هيّا اللي بتمنعني

سنين وانا عايشة في مشاكلي وبعمل اني ناسياها
وحكموا عليّا من شكلي و م العيشة اللي عايشاها
أنا أوقات أبان هادية، ومن جوايا نار قايدة

ولو يوم اللي حسدوني يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا اللي انا شفته هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن اللي انا فيه هتفرق ايه؟ ايه الفايدة!"

***************************

دلفت إلى المخزن تفتش عن باقي البضاعة كي تعرضها، للحظة أحست بنفسها تكاد تفرغ كل مافي جوفها من رائحة الرطوبة نظراً لإغلاق المكان، شعرت بحركة وراءها، انتابها رعب وشعرت برجليها ترتجف التفتت لتجد أحمد ينظر إليها بغضب ولوم، ثم انتقلت نظرات عينيه إلى ما تحمله بيديها.
"كنت أحضر البضاعة الجديدة لأعرضها" غمغمت بعد أن وجدت صوتها شعرت أنه يحاول لجم غضبه وانتبهت بأنه يشد على قبضة يديه "هل جننت يامروى، كيف تدخلين المخزن وحدكِ؟"تجمعت الدموع في عينيها ولمعت فكرة في رأسها لا مستحيل هل من الممكن أنه يعتقد بأنها دخلت المخزن لتسرق؟ وكأنه فهم مايدور في خلدها، ففسر لها "لو تعرض لكِ أحدهم هنا بالله عليك من كان سينقذكِ؟(زفر بغضب ومرر يده في شعره)"لماذا لم تتطلبي مني أن أنزل معكِ سواء أنا أو أبي أو حتى رائد مثلاً؟"
وكأنه طبطب عليها بكلماته فقالت بهمس"نصحني خالد بجلب أشياء جديدة وإضافتها وقال لي أنها في المخزن" قالت جملتها وشعرت أنها أشعلت عود ثقاب فوق البنزين فعينيه اشتعلتا بالغضب من خالد ومن غبائها "خالد هذا لا تكلمينه أبداً يامروى أشم رائحة كريهة في الأمر" حركت رأسها بأنها لم تفهم شيئًا تنهد ومرر يده في شعره مرة أخرى يكاد يقلعه من غيظه من غبائها. "خالد ليس محل ثقة انتبهي لنفسك أرجوكِ" هزت رأسها بنعم فقال لها بهدوء ونبرة صوته المميزة "سأنتظرك عند الباب حتى تنتهي وأحمل معكِ." تأملته وهو يبتعد، تعرفه جيداً ؛أحمد يحترم المرأة ويحترم دينه ولا يقبل بأن يبقى معها لوحدهما في المخزن، ابتسمت وتذكرت أمها حميدة عندما نصحتها بالعودة للعمل هنا، صدقاً أمها وأليسار معهن حق، فالحاج وابنه يخافان الله في الناس، حمدت الله على كل شيء، وبدأت باختيار ماتريده كي تعرضه في المحل.


*****************************

بعد شهر

يجلس سامح في السيارة متأففاً، هاقد مر ساعة ونصف وهو ينتظر في سيارته أمام مطعم سمك شهير، ابتسم بخبث هذا الفيس بوك أفاده كثيراً فقد شاركتها أحد رفيقاتها ببث مباشر لفيديو قصير حيث يتناولن فيه الطعام محددة الموقع مما جعله يركض كمراهق ليلتقي بها، ولكنها أطالت الجلوس وهو يكره الانتظار، كان دائم الشجار مع رنيم وأليسار بسبب الوقت الذي يأخذونه لتجهيز أنفسهن، من الجيد أنهن قد تزوجن وارتاح من الانتظار القاتل لأعصابه، ولكن يبدو أن باربيته الخاصة ستستهلك كل صبره، وبينما هو غارق في أفكاره وجدها تخرج مع عدة فتيات وينتظرن سيارة أجرة ترجل بسرعة من السيارة واقترب منها متصنعاً الدهشة "آنسة سالي ماهذه الصدفة!" استغربت وجوده وارتبكت فابتسمن رفيقاتها الثلاثة بخبث، فحك جبينه ووضع يده على صدره معرفاً عن نفسه "سامح رضا " ابتسمت الفتيات بمرح وخبث وقالت إحداهن "مرحبا أنا صفاء وهذه فرح وتلك سيدرا" وابتسمن له بإعجاب، شعرت سالي بالغيظ فنكزتها فرح وهمست "هل أكل القط لسانك؟مابكِ تقفين كشرطي المرور." توقفت سيارة الأجرة تنتظر فشعر أنها ستنسحب "آنسة سالي من فضلكِ أريد أن أقول لكِ شيئًا مهماً، (حك أنفه مكملاً بارتباك)بما أنني رأيتكِ صدفة و.. " فهمت فرح نظرات سامح وقالت "حسناً سالي نراكِ، إلى اللقاء حبيبتي" وانسحبت رفيقاتها يصعدن سيارة الأجرة ويلوحون لها بأيديهم، فلوت سالي فمها بعدم رضا ووضعت يدها على خصرها وعينيها ترسلان له ألف عتاب واستنكار، ليسبقها بالقول بفكاهة كعادته "صدقيني مظهركِ هذا يلغي الأنوثة عندكِ كلياً ويشعرني أنني أمام رئيسة سجن النساء شخصياً". عبست من كلامه المغيظ "ماذا تريد؟أنا لا أملك الوقت الكافي لتفاهات، ثم ماذا تفعل هنا؟ هل.. هل تراقبني؟" نظر إليها وتصنع الألم من اتهامها ووضع يده على قلبه بطريقة مضحكة وغمغم "سنشرب شيئًا سريعاً ونمشي أريد أن أكلمكِ في أمرضروري" نظرت إليه بشك رافعة حاجبها الأيمن كدليل على التفكير، يستفزه هذا الحاجب فكر وابتسم متصنعاً المسكنة قتلها فضولها،فهزت رأسها دليلاً على فقدانهاصبرها، أشار لها على المقهى المجاور للمطعم،فمشت أمامه،وهو يبتسم بانتصار وكأنه حصل للتو على جائزة مالية ضخمة.
-"نعم" قالت له بحاجبين منعقدين وفم مشدود في خط ضيق متوتر، حاول المراوغة فحك رأسه وكأنه يفتش عن الكلمات، أجلى صوته وقال " حسناً أرى أن وقتكِ ضيق،(ابتسم ونظر في عينيها ) أنا معجب بكِ سالي،لا بل معجب جداً" تبخر التشنج في جسدها وتوسعت عيناها الزرقاوين دهشة، دائماً يفاجئها هذا الرجل بكلامه، هل هو مجنون؟ شخر سامح بتسلية وهو يرى ذهولها، قال نافشاً ريشه كطاووس مغرور"أنا أعلم أنني وبلا فخر محط أنظار الكثير من الفتيات في الوطن العربي" صححت بسخرية "لا بل محط إعجاب فتيات الكرة الأرضية." "آه،صحيح "همس بتفاخر وهو يتصنع الغرور ورتب قميصه بحركةمغرورة استفزتها"والآن أنا.." وقفت لتنسحب بعد أن تملكها الغضب "اجلسي في الحال، مابكِ تنفعلين من لا شيء؟" تأمل ملابسها الأنيقة سترة زرقاء تعكس جمال عينيها وتنورة قصيرة سوداء أشعلتx غضبه وغيرته، ضيق عينيه وعبس في وجهها "حسناً تملكين ساقين جميلتين ولكن من الأفضل أن ترتدي شيئًا أطول عندما تخرجين من بيتكِ، لأن...هناك من سأكسر عنقه واقتلع عينيه وهو يتأمل ساقيكِ بطريقة سخيفة و..لاتنظري." احمرت كالطماطم من كلامه الجريء وأدارت وجهها لتنظر من يكون ذاك المتطفل. همس من بين أسنانه بنبرة حاسمة:"اجلسي الآن كفتاة مهذبة" جلست على مضض عاتبها بصمت وهي تنقر على الطاولة بسبابتها بتوتر "إذاً كنت أقول عن إعجابي بكِ، أنا أعرف أنني أكبر منكِ فأنا أبلغ تسعة وثلاثون سنة، أعمل مع أبي في شركتنا الصغيرة وعندي أختين أحبهما جداً أليسار ورنيم..."
مضى وقت وهو يكلمها عن نفسه، ارتخت أعصابها المتشنجة، ووجدت أن حديثه لطيف وانها تستمع له باستمتاع أخبرها عن أولاد أخته وعن والده ووالدته وتماسكهم كعائلة واحدة، وجدت أنهما يملكان ذوقاً مشتركاً في بعض الأشياء وأضحكها بطرافته، مر الوقت سريعاً، شعرت أنها قد تأخرت فنظرت إلى ساعة يدها ووقفت تستأذن "لقد تأخرتُ يجب أن أذهب " هز رأسه بتفهم وقال وهو يمسك بهاتفه وينادي النادل ليدفع الحساب "حسناً سأوصلكِ" جمدت مكانها بعد أن مشت واعترضت "لا سأعود كما أتيت" غمغم بغضب "سأوصلكِ بنفسي سالي لن أدعك تصعدين سيارة أجرة بتنورتكِ القصيرة هذه، هل ستقدمين عرضاً مجانياً للسائق لتأمل ساقيكِ؟" صاحت بغضب وغيظ "أنت وقح وو.." هز موافقاً "لايهم ولكن على جثتي لن أدعكِ تذهبين وحدكِ"

فتحت الباب بمفتاحها تشعر بعدم قدرة على تفسير مشاعرها والارتباك الذي يهز كيانها، تذكرت كيف كانت تجلس إلى جانبه في السيارة بهدوء كطفلة عاقلة وعدتها أمها بجلب هديةلها إن كانت مهذبة. أوصلها بعد أن أرشدته إلى مكان بيتها فشكرته بتهذيب ليفاجأها بهزة رأس وانسحب فوراً من أمامها.

وجدت أمها تتابع مسلسلها اليومي، رمت عليها السلام وقبلتها لتبتسم أمها لها، فجاة شهقت ووضعت يدها على صدرها تلوم ابنتها "ماهذا الذي ترتدينه سالي هذا قصير جداً لو كان وسام هنا لكسر رأسكِ العنيد" ضحكت على كلام أمها، وكأنها استدعته فقد رن الهاتف باتصال مرئي منه في اللحظة نفسها "حبيب أمك" ابتسم وسام ابتسامته الجذابة"اشتقت إليكِ غاليتي" وانتبه إلى أخته التي تجاور أمه"ساسي أنتِ هنا صغيرتي، كيف حالك؟ والدراسة؟(ابتسمت سالي بحب لأخيها عندما ناداها بلفظ التحبب)أريد أن أخبركم أنني سأعود إلى الوطن قريباً" هتفت سالي وأمها بفرح وسألته أمه بحب وحنان "متى ياحبيبي؟" صاح بحماس "سأحجز إن شاء الله نهاية الأسبوع القادم لأكون قد أنهيت بعض الأعمال مع نادر لأفتتح الفرع الثاني" تحمست سالي "إذاً ستبقى؟" ابتسم باشتياق "بإذن الله حبيباتي ولكني سأضطر من وقت لآخر أن أسافر لأجل عملنا المشترك"

دلفت غرفتها سعيدة، نظرت لوجهها في المرآة لأول مرة تشعر بلمعة غريبة في عينيها، تذكرت كلامه الجميل والمستفز في الوقت عينه، مالذي يزرعه في داخلها هذا السامح؟ تأملت تنورتها القصيرة وضحكت عندما تذكرت غضبه وغيرته الواضحة تنهدت وحضرت ملابسها لتدلف إلى الحمام لتستحم بالماء الساخن وتسترخي لتنام بهدوء بعيداً عن جنون سامح..اللذيذ.

****************************

-"هادي أنت مجنون تماماً لتوافقها على هذا،" صاح سامح بعتاب، أخذ هادي نفساً عميقاً وأردف:" أريد أن أريحها ياسامح، أنت لاتعلم كم تعاني! لقد أتعبتني بهستيريتها وهوسها بالحصول على طفل(تنهد بتعب) على كل حال لقد بدأنا بالفعل بالحقن التي تسبق العملية ،فقد تأخرنا قليلاًx لأنها كانت تعاني من مشاكل صحية في معدتها فعالجها الطبيب من هذا، والآن بدأنا بأخذ الحقن، يارب تنجح هذه المرة فأنا لم أنسى بعد كيف جن جنونها في المرة السابقة عندما أجهضت وأصابتها حالة اكتئاب"x ليقول سامح "ان شاء الله سينجح الأمر هذه المرة،" وأكمل ليضحكه وهو يرشف القهوة الساخنة "أنت تذكرني بأبي بدر في مسلسل كنت أتابعه في بعض الأحيان، محظوظة رنيم بك" وضحك بصوت عالي ليغيظه، نظر إليه هادي نظرة محذرة، فرفع سامح يده مستسلماً بفكاهة، غامت عينا هادي عشقاً وهمس"كل مافي الأمر أنني أعشقها يارجل وأريد إسعادها " مصمص سامح شفتيه كالنساء وهمس بسخرية "محظوظة فعلاً بنت رضا" وانفجرا ضاحكين.

*****************************

xxxx تمسك باقة ورود كبيرة تنتظره هي وأمها بفارغ الصبر تنظر بإمعان إلى وجه كل شخص يخرج من الباب المخصص للقادمين من الخارج النازلين من الطائرة، ليتها تستطيع الاقتراب أكثر، لولا هذه الحواجز الحديدية المزعجة، زفرت بغضب، لتهلل أساريرها وهي ترى وسام يفتش بعينيه الحبيبتين عنهما، صرخت باسمه بحماس فركض إليهما، وأخذت تتنافس هي وأمها على احتضانه وتقبيله،x بكت أمها من فرحتها بابنها وعودته " أرجوكِ لاتبكي ياأمي أنا هنا الآن" كانت سالي تبكي دون أن تشعر، فمسح وسام دموعها وابتسم "أنتِ أيضًا ياصغيرتي" ضمته باشتياق وقالت من بين دموعها الفرحة "سأتصل بالسائق كي يقف على باب المطار" حضن وسام أمه وأخته وهم يخرجون من المطار عائدين إلى بيتهم الذي اشتاقه حد الجنون.

***************************

"-هذا أنتِ يا مروى؟ كيف حالكِ ياابنتي؟" ألم تتعرفي عليّ ؟أنا أم علي جارة خالة عادل زوجكِ."
ابتسمت مروى بمجاملة ابتسامة لم تصل إلى عينيها، وغمغمت باختصار "أجل، تذكرتكِ ياخالتي كيف الحال؟" بدأت السيدة بالثرثرة عن أوجاعها وماتعانيه من مرض السكري.. تأففت مروى داخلياً لأنها شعرت أن هذه المرأة تذكرها بما تتناساه ولكن وجهها شحب فجأة عندما سألتها السيدة "هل سيأخذكِ عادل هذه المرة معه؟ لم أصدق نفسي حين رأيته البارحة عند خالته وفاء، ذلك الشاب يزداد وسامة اسم الله عليه"
هل انسحب الهواء فجأة من رئتيها حتى شعرت بهذا الاختناق؟ غمغمت بيأس " مممماذا؟ هل عاد حقاً؟" تبلمت السيدة فضحكت "آه يبدو أنني أضعت عليه مفاجأتك لابأس حبيبتي لاتخبريه بالله عليكِ، ولكن من فرحتي بكما، كل عام يأتى به وأراه عند وفاء أقول سيأخذكِ معه ولكن يبدو أن أوراق السفر تأخذ وقتاً،بالمناسبة هل وصلتكِ الموافقة هذه السنة؟" شحبت كالأموات وتجمعت الدموع في عينيها وكادت تقع مغمى عليها مالذي تهذي به هذه المرأة عادل عاد ويأتي كل سنةو....لا.. لا يمكن وفجأة سمعت صوت أحمد يكلم المرأة بصوته الهادئ" سأرى أنا ماتريده السيدة يا مروى لو سمحتِ أبي يريدكِ بأمر ما بخصوص العمل" نظرته المحذرة أوصلت لها الرسالة مشت ببطء لتسمعه يقول للسيدة "أأمريني بماذا أخدمك؟"
خرجت من المحل لتتنشق هواء نظيف تشعر بأنها تحتضر اتصلت بأليسار وغمغمت ببكاء"أليسار يجب ان أراكِ، عا عا د لx ه نا ولمx لم يهتم بأن يأتي ليراني"
"لا أفهم شيئًا يامروى ماذا تقولين؟ "
"أنا مصدومة جداً وسآتي لأخبركِ ،عندما أنتهي من العمل" وأجهشت بالبكاء. أغلقت الهاتف والتفتت لتنصدم بعينيه العسليتين تتفحصانها وقال لها "من الأفضل أن تذهبي إلى البيت الآن فوجهكِ شاحب للغاية" هزت رأسها بامتنان له وانصرفت تبحث عن سيارة أجرة يجب ان ترى أليسار الآن لا تصدق ماقالته تلك المرأة لايمكن، كيف يفعل بها هذا؟

"اهدئي يامروى والله قطعتِ قلبي" دمدمت أليسار بحزن عميق هسهست مروى وهي تمسح بعضاً من دموعها" لا أصدق ياأليسار كيف يتركني هكذا لا معلقة ولا مطلقة مالذي فعلته له لماذا تزوجني في الأساس؟" أخذتها أليسار في حضنها لتهدئ من روعها وقلبها ينفطر حزناً عليها "إهدئي أرجوكِ يامرمر لا بدأن هناك خطأ ما، مارأيكِ أن نسأل هادي زوج أختي فهو محامي و.." أجهشت ببكاء مرير فسكتت أليسار لا تريد أن تزيد من أوجاعها.
بعد قليل رفعت رأسها عن صدر أليسار ونظرت حولها "أين الأولاد؟ لاأسمع لهم صوتاً" غمغمت أليسار بتأفف "عند جدتهم" سألتها مروى وهي تمسح دموعها"وأنتِ لمَ لم ترافقيهم؟" ابتسمت أليسار بسخرية "شددت والدة جمال على مجيء الأولاد فقط، هذا ماقاله هو طبعاً ولكنه لايريدني أن أذهب عقاباً لي لا تشغلي بالك"دمدمت بحزن "سامحيني لم أسألكِ عن حلا كيف أصبحت الآن هل عاد لها الدوار والإغماء؟" سألتها مروى وهي تأخذ منهاx كوب اليانسون "الحمد لله ليس هناك شيء في الرأسx وقد أخذتها إلى طبيب قلبx اختصاص للأطفال، الحمد لله قلبها سليم والآن يراقب الطبيب الضغط عندها" تفاجأت مروى وغمغمت "ماذاااا ضغط بهذا السن" جاوبتها أليسار وهي تدلف المطبخ لتحضر حلوى فأجابتها بصوت عالٍ كي تسمعها "لا لا فقط يجب أن يتأكد من كل شيء" وأكملت وهي تضع صحن الحلويات"الطبيب طمأنني الحمد لله بإذن الله حلا بخير." وضعت مروى يدها على رجل صديقتها وهمست"وأنتِ؟ هل أنتِ بخير أيضًا؟" غمغمت بمرارة "لقد ضربني لأني أخذت السيارة و.."
"السافل كم أكرهه هو وعادل أخبريني ماجرى." صاحت مروى بنبرة مرتجفة. حكت لها أليسار ماحصل "سأقتله يوماً وأريحكِ أنتِ والبشر منه" نفضت عنها البؤس كي لا تزيد فوق قلب مروى "هيا تذوقي الحلوى لاتفكري بشيء مارأيك أن أخبر أبي حتى ينصحكِ و.." اعترضت مروى وهزت رأسها بالنفي "أرجوكِ لا تخبري والدكِ بشيء(أعطتها أليسارالصحن لتلهيها عن حزنها)x "ماهذا؟" قالت وهي تمضغ لقمة الحلوى "ماذا؟" استفسرت أليسار. وضعت مروى الصحن على الطاولة وأكملت تدمدم "هل تعملين الحلوى دون سكر؟ كان الله في عون أولادكِ لجنون أمهم وهوسها بالطعام الصحي" ضحكتx على كلامها وهمست "وأنتِ مهووسة بالطعام المضر يامرمر"
غامت عينا مروى بالحزن تعلم أن صديقتها تحاول أن تنسيها حزنها مع أنها ليست بأفضل حال منها، اقتربت وضمت أليسار اليها"x شكراً لكِ اليسا" امتلأت عيناها بالدموع امتناناً وأكملت " أرجوكِ لا تسألي والدكِ شيئًا، سأرى ماذا أفعل" أومأت أليسار موافقة على مضض من عناد رفيقتها.

خرجت من المبنى تفتش عن سيارة أجرة، وقفت على الرصيف تدور رأسها يميناً ويساراً، فجأة توقفت سيارة سوداء بالقرب منها شعرت وكأنها تعرف هذه السيارة ولكنها ادعت الجهل فلربما كان شخصاً سخيفاً يعاكس، فجأة فُتح الباب الأمامي الذي بجانب السائق ذهلت وتصلبت مكانها، قال بصوته المميز "اصعدي سأوصلكِ ...و، ويجب أن نتكلم يامروى."

نهاية الفصل الرابع إلى اللقاء مع الفصل الخامس

بانتظار آرائكم



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 12:51 AM
Adella rose متواجد حالياً   رد مع اقتباس