عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-22, 11:27 AM   #10

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 09

أوشكت السفينة الحربية التي صنعها أهل الأرض على الانتهاء. وأصبحوا يستعدون للتشغيل التجريبي لها بعد أسبوع. وخلال ذلك الأسبوع انقطعت الاتصالات فلم تعد الكاميرات المضيئة تعمل في ذلك المكان.

قلق الجميع لعدم معرفة ما يجري تحت الأرض في تلك المنطقة. فطلب رومي من لميس وديانا تفحص النظام ومعرفة سبب توقف الكاميرات عن العمل في تلك المنطقة. لاحظت ديانا أن الكاميرات المضيئة تبدأ في الاختفاء كلما اقربت من مكان بناء السفينة الحربية، ولاحظوا أيضا أن إضاءات الطريق في تلك المنطقة لم تعد تعمل وكل المركبات التي تمر من هناك متوقفة كليا. فعرفوا أن السفينة تطلق "ذبذبات قادرة على إيقاف كل جهاز يحتوي على طاقة كهربائية على بعد ألف متر".

استمرت لميس وديانا بالتناوب على متابعة ما يحدث في قاعدة الأرضيين. بينما استمر رومي ومساعدته كارا في متابعة تدريب الجيش وابتكار طرق جديدة لصد هجمات الأرضيين.

قالت كارا: واضح أنهم يطورون أنفسهم ويستخدمون كل الأفكار المتاحة للانتصار في هذه المعركة. فلا شك أن صواريخنا ستتعطل قبل أن تصل إلى سفينتهم.
رومي: لا تقلقي فنحن أيضا لم نستخدم كامل قوانا في الهجوم السابق. ولدينا أسلحة غير الكترونية. يعني لن يستطيعوا إسقاطها
كارا: سيكون هدفهم أن تصل سفينتهم الجزيرة وبمجرد أن تصل إلى الجزيرة سيدمرون كل شئ يقف في طريقهم.
رومي: أذا لنخطط للتخلص منهم قبل أن يصلوا إلى الجزيرة.
أقبلت عفراء إلى رومي وهي تقول أريد أن أشارك في هذه المعركة. أريد أن انتقم لما فعلوه لعائلتي.
رومي: هل ستتركيننا بعد أن تنتقمي.
عفراء: سأبقى هنا في صحبتك ومع رفقائك إذا أردت.
رومي: إذا اذهبي لتساعدي مي في حديقة الديناصورات.
عفراء: أريد أن أتعلم على المركبات الطائرة.
رومي: رأيت كيف أجدت الصعود على التنانين وتوجيهها.
عفراء: كان لدي مدرب رائع.
رومي: اذهبي إلى مي ستتعلمين كيف تقاتلين على ظهر التنانين.
فرحت عفراء وقالت شكرا أخي.
نظر رومي إلى لميس وردد شكرا أخي! ماذا قلتي لها يا لميس. تبسمت لميس خجلا وصمتت، بينما ذهبت عفراء لمي كما طلب منها رومي.

قبل بدء الهجوم بيومين. حضر الجد لاجتماع شامل يحضره رومي ورفاقه ليتأكد أن الجميع جاهزين للدفاع عن الجزيرة.
تكلم فيهم قائلا. بعد غد سيتحرك الأرضيين بكامل أسلحتهم وتحالفهم وقد اخترعوا سفينتهم الكبرى وقد دفعوا فيها بلايين الدولارات وأحضروا آلاف الجنود. لو دفعوها في مساعدة الإنسانية لعاش العالم لأعوام في سعادة وفي تساوي. لكن كبريائهم وطمعهم سيدمرهم.
فليستعرض كل فريق مهامه في المعركة.
"في حال الهجوم على الجزيرة"
قالت كارا: أنا وفريقي مهمتنا مراقبة الفضاء وتدمير كل الطائرات التي ستقترب من الجزيرة.
آيتن: أنا وفريقي مهمتنا مراقبة البحر وتدمير كل السفن التي ستقترب من الجزيرة.
ساره: أنا وفريقي سنقاتل عن طريق البرج.
لميس وديانا: مهمتنا المراقبة وإيجاد الاستراتيجية المناسبة خلال أحداث المعركة.
وليم ودرة. سنكون في الجزيرة جاهزين مع جيش "الاكران" بعد تطويرها وتزويدها بالصواريخ لأي هجوم عكسي
"وفي حالة الهجوم خارج الجزيرة"
رومي وحمادة: نحن وفريقينا سنحيط بالسفينة من كل الجهات وسنهاجم أي مركبات تخرج من السفينة. وسنستعد للهجوم الشامل بعد تدمير جهاز الذبذبات.
كارا: سنهاجم السفينة العملاقة باستخدام الأشعة بدل الصواريخ لاختراق حاجز الذبذبات.
ونوفر الفرصة لمي وفريقها ليهجموا بالديناصورات على السفينة.
مي وعفراء. بعد أن ننزل على سطح السفينة العملاقة سنستخدم الديناصورات لإذابة أجهزة صنع الذبذبات وبمجرد تدميرها يبدأ الهجوم الشامل.
انتهي الاجتماع وذهب الجميع ليتأكدوا من جاهزيتهم.

ذهب رومي ولميس إلى البرج حيث مركز الإعلام.
في الطريق سألته لميس. عن مستقبله مع ديانا.
رومي: ستظل صديقتي المقربة. لميس: أنت تفهم ما أقصد.
رومي: أتظنين أنني لم أفكر بها؟ منذ اللحظة التي رأيتها فيها، أعجبت بها وحينما سكنت معي في الغرفة تعرفت عليها وبدأت أعجب بها أكثر. لكن ماذا أفعل لأهل الأرض لديهم تحفظات. بيننا اتفاق ان نكون فقط أصدقاء وألا أتعدى حدودي معها. وأنا أضغط على نفسي وأكبح جماحها لكيلا أخسرها.
لميس: فهمت، ها قد وصلنا إلى المركز الإعلامي.

يرحب رومي بعلا فارس. وترد عليه علا التحية وترحب بلميس يسألها رومي: هل هناك أية أخبار عن الهجوم؟ ترد علا: لم نشاهد أي أخبار على أي قناة أو صحيفة. وكأنهم لا يعرفون بأي شيء. حتى قادة الدول العظمى مستمرين في زياراتهم المجدولة. يستغرب رومي وتظهر على وجهه علامات الحيرة ثم يقول: نفهم من هذا أن الرؤساء لا يعرفون بما يحدث. وأن هؤلاء ربما يكونون "مرتزقة".
تهتز "علا" من مجرد تخيل أنهم قد يكونون مرتزقة ثم تقول: هل تعلم أن هذا خطير إذا كان من وراء هذه الاستعدادات مرتزقة. لن نستغرب مدى الأضرار التي قد تحصل.
يطلب منها رومي: أريدكم أن تكشفوا كل شيء وتحذروا العالم منهم. ستمدكم لميس بكل ما تحتاجون إليه من الوثائق. تطمئن علا رومي وتقول له: لا تهتم رومي، اترك المهمة لنا.

ذهب رومي وآيتن للسباحة وللإستمتاع بوقتيهما برفقة الأسماك. شعرت آيتن بتعب شديد على غير العادة ففقدت توازنها أثناء السباحة. لاحظ رومي ذلك فذهب إليها مسرعا وأمسك بها وصعد على السطح. حملها لينقلها إلى المشفى في البرج. حضر الجميع ليطمئنوا على آيتن التي كانت تبدوا بخير لكنها نائمة. بقى رومي طوال الليل بجانبها ممسكا بيدها وبجانبه لميس ووليم. وفي لحظة من اللحظات. شعر رومي بأن آيتن تعصر يده وهي تحلم وتتحرك في سريرها وفجأة استيقظت واحتضنته وهي تقول. لا تذهب إلى الحرب يا رومي. حاول رومي أن يهدئها حتى هدئت. ثم قال لها ماذا شاهدتي. قالت: شاهدتك في خطر على سطح المركبة وكأن روحك تخرج. فكنت أصرخ والجميع يصرخون ويبكون بشدة، رومي لا تذهب اترك الجميع يقاتلون وأنت راقب كل شيء من غرفة التحكم.

قال: تعلمين أننى لن أفعل ذلك مهما كانت العواقب، لن يحصل شيء لي لا تقلقي على فلقد خططنا لكل شيء. قالت: لو رأيتك في خطر لن أقف متفرجة. احتضنها رومي وقبلها وقال: لا تفعلي أعدك أن أكون بخير لن أتخلى عنكم أبدا. قالت: أنت وعدتني، أنا لا أتخيل حياتي من غير ما تكون فيها يا رومي.

اتصلت علا برومي وقالت: نشرنا الخبر في العالم أجمع. لن تتخيل كمية الاتصالات التي استقبلها جدك. جميع الدول بما فيها الدول الكبرى. تنكر علاقتها بهذه الفئة. تأكد لنا بأن هؤلاء "مرتزقة" لا نعلم من يقودهم أو من يحميهم لكن هدفهم السيطرة على العالم.

استدعي الجد رومي وقال له: لدينا تعديل بسيط على الخطة. لدينا اتحاد قوى جدا، فالعالم أجمع يريد أن يتحد معنا في مقاتلة هؤلاء المرتزقة.
قال رومي: جدي! تعلم أننا لن نستطيع أن نثق بهذا العالم على الأقل في الوقت الحالي، إما أن يهاجمونهم لوحدهم أو نهاجمهم لوحدنا. عدوهم منهم وفيهم فإذا كانوا صادقين فليهاجموا السفينة أو يتركونا لنهاجمها وحدنا. تفهم الجد وجهة نظر رومي فقال الجد: آن الأوان لنرى الحقيقة.

جاء اليوم المحدد لهجوم المرتزقة. انشقت الأرض لتخرج السفينة العملاقة المخيفة من تحت الأرض.
مدججة بالأسلحة من كل الجهات. وبها فتحات في جميع الجهات لخروج الطائرات المقاتلة. ارتفعت السفينة في السماء. فشاهد العالم أجمع هذه السفينة كأكبر ما صنع الإنسان. تغطي بحجمها نور الشمس. وصوتها يفزع القلوب.

سأل الجميع رومي لماذا لا نتحرك؟ قال لهم رومي. كونوا على أهبة الاستعداد لنرى ماذا سيفعل "اتحاد الأرض".
اقتربت الطائرات الحربية من السفينة. وبدأوا يطلقون عليها القذائف من مسافات بعيدة فلا تصل السفينة إلا وقد ففدت طاقتها فتسقط على المدن والقرى التي تمر عليها. جاء دور المرتزقة لتطلق السفينة نيرانها باتجاه الطائرات فتفجر الكثير منها. شاهد رومي الفشل الذريع لسكان الأرض. ثم طلب من قوات الاتحاد الانسحاب. لتترك المجال الجوي لرومي وجيشه. فعادت قوات الأرض إلى قواعدها.

بدأ جيش رومي بالتحرك حسب الخطة المرسومة. وهي عبارة عن مائة طائرة حربية وطائرتين حاملتين للتنانين تقودهما مي وعفراء وثلاث طائرات عندهم خاصية إرسال الإشعاعات، الأولى فيها خاصية الإشعاع الحراري وتقودها سارة والثانية اشعاع التجمد وتقودها "آيتن" والثالثة إشعاع القاطع وتقودها ديانا. والطائرات الأخرى يقودها شباب وشابات مدربين من الجزيرة. انطلقت الطائرات الحربية والطائرات حاملة التنانين.

طارت سفينة المرتزقة تقطع "الجنوب التركي" متجهة نحو "مصر" عبر "البحر المتوسط" في محاولة
لتدمير مدينة رومي في الغردقة أولا. انطلقت "الطائرات المصرية" لمواجهة سفينة المرتزقة. طلب رومي عدم محاولة الإقتراب أو إثارة المرتزقة حتى يصل.
وصل رومي بجيشه إلى "الحدود المصرية الشمالية" بطائرات تغطي السماء في جمالها وتنظيمها. ثم طلب رومي من القوات المصرية التراجع إلى الصحراء والانتظار هناك.
سارت السفينة الضخمة فوق "البحر المتوسط" لتلتقي بالجيش الحربي الذي يقوده رومي.
دار رومي ورفاقه حول السفينة تاركين أمامهم مسافة "الكيلومتر" لكيلا يدخلوا مجال الذبذبات.

في القاعدة راقبت لميس ووليم السفينة في محاولة لإيجاد مركز الذبذبات. فوجدا أن مصدر الذبذبات موجود على أربع جهات على سطح السفينة. ويحرسها عشرات المدافع.

أخبرت لميس رومي أنه لكي تختفي هذه الذبذبات يجب عليه هو ورفاقه تفجير اثنتين منها. فطلب رومي من الجميع الالتزام بالخطة المرسومة. حاول جيش رومي إطلاق بعض الصواريخ على السفينة لكنها كانت تتساقط على سطح السفينة بلا تأثير. ضحك المرتزقة على رومي وقالوا لن تستطيع حتى الاقتراب. طلب رومي تحديد اثنتين من مصدر الذبذبات وبدء الهجوم عليها. بدأ طائرات

الإشعاع بإطلاق الإشعاعات على مصدر الذبذبات كانت الإشعاعات تصل لكنها ضعيفة. ركزوا هجومهم عليها فكانت الإشعاعات الحرارية المستمرة تتسبب في تفجير الصواريخ داخل المدافع. وكانت إشعاعات التجميد تقلص من فتحات المدافع فكانت الصواريخ تعلق في المدافع. تم تدمير الصواريخ المحيطة بمصدر الذبذبات. وصار المجال لمي وعفراء لكي ينزلوا بالتنانين لتفجير المصدر.

استعدت مي وعفراء للنزول بالتنانين على سطح السفينة. بينما طلب رومي من الجميع تأمين الطريق لنزول التنانين على السفينة لأن الذبذبات لا تؤثر عليها.

صعدت مي وعفراء على التنانين واقتربت طائرتهما إلى المسافة المسموحة ثم بدأت التنانين تحلق وتدخل مجال الذبذبات. تفاجأ المرتزقة بهذه الحركة فلم يحسبوا لها حسابا. انطلقت الصواريخ من السفينة باتجاه التنانين لكنها ضعيفة تحت تأثير الذبذبات المضادة للطاقة. قامت طائرات الإشعاعات بتدمير الصواريخ المتجهة للتنانين. حتى هبطت التنانين على سطح المركبة وبدأت بنفث النيران وصهر مصدر الذبذبات في الجهتين المتقابلتين. حتى تم تفجيرهما. بدأت الذبذبات تضعف وبدأت مي وعفراء بالهروب من على سطح السفينة قبل أن تتلاشى الذبذبات بينما كان العدو يستعد لإطلاق طائراته المعادية للهجوم على رومي ورفاقه. صعدت التنانين إلى طائراتها وابتعدت عن ساحة المعركة.

شكرهم رومي وقال لهم عودا إلى الجزيرة لأعادة التنانين. بينما كان يستعد الجيشين لمعركة أخرى شرسة.

تلاشت الذبذبات فخرجت طائرات العدو واقتربت طائرات رومي وجيشه إلى السفينة الكبيرة وهم يركزون على تدمير مدافعها بينما تركز طائرات العدو على الدفاع ومهاجمة رومي ورفاقه.

غير العدو استراتيجيته فبدأ يهجم على المدن القريبة لإبعاد رومي عن السفينة العملاقة. لحقت بهم طائرات الجزيرة لتفجرهم واحدا تلو الآخر.

توعد العدو بتفجير السفينة على مدينة رومي. فعادت طائرات الجزيرة للهجوم على السفينة. اطلقت السفينة العملاقة كل ما عندها ردا على نيران طائرات الجزيرة. لتسقط الكثير من طائرات الجزيرة.

بينما بدأت النيران بالاشتعال في مناطق مختلفة على سطح السفينة. طلب رومي من الطائرات الاستعداد لتدمير محركات السفينة في محاولة لإسقاطها. لكن مدافع السفينة العملاقة ترش القذائف في كل مكان. فلم تستطع أي طائرة الإقتراب من السفينة.

كلمت لميس رومي وقالت إنهم يحاولون استبدال مصدر الذبذبات لا بد أن تدمرهم قبل أن يحاولوا أصلاحه. فكر رومي فلم يجد إلا حلا واحدا. لم يبق من الطائرات مع رومي إلا 30 طائرة. فطلب من الطائرات التركيز على جهة واحدة حيث يتم إصلاح مصدر الذبذبات. هاجمت طائرات رومي تلك الجهة بكل ما أوتيت من قوة فااستطاعوا تفجير أكثر المدافع. لكن العدو بدأ بتدوير السفينة مما أفقد طائرات الجزيرة التركيز. وسقطت المزيد من الطائرات. أخذ رومي يناورهم مع ما تبقى معه من طائرات فأصبحوا يطلقون ويهربون. طلب رومي من ديانا عدم الهجوم حتى يعطيها الإشارة. انطلق رومي بطائرته إلى حيث يقومون بإعادة إصلاح مصدر الذبذبات فبدأت المدافع تهاجمه من كل مكان حتى أسقطوا طائرته. ارتطمت طائرة رومي على سطح السفينة وأثناء الارتطام استطاع أن يقفز بسرعة دون أن يلاحظه أحد على سطح السفينة ويختفي في إحدى الفتحات. ثم انفجرت الطائرة في الهواء.

شاهد رفاق رومي منظر الانفجار فصدموا جميعا وانهالوا بالبكاء. وفقدوا السيطرة على أنفسهم. طلب منهم الجد الانسحاب فانسحبوا جميعا وعادوا إلى "برج فرح". ما عدا ديانا التي استطاعت أن تتمالك نفسها. وبقيت تتابع السفينة من بعيد. اجتمعت الطائرات الناجية على "مهبط الطائرات" في قمة "برج فرح" في الغردقة.

أجتمع رفاق رومي يبكون على فراقه. وفي الجزيرة انهمرت لميس بالبكاء ولحقتهم مي وعفراء. شاهد وليم ما حصل لرومي فذهب وارتمى في حضن جده. كان يوما أسودا على رفاق رومي. انتشر خبر وفاة رومي في العالم أجمع فحزن الكثيرين وخصوصا أهل الجزيرة. جثت آيتن على ركبتيها مشبكة أصابعها. وهي تقول رومي لقد وعدتني أنك ستعود. تريد أن تبكي لكن ثقتها بوعد رومي كانت تخفف عنها صدمة الموقف.

تكلم الجد مع الجميع وطلب منهم أن يتماسكوا. ويأجلوا البكاء إلى ما بعد انتهاء الحرب. قالت آيتن والبكاء يقطع قلبها: لقد رأيت كل هذا في منامي وحذرته لكنه لم يستمع لي. قال لها إذا لم نتماسك سنخسر كل شيء لا أتوقع أن رومي لو كان حيا كان سيريد منا هذا.

اتفقوا أن يتماسكوا ويؤخروا حزنهم على رومي إلى ما بعد الحرب. رجع كل واحد منهم إلى مكانه. وأخذ الجميع يتأهب ويراقب السفينة. قال الجد لآيتن: هل تستطيعين قيادتهم؟ قالت بثقة: نعم يا جدي سننتقم منهم لما فعلو في رومي.

توقفت السفينة في مكانها في الفضاء لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه. قبل أن يبدأ هجوم آخر.

حاولت ديانا أن تتمالك نفسها بعد أن شاهدت انفجار طائرة رومي فانتظرت حتى عم الظلام واقتربت بطائرتها وقفزت متسلحة على سطح السفينة بدون أن يشعر بها أحد، إلا رومي الذي أخذ يراقبها وهي تسير على سطح السفينة حتى اقتربت من المكان الذي يختبئ فيه. اتاها من الخلف ووضع يده على فمها لكيلا تصرخ. خافت ديانا وبدأت تقاوم حتى سقط وسقطت عليه وهو ممسك بفمها قال لها: لا تحدثي أي صوت، أنا رومي. ثم رفع يده عن فمها فنظرت إليه تتأمله ولم تشعر بنفسها إلا وهي تقبله ودموعها على خدها. ثم رفعت رأسها فقال لها ماذا حدث لماذا انسحب الجميع؟ قالت ظن الجميع أنك احترقت في الطائرة، فانهاروا وفقدوا التركيز وكانوا في خطر فطلب منهم الجد الانسحاب إلى "برج فرح".

قال هل ستنزلين من على صدري أم أعجبك الوضع؟ قالت بصراحة لا أريد أنا مرتاحة هكذا. قال: لماذا لم تنسحبي معهم؟ قالت: أنا رئيسي واحد ولا أؤمن بالحكماء والرؤساء. قال لماذا لا تعانقيني فجسمي يؤلمني منذ أن قفزت من الطائرة؟، عانقته بشدة، فقال أشكرك أنك غير مطيعة للأوامر.

نزلت ديانا من على صدره وقالت: ما الخطة الآن؟ قال بما أنك هنا ستكونين حلقة الوصل بيننا وبينهم أريدك أن تتحدثي إلى لميس ولا تخبريهم بأنني معك.

اتصلت ديانا بلميس عن طريق كاميرا الجوال في غرفة القيادة حيث تتواجد مي وعفراء كانت غرفة قيادة برج فرح متصلة مع غرفة الجزيرة فالكل رغم فراق رومي يراقب السفينة.
سألوها أين أنت؟، قالت: أنا على سطح السفينة سأحاول أن أمنع إصلاح مصدر الذبذبات. قالوا فقدنا الكثير من الطائرات. قالت ماذا عن الطيارين؟ قالوا: لم نفقد أحدا، فقط إصابات طفيفة عند البعض.

سألت أين وليم؟ قالت لميس إنه مع جدي. قالت ديانا: آن الأوان لتأخذ مكانك في الحرب يا وليم أحضر جيشك عند "برج فرح". تحمس وليم وعلى الفور نقل جيشه المكون من مئة من الأكران الآليين بعد ما عمل بعض التعديلات عليهم. فأصبح بإمكانهم المناورة التلقائية وإطلاق النار مع خاصية القبة الذاتية ضد الصواريخ. صحبته مي وعفراء إلى "برج فرح".

على السفينة الكبيرة. قال رومي لديانا دعيهم يصلحون هذا بينما نتسلل سيرا على السفينة باتجاه مصدر الذبذبات الأخرى التي تعمل فستكون بدون مراقبة ونضع القنابل حولها. سأذهب إلى تلك التي على اليمين وأنت اذهبي إلى الأخرى في اليسار، سار الاثنان في اتجاهين مختلفين بحذر وكان الهواء شديدا على سطح السفينة فوضعا القنابل ثم عادا ليلتقيا في منتصف السفينة.

سألته لماذا لم تسمح لي باستخدام الأشعة القاطعة. قال لا أريد أن تسقط السفينة على المدن نريد أن نسقطها في الصحراء.

قالت ما الخطة الآن. قال سنحاول أن نصل إلى غرفة المحركات وهناك سنفكر ماذا سنفعل. سندخل إلى السفينة عن طريق مدخل الطائرات في الجانب، وسنعتمد على شدة الرياح لتدفعنا إلى داخل مدخل الطائرات. وصلا إلى المدخل فقالت ديانا لرومي: إنها مرتفعه جدا. قال سأقفز أولا وأمسك بك حينما تقفزين. قفز رومي أولا فدفعته الرياح بشدة، تدحرج كثيرا حتى اصطدم بإحدى الطائرات. عاد إلى ديانا وقال لها اقفزي. قفزت فسقطت على صدر رومي أخذت تتأمله مرة أخرى وقبلته مرة أخرى. قال هلا نزلتي من على صدري. قالت المرة القادمة لن أكتفي بالتقبيل. ثم قالت لماذا لا تقاومني. فقال لها بصراحة أنا أيضا أريد أن أقبلك ولكن ماذا أفعل في الخطوط الحمراء التي رسمتيها.
قالت: يعني أنك كنت تحبني واحتراما للوعد الذي قطعناه تحاول أن تكبح جماح نفسك لكيلا تخسرني، ما أغباني وأنا التي كنت أظن أنك لست معجبا بي ولا ترغبني. يعني ذلك أنك معجب بي؟ قال: بشدة. قالت وتريدني؟ قال: قبلهم جميعا. فرحت ديانا وبدأ قلبها ينبض بشدة، ثم قالت: سنكمل هذا الحديث بعد المعركة إياك أن تموت. قال: اطمني! لن أموت اليوم. فصار أمامي حافز آخر لأعيش لأجله.

قالت أكان من الأفضل أن نخبرهم بأنك حي. قال بعد هذا الباب أمامنا مئات الحراس خطأ صغير ونصبح في عداد الأموات. لأجل ذلك لا أريد لحزنهم أن يتكرر. قالت: أنا معك في أي مكان تذهب اليه سأكون معك دائما. قال ابدئي بتفجير مصدر الذبذبات. قالت: سيعرفون أننا على المركبة قال سينشغلون قليلا بينما سنبحث عن طرق خلفية للوصول إلى قلب السفينة.

فجرت ديانا المصدر فتدمر كليا. فذهب الجميع إلى تلك المنطقة تاركين عددا قليلا من الجنود. اتصلت لميس بديانا وسئلتها: هل أنت بخير؟، قالت ديانا: نعم، فقط فجرت المصدر المتبقيين للذبذبات، فقالوا هل تريدين المساعدة؟ قالت: روح رومي تحرسني. تعجب الجميع من كلامها ولكن لم يلقوا لها بالا فلقد كانت تحب المرح.

دخل رومي وديانا إلى السفينة وأخذا يطلقان النار على كل من يقابلهما. اشتعلت حرب إطلاق النار بين رومي وديانا من جهة وبعض من جيش المرتزقة من جهة أخرى. قبض رومي على أحدهم واستجوبه كيف يصل إلى غرفة المحركات ثم ربطه وأخفاه، واستمر في التحرك مع ديانا يبحثان عن طريقة للوصول إلى الطابق السفلي. وصل رومي وديانا إلى السلالم ونظرا إلى الأسفل فإذا بالمحركات تعمل ويحرسها العديد من الحراس. قال لها رومي اتصلي بلميس وأخبريها أن ترسل "كاميرات مضيئة" إلى هذه المنطقة وابدئي بالقضاء على الحراس بعدها ازرعي القنابل في كل مكان ثم اخرجي من السفينة. وإذا خرجتي اطلبي من لميس بعد نصف ساعة أن تفجر مجموعة من الكاميرات المضيئة فوق السفينة سيؤثر ذلك على الرؤية عندهم. أمامك ثلاثين ثانية بين انفجار المحرك الرئيسي وتشغيل المحرك الاحتياطي. بعدها اطلبي من الجميع شن هجوم شامل على السفينة. ولا تتأخري ولو للحظة واحدة.

قالت إلى أين أنت ذاهب. قال سأذهب لأتأكد أنهم لن يهربوا من السفينة. قالت: عدني أنك ستكون بخير. نظر إليها ثم قبلها. قال: هذه واحدة يبقى لي عندك قبلة ثانية لنتعادل. تأكدي أنني سأعود وآخذها. شعرت ديانا بالإحراج لأول مرة. قالت: سأفعل ما أمرت وسأنتظرك. قال: سآخذ جهاز التفجير.

اتصلت ديانا بلميس. وقالت أرسلي الكاميرات المضيئة إلى موقعي وكوني مستعدة للقضاء على الجميع. قالت لميس اتركي هاتفك يعمل سأرسلها على إشارة الهاتف. وصلت الكاميرات المضيئة في وضع الهجوم.

قضوا على كل الحراس في وقت واحد وأخذت ديانا تضع القنابل في مكانها حول المحرك الرئيسي. ثم انطلقت إلى خارج السفينة وصعدت مركبتها وطلبت من الجميع الاستعداد لهجوم شامل وأخبرت وليم بأن يبرمج الأكران لتهاجم داخل السفينة. وابتعدت تنتظر انتهاء النصف ساعة.

بينما تسلل رومي إلى غرفة القيادة حيث رؤوس المرتزقة، كان يطلق النار على كل من يقابله. حتى وصل إلى غرفة القيادة ونظر إلى ساعته ليجد أنه قد تبقى على انتهاء النصف ساعة خمسة عشرة دقيقه. فضغط رومي على الزر الذي في الأسورة التي بيده ليستدعي "الأكران الأحمر".

"في الجزيرة" كانت تنظر لميس إلى لوحة التحكم لترى أن أحدهم استدعى الأكران الأحمر. قالت هذه الأسورة كانت فقط مع رومي. فأصبحت في حيرة من أمرها.
خرج الأكران الأحمر بسرعة البرق باتجاه السفينة.

حينما انتهت النصف ساعة فجرت لميس الكاميرات المضيئة. وبدأت ديانا بتقطيع رؤوس المدافع بالشعاع القاطع، ثم فجرت لميس الكاميرات المضيئة لتنعدم الرؤية في غرفة القيادة. وفي نفس الوقت دخل رومي غرفة القيادة وبدأ يطلق النار على رؤوس المرتزقة مستغلا تأثرهم بالنظر لإشعاع الكاميرات المضيئة المتفجرة حتى قضى عليهم جميعا.. أخذ رومي يقود السفينة إلى الصحراء لكيلا تسقط على المدينة. بينما بدأ الهجوم الشامل باشتراك طائرات الجزيرة والطائرات "المصرية" حتى بدأت السفينة العملاقة تشتعل من كل مكان. أدخل وليم جميع حيوانات الأكران إلى السفينة. وبدأت تهاجم الجميع من داخل السفينة.
حبس رومي نفسه في غرفة القيادة فلم يكن يستطيع الخروج لكثرة الجنود الذين يحيطون بالغرفة. ثم جلس في وسط الغرفة لا يعلم ماذا يفعل.

استمر الهجوم خارج السفينة من كل الجهات حتى أصبحت السفينة شعلة نار وبدأت تسقط تدريجيا. في تلك اللحظات وصل الأكران الأحمر وأخذ يهاجم غرفة القيادة من الخارج ويحاول أن يفتحها شاهده رومي من خلف الزجاج السميك المضاد لكل شيء. بينما نظرت ديانا إلى الأكران الأحمر، فعرفت أن رومي عالق في ذلك المكان والأكران يحاول أن يخرجه. فهجمت بالأشعة القاطعة وفتحت فتحة في ذلك السقف. دخل الأكران الأحمر وصعد عليه رومي وخرج من السفينة وفجر القنابل في المحرك وبدأت السفينة في الارتطام بأرض الصحراء مع مطلع نور الصباح.

أحاطت "القوات المصرية" بالسفينة المحترقة ليقبضوا على أي شخص يخرج منها هاربا. أطلق الجميع صيحة الإنتصار وشاهدوا قائد الأكران الأحمر في السماء يلحق بطائرة ديانا. بينما كانت تهرب منه إلى البرج، نزلت ديانا من طائرتها قبل أن تصل إلى البرج فلحق بها رومي وقفز من على الأكران فسقطت وسقط عليها. هبطت بقية الطائرات وخرج الجميع ليروا ديانا على الأرض ورومي ممسك بها. فرح الجميع بأن رومي لا يزال حيا ودمعت عيونهم لفرحهم بسلامته، بينما كان رومي ممسكا بديانا يقبلها. لم يشعر رومي بنفسه إلا والجميع حوله ينظرون إليه قام من فوق ديانا وقبل أن يتكلم عانقه الجميع وقبلوه فرحين بعودته إليهم. فرح الجميع بعودة رومي، وأضاء البرج وعمت الأفراح لسلامته.
وبعد قليل وصلت طائرة لميس، وما أن لامست قدما لميس الأرض حتى انطلقت بسرعة وقفزت في حضن أخيها الذي ضمها بشدة وهي تلومه وتعاتبه قائلة: لماذا لم تخبرنا أنك بخير؟
انتهي رومي من لميس ونظر إلى رفيقة عمره ديانا التي توجهت نحو المدخل تمشي بخطوات بطيئة تنم عن ترددها، ثم وقفت ونظرت إلى رومي ورجعت إليه تجري وارتمت في أحضانه تقبله. شاهد الجميع الموقف وعلت وجوههم علامات التعجب، فلأول مرة تفعلها ديانا.

وبينما هي في حضن رومي، أخرج خاتما من سلسلة في عنقه وقال لها أما آن الأوان لننام في سرير واحد؟ هل تتزوجينني؟ لم تصدق ديانا ما سمعته أذناها، كاد قلبها أن يتوقف من شدة الفرحة، ووقفت عبراتها في حلقها.. كانت تريد أن تقول نعم لكن المفاجئة افقدتها النطق. بكت بحرقة وهي في حضن رومي وبكى الجميع لبكائها. والتف الجميع حولهما يصفقون للبطلين الذين بدئا هذه الرواية صديقين واختتماها زوجين.

انتهى هذا الجزء من هذه المغامرة الشيقة. كانت هذه البداية. لكن ما ستقرأ في الأجزاء القادمة. سيذهلك وسيحبس أنفاسك. تابعوا معنا الجزء الثالث من المغامرة
بعنوان "شهر عسل في بطن سمك القرش"



رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس