عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-22, 10:05 AM   #6

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




وكإن نييران الكون أُضرمت بداخل روحه وشتت كل ساكن فيها ، وكإنه ضُرب بعاصفة أرخت بعبثها الموجع على كل أركانه ، تقدم بكل جموح وكإنها تلبست عيونه شياطين الأرض بسبب حدّة نظرتها ، النظرة اللي مشطت وقوفهم واللي من لمحها صقر بلع ريقه بصعوبة ، لأول مرة يستولي على غضب شاهييّن لأول مرة تتمرد هالشياطين ويسكن المارد روح شاهيّن بسببه !
قبل ينطق ويبرر أو حتى يستوعب الموقف ويختفي من المكان ، رمش بصدمة بسبب شاهيَّن الي قبض بكفه على ذراع الواقفة أمامه بكل قوة ككماشة من حديد صلب سحبها بكل عنف بعدها غير عابئ بوجود صقر أو حتى عفراء الي رجعت بعدما لبست حجابها أو حتى البقية الي بسبب الصوت كانوا يركضون لمصدره ، كان يسحبها بكل غضب أعمى عيونه تحت أنظارهم المصدومة والمعترضة واللي برغم خوفهم من صوت عفراء تضاعف بسبب شاهييّن وغرور هاللحظة ، رعبهم كان من سكُون غرور ورضاها على سحبه لها بالطريقة ذي والأهم على ملامح شاهييّن اللي تنذر بوجود كارثة على وشك الحصول ، غير عارفين بالسبب وجاهلين لكل الحدث بتاريخه ولكن النتيجة اللي وصلو لها كارثيَة بحق !
-
غِشاوة الصدمة الي تعلى عيونها من وجود رجل غريب بوسط البيّت ، ومن صوت عمتها اللي أرهبّ كل خلاياها لما إتهمتها بالباطل لمجرد حضورها بالوقت الخطأ ، ومن سحبها كما تُسحب الشاة من قِبل شخص أقل ما يقال عنه شيطان بأوج غضبه حجبت عنها رؤية نفسها وكيانها ، كانت مذهولة لدرجة الصُم واللاوعي وهي تسحب والوجع يخترق خلايا ذراعها بسبب الكماشات البشرية اللي عليها !
قُطعت الخطوات أمام جناح عمه مهاب ، دفعها للخلف بكل قوة لدرجة إصتدمت جسدها الواهن بفعل الصدمة على باب الجناح فرُض خصرها بمقبض الباب ، من فرط الوجع إستوعبت الوضع فشهقت بذهول وأرتد لها النفس وهي ترجع خطوة لورى وتتحكم بوجعها اللي فتّك بكل جزء بجسدها ، رفعت رأسها وتأملت كتلة النار القابعة أمامها ، كان شهيقه لهييّب وزفيره نار موقدة من شدة اللهب اللي يحرق صدره ، يتطاير الشرر من عيونه وكأنه على وشك حرق الأمة بأكملها ، الأوداج الي تعانق جبينه وجبهته إنتفخت لدرجة يخيَل للمرء إنها على وشك الانفجار ، إنتفاضة مهيب سرت بجسدها وألجمتها عن النُطق ، عاجزة عن الخروج من هالة غضبه اللي تجبر كل شخص يلتزم الصمت من شدة الرهبَة ، كائن مختلف تماماً إذا غضب ، يعصف ويترك الخراب يعم كل بقعة يمرها كانت مصعوقة لدرجة إنها تغافلت ونست شكلها العابّث وخصلات شعرها المتطايرة بفعل جذبه العنيف لها ، ووجهها المشتدة حمرته من غضبها المكبوت وخوفها وحرجها !x



-
الشخص اللي نسى كيانه ومنطقه بوقت غضبه ناظرها نظرة صقرية وقال بغضب خالطه سخرية : العُرف اللي تتبجحين فيه ليلة البارحة يُقام حده على ناس وناس لا يابنت العم ؟
البارحة كنتي بقمة دينك وظهر هاليوم صرتِ فرجة لأهل الديرة ؟ ليه قصرتي خطواتك ؟ ليه ماكملتي وعرضتي نفسك للميت والحي والراغب والعايّف ؟

إشتدت حمرة خجلها بكل سطوة وشبَ جسدها نار إستشعرت للحظة إنها تغلي بسبب الغضب الي تأجج وتراكم بصدرها ، تناست من هو
وتناست موقفها البشع اللي عاشته واللي بسبب خطأ عفوي بسيط إشتعلت نار موقدة : ضايّق صدرك لأني صديت عنك وعفت قربك وسجيت بالنظر لغيرك لأجل كذا تنثر حقدك علي يا شاهين ، لأني ما ألتفت لك وكان لغيرك لذة النظر؟

ماتدري كيف تكونت هالجمل من فمها ، ما تدري كيف نطقت هالكلام ولا كيف طوعت لها نفسها
ولكن كل اللي تعرفه إنها كانت تبي تحرق صدره مثل ماكان للنار نصيب من صدرها ، وفعلاً وفت بوعدها وملامح وجهه اللي إسّودت من الغضب وعيونه اللي زاد لهيَبها أكبر دليل إنها وصلت لغايتها ، أقترب منها ورفع يده وكإنه ناوي يضربها أما هي ما أهتز لها هدبَ وما أنحنت لها نظرة ، تناظره بشموخ وما كإنها رشت البانزين على النار بكل بجاحة لمحت الخدوش اللي تعلو كفوف يده وذراعه بسبب أظافرها ولكن ما أهتمت ، ماكان نيته يضربها كثر ماكانت نيته يفرغ غضبه اللي إستوحشت روحه بسببه لدرجة خاف يحرقها بمكانها فعلاً ، ضرب الجدار اللي بجنبها بكل جموح وبغضب العالمين اللي فتّك بصدره وأحرق كل بقعة فيه بكل طغيان ترجم هالغضب كفوفه اللي تمردت بالجدر واللي ضربت بدون رحمة وسط ذهولها وصدمتها وهي تناظره ، ردة فعل ما توقعتها كثر ماتوقعت إنه يضربها هي فعلاً ولكن كالعادة هالشخص محد يقدر يتوقع أفعاله
بعدما أنهال بالضربات على الجدار ألتفت لها وناظرها وصدره يعلو ويهبط من شدة غضبه ، وأوداجه تنبأ عن وشوك إنفجارها من فرط عصبيته : هالغضب ماهو لأجل إنك أرخصتي نفسك وعرضتيها وظنيتي إني شخص غار على بضاعة غيره ، هالغضب لأني سمحت لنفسي أتمادى بالنظر ...

قطع كلامه بكل سرعة وصد عنها وهو يسحب شماغه بكفه اللي تلطخت بدمه ورماه على وجهها وهو يدفعها للخلف من جديد : لا تساوميّن بنفسك مرةٍ ثانية على حساب تردين الكلمة بضعفها ، لا ترخصين نفسك من جديد يابنت العم لأجل ما أحرق هالديرة كلها

رصت على أسنانها بكل قوة ، وغمضت عيونها وكل هيجان الأرض يجتاح روحها ، غضبها وإن كان على شاهيّن كبير وحيل ولكنه على نفسها أكبر بكثير ، الآن أستوعبت إنها تحارب عن ذاتها وهي مكشوفة قدامه !x




-
الآن عرفت وش معنى كلامه ووش مقصده المبطن لذلك قبّضة يدها اللي أعتلت خصرها وأشتدت على طرف الشماغ كانت دليل على كبَتها لكل غضبها العارِم ، ولكن حتى بأوج إنكسارها وحرجها وضيقها مستحيل ترضى ينكسر لها طرف أو يذلها ولو على حساب نفسها : ماني ببضاعة لأجل أساوم وأرخص من قدرها ، أنا حفيَدة شاهر بن جلوي ياشاهيّن لا تعاملني وكني بنت الأمس الجاهلة ، أنا وإن أخطيت أنت آخر واحد تحاسبني هذا إن كان لك حق حسابي ، لا تطوع لك نفسك تسحبني وكأني شاهه بين يدينك مرةٍ ثانية لأجل ما تطال النار رجلك وتطالك أنت بعد

تحّلى بالسخرية وهو يقبض على كفه ويتّنحى عنها بعدما سمع خطوات جدته وعمته من خلف وقال بصوته الساخر الغاضب : مادامك تنحسبين على جلوي ، تصرفي مثل بناته ، لا تلبسّين أطباع غيرك وتجين تتمردين هنا ، هنا ينقص جناح وماله خيط لأجل ينجبر بعدما نخيطه ياطاغية

قال كلامه وما أنتظر ردها ، جرّ خطواته وقبل يتخطى عمته تساهيّل الغاضبة بجنون من طريقة تعامله وجدته والبنات اللي غاضبيّن ومن أستوعبو الوضع توجهو له بخوف وقبلما تنطق جدته وتعاتبه سكتت بشهقة بسبب الدم الي يملأ كفوف يدينه وقبل تتكلم أمها بعدما أنخطف لونها من خوفها قال وهو يوجهه كلامه لعفراء اللي تِتجه لهم تترنح بحرج بسبب إتهامها ومقهورة من تسرعها ومن لمحت تعابير وجه شاهييّن بلعت ريقها بصعوبة على إثر كلامه : لا تطوع لك نفسك تسوين هالبلبلة من جديد ياعمة ، هذي ماهي بسوايا عُقال
هذي فيه قطع رقاب ، وأنتي تعرفين إني ما أتوانى عن قطعها ولو فيها روحي ؛ إعقلي وأتركي عنك الجنون اللي بيضيعنا

قبل تبرر وتنطق بحرف واحد تجاهلها بذات الجمود والغضب ، تأفتت بقهر بينما تساهيّل ركضت لبنتها بلهفة وخوف ومن لمحتها مسحت دموعها بكل قوة وهي تسحب الشماغة من على وجهها تنهدت براحة لما لمحتها سليمة معافاة وضربتها على كتفها بغضب أمومي نابع من خوفها : رضيتي الحين ؟ شبيتي نار بالبيت

تأفتت بضيّق وهي تناظر لأمها وتقول بشموخ إعتادت روحها على سُقياه لكل جسدها وكإنه نبع
ما ينضب من لحظة ولادتها ، ولا كأنها الشخص اللي تعرضّ لأبشع الإهانات قبل لحظات ، ولا كأنها الشخص الي كُسر كبريائه على حساب موقف عفوي كان ممكن يمر مرور العابريّن ويُنسى بذات اللحظة لولا تواجد المُسببات ! سواءً أشخاص أو مشاعر : لا تتهميني بشيء ماهو بسواة يديني يمة ، أنا ما قلت لصقر تعال وقف بجنب البوابة لأجل تشوفنا عمتي وتنشر فضيحتنا عالملأ ، أنا كنت قدامك ولو قلت له كان كنتي أول السامعين صح ؟

زمّت شفايفها تساهيّل بضيق وأهداب أقتربت منها وهي تمسح دموعها من شدة خوفها !



-
كانت ترتجف كل أوصالها بمجرد شوفة شاهييّن بهالمرحلة اللعينة من الغضب ، لإنه يحرق
وحتى إذا أستوعب الي أحرقه بعد هدوءه مارح يرجع شيء طبيعي بعدها ! لمحت دمه اللي غطّى الجدار وعضّت على شفايفها بقهر وهي تناظر لعمتها : يرضيَك ياعمة ؟
تأفتت عفراء بصوت مسموع وقالت بغضب : أنا وش عرفني إنه شافها بالغلط

ضحكت غرور بسخرية وهي تتحجب بالشماغ وتقول بإستهزاء : لو صبرتي ثواني كان عرفتي ياعمة ، ولكن إختصاصك هو ...

سكتت بسبب ضربة أمها الخافتة لها وتنهدت وهي تصد بضيّق ، بينما مودة سحبت عفراء معها بغضب : أنا ماقلت لك لو شفتي هالعيال يتقاتلون سوى لا تفتحي فمك بحرف واحد ياعفراء ، ماودك تعتقينهم؟

زمّت على شفايفها بغيض وألتزمت الصمت كونها فعلاً أيقنت إنها أخطأت هالمرة!
من جانب شاهيّن اللي مازال بأوج مراحل غضبه ومازالت عيونه وكأنها تقذف حمم بركانية حارِقة أتجه لخارج البيت وكان ناوي يبتعد عن المكان قبل يتورط أحد بغضبه ويفرغه كله فيه ، كان وده يكمل صيام هاليوم بنفس طيّبة ولكن وجود صقر قدام عيونه أنهى كل مخططاته ، صقر اللي اكفهر وجهه وجفل فؤاده بمجرد رؤية شاهيّن على هالحال من الغضب قبل ينطق بحرف واحد بس أنصدم وأنفغر فاهه وهو يرجع خطوة لورى بسبب ضربة شاهيّن الموجعة على كتفه واللي أتبعتها ضربات عنيفة قال بأوج وجعه منها : كانت ثواني بس ياشاهيّن ، وأنت تدري إنها بالخطأ

إستمر شاهيّن بضرب كتفه بدون رحمة ومازال صقر يتلقى الضربات بخشوع ولكنه مازال يقول :
أنت تدري إنها بالخطأ وتدري بي

ضربه بغضب أكبر وإشتدت قبضة يده وهو يقول بصوت غاضب أمتزج بالقهر المُميت : أنا أدري بك ، أنا أعرف نيتك ، أنا تربَيت معك وأفهمك أكثر من نفسي ولو مرّ دهر ما خنت ياصقر

أستنكر صقر كلامه لإن ردة فعله منافية تماماً لمعناه وقبل يتسائل خفّف شاهيّن لكماته وقال بصوت شبّة هامس من القهر : بس هم ما يدرون يا صقر ، ما يدرون وش مقصدك ووش تبي ووش نواياك ، توّها طفلة ياصقر توّها ماتفهم وهم كلاب ، هم بيكسرو جناحها وبيلبسوك تهمة كسّره ، الثواني الأولى عدّت ولكن كل الي بعدها تنحسب ضدك ياصقرر ضدك أنت

صد بضيَق من كلام شاهيّن واللي توه يستوعب مقصده اللحين وأيَقن لوهلة إنه يستحق ضرباته ، لأن الثواني بعد الدقيقة الأولى اللي مرت وهو مستمر بتأملها وكأنه ينتهز فرصة وقوفها المفاجىء قدامه تستحق عالأقل هالضربات حساب لها ! وكل شيء بحسابه بهالديرة حتى الثانية
لما ضربه شاهيّن الضربة الأخيرة على كتفه صرخ بوجع وثبت ظهره على الجدار ، ومسك كتفه بكفه وهو يناظر لشاهيّن اللي توقف عن ضربه !



-
رجع للخلف خطوة وصدره يعلو ويهبط بشكل كارثي وملامحه مازالت مشتّدة وكأنه كان بساحة حرب شرسة ! قبل ينطق صقر بكلمة تجاهله شاهيّن وصد عنه وهو يتخطاه ويمشي بيّنما يدينه مازال دمها مسفوك ومازال وجعها ينبض بكل عروقه ولكنه ما توّجع منها
لإن وجع فؤاده هاللحظة يكفيه لأجل يحجب عنه أي وجع جسدي غيره ، أما صقر غمض عيونه وصدره صار أضيّق من خرم إبرة من شدة ضيقه
سبّ نفسه بأسوء الشتائم على اللحظة الي فكر فيها ينتظر شاهيّن بجنب البوابة وعلى اللحظة اللي سمح لنفسه يتمرد فيها ويناظر لشيء ماهو من حقه ، ألتفت لهارون اللي كان واقف قريب منه ولكن شوفة غضب شاهيّن أرهبته وتركته يرجع خطوات لورى مفجوع والصدمة إستحكمت بقلبه وهو يتسائل"لو كان هذا غضبه على صقر واللي يعتبر المرتبة الأولى مكرر بقلبه مع جلوي، أجل لاكان شخص غير صقر وش بيصير فيه ؟ بيمــ.." إقشعر جسده قبل يكمل تساؤله وركض على طول يساعد صقر اللي فعلاً يتوجع واللي توقع أصلاً إن كتفه خُلع هاليوم !
ما إنتهت المشكلة عند هالنقطة ، بعد معرفة غالب بالموقف وبعدما حكَت له غفران كل اللي حصل والأهم الجزء اللي يخص شاهييّن وأظافره اللي مازال أثرها بذراع غرور كان له من الغضب النصَيب الأكبر واللي نثره بكل مكان بالبيت لإن شاهيّن مارجع ، كان ناوي يرجع يغيب من جديّد ويترك هالمكان بدون رجعة وهالمرة للأبد لولا دموع جدته مودة اللي ماهانت عليه بعدما هدأته وأستحلفته يبَقى ، وفعلًا لان ورضى ولكن رضاه ماكان على شاهيّن أبداً ولا كان على عفراء اللي أفتعلت مصيبة من العدم ..!
-
-
-

من بين زيّنة العيد اللي مالت على أغصان الشجر تتراقص طيُور الصبّح اللي تنفس قبل ساعات قليلة وغازلت خيوط شمسه الأرض بجرأة شديدة ، كانت واقفة بجنب الشجرة شهيقها ضيّق وزفيرها عدم راحة ، تكذب لو تقول إنها تلقى الراحة بالمكان هذا وخصوصاً مكان ما إعتادت على العيش فيه دون مقومات الحياة إللي كانت متوفرة بالعاصمة خصوصاً إنه عدّى يوم العيد وثاني أيامه بدون ما يكون لغالب نية بالرجوع للعاصمة بعدما أعطاها كلمة عن رجوعهم ! ماقدرت تجادل أو تفتح الموضوع معه بعد صمته الشديد بعد الحادثة اللي صارت لهم ، واللي برغم تصديقه التاام والنظيَف إنه الموقف عفوي وبريء ولولا عفراء وشاهيَن ماكبر للدرجة هذي ولكنه رغم كل هذا كان صامت أغلب الوقت وبمجلس جدّه شاهِر بسبب مباركات العيد اللي ما أنتهت من يوميَن والضيوف اللي ما أنقطعت خطاويَهم عن مجلس جدها ، وضيَقها كان سببه مجهول أو هي تظن إنه مجهول رغم إنها حاولت تتجاهله ولكنها عاجزة
يالله .. عاجزة تنَسى كل كلمة إنقالت بآخر حوار معه




-
عاجزة تتناسى نبرته الساخرة وملامحه الواجمة وصوته الغاضب ، عاجزة تنسى تقليله من قدرها وإهاناته اللي كانت بالصميَم ! عاجزة وغيابه اللي أستمر لكل هالأيام ماأعطاها حتى الحق تنسى ، حتى العيّد تخلف عن حضوره وماعاش مراسيمه بين أهله وناسه
من اللحظة اللي خرج فيها بعدما رمى كلماته !

لا لا ماكانت كلمات وبس ، لأن لو صيّرنا كل كلماته لأداة بتكون سكيّن مارح تكون ضماد ومجرد كلمات وبس ، كانت حادّة إخترقت كل دروع غرُور المتينة وأحرقتها بشّدة ، خصوصاً إنه يدري إن الموقف بريىء وعفوي ولكنه كواها بأبَشع طريقة وبالتالي هي من فرط وجع الحرق ردّت له الكلمات من غير قيَاس ،وبرغم كل هذا ماتوقعت إنها بتأثر بشخص مثله بتاتاً ، شخص مثله ماهو بالكلام اللي يأثر فيه ولاحتى أقوى ظرف يأثر فيه؛ ولكن هي برغم شموخها ، خشونتها ، قوتها ، غروها
كانت أبسّط الكلمات من"أشخاص معينين" تهلكها وحتى النظرات لها نصَيب من ضيقها ، خصوصاً نظرات جدتها مودة اللي برغم عدم توضيحها لها إلا وكأنها تحس إنها تتهمَها بغياب شاهييّن عنهم بهالعيد برغم فرحتهم الشديدة فيه !
تنهدت وهي تسحب طرف النقاب عنها وتأخذ نفس بكل قوة لعلها تحرر طيور الضيَق اللي بصدرها ولما ألتفت لمحت غالبَ يخرج من المطبخ بيدينه دلة القهوة وملامحه مرتخية معلنة هدوءه إقتربت منه بعجلة شديدة وأحاطت خصره بحرص كبير بذراعها وهي تقول بنبرة ضيَق : خاصمتني ؟

توقف بمكانه وثبت الدلة بيمينه وهو يميّل شفايفه بخفوت : ليه بيننا مواقف تتطلبَ الزعل ؟

رفعت كتوفها بلا معرفة وقالت بنبرة متسائلة : أنت صادّ عني طوال هالأيام ، حتى بصبَح العيد سلمت على الكل -مالت نبرتها للزعل -وأنا كنت آخر وحدة

تنهد للحظات وأبّعد يدينها عن خصره وأخذ ينزل الدلة ويلتفت لها وهو يثبّت يدينه على كتوفها بحنية ويبتسم لها بخفوت : ما بيننا خصَام ، ظنك بين الأخ وأخته ضيَق وزعل؟

قوسَت شفايفها بحزن وهو تنهد وقال بضيَق : غرُور يابوك ، أنتي كبرتي ياعيونه وماعدتي طفلة الأمس وصرتي مجبورة تلتزمين بكل الحدود سواءً هنا ولا برى هالمكان ، يابوك ماودي أحد يلاقي زلة عليك ماودي يضيقّ لك خاطر بسببهم
لأجل كذا - عانق وجهها بكفوفه وأبتسم- وجهك هاللي تفتح الورد من بين وجناته تغطينه ولا تفتحينه أبد بهالمكان لأنك تدرين إنه بيت العائلة كلها ما بتآمنين من حضور عيال عمي ، فهمتيني يابوك؟

هزت رأسها بخفوت وقالت بضيق : لو تبي أغطي نفسي بالكفن بعد وأنتظر موعد موتي بسكات ماقلت لا ، المهم لا تصد عني كذا ياغالب




-
توحشت ملامحه بسبب كلِماتها وأيقن إنه فعلاً أوجعها بغير وعي منه فتنهد وأقترب وهو يعانقها بصمت وبعد لحظات أبتعد وقبّل رأسها بإبتسامة : إقبلي عذري ياغروري ، وربّك ماهي بنية خصام ولا ضيَق ، ولكن خوف وحرص
وإذا على سلامي عليك فأنا والله كنت ...

سكت بإبتسامة خافتة لما أرتفعت على أصابع أقدامها وقبّلت كتفه بهدوء وإبتسامة عابثة تلون ثغرها : المهم لا تضايقني مرة ثانية ، تعرفني لاضقت زعلي كايّد صح ؟

هز رأسه بإيجاب وهو يضحك بخفوت بينما هي أردفت : ومتى بنرجع ؟ أنت قلت أول يوم بالعيد

وكأنه تنّبه على اللي ينتظره ففز وهو ينحني
ويأخذ الدلة بين يدينه ورفع رأسه لها وهو يقول : بكرة أو عقبَه ولا يهمَك ، كنت بمشي هاليوم بس صقر يقول يبيَني بأمر مهم لأجل كذا أجلت

تجعدت ملامحها بغيض من طاريّه وصدت عنه وهو يتجه للمجلس ، تنهدت بخفوت وثبَتت نقابها على وجهها وأخذت تتقدم لخلف الحوش الخارجي ، اللي يطل على مزرعة جدها الخلفية ومن لمحت الأرجوحة المثبّتة بسعف النخل ، ثبّتت جسدها الغض الطري على أطرافها وأخذت تهز نفسها وأفكارها تتأرجع برأسها مثل أرجحة جسدها
-
بيّنما بمجلس شاهِر اللي مرت ساعة على جلوس صقر وتبادله لأطراف الحديث معهم ، واللي من ضمنه سؤال شاهِر عن مكان شاهيّن وعدم المعرفة كان جواب صقر اللي فعلاً من بعد ما طعن رُوحه بنظرته قبل أيام أختفى تماماً وكأنه يعاقبه وكأنه يقول " سامحتك لأجل الحكي والقول لأنه يبّقى حكي يا صقر ، بس تماديّت بالنظر والفعل " وكأنه يعاقبه بطريقته الخاصة الي تهلّك أكثر من غضبه ، عاقبه بالتجاهل والبُعد وهذا عند صقر أحرّ وأهلك من غضب شاهيّن ؛ لذلك قرر ينهي هالوجع ولعله بيقدر يخفَف من شدة وطأة غضبه وبيقدر يليّن قلبه بسبب هالموقف اللي أشعل كل هالنار بليّا حطب
غزى سكُون المكان وهدوء الجَلسة والصمت الرهيَب جملة صقر اللي توسّعت الأحداق بسببها بذهول " أنا جاييَ أطلب القرب منكم ياجد شاهِر ، بالأخص من غالب وبأصغر خواته"!

-
-
#هوى_ديار_الليل

المعركة على أشّدها ولا ؟



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس