عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-22, 11:06 PM   #140

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,687
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

بعيداً كانت تصل شقتها مهرولة بخطوات متلاحقة من أجل صغيرتها.. تدخل المنزل , تنادي بصوتها على المربية..
تأتيها على عجل , تهمس لها بصوت خفيض:
-اهدي يابنتي هي نامت..
تهدأ رانيا قليلا فتكمل المربية:
-0هستأذن انا معلش بقى مش هعرف اقعد النهارده اكتر من كده
تنصرف هي وتدخل للصغيرة , تتأملها بحنان جارف, تهتف وهي تندس بجانبها تنشد النوم مثلها تردف قبل أن تستسلم للنوم:
-حتة من ابوك ياميان!

وهنا كانت قصة أخرى! ممتلئة بالخيانة لأخرها! وربما الانتقام!!
*********************************
في حضرته تشعر هي أن كل الأمور سهلة, في حضرته كل شيء يكون هكذا بسيط وسلس كطرقعة أصبع !
في وجوده يمحي هو كل شيء ولن تنكر أن هيبته لها مكانتها ولا تهتز..
وهي على أعتاب فقدان الحياة وجدته وربما لا تملك سواه خياراً!
تتأمله بنصف حالة وتؤمن هي أنها لاتحيا سوى بالنصف الذي يحثها على التعايش متجاهلة النصف الذي يزأر بها رحيلا تارة.. وتارة يخبرها أنها تريد ذلك التعايش..
تشعل الموسيقي جانبها .. تخرج الكلمات بهدوء.. في صمت غرفتها في غروب الشمس.. غروب لا تحبه..
بخاف من الغروب و كل ما يقرب بفكر في الهروب
منين ييجي الاحساس من نفسي ولا الناس

واللي النهار يكتبه اخر النهار مشطوب

واللي البشر تحسبه تلاقيه مش محسووب

بخاف من الغروب و كل ما يقرب بفكر في الهروب
منين ييجي الاحساس من نفسي ولا الناس

تتابع الكلمات بنصف وعي ونصف ذهن, تتابعها وهي تتأمل الغروب الذي يقتلها.. تتابعه وهي تشعر بيأس يحيط بها..
تتابع الكلمات معها.. كلمات تقتلها ولا تعرف لما!
احنا زي الشمس احنا زي الشمس

مسيرنا الهرووووب مسيرنا للهرووووب!
وهنا تتساءل بتشوش, هل هي تشبه الشمس, هل هي عاشقة للهروب!؟
كل هذا وهو بالغرفة يتابع شرودها بضمير معذب, يشعر أنه يرغمها تارة, وتارة أخرى يشعر انه يقتلها..
ومرات و مرات .. يشعر انها الراحة له وهو الامان لها فيرتاح قليلاً..
تلتف لها. . تشعر بوجود من رائحته التي باتت تألفها جيداً , تنظر لها بتكاسل هاتفة..
-جيت بدري مش كان عندك شغل..
يلقى بهاتفه بعيداً , يقترب منها ويحاوطها , يلف ذراعه حولها , يتأمل الغروب معها..
يطلق سؤال:
-بتحبي الغروب..
تهز رأسه وهي تغمض عينيها:
-بحب النور ساعة الفجرية..
يهمهم :
-ليه..
تجيبه وهي تلتفت له, تعانق عينيه, دون أن ترف عينيها..
-بيخليني احس ان اليوم خلص, وان العمر بيجري..
تهز رأسها قائلة:
-مبحبوش..
تصمت وتسأل هي كزوجة تقليدية رغم خروجهم عن المألوف:
-جيت بدري قلت هتتأخر..
يبتسم مجيباً ويده تلمس خصلاتها.. يهمس بهدوء , يتأمل عينيها:
-حبيت اشوفك ..
ترفع عينيها للأعلى هاتفة بامتعاض:
-يعني وحشتك..
يهز رأسه وملامحه جادة للغاية:
-لا, يعني عاوزة اشوفك..
تبتعد عنه , تكبح ابتسامة لا تعرف سببها
-الاتنين معني واحد بس وحشتيني احلى!
تهز كتفها بعدم اكتراث مكملة:
-بتلمس القلب..
يقف ويصمت, المشاعر داخله في وجودها تتضارب ولا يعرف معني التضارب والتضاد..
يقترب منها وهي منشغله بهاتفها التي فتحته , تتصفحه دون النظر إليه!
يهتف أنها ربما لن تسامحه, وربما هو لا يستحق المغفرة..
وربما هي تجد به السند, وربما تجد به ركن أمان بعد والدها..
ولكن كلمتها عن لمس القلب, أثار داخله بعض المشاعر..
يعلم أن فريدة هي الحكم في قضيته, ويخشى أن تكن بلا رحمة!
يهتف وهو يشرف عليها بطوله..
-عاوزاني المس قلبك يا فريدة..!
تتجمد مكانها , تتصلب في جلستها , ترفع نظرتها المذعورة له..
تهز رأسها بل جسدها كله بنفي هيستيري , أثار تعجبه..
-لا لا..
تصمت وتكررها..
-لا..
يتابعها وهي تخرج من طور الهدوء, تركن لكور الفقد وتنغمس فيه, الحيرة تحتل كيانها وتظهر على ملامحها..
يهتف وهو يلمس كتفها , في احتواء حاني..
-اهدي , الي انت عاوزاه هعمله يافريدة.. الي انت عاوزاه هعمله..
يحاول أن يبتسم بمرح , يبدد هذا الجو الخانق..
يتحدث بعبث مزيف لا يملك منه مثقال ذرة..
-بس وحشتيني.
ينجح هو وتخرج هي من حالتها الغريبة.. تبتسم له وتضحك بخفوت..
يمسك بيدها ويرقص معها على أغنيه تابعت الأخرى عن الغروب..
يتمايل معها وهي تشعر أنه يريد قول شيء ماٍ..
توتر جسده من خلال حركاته ظاهر لها..
يبتلع ريقه مرة تلو الأخرى وتعرف ٍهي ذلك وتشعر به..!
تبتعد عنه وهي تتابع ملامحه تهمس بتساؤل:
-انت عاوزة تقول حاجة..
يرفع حاجبه تعجباً وهو يحافظ على مسافة تعد بعض انشات:
-ليه بتقولي كده..
تتلاعب بخصلاتها تتابعه من عالم آخر.. تهتف والتوجس يصيبها:
-حاسة.. شكلك بيقول كده..
يلتزم بجديته المعهودة.. يمسك بيدها.. يجلسها على مقعد موجود بالغرفة.. يستلهم السرد بصعوبة.. يحاول أن يجد الحوار!
محاولاته تصل لدرجة العجز,.. ولكنه يتمسك بيدها وعينيه في مزيج موجع !
يختف أخيراً بهدوء وسرعة:
-ريتال رجعت وعاوزة بناتها..
ولم يأتي بخاطرها سوى شيء واحد.. أمر واحد..
لم يخلق داخلها في تلك اللحظة سوى ضجيج غاضب , حالتها الان يجحفها كل وصف..
تتحدث وهي تشير لنفسها بنبرة ألم:
-طب وانا..
يتغضن جبينه.. يستقم من مكانه وتلك اللحظة تقتله, لا يعلم لما يشعر أن الأمر به حساسية تجاهها..
ولكنه يلتفت قائلاً بحقيقة لا يشوبها تأويل آخر:
-انت مراتي.. مراتي يافريدة!
تبتعد عنه تستنكر رده, ولا تقبل الجواب منه, تصرخ وخصلاتها تتحرك معها في هالة وحشية .. قاسية:
-ولما البنات يبقوا مع مامتهم هفضل مراتك..
لا يصله معنى الحديث فيلزم الصمت مفكراً, وصمته فسرته هي أنه هروب وإقرار بحقيقة ما تقول:
-احنا هنتطلق امتى..
يشتعل منه الغضب وهو يقطع المسافة بينهم بخطوة واجدة غاضبة..
يمسكها من رسغها .. يهزها من كتفيها :
-هو كل حاجة طلاق, انت مفيش على لسانك غيره..
يبتعد عنها مكملاً:
-ايه علاقة بناتي بعلاقتنا يافريدة.. ايه علاقة وجودهم من عدمه بينا.. ليه متخيلة اني مخليك معايا عشانهم..
تبكي رغم حمود ملامحها.. تبكي وهي تتأمله وكأنه والدها..
والدها رغم الحب والحنان, ولكنها لا ترى سوى أنه نحر والدتها , قتلها! بزواجه من أخرى..
عقدة داخلها وهو لا يعلمها, وهي لا تدركها!
-بتسأل ايه العلاقة, هما كل العلاقة.. اومال انت متمسك بيا ليه..
يود الخروج والهرب منها , ولكنه لا يقدر , يراها مسؤوليته وإن أنكر العقل..
يعانقها , بل يدخلها عنوة بين ذراعيه, تتمرد وتتشنج.. ترى أنها تسقط..
تسقط من الوهم..
تسقط من التعثر..
تسقط من التعايش..
تسقط من نفسها ومن إرادتها..
تضربه وتحاول التخلص منه, ولكنه يأبى , يتجبر في عناقه كما هو منذ البداية..
يهتف أمام ملامحها وعينيها الثائرة خلاصاً منه..:
-لو عاوز حد للبنات هجيب مربية, انت مش مربية..
تصرخ به.. تزيد في قوتها للتحرر:
-انا مين.. انا تعبت بقى..
يشعر أن بناته لا علاقة لهم بما هي فيه, هي تريد انفجار وثورة وهو سيديها المساحة لذلك..
يطمئنها بلطف قدر استطاعته يحاول أن يهدئها:
-انت مراتي, صدقيني والله البنات ملهمش دخل بعلاقتنا!
لا تصدقه ولا تصدق الوضع القائم حولها..!
يحكم عناقه أكثر.. ويهتف بتأكيد أكبر:
-صدقيني البنات بره العلاقة ..
تهدأ ولا تهدأ, يسكن جسدها ولا تسكن مشاعرها.. تركن للصمت وكلها يريد الصراخ!

يحيطها خيط واهي رفيع.. قابل للتمزقx من الراحة..
وبداخلها الف صراع وصراع وهي بينهم تتمزق ولا تعرف من هي وماذا تريد...
طرق على باب غرفتهم.. جعلهم يتحررون من صراعهم..
تدخل منى هاتفة بتوتر:

_في ناس تحت عاوزة تشوفك..
يضيق عينيه معتقداً أنها ريتال وقريبها.. ولكن والدته تكمل بتهرب
_والدتك تحت وعاوزة تشوفك..
تقول جملتها في خبر قاسي لهذا الرجل..
يتجمد جسده وتقسوا عينيه..
ولا يعرف هل يقابلها أم يرفض..
يلتف لفريدة.. وجموده يتمكن منه.. يتحدث برتابه.. وهو يشرع بتغيير ملابسه:
_تحبي تقابلي الضيوف..
تتحداه بقول حقيقة ينكرها:
_مامتك.. مش ضيفة دي مامتك..
ينكر ماتقول بعينيه ولا يعير لقولها تأثر أو اهتمام..
يوليها البرود وبداخله اشتياق كان من طفل يبلغ فقط خمس سنوات..
اشتياق وجوع لم يقدر أحد على سده واشباعه ..
جوع لحنان أم فقد وتاه في باطن تعثر قاسي عليه ..
بعد دقائق كان يهبط وهي معه.. تتأمل تلك السيدة الجالسة بقلق بجوار منى ابو العزم..
تتلفت حولها بترقب وكأنها تبحث عن طيفه..

نظراتها بها حنان حقيقي مخلوط بندم لا تعرف هي سببه..
يقترب منها غسان دون اكتراث لاشتياقها .. دون تأثر لها ولحالتها..
يرمقها بجمود.. يجلس على إحدى المقاعد.. يهتف بلا مبالاة..
_قالولي ضيفة عاوزاني... ها خير..
يرتد جسدها.. وطريقته في الحديث تؤلمها.. تحاول أن تتحدث بأي طريقة.. تبحث عن منفذ لها تجاهه..
تشفق عليها فريدة.. تقترب منها.. تلمس يدها في سلام سريع..
_حضرتك منورانا..
يخف شحوب ملامح والدة غسان.. تهمس بخفوت:
_متى نورك يابنتي..
تتدخل منى بتعريف:
_فريدة مرات غسان..
تجلس فريدة هي أيضاً وغسان كما هو على حالته الجامدة..
تحاول والدته فتح الحديث.. تستعطفه.. تحاول أن تخبره ما حدث بالماضي..
_كنت عاوزة اتكلم معاك يابني..
لا يتأثر تناوشه ضحكة ساخرةx وهو يجيبها بنبرة يتخللها تهكم :
_ابنك.. ابنك مين..
يشيرx إلى جسده والانهاك يشتعل به.. ويقتله من مواجهتها..
_تقصدي انا ابنك..
توميء برأسها ايجابا.. فيكمل وهو يستقم من مكانه..
_وكنت فين من سنين.. كنت فين لما انا ابنك..

يلتقط انفاسه.. يبتلع ريقه وصدره يعلوا ويهبط ..
يهتف بوجع يخفيه جيدا..
_روحت اتجوزت وبنيت اسرة.. خلفت ولاد وكبرتيهم.. ربتيهم..
تقاطعه والبكاء يغلبها:
_،يا بني أنا..
يبتر حديثها .. يرفع يده في وجهها يضحك بسخرية.. يخبرها بواقع وحقيقة لا يمكن انكارها ابدا.. يشرح لها أن ومن الصلح بينهم انتهى :

_انت جاية متاخر اوي.. جاية بعد ما خلاص.. مبقتش محتاج أم..
يضحك ويكمل:
_جاية بعد ايه..
في تلك اللحظات كانت فريدة تجلس وبداخله قرار ينسج من خيال مزيف بنته هي من أوهام..

قرار بالرحيل.. ولا تعرف لما تلك المواجهه تحسها لذلك..
وكأن الجميع اجتمع عليهم..
ففي تلك اللحظات دخل شخص آخر.. شخص ما أن راته فريدة هبت من مكانها.. صارخة اشتياقاً.. متناسية أن ماهي فيه بسببه..
شخص حطم وجع غسان و أشعل فيه غضب.. اهتياج..
شخص اراد اراقة دمائه ولن ينكر ما زال!

وفى وسط كل هذا هتفت كريمة..
_مازن !
نطقتها بتعجب .. ، جعل غسان يلتفت لها عاقداً جبينه..
وغضبه يزداد ويزداد..
يهتف وابتسامة شيطانية تعود له.. بسمة التقطتها فريدة..
تلك البسمة التي لم تلاحظها منذ عام مضى..
نظرة شر خالصة..
تستمع وهو يهتف بهدوء مميت:
_انت تعرفي مازن كمان..

تسأله غير واعية لتغيره:
_انت تعرفه..
يقترب منه .. بخطوات بطيئة.. تثير الرهبة بتلك القريبة من شقيقها تبغى عناقا لم يكتمل بل وقف في المنتصف..
يجاوره غسان.. يربت على ظهره بقوة.. قائلاً
_ده مازن اخو مراتي..
يتحاشى فريدة تماماً مكملا:
_اخو فريدة..
وهنا كانت نهاية لبداية لم تلبث الإكمال للنهاية.. وكأن الجميع اتفق عليهم في يوم واحد..

وكأن النهاية تنادي فريدة والرحيل يفتح ذراعيه لها..
المشهد يقف على ابتسامة غسان الشيطانية القاسية..
وغسان يعود بذاكرته لشقيقته وان اذنبت.. ملقاة على سرير رث.. متهالك..
عودة مازن أعادت الماضي..
عودته أشعلتx النيران..
عودته فتحت الجروح بقسوة..
والجروح هنا لم تلتئم بعد .. !

وبين هذا وذاك.. كانت هنا نهاية تكتب من جديد!

**********************
يتبع

على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t485572-15.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 11-02-22 الساعة 12:27 AM
أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس