عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-22, 10:52 PM   #753

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

" ما الذي لا تفهميه يا ندى!؟"
هتفت بها حواء بينما كانت ندى تقف جاحظة العينين ولا زال الذهول يسيطر عليها خاصة عندما اقتربت من المشجب الذي يتوسط الغرفة، معلق عليه فستانين زفاف بذات التصميم دون أدنى اختلاف!؛ لامست ندى منحنيات الفستان وهمست:
" لمن هذه الفساتين!"
هزت حواء رأسها يائسة من تلك المذهولة أمامها والتي أعادت على سمعها ذات الحديث مرارا منذ دخلت الغرفة لكن ندى لا زالت لا تستوعب، تنهدت حواء بعلو وكتفت ذراعيها وهي تعيد ببطء وكأنها تعد الكلمات!"
" تلك الفساتين لي ولك؟ِ، وهذه الذكرى السنوية لبناء الفندق وبما أن صاحب الفندق هو ذاته صاحب الشركة فكل عام يتكفل بإقامة حفل زفاف لأحد أفراد الشركة في تلك الذكرى وصادف العام السابق بأنه كان زواجي!"
صمتت حواء للحظة تتابع ندى التي لم تلتفت لها بل وتلمس الفستان بتمهل فتابعت حواء على أمل أن تكون ندى تسمعها تلك المرة ولا تسألها للمرة التي لم تعلم عددها:
" وهذا العام لم يكن هناك أحد الموظفين ولا أبنائهم لديهم زواج فاتفق أبي مع شريكه أن يكون عيد زواجي وأدم وعندما عرفت وعرضت عليهم مشاركة علي بما انه عريس راقهم العرض جدا فوجدوه مناسب!"
" لما….!؟"
همست بها ندى بشرود فعقدت حواء حاجبيها ودست خصلة شعر خلف أذنها وهي تسأل ندى بريبة:
" لما … ماذا!؟"
التفتت ندى لها وصمتت مليا، تتأمل ملامح حواء، تلك الفتاة التي جعلتها وجع لحياتها دون وجه حق، في حين الأخرى كانت تفكر فيها، فهمست بذات السؤال لكن بصمت( لما تريدين لي أن أحبك؟!؛ هل ستتحول علاقتنا يوما ما إلى صداقة؟!)
" هييييه، ندى أين أنت !؟"
هتفت بها حواء فجفلت ندى وهي تبتسم ثم قالت:
" أنا هنا .!"
ثم همست قائلة:
" ولما اخترتنا معك، كانت فرصة لك بأن تهنئي بيوم كهذا وحدك!؟"
تنهدت حواء وهي تقول:
" أشعر عندما أتشارك السعادة مع أحدهم بأنها تتضاعف في قلبي!"
صمتت للحظة تتابع تغيرات ملامح ندى ما بين ترقب وانبهار ونظرة غامضة تحاول فهمها دون جدوى ثم تابعت :
" ثم إنك وعلي تستحقان بل أن الاقتراح كان في البداية انسحابي وأدم وترككما لكن كان أبي بالفعل وشريكه قد أتما كل شيء فتابعت العرض بأن نتشارك اليوم سويا!"
" شكرا…"
قالتها ندى ممطوطة بنبرة ممتنة وصلت لحواء التي منحتها بسمة واسعة ثم قالت:
" أتمنى أن ينال الفستان إعجابك لقد اخترته شبيه لفستاني وعلى ذوقي بما أن علي أراد مفاجئتك!"
علي، الاسم الذي تزداد خفقات قلبها فور سماعه، الرجل الذي جعل منها أسعد إمرأة في تلك الدنيا، يحدثها بأنها ندى قلبه وتتمنى لو تؤكد له في كل لحظة بأنه تلك الأنفاس التي تتنفسها..
سحبت نفسا عميقا واستدارت للمشجب وهي تلمس الفستان ثم قالت:
" أنت رقيقة حتى في اختيارك يا حواء!"
تنفست الأخيرة في راحة خاصة لقلقها أن لا يعجب ندى فستانها لكن نبرة صوتها ونظرتها الفرحة بالفستان لا تحمل أي شك لذا قالت بحماس!:
" إذن لنبدأ في التجهيز!"
ثم أشارت لاثنين من خبيرات التجميل اللائي جئن من أجل مساعدتهن في ذلك وأخبرتهم بأنهم على أتم الاستعداد.
★★★
" أعتقد بأن هذا الظرف يخصك!"
قالها أحمد وهو يمسك بظرف مغلق عندما جلس جانب ياسمين على الأريكة في بهو المنزل، عقدت الأخيرة حاجبيها وهي تتناول الظرف وتبادلت النظر بينه وأحمد ثم الجالسين، حيث أبيها الذي يضع ساق على الأخرى ويرتشف قهوته بهدوء مع بسمة لم تعد تفارق محياه ونغم التي تجلس على طرف الأريكة وقد ضمها أحمد قربه عندما جلس حتى أنها أحست بوجنتيها تنصهران فأحمد لا يتوانى عن إظهار حبه لها في كل لمحة بينهما ورغم أنها تسعد لقربه إلا أنه تخجل خاصة لتواجدها بينهم ورغم أنها نبهته لخجلها إلا أنه بدا متسليا وقال لها( جيد أنني أكتفي بضمك لي ولا أتناول الترياق أمام الجميع فلا تعلمين كم أبذل مجهود حتى يأتي آخر اليوم)..أطرقت نغم برأسها فالتفت لها أحمد وهمس( متى موعد الترياق؟!)
احتقن وجهها واتسعت عينيها وتلقائيا نظرت لحاتم الذي غض البصر عنهما، يرتشف قهوته يحاول كتم ضحكة حتى لا تخجل نغم التي يشعر بها تكاد تجري من أمامه في حين كانت رقية ترتب طاولة العشاء التي تعدها بنفسها غير قابلة بأي مساعدة وهي تتابعهم بلهفة عينيها التي لا تخف على أحد منهم فمنذ جاء أحمد للمنزل وهي كرست حياتها لاسعادهم وكأنها تعوض كل فرد على ما كان ينقصه حتى نغم التي دوما ما تهمس لها رقية بأن تعيد على سمعها أمي وكأنها تؤكد لها بأنها بالفعل أمها وليست مجرد كلمات..
قلبت ياسمين الظرف بين يديها ثم سألت أخيها:
" ماذا يوجد فيه!؟"
أشار لها بعينيه نحو الظرف وهو يقول:
" افتحيه!"
وشرد لوهلة حين أطرقت ياسمين بنظرها نحو الظرف وهي تفتحه فيما يذكر فجر اليوم الذي كان سينتقل فيه من الفيلا، وقتها لم يستطع منع نفسه من التجول في كل مكان في الفيلا، رغما عنه كان جسده يجبره أن يودع كل إنش فيها وكان من ضمن ذلك الغرفة التي عاشت فيها ياسمين ووقتها لمح الصور التي كانت قد جمعتهما من خلال الفوتوشوب، جلس يحدق فيها متألما، لقد تركتها ياسمينته وكأنها تخبره ( اكتفيت أوهام!؛ أريدك واقع!)
انتفض من مكانه عندما هتفت ياسمين:
" صوري!"
تلك الهزة في جسده إثر صوت ياسمين لم يلحظها سوى نغم التي تمسكت بكفه داعمة إياه كما تفعل منذ ما حدث، دوما تنتبه لأدق التفاصيل كما فعلت الآن، تنهد أحمد وهو ينتزع نفسه من أفكاره وقال يدعي الحزن:
" الياسمينة تركت صورنا وحان موعد عودتهم لها!"
ارتسم حزن على محياها وهمست وهي تقلب في الصور:
" شعرت بأنني تعبت من السراب يا أبيه وتمنيت لو تحول كل شيء لواقع!"
هنا تنحنح حاتم كي تنتبه ابنته وحمد الله عندما وجد رقية توجهت للمطبخ في حين أطبق أحمد على شفتيه بأسى فانتبهت ياسمين لذلتها وهتفت بمرح:
" وها هي صوري وأبيه معي!"
هنا مد أحمد يده يلتقط هاتفه من أمامه ثم جذب ياسمين وهو يقول:
" لتكن صور حقيقية إذن!"
وظل يلتقط صور متتابعة له معها ومع نغم التي بدت هي الأخرى سعيدة فيما كانت ياسمين تطير فرحا وهي تراه يقوم بفتح حسابه الفيسبوكي ويقوم بتنزيل الصور، مرفق معها كلمات جعلت قلبها ينتفض فرحا..
عندما جلسوا على العشاء، قال أحمد بعدما تناول قطعة خبز دستها رقية في فمه بحنان وقد تناولها برحابة صدر وبسمة واسعة وهو يربت على كفها :
" لقد اختارت نغم أخيرا الفيلا التي سننتفل لها!"
هنا امتقع وجه رقية وبان الاحباط عليها إلا أن كف أحمد الحانية ربتت على يدها الموضوعة على المنضدة وقال:
" أمي، لا تحزني لأجل خاطري!"
هنا ابتسمت رقية من قلبها وربتت على كفه التي تحتضن يدها ثم قالت:
" أهم شيء سعادتك حبيبي وأعلم بأنك لن تتأخر عني أبدا!"
تناول كفها ولثمها وهو يقول:
" وهل أستطيع ترك وطني بعدما عدت له يا أمي!"
لمعت عينا الأخيرة بدموع السعادة ثم قالت بعدما سحبت نفسا عميقا تمنع نفسها من تحول الجو لدراما:
" إذن أخيرا نغم اقتنعت بأحد البيوت التي عرضتها عليها!"
أطرقت نغم رأسها وهي تلتقط كوب عصيرها في حين قال أحمد:
" وكان أفضل الاختيارت، جيد أنني تركت لها الأمر حتى لا أختار بيت جليدي!"
ضحكت ياسمين وهي تقول:
" البيت الجليدي سيكون غريب لكنه مميز أبيه!"
تدخلت نغم ثم قالت وهي تنظر لجانب وجه أحمد:
" البيت الجليدي نادر ياسمين وأعتقد بأن البشمهندس عليه التفكير بإنشاءه في خطته القادمة لكن بنفسه لن أتنازل عن هذا!"
استدار لها أحمد وقال بدفء:
" أعدك أن يكون لكِ منزل من تصميمي يا نغم وسيكون هديتي لكِ!"
صفقت ياسمين ببشاشة وهي تقول:
" واو نغم مجرد الفكرة زغرد لها قلبي!"
وكان بالفعل قلب نغم في تلك اللحظة هو من يزغرد ..
في غرفة أحمد ونغم التي أصبحت لهما بعدما انتقلا لمنزل حاتم، عندما أغلق أحمد الباب خلفه استدارت له نغم بعينين مبتسمتين ثم سحبت نفسا عميقا وهي تقف أمام أحمد الذي توقف ينظر لها بتوجس وقد شعر أنها تريد الحديث فقال بهدوء:
"أسمعك"
زفرت نغم النفس التي كتمته للحظات ثم قالت بنبرة ممطوطة:
" أحمد…"
همس الأخير بنعم
ساد صمت مترقب بينهما فيما نغم كانت تطوف بعينيها على ملامحه، تفكر في كل ما يهديه لها من سعادة، حرصه الدائم على بث الأمان لقلبها، حتى أصبحت تشتاق له وهو جوارها، تريد أن تندس في روحه وتتدثر به، تنهدت مليا قبل أن ترد:
" ضمني لصدرك فقلبي في حاجة للترياق!"
هنا تعالت دقات قلبه بصخب وهو يجذبها لحضنه ويهمس بحبه لها بينما يده تتعامل مع الحجاب التي تضعه أمام حاتم، وألقى به بعيدا لا يدري أين، كل ما يعلمه الآن أنه يريد الغوص في خصلات شعرها وتقبيل الشامة ثم الترياق فقد كان هو الآخر كالصائم الذي يتوق للارتواء، ظل أحمد يلثم الترياق ببطء مهلك لنغم التي ما إن تأخذ أنفاسها فتهمس له( أريد المزيد)
هنا منحها أضعاف ما تطلب بينما تتفجر الحرارة في رأسه وهي تبادله صخب مشاعره فحملها بين يديه للسرير وهو يهمس بوله:
" أنتِ ترياقي!"
فابتسمت وأنفاسها تعلو وتهبط بصخب ثم همست:
" وأنت ترياق نغم"
بعد عاصفة من المشاعر كلا منهما منحها الآخر بسخاء، كلا منهما يبحث بدقة عما يسعد الآخر، عن كل ما يبهج قلب الآخر لتتحول مشاعرهم إلى نار مشتعلة لا تنطفئ ، ارتاحت نغم على صدره مغمضة العينين لكنها واعية وهي تسمعه يسألها بهمس فيما أنامله تغوص في شعرها:
" إن كنت تريدين البحث عن مكان آخر فلننتظر يا نغم فلدينا وقت!"
هزت رأسها نافية وهمست:
" أحببت تلك الفيلا، شعرت فيها بالدفء !"
تنهد أحمد بخفوت ثم قال:
" سأنقل كل ما يخصنا بدءا من الغد!؛ أعتقد بأن عروسي الحلوة في حاجة لبعض الخصوصية!"
ضحكت بخجل ثم رفعت وجهها له قائلة:
" أنا حقا سعيدة هنا يا أحمد بين أهلك !"
غمز لها وهو يداعب وجنتها ثم قال:
" ونظل طوال اليوم نشتاق الترياق!"
لكزته بخفة وهمست باسمه بدلال خفق له قلبه، ثم أراحت رأسها مرة أخرى على صدره فضمها بحنان وهو يقول بجدية:
" أعلم بأنك بالفعل في حاجة للخصوصية وكنت أستطيع أن نذهب لأحد الفنادق حتى نختار منزل مناسب لكنني أردت منح أمي السعادة التي تمنتها طويلا"
رفعت نغم رأسها عن صدره ونظرت في عمق عينيه قائلة:
" أنا منذ جئت لهنا وأشعر بأنني في بيتي ولم أحس للحظة بالضيق ثم أن هذا حق أمي رقية ولو أردت البقاء أكثر سأكون موافقة "
قبل جبينها ومنحها بسمة واسعة وهو يربت على وجنتها قائلا:
" ألم أقل لك بأنك ترياق لسقيم مثلي!"
منحته قبلة عميقة على خده ثم أراحت رأسها على صدره متنهدة وهي تعانق خصره..
" وعدتك بأن لك زفاف آخر ولم أنس لكن بعد امتحانات ياسمين!"
همست وهي تحتضنه:
" لا أريد لقد كان زفافي أجمل زفاف، أنا لا حاجة لي بالبشر فأنت كل ناسي يا أحمد!"
أحست بخفقات قلبه تعلو تحت رأسها وتنهيدته ترافقها علو وهو يجذبها بقوة أكثر في حين همست بشرود:
" أتعلم ما كنت أتمناه حقا!؟"
سألها بلهفة:
" ماذا تتمني يا نغم!؟"
لمعت دموع أبية في عينيها رفضت أن تنزل كي لا تفسد بهجتها ثم قالت بصوت بدا مختنق رغما عنها:
" كنت أحلم دائما بأن يكون لي أهل ويطلبني زوجي من أبي !"
حان صمت مؤلم بينهما وقد عجز أحمد عن النطق إلا أنه لم يعجز عن ضمها وبث الأمان لها وهو يلثم أعلى رأسها ويداعب وجهها بحنو أب قبل أن يكون زوج، سحبت نغم نفسها من تأملاتها التي بدت غريبة الآن ثم قالت :
"أنت عوض الله يا أحمد وقد نلت بكوني زوجتك كل أحلامي!"
همس أحمد بشرود وعاد لتقبيل قمة رأسها:
" كل أحلامك مجابة يا نغم!"
يتبع 💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس