عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-22, 06:07 PM   #12

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
(3)
,
,


تشكر الله على التناسي الذي وهبها إياه بعد طول انتظار وألم لهذه اللحظة تستشعر ندوبه في روحها ، ومع ذلك هي تدرك أنها بمعية الله وحسن تدبيره ، هي راضيه أشد الرضا بابتلائها واحتسبت ما حدث أجرا تلتقيه بيوم المحشر ، وحتى حقها دعت الله بكل ذرة من حياتها أن يقتصه لها بالآخرة فالدنيا متاع وليس دار قرار . . تنهـدت براحة على تفكيرها الذي تغير جذريًا منذ حادثة طلاقها ، هي بأكملها تغيرت . . ومع ذلك لم تكن بذلك السوء ولكـن قدر الله هي راضية به أشد الرضا ، شدت على معطفها تحـاول تدفئة جسدها الغير معتاد على هواء أوروبا الجامد تسير بخطوات مستعجلة لمحطة المترو وخلفها أخاها فـارس كعادته يمشي بخطوات بطيئة تستفزها ، ها هي تبدأ سنتها الثانية بابتعاثها ، الابتعاث الذي أتى بكل سلالة من طرفي والديها لأجلها ، وافقوا لأنهم أيقنوا أنها تحتاج أن تبتعد عن أي ذكرى وعن تتبعات ذاك الألم الذي شربوا منـه حتـى الامتلاء . . وصلت أخيرا لمحطة المترو ووقف فـارس بجانبها يطرب مسامعها بتوصياته الكثيرة
: اسمعي اول ماتشوفين مكان فاضي اجلسي فيه واهم شي يكون بجنب حرمة او عجوز او طفل لو رجال كنسلي ولا إذا شفت عجوز قلت حرام تجلـس مكاني لأ ! تفهمين
تأففت بصمت وهـو يردف متجاهلا انزعاجها : وأنا بكون قريب منك ولما تدخلين الجامعة انتبهي الله يرضى عليك وإذا احتجتِ أي شيء دقي والله او أنا بنص المحاضرة أجي ! وابتعدي عن أي جنس ذكر سواء كان سعودي ولا شقراني تفهمين !!! وبذات السعودي اللي يعنني فزعة وهـو من جنبه
نظرت له بملل : والله أسطوانة حافظتها حفظ يافارس خلاص !
ألقى عليـها نظرة عميقة فهمت معناها وقالت بتنهيدة : ماعليك يافارس والله قارية اذكاري و متوكلة على رب العالمين ترى أنت ماراح ترد شي ربي كاتبه
تكتف بانزعاج : بس ولو الحرص واجب ! أنا ما مضيق صدري الا جدولي الي غير عن جدولك
نادته بانزعاج : فـارس ! لمتى وحنا نزيد بالسالفة هذي ! اولا اطلع بدري ثانيا المسافة تقريبا ١٠ دقايق من جامعتي لـ المترو وبعدها ١٥ دقيقة للعمارة .. احسبها كم دقيقة لحالي ؟
لم يتجاوب معها ، قالت : ٢٥ دقيقة هذي استغفر فيها واسبح فيها و استودع الله نفسي ومتأكدة ربي الحافظ
وتجاهلته عنـدما وصل المترو ودخلت قبله ووجدت المترو ممتلئ . . بحثت عن زاوية تشكل النساء فقط ولكنها لم تجد ، ناداها فـارس التفتت له ورأت مكانا فارغا لا تعلم كيـف وجده ، توجهت إليه وجلست و توقف أمامها يحجبها عن مرأى الناس المنشغلين بأنفسهم
: بختنق بعد شوي !
تأفف وابتعد قليلا . . وكتفت يديها تتأمل الناس حولها . . هذه عجوز تمسك بعصاها تنظـر لها بنظرات غريبة ، هذا رجل بدين ينام وشخيره يصم أذنيها ، وهذا شاب يبدو أنه يستمع لموسيقى صاخبة تفصله عن العالم ، وما يضايقها هو الزوجين الملتصقان ببعضهما بطريقة مقرفة اشاحت بوجهها عنهما ، أمسكت بيد فارس ليكون أمامها . . الاختناق أفضل من رؤية هذه الأشكال !
............................................
،
،
ودعها فارس بكثير وكثير من الحرص والتوصيات التي تجاهد أن تتقبلها وتتفهم خوفهxx, سمت بالله ودخلت الكلية بخطوة هادئة تبحث بعينيها عن صديقتيها ، تدرس القانون بسنتها الثانية ويعود السبب لدخولها لهذا القسم لمناصرة أمثالها من النساء اللاتي ذقن المعاملة السيئة من أزواجهن . . أبعدت تفكيرها لا تريد الخوض بمتاهات الذاكرة التي لا ترحمها . . وأخرجت هاتفها للاتصال على إحداهن ولكن صوت "جيسي" الذي يناديها أوقفها ، أعادت الهاتف إلى حقيبتها واتجهت بخطوات سريعة إلى جيسي الفتاة الأوربية التي اسلمت على يدها السنة الفائتة . . يا الله شعورها وهي تراها محجبة لا تستطيع وصفه . .ولا تستطيع وصف شعورها وهي تراها تصلي وتذكر الله سرًا وجهرًا
تحمد الله على هذا الفضل العظيم . . توقفت أمامها واحتضنتها بلطف وتحدثت بالإنجليزية " مرحبا ابتسام"
"اهلا جيسي ، كيف حالك ؟"
" الحمدلله بخير ، وأنتِ؟"
تنهدت " بخير لولا توصيات شقيقي التي لا تنتهي "
ضحكت برقة وقالت " لا عليك هو فقط يحبك ولغة الحب لديه هي سلسلة من التوصيات التي لا تنتهي "
أمسكت يديها وسارتا باتجاه مقهى الجامعة وهي تجيبها " معك حق ، أنا أتفهم خوفه ولكن في أحيانا تصيبني بالملل"
" أنتِ محظوظة بشقيق كفارس وعائلة ديانتها كديانتك، ولستِ مثلي "
عبست بضيق وقالت بمواساة " لا عليكِ جيسي قوي إيمانك وألحي بالدعاء لهم .. أتذكرين قصة الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه؟ عندما اشتكى للرسول عليه الصلاة والسلام أن أمه تسبه ؟”
"عليه الصلاة والسلام ، نعم أذكر و أتمنى من الله أن يمنحني ذلك الفضل"
ابتسمت لها بتشجيع و دخلتا المقهى لأخذ كوب قهوة يدفئ أوصالهم الجامدة ، جلستا على أحد الطاولات الجانبية وسألت" أين ميرال ؟"
"أخبرتها بأننا سنذهب للمقهى ستأتي بعد قليل"
أومأت برأسها وجابت عينيها على رواد المقهى من طلاب وأساتذة و عاملين. . وسقط عينيها على رجل يأخذ قهوته و يستدير ملقيها ظهره إلى خارج المقهى . . لا تعلم لما راقبته حتى خرج . . وبلا اهتمام اتجهت أنظارها إلى جيسي وهي تتحدث عن المواد وعن الأساتذة وما إلى ذلك . . حتى دخلت ميرال بشخصيتها النارية و طلتها البهية . . اقتربت منهن بابتسامة واسعة وقالت " صباح الخير "
أجابتها هي وجيسي بالعربية" صباح النور"
جلست بجانب جيسي وتحدث الإنجليزية "كيف حالكن ؟ اشتقت إليكن وكيف هو حماسكم لبداية السنة الثانية من الرحلة الطويلة"
ضحكن وقال جيسي " يارب مارحمك أنكِ مفعمة بالحيوية""
"ارجوك جيسي جاوبي على سؤالي وإلا تحدثت أنا ابتسام بالعربية وجعلناكِ تكونين كالمزهرية "
انفجرتا ضاحكتين وأجابتها جيسي" حالي بخير وانا اشتقت لك أيضًا و نسبة حماسي هي ٥/١٠"
"حلو حلو كتير وأنت بسومة"
"ماااااذا !!! لماذا تتحدثين العربية "
رفعت حاجبيها بمكر " والسورية أيضًا"
"لئيمة"
أجابتها ابتسام " حالي بخير و لله الحمد وحماسي هو ١٠/١٠"
"بالطبع فأنت الممتازة بيننا"
"قولي ماشاءالله "
ضحكت برقة "ماشاءالله تبارك الله "
قاطع حديثهم إقبال النادل بأكواب القهوة إلى ثلاثتهم كل واحدة اخذت كوبها وخرجن للذهاب إلى المحاضرة الأولى
،
.................................................. ....................................

انتهى اليوم الأول بسلاسة وخرجت مع صديقاتها إلى خارج الكلية في الجامعة التي تحوي أجناس مع العالم المختلفة ، وهي تسير لم تفتها مجموعة الشباب الواقفين وضحكاتهم تصدح في الأرجاء بلغة عربية وعامية وجاهدت أن تبتعد عن محيطهم المخيف بتوصيات فـارس الكثيرة ، هي تدرك أن هُناك الصالح والطالح ومع ذلك ثقتها بالرجال أجمع انهدمت بسبب طليقها الذي هدم كل الثقة لديها وابتعاثها كانت مجازفة كبيرة بالنسبة لشخصيتها ومع ذلك هناك أمل ينبثق من قعر ألمها أن القادم أفضل بإذن الله ، عند خروجهن تماما رأت فـارس يتحدث مع أحدهم ورسمت ابتسامة طفيفة على مُحياها وقالت بسخط " فـارس مايترك حركاته "
ودعتهن وميرال تقول بدعابة " اوووي شو مهضوم أخوكِx.. ا!!!"
ضحكت بخفة " ترى أخوي ثقيييييل ابعدي عنـه!!!"
"هههههههههههه بعرف بعرف !!! بس لو حطيته براسي كان صار متل الريشة مشاني "
قالت جيسي بملل " هل تتحدثتن الإنجليزية ؟؟؟؟"
قالت هي بضحكة " نأسف جيسي لتخبرك ميرال ما كنا تتحدث عنـه يجب علي الذهاب فنظرت أخي ترسل إشعاع نووي أخاف أن يحرقني !!!"
ذهبت على ضحكاتهن الخافتة واتجهت هي إلى فارس عاقد الحاجبين وعند وصولها قال بضيق" وش هالضحك اللي ماله داعي !!!! وصل لعندي ولعند خويي "
قالت بتبرير " تعرف ضحكتي ضحكة رقاصة "
أنفجر ضاحكا بدوره وقالت هي بمداعبة " والله ضحكتك اللي ضحكة رقاصة”
!!أشار له أن تسير أمامه وهو يحاول كتم ضحكاته بعنوة ، وبعدما هدأ سألته " وش عندك جاي ؟ مو جدولك غير عني ؟"
" اليوم أول يوم مافيه ضغط عشان كذا "
أومأت برأسها وأخرج هاتفه وهو يقول " خلينا نتصل على أمي الحين وقتهم مناسب"
تنهدت بشوق " يا إني مشتاقة لها!!!!"
قال ساخرا " محد قالك ادرسي برى !!!"
تأففت " ياشينك إذا تثيقلت دمك !!!"
ألقى عليها نظرة ساخرة وقال" خففييه هاااها "
لكمته مع بطنه وانحنى يتلوى" يااااا تبن !!!"
وتخطته بانزعاج طفيف وهـو يحاول مجاراتها " اصبري الحين أمي ترد "
توقفت تنتظـر وقوفه بجانبها وفجأة استدارت وهي تقول بعجلة" نسيييييييت كتبييي !!!!"
نظر إليها بملل واستدار هو الآخر يسير خلفها وهي تسير بخطوات سريعة وأغلق الهاتف مؤجلا الاتصال بوالدته لوقت آخر " طيب خليهم بكـرى تلقينهم !!"
قالت بصـوت عـالي" مهبول أنت !!! ألقاهن مسروقات وأنا قبل يومين شاريتهم لأ "
تأفف وقال" طيب شوي شوي "
تجاهلته وعجلت من خطواتها وبصوت قصير تممت" يارب ياحبيبي استودعك كتبي ياااارب "!
حتـى وصلت للكلية والتفتت لفارس " بروح أجيبهم أكيد بالقاعة أخر محاضرة وأجي .. دقايق"
ودخلت دون سماع رده ، ولا تزال الكلية تعج بطلابها مع أن الساعة تجاوزت الثانية والنصف ، وهي تسير لاح لها بين الوجوه وجه تعرفه وقلبه انتفض لوهلة ولكنها تجاهلت انتفاضة قلبها المريبة ودخلت القاعة وتنهدت براحة عنـدما وجدت الكتب موضوعة بنفس مكانها .. " الحمـدلله لقيتهم الحمـدلله "
احتضنت الكتب وخرجت عائدة إلى فـارس ، توقفت قدميها والرجل الواقف على مسافة قريبة جعلها تتمعن به تحـاول استيعاب وجوده أمامها بالضبط ، وقلبها ينتفض بجزع . . ولكـن الرجل استدار يمنعها من استيعاب حقيقة وجوده ، وتنهدت قائلة"مستحيل مستحيل .. كله هذا تهيؤات من مخي عشاني ماصرت أفكر فيه !!! ولا وش يجيبه هنا !!!!! مستحيل هو قصة من حياتي وانتهت ربي أرحم فيني .. أرحم من إنه يجيبه قدامي !!!!! "
هدأ قلبها وعادت للسير مزيحة عن تفكيرها أي خيط يسحبها لذكريات تحاول نسيانها
.................................................� ��................................................ .............
تم




الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس