عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-22, 03:47 AM   #11

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,013
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



٩٩
-
أبتسم بسخرية وسط شهقة جدتها وضربها على كفها وكأن هالإسم بات محظور بسبب الفاجعة ناظرته ببكاء وهي تغطي ثغرها بيدينها بخوف
كونها تقريباً رشت الملح على الجرح بدون وعي منها،لطالما إعتادو على مناداة شاهين"بأبو صقر"من الصغر مثل ما إعتاد صقر على كونه"أبو شاهين"
ناظرها بإبتسامته الساخرة وقال بخفوت : ما أختفلنا يا أهداب،مازلت أبو صقر لو حصل وصار لي ولد
ناظرته مودة بعتب وقالت بقهر : يعني بتحرق قلبي وبتخليني أموت بدون ما أشوف عيالك ؟

تلاشت البسمة وقال بهدوء:ماهو بموضوع ينفتح بهالمكان ولا رح ينفتح ياجدة-ألتفت لأهداب ومسح على شعرها وهو يقول بهدوء-الله يسلمك يابنت عسّاف ولا تترددين وأنتي تنطقين إسمه،طواري صقر حاضرة وما بعمرها بتغيب

أبتسمت له بخفوت وكتمت شهقتها بصعوبة لما إستشعرت يدينه على رأسها،كانت أول مرة يمسح على شعرها فيها بعد سنين طويلة،كانت هذي طريقته البسيطة بالتربيت على وجعها وهو بادلها البسمة بهدوءه المعتاد،مازالت هالة البرود تحيط فيه ومازالت الأفئدة اللي إعتادت على بعده ترتجف من هيبته الي تُحيط بالمكان، ألتفت بإلتفاتة تساهيل للدرج وهي تلمح غرُور تنزل من على درجاته بشموخ وكاسيها السواد بينما بنظرات عيونها طغيان شديد تلحفت فيه بسببه ناظرها بغضب للحظات ولكن قابل غضبه هدوء مهيب أنجبر يبتسم بسخرية بسببه ويقول بصوت هادي : عظم الله أجرك بزوجك يابنت العم إعذرينا على التعزية المتأخرة ولكن الظروف تحكم وأنتي تعرفينها
-أنت لو ودك كسرت ظهر الظروف ياحفيّد شاهِر ماهي بهي اللي تحكمك ،وأجرنا وأجرك ولكنك تعرف إن صقر ماهو بزوجي كان خطيـ..
-خطيبك أو زوجك نفس المنزلة أنا بالنهاية قتّال فرحتك بمهدها،لا يكون بنيتك تتحمدين لي بالسلامة يا طاغـ..

بتر اللقلب بحدة وهو يشتت نظره للمكان بغضب مفاجىء بينما هي سكتت وهي ملاحظة شرارات النار الي تطير من عيونه والصمت المهيب المحيط بالمكان وكأن جميع الحاضرين تركو لشاهين المساحة لأجل يتفنّن بتجريحها
وقبل ترد أسعفها صوت جدتها : لا ينعاد هالحكي يا شاهين ، أنت ما قتلت فرحة أحد ولا سلبتها من أحد، هذا قضاء وقدري يا ولدي ولا أحد يرد قدر ربي ، ولا عندك إعتراض على حكم الله ؟

رفع كفوفه بنفي شديد وهو يقول بهدوء : حاشى اللهم لا إعتراض ، ولكن هذا ما يغير حقيقة اللي صار يا جدة

عم الصمت للحظات قبل يستمر نقاشهم البسيط تسببت أصواتهم بحجب صوت خطوات غالب المتجهة لهم ، من بين الجموع المتجمعة على شاهيّن
تثبّتت نظراته على الشخص المُستقر بجسده أمامه برِقتها المعهُودة تبتسم لكل كلمة يقولها شاهيّن وكأنها طفلة تراقب أبوها !
#هوى_ديار_الليل


١٠٠
-
تنهد بصعوبة وتقدم بدون ما يزيّح نظراته عنها حتى حست وألتفت بخوف ومن لمحته توسّعت حدقات عيُونها بذهول ، غالِب يتجه لهم وهو يراقبها بكل بجاحة بالرغم من إنه عارف بأنها بدون حجاب أو خرقة بالية عالأقل تستر شعرها ووجهها أو حتى جسدها ، إرتجفت أوصالها وغمضت عيُونها بفجعة وسط إبّتسامته الساخِرة وبعد لحظات إستوعبت مدى غبائها فلقت نفسها تتّخبى أمام جسد شاهيّن اللي فعلاً حجب عن غالب كل تفاصيلها بسبب ضخامته مُقارنة بصغر جسدها
-شاهييّن ، أهل صاحبك ينتظرونك لأجل يوادعونك

ألتفت لحضور غالب وهز رأسه بصمت وهو يلتفت عنهم بهدوء شديد ويتجه بخطواته المُتزنة لمجلس شاهِر بذات الهيّبة اللي زعزعة الأيام ما هدتها ، بينما أهداب بقت متجمدة بمكانها بصدمة وبذهول شديد ، شاهيّن يدري إن غالب موجود وإنها غير متحجبة ومع ذلك واقفة قدامه وكان الصمت هو الجواب على كل هالتصرفات ، معقولة اللي يصير ؟
بدستور ثاني كان المفترض إن غالب مشنوق ومعلق على بوابة الجهنمية ليه هالمرة تغاضى ؟ معقولة التعب والفرحة حجبت عن الكل رؤية وقوفها قدام هالشخص الوقح اللي أحرق جسدها بثواني بسيطة بسبب نظراته ، تداركت نفسها وركضت بكل سرعة لداخل الجناح وهي تتنفس بصعوبة ، غالب صار يهزّها بكل قوة يسبب الرجفة لكل جسدها ، غالب يتعدى الحدود معها بشكل صريح وواضح مع ذلك ليه تحس إن الوضع عاجبها ؟
رغم إنها تجهل مضمون نظراته إلا إن تعديّه للحدود ما يضايقها كثير ؟ وهي الي ما أعتادت على هالشيء أبداً ، هي اللي تغربّلت وزارها ضيم ووجع قلب وروح بعد موقفها معه بآخر الأيام قبل موت صقر وأعتزلت بسببه أي مكان يحتويه لشهور طويلة ، وما تبالغ لو تقول إن هالمرة أول مرة يلمحها بعد هالموقف وبذات الطريقة ، بدون حجاب يواري عن عيونه حُسنها وبدون صد يواري عن قلبها نظراته ! متجاهل كل اللي حوله ويتأملها وكأنها تخصه وهالشيء أربّكها ، معقولة الموقف صغير بس هي كبرته ؟ وهو نسى نفسها وشاهيّن ما أنتبه للوضع ؟ معقولة كل شيء كبر لأنها كبّرته هي ؟؟
أخذت نفس بصعوبة وهي تبعد عن خاطرها كل هالتُرهات وتستعيد وعيها من جديد وهي تذكر نفسها إن هاليوم لشاهيّن ولفرحتهم فيه وبس
بعد شهور عجاف مُوجعة مُهلكة قضت على كل فرحهم , اليوم غير واليوم خييّر, اليوم شاهيّن هنا
-
في ربُـوع آل جلِوي ..
وعلى مقرِبة من بوابة الجهنميّة ، مِتكي بطرف جذعه على طرف الجدار ويتأمل البوابة بإبتسامة خافتة شعت وإزدادت باللحظة اللي تهادى لبصره هيبة شاهيّن ، أستقام بطوله وتنحنح وهو يلتفت ويناظر لسيارات أهله وربعه اللي تنتظره وهو منتظر شاهيّن بصبر
#هوى_ديار_الليل

-
وقف قدامه وناظره بهدوء بينما زِناد تبّسم بخفوت وقال : ركضت ركض يوم قال لك ولد عمك صاحبك ينتظرك صح ؟

ناظره شاهيّن بنصف عين وقال بهدوء : لا تكبّر العشم يا عقيق ، بتهبط من فوق سابع سحاب

تبَسم وقال بلا مبالاة : لا هبّطت لأجلك ف تستاهل ، محد صار يخبرك كثري

ضحك بلا صدق وتنهد وهو يمسح على طرف ذِقنه الأشعث بلا وجهة : آخر من يخبرني توفى على يدي ، ظنك أنت كم بتطول حياتك ؟

ضحك من قلبه وهو يغمز له : عاد الله الله ، عالأقل أنا خله يجيني وريّث ، يأخذ حلالي الي تاركه وراي وبعدها الرأس وراعيه فدااك

تنهد وهالمرة تنهيّدته من قلب ، وعجز بكل ما أوتي من قوة يفهم سبَب تعلق هالرجل فيه ، برغم محاولاته العديدة والي تعب يعدها من كثرها ما طاح عن كتفه ، مازال متعلق فيه بكل قوة ! ، غير دفة الحديث وقال بهدوء : كثَر الله خيركم وأبيض وجهك أنت وهلك وراعين جمااايل

سكت لبُرهة قبل أن يكمل فأستغل زِناد سكوته وقال بخفة : عاد نخبرك ما يبقى جميل بوجهك إلا ترده صح ولا لا ؟
- أفااا يالعلم وش هالسؤال ، أرده ولو فيه موتي يا عقيق
- أجل يا بن جلوي ، جميلي بيبقى برقبتك لين أطلبك فيه ولين ذاك الوقت ببّقى معك يمكن بأي لحظة يخطر على بالي الرد وأطلبه
- لا تلعبها على راعي طويلة يا عقيق

ضحك زِناد لما فهم مقصده وأردف شاهيّن وهو يناظر للسيارات بهدوء : الله يستر عليك ومع السلامة
- مع السلامة إن شاءالله وخلها تصحبني لأني راجع لك يا شاهييّن ، إعتبرني من أهل الليل لين ترد لي جميَلك ، يعني لا توادعني الحين لأن لقاءاتنا ما أنتهت هنا أبد

ما رد عليه شاهيّن وأكتفى بالصمت ، بعدها رفع يده لأهل زِناد وتبّسم بهدوء وهو يقول بصوت جهُوري عالي قرع مسامعهم بهيَبته المعتاد : كثَر الله خيركم وطول الله بأعماركم ، أتعبتكم معي

أشر له أبو زِناد بيده وتبّسم بهدوء وهو يقول : الطّيب بعيال الكِرام ما يضيع يا حفيّد شاهِر

أبتسم بخفوت بينما زِناد ربت على كتفه وتوجه بعدها للسيارة وهو يركب ويعُود المركب لديرتهم ، بعد صمت قصير بالسيارة وصل صوت أبوه الجاد : آخر خطوة تخطيها لديرة الليل يا زِناد

ناظره زِناد بصدمة وتقدم وهو يدخل نصف جسده من المرتبة الخلفية وهو يقول : ياا شيّب رأسك ياعقيق ، قبل لحظات بسيطة كنت بتتقطع لأجل أهل الليل ، وش صابك يُبة ؟
- ماصابني ضر ، وهم أهل طيب وكِرام وراعيين أصول بيض الله وجيههم وجمَل الله حالهم مالحقني منهم سوء ؛ ولكن لهنا وبس ما عاد ودنا بالوصل يا زِناد ، تفهم ولا لا ؟
#هوى_ديار_الليل


-
- لا والله مانيّب فاهم ولا ودي أفهم ، رجال طيَب وبشهادتك ، ليه تقول هالحكي وتطلبني التنفيذ على عماييَ ؟ من متى يا يُبة كنت الي ينفذ بصمت ؟
- هذا بلاء أبوك يا عقاب ، ما وصل حالك لهالمكان إلا بسبب تمردك يا زِناد ، دامك ضيعت سنتين من حياتك لأجل رجال ماهم كفو ، ماني بمنتظر تضيع باقي حياتك مع رجال قتل أقرب أخوياه له الله أعلم وش بيسوي فيك لامنك قرّبت ، خلك بعيد تبقى سالم وبخير لا تقرب ويقتّص منك
- أفااااا يا يارجال ، هذا حكيي يايبه ، هذا حكي يا ضلعي ، تشمت وتهزأ بصاحبي قدام عيني وتطلبني الصمت ، أعقببب وأنا عقيق وهذا الشنب ماهو بعلى رجال إن عدى هالموضوع بالسّاهل ، ياا شيب عينك يا عقيق دام هذا حكي أبوك برجال الكِرام
- هذي الحقيقة يا زِناد ، هالرجل مابه عيب وأخلاقه عالية وراعي طيب ، ميّر خلك بعيد عنه وخلني طيب وسالم من التفكير فيك

أكمل أخوه الي كان صامت طوال الطريق وهو يلمح إشتعال زِناد من شدة غضبه ، والشّرر الي يتطاير من عيونه من القهر وقال ببرود : إسمع كلام أبوي يا زِناد وخل عنك كثر المرجلة

ما رد عليه وبقى صامت ، حتى إنه رمى بظهره للخلف بكل قوة وهو يشّد على قبضة يده بصرامة ، يحس نفسه ثققيل وقلبه يوجعه من القهر ، هالكلام سمعه من لسان شاهييّن وهان عليه ، ليه لما سمعه من شخص غيره تراكم كل هالضيق والوجع ، سنة ونص بس كانت كفيلة بجعل هالشخص جزء منه، يجهل شاهيّن هالتعلق من زِناد ولكن المواقف كفيلة بالتوضيح ، والوقت وأسوار السجن والسرير وحتى جدران الزنزانة شاااهدة على هالمواقف
شاهدة على جعل مرتبة شاهيّن تعلى بين السحاب والغيّم ، ومن شدة حرصه عليه مايقبل بالكلمة عليه ولو هي من ثغر أبوه ، لذلك القهر اللي بقلبه هاللحظة يعجز عن وصفه، بالحيل يعجز !!!
-
-
مسَاء رجُوع شاهييّن لديار الليل .. بالوقت اللي الفرحة تتعالى والضحكات تنبّسط هالوجيه الرحبة
متناسين وجعهم ، زارعين بدل العبُوس بسمة ترجع أمانيهم ، مقفين بظهورهم عن الوجع ومتوجهين بوجيههم للفرح
ناسيّن كل شيء .. إلا صقر ! ولكن الوقت كفيل بمداراة وجعهم عليه
يدرون بشاهيّن والأهم يدرون إن المسدسات وجع ولحظة غفلة بسيطة كفيلة بسلب روح وسلبّت فعلاً
ما نسوه .. ولكن مُجبرين يكملون من بعده، ومُجبرين يرحبون بالعفو عن قاتله؛لأن القاتل منهم وفيهم والأهم من صقر نفسه !
القاتل قطعة منه ، وما قتله إلا بالخطأ والعمَد ماترجح كفته عندهم ،وهذا تفكيرهم !

حرب اللي إنتهى مع بقية الرجال من توزيع النذر على فقراء الدِيرة
#هوى_ديار_الليل


-
مِتجهه برزانته المُعتادة
بهيبته الجِلويـة ، المتوارثة من عشرات السِنين
بهامته العالية ، والأهم بضحكة تتمايَل بخجل على خطوط وجهه
شااهييّن رجع ! حلم كان بطي النسيان قبل يومين ، كيف صار اليوم واقع ؟ ياصغر أمانينا عند كبر رحمة الله ياصغرها !
يكسُو جسده البياض ، جسده الي يشابه بالشيء الكثير شاهييّن ، كونه هو رياضي ومهنته تحتم عليه الرياضة العنيفة
وكون شاهييّن بطبعه شخص صقل جبال بجسده اللي بدوره أنصقل بشكل مُثير وقوي !!
مِتجه بهدوءه للبيت ، بحكم إجتماعهم هالليّلة لأجل فرحتهم بشاهييّن
وبوقت وصوله للباب الصغير اللي بالقُرب من الجهنمية توقفت خُطواته بإستنكار مهيَب وجفل فؤاده ، وعقد حواجبه برهبة وهو يرجع خُطوة لورى ويحاول يتدارك الموقف اللي فاجأه وصدمه بعُنف بلحظة بسيطة !!
رجع خطوة لورى بعدما تناثر الدم على ثوبه بكثرة ، ولطخ بياضه بالدم الأحمر الموجوع وتركه يبقى أسير لذهوله للحظة !
أسبّل أهدابه بعدم فهم وتسلل الوجل لقلبه وهو ينحني مصعوق أمام الطائر الميت قدام عيونه
واللي رُمي عليه بدون أدنى تفكير واللي ترك الصدمة تتعالى وتنتشر على كل تفاصيله
لما تبيّن له نوع الطير وماكان إلا " صــقر شاهيّـن "
مسُفوك دمه بلا رحمة ، ومرمي على بيت شاهِر بن جلوي ، في ليلة رجُوع شاهييّن !

وقف وهو يتلفت بغضب العالمين لعله يلمح طيّف الي تجرأ على هالفعل ولكن الإضاءة الخافتة ما أسعفته
المسألة واضحة مثل وضُوح نوع هالصقر وتوقيته رمييّه، العفُـو عن شاهييّن ما أسعد بعض سُكان هالديـرة .. ولكـن من !!!

والأهم وش مقصده من إختياره لهالنُـوع بالذات ، معقولة يفكرون بأذية بن عسّاف !!
أبعد هالأفكار عن رأسه وهو عاقد النية ما يترك الوجل يتسلل أكثر لقلبه ويفرح قلب اللي يبي يسكنهم بخوف؛ لأن الخوف ماهو ثوبهم
هم كانوا شُجعان من المهد، ما تعودو على هالخوف !
وإن كان بنيته يُوجع ، يفكر يقرب بس من شاهييّن لأجل يتركون أحفاد شاهِر الوجع بيت له ومسكن !
تجاهل الموقف ودخل للبيت وقبل يتوجه لجلستهم نزع ثوبه عنه وتقدم وهو يتِجهه للتنُور ويفتحه بهُدوء وهو يدخله فيه ويشعل السعف الصغير المتواجد حوله ويرميه بجنب الثوب
اللي أشتعل بثواني بسيطة، مثل قلبه بالضبط !
-
بظهر اليوم الجـدِيد ، بعد أُمسية سعيدة
قضُوها بالفرح برغم هالة البرود العنيّفة الي تحيط بقلب أساس الفرح ، إلا إنه ماكسر بخواطرهم أبد
ما تركت فرحها لخروج إبن عمها يمنعها من الحضور للمدرسة وأخذ الدروس كعادة كل يوم !
وهذا هو موعد رجوعها من المدرسة الي بوسط الدِيرة، ثالث ثانوي،أصعب مرحلة ولكنها تعتبرها لعبة بين يدينها، كعادة كل شيء يكون بيدها !
#هوى_ديار_الليل



-
دخلت وهي تمُر من أطراف الحوش ، ولكن صوت ضِحكات جدتها مودة أجبرها تلتفت لها ، ناظرتها بإستغراب وتقدمت للحظات وهي تُقبل رأسها بتحنُن وهي تقول بهدوء : مسّاك بالخير يا يمة ، عسى ما ضحكاتك علي ؟

الجدة القابِعة في تحت شجرة السدرة كتغيير لها " ناظرت لتناهيّد وهي تقول بضحكة : علامك يا بنيتي قلبتي طِفلة ، قلتي على كبر أرجع بزر ؟

ناظرتها تناهيّد بإستغراب ورمشت بعدم فهم ، بينما مودة ضحكت وهي تأشر على رأسها
وهي بدورها رفعت رأسها ومن لمحت البالونة الي تطفو بالهواء وتتحرك وكأنها تسخر منها حتى أشتعل رأسها غضب وقهر
أنحنت وناظرت لجدتها وهي تقول : الغبية كوكب ، ربطتها وأحنا بالشارع وأنا اللي كنت أتسائل ليه الناس يناظرون فيني كأني كائن فضائي ، غبية وتفكيرها محدود وهذي ماهيَب سوايا وحدة عاقلة لأجل تتركني فُرجة للناس

ضحكت مودة وهي تتناول فنجان القهوة وتقول : سهالات يا نور عيني، كلها بالونة وأنتي طفلة لا تفكرين إنك كبرتي

ناظرتها بصمت للحظات وتنهدت وهي ترفع كتوفهابهدوء ، نزعت شنطتها عن ظهرها وأخذت تفك ربطة الحبل المتعلقة بطرف شنطتها وهي تقول بإبتسامة عذبة :نرجع أطفال لعيون أمي مودة ونلعب بالبالون بعد وكله لأجل ضحكتها

-ياجعل هالمنطوق ما يبلى يانظر عيني

شهقت بضيق لما أفتلت الحبل من بين أصابعها وطارت البالونة وتعلقت بأطراف شجرة السِدرة
ناظرتها بتنهيدة وهي تقول : شكل الحياة ناوية تكبّرنا ياجدة ، مالنا خيار نبقى صغار أبد

ناظرت مودة للبالونة وقبل تتكلم لمحته يخرج من جناحهم وعينه بالأرض وناوي يخرج من البيت لولا صوتها الي أجبره يلتفت ،لمحها تناديه وأستغرب نداءها خصوصاً بجنبها تناهيد واقفة !
ما ترك للتساؤل باب بعد إلحاحها بالتالي تقدم وهو يناظر للأرض تارة ، ولهم تارة بإبتسامة خافتة ومن أقترب منها قال بهدوء : سمي يا جدة

- سم الله عدوك يا ولدي،شمَر وأنا أمك وأعرض لنا عضلاتك وأنت تتسلق الشجرة

ناظرها بإستغراب وهي أشرت بعيونها للبالون وهو بدوره أسبّل أهدابه بإستنكار وهو يرفع عيُونه لتناهيد الساكتة واللي قالت بعد صمت بإحراج أنثوي:ماكان له داعي يا جدة تتعبينه،كلها ثواني وتنفقع من نفسها
- لا لا هو هالحين بيطلع مثل البرق ويأخذها قبل تنفقع ، بسرعة يا ولدي دامها بخاطر بنت خالك !

كتم ضحكته بصعوبة ، وشمّر طرف ثوبه وهو يتجه لجذع الشجرة وتسلقها بسهولة شديدة كونها لعبتهم أصلاً من صغرهم ، بعدما وصل لسيقان الأوراق العريضة واللي ثبت قدمه على أحدهم لأجل يلتقط البالونة القريبة منه
سحبها بكل بساطة وهو يمسك الحبل ويناظر بفرحة لجدته وهو يقول : أبشرك مسكتها قبل تنفقع ، وش لي ياجدة ؟
#هوى_ديار_الليل

-
- لك رأس من الغنم
- أووووه ياكبرها عند الله ، رأس من الغنم لأجل بالونة ؟
- ماهو بلأجلها ، لأجل ضحكة تناهيّد يا ياسيّن
ضحك بهدوء وألتفت وهو يناظر لتناهيّد اللي لمح بيدها ورقة بيضاء ونظرات سخرية تلوح من عيونها ، عقد حواجبه بسببها ومن تأكد من الي تحتويه كفوفها نزل بعجلة شديد وبسبب عجلته طارت البالونة من يده وهالمرة حلقت للسماء
على صرخات جدته العاتبة والمقهورة وغضبها عليه " والله إنك التيس أنت يا ياسين طارت البالونة وحنا محتزمين فيك ، أمحق محزم "

بلا شعُور دفعت فنجان القهوة وإحترق طرف يدها فصرخت بجزع وألتهت بكفها بعيداً عن الموقف المشحون أمامها

كان يناظر للورقة المنتمية له والواقعة بين كفوفها الصغيرة ، جن جنونه للحظة وتقدم بجزع وهو يسحبها من يدها بكل قوة وهو يناظرها بغضب : ما عودتك على كسّر خصوصية الغير وتعديها ماعادك بطفلة لأجل أغض الطرف ببعض الأمور يا تناهيّد

ناظرته تناهيّد بسخرية للحظات ، وسكتت وهي تشيّح نظراتها للحوش ببساطة وكأنها ماسوت شيء وما تعدت على خصوصيته أبداً
تُقر إنها ما تهتم أبداً ولا هي بالشخص الفضولي ، ولكن لما لمحت الورقة تسقط من جيبه حتى ماقدرت تقاوم وما تفتح وتقرأها
عجزت تكبح جمُوح فضولها وماتروي عطشه
وفعلاً من تناولت الورقة حتى حلقت نظراتها على كل الحروف بلحظات بسيّطة بس ، الكلام كُتب بخط اليد والواضح إنه خط ياسـين المعروف بـروعته .. ولكن الغير معرُوف هو هوية المُستلم
" نُـوران " من هذي الشخصية اللي غزت حياة ولد الـعمة ؟
شدتها الكلمات والجمُل لدرجة ثواني بسيطة أخذتها من نفسها ، مُتسائلة بغير إدراك عن مدى عُمق هالكلمات وعن جدية ياسين في كتابتها ؟
( اليوم وصلت لمنطق صحيح ، بعد ليالي طويلة كنت بعيداً فيها عن المنطق بسبب تفكيري بك
وصدقاً لا أعلم هل ما توصلت له منطقياً بالفعل ؟
اليوم علمِت أنك الكُل ، لمع ذلك الوميّض بلا هوادة بأقصى فؤادي
أنتي كُل ما حولي ،حِين تسكنين عقلي وُيثرثر قلبي عنك يصمت الكون أجمع وتنحني جميع الخلايا لتستمع لهذه الثرثرة المُثيرة
أنتي الصمت الرقِيق المُحبب للقلب والزارِع بالروح السكينة في حين كان الكون كله عبارة عن - ضوضاء مُزعجة -
أنتي نموذج لرواية وجبّ على حرُوفها أن تُكتب لأجلك
أنتي مدينة جميع ساكنيها يقفون تبجيلاً لك لأنهم ينتمون لك وحدك
أنتي الكُل،ووداعاً للمنطق إن كان لا يحتويك !
إن كان من يحبك ليس بعاقل ، فأهلاً بي في ساحات الجنُون ..!)
#هوى_ديار_الليل


١٠١
-
نوران .. ألم تُخبريني في أحد المرات أنني " ليل ؟ "
وها أنا اليوم أُخبرك أنك تنتمين لي،أوليّس القمر جُزء من الليل ؟ إذاً نُورك وبهاءك مني
أحُبك،ليس بقلة حرُوفها ،ولكِن بكثرة الشعور بين إتصالها ببعضها
أحُبك ليس كما يقولها كل العاشقِين ولكن كما يقولها الذي صُنف مجنوناً بسببك )

دفع الورقة بكل هدوء لجيبه وأخذ نفس بضيق وهو يتصدد وبعد لحظات قال بإحراج : معليه أعذريني يا "حلويات العيّد" ، لحظة غضب وما أنتبهت على نفسي ، أنا آسف وإمسحي تهوري بوجهي
وبخصوص البالونة اللي طارت بسبب تهوري أبشري بمية بالونة غيرها

ناظرته بعدم إهتمام للحظات وبعدها قالت بهُدوء واضح : حصل خير

تخطته بعدها وهي تنتبه لملامح جدتها المتوجعة وأنحنت بخوف لها وهي تقول : عسّى ماشر يُمة وش صابك

رفعت كفها وهي تطبطب عليها بشيلتها تمسح آثار القهوة وقالت : ولا شيء يا نظر العين لاتخافين ، تعالي إجلسي بس وأنا أمك وعلميني وش صار معك اليوم ،أعرفك ما تقدرين ما تعلميني

أبتسمت بهدوء وألتفت بجسدها لتراقب ياسيّن الذي بدأت خطواته تتلاشى عن الوجود جلست بالفعل بجانب جدتها وبدأت تتبادل أطراف الحديث بلا حواجز كما إعتادت من صغر سنها ، لا ملجأ ولا للهموم سوى صدرها ، ولا مسكن لثرثرتها اليومية إلا مسامعها،جدة بثوب الأم
لا أرق ولا أحن من فؤادها .. يالله كم تحبها !
-
المُضحك المُبكي .. أن تثبت لنفسك ولمن حولك أنك قوي
وتبني نفسك طوبة طوبة، لتأتي ذكرى بسيطة
فيتهاوى كل ما بنيته ولايبقى سوى رُكام
لا يُسمن ولا يُغني من جوع ، ذكرى واحدة
كانت كفيلة بإوجاعك..لما تلتزم القوة ؟
ألا يحق للإنسان أن يضعف ولو لوهلة ؟ ألا يحق له أن ينهار أو تسقط عبراته وجعاً وضعفاً ؟ ألا يحق له ولو لوهلة أن يظهر ضعفه ؟ لما لا بُد أن يبّقى بهذا الثبات بيّنما كل خلاياه تود لو تنهار لأسفل قاع لعلها تستريح من كل التـعب .. تباً لوجع قابـع خلف الضلوع عجز عن أن يبرأ أو يتلاشى

في أركان مكانه الخاصة .. المغارَة
اللي لطالما أمضى جُل أيامه بين أركانه
نصيبه الكبير من هوايته ، ومن أيام مراهقته
وصِباه ، المكان اللي صُقل بكفوفه وهُييأ لأجله
تنهيدة عميقة تتصادم مع ذرات الهواء المُحيطة بها ، يلتقف الوجع تباعاً بكرم شديد ،إعتاد ولاا يعترض لأنه بنظر نفسه أنه يستحق !
تبّسم إبتسامة ساخِـرة : وين نهرب يا صقر منك ؟ أثرك بيّن الضلوع وين ما وجهت وجهي دمرتني ذكرياتك،وأنت تتنفس نفس الهواء ووأنت موادعني تحت التراب موجعني يا صقر في كل الحالتين،الله يرحمك يا ضلع من ضلوعي
#هوى_ديار_الليل


-
جر خطواته الثابَتة بإتجاه المغـارة .. توقف على مدخلها للحظة وهو يرفع رأسه ويلمح الذيّب- الي نحته بيدينه .. تسللت بسمة ذابـلة على وجهه وهو يتذكر آخر موقف لصقر بهالمكان وضحك وهو يمسح على ذقنه ويتمتم بالرحمة لروحه الليّنة السمحة والي كل شقاها بهالحياة إنه صاحب لشخص مثل شاهييّن،ماكانت الذكريات تمر مرور الأثير على قلبه كانت تستقر وتنزع مكانها بكل قوة
كان هذا الذيّب المنحوتة الوحيدة اللي بقت من منحوتاته اللي كانت تعب سنين وسهر ليالي طويلة ووقفة إمتدت لساعات ما تنقطع من شدة الشغف ، كان يِحن كل قطعة منها وكأنها من كبده يِحنها أكثر من روحه وأكثر بشوي ولكنها دمّرها بلحظة دمّرها بدون ما ينهز له رمش

لحظة غضب بسببها دمر كل الي بناه ولا لقى بعدها ملامة، هو كذا طبعه لا غضب سلاماً على الدنيا ومافيها !!
فكيف لو كان غضبه .. بسببها ولأجلها !!
يدمّر ما دونه وما تحته ولا تنحني له هامة
مادام دمّر تعبه اللي أشقاه ليالي طويلة فهو قاادر يدمر اللي أصغر منه واللي ما أتعبه أبـ..
"ياااه يا بن عسّاف .. ما أتعبتك ؟
تكذب على من يالأجودي ؟ ماذقت من التعب الشيء الكثير إلا بسببها ما ذقت الشقاء والعناء إلا بسببها ...!"

إكفهر وجهه للحظة ، وأخذ عدم الإطمئنان ينتشر على صفحة وجهه بكل سرعة ، إتزنت خطوته وأستقام بعد ذكرياته وهو ينقل نظراته المُتفحصة للمكان اللي لمّس فيه التغغير .. "ماهو على حطة يديني!!" هالمكان بعيد عن حدود أي بني آدم ممكن يخطو خطوة وحدة بس له .. هالمكان مُلكية شاهينية خاااصة مسجلة بإسم شاهييّن بن عسّاف آل جلوي ولا يحق لأي شخص غيره دون علمه الولوج له

حتى الرااعي المسؤول عن الإبل عنده أمر لو يشوف المغارة تحترق بمن فيها ممنوع عليه يخطي خطوة لها.. لذلك من تجرأ وتعدى حدود حفيّد شاهِر !!

دخل بملامحه المتجهمة وهو يُلقي نظرات شاهينية بإمتياز للمكان اللي فعلاً .. تغير !
المكان إنقلب لمكان ما يعرفه .. إنفغر فاهه بدهشة وهو يلمح اللي تمُر من أمامه بترنُح
وصوت رجُولي بحت من خلفها : وضضحى ، تعالي ياعييين أبوي وين رايحة ؟
-
#هوى_ديار_الليل
🎬






"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس