عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-22, 09:47 PM   #186

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث عشر


شخصيه الإنسان هي تركيب من ذكرياته، صغيرة كانت أم كبيرة.
عندما نتقدم في العمر قد ننسى بعد تفاصيل حياتنا في الماضي، قد تمحى من ذاكرتنا شيئا فشيئا، فدائما ما تجرف أمواج الحياة ذكرياتنا إلى قعر ليس له ذهاب، حتى ما علق في أذهاننا يصبح غريبا مع مرور الوقت، كصورة قديمة بهثت ملامحها، و ظلت فقط ذكرها بعيدة مشوشة، ماضينا يصبح كقصة نرويها على ذاكرتنا التي أحتفضت بالكلمات و تركت للعقل حرية تركيب الصور.
قد ننسى معالم ماضينا لكنه لن ينسنى أبدا، فأي تصرف نتصرفه، ليس إلا إنعكاسا له.
أسبوعين قد مرى على ذلك اليوم الذي قررت فيه ترتيب أفكاري، فكان أول ما خرجت به هو ضرورة الإبتعاد عنك إلى إشعار أخر، طوالهما و أنا أتجنب الحديث معك إلا بصورة رسمية في العمل، كما أنني أصبحت لا أتحرك وحيدة أبدا، أجر حنين معي أين ما ذهبت، بعد أن أقنعتها بجهد مضني أن تترك عملها في المكتب الصغير و تنظم إلينا للشركة، كما تنازلت في الأخير و خضعت لرغبتي أنا و أمي في البقاء معنا في القصر، و قد كانت حقا في أمس الحاجة إلى هذا الجو الأسري البسيط رغم محاولتها للإنكار، فزينب الصغيرة قد ملأت البيت حياة و بهجة بروحها الطفولية.
لم أكن أترك حنين أبداً طوال الوقت الذي كنت أقضيه في الشركة، أسحبها ورائي كظلي و قد قررت وضعها حاجزا أحتمي به منك، أعيش في حالة تأهب قسوة و أنا أرفع ألاف الحواجز بيننا فقط لأتجنب الإنفراد بك، و الذي أعرف أنه لن يجلب لي إلا الضعف و التهوان في إتخاذ القرار الذي كنت أريده، كنت أتعمد أن لا أظل وحيدة أبدا، فحتى إن غابت حنين أنتقل إلى مريم أو حتى وائل، و عادل الذي يحبني كثيرا أيضا لم يسلم مني، لم تخفى علي نظراتك المستفهمة ولا ملامح الإستنكار و عدم الرضى التي تظلل وجهك، و أنت ترى تهاربي الواضح متك، كنت تحاول جاهدا الإنفراد بي أو الحديث معي بأي طريقة، لكنني أغلقت أمامك و أمام نفسي كل الأبواب، ولم أتح لك أي فرصة لإضعاف عزيمتي،
لا أخفي عليك النار التي تتأجج في داخلي وأنا أحاول جاهدة إبعادك عني، دائما يا معذبي تتركني خائرة القوى و القرار أمامك، أتجرع سيول عذابك سواء. بقربك أو في بعدك.
البعد مضني و قاسي جدا يا حبيب روحي، لكنني و بعد تفكير و جلسة تدبر طويلة مع نفسي قد إخترت الإبتعاد بكل مرارته و قسوته، إخترت أن أبتعد بكرامتي و أنجو بمبادئي و أن أدوس على قلبي المتيم بك دون أن أرحمه كما لم يرحمني هو، فذلك خير ألف مرة من قربك البعيد ، و مع ذلك فأنا أحترق و أموت شوقا للحديث معك، وسماع صوتك يناجني أنا؛ أنا وحدي دون طيف إمرأة أخرى يحتل كل اللحظات بيننا، إشتقت إلى لهجتك الدافئة و الهامسة التي خصصتها دائما لي، رغم أنني بت أشك هل لازالت حقا لي وحدي، أم أن أخرى اضحت تشاركني بها، و هي مع كل آسف الأحق بها مني، صعب أن يعيش الإنسان مع الشك ولو كان هذا الشك مجرد خيلات بعيدة عن الواقع، فما بالك حين يصبح هذا الشك يقينا؟! يقينا قاسيا موجعا نرفض تصديقه، يقينا يخنق الأحلام و يعتصر الأماني، و وراءه يلقي جثة الأمل التي أثلقتها الألام. زلزلت كياني بعثرت وجداني في الأول بحبك و الآن بغدرك، رغم أنني و الحقيقة القاسية لا أعلم حقا من فينا المغدورة أنا حبيبتك القديمة أم زوجتك المصون؟!
ما أصعب أن تختلط الحقائق! حتى لا يعود بإمكانك في وسط حرب المشاعر هذه أن تميز بين الظالم و المظلوم، بين صاحب الحق و ناصر الباطل.
لا أقوى على التفكير في الموضوع كثيرا، فأنا لا أريد أن أكرهك و أكره نفسي أكثر من هذا، يكفيني لحد الأن ما عشته بسببك، فمعك قد تعرفت على أرقى المشاعر و أخبتها، أنسيتني نفسي.و طمرت لي أحلامي لأقنع فقط بحبك ثم تسلبه لي بكل بجاحة، دون أي رحمة أو شفقة، أكره نفسي لأنني أحبك وأكرهك لأنك جعلتني أحبك، فما أغربك حبيبي، و ما أغرب نفسك التي جعلت من الحب كرها و من العشق ألما خالصا.
غداً سيأتي أخي فارس و زوجته وجدان، بعد أن أكمل كل أعماله هناك، ليطوي صفحة الماضي تلك إلى الأبد، و يشرع في كتابة مستقبله بمداد جديد. إشتقت إليه كثيرا، إفتقدته بشدة خلال هذه المدة التي تلت لقائي معه ، إنني في أمس الحاجة إلى قربه الأن بالضبط، و أنا الأخرى أشرع في بناء أحلام جديدة لمستقبلي كان لا بد من أن يقف بظهري ليسندني و يساعدني في نسيانك و التحرر منك! لطالما كنت أسري له منذ صغري بكل ما يؤريقني في غياب أخي زياد، أو حتى في حضوره كنت صديقتهما قبل أن أكون أختهما، رغم أن علاقتي مع فارس كانت مختلفة نوعا ما، فإن كان زياد أخي و أبي في نفس الوقت، و هو يمنحني من الدلال و الإهتمام ما تفيض به مشاعري، و عاطفته الأبوية تجعلني أحس بشعور مختلف من الأمان و السلام و أنا أسلمه كل مفاتحي و أعود للوراء، فيتكلف هو بدلا عني بكل شيء، غير أن مع فارس كان الأمر مختلفا، فهو كان دوما إبني قبل أن يكون أخي، فعلى الرغم أنه كان يكبرني سنا، ظل دوما بعيني ذلك الطفل الصغير الذي لا يكبر أبداً، محتاج دوما للحنان و الرعاية، و ما إن تهدى له، حتى يغرقك في بحر من الراحة و الأمان، هو كان شريكي نتقاسم أنا و هو حل المشاكل، بدلا من ألقيها له كلها ليحلها هو كما يفعل زياد. و قد كنت الأن محتاجة حقا إلى هذه الشراكة التي لا تذوب فيها شخصيتي، لأن الحياة قد علمتني أنه يجب علي الإعتماد على نفسي في كل شيء، فالدنيا لا تؤتمن.
اليوم لدينا إجتماع مهم بخصوص مشروع شركتينا، حضرت في الصباح الباكر، لكنني عجزت عن إحضار حنين، فقد حصلت على إجازة اليوم، بتدخل من السيدة الفاضلة أمي، فقد كانت بحاجة إليها و إستطاعت فرض سلطتها الأنثوية علي لترك حنين و ذلك ما إن عجزت عن جعل أنا أبقى.
فالمنزل اليوم في حالة تأهب قسوى ، و ذلك إستعدادا لإستقبال الوافدين الجديدين، الإبن الغائب منذ سنوات و زوجته المصون، فمصير الطيور أن تعود لأعشاشها من جديد، و بعد كل هذا الغياب قد حان اللقاء. هكذا هي الحياة تمضي بين إستعداد للقاء و صدمة لفراق.
سعيدة أنا لسببين أولهما، عودة أخي و صديقتي و ثانيهما عودة الإبتسامة لأمي و التي هاجرت شفتيها منذ وفاة أبي و أخي.
لم تأتي وحدك اليوم. و كأنك تريد الإنتقام مني على أفعالي، فها هي زوجتك المصون بعد طول غياب تطل برفقتك شمسا ساطعة، لم تتغير عن أخر مرة شاهدتها في الحفل المشؤوم، بل هي تزيد بهاءا و جمالا كل يوم، فهل هذا من آثار الحب، أم هو مفعول قربك أنت
"قولي أحبك كي تزيد وسامتي...... فبغير حبك لا أكون جميلا"
حقا هكذا هو الحب، يجعلنا نشرق جمالا ونشع نظارة، فكيف لك أن تمنحها حبا بهذه القوة يجعلها في كل هذا التوهج، بينما تسلب مني أنا زهرة حياتي، تمتص رحيقي فتتركني جثة بلا روح. وسيم أنت لدرجة تخطف القلوب، فهل بحبها أم بحبي؟!
كنتما تبدوان ثنائيا رائعا لمن يراكما من بعيد، السعادة تقفز من عينيكما و التفاهم يجمعكما فيجعلكما كيانا واحدا. و ليس لي علم بمن يراكما من قريب، فليس كل ما يرى حقيقة!
أحسست بألم قاتل و أنا أراكما قربين جدا من بعضكما تتهمسان و تتبادلان الحديث كعاشقين حديثين و ليس زوجين، تهمس في أذنها بشيء فتضحك ملئ فمها، ثم تهمس هي لك فتتسع إبتسامتك، تتعملان بطريقة تحي بل تؤكد للناظر إليكما أنكما في أقصى درجات التفاهم و الإنسجام، و في لحظة جنون تمنيت وجود سكين هنا لأغرسه في هذا القلب العاصي و أنهي ألمه، أغرسه و أديره فيه بكل قوتي ، فهذا سيكون أرحم بكثير من هذا الشعور الذي أحسه، و بينما تفكيري المتطرف يجنح بي إلى طريق إجرامي، كنت أغرز قلم الحبر في الأوراق الموضوعة أمامي كما تمنيت أن أفعل مع قلبي، فثقبتها تماما!
تبا ألم تجد أمي يوما لأخذ حنين غير هذا؟! ما بالي لم أقم بتأجيل الإجتماع إلى حين حضور فارس؟وهأنا أجلس أمامكما على جمر من أعصاب، أقاوم نفسي حتى لا أقوم بتصرف مجنون، و أنا فاقدة تماما لصبري، طاقتي على التحمل قد نفدت و الحمل أضحى أكثر وطأة، ، أشتعل بنار من الغيظ و القهر، الألم و الحزن، خيبة الأمل، الغدر، الخيانة، الغيرة
هو مزيج من المشاعر السوداء الخائنة التي يصعب تفسيرها و التي لا تكفي كل كلمات الشجن في قاموس اللغة لوصفها.
طلبت من وائل الحضور إلى هذا الاجتماع بشكل ضروري، وكأنني دعوته دعوة غير مصرحة لمساندتي حين أخبرته أن السيد جاسر و زوجته سيحضران للإجتماع، فأي درجة اليأس قد وصلت إليها! أنا يا جاسر بسببك صرت أطلب العون من رجل غريب أحتمي منه أنت الحىيب!
و كعادته هو لم يخيب أمالي كان يساندني طوال هذا الاجتماع بطريقة خفية كم شكرت له هذا الصنيع، فقد زادت هفواتي وسط هذا الاجتماع، وكان يغاطي عليها بطريقة رائعة، و لو أنها ما كانت أبدا لتنطالي عليك.
بعد مدة من الزمن و التي أحسستها دهرا من الألم، إنتهى أخيرا هذا الإجتماع البئيس، توجهت بسرعة إلى مكتبي، هذه المرة لم أهتم بأخذ أحد معي لتجنبك فقد كنت متأكدة أنك لن تأتيني و زوجتك معك، و في الحقيقة أنني تعمدت ذلك، لأني كنت أريد أن أختلي بنفسي و حسرتي، دخلت إلى الحمام المرفق بالمكتب غسلت وجهي وصدري أو بالأحرى أغرقته بالماء بغية إطفاء تلك النار المتأججة في صدري، لكن ما النار إنطفأت و لا قلبي قد إرتاح.
لا أعلم كم المدة التي بقيتها هناك، و أنا أقابل صورتي البئيسة في المرآة، من أنا؟! و من هاته التي تنظر إلي بعيون منكسرة؟! إن فيها لمحة تشبهني!
و حين خرجت بعد مدة من الحمام إذا بي أصدم بك جالسا بأريحية على كرسي المكتب تتلاعب بقلم الحبر بيدك، تبدو غير مهتم، كنت أريد إفتراسك بحق في هذه اللحظة، و أنا أرى إنفصام الشخصية هذا الذي تعيشه! هذا هو التفسير الوحيد! أنت تعاني من إزدواجية في شخصيتك! لم ترفع بصرك إلي، بل إكتفيت بالقول و قلمي الذهبي يتراقص بين أصابعك الطويلة
_تأخرتي، ألم تكوني تنوين الخروج؟
لم أجب، ضممت قبضة يدي بقوة و أنا أضغط على شفتي لكبح أعصابي التي كانت على شفة الإنهيار.
حين طال صمتي رفعت بصرك و أطلت النظر إلي،ثم إنفجرت بالضحك فجأة! قلت من بين ضحكاتك
_ماذا حدث لك هل غرقت في مغطس الحمام حالتك مزرية.
نظرت إلى نفسي فأدركت أنني مبللة على الأخر، حاولت التظاهر بعدم الإهتمام و الحرج قد قتلني.
فقلت لك مصطنعتا جديتا زائفة، وأنا أشير إلى الباب
_تفضل سيد جاسر، و مرة أخرى لا تدخل إلى مكتبي بدون علمي!
تحدثت و كأنك لم تسمعني، بينما تجلس بكل إرتياح على مكتبي و كأنك صاحب المكان!
_لم تهتمي اليوم بإحضار شخص معك تحتمين به مني، غريب! أقررت مثلا إنهاء الحرب، أين حنين؟أجل أدرك أنها مشغولة لسبب عاجل لهذا لم تأتي، لكن حتى الأيام الماضية فحين وجودها خارج المكتب تأتين بأي شخص أخر لتبعدينني به، يبدو أنك إشتقت إلي.
أجبتك ضاغطة على حروفي بإستفزاز
_بل في الحقيقة أنا لم أكن أعلم أنك من الوقاحة لتأتي إلي في وجود زوجتك، لكن يبدوا أنني كنت مخطئة فعلى ما يبدوا أنه لا علم لي بأي من صفتك الجديدة سيد جاسر!
ظهر الغضب على وجهك الذي تجهم بصورة مخيفة، إرتجفت لها نفسي، لكني ما كنت لأظهر تأثري لك أبدا. قلت بتهديد و أنت تنظر إلى عمق عيني، بعد أن وقفت مواجها لي تماما
_أعدي ما قلتي زينب!
كررت بألم غضب ثورة
_سمعت جيدا! خائن! أنت خائن يا جاسر! خنتني أنا! و الأن تخون زوجتك! خائن! خائن!
صحت بي بغضب و صدرك يعلو و يهبط بعنف كمصارع في حلبة القتال
_زينب!
رغم أنني كنت أرتجف من الداخل إلا أن غضبي أنا الأخرى كان أقوى من خوفي فصحت بك في مرارة
_ماذا هناك؟! أتجرحك الحقيقة لهذه الدرجه؟! أنت لم تخني أنا وحسب بل أنت تتلاعب بي أنا و زوجتك في آن واحد! هذا واقع يا جاسر فأترجاك أخرجني من هذه اللعبة القذرة!
حاولت التحكم في غضبك ثم قلت لي بهدوء
_زينب أرجوك أنت لا تعلمين شيئا، فلا تتحدثي في أشياء تجهلينها من فضلك.
صرخت بك في غضب و ثورة و أنا أضرب صدرك بيدي
_إذن إشرحلي هأنا أسمعك ماذا تنتظر؟! إشرح و أريني خطئي! أم أنك تختبؤ وسط أعذار واهية لا وجود لها؟!
بدأت أعصابك تنفد من جديد و غضبك يتسلل شيئا فشيئا ليغطي ملامح وجهك، فحدثتني بهدوء ما قبل العاصفة
_زينب أخفضي صوتك سيسمعك كل من في الشركة!
كان هدوءا تهديديا ثارت له أعصابي، فصرخت بك بغضب أكبر
_فل يسمعو!! دعهم يعرفون حقارتك يا عديم الأصل و الشرف!
الأن ثرت بقوة علي، رفعت يدك أمام وجهي وصرخت بي في غضب هادر، ما كان ليؤثر في أكثر و قد بلغت كل مشاعري الحد الأقسى لها
_زينب راقبي ألفاضك لن أسمح لك! أنت بكلامك هذا تدينين أمي!
إختلطت ضحكاتي بدموعي و أنا أقول
_حسنا إذن إضربني لم يعد غريبا عليك سيد جاسر، هكذا سيكتمل تحولك إلى مسخ بنجاح ! هذه ثاني مرة يا جاسر ترفع يدك علي! ثاني مرة! ألم تكن قديما تدين و تحتقر أي رجل يتجبر و لو بالكلام على أنثى! فما بالك تمضي الأن في طريقهم!
أنزلت يدك بعد أن ضممت قبضتك لتضربها في الحائط جانبك ضربة قوية إنتفض لها كل جسدي، مخرجا فيها شحنة غضبك، مسحت على وجهك و شعرك قبل أن تلتفت لي من جديد و أنت تقول بندم
_زينب أنا آسف حقا أقسم لك أنني لم أقصد أبدا! زمردتي الغالية أنا أحبك و الحصار الذي وضعته علي أفقدني أعصابي! افقدني إياها تماما!
إنهرت على الكرسي بجانب مكتبي، ودموعي تأبى الوقوف، بكيت بمرارة و أنا أرفع إليك عيني سائلة إياك بألم
_ماذا لم تقصد بالضبط يا جاسر على ماذا تتآسف الأن بالتحديد؟ على زواجك من أخرى أم على صراخك هذا بي أو ربما لأنك كنت تريد أن تصفعني؟إنحنيت على ركبتيك لتصبح أمامي مباشرة و أمسكت بيدي و أنت تقول لي برقة و رجاء
_زينب أرجوك حبيبتي ستعلمين كل شيء في وقته، لا أستطيع إخبارك الأن، فقط تأكدي أنني لم أخنك يوما ولن أخونكي،أنا أعشقك زينب أعشقك صديقني! فقط ثقي بي الأن. ثقي بجاسر الذي أحبك حد النخاع. ثقي بذلك العاشق الذي كان مستعدا لبذل روحه في سبيل حبك، ثقي بي أرجوك.
نظرت في عمق عينيك التي غطتهما طبقة من الدموع فزاد بريقهما، إستشعرت الصدق فيهما بل شاهدته بوضوح و شاهدت ذلك الشاب العاشق الذي غرم بي لأول مرة. نطقت بصوت خافت من بين دموعي التي كنت تمسحه برقة بيديك
_جاسر
_عيونه
هذه المرة إبتسمت بصدق من أعماق قلبي. أه كم إشتقت إلى هاته اللهجة الحانية التي كنت تخاطبني بها دوما وكم إشتقت إلى هذه الكلمة بالذات، همست دون وعي و حروب المشاعر و الأحاسيس التي تعرضت لها قبل قليل تلعب على أعصابي
_حبيبي
إرتسمت إبتسامة واسعة على محياك زادت من وسامتك و زادتني عشقا لك، مددت يديك التي كنت تمررها على وجنتي إلى خصلات شعري، تتخللها بأناملك و أنت تقول بعشق
_أه حبيبتي! أه حياتي! كم إشتقت لهذه الكلمة، أدفع عمري ثمنا لأسمعها منك.
أبعدت يديك عن شعري و أمسكتها بيدي، أحتجزها داخله، كما إحتجزت أنت قلبي، حاولت التحدث بجدية رغما العواصف التي بداخلي و أنا أقول لك بهدوء، لا يشبه الصخب الذي عشناه قبلا، أو صخب المشاعر الذي نعيشه الأن
_جاسر طلبت مني طلبا أليس كذالك؟
قلت لي وعينيك لم تفارق عيني
_أجل حبيبتي.
عضضت على شفتي قائلة
_أنا أيضا سأطلب منك طلبا في المقابل، أتمنى أن لا ترفضه.
إبتسمت لي قائلا
_لو طلبتي روحي لن اتردد ثانية في منحك إياها
إبتسمت مرتا أخرى و أنا أقول
_كلا جاسر، أنا لا أبتغي روحك، لكن عدني في الأول أن تنفد طلبي.
أجبتني بدفئ
_أنا قلت لك مستعد لإعطائك روحي.
حركت رأسي قائلة
_لكن عدني فقط.
عقدت حاجبيك و أنت تقول بقلق
_مابلك زينب سأخاف الأن
_عدني يا جاسر أرجوك.
تنهدت ثم قلت
_أعدك حبيبتي أعدك.
قلت لك و أنا أنظر إلى عمق بحرك
_ حسنا إذن لقد أخبرتني أنني سأعلم الحقيقة في الوقت المناسب، أليس كذالك؟
حركت رأسك بالموافقة و أنت تقول
_أجل روحي.
إبتسمت مرة أخرى رغما عني، و كلماتك التحبيبية مهما حاولت تنفد لروحي مباشرة دون إسئذان، فتداعبها و تضعفها أكثر مما هي ضعيفة بك.
_إذن أرجوك إلى حين هذا الوقت، لا أريدك قريبا مني
نهضت من مكانك فنهضت أنا أيضا، قلت بتوتر و أنت تمسح مجددا على رأسك
_زينب ، زينب أرجوك حبيبتي أطلبي طلبا معقول لكن بعدك لا وألف لا.
قلت لك برجاء
_لقد وعدتني يا جاسر، فلا تخلف هذا الوعد أيضا!
_أنا لم أخلف وعدي يوما
إبتسمت بإستهزاء قائلة
_متأكد؟!
_يا إلهي يا زينب، كنت أعلم أنك لن توديها إلى بر الأمان أبدا!
كررت أنا
_لقد وعدتني يا جاسر!
إقتربت مني تمسكني من ذرعي تهزني يقوة قائلا
_كله يا زينب إلا بعدك! لقد إكتفيت! إكتفيت حقا من سنين البعد المظني، لو تعلمين ما مررت به هذين الأسبوعين و أنت تتعمدين إقصائي! زينب أنا كدت أجن! كدت أجن بحق! أنا أبدا لن أستطيع الإبتعاد. و تبا لأي قوة تعمل على ذلك!
قلتها و قد إحمرت عينيك بشدة، لا أدري لما بالضبط. كنت تبدوا كمدن قطعو عليه مخذره، حتى أنني خشيتك حقا كما لم أخشاك قبلا، للحظة طرأت علي فكرة مجنونة أنك مصاص دماء و ستتحول هذه اللحظة و تمتص دمي إلى أخره، كما إمتصصت روحي.
يديك التي كانت تمسكان ذراعي نزلت إلى خصري، أحطته بذراعيك و أنت تقربني إليك بينما تهمس بصوت خافت قرب أذني.
_زينب أنت لا تحسين بي إرحمني أرجوك! أنا أحبك حد الجنون! أعشقك يا زينب إفهميها!
حاولت إبعادك عني لكنك كنت أقوى مني بكثير و قربتني إليك أكثر، يدك الأخرى قد إرتفعت لتحيط رقبتني و أنت تتخل من جديد خصلات شعري بأناملك. لتنحني علي حتى إختلطت أنفاسك بأنفاسي، و دون سابق إنذار، إقتنصت شفتي بشفتيك في قبلة طويلة، قبلة زلزلت كياني و أفقدتني قوتي تماما، من الصدمة لم أقوى على فعل شيء! و أنا أنهار بين يديك، حتى أني كنت متأكدة انه لولا ذراعك الذي تشدني كنت سقطت منهارة على الأرض، حاولت إبعادك و أنا أدفعك بوهن بيدي، لكنك كنت تزيد إصررا فتتعمق قبلتك أكثر تستبيح بها حرمتي و تحتل كياني، دموعي قد نزلت ساخنة على خدي بسبب خزي، كنت أتمنى من كل قلبي هذه القبلة، و حملت بطعمها ليال طويلة و أنت في الغربة، لكن شتانى ما بين تلك القبلة التي طبعتها على شفتي لأول مرة و أنت ذاهب للغربة، و التي كانت تحمل كل أنواع الدفئ و العشق، و هذه القبلة التي كانت بطعم الصدأ. رفعت وجهك قليلا فقط لتستعيد أنفاسك، بسبب حاجتك للهواء، صدرك كان يعلو و يهبط بعنف مثل صدري تماما، لكنك لم تمهلني فرصة للحديث حتى، و أنت تنحني إلي مجددا، و على بعد إنشات من شفتي توقفت. و قد فتح الباب فجأة لتظهر من خلفه زوجتك!
لا أستطيع وصف الشعور الذي إجتاحني حينها أبدا، ما بوسعي أن أقول إلا أنني أشعر بالتقزز من نفسي، أحسست أنني رخيصة بل رخيصه جدا، أصبحت أنا تلك البطلة الشريرة التي تأتي لتدمير حب البطلين في الرويات و المسلسلات، في هذه اللحظة فهمت ماذا يقصد بأمنية إنشقاق الأرض و الإختفاء تحتها و تمنيت ذلك من أعماق قلبي.
لم تظهر على ملامحك أي نوع من المشاعر و أنت تبتعد عني، لا صدمة لا توتر و لا خجل! أيعقل أنك أصبحت عديم الإحساس إلى هذه الدرجة؟ لكن الأكثر غرابة هي زوجتك، كانت هادئة إلى أبعد الحدود بل ولم تختفي إبتسمتها و كأنك شيئا لم يكن، و كأنها عمياء لا ترى! فأي إمرأة ستكون بمثل هذا البرود و اللامبالات و هي ترى زوجها في حضن أخرى؟!حاولت أن أتفحصها هل هي إبتسامة إستهزاء، أو أنها تحاول تماسك فقط،؟!
لكن أبدا لم أستطع أن أستشف أي شيء من نظرتها تلك، أو تلك الإبتسامة التي لم تهتز أبدا، و عينيها لا يعكسان أي مشاعرا كانت و كأنها أغلقت كل باب للوصول إلى مشاعرها، ظننت أنني سأجد الجواب في وجه زوجتك، لكنها كانت أكثر منك غموضا و لم تزدني إلى حيرة و تيها!
لم أفقه شيئا من الحوار الذي كان يدور بينكما بلغة الأعين، طال الصمت لثواني حسبتها دهرا كاملاً، و زوجتك واقفة دون حراك، كأن ملامحها نحتت على الحجر، و كأنها تمثال لا إنسان لديه القدرة على التعبير عن أي شيء! بعد لحظات إقتربت زوجتك منك قائلة
_جاسر، علينا الذهاب الأن لقد تأخرنا.
ثم إلتفتت إلي بملامح غير مقروئة و هي تقول
_أنسة زينب سعيدة بلقائك، جاسر يحدثني عنك كثيرا.
يا إلهي! ما بال هذه الفتاة؟ تتحدث و كأن شيئا لم يكن أو كأنها فقدت مشاعرها أو إدركها، اهاته هي التي كانت تتهامس معك قبل قليل في قاعة الإجتماع بمنتهى الحميمية؟! ظللت فارغة فهي أنظر إليها بصدمة لها، أنتظر منها أي ردة فعل، أن تسبني تصفعني! سأتقبل منها أي رد فعل كان، لكنها لم تفعل أبدا بل أتت ردة فلعلها عكس أي توقع لي فقد ضحكت! أكانت ضحكتها تحمل مرارة؟! أم انها طريقة لتشعرني بالذل و الهوان. لم أستطع التبين. ربما لو صفعتني كان ليكون ذلك أهون علي بكثير! ربما كانت حينها لتنهي هذه الحرب! عدت من تفكيري على صوتها و هي تقول لي.
_أستتركين يدي ممدودة هكذا
في هذه اللحظة أدركت أنها تمد يديها لي لتصافحني فمددت يدي أنا الأخرى، فهمست معتذرة لكن كلماتي بثرت بسب بالتوثر.
_آ.. آسفة.. أنا فعلاا آسفة لم أنتبه
إبتسمتها الغامضة لم تختفي، فهل هذه طريقة جديدة للحفاظ على الزوج؟!
_ لا عليك ما من مشكلة أتفهم موقفك.
تتفهم موقفي؟ يا إلهي! سأجن بسبب هذه السيدة! أقالت أنها تتفهم موقفي، أي موقف بالضبط؟ و أنا شخصيا لا أتفهم موقف نفسي؟
يبدو أن الأسئلة التي كانت تدور في رأسي ظهرت جاليتا على ملامح وجهي، ليخرجني مجددا صوتها الرنان من شرودي
_ما بك أنسة زينب أنت لست على ما يرام؟
إذن ماذا بوسعي أن أفعل و ما الذي يتوجب عليا فعله، الصدمة؟! سأبدو غبية جداً وهذا لا ينقص؟ تسألني ما بي و قد كنت في حضن زوجها توا؟! هكذا ببساطة تتعامل و كأن شيئا لم يكن؟! أي نوع من الصبر و التجلد تملكه لتغلف مشاعرها بهذه الطريقة التي لا تجعلك تستشف أي شيء مما يجول بخاطرها؟! كيف لها بكل هذا الجمود كي لا تنقض علي الأن و تفترسني كأي زوجة طبيعية شاهدت زوجها في حضن أخرى؟!
أقسم أنني سأجن لا محالة إن كنت لم أجن في الأصل، أي نوع من السيدات هذه الشمس، تجد زوجها في حضن سيدة أخرى ولا تبالي بل تسألها هكذا بكل بساطة و إنشراح عن ما بها؟! هل هذا نوع جديد من كيد النساء، تجعل الرأة فيها غريمتها تجن و تبقى هي الملاك البريء أم يا ترها تستهدف ضميري حتى أشعر بحجم قذارتي؟ يا إلهي رأسي سينفجر من الأسئلة!
لم يقطع سيول أفكاري إلى صوت ضحكات زوجتك الحسناء، ضحكاتها كانت صاخبة مغلفة بنفس غموضها.قالت و هي تمسح دمعتين فرتا من عينيها بسبب الضحك
_يا إلهي يا زينب ترفقي بحالك قليلا، لا تبدين بخير هل أنادي طبيبي الخاص ليفحصك؟!
تستهزء بي! زوجتك تستهزء بي و تلذذ بالإحراج الذي أوصلتني إليه!
إبتعدت عني لتوجه نظرها إليك ثم إقتربت منك و أمسكت يدك و هي تقودك للخارج بعد أن طبعت قبلة متدللة على خدك بينما تقول
_لقد تأخرنا حبيبي ، دعنا نذهب الأن و منها نترك الأنسة زينب ترتاح قليلا، فهي تبدوا متعبة جدا
"تأخرنا حبيبي! دعنا نترك الأنسة زينب ترتاح!" يا إلهي سأضل أكرر كلمات هذه السيدة المبهة كالمجنونة، دون الوصول لأي نتيجة منطقية!
قفل الباب بعد خروجكما فجلست على مكتبي منفجرتا بالضحك! نعم لقد إنفجرت بنوبة ضحك هستيرية، فهذا أقصى ما إستطعت أن أفعل، و أنا أردد كلماتها و أسرد الموقف على نفسي كأنني أحكي قصة هزلية
_كانت تضحك! يا إلهي لقد كانت تضحك بحق بعدما و جدتني في حضن زوجها! تضحك و قد وجدتني في حضن زوجها!!
ثم ضحكت بهسترية أكبر و أنا أكمل
"لا بل تتفهم موقفي!"
قلدت صوتها وحركات يدها و أنا أقول بلمحة من جنون كست نبراتي
"لا عليك أتفهم موقفك"
ثم انفجرت مرتا أخرى في الضحك و أنا أمسح عيني من الدموع و أنا اردد بنفس الجنون و الألم
"هل أستدعي طبيبي الخاص؟!"
و أكملت نوبة ضحكي بصوت عالي إلا أن طرق الباب قلت بصعوبة بين ضحكاتي
_تفضل أدخل
ثم عدت لتلك النوبة الهستيرية، التي فقدت قدرتي في إيقافها و أنا احس بأنني على وشك الجنون! إن لم أكن قد جننت أصلا و إنتهى الأمر.
كان وائل من دخل ظل ينظر إلي بإستعجاب وفمه على وشك أن يصل للأرض، حالتي كانت يرثى لها أعلم، كحمقاء هربت من مستشفى المجانين، لأضحك بقوة أكبر و قلبي يتمزق ألما، يبدو أن منظري كان هكذا و تلك الشمس تحدثني، ألهذا لم تصدر أي ردة فعل تذكر؟ فهي تعرف جيدا أن المجنون قد عرف عنه القلم؟! و قد أشفقت على حالتي البئيسة!
ظل هو متسمرا في مكانه لا يتحرك، لأناديه بين ضحكاتي بصوت يقطر حرقة، خرج متهكما متألما من حنجرتي.
_أدخل، أدخل يا وائل لن أكلك.
ثم عدت لنوبة ضحكي، أضحك بهستيرية و أنا أرجع رأسي إلى الوراء.
سألني بقلق و هو يقترب من المكتب
_أنسة زينب هل أنت بخير؟
زادت ضحكاتي التي كانت تقطر مرارا قوة، و أنا أرفع يدي قائلة بإبتسامة متهكمة.
_و هل ترى غير ذلك؟! أنا أضحك! فماذا يفترض بي أن أكون؟! ألا نضحك إلا عندما نكون بخير؟! هذا يعني أني في أحسن حالتي.
لم يهتم بجوابي، بل جلس على الكرسي أمامي ليسألني بجدية
_زينب ما بك؟ ماذا تفعلين بنفسك؟ أجبيني بالله عليك؟
كلماته هذه قد كانت الشعلة التي فجرت بركان الحزن الذي كان بداخلي، لتنقلب ضحكاتي الهسترية إلى بكاء مرير و أنا أجيبها بحرقة
_لا! لست بخير أبداً أبداً. و أين سيفيد هذا؟! و ماذا يفيد أصلا؟!
حرك رأسه و هو يقول بجدية و قد تغيرت شخصيته الخجولة، إلى رجل يعول عليه، رجل الشدائد.
_حسنا زينب حاولي أن تهدئي، قد تدخلين الأن في نوبة هستيرية توقفي، الأمر أخطر مما قد تظنين! أنت تقضين على نفسك بهذه الطريقة!
لم أستطيع أن أجيبه، فقد كانت أعاصير الألم التي أحس بها قوية، قوية جدا تاهت معها روحي، أحس بنفسي تتسلل كقطرات الماء من يدي، أحس بنوبات من الجنون تبتلعني! ظل يملي علي أشياء أفعلها لأهدئ نفسي بها، كنت أطبقها بصعوبة، و آلية، ظللت على هذه الحال حوالي ساعة إلى أن هدأت تماما بعدها إلا من أثار توغلت بنفسي بعد كل ما جرى، مسحت دموعي و أنا أحس بالخجل الشديد من نفسي بعد إنهياري الكارثي أمام وائل، مجددا أفتضح أمام هذا الشاب، الذي صار الأن يعرف كل ما تعيشه مديرته من تخبطات نفسية، لا أعلم ما ستكون نظرته لي الأن، لكن هو بالتأكيد لن يحتقرني أكثر مما أحتقر نفسي أنا. قلت له بإمتنان و إبتسامة مهزوزة
_شكرا جزيلا وائل أنا فعلاً ممتنة لك كثيرا. أنآسف على الوضع الذي رأيتني فيه لكن كان رغما عني!
إبتسم لي بود قائلا
_أنا لم أفعل شيئا أنسة زينب، جميعنا نمر من لحظات ضعف و إنكسار، نحن إنسان في الأخير، قدرتنا محدودة، لا تكلفي نفسك فوق طاقتها، لسنا ألات!
إبتسمت له رغم تعبي و أنا أقول
_ أشكرك مرة أخرى يا وائل، على أي أنا مهدودة من التعب سأذهب لأرتاح قليلا، أرجوك أتمم بقية العمل و أطلب من مريم أن تلغي كافة مواعدي لليوم حملت حقيبتي متجهتا إلى الباب و أنا أقول
_اه كدت أنسى بلغ سلامي لشروق و الصغيرة، و أبلغهما أنكم مدعوون غدا مساء لحفل إستقبال أخي فارس، زينب الصغيرة أحبت إبنتكما كثيرا إنها لا تفتأ تتحدث عنها منذ رأتها، فإياك عدم إحضارها.
إبتسم لي و هو يحرك رأسه قائلا
_حسنا أنسة زينب بارك الله فيك. أنت فقط إذهبي الأن لترتاحي يجب أن يجدك أخوك في كامل عافيتك
تنهدت بأسى و أنا أجيبها بنصف إبتسامة مهزوزة
_حاضر سأحاول بإذن الله.
إبتسم لي و هو يقول
_فقط حاولي أن تكوني أقوى، أنت تقدرين على ذلك، كان الله بعونك.
حركت رأسي و أنا اقول
_آمين، شكرا جزيلا لك إلى اللقاء.
ردد هو الاخر و هو يرفع لي كفه
_إلى اللقاء

انتهى الفصل الثالث عشر
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله




نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس