عرض مشاركة واحدة
قديم 27-01-22, 05:11 PM   #6

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 05



انتهى رومي من حديثه ثم ذهب ليدفن زوجته الحبيبة "هنا". والدموع تنهال على خديه. وقلبه منكسر يبكي كطفل صغير. حاول الجميع تهدئته. لكنه كان في انهيار تام. أخذته آيتن وسارة إلى البيت وحاولا تهدئته بشتى الطرق حتى هدئ وغلبه النوم. تبقت سارة بجانبه وذهبت آيتن لغرفة القيادة فهي الآن من ينوب عن رومي.

استلقت سارة بجانبه تتأمله. وتلامس شعره وتقول. نحن أيضا نفتقدها لم أفكر يوما من الأيام بأننا سنفقد شخصا عزيزا علينا. تحرك رومي واحتضنها. وعاد للنوم مرة أخرى. عادت مي لتسأل كيف حال رومي؟ قالت سارة كما تعرفين رومي دائما يحتاج للحنان. اذهبي للنوم فسيأتي دورك في المساء لتبقي معه.

استيقظ الجميع على صوت الإنذار بمن فيهم رومي الذي وجد سارة نائمة بجانبه فقبلها ثم ذهب إلى غرفة القيادة. وهو يتساءل: ماذا يجري؟ أقبلت إليه آيتن واحتضنته وهي تقول كنت منهارا بشكل لم نتوقعه. لقد كشف رادارنا سفينتين قادمتين من الشمال الشرقي. قال وأين ديانا؟. قالت ذهبت إلى غرفة السيرفرات لترى نوع السفينتين.

لم تتأخر ديانا كثيرا وعادت وهي تقول:اسمحوا لهم بالعبور فأنهم أصدقاء. قال رومي أرسلوا طائرات ترافقهم ليصلوا بسلام وأمان. وصلت السفينتين إلى المرفأ. واستقبلهما الجميع. لكن المفاجئة أن ركباهم كانوا من "مدينة الغردقة". أتو ليساعدوا في الحرب. قال رومي مرحبا بكم. ثم قال لرفاقه أدخلوهم إلى المدن الجاهزة ووفروا لهم كل سبل الراحة.

جاءت لميس ووليم ليسألا رومي عن حاله، قال بخير. فقالا: الجميع قلقون عليك. قال أشكركم لوقوفكم بجانبي. ثم جاءت آيتن وهي تقول عندي شعور أنهم سيبدؤا هذا الصباح. على الفور جمع رومي الجميع وقال: سيبدأ هجومهم اليوم. سيهجمون من كل مكان. بحرا وجوا أريد كل واحد أن يكون في مكانه متأهبا للدفاع عن الجزيرة. لا أريد أن أخسر أي شخص آخر. انطلقوا إلى مراكبكم وإلى غواصاتكم وإلى البرج. ثم قال لجوان: أريد أن يعرض هذا للعالم أجمع.

نظر رومي للميس وديانا وقال: سنعتمد عليكم أكثر في استخدام "الكاميرات المضيئة" لتفجير أكبر عدد من الصواريخ. وطلب من وليم الاستعداد لاستخدام القبة في الوقت المناسب. قال وليم اعتمد علي في ذلك.

بدأت تحركات العدو مرة أخرى. فانطلقت الصواريخ من القواعد البحرية باتجاه الجزيرة. وتحركت البوارج والطائرات الحربية والغواصات البحرية.

تسلم الجد القيادة وبدأ بإرسال الطائرات لمقابلة طائرات العدو. والغواصات للهجوم البحري. بينما تقوم لميس وديانا بتفجير الصواريخ في الجو. أما آيتن فكانت تقود الهجوم عن طريق البرج. حيث أن البرج مجهز بصواريخ مضادة للصواريخ وأسلحة إشعاعية بعيدة المدى.

قاد رومي طائرات الجزيرة. لتلتقي مع طائرات العدو في منتصف الطريق وتبدأ المناورات والمطاردات، ولم يمض وقت طويل حتى بدأت طائرات العدو بالتساقط واحدة تلو الأخرى. ولم يستطيعوا إسقاط أي طائرة من طائرات الجزيرة. أثبت طيارو الجزيرة أنهم الأفضل لسرعة الطائرات وقدرتها على المناورة. فكانت تفوق طائرات الأرض بمراحل.

شاهد العالم هذه الإثارة وكأنهم يشاهدون أحد الأفلام الحربية، هرب ما تبقى من طائرات العدو لتلحق بهم طائرات الجزيرة وتفجرهم جميعا. ثم بدأت طائرات الجزيرة بالهجوم العكسي. فتوجهت مباشرة إلى قاعدة العدو.

بينما استغل قادة الغواصات في البحر صغر حجم غواصاتهم وسرعتها ومرونتها لمواجهة غواصات العدو. أطلقت غواصات العدو الطوربيدات باتجاه الجزيرة. ولكن تتصدت لها غواصات الجزيرة لتفجرها واحدة تلو الأخرى. هربت بعض الطوربيدات متجهة نحو الجزيرة.

على الفور وجهت آيتن الصواريخ المضادة باتجاههم لتقضي عليها جميعا. وتتمكن غواصات الجزيرة من الوصول إلى غواصات العدو وتدميرها كلها.

أما ديانا ولميس. فقد وجدتا صعوبة في التصدي للصواريخ القادمة إلى الجزيرة. فكان تركيزهما على الصواريخ النووية. أما الصواريخ الأخرى فكانت آيتن تتصدي لها عن طريق البرج.

إلى هذه المرحلة من الحرب لم يحتاجوا إلى تشغيل القبة. فكل شيء كان تحت السيطرة. استمرت الحرب إلى وقت الغروب. حيث سيطر أهل الجزيرة على المعركة فتمكنوا من صد هجمات العدو. ثم طلب رومي من الجميع العودة إلى الجزيرة وأخذ قسط من الراحة. قبل أن يبدأ العدو بأي هجوم آخر.

قامت لميس بعملها في متابعة أي تحركات للعدو. فوجدت أن هجوم هذا اليوم كان مجرد اختبار لإمكانيات رومي ورفاقه. ثم لاحظوا تجمعا آخرا للعدو قريبا من خطوط الجزيرة الحمراء.

قال رومي: لا بد أن نغير استراتيجيتنا في القتال. قالوا: وكيف ذلك؟. قال إذا استمروا هكذا فلن نستطيع الاستمرار ليومين تاليين. فهم يفوقوننا عددا. قال الجد: الآن أصبحوا يراقبون البحر فلا نستطيع الوصول إليهم عن طرق الغواصات. لكن نستطيع عن طريق الأسماك. سنقوم بإرسال الكثير من الأسماك كتغطية ثم سيذهب رومي في فم الحوت ويقوم بإلصاق المتفجرات في السفن.
قالت آيتن سأذهب معه فكلنا نستطيع البقاء تحت الماء.
قال رومي لديانا ولميس علينا مراقبة ما يجري في السفن والغواصات وسنزرع المتفجرات خلال الساعات المتأخرة من الليل. حيث يشعرون وقتها بالخمول والطمأنينة. عندها سنضربهم من حيث لا يتوقعون. سيبقى تركيزنا على الطائرات فقط. سيرون اسطولا يغطي عين الشمس.
قالت سارة لـ مي. "هذا ملك الحروب".
قالت مي: أنا خائفة عليه فلا يزال متأثرا بموت "هنا".
بحثت ديانا ولميس فوجدتا الكثير من الغواصين يراقبون السفن. والغواصات تنتشر البحر.
قال رومي سأجعلهم عشاء لسمك القرش.
في نفس الوقت الذي يكون تركيزهم منصب على الغواصين سنقوم بإلصاق القنابل.
في الوقت المتفق عليه تماما. أرسل رومي أسماك القرش في جميع الجهات لتلتهم الغواصين. أطلقت السفن الإنذارات وأشعلت الأنوار في أسفل السفن وأصبحوا يرون الأسماك وهي تلتهم الغواصين الواحد تلو الآخر. خرجت آيتن لتلصق القنابل بالسفن الجنوبية ورومي بالسفن الشمالية.
أتما مهمتهما ثم عادا إلى الجزيرة.

طلب رومي من الجميع صعود الطائرات والغواصات. وأعطي إشارة للأسماك بأن تخرج من المنطقة. ومع أول طلوع للشمس. تم تفجير السفن كلها في وقت واحد فسقطت في البحر، بينما أقلعت طائرات الجزيرة لتهاجم من السماء.

وصلت بعض السفن الحربية إلى الجزيرة وبدأت إطلاق الصواريخ باتجاه الجزيرة. اشتعلت قبة الجزيرة تلقائيا. وتفجرت القنابل على القبة ولم تحدث أي خلل فيها. على الفور قامت الطائرات برد الهجوم على السفن وتدميرها واحدة تلو الأخرى. ارتبك الأعداء وأصبحوا لا يعرفون ما يصنعون، فقرروا إطلاق كل ما عندهم من صواريخ نووية وكيميائية. تصدى رومي ورفاقه للصواريخ الكبيرة بينما تركوا الصغيرة لتصدها القبة. ثم تحرك مجموعة من الطيارين لرد الهجوم ومهاجمة القواعد الأمريكية وتدميرها.
لم يمر الكثير من الوقت حتى أصبحت كلها رمادا.
تكبد العدو خسائر عظيمة في الأرواح والطائرات وكل ما يملكون. بينما حظي رومي ورفاقه بانتصار ليس له مثيل. أصبح المحيط مقبرة لسفن العدو المتحد. ودرس لن ينساه العالم لكل من يريد الشر لرومي ورفاقه.

عادت طائرات الجزيرة إلى مواقعها. وعادت الغواصات إلى مراكزها. وعم الهدوء في الجزيرة. نظر الجميع إلى بعضهم البعض في ذهول. هل انتهت الحرب؟ هل استطعنا التغلب على العدو بأعداده الهائلة؟ طلب رومي مراقبة البحر والجو وحدود الجزيرة وغيرها. ثم وقف رومي في أعلى البرج لينظر إلى الأجواء. صعد الجميع عند رومي. ليخبروه بأن الذين بقوا من العدو انسحبوا يجرون أذيال الهزيمة. ويهنئونه بهذا الانتصار الكبير.

قدمت علا والسعادة تعلو وجهها قائلة لن تصدق يا رومي ما كتبتة الصحف العالمية عنك وعن الجزيرة. وعن هذه الهزيمة لقوات التحالف. لقد انتصرت على أقوى جيوش العالم. دمرت مركباتهم وطائراتهم واقتصادهم.
تكلم رومي بأسف لم نكن نتمنى الحرب. ولكن طمعهم وتكبرهم دمرهم. لن نفرح بهذا الانتصار. فهناك الكثير من الضحايا الذين امتلئ بهم المحيط. ذنبهم الوحيد أنهم يطيعون الأوامر.

لم يعجب آيتن هذا القرار فقالت لا يا رومي. لابد أن نفرح لأننا الآن القوة العظمى في العالم الكل يحترمنا ويهابنا. نفرح لأننا منذ ساعات كنا نرتجف من الخوف وخرجنا إلى بر الأمان. فرح ممزوج بحزن فراق أختنا الغالية "هنا" الجميلة الرائعة، المرحة، العطوفة والشجاعة. الكل أحبها فكانت قدوة في التضحية.
بدأ رومي بالبكاء وبكي الرفاق لبكائه.
قال الجد: ربما نأجل الفرح. لكن اليوم لا بد أن يحزن العالم لفراق "هنا" عاد الجميع إلى سفنهم وذهب رفاق رومي إلى "اليخت كسمت". بينما ذهب رومي إلى "يخته الخاص".

طلبت آيتن من مي أن ترافقها إلى اليخت فكانت أقربهم إلى "هنا". جلسا يتذكران "هنا" حتى غلبهما النوم. ظل رفاق رومي يتناوبون عليه كل يوم واحدا تلو الآخر لكيلا يبقى وحده.
تلقى رومي العزاء من قادات الدول العربية وبعض الدول التي لم تشترك في التحالف.
بينما استقبلت ديانا مئات الآلاف من رسائل التعزية من محبي رومي و"هنا".
واستقبلت في المقابل أيضا مئات الآلاف من رسائل التهنئة بالانتصار على قوات التحالف.

حزن رومي لفراق "هنا" أسابيع عديدة. فكان يقضي أكثر وقته في غرفتها. يتذكر لحظاتهما الجميلة. طرقت عليه ديانا الباب ثم دخلت. وجلست بجانبه فظل يذكر لها ما كانت تفعله هنا. فقال: كل شيء يذكرني بها هنا كانت تجلس وهناك كانت ترقص وهنا كانت تتمرن. كانت ديانا تستمع إليه وهو يتكلم عن "هنا" بشغف وحب. فعلمت أن كل واحدة منهن تحب رومي بطريقتها وبأسلوبها الخاص. وكل واحدة منهن تحاول أن تتميز لتجعل يوم رومي معها لا ينسى. وأكثر من ذلك عرفت أن رومي لا يغفل أي تفاصيل من حياة من يحب فلا ينسى شيء. تكلم رومي وتكلم حتى غلبه النوم. ثم قال لها: ديانا لا تتركيني نامي بجانبي. بقيت ديانا بجانبه تضمه حتى نام.

اكتمل البناء في اربعة مدن ولم يتبقى إلا ثلاثة منها لم يبقى لها إلى اللمسات الأخيرة. بعد مرور ستة أشهر. بدأت تجهز آيتن احتفالا كبيرا بمناسبة الانتصار على قوات التحالف. وبمناسبة جاهزية الجزيرة للسكن واستقبال الضيوف. وقررت علا فارس أن فيلم رومي "ملك البحار" سيعرض لجميع أهل الجزيرة والسياح في سينما الجزيرة فقط.
حاولت "سارة سلامة" توثيق العلاقات مرة أخرى بالدول المجاورة والدول الأخرى. فيما سيعود حمادة و"درة" إلى "برج فرح" لقيادة المدينة السياحية بعد الاحتفال. اكتملت المدن في الجزيرة. لينتقل الجميع للسكن في المدن السبعة .

استعدت لميس لعمل لقاء مع الملك رومي على الهواء. صعد رومي ولميس على إحدى المركبات الطائرة التي تتنقل في سماء الجزيرة. بدأت لميس حديثها قائلة "جزيرة رائعة" رد عليها ليست بروعة من يسكن فيها. عرضت الكاميرا صورا من جمال المدن واحدة تلو الأخرى، بينما كان رومي يتكلم.
تتكلم لميس: ستة أشهر صعبة. فقدت فيها المدينة زهرة من زهورها، أقصد حبيبتنا "هنا" في وقت كان العدو يحيط بالجزيرة ليغرقها في المحيط.

ينظر رومي إلى المدينة معلقا سمحت لنا تقنياتنا وطبعا قوة ملاحظات العاملين معنا. بتتبع المعتدين ومعرفة خططهم واستدراجهم إلى وسط البحر لندمر غرورهم وطمعهم. نزلنا إلى الأرض فقط لنعيش. كنا نريد السلام مع أهل الأرض وخلق علاقات وتبادل الثقافات والتقنيات. لكن ما حصل جعلنا نعيد التفكير في كل شيء.
تسأل لميس: بعد أسبوع من الآن ستحتفل الجزيرة بالانتصار على أقوى جيوش الأرض المجتمعة.
يرد عليها رومي: ما زلت ضد الاحتفال بالنصر عليهم. فقد مات الكثير من الشباب اليافعين الأبرياء. لكن سنحتفل بعودة الأمان إلى الجزيرة وبهذا الإنجاز. سبع مدن بتقنية غير مسبوقة في الأرض.
لميس: ماذا تحب أن تقول عن رفاقك؟
رومي: رفاقي هم سر انتصاري وسر من أسرار نجاحي. من غيرهم أنا نكرة ليس لي أي معنى في هذه الحياة.
لميس: من تتمنى أن يحضر الاحتفال؟
رومي: سيكون هناك خط جوي بين "برج فرح" و"برج أورايون". ولدينا فكرة لإنشاء نفق بحري يصل بين المدينتين. عندنا التقنيات اللازمة لجعل هذه الفكرة ناجحة. سترسل الدعوات إلى الدول التي اعترفت بالجزيرة قبل الحرب فلهم الأولوية للاحتفال معنا. أقدم شكرا خاصا لدول الخليج ومصر والمغرب والهند وباكستان وطاجكستان ودول أخرى لم تحب أن يذكر اسمها.
لميس: هل ستحضر التنانين والديناصورات إلى الجزيرة؟
رومي: ستنطلق سفننا الفضائية غدا بقيادة آيتن ومي لنقل التنانين والديناصورات ومشروع الأفتار إلى الأرض. ستعيش التنانين في الجزيرة في الجزء الغربي منها حيث سيتم إحضار المدينة الترفيهية التي تم بنائها على كوكب بندورة وتركيبها هناك.
لميس: هل ستفتح الزيارة للتنانين والديناصورات؟
رومي: لا نعلم حتى الآن مدى تأثير هذه الأجواء على تلك الحيوانات. ستبقى تحت الملاحظة والتقييم حتى نتأكد أنها لن تشكل خطرا على السياح.
لميس: هل تريد أن تضيف شيئا؟
رومي: أريد أن أشكر من تعاطف معنا وقت محنتنا. وأشكر كل من أرسل رسائل العزاء لموت "هنا". ومن أرسل رسائل يبارك لنا الانتصار.
وشكر خاص لجميع من وثقوا بي في هذه الجزيرة الآمنة. وأعتذر منهم لأني عرضت حياتهم للخطر. لكن ليعلموا أن من يحاول أن يهدد أمن الجزيرة فقد عرض نفسه ودولته للخطر. فالمرة القادمة لن ندافع فقط بل سنرد الهجوم وندمر كل شيء.
لميس: أتوقع أنها رسالة واضحة. ولكن هناك سؤال أخير.
رومي: تفضلي.
لميس: كان هذا السؤال في أكثر الصحف العالمية. هل يستطيع رومي أن يحكم الأرض؟
رومي: ما رأيك أنت؟
لميس: لو حكمت الأرض سيعم الأمان والاستقرار وسينتهي الكثير من الشر. سيعيش العالم سواسية.
اختص رومي الإجابة وقال: الأرض أكبر من أن يحكمها شخص واحد. هذا جوابي.
لميس: ماذا ستفعل في أسرى الحرب. العالم يظن أن جميع من كانوا في الحرب غرقوا في البحر وكانوا طعاما للأسماك.
رومي: نعم لدينا أكثر من 10 آلاف أسير من بينهم 768 فتاة استطعنا إخراجهم من المحيط بعد انفجار السفن. وهم يعيشون في مخيمات في أطراف الجزيرة توفر لهم جميع أنواع الرفاهية. والأكل والحماية ويعيشون باستقرار.
انتقلت الكاميرا إلى تلك المنطقة وشاهد العالم كيف يعاملهم بطيبة وعناية. يلعبون ويعيشون في سعادة وفرح. لميس: ماذا ستفعل بهم؟ رومي: لو كنت مكاني ماذا ستفعلين؟
لميس: بالنسبة للرجال أرسلهم إلى بلادهم فلا نحتاج لهم. أما النساء من أرادت العودة منهن أعدناها ومن بقيت فبإمكانها إفادتنا.
رومي: سأترك لك حرية التصرف فيما ترين أنه مناسبا.

استمرت التجهيزات لحفلة الانتصار. قادت سارة الترتيبات، بينما غادرت آيتن ومي وديانا إلى الفضاء لإحضار الديناصورات والتنانين. فيما تأكدت ديانا من اللمسات الأخيرة في المدينة.

عملت لميس مع جدها لتجهيز الطائرات لإعادة الجنود إلى ديارهم. سجل الجنود في المطار لحظات إعجاب بالأخلاق والكرم والمعاملة التي تلقوها على الجزيرة. بينما نقل الإعلام والصحف العالمية هذا الحدث. فرحت الكثير من العائلات حول العالم بعودة أبنائهم بعدما فقدوا الأمل في العثور عليهم.

أما الجنود النساء فغادر منهن 693 فيما كان عدد من أردن البقاء في الجزيرة 75 فتاة ما بين سن 25 سنة وال 33 سنة وما زلن في البيوت المعدة لهن.

عادت آيتن ومي ومن معهما من الفضاء بعد ان أحضرتا التنانين والديناصورات فلم يتبقى في الكوكب إلا المحطات. وفي مكان بعيد في آخر الجزيرة الكبيرة هبطت السفن ونزلت التنانين والديناصورات إلى الجزيرة. كان من بينهم الديناصور الصغير الذي أنقذته" هنا". فحينما التقى برومي أخذ يدور ويبحث عن "هنا" فلم يجدها. ذهب إلى رومي وكأنه يسأله عنها. فأخبره رومي "مخاطرة" أنها ماتت. أخذ الصغير يصيح ويصرخ حزنا على "هنا" ثم أخذته أمه إلى الغابة. فكان موقفا حزينا للجميع.


عادت آيتن ومي إلى أحضان رومي فرحب بهما. شعرا أنه بدأ يعود لطبيعته فحزن فراق "هنا" كان قد سلب رومي ابتسامته ومرحه. قال لهم: من اليوم السعادة والمرح لن يفارقا الجزيرة سنفرح ونغني ونرقص ونستمتع بالجزيرة وبحياتنا ولن نسمح لأي حزن أن ينسينا الفرح. اجتمع الرفاق وقالوا له بما أنك رجعت لطبيعتك فعندنا مفاجأة لك. أغمضوا عينيه وأخذوه إلى الجانب الآخر من الجزيرة ثم فتحوا عينيه وقالوا ما رأيك في المفاجأة؟ فرح رومي بالمفاجأة وشكرهم على محاولة إرجاع السعادة إلى قلبه.

ثم قال: مع الأحداث نسيت أننا أحضرنا قصر والدي المرصع بالألماس. قالوا لن تدخله اليوم. ستدخله غدا بعد حفلة الانتصار فقد جهزنا لك مفاجأة أخرى نتمنى أن تعجبك.

كان رومي يحب أن يقضي أوقاته في الهواء الطلق بعيدا عن المدينة فكان يأخذ القيثاره ويذهب تحت إحدى الأشجار يدندن.

جاءته ديانا. تتحدث معه وتخبره بمستجدات الجزيرة. وحينما همت أن تعود. قال لها إلى أين؟ قالت سأتركك بمفردك تدندن. قال اقتربي فاقتربت قال أكثر فاقتربت حتى وقفت أمامه فتح يديه وقال هل استغنيت عن حضني؟ أنا لم أستغن عن حضنك. احتضنته بشدة وقالت اشتقت لمزاحنا ولعبنا مع بعضنا البعض. قال ابقي معي فجلسا يتحادثان ويتمازحان. ثم قال هل أنت مستعدة؟ قالت: لماذا؟، قال: لجولة على التنين.
قالت: وأين هو؟.
قال: إنه قادم في الطريق. وبعد لحظات أتت التنين الأم، صعد رومي وديانا على ظهرها تمسكت ديانا برومي بشده وأخذت التنين الأم تتنقل بهما في الجزيرة والكل يشاهدهما ويحييهما. انطلقت التنين إلى البحر. قال رومي لديانا سأقفز في البحر وسيأخذك التنين إلى حيث كنا. صرخت ديانا لا تتركني. قال لها كوني شجاعة. قفز رومي إلى البحر وتشجعت ديانا وقادت التنين إلى حيث التقت مع رومي. نزلت من على التنين وهي تنظر إليه خائفة. اقترب منها التنين وكأنها تقول لا تخافي نحن أصدقاء.

سبح رومي كالعادة مع الأسماك فوجد أن جيش الأسماك في تزايد. وكان رومي بين الوقت والآخر يعتمد على الأسماك لتكون عيونهم في البحر ضد أي خطر.

اقترب المساء واستعد رومي للحفلة واستعد الرفاق بالملابس الجميلة. وصل رومي مع لميس إلى البرج في استقبال لم يكن له مثيل بالورود والألعاب النارية. جلس رومي على الكرسي المطل على الجزيرة فشاهد الجميع وقد اجتمعوا على مد بصره من الجزيرة ومن مدينة "الغردقة السياحية" وممن قدموا ليحتفلوا هذه الليلة. قدمت "مريم سعيد" للحفلة التي بدأت باستعراض الطائرات الحربية. وبعد ذلك تكلم الجد وأبدي فرحه بهذا الانتصار ثم تكلمت آيتن باسم العائلة والرفاق ثم تكلمت سارة باسم الجميع. ثم البس الجد رومي وسام الشجاعة. ثم بدأت مي بالغناء ثم جاء وليم ليغني ثم لميس ثم رومي وآيتن.
بعد تناول وجبة العشاء سهر من سهر وعاد البقية إلى منازلهم. شعر رومي بالنعاس فقال لزوجاته: سأسبقكن إلى القصر وانتظركن هناك قلن: سنبقى مع الضيوف حتى يغادروا ثم سنلحق بك.

سبقهن رومي إلى القصر. ثم دخل ليرتاح. فوجد في القصر خمس فتيات في قمة الجمال. عرف أنهن من أسيرات الجيوش اللاتي أردن البقاء في الجزيرة.

سأل رومي كل واحدة عن اسمها ومن أي دولة وفي أي قطاع من الجيش تعمل.
فوجد فيهن الروسية والبريطانية والرومانية والبولندية والأخيرة كانت باكستانية الأصل بجنسية أمريكية.
قال ماذا تفعلون هنا؟ قلن نعمل في هذا القصر
قال لستن مجبورات على فعل هذا الشيء. من تريد المغادرة فلتغادر ومن تريد البقاء فالبيت به غرف كثيرة
قالت الرومانية. سيدي أنا في خدمتك أنا سأكون إحدى العاملات في هذا القصر. فأي شيء تحتاج إليه أنا تحت أمرك
وقالت الباكستانية. وأنا أيضا اخترت بطواعية أن أخدمك وأعمل على توفير ما تحتاج إليه وسأطبخ لأجلك.
بينما قالت الروسية. سيدي أنا لم أكن مقتنعة بالحرب فقد كنت من أشد المعجبات بك ويسرني أن أكفر عما فعلت بتقديم نفسي وما أملك في حراستك الشخصية.
وقالت لأمريكية: سيدي أنا هنا لأنه ليس لدي ما أعود إليه لا أهل ولا أحباب غير جيش استغل أنوثتي وجعلني اعيش كعاهرة.
أما البريطانية فقالت: سيدي. أنا هنا لحراستك الشخصية. فأنا مستعدة للموت من أجلك.

قال لهم رومي: لا بل ستذهبن إلى غرفكن. فعندي من الجميلات ما يكفيني ويقمن بخدمتي. قالوا هل تريد أن نعد لك شيئا قبل أن نذهب قال فقط "القليل من الماء". ذهب الجميع إلى النوم. شرب رومي الماء ثم دخل إلى غرفته ينتظر رفاقه ليعودوا من الحفلة. غلبه النوم. فأتته أحلاما مزعجة وكأن أحدهم يطارده. فيحاول رومي الهروب منه لكنه لا يستطيع. ظل رومي طول الليل في مقاومة وشد عصبي. كانت ليلة من أصعب الليالي على رومي، استيقظ رومي ليجد نفسه على السرير بلا ملابس وحوله الخمس فتيات عاريات. حاول أن يتذكر ماذا حصل في الليل لكن بصعوبة لا يذكر شيء. جلس رومي ووضع رأسه بين ركبتيه ووضع يده على رأسه. عادت الزوجات ولميس في الصباح دخلن الغرفة فوجدن رومي بهذه الحالة. جالس وسط السرير وحوله الخمس فتيات عاريات رفع رأسه ونظر إلى الباب وإذا بهن ينظرن إليه نظرات مقززة.

قالت لميس: لم أكن أتوقع أن أخي ضعيف أمام الفتيات. توقعته أكبر من ذلك، وقالت الزوجات أصبح ملكا وظن أنه يستطيع أن يحصل على كل شيء. قام رومي من السرير ولم يستطع النظر إليهن. تركنه وخرجن من القصر. لم يعرف رومي ماذا يفعل. لم يجد أي عذر أو معنى لما حدث. سأل الفتيات ما الذي جرى في الليل قلن كنا نطيع أوامرك. وإذا لم نفعل كنت ستقتلنا. لم يصدق رومي ما قلنه: قال اخرجوا لا أريد رؤيتكن. أخذتهن ديانا واحتجزتهن بعيدا عن الناس لكيلا ينتشر الخبر في الجزيرة. حزن رومي حزنا شديدا. وهجره رفاقه ولم يكلموه بعدها. ولم ينتشر السر في الجزيرة.

استمر رومي يقوم بواجبه كحاكم للجزيرة. ويعود في المساء. إلى القصر وحيدا. ينتظر أي فرصة يجد فيها احدى زوجاته لوحدها فيذهب إليها ويحاول أن يعتذر لها. لكن بلا جدوى. كلهن يقلن لديك ثلاث زوجات كل واحدة أجمل من الأخرى ومع ذلك تخونهن في مثل هذه الليلة. لم يستطيع رومي أن يبرر فلم يكن يشعر بنفسه وحدث ما حدث.

ازدهرت المدينة وفتحت أبوابها للزوار. كان رومي يعود إلى القصر وحيدا. فكان كل ليلة يجلس لوحده ويبكي بسبب ما حدث. كان يزوره وليم ويقضي معه بعض الوقت. حتى مرض وأصبح لا يستطيع أن يخرج لأداء واجبه. ظنت زوجاته أنه يخفي نفسه لأنه لا يستطيع أن يري وجهه للناس. زاد عليه المرض حتى أصبح لا يستطيع أن يقوم من على السرير.

جاءه وليم في يوم من الأيام ليزوره فوجده مريضا بشدة. فأخذ يعالجه. ثم ذهب إلى ديانا وكانت الوحيدة التي لم تشك في رومي لكنهن رفضن السماع لها. شرح لها حالة رومي وأنه اختفى لأنه مريض. قالت: لا أظن أنه فعل شيئا فهو يحب زوجاته. وإن كان فعل شيئا فإنه نادم بشدة. وهو الآن مريض. ذهبت إليه ديانا. وحينما رأته بكت على حالته. ثم ذهبت إلى لميس وقالت: أريني الكاميرات أريد أن أعرف ما حدث تلك الليلة. قالت لميس ليس عندي صلاحيات للدخول إلى سجل كاميرات رومي إلا بإذنه. وأكملت قائله أنه كان سيعطي صلاحيات لأيتن لكن انشغلنا بترتيب الحفلة.

ذهبت ديانا إلى القصر لتطمئن عليه وتطلب منه أن يعطي صلاحيات لآيتن لتعرف ماذا حصل تلك الليلة.
فوجدت أن رومي قد أخذ الفتيات وصعد إلى إحدى الطائرات واختفى. وجدت وليم وسألت: هل قال شيء. قال وليم: قال أنا ذاهب ولن أعود حتى أعرف ما حصل بالضبط.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس