عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-22, 01:31 AM   #10

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



٨٧
-
إستنكر قدُومهم من اللحظة اللي بزغ فيها ضوء الشمس ! من هو صاحبهم لدرجة يعانقُوه بكل هالفرح
ألتفت لما سمع الباب ينفتح بكل قوة ، ومن لمح الرجل اللي خطى بخُطوات صلبة لخارج المركز حتى رفع حاجبه بإستنكار وهو يتعرف على ملامح هالرجل اللي تتوسط ثُغره ضحكة لعوبة قال على إثرها وهو يقترب منه : ناوي ترميني وراك يابن جلوي ؟ ترمي عقيق ؟

ميَل شفايفه بإستنكار وزِناد ضحك وهو يضرب ل كتفه : هنيالك الفرج يابن جلوي ، وهنيالي لحقت عليك، تعال والله ما أرجع لأهلي إلا بعدما أوصلك بنفسي لأهل الليل

حاول يسحب يده وهو مازال مندهش من هالزِناد وتصرفاته وكان بيعارض لولا إن زِناد سحب طرف غترته الي تخبي وجهه ورفع يده وهو يصرخ بأعلى صوته : سلام الله عليكم

لحظات بسيَطة قبل يدوي فيها صوت عالي ، شخصت أبصار المتواجدين القلة بسببهم
كان ترحيب عالي ، ورد للسلام بأفضل مايكون وسط ضحكات زِناد اللي عرف أبوه وإخوانه وعيال عمه اللي جايين يستقبلونه ، وأخذ يثبت كفوف شاهيّن بكفه ويقول بضحكة : هاللحين مالك مفر

قبل يستوعب شاهييّن لمح أهل زِناد اللي أقبلو عليهم وهم يحتضنونه بكل قوة وضحكاتهم تتعالى فرحة وغيمة من سُرور حفتهم حوُف وسط عناقهم له ومازالت كفوفه بكفوف شاهيّن والي بعدما سلم عليه أبوه قال ووجهه يتهلل : وهذا إبن الكرام من هو يا عقيق؟

ضحك زِناد بقوة لما تذكر حرصه على أبوه يناديه بهاللقلب حُباً له وهو يقول بخفوت : هذا اللي سماني ب عقيق يُبه

ضحك أبوه وهو يوقف قدام شاهيّن ويقول بإبتسامة وقُورة : يعني أنت اللي ينقال له شاهييّن حفيد شاهِر بن جلوي

أستنكر شاهيّن معرفته فيه ولكن برغم ذلك تسلَح برجولته وقال بهدوء : إي بالله ، بذاته وبعزه شاهيّن بن عساف ، حفيد شاهِر

أبتسم بخفوت وهو يسلم عليه بحبُور وحفاوة تركت الإستغراب يتشعب بفؤاد شاهيّن مع ذلك ما وضّح له حتى زاد لما قال : والله ما نسري على ديرتنا إلا بعدما نوصلك لوسط بيتك ، وهذا رد لجمايلك

ناظره بإستغراب وهالمرة سمح لدهشته بالتسُرب لملامحه وكان بيعارض وينكر ويقول " أي جمايّل وأنا سنة ونص كاف خيري وشري ؟ هذا إن صح وكفيت شري أصلاً !"

ولكن زِناد إستدرك كل شيء قبل يتحرك عقل شاهيّن اللي رحمه هاللحظة وزارته الدهشة وإستراح لذلك سحبه بعجل وهو يتقدم ناحية سيارتهم اللي يسوقها أخوه الكبير وجنبه أبُوه
وأحتل المرتبة الثانية شاهيّن وزِناد وبس
#هوى_ديار_الليل

٨٨
-
تفرقوا البقية على باقي السيارات ، بغمُرة فرحتهم وضحكات زِناد وهو يسمع ضحكات أبوه وفرحته بخروجه وكأنه ملك الدنيا كان شاهيّن بأوج ضيقه اللي تُرجم على شكل نظرات باردة ووجهه متهكم وصمت كبير وهو يراقب الي حوله بهدوء شديّد قطع عليه ربتات زِناد الحنينة على فخذه وهو يقول : رايحين لأهل الليل ولـ آل جلوي اللي إعتكفوا على باب السجن لأجلك شهور بلياليها وأنت رافض شوفتهم ، تخيّل شوفتهم وموقفهم وهم يشوفونك وإبتسم ياشاهيّن ، لا تضيع هالفرحة عليك

ناظره شاهيّن بهدوء وهو ما يعرف لو كان فعلاً لهم خبر بخروجه أو إقتصرت أم صقر على العفو والتكتم على الخبر وبس ! وبعد صمت بارد
سرت بسببها قشعريرة بجسد زِناد أنجبر يربت على كتوفه بسببها قال شاهيّن بهدوء وبنبرة غريبة وهو يناظر لزناد ببرُود : علمني ، ليه كل هالسوايا والقُرب ؟
-لأنك رجل يستاهل ، ولأني صاحبك
-أنت تعرف بأي جُرم دخلت السجن صحيح ياعقيق؟
-محد يجهل هالعلم يابن جلوي
-ودامك تعرف إني رجل قتلت أقرب أخوياه ليه مُصر تخاويني وتسمي نفسك صاحبي دون علم مني ورغبة ؟ وتسوي سوايا ماودي تصير وتجبرني أتقبلها ليه ما تخاف مني وتسلم نفسك وتصون روحك من يدني ؟
-قتلته بالخطأ هذا الي لازم تستوعبه والشهرين بالشرع صمتها ، وإن كان سواياي تغيضك كان بإمكانك ردها لأن مهب بن جلوي الي ينلوي ذراعه بشيء ما وده به ، وإماررأسي فهو فدى يمينك
-لا تجبرني على سوايا ماودي بها ، أنتهى عهد معرفتي بك على حدود السجن ياعقيق ، وجبّ عليك تنساني لأن مالك فيني منفعة
-أنا الي أقرر وين أبقى ووين أروح ياشاهيّن ، ولاودك تتحكم في حياتي مثل ما غيّرت إسمي ولأجلك أجبرت الي حولي ينسون الي كبّر معي لسنين ويتذكرون عقيق وبس ؟
-مافرضت عليك شيء لاتنسى وتكبّر الشرهات وتكيّل الملامة والعتب علي وأنت
أنت الي عرضت بنفسك وأنت الي رفضت يسمونك بغيره
تنهد زِناد بضيق وهو يقول بقهر : الله أكبّر عليك يارجل ما تبّقى كلمة بدون رد

ناظره شاهيّن بحنق وأشاح بنظره عنه بهدوء وهو يربت على طرف الزجاج برتابة وملل وهالة الهدُوء والغموض مازالت تُحيط فيه ، حتى إنه سحب الدخان وبدأ يحرقه بثغره بغير مبالاة
وسط صمت أبو زِناد وأخوه سواءً عن الحوار اللي دار على مسامعهم أو على الدخان اللي إنجبرو يفتحون الشبابيّك لأجل تتسرب الرائحة وتختفي
ووسط تنهيَدة زِناد الهادية وهو يهز رأسه لأبوه بمعنى" إنتظر التفسير مني ولا تحكم على إبن الكِرام بسبب كلامه المناقض لشخصيته "
-
-
بحدُود العاصمة .. وبفجر هاليوم
صوت جرس الباب يدوي بأرَكانه مُعلن حضور صاحب هالبيت ..
#هوى_ديار_الليل

٨٩
-
لحظات بسيطة قبل ينفتح البَاب ، ومن لمحته مستند بجذعه على طرف الباب بإنهاك ، ببذلته الرسمية السوادء المخصصة لعمله كمُرشد سياحي لبعض الوفُود الي يجون بزيارات رسميّة ، تنهدت بإبتسامة وهي تميل بجسدها بجنبه على طرف الباب وتتأمله بمودة ، كانت ولازالت تحبّه وحيل لما ينكسى جسده ببذلاته ،كانت تبّان ضخامة جسده
وعضلاته البسيطة والأهم لأنها تعودت عليه بالبذلة بحكم شغله ووجودهم عنده قالت بإبّتسامة هادية : أصبّح الصبح من نورك يا أبو غرُور

ضحك غالب بهدوء متناسي تعبه وأخذ يرفع يده وهو يداعب شعرها بحنية : ليه بنت أبوها للحينها صاحية ؟

رفعت كتوفها بعشوائية وقالت بصدق مصطنع : صحيَت ألحق عالفجر

أبتسم بخفوت وهو يهز رأسه وهي أردفت ب : ليه من بدّ كل الأوقات جاي هاللحين ، وأنت تدري إن إحتمالية فتح الباب صفر بالميّة؟

ضحك وأخذ يسحب المفتاح من جيبه ويرفعه على مستوى عيونها وهو يقول: مفتاحي بجيبي ولكني عارف إنك صاحية

أعتدل بعجلة لما تذكر سبب خروجه من المقر الرسمي وطلبه للإذن وهو يتمتم بشرود : اليوم صدر قرار العفو عن شاهيّن

رمّى الجملة على مسامعها وهو غير مدرك عن ثقل الجملة على قلبها ، غير مستوعب بالإنهيارات اللي دوت بدواخلها وأحدثت ضجيج عنيّف ، قاهِر زعزع كل اللي بقلبها ، رفعت عيونها وهي متمالكة نفسها بصُعوبة وناظرته وهو يربت على كتفها ويقول كأنه يكلم طفلته: كُلنا ندري إن القتل كان عن طريق الخطأ صح يا غرور ؟

هزت رأسها بإيجاب وهو أبتسم وأردف : وهالحكي زدنا وعدنا فيه شهور طويلة ، وشاهيّن أخذ حقه وزود بالسجن وأم صقر بنفسها متنازلة عن حقها في ولدها ، لأجل كذا لازم نمشي اللحين للديرة عشان إستقبال شاهيّن ، جدي جامع أهل الديَرة وكلهم على قدم وساق لأجله ، عيب علينا ما نحضر وحنا عيال عمه ،ها وش قلتي ياعيونه؟

إبتلعت ريقها بصعوبة وناظرته بتشتت وهي تقول بعشوائية : مالي قول فوق قولك ياغالب ، لا ترمي الموضوع علي

تنهد وهو يدخل ويقفل الباب من خلفه ويتلقفها بأحضانه بحنية تامة بعدما زفر بصعوبة : أعرف ، بس كل شيء ولا ضيقك يابوك ، أنا وأنتي نعرف صقر وش كان بيكون لك لولا اللي صار ..

قاطعته وهي تقول بهدوء : قدر ، واللهم لا إعتراض
غمض عيونه بخفوت ومسح على شعرها بحنية ، مُدرك تماماً هاللحظة إنها تخفي رعشتها بصعوبة عنه لذلك حررها وناظرها يقول بهدوء : أجل أنتظرك،جهزي نفسك وأنا بنقل الخبر لأمي وغفران لأجل يتجهزون ،نص ساعة بالكثير يابوك لا تتأخرين طيب ؟

هزت رأسها بإيجاب وأقفت وهي تبتعد عنه بخطوات ثابتة لطالما كانت شامخة
قوية
ثابتة
لطالما كان لها
كيان لا يُهز أبداً
#هوى_ديار_الليل


٩٠
-
لما تلقت الخبر قبل سنة ونص من الآن ، كانت الوحيدة الصامدة في ظل الزعزعة والإنهيارات والصدمة اللي حلَت عليهم ، كان الكُل بأوج بكاءه وإنهياره سواءً على صقر ولا على شاهيّن بينما هي بقت ثابتة،تهدي وتربّت بدون ما توضح إنها بحاجة للي يربت على قلبها
كانوا يوقفون جنبها ويعزونها بشخص كان بيكون بعد ليلة بس زوجها ،وما يدرون إن عزاءها أكبببّر ووجعها مهييّب

دخلت غرفتها اللي كانت تُخصها هي وبس واللي أصرت على غالب يكون لها غرفة خاصة بدون غُفران وهو بدوره لبّى بدون إعتراض ، قفلت الباب وأستندت على ظهره وهي تأخذ نفس بصعوبة أخذت ترفع كفوف يدها وهي تمسد على قلبها بحنُو شديد ، ميّلت شفاهها وهي تستشعر إن عيونها تحترق من شدة كتمها لدموعها واللي كأنها تنازع روحها لأجل ما تتحرر وتنزل لمسارها همست بصوت متهدج تعب: يارب ، إعتقني يارب من هالتعب وعذاب الضميّر تكفى ، يارب كيف أفرح لخروج قاتل صقر ؟

غمضت عيونها وهي تبّلع ريقها بصعوبة ،تضغط على قلبها بقوة أكبر لما بدأت تزداد دقات قلبها بعُنف شديد وبدون رتابة ، كانت نبضات قلب عشوائية عنيفة مخيفة وخائنة ، تحضر بكثرتها باللحظة اللي تِتذكره ويخطر على بالها
إبتداءً من طفولتها ،صحيح هي ما تذكر كل فصول طفُولتها ولكن لها مواقف كثيرة ما تتزحزح من ذاكرتها ، مثل لما كان يلمحها هي بالذات بين كل البنات ويخُصها بضحكة وإبتسامة كان يجبّر نفسه يخليها لطيفة ، لما كان يرفض هو تلعب معهم كورة بحكم خوفه عليها وغيرته من اللي حوله حتى لو سمح لها غالب ، حتى تذكر الموقف لما كان شاهيّن وصقر يمشون مع بعض ولوهلة دار بينهم نقاش حاد وشاهيّن كان بيضرب صقر لولا إنه تفاداها وبلحظة تشتت شاهيّن ضربه صقر على بطنه وأنحنى شاهيّن بوجع للأمام وهي من شدة قهرها وهي تلمح ملامح شاهيّن المتوجعة أخذت تنحني وتأخذ أكبر حجر لقته عالأرض ورمته بكل حنقها على رأس صقر اللي أحتاج غرزات بقت واضحة بسببها لآخر يوم بحياته مازالت تذكر نظرات شاهيّن المذهولة لما تلاشى وجعه من الصدمة وناظرها وهي تبتسم له بحمائية وهي تدقّ الصدر وتقول بطفولية "أنا بحميك مثلي ما حميتني لا تخاف" مازالت تذكر لما كتم ضحكته بصعوبة وهو يحاول يتدارك نفسه بسبب صراخ صقر ونزيفه اللي بلل وجهه بسببه إجتمعوا عيال الحارة عليه من بينهم غالب اللي ماكان يعرف من السبب لهذا اليوم ، مازالت تتذكر لما كانت بكل مرة يزورها خوفها من الظلام ، لما تخر قواها وتتلاشى قوتها ويتسرب الضُعف والخوف بيّن أوردتها يكون هو الحاضر من بين الكل ، لما يكون هو الشخص اللي يحتضنها بصمت ويهدهد قلبها بهدوء وكل كلماته الي يهمس لها فيها لأجل تهدأ.."
#هوى_ديار_الليل


٩١
تتذكر لما إنقالت " طاغية " أول مرة على مسامعها وألتفت له بقهر وهي تقول " أنا غرور ماني طاغية " وهو كان يكتفي ببسمة هادية ويبتعد عنها بصمت !
الأدهى والأمر على حبل ذكرياتها إن كل هالمواقف مرت معه بالوقت اللي كان الكُل يقول إنه تغير ، بعد الحادث الشنيع اللي عاشه شاهيّن قبل سنين مضت ، إكتسب بسبب حِدة وبرود وغضب فوق حِدته الفطرية والموروثة من شاهِر
كان يبتسم لها إبتسامته الخاصة فيها بالوقت اللي الكُل يقول إنه يوجع وبس ، وهي كل اللي بيدينها قلب مال وهي بأول الصبِا ، كيف يستقيم قلب تربّى على الميلان له ؟
"..حتى لما صار يتهرب من مقابلتهم سنين طويلة ، لما كانوا يحضرون للديرة وكان غايب دائماً لا حسه ولا حضوره يبلل ريق القلب ، ست سنين من صباها كان غايب لدرجة ظنت إنه كان سراب وإنه كان شخص عابر فقط بطفولتها ، كان شخص عادي ولاهو مُميز أبداً حتى إنها فقدت ملامحه من ذاكرتها وتلاشت بشكل بسيط ، ولكن حضوره بعد غيابهم عن الديرة بسنة كان آسِر .. لما عرفته لاحت له تفاصيلهم من جديد ، تذكرت كل شيء وكأنه ماغاب عنها بليلة أبداً ، تذكرت براءتهم
الي إنولدت من مهد الطفُولة ،تهادى لذاكرتها مواقف كثيرة كانت تخاف تفكر فيها لإنها تعتقد إنها سراب أو عقلها صَورها لها مم شِدة يأسها
هذا هو الحاضِر الغايّب "شاهيّن بن عسّاف
اللي زلزل سكوني وكنت أظنه سراب من الطفولة حتى ظهر إنه وسّم بالقلب يكبر من الصغر لين الصّبا ، يالله ياحفِيد شاهِر وش كبر ذنبك لصغيرة آل جلوي اللي زلزلت سكُونها وأحدثت ضجة لمدة سنة كاملة وأتبعها ست أشهر ما هدأت إلا بعد حريتك "

معقولة بتكون آثِمة وقليلة وفاء للشخص الي كان بيكون زوجها لو فرحت إن شاهيّن خرج وتحرر ؟ معقولة بتكون حقيرة وقلبها حجري لو كان ضيقها الأكبر لإن شاهيّن أنسجن مو لأن صقر مات ؟ يمكن لأن صقر أرتاح من كل هالدنيا وشقائها بينما ترك خلفه قلب شاهييّن يتعنى وبيبقى طوال عمره شقِي !
ضغطت على قلبها وهي تضغط على شفايفها بكل قوة وهي تهِمس : ضيّعت وجهتي بسببك ، أشكيك لله ياشاهيّن

أخذت تنسدح على السرير وهي تتكور على نفسها بوجع لما بدأت معدتها تعزف سيمفونيتها المعتادة من الوجع لما تكتم كل مشاعرها وينجبر جسدها يفرغ مشاعرها على شكل أوجاع جسدية سواءً كدمات أو وجع بمعدتها اللي لازموها من ليلة موت صقر لما كتمت بكاءها ووجعها في ذيك الليلة الي غاب فيها ضوء الفرح
وتلاشت السعادة لشهور طويلة والي ما أستردوا بسماتهم بعدها إلا بصعوبة
بوقفت بإنهاك وهي تحاول تتدارك الوقت وتجهز نفسها بعجلة شدِيدة
-
#هوى_ديار_الليل

٩٢
-

وفي دِيرة الليل ، غازلت خيوط الشمس كل شِبر على أرض الليل بكل بهاء وكأنها تنشر بنورها الفرح وتوزعه بكثافة على أهلها ، أهل الليل
اللي تجمهروا بكل كثرة على مدخل الدِيرة بسياراتهم ، جمُوعهم ، شيبانهم وأطفالهم وفرسانهم.. يترأسهم بن جلوي اللي واقف بجنب سيّارته وهو يتخطى المكان ذهاباً وإيابًا بكل سرعة وكأنها يسابّق الزمن ، بكتفه رشاشه العِتيق اللي من سنين طويلة كان من نصيبه ينتقل بأنظاره على جمُوع الديرة المجتمعين والبّسمة ماغابت عن فؤاده ، كانت الفرحة واضحة بتقاسيم وجهه وماغابت عن نظر أي شخص يلمحه .. لوهلة تذكر الليلة اللي صدح خبر وفاة صقر ياااا مُرها
كانت مُوجعة بشكل هائل ، وبعد وصول خبر
موته ، وصل خبر إن الي قتله صاحبّه " شاهيّن"
يااا كثر الوجع من شدة كثافته ماكان أحد قادر على وصفه ، الكُل موقن إن القتل كان غير متعمد ؛ لأن صقر كان قلب شاهيّن ، من تطاوعه نفسه يقتل قلبه ؟

ولكن برغم ذلك كان الوجع مُضاعف بشكل يفتّت القلب لكل شخص بهالديرة خصوصًا إنهم قبل ساعات يتجهزون لليلة ملكته وهاللحين يلفونه بالكفن ، كان مُهلك لـ آل جلوي وأهل صقر بشكل خاص لأنهم فقدوا إثنين ،كلهم عندهم علم إن شاهيّن ماعاد بيتعافى من هالوجع، ولو إدّعى ذلك والدليل رفضه لمقابلة أم صقر لأجل العفو

ولكن اليوم كان غير تماماً عن سواد الأيام الي مضت ، اليوم أشرقت شمس الفرح وشعشع ضيّها على كل شبر بهالمكان ، اللي من الفجر وهو يشتعل فرح ،من لحظة رجوع شاهِر البارحة وهو ينقل الخبر بضحكات ودموع الفرح والكل تجهز لأجل يستقبله ، سنة ونص ماهي بهينة
وشاهيّن بن عساف ماهو بهيّن أبداً بعيونهم ، برغم كل شيء هو فرد منهم ولو كان مخطي صدق ما عفت أم صقر ، مارضت يشّم قاتل ولدها هواء هالديرة من جديد
توقفت خطوات شاهِر وألتفت لغالب اللي وصل قبل ساعات وقال له بلهفة : هذي سيارة حرب صح ؟

إستقام غالب بطوله وأخذ يناظر للسيارة اللي تتقدم من الشارع الرئيسي لمدخل الدِيرة حتى قال بهدوء : إييي بالله ياجد هذا حرب
هز رأسه بإيجاب وهو يبتسم ويوقف على المدخل ويأشر لهم بضحكة وبصوت عالي : جااء الحفيّد الغالي يا أهل الليل ، رجع شاهييّن شيعو فصول الفرح

لحظة دخول السيارة حدود الدِيرة حتى أشعلوا السماء رصاص وسحب شاهِر رشاشه وهو يفك قرن الرصاص كامل و يبتسم بفرح وسط أحفاده اللي واقفين على يمينه،غالِب ، ياسيّن، و هارُون وعلى يساره جموع الديرة وأكابرها اللي ترجلوا من سياراتهم ولكن يد غالب الي ربتت على كتف شاهِر أجبرته يتوقف ويسحب يده عن الزناد وهو يقول : علامك

غالب اللي دققّ النظر على سيارة حرب قال بإستنكار : شاهييّن ماهو بمعه
#هوى_ديار_الليل


٩٣
-
أرتجفت يد شاهِر بدون شعور وفلت الرشاش من يده وهو يتمسك بعصاته من جديد ويضغط على بكل قوة وهو يثبت الرشاش على كتفه ويقول بصوت ثابت : متأكد ؟

غالب ألتزم الصمت وبعد لحظات إستقرت سيارة حرب أمامهم وترجل من السيارة وعلى وجهه يتضح الضيَق وعلامات القهر منتشرة على ملامحه تقدم لهم وقبل يتكلم ضربه شاهِر على كتفه بغضب : وين أخوك ياحرب ؟

تنهد حرب اللي أعطاه شاهِر أمر إستقبال شاهيّن أمام السجن وأخذه لهم وهم بيتولون أمر إستقباله بالديرة ، قال بإحراج وخيبَة : لما وصلت قال العسكري إنه من الفجر أخلوا سبيله

ناظره شاهِر بحدة وقال بغضب : لو هالحكي صحيح كان شفناه وحنا من قبل الشروق منتظرينه بهالمكان -شدّد بكلامه بقهر - وين شاهيّن ياحرب ؟؟؟

نكس حرب رأسه بضيق وهو فعلاً القهر يعتريه ويأكله أكل كون شاهيّن فعلاً توارى عن الأنظار قبل أحد يشوفه ، ألتفت شاهِر لغالب اللي همس له بخفوت : شهور وهو يصدنّا عن زيارته ، معقولة ...

ناظر لحرب بحدة وهو يدك الأرض بعصاته بغضب عاِرم : حفيد شاهِر آل جلوي ما ينكس رأسه

ومن بعدما رفع حرب رأسه أكمل شاهِر بذات النبرة الحادة : ولا يهرب من دِيرته ، ولا يتخلى عنهم يا غالب

سكت غالب بضيق وقبل يردف شاهِر قال صوت خافت تسلل لمسامعه : وهذا هو هرب وفشل شاهِر آل جلوي وكسّى وجهه ملامة ، هذا وإحنا مجتمعين بالديرة عشانه صدق إنه خايّب رجاء

تلون وجه شاهِر بالغضب وضرب الأرض بعصاته اللي عاصرت معه كل المشاعِر بشتى أنواعها وقال بنبّرة مخيفة من شِدة حدتها وكأنه بُركان وبقي على إنفجاره لحظات معدودة فقط : ما خبرتكم رخوم يا أهل الليل ، الهمس الي يوصل لسمعي المفروض ينقال بأعلى الصوت لو كنتوا رجال

عمّ الصمت للحظات بذهول من غضبه ، كان قبل لحظات ضحكته تتوزع من كثرها وتبّدل حاله بثواني بسيطة لإعصار هائج ،ماحد يستغرب من شاهيّن اللي يشابهه جده بشكل هائل
قال حرب بقهر وهو مُوقن إن المتكلم سلمان واللي توارى عن النظر عنهم : حفيّد شاهِر ما يهين قوم ينتظرونه لو عنده علم يا سلمان ، كلنا نعرف من هو شاهيّن

لما صارت الأنظار كلها على سلمان حتى أرتبك للحظات وقال وهو يحاول يتخلى عن إرتباكه بغيظ : صح يا حرب كلنا نعرفه ، شاهيّن قاتل صقر

توسّعت نظرات حرب بقهر ورد عنه غالب بغضب : قاتله بالخطأ ياسلمان ، شاهيّن يعز صقر وكأنه أخوه وماوده له بالمضرة كيف بموته ؟

أردف سلمان بذات نبرة الغيظ : لاتدافع عن قاتل خطيب أختك اللي مات قبل ليلة من إنه يكون زوجها ياغالب ، لا تمّثل الطيبة
#هوى_ديار_الليل


٩٤
-
شعت عيونه بنظرة الغضب وقال بحدة : شاهيّن ولد عمي وضلع من ضلوعي ياسلمان ، ماهو بأنت اللي تشبّ نار الفتنة بيننا ، إذا أم صقر عفت أنت من لأجل تشرهه ؟

قال سلمان وهو يتمالك نفسه بسبب هجومهم عليه : أنا رجل كان صقر ولد ديرته ، وسنة ونص ما تشفع لشاهيّن أبد الود ودي مايخرج من السجن أبد دامه دخل بدم صقر ،لا توقفون بصفه لأنه حفيّد شاهِر ...

تقطع صوته برجفة بسبّب ضربة شاهِر للأرض بعصاته وهو يناظره بنظرات تركت الرعب يدبّ بقلبه بشكل هائل ووضح الخوف بكل تقاسيم وجهه ، بلع ريقه بصعوبة وما درى كيف تمادى وتكلم ولكن نظرات الرجال الي عليه تركته يقول كل الي سكت عنه ليلة كاملة وكأنه لوهلة ينتقم لنفسه من شاهيّن اللي فشله بوسط الديرة قبل سنة ونص ، ولكن اللي نساه إن غضب شاهِر ماهو بهين وهو أشتراه بسعة صدر أرتجفت أوصاله لما قال شاهِر بنبرة واضحة من شدة القهر : حفيّد شاهِر له كل الدروب تنفتح ياسلمان ، ماعشت بشقى لأجل ينهان حفيد لي على سمعي ، صقر ولدي مثل ماشاهيّن لي ولد ،والله وباسط هالسماء لو عندي أدنى شك إن شاهيّن قاتله متعمد ما وقفت بهالمكان وما سعيّت بخروجه وتركته في غيابة السجن ، ولكن لأني أعرف وأنتوا تعرفون إن شاهيّن وده يموت ولا يمس صقر شوكة وقفنا نستقبله ، وبرغم ذا كله ماضغطنا على أم صقر بطلب من شاهيّن هي بنفسها عفت ،ولأنه ماجاء هاللحظة ماهو يعني ..

سكت بإستنكار لأصوات البواري العالية وصوت سيارات الواضح إنها ماكانت قليلة أبداً ألتفتوا كلهم لمدخل الديرة ومن لمحو موكب سيارات هائل يتقدم منهم حتى علت على وجيههم الدهشة والإستنكار بعدم فهم ، توقفت خطواتهم أمام المدخل وهم يلمحون السيارات تتقدم منهم بذات السرعة وصوت البوري ما أنقطع وكأنه موكب عريس
بعد لحظات ضحك شاهِر وكأنه ماكان إعصار هائج قبل لحظات وقال وهو يأشر بيده : شاهييّن ما يجي بالساهل يا أهل الليل ، شاهييّن يجي ويجيب الفرح معه

ضحك حرب من تغير حالة جده بلحظة بسيطة وفعلاً أيقن إن هذا حضور شاهيّن ، كيف ؟ ومن أصحاب هالسيارات اللي ماكان عددهم قليل؟ ما يدري !
كل الي يعرفه إن هالسيارات تحتوي جسد شاهييّن واللي مابيدخل الديرة بصمت في سيارة حرب ، كان يحتاج دخول يهز المكان بحضوره
يعلن إنه حضر بكل بهاءه وقوته وعِزته اللي مابتنطفي ومحد له قدرة على جعلها تنطفي
شاهييّن بن عسااف حفيد شاهِر آل جلوي
يعود بكل قوته لديرة الليل بعد إنقطاع سنة ونص
جعل حضوره كل أهل الليل ينذهلون وأولهم سلمان الي توقع إنه غايب من حرجه وفشلته وما ظن إنه تأخر لدقايق لأجل يرجع بحضور يهز أفئدتهم دخلت السيارات الدِيرة #هوى_ديار_الليل


٩٥
-
ألتفتوا للي خرج برأسه من طرف السيارة وهو يلوح بغترة بيضاء ويقول بصوت عالي وضحكة كبيرة على وجهه من إستقبال ديرة الليل ل شاهيّن واللي بقو كل أهل زِناد مذهولين من حضور كل هالرجال : شاهييّن آل جلوي حضرر يا رجال ، جبنا لكم شبَل هالديرة

وماكان هالصوت إلا صوت زِناد اللي تهيض قلبه من هالجموع وسكنت الرهبَة قلبه من اللحظة الي أتضح له وقوف هالرجال كلهم في إستقبال شاهييّن ..صغارهم وكبارهم وكإن هالديرة وقفت على قدم وساق لأجل حضوره
حتى إن أبو زِناد قال بإبتسامة مذهولة : الواضح إننا لفينا مع شيخ من شيوخ هالديرة

ضحك بسببها زيد إبنه الكبير اللي قال وهو يتأملهم بدهشة : إي بالله يُبة الحمدلله تكرم علينا وخلانا نوصله لأجل نشوف كل هالفرحة

أبتسم زِناد وألتفت بصعوبة لأجل يشوف شاهيّن ، كتم تنهيّدة وهو يلمح هالة البرود مازالت تحوفه والهدوء كاسِي وجهه حتى بسمة بسيطة عاجز عن فردها على تقاسيم وجهه وكأنه يشح عليهم حتى ببسماته ووكأن هالمنظر المهيب اللي هز أفئدتهم ماحرك بقلبه ساكِن
حتى لما صرخ زِناد وخرج من السيارة وتوالت بعد صرخته أصوات الرجال وتكبيرهم وضحكاتهم الهائلة كان صامت وهادي ،وكأن الموضوع ما يخصه أبداً !
-
" شاهيّن حفيّد شاهِر ما يحضر بهُدوء .. يجي ويزلزل،يجي ويثبّت حضوره يهد ويبّني ويزلزل ويثُور هذا اللي تعودناه منه ولا نرضى بأقل"
كانت هذي الجملة اللي تركت حرب يبتسم لما تسللت لسمعه من رجال الدِيرة لما توقفت سيارة أبو زِناد أمام جموعهم الغفِيرة،وأول ما خطت خطاوييّه على أرض الديَرة تعالت صيحات الترحيب والفرحة الهائلة تركته يرفع رأسه بكل هيبة وهو ينقل نظراته الهادية لهم إبتداءً من فرحة جدته المهيَبة لأخوه وعيال عمه لجموع الديرة كلها المجتمعين من صغيرهم لكبيرهم لأجله ، ضغط على نفسه لوهلة وتبّسم بخفُوت وهو يرفع يده ويسّلم عليه بنبرة عالية شديدة البأس : سلام الله على ديرة الليل وأهلها

تفاوتت أصوات الرد وهم يردون سلامه بفرحة عاشوها كثير مع كل فرد من أفراد هالديرة ولكن هالمرة كانت كبيرة لأن صاحبها كبير
وصلته الأصوات المتفاوتة اللي تقول " مبارك العتق،يهنيك الخلاص،الحمدلله اللي فك عوقك،بالمبارك ياحفيِد شاهِر "
كان على نفس البّسمة المصطنعة الي جبر يرسمها عشان شخص واحد بهالمكان وعيونه عليه وهو يرد عليهم : الله يبارك فيكم ويبّيض وجيهكم السمحة،والله يجعلني أرد فرحتكم بأضعافها يا أهل الليل يا ديرة شاهييّن وصقر

بلع ريقه بصعوبة وهو يشيح بنظراته عنهم بعجل لما زَل لسانه وذكر طاري قطعة منه بوقت حساس جداً ، إعتاد يقول هالجملة إعتاد يلحق إسم شاهييّن بصقر من سنين كيف بينسى؟
#هوى_ديار_الليل

٩٦
-
من قال إسم صقر خُفتت الأصوات للحظة من الوقت قبل يتقدم شاهِر وهو يوقف قدام شاهيّن ويقول ببسمة وقورة وصوت أجش حنون : إرفع عينك ياحفِيد شاهِر

عانقت عيونه عيون جده وتنهد وهو يرفع هامِته ويتزن بوقته يبتسم بهُدوء وهالة البرود أحاطت فيه بحرص شديد وكأنها تحميه من أي تسرب لوجعه على تضاريس وجهه أخذ يعانق جده عِناق قوي ، وكأن شاهِر وده يدخله بضلوعه من شدة لهفته عليه همس بقهر : شهور طويلة يابن عسّاف ، هان عليك جلوي ؟

أبتسم شاهيّن وهو يربت على ظهره ويقول : مايهُون ، بس أنت تعرف أسباب بن عسّاف ياجلوي لا تتغافل عنها

أبتعد عنه وهو يضرب على كتفه ويقول ببسمة : ما أجهلها ولكن ما تخارجني يا تربية يديني ، العتب كبير والملامة تكسيك بس نأجلها لوقتها الصح ، وهاللحين شاركنا فرحتنا بحضورك ، جيَناك من صغيرنا لكبيرنا

هز رأسه بإيجاب وقبل يكمل السلام على ربعه قال وهو يأشر على زِناد : هذا عقيق وأهله تكفلوا بتوصيلي ، حياكم بديرة الليل

أبتسم زِناد وهو يوقف بجنبه ويضحك بخفوت : آخيراً تذكرتنا يارجل كنا بنروح من الحياء

ناظره شاهيّن بطرف عينه وشاهِر ألتفت وهو يرحب بأهل زِناد بأكثر الكلمات كلافة وتقاسيم وجهه وفرحته المهيَبة توضح كمية إمتنانه لهم على وجودهم ، على حضورهم ، على الوقت اللي صادف خروج شاهيّن فيه
أنتقل شاهيّن يسلم على رجال الدِيرة بوجهه متجهم وبسمة واضح إنها مجاملة ولكنه كان عديم المبالاة ، بينما زِناد ينقل نظراته عليه ببسمة خافتة وهو مُوقن إنه بيكون بخير مادامه بين أهله وناسه ، قبل يلتفت ويرجع مع مُوكب أهله قال شاهِر : حرام حرم الدم إن هالليلة ملفاكم عندنا ، أفاا يالعلم توصلون حفِيد شاهِر وترجعون خايبيّن حتى من فنجان قهوة ؟ ماهيب من شيمنا
رغم رفضهم إلا إنه من يوقف بوجه إصرار شاهِر ؟
ركبوا سياراتهم ، وهالمرة شاهيّن كان بجنب جده وعلى يمينه في سيارة حرب
وأنتقل الموكب لداخل الدِيرة وسط أصوات البوري وصرخات الأطفال الضاحكة ويدينهم اللي تعلى وتهبط من حوض سيارات الدسن، فرحة إنجبرو أهل الليل يتشاركونها لأنه شاهييّن !

بينما هو كان بيمين جده كانت نظراته على الدِيرة ، نظرات جامدة وباردة ووجهه متجهم بينما أوداج عُنقه ووجهه متورمة بشكل هائل وواضح وكأنها تنبأ على إنفجارها بأي لحظة
وكأنها كاتِم كل شعوره بإحترافية حتى تجي أوداجه وتفضحه بسهولة !

ينقل نظراته الباردة كالصقيع على أنحاء الديرة بصمت مُميت "
هنا كبّرنا وكبرت أمانينا
هنا ضحكنا وعلى هالجدران كتبّنا أسامينا
هنا خطينا أول خطاويّنا ولأجل الحلم كتبنا أمانينا"#هوى_ديار_الليل

٩٧
-
"هنا لعبنا وبين الشوارع تلاحقنا وكل دمعة من عيُوننا بأكمامنا مسحنا
هنا عزفنا للحياة أغانينا وهنا خابت هقاويّنا
هنا كنا يا وجعنا ، هنا كنا يا صقرنا وياليتنا ما كنا "
كل زاوية بالديرة تشهد على حياته مع صقر ، من أي حديد صُنع قلبه لأجل يقدر يقاوم كل هالتعب ؟ ولكن لأنه شاهييّن، عيب عليّه ينحني أو يلمح أحد ضعفه
ألتفت بعجل لشاهِر اللي عانق كفوفه بصمت وناظره بهدوء للحظات ومن لمح نظرات جده صد بقهر وهو يرجع يناظر للدِيرة بصمت
وصلوا لبِيت شاهِر ، المُقابل لبيت صقر

ووقفت السيارة وأنفتحت بوابة الجهنمية
البوابة الأمامية لبيت شاهِر بن جلوي ، ولكن قبل تدخل السيّارة أشر شاهيّن لحرب يوقف
وفعلاً وقف بإستغراب نزل على إثر وقوفه شاهيّن ينقل نظراته على بيت صقر بهدوء وهالمرة الذبُول بدأ يظهر على وجهه بشكل تدريجي عجز يكتمه،عجز يخفيه عن أنظارها،بهاللحظة هي بالذات ضيقه وقهره ووجعه
من لمحها واقفة بجنب بوابة بيتها حتى تجمّع الوجع بصدره وهالمرة بشكل أكبّر تركه يوقف قدامها فائض وجع،أبتسم بضحكة ساخرة وهو يصد بوجهه لما سمع زغاريدها تعلى بالمكان
غير عابئة بأي شخص يحيط فيها،غير مهتمة باللي حولها وباللي يناظرها كل الي ببالها تعبر عن فرحتها بأبّهى صورة ، كانت تزغرد ودموع عينها تبّلل نقابها وزغاريدها ملت المكان حياة
قالت بنبّرة باهتة من بين بكاءها : حياا الله ولدي شاهييّن ، حياا الله الي تركني أتعنى له شهورٍ طويلة، مبارك الخلاص ،مبارك ياعيون غزيّل

شد على قبضة يده بكل قوة وهو مازال صاد عنها ، يحاول يتحكم بأعصابه ، يحاول يجمع شتاته ويوضح قوته وبروده اللي لطالما تسّلح بها
وبعد لحظات رفع رأسه بقوته المعتادة مثل صقر شاهييّن
وأبتسم بهدوء وهو يتقدم ويوقف قدامها وهو يقول بصوت أجش : أهلكتي شاهيّن يا خالة

أبتسمت وهي تمسح دموعها وتقول بقهر :إلا أوجعت غزيّل يا شاهيّن ، كذا ياولدي تهد حيلي فوق هده ؟

قال بقهر وهو يناظرها بضيّق : أرضيتي قلبك يوم حررتِ قاتل صقر يا غزيّل ؟

قالت بصوت حنون دافي : حررت أخو صقر الي وده إنه ينتهي عهده ولا تصيب صقر مضرة
آه ياولدي هذي سواه تسويها؟تكسر ظهري بعيالي الثنين!واحد راح للي أرحم مني ومنك
تكسر ظهري بك ياشاهيّن بعد وأنت كبرت مع صقر قدام عيوني تنهد وهو يرفع رأسه للأعلى ويوزع نظراته للسماء وكأنه بهالحركة يمنعها تلمح ولو جزء من مشاعره بهذي اللحظة رجع بعدها يناظرها بهدوء وهي أبتسمت ولمعت الدموع بعيونها من جديد بصوت يدنو منه الحنين الشديد ، الحب الصادق ، العطف المهيب : مبارك خلاصك ياشاهيّن
وهو رد بصوت متهدج من شدة التعب : عظم الله أجرك بصقر
#هوى_ديار_الليل


٩٨
-
إبتسمت بوجع هالمرة وهي تهز رأسها بخفوت لما تذكرت إن هذي أول مرة تلمحه من لحظة موت صقر ، أول مرة يعزيها بولدها .. يالله
عون منك يجملَنا
ألتفت بعدها شاهييّن وهو يناظر للسيارات الي توقفت على حدود الطريق والي كلهم أتجهو لمجلس شاهِر لإستقبال أهل زِناد ولأجل يتركون له الحرية مع أم صاحبه ، الي ياما كانت بحسبة أم له
تنهد وهو يلمح حرب مِتكي على بوابة الجهنمية وبسمة عذبة تزين أطراف وجهه وكأنه وآخيراً ردت له الحيّاة ، ناظره بهدوء وبتعابير خالية من أي برود ثم أبتسم له بخفة أعاد النظر لأم صقر اللي قالت : رح يا يمك ، رح شاركهم فرحتهم فيك ، رح فرح قلب مودة برجعتك ياولدي،أشقيتنا ببعدك

كتم تنهيّدة وهز رأسه بهدوء ويدينه تحضن أطراف جيبه وهو يمشي بإتزان لبوابة الجهنمية ولكنه توقف للحظة بوسط الطريق، يأخذ نفس شديد وكأنه يحاول يرجع النفس لصدره
وكأنه يحاول يسترد روحه للحظة بعد حرب طاحنة مع ذكرياته اللي مارست أساليب منوعة بإوجاعه ، هالمرة كان يحاول يبّث الطاقة لقلبه ومن رفع رأسه للسماء حتى لمح طيّف يستقيم بجذعه على طرف السطح بوضوح شديد له، وماهو شاهييّن الي يخيب وما يعرف صاحبته وصاحبة هالعيون الي تنِطق وجع خالطه فرح
تجهمت ملامحه لوهلة وتحول الوجع لبرود وحِدة وغضب،رمقها ببرود شديد سرت بسببه قشعريرة بجسدها من ذهولها بسبب تحوله
وأخذ يشيح نظراته عنها بغضب مُخيف وهائل ، دخل بعدها بذات الهيَبة،بذات القوة،والجبرُوت اللي لاطالما أنعرف به
شاهييّن الي بكُل مرة يوضح للكل إنه يولد من رماده من جديد وما يطيح ،ما ينحني،ما ينكسر ولو كلفه هالشيء روحه وقلبه
هذا إن كان باقي في هالقطعة الصغيرة الي يسمونه قلب حياة بعد سوايا يدينه ..!
-
بوسّط أركان بيت شاهِر آل جلوي
دمعة تنزاح بكفوف رقيقة وبسمة عذبة ترتسم على ثغرها ، كانت تتأمل جدتها وهي تعاتبه والقهر يتسرب على شكل دموع بللت تجاعيّد وجهها وهو يجاريها بعتبها ويبتسم لها بين فينة والأخرى بعدما سّلم على عماته وعلى تناهيّد وغُفران من بعيد كانت واقفة هي وتناظره بدمع بارد يترقرق بعيونها بكثافة وتتكفل كفوفها بمسحه برحابة صدر
رفع رأسه وكأنه يبحث عن أحد ومن لمحها وعانقت عيونه عيونها رفع يده وأشر له بيدينه بمعنى" إقربي" تبّسمت أكثر من بين دموعها وأقتربت على مهلها وهي توقف قدامه وتناظره ودموعها تِهل برقة بمدارها الطبيعي،ناظرها بهدوء بينما هي إرتبكت من نظراته ومن وقوفها قدامه ومن هالته المهيّبة اللي تركتها تتلعثم وتتوه وحاولت ترتب شتاتها وهي تقول بربكة : الحمدلله على السلامة يا أبو صقر

#هوى_ديار_الليل


٩٩
-
أبتسم بسخرية وسط شهقة جدتها وضربها على كفها وكأن هالإسم بات محظور بسبب الفاجعة ناظرته ببكاء وهي تغطي ثغرها بيدينها بخوف
كونها تقريباً رشت الملح على الجرح بدون وعي منها .. لطالما إعتادو على مناداة شاهيّن " بأبو صقر " من الصغر مثل ما إعتاد صقر على كونه " أبو شاهيّن "
ناظرها بإبتسامته الساخِرة وقال بخفوت : ما أختفلنا يا أهداب ، مازلت أبو صقر لو حصل وصار لي ولد

ناظرته مودة بعتب وقالت بقهر : يعني بتحرق قلبي وبتخليني أموت بدون ما أشوف عيالك ؟

تلاشت البسمة وقال بهدوء : ماهو بموضوع ينفتح بهالمكان ولا رح ينفتح ياجدة - ألتفت لأهداب ومسح على شعرها وهو يقول بهدوء - الله يسلمك يابنت عسّاف ولا تتردديّن وأنتي تنطقين إسمه ، طواري صقر حاضرة وما بعمرها بتغيب

أبتسمت له بخفوت وكتمت شهقتها بصعوبة لما إستشعرت يدينه على رأسها ، كانت أول مرة يمسح على شعرها فيها بعد سنين طويلة ، كانت هذي طريقته البسيطة بالتربيت على وجعها وهو بادلها البسمة بهدوءه المُعتاد،مازالت هالة البرود تحيط فيه ومازالت الأفئدة اللي إعتادت على بُعده ترتجف من هيبته الي تُحيط بالمكان، ألتفت بإلتفاتة تساهيّل للدرج وهي تلمح غرُور تنزل من على درجاته بشمُوخ وكاسيّها السواد بينما بنظرات عيونها طُغيان شديد تلحفت فيه بسببه ناظرها بغضب للحظات ولكن قابل غضبه هُدوء مهيَب أنجبر يبتسم بسخرية بسببه ويقول بصوت هادي : عظم الله أجرك بزوجك يابنت العم ..

عمّ الصمت أطراف المكان وألتفت الأعناق لها لما إستطرد ..:

--
#هوى_ديار_الليل
🎬🤍






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس