عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-22, 08:32 AM   #543

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الإشراقة

حبها أشبه بمياه جارية على أرض قلبه القحله يريد النهل منها دون أن يرتوى أبداً

" ماذا يا سراج لقد أخذتم زوجتي منذ أن أتينا وكأنكم أسرتموها "
قالها أكمل ساخراً أمام حزمة من النيران يجلسون أمامها ليأخذون دفئها فضحك سراج قائلاً بنبرة خشنة وقد ضم حاجبيه المعقدوين :-
" تحشم يا رجل أتريد الجلوس مع زوجتك وأنت بيننا "
حك أكمل ذقنه قائلاً بملل ساخر :-
" والله هذا أفضل من رؤية حاجباك المعقودان "
ثم عاد وقال بخبث ضاحكاً :-
" أراك يعني لا تتهرب لزوجتك مثلي
حتى هذة الأيام مميزة يا بن الجبل عِندكم "
كشر سراج قائلاً بلهجة شريرة :-
" لا تتمادى يا ابن البدوي "
ثم وقف يحك الرمال بعصا ما وقال بنبرة أرادها أن تخرج عادية :-
" كيف حالها ؟"
ابتسم أكمل ببرود قائلاً( باستعباط) صِرف :-
" من هي ؟"
تنهد سراج ولم يكن باله رائقاً للمزاح فنظر للسماء قائلاً بتجهم :-
" تلك العنيدة التي طردتني من بيتهم "
ضحك أكمل عالياً بشماته وهو يقف مجاوراً له مما جعل سراج يضربه بالعصا في يده ضائقاً:-
" رحم الله أياماً كنت تلهث خلف زوجتك "
" يا أخي بالأخير تزوجتها وليس لا يوجد لي فرصة معها مثل أخر "
التفت له سراج قائلاً بنبرة لمس فيها أكمل الحزن :-
" لم تعطني فرصة يا أكمل لم تعطني فرصة حتى لأشرح
سديل أقسمت ألا تفتح لي باباً بعمرها مرة أخرى "
استدار متواصلاً بانفعال:_
"هل تتصور أن فتاة تصغرني بتسعة أعوام طولها لا يتعدى صدري تفعل بي هذا ؟"
ابتسم أكمل حتى ظهرت نواجذه قائلاً :-
" والله هذة الفتاة من دمي بحق وحقيقي "
سبه سراج بغضب ثم قال ساخراً رغم ألم قلبه :-
" لقد طلبت مني عذراء أن تتحدث معها لكني رفضت "
عقد أكمل حاجبيه قائلاً باهتمام :-
" لكن لما ؟
ربما لكانت اقتنعت وغفرت لك "
تكتف سراج قائلاً :-
"لا أحد يعرف رأسها مثلي
لن تعطي عذراء فرصة للحديث بل ربما تقوم بشحنها علي وتنبيهها أني وغد معها هي الأخرى "
مط أكمل شفتيه بملل قائلاً:-
" حسنا يا بن الجبال كنت أتمنى مساعدتك لكن بنة خالتي حسمت الأمر لذا حظ أوفر "
حين سبه سراج مرة أخرى ضحك وهو يتفادى قبضته ثم قال ببرود :-
" خذ لي طريق وأرني الغرفة التي سأبيت ليلتي بها
ثم ارسل لي غدي وعلي كي أقبله قبل أن ينام معك كما طلب "
هز سراج رأسه ثم نظر له قائلاً بنصف عين :-
" ماذا عن الرجال اللذان أرسلتهم لتلة جبل ......."
رفع أكمل حاجباً وهو يقول بغموض :-
" ليس لك دخل يا ولد "

بعد نصف ساعة
كان قد بدل ملابسه بالغرفة لأخرى ثقيلة بعض الشئ ثم رفع هاتفه متأففاً وهو لا يجد شبكة ولا يعرف لما تأخر
لقد قبل علي واطمأن عليه مع سراج بالغرفة والهانم لم تأتي بعد كاد أن يتحرك ناحية الشرفة لكنه استدار على فتحة الباب وفغر فمه متبلهاً لدقائق
كانت ترتدي عباءة باللون السكري تفصل جسدها رغم حشمتها مفتوحه من الجانبين وأسفلها سروال ضيق من النفس القماشة مطرز من الأسفل باللون الفضي أما العباءة نفسها تجمع بين الفضي والذهبي
تحرك ناحيتها وقد كانت عيناه تلتهمانها إلتهاماً قائلاً يتغزل صريح:_
"بطل ...بطل"
وجنتيها اشتعلتا بجنون فقالت بخشونة علها تبدد ما ألم بها :-
" لقد جعلوني ارتدي هذة العباءة حتى أاا"
لم يمهلها مواصلة الحديث مستولياً على أنفاسها عله يروى هذا العطش الناري تجاهها لكنها كالنار تأكل العاطفه ولا ترويها
رفع وجهه لاهثاً بانبهار وإعجاب ذكوري قادر على رفع أنثى مثلها بأعاجي الغرور :-
" كيف لكِ أن تستولي على جمال النساء ظاهراً وباطناً ؟"
توهجت عيناها برضا وشفتيها ترتعشان تبسماً فهمس أكمل بعاطفه متحرقة :-
" فاز قلب البدوي بكِ يا بنت البرعي فاز أخيراً من الدنيا بما يريد "
ألمها قلبها من أجله ولم تدري بنفسها وهي تحتضنه بكل ما تملك من عاطفه
عاطفه لا تستطع تفسيرها تجاهه
هي غدي البرعي التي لا تتحمل ظلماً لمحض إنسان فكيف برجل وصلها به ميثاق غليظ
ظنته وغداً فلم يكن سوى طفلاً دارت عليه دائرة الأيام
رغم أنها مازالت غير راضيه عن طرقه الملتوية لكنها ستسعى معه لتصحيحها
كان مستكيناً بين ذراعيها شاعراً بطمئنينة لم يشعرها قبلاً
رضا يغمر قلبه أنها بدأت تقدم له عاطفتها بسخاء دون أن يكون المبادر
ابتعد أكمل بعد أن لثم وجنتها ثم همس بوقاحته المعهودة :-
" بهذا الشكل لن نخرج من الغرفة ويجب أن نخرج الأن "
قطبت غدي قائلة وهي تعدل من وضع حجابها رغم تهدل شعراتها منه :-
" نخرج أين "
ابتسم قائلاً بغموض وهو يسحبها معه بعد أن أخذ معطف لها :-
" أمنية طال الوقت لتحقيقها "
بعد نصف ساعة أخرى
كان يصعد بها لتلة الجبل الذي تقابلا عليه قبلاً
أول مرة اعترف لها بالحب كانت على هذا الجبل
عينيها كانتا غائمتان بأسئلة كثيرة غشيتها العاطفة
لقد كسب رهان قلبه على غدي البرعي
رغم ناريتها ورأسها العنيدة التي ستصيبه بنوبة ذات مرة إلا أنها بالأخير أنثى نقطة ضعفها الاهتمام فمال قلبها لصاحبه الذي يحبه
حين وصلا
أطلقت غدي صفيراً عالياً لم يكن يتوقعه منها كتعبيراً عن إعجابها وهي ترى ما على تلة الجبل حيث كانت النيران متراصه من كل جانب تتوهج خارجه من حفرة ما ثم تعود وتنخفض وبالمنتصف كانت خيمة كبيرة لم تراها سوى بالأفلام
أدرها له يفك وشاحها ثم يحرر شعرها من ربطته هامساً بعاطفه متحشرجه :-
" حلمت أن أفعل هذا منذ أن رأيتك تلك الليلة حيث أدرتي لي ظهرك وكنتِ لي حلماً يرتجف قلبي ألا أحققه "
"أكمل "
قاطعها غير عابئاً وهو يواصل بنفس النبرة :-
" أتذكرين هنا على نفس الجبل حيث اعترفت لكِ بالحب لأول مرة وقتها هربتي مني "
توهجت عيناه مواصلاً بنبرة حميمة مشتعله باللهيب والتملك:-
" وقتها كنت أتحرق فقط لنظره من عينك لكن الأن أصبحتِ لي
أنا أريدك كلك يا غدي روحك.. نفسك ..قلبك"
تحاول الحديث ولا تعرف فقط أنفاسها تتسارع وكلها يشتعل
هل تعلم الشعور .؟
شئ أشبه بركضك طويلاً لا أنت تستطيع أخذ نفسك ولا تستطيع التوقف فقط تركض وراء المجهول
وهذا المجهول جذاباً وصادقاً بلعنة وهو يواصل باشتعال وقد اقترب حتى اختلاط الأنفاس والهمسات :-
"كلكِ
أريد احتضانك بصورة سيئة أخشى ألا تتفهميها
كيف أشرح ؟"
لم يستطع الحديث أكثر من هذا مطلقاً لعاطفته العنان في التعبير متحركاً بها ناحية الخيمة
عاطفة خجلت منها نجوم السماء وهي تخسف إطلالتها على الأرض
عاطفة كالبلدة المجردة من دفاعتها ليس فيها حرب وليس لها من سلام
عاطفة امتزجت فيها نغمات الحب بدموع الشوق !

فجراً
همس أكمل ساخراً من خجلها وهو لا يعترف بالخجل كشعور قائلاً:-
" والله أنا مؤدب لا أعرف لما هذا الاحمرار وكأني .."
"اصمت يا أكمل يا بدوي لا أطيقك هذة اللحظة صدقني "
صرختها بنارية وهي تلملم شعرها بكومه خلفيه فهمس بتسلية :-
" لم أخبرك بعد "وهو يضجع على مرفقه فبدا وجهه شديد السعادة
رمقته بجانب عينها بنظر متكبرة مثيرة للضحك خاصةً أنها دوماً ما تخرج منها في وقت لا يليق وقالت بأنفه :-
" لم تخبرني بما ؟"
اقترب أكمل أكثر وأكثر قائلاً بتسلي :-
" أخبرتك ما أنواع الأزهار من قبل لكني لم أخبرك عن نوعية القبلات "
توردت وجنتيها وهي تعقد حاجبيها قائلة بصرامة رغم ابتسامتها :-
"لن يحدث "
" والله سيحدث "
احتواها حتى لثم جبهتها بحنو فتنهدت باطمئنان وهو يقول ببراءة لا تليق به :-
" أرأيتي كم نيتي محترمة ؟"
فعل مرة أخرى وهو يهمس بالأنجليزية :-
"هذة تعني
"We are cute together"

ثم أخرى كان نصيبها من وجنتها هامسا ً:_
"We are friends"
أخذ كفها يلثم باطنه ثم همس بحرارة :_
"I adore you "
ثم أخرى كانت للعرق النابض فهمس بخفوت :_
"I want you,now"
وأخرى للكتف الأيسر:_
"Your perfect"
ثم أخيرا ً لصاحبة العشق حيث الأنفاس ..الغرق والذوبان :_
" I love you"
...............................

ليس كل قصص الحب كتبت لتكتمل بعضها كتب ليروى كمحض حكاية نحلم قبل النوم
" اشتقت لكِ يا أمي اشتقت لكِ جدا "
تقولها سنابل لأم عمر التي تحدثها عبر الهاتف ثم تستمع لما تقول وترد :-
" متى ستأتين ؟"
التوت شفتيها بيأس وهي تستمع لردها ثم أنهت المكالمة معها وتحركت حتى المطبخ لتعد طعام الغداء حتى يأتي
الأيام تمر بينهم بلا تغيير تقريباً لكنها لا تنكر أنه عاد ليتحدث معها كالسابق
يثرثران ليلاً حتى يأتي موعد النوم فتشعره كأخر لا يطيقها
أحياناً تشعر أنه يريد دفعها من الشرفة فضلاً عن نومها في الغرفة معه
تحركت ناحبة المطبخ لترى هل صنية المعكرونة بالبشاميل نضجت أم ليس بعد ورغماً عنها أصابتها الغصة وهي تتذكر صنعها للطعام ببيت أبيها
هذة الأيام تلح عليها كثيراً فكرة أن علاقتها بهمام كانت منذ البداية خاطئة
أدركت هذا جيداً خاصةً بعد أن عاشرت عمر وأهله
تلك المحادثات التي كانت تدور بينهم لم تكن تصح
لكنها كانت كمن يقتات على شئ لا تعرفه لكنها تريده
همام وفر لقلبها ما كان يحتاج من العاطفة لكن كانت عاطفة فاسدة
أغمضت عينيها بشدة على الدموع التي زارتها وهي تغلق على عقلها كل منافذ التذكر لليوم المشؤوم
صوت تكة المفتاح بالباب جعلتها تتحرك ناحية زجاجة المياه مسرعه ترتشف منها ثم تخرج له قائلة :-
" حمداً لله على السلامة
دقائق وأضع الطعام "
أومأ برأسه دون رد فعادت حيث كانت بينما كان هو مازال ناظراً لأثرها
ترتدي منامة قطنية من سروال وبلوزة منقوشان بالقطط
لا يعلم ما تلك الملابس المستفزة التي اختارتها أمه لها
والله يشك أنها تريد عذابه ليس إلا خاصة وهي تبدو كقطعة مارشميلو يريد إلتهامها فضلاً عن الغداء المزعوم

على طاولة الطعام ...
" هل أعجبتك ؟"
سألته سنابل بترقب لكنه قال بتجهم وقد كان يلتهم الطعام إلتهاماً :-
" لا بأس بها "
انحسرت ابتسامتها من رده السخيف لكنها واصلت طعامها بصمت فكان يتخلس النظرات لها متأملاً دون أن يشعر
عينيه معها ويلوك الطعام دون شعور
هذا اللون الأصفر يبدو وهاجاً على بشرتها خاصة تلك الشامات الصغيرة المتناثرة على نحرها
فقد أصبحت تضع على شعرها طاقية بدلاً من الحجاب
" لما لا تخلعين هذة الطاقية ؟"
نطقها بغباء ثم سب نفسه وهو يرى نظرة الذهول على وجهها وهي تضع كفها عليها تلقائياً فعاد يقول مسرعاً يغير الموضوع :-
"لقد بدأت بإجراءات عودتك للجامعه "
ثم مط شفتيه يقول بنبرة عاديه :-
" من الجيد أن العام الدراسي اقترب "
لم يعطيها فرصة للرد وهو يهب واقفاً بسرعة يقول :-
" لقد شبعت سأدخل لأنام "
" لكننا عصراً "
" وماذا فيها هل ستحسبين علي أنام متى ألا يكفي أني لا أستطيع النوم ليلاً"
فغرت سنابل فمها وهي تنظر في إثره لا تفهم ماذا به اليوم
عشاءاً
لم يستيقظ إلى الأن بينما هي تشعر بتقلصات بطنها تزداد فقد فاجأتها زائرتها الشهرية وأتت دون حساب ولم تعد منتظمه بسبب أدويتها
وضعت سبابتها بين أسنانها تكتم صوت تأوهها لكن التقلصات والألم اشتد فبكت
تحركت ببطأ ناحية غرفتها السابقة لتأخذ حفاظة صحيه لكن هناك انتفضت بهلع وهي تجدها قد نفذت
ما هذة المصيبة ؟
ماذا تفعل الأن ؟ يجب أن ترتدي واحدة وإلا ستكون فضيحه
بدأت في النشيج خجلاً وألماً لا تعرف ماذا تفعل وكيف تصيغها له
" سنابل هل أنتِ هنا ؟"
انتفضت على صوته المتحشرج إثر إستيقاظه ويبدو أنه سمع صوت بكاؤها فقد دخل باللحظة التي قال بها :-
" لما تبكين سأدخل ؟"
اقترب منها بقلق وهو يقول :-
" ما بكِ لما تبكين ؟"
ازداد نشيجها ولا تعرف كيف تخرج من هذة الورطه فاشتعلتا عينيه بجنون هامساً بلا سيطرة :-
" هل عدتِ لتذكر الماضي ؟"

هزت سنابل رأسها نفيا ً فصرخ عمر بضجر:_

"اللعنة لما لا تنطقين أنا لا أفهم شئ؟"

ازدادت السخونة بجسدها وقد أصبح وجهها كثمرة طماطم ناضجة لا تعرف كيف تصيغها له وقد أتتها عادتها الشهرية دون موعد فهمست :_

"أريد الذهاب للصيدلية "

وبنفس الغباء كان يرد عاقداً حاجبيه:_

تراجعت سنابل وعادت تهز رأسها نفياً فأشعلت جنونه لا تعرف ماذا تقول فنطقت بإصرار :-
" من فضلك يا عمر خذني للصيدلية الأن "
ومن حظها أنه رجل لم يعاشر امرأة بحميميه من قبل والمرأة الوحيدة التي عاشرها بحياته لم تكن سوى أمه كمان أنه يملك من الغباء أطناناً فلا يخطر بباله أمر عادتها الشهرية الأن فصرخ بنفاذ صبر :-
" قولي ما تريدين وسأجلبه أنا "
وضعت وجهها بين كفيها قائلة بنحيب :-
" شيئاً خاص شيئاً خاص ألا تفهم "
" ماهو ؟"
يقولها رافعاً حاجبيه محاولاً فهم ماهية هذا الشئ الذي تريده حتى كانت تصرخ بغضب وقد فاض بها الكيل :-
" كيف لا تفهم أنا اريد حفاظات صحية حفاظات نسائية "
فغر شفتيه وقد امتقع وجهه متراجعاً خطوة للوراء محاولاً النطق بأي شئ لكنه لم يستطع خاصةً أنه يشعر بحرج شديد فرفع كفه يحك مؤخرة رأسه حتى همست بضيق وتوسل باكي:-
" هل ممكن أن تأخذني الأن فأنا متعبة جداً"
استشاط وجهه وهو يقول بانفعال وجلافه :-
" كيف تجرؤين ؟
هل ظننتِ أني سأتركك تنزلين لشراء شئ كهذا ؟"
اعتصرت الدموع عينيها والألم يزداد فهمست بتوسل :-
" حسناً اجلبه أنت واحضر لي مسكن معك "
"اجلب ماذا هل سأذهب للصيدلية لأشتري حفاظات نسائيه لن يحدث "
قالها باستنكار يحدثها وكأنها غبية

"إذا ماذا أفعل يعني لن أنزل ولن تنزل كيف سأتصرف الأن ؟"
صرختها بجنون وقد كانت في أشد حالاتها ضعفاً وانهياراً فهدر بصرامه :-
" لا ترفعين صوتك "
ثم بكل برود وغباء كان يترك لها الغرفة ويخرج جالساً بالردهه
صوت بكاؤها يصله فيؤلمه قلبه من أجلها حتى زاد نشيجها فشتم وهو يتحرك أخذاً مفاتيحه وينزل
فور أن نزل ترك الصيدلية التي بأول الشارع حيث يعرفونه جيداً ثم عزم على أن يذهب للأخرى وعفاريت العالم تتقافز أمام عينيه
فور أن وصل للصيدلية وقف لا يعلم ماذا يفعل
الذي بالداخل رجل فكيف يطلب منه شيئاً كهذا لزوجته
ولو ذهب لصيدليه أخرى بها امرأة فلن يعرف ينطق أمامها بشئ كهذا
تأفف لاعناً ثم دخل الصيدلية ومازال يحك مؤخرة رأسه :-
" أؤمر يا فندم "
ابتسم عمر ابتسامة تماما كمن شد ناحيتي فمه كل على حدا ثم نطق بغباء :-
"اريد مسكن "
"أي نوع "
تبرم عمر قائلاً :-
" مسكن لألم البطن "
غاب الرجل ثم عاد له بما يقول منتظراً أن يعطيه عمر المتسمر الحساب حتى قال :-
"شئ أخر ؟"
هز عمر رأسه لا يعرف ماذا يقولها وقد زارت السخونه أذنيه فقال متجهماً بنبرة خشنه :-
"أريد حفاظات نسائية "
تحرك الرجل مستغرباً ثم سأله :-
"أي لون ؟"
نطق عمر ببلاهة :-
"لون ماذا "
" الحفاظات الصحية "
همس عمر بنفسه :-
" هل لها ألوان ؟" ثم عاد ومط شفتيه قائلاً:-
"أي لون "
" المقاس ؟"
اتسعت عيني عمر هادراً بغضب غبي :-
" مقاس من "
تأفف الرجل ثم أخرج عدة أنواع قائلاً بنفاذ صبر :-
" متوسط أم كبير أم صغير يا فندم "
قطب عمر وهو يشعر بالمأزق فمن أين له أن يعرف فقال بملل :-
" متوسط "
بعد ربع ساعة ..
فتح باب الشقة متبرماً مبرطماً ثم اتجه ناحية غرفتها ليعطيها لها فهاله منظر الدموع على وجهها وقد كانت جاثيه أرضاً تربط على بطنها بذراعيها
أشفق عليها فتحرك حتى جلس على عقبيه هامساً بحنان :-
" سنابل لقد أتيت لكِ بما تريدين "
أخذتها دون صوت وبخجل شديد ثم تحاملت على نفسها واتجهت ناحية الخزانه تأخذ شئ ثم خرجت للحمام
دقائق وقد وجدها تخرج بتألم عائدة مرة أخرى ولا تستطيع حتى المشي فتحرك ليحضر لها الماء ويعطيها المسكن وكل تلك الأشياء جديدة عليه تماماً
ليلاً
استيقظت سنابل وقد اشتد الوجع عليها ويبدو أنها قد نامت بعد أن أخذت حبة المسكن
شعرت بالخوف وهي تدرك أنه تركها بالغرفه بعدما اطمأن لنومها فتحركت متحاملة على نفسها وقد انتوت صنع مشروب ساخن
" سنابل هل عاودك الألم " نطقها باهتمام وقد كان جالساً بالخارج ولم ينام بعد فسألها مرة أخرى
"أين أنتِ ذاهبة ؟"
"سأصنع قرفه "
" حسنا تعالي اجلسي وسأفعلها لكِ"
دقائق وكان يعود لها بها ثم أحضر غطاءاً دثرها به على الأريكة وقد بدا وجهها مصفراً وشاحباً فهمس بعاطفة :-
" هل تتألمين جداً؟"
أومأت برأسها وبكت مرة أخرى حتى دخلت في شبه انهيار فتحرك جالساً جوارها يربت عليها محاولاً تهدأتها لكنه لم يحسب حساب للهيب الفوران الذي نشب بجسده وهي تقترب منه دون وعي حتى دست نفسها بين أحضانه تقريباً
ظل متصلباً دقائق لا يعرف ماذا يفعل ؟
هل تعرف هي ما تفعله به ؟
احتمائها به بتلك الطريقة كم يثير رجولته ؟
كم يثير عاطفته ؟
كم يؤجج مشاعر مكبوته بداخله لا يريد أبداً إخراجها معها لكن كيف السبيل ؟
أغمض عينيه بشدة يدلك ما بينهم بإرهاق زافراً نفساً مشحوناً وكأنه يريد فقط محض دقائق يهرب بها من نفسه ومن أفكاره
فقط لتتركه عذاباته ثوانٍ
ودون تفكير وكأنه يغلق على نفسه أي باب للتراجع كان يحيطها بذراعيه يضمها له بقوة فخرج تأوهاً لا يدرك راحه أم تألم
شئ يجمع بين اللذتين
لذة الألم الممزوجه بالنعيم ولذة المتعة الممزوجه بالعذاب
هل تعلم الشعور ؟
شئ أشبه بمن وضع على جرحك شئ شديد النعومة فتألمت بالبداية لكنك تنهدت بالراحه إثرها
غاب عقله مع غيمة مشاعره يضمها له أقرب لقلبه ثم مد كفه يخلع عنها طاقيتها ففغر فمه بانبهار لنعومة شعرها الأسود
بدى وجهها أقرب لطفلة ببراءة ملامحه وهي نائمة خاصةً مع الشعيرات الصغيرة التي تتجمع حول جبهتها وكأنها قرص شمس على بكرة صباح
يا إلهي أنه يغرق يغرق
حتى هاهو يميل مغمضاً عينيه وهو يلثم وجنتها الناعمة
والروح تتسائل عن ماهية ما يربطه بها وقد عرف من النساء من هي أجمل منها
ماهية عشقه لها ؟
عشق به من القوة التي تمد بعضها بعضاً فتستولى عليه جاعله منه هو عدواً للقلب
..........................

أن تدرك أخطاءك متأخراً خيراً من ألا تدركها أبداً
" ممتاز يا حسن
لقد عادت أسهمنا وارتفعت مرة أخرى "
قالها وائل وهو ينظر في شاشة الحاسوب أمامه بظفر وقد كانا في اجتماع ثلاثي لكن كان الرد لياسر وهو يقول ممتعضاً بعدم رضا :-
"بأخر الزمان أرمم مؤسستي المالية بالشحاذة "
لمعت عينا حسن بألم سرعان ما أخفاه وهو يقول بثقه يحاول اكتسابها حديثاً:-
" أين الشحاذة لقد خرجت للناس طالباً منهم تقبلي مخاطباً العاملين بمؤسسة الجوهري أجمع أن يطمأنو أني لن أخذ مكان أحد "
أومأ وائل بر أسه وهو يلتفت لياسر شارحاً:-
" أرى أنها خطوة ذكية جداً
الحوار الصحفى وصل إلى عشرين مليون مشاهد وأكثر
الجميع متعاطف وقد أخذ حسن قلوبهم والقلة هم المتنمرين "
تناول حسن دفة الحوار قائلاً بذكاء :-
" كما أن مواقع التواصل الاجتماعي الأن منصات للمقامرة لكل من يريد النجاح
بعد أن ذاع البث انظر كم المؤسسات التي أرسلت عملائها طالبه الصلح بعدما كانوا يريدون سحب أنفسهم والبعض كان يريد منا الخضوع "
ضحك وائل قائلاً برضا :-
" أصبحوا هم الخاضعين الأن خاصةً بعدما أعلنت مؤسسة ......... العالمية شرقاً وغرباً تضامنها مع
(السير أسر الجوهري ) وقد رفعوا شعارنا على منصاتهم "

" أشعر أنكم تغنون ويرد كل منكم على الأخر " قالها ياسر ممتعضاً وهو يناظرهم بعدم رضا رغم رؤية وائل للمعة الفخر بابنه بعينيه وإن لم يفعل حسن
" حسنا كنت أريد أن أحدثكم في أمر " قالها حسن باهتمام فنظر له كل من وائل وياسر بتساؤل
تنحنح وقال وهو يفتح ملف ما أمامه :-
" هناك شاب يدعى ..... عمره ثمانية وعشرون عاماً خريج كلية ..... أريد توظيفه هنا معنا بالمقر الذي سأكون فيه "
قطب وائل قائلاً :-
" لكننا لا نوظف بهذا المقر أحد حديث ؟
جميعهم يكونوا تدربوا وعملوا لسنوات بأحد المقرات التابعة لنا قبل أن يتم ترقيتهم للرئيسي "
أومأ ياسر يشبك كفيه متسائللاً باهتمام :-
"أين كان يعمل ؟
وماهي خبرته ؟"
صمت حسن لثوانٍ ثم نطق بخفوت عن اللاخبرة مما جعل ياسر ينطق (بعصبية ):-
" هل جننت
لا خبرة أي أنه لم يعمل قبلاً بالأساس وتريد توظيفه بالمقر الرئيسي
هذا لا أوظفه حتى بالمقرات الأخرى "
" سيكون تحت مسؤوليتي "
هز ياسر رأسه نفيا بتعنت مما جعل حسن يقول بتوسل لحوح :-
"من أجل خاطري بحق أي شئ يا سيد ياسر "
تأفف قائلاً:-
" من أجل خاطري يا أبي "

بعد ساعتين بمنطقه أخرى بعيدة حيث المعنى بالقول :-
" لما تفعل معي هذا ؟"
نطقها .... بيأس وهو يهز رأسه نفياً قائلاً بقنوط :-
" صدقني أنت تحاول مع ميت "
يبكي بعنف رجولي ثم يقول بنبرة متحشرجه :-
" لقد دفنت معهم
لكن ليتني أنا من مت وهم لا ليتني أنا "
دمعت عينا حسن ثم اقترب منه قائلاً بتوسل :-
" وافق فقط
لا ترد يد ممدودة لك
أفعل معك هذا لأني أشعر بك"
تنهد حسن ثم واصل بحنو وهو يضع كفيه على كتفيه :-
" ربما أراك وسيلة أكفر عن ذنبي
وربما أرى نفسي فيك يوماً بشكل أخر
لا تترك يداً ممدودة لك ستضيع أكثر من ضياعك قبلاً
العمر سيمر بك بينما أنت لا تفعل شئ سوى الدمار لنفسك ولمن حولك ثم ستفتح عينك فتجد أنك أضعت عمرك هباءاً "

............................

هل تعرف شعور حين يكون الشئ الذي تتوق له بكل جوارحك جوارك لكنه منقوص وكأنه يتأرجح بين بريق وانطفاء؟
دعني أفسر لك الشعور
شئ أشبه بعازف تمنى ألته الموسيقيه بمواصفات معينه وحين عثر عليها وجد أوتارها مكسورة
الألة تعزف لكن ثمة شئ بالنغمات لم يعد ملائم لأذنيك أو مداعبة أصابعك
سنابل تقريباً كانت لتكون المرأة المثاليه له لو لم يحدث ما حدث
ليته قابلها بزمان ومكان أخر
ليته سبق الأخر وليتها سبقت الأخريات
يناظرها بطرف عين من حين للأخر وهي تجلس جواره بهذا الفستان القطيفة من اللون الأحمر فبدت أقرب للقمر جمالاً
ليست قمر فقط هو يراها بعين رجولته كبدراً ليلة تمامه حين سقطت عليه أشعة الكواكب فازداد توهجاً
وهي تزداد توهجاً وصحةً معه يوماً عن الأخر رغم أنه يعرف تماما كما أخبره شهاب أن نفسيتها ستظل صاحبة ندبة طيلة العمر
تلك الندبة التي يشعرها كطوق من الخيرزان يلتف حول روحه
أحياناً
أحياناً فقط يتوق لنسيان الماضي والانسياق وراء قلبه لكن دوماً ما يعود لنقطة الصفر حين لا يجد سبيل
" هل أمامنا طريق طويل ؟"
نطقتها برقه مشوبة بالقلق فقال دون أن ينظر لها :-
"ليس كثيراً؟"
ساعة وكان يصف سيارته أمام الحرم الجامعي بمدينته فنزلا سوياً متجهان لإتمام أوراقها حتى تلتحق بالعام الدراسي
" ماذا؟" نطقها بعدم فهم وهو يشعر بها كلما يدخلان في جمع أكثر من الناس تزداد اقتراباً منه
" ما كل هؤلاء ؟
كليتي كانت صغيرة ولم يكن بها كل هذة الأعداد "
" لأن كليتك كانت مبنى وحدها بالمدينة المجاورة لكم أما هذة فهي ضمن مجمع يضم كليات متعددة "
توقفت تنظر له وهي تقول بيأس:-
"لم أكن أحبها بالأساس هل ضروري أن أواصل ؟"
قطب عمر قائلاً بملل :-
" سنابل لقد سألتك كثيراً إن كنتِ تريدين التقديم بكلية أخرى والاستغناء عن ضياع سنوات هل أتيتِ الأن بعد أن تم كل شئ تريدين تركها "
تأففت وهي تزم شفتيها دون رد لكنه لم يعير دلالها اهتمام وهو يحثها على التقدم حتى ينتهى اليوم

بعد مرور عدة ساعات
" أهلا أهلا سيد عمر اشتقنا يا رجل "
استدار عمر بشبه قرف مرسوم على وجهه وقد كادا يدخلان البيت لتوهم لكن الجار المزعوم لا يعرف من أين خرج له
ابتسم على مضض قائلاً بجلافة :-
" أهلا بشمهندس رائد فرصة سعيدة "
لم يرد عليه رائد وقد كانت عيناه مع سنابل مبتسماً ببلاهة وهو يقول بابتهاج :-
" حمداً لله على السلامة يا سنابل متى أتيتِ أنتِ والحاجة "
رفع عمر حاجباً شريراً دون أن يترك لها الرد وهو يقول من بين أسنانه :-
" سيد رائد أتريد شئ "
عاد رائد بالنظر لها مما جعل عمر أشبه بتنبن أذنيه تنفسان ناراً من شدة حرارتهما فمال عليها هامساً بنبرة أرعدتها :-
"ادخلي البيت "
تنحنح رائد محاولاً ضبط نفسه ثم قال بنبرة لبقة :-
"صراحة كنت أريدك في موضوع عائلي "
حين لم يرد عليه عمر انحسرت ابتسامته يحك شعره بحرج ثم عاد وقال بمحاولة :-
" فقط كنت أريد أن أسألك عن رقم والد سنابل "

"وما تريده من والدها ؟"
عض رائد شفته السفلى وقد بدأ يتضايق من طريقة عمر قليلة الذوق :-
" لا شئ فقط كنت أريد أن أتقدم لها "
هل لو دفنه أسفله سيحدث شئ ؟
الفكرة تبدو مثيرة لخياله بالأخص أنه سيخرج به طاقة غضبه قبلاً
لكنه عوضاً عن أفكاره الشيطانيه وضع سبابتههل تعرف شعور حين يكون الشئ الذي تتوق له بكل جوارحك جوارك لكنه منقوص وكأنه يتأرجح بين بريق وانطفائ؟
دعني أفسر لك الشعور
شئ أشبه بعازف تمنى ألته الموسيقيه بمواصفات معينه وحين عثر عليها وجد أوتارها مكسورة
الألة تعزف لكن ثمة شئ بالنغمات لم يعد ملائم لأذنيك أو مداعبة أصابعك
سنابل تقريباً كانت لتكون المرأة المثاليه له لو لم يحدث ما حدث
ليته قابلها بزمان ومكان أخر
ليته سبق الأخر وليتها سبقت الأخريات
يناظرها بطرف عين من حين للأخر وهي تجلس جواره بهذا الفستان القطيفة من اللون الأحمر فبدت أقرب للقمر جمالاً
ليست قمر فقط هو يراها بعين رجولته كبدراً ليلة تمامه حين سقطت عليه أشعة الكواكب فازداد توهجاً
وهي تزداد توهجاً وصحةً معه يوماً عن الأخر رغم أنه يعرف تماما كما أخبره شهاب أن نفسيتها ستظل صاحبة ندبة طيلة العمر
تلك الندبة التي يشعرها كطوق من الخيرزان يلتف حول روحه
أحياناً
أحياناً فقط يتوق لنسيان الماضي والانسياق وراء قلبه لكن دوماً ما يعود لنقطة الصفر حين لا يجد سبيل
" هل أمامنا طريق طويل ؟"
نطقتها برقه مشوبة بالقلق فقال دون أن ينظر لها :-
"ليس كثيراً؟"
ساعة وكان يصف سيارته أمام الحرم الجامعي بمدينته فنزلا سوياً متجهان لإتمام أوراقها حتى تلتحق بالعام الدراسي
" ماذا؟" نطقها بعدم فهم وهو يشعر بها كلما يدخلان في جمع أكثر من الناس تزداد اقتراباً منه
" ما كل هؤلاء ؟
كليتي كانت صغيرة ولم يكن بها كل هذة الأعداد "
" لأن كليتك كانت مبنى وحدها بالمدينة المجاورة لكم أما هذة فهي ضمن مجمع يضم كليات متعددة "
توقفت تنظر له وهي تقول بيأس:-
"لم أكن أحبها بالأساس هل ضروري أن أواصل ؟"
قطب عمر قائلاً بملل :-
" سنابل لقد سألتك كثيراً إن كنتِ تريدين التقديم بكلية أخرى والاستغناء عن ضياع سنوات هل أتيتِ الأن بعد أن تم كل شئ تريدين تركها "
تأففت وهي تزم شفتيها دون رد لكنه لم يعير دلالها اهتمام وهو يحثها على التقدم حتى ينتهى اليوم
بعد مرور عدة ساعات
" أهلا أهلا سيد عمر اشتقنا يا رجل "
استدار عمر بشبه قرف مرسوم على وجهه وقد كادا يدخلان البيت لتوهم لكن الجار المزعوم لا يعرف من أين خرج له
ابتسم على مضض قائلاً بجلافة :-
" أهلا بشمهندس رائد فرصة سعيدة "
لم يرد عليه رائد وقد كانت عيناه مع سنابل مبتسماً ببلاهة وهو يقول بابتهاج :-
" حمداً لله على السلامة يا سنابل متى أتيتِ أنتِ والحاجة "
رفع عمر حاجباً شريراً دون أن يترك لها الرد وهو يقول من بين أسنانه :-
" سيد رائد أتريد شئ "
عاد رائد بالنظر لها مما جعل عمر أشبه بتنبن أذنيه تنفسان ناراً من شدة حرارتهما فمال عليها هامساً بنبرة أرعدتها :-
"ادخلي البيت "
تنحنح رائد حاولاً ضبط نفسه ثم قال بنبرة لبقة :-
"صراحة كنت أريدك في موضوع عائلي "
حين لم يرد عليه عمر انحسرت ابتسامته يحك شعره بحرج ثم عاد وقال بمحاولة :-
" فقط كنت أريد أن أسألك عن رقم والد سنابل "
"وما تريده من والدها ؟"
عض رائد شفته السفلى وقد بدأ يتضايق من طريقة عمر قليلة الذوق :-
" لا شئ فقط كنت أريد أن أتقدم لها "
هل لو دفنه أسفله سيحدث شئ ؟
الفكرة تبدو مثيرة لخياله بالأخص أنه سيخرج به طاقة غضبه قبلاً
لكنه عوضاً عن أفكاره الشيطانيه وضع سبابته ووسطاه بطرف سرواله ثم حك ذقنه بسبابته الأخر وقال بجلافة مريعة :-
" ربما حظ أوفر سيد رائد فطلبك مرفوض إلى اللقاء"
ودون تفسير كان يستدير مغلقاً البوابة دون أن ينظر له

بالأعلى
بعد دقائق طويلة كانا يتناولان الطعام الذي جلبوه من الخارج فوجدته يرفع الهاتف محادثاً أمه وقد بدا غاضباً عليها وهو يقول :-
"لما يا أمي لا أصدق والله هل ستجلسين مع زوجة خالي حتى تلد ؟"
"أمي صدقيني إن لم تأتي لا تلوميني على شئ "
"حسنا يا أمي أنا مخطئ أغلقي "
بعد أن أغلق مع أمه تباعدت عنه قائلة بحذر :-
" عمر هل ضايقتك بشئ ؟"
تأفف عمر ماسحاً وجهه هادراً بغضب وملل:-
" كفى نطقك السخيف لاسمي لما لا تنطقيه عادياً لن يحدث شئ "
" كيف يعني وهل أنقطه خطأ؟"
وكيف يشرح لها هو وقد تعود على عمر عالية ( الڤولت) من زملائة والمجرمين ثم يسمع هذة العُمر بتلك الرقة التي تأتي برجولته أرضاً
أشاح بكفه ثم أشار لها بكفه قائلاً بتعبيرات وجه منزعجه وهو يلوك طعامه كمن يتشاجر معه:-
" لا تنطقيه أفضل بل حتى لا تتحدثين معي "
كلامه وطريقته كسرت خاطرها وسدت نفسها عن الطعام فابتلعت اللقمة في فمها كالحجر ثم وضعت المتبقي أمامها دون صوت وأغمضت عينيها على تلك الدموع الحبيسة
دقائق ولم يستطع منع نفسه من استراق النظر لها فلم تهن عليه
تنحنح قائلاً بخشونة :-
" لما لا تأكلين ؟"
لم تنظر سنابل له وهي تهمس قائلة بخفوت :-
" لقد شبعت "
نظر لشطيرتها التي لم تصل لنصفها ثم قال بعدم رضا :-
"أنتِ لم تأكلين شئ "
حين لم ترد لوى شفتيه قائلاً بضيق :-
"أنتِ من استفزيتني "
رفعت سنابل حاجباً متفاجئاً ثم قالت بنبرة حزينة :-
" ماذا فعلت يا عمر ؟"
" هذا ال........ كان يريد التقدم لكِ كيف يعني ألم أقل لكِ قبلاً ألا تتحدثين معه "
" لم أفعل "
صمت ولم يجد ما يبرر به موقف أو غضبه لكن رصيده عندها كان أكبر من أن تترك لقلبها فرصة الحزن منه
فتحركت حتى أصبحت جواره ثم نادات اسمه خفوتاً وكأنها تخشى إغضابه وحين نظر لها على مضض همست :-
"أنا أشعر جوارك بالأمان يا عمر كما لم يحدث لي من قبل "
ابتلع ريقه بصعوبة وهي تواصل وقد انحنت عيناها بحزن:-
"لا أريد إغضابك لكن أحياناً لا أفهمك
أتمني لك كل السعادة حتى وإن كنت لا أعرف كيف أحققها لك "
" كفى "
همسها بغصة لكنها واصلت بصوت أشبه بتغريدة ترنم بها طائر في السماء ملقياً تعويذته ثم بمنتصف ليلٍ اختفى

"أنت رجل لم أراه بعمري بل أنت رجل حياتي يا عمر ليتني عرفتك منذ زمن "
.............................

للدين في تشريعه مذاهب وللعشق في شريعته تملك !

أوقفت سيارة الأجرة أمام مقر الأكاديمية حيث كانت تعمل وقد نوت أن تفاجئه عل اهتمامها به ينسيه ما قد ذل لسانها به
لم تكد تتحرك خطوتين حتى توقفت على صوت الدكتورإيلام الأيوبي يقول بنبرة متفاجئة :-
" هنا صحيح
ماشاءالله لقد زادكِ الحجاب نوراً يا كل الهنا "
ابتسمت هنا برقه وهي تقترب منه تقول بلطف :-
" كيف حالك يا دكتور "
" أخبريني عنكِ أنتِ وقد أخفاكِ المهندس عنا "
ثم قال بنبرة مهتمة :-
" هل حياتك سعيدة مع الشيخ سعد يا هنا ؟"
كبحت هنا ارتعاش شفتيها ثم قالت بنبرة هادئة :-
" بخير يا دكتور "
ألقى عليها نظرة ثاقبه ثم تحدث ناصحاً:-
" زوجك طيب يا هنا لكن دوما أشعر أنه يحتاج للخروج من قوقعته "
قطبت هنا وقبل أن تستفسر ارتعدت على نبرته الهادئة هدوء الشاة على النار :-
" مرحبا يا هنا ما الذي أتى بكِ هنا "
ثم دون أن يمهلها الرد كان يسحبها من ذراعها ناحية المصعد فيما بدا كرقة لكنه كان ناشباً أظافره في ذراعها مما ألمها
فور أن أُغلق المصعد عليهم همس بنبرة مخيفه كالهسيس :-
" ما الذي أتى بكِ وفيما كنتِ تقفين معه وتتحدثان ؟"
فتحت هنا عينيها على اتساعهم لا تصدق ما يقول وهي تنطق بذهول :-
" إنه الدكتور إيلام يا سعد وقد كنت أعمل معه إن نسيت "
ابتسم ابتسامة باردة لم تصل لعينيه وهو يقول :-
" أه الدكتور إيلام "
أطرق برأسه واضعاً كفيه في جيبي سرواله قائلاً بنبرته الطيبة التي تعرفها :-
" هذا الرجل سئ يا هنا منذ أن تم توظيفك معه وأنا كنت مرعوباً خوفاً عليكِ منه "
توقفت هنا بعد أن خرجا من المصعد قائلة بذهول :-
" لكني لم أرى منه سوى الخير "
أطرق سعد برأسه صامتاً لا يعرف ماذا يخبرها ؟
أيصدمها بهالة إيلام الأيوبي الزائفة البريق ؟
أم يجعلها تظل على عماها خيراً لبراءتها ؟
رفع رأسه وقد وجد نفسه يقول غير مهتماً بحيرة عينيها :-
" سأجلب هاتفي والمفاتيح وسأقوم بإيصالك "
كانت قد دخلت ورائه غرفة مكتبه فقالت بنبرة حزينه :-
" لكني أتيت كي أفاجئك وربما نخرج سوياً"
ثم واصلت بشرود :-
" يبدو أن المفاجأة لم تعجبك "
اقترب منها لاثماً وجنتها بتعجل وهو يقول مراضياً:-
" كانت جميلة "
بعد أربع ساعات
أغلقت الموقد ثم خرجت قاطبة وهي تستمع لجرس الباب ثم نظرت للساعة التي تشير للسادسة :-
" من الذي سيأتي الأن ؟!"
مطت شفتيها وهي تتناول إزار الصلاة ترتديه على عجل ثم فتحت الباب الداخلي وخرجت حيث الحديقة قائلة بنبرة عالية بعض الشئ :-
" من ؟"
سمعت صوت نحنحه رجولية ثم نبرة خشنة تقول :-
"أنا حذيفة أخو زوجك "
تسمرت هنا لا تعرف ماذا تقول فهي لا تعرفه ولم تراه من قبل فماالذي أتى به لذا قالت :-
" سعد ليس هنا "

"يا ربي لقد سافرت كل هذة المسافة لمقابلته "

صمتت لا تدري ماذا تقول ثم أخيراً فتحت البوابة الحديدية قائلة دون أن تهتم للتحديق في وجهه سريعاً:-
"أنا هنا وحدي لذا اعتذر عن عدم دعوتي لدخولك لكن يمكنك انتظاره في الحديقة "
........................

ليلاً
هل جربت قبلاً شعور أن تغلق بوجهك جميع الأبواب ؟
أن حتى رحب الأرض الفسيح لم يعد يتسع لك
أن يستولى عليك شعور الخوف فلا تجد من يدثرك أو ربما أنت تخاف أن تأمن لدثارك فتجده مرقعاً كسابقيه ؟
رفع الهاتف لأذنه قائلا بضيق ونبرة متحشرجه :-
"أريدك أن تجد لي سكن أخر بأسرع وقت "
" يا بشمهندس سعد هذة الشقة التي لم أعد استطيع عد رقمها "
" وما دخلك يا أخي ألست تأخذ ما تريد تصرف بأسرع وقت ولك ما تبغى "
" حسنا يا بشمهندس "
أغلق سعد المكالمة يفتح أزرار قميصه شاعراً بالاختناق
"أنززلني هُنا " همسها لسائق سيارة الأجرة فقد ترك سيارته مزاولاً لهم بعدما تجرأ أحدهم وزاره صباحاً بعمله
نزل من السيارة أمام البوابة لكن سرعان ما قطب بقلق وهو يبصرها مفتوحه
دخل مسرعاً يقطع خطاه وصولاً لها لكنه تصلب بوقفته كمن شلت قدميه
بل شل جسده كله ولم يعد يستطيع التحرك من مكانه
خوف
هلع
رعب
كراهية سوداء مريرة لطختها الأيام بالحسرة فزادت سوءاً وسوء
نار نار نار حارقة لا تُبقي من عقل ولا تذر من تريث وقد تنبه لكونه موجود بنفس البيت مع زوجته
مع هناه
" ما الذي أتى بك هنا ؟"
نبرة صوته متغيرة مخيفة بعيدة كل البعد عن الطيبة الحنونة بل متغرغرة بجنون كمن تجرع غصص الألام كؤوساً
تحرك حذيفة متقدماً منه فابتعد سعد غريزياً بخوف يسيطر عليه قائلاً بحدة :-
" ابتعد من هنا بل اخرج لا أريد رؤيتك "
" اسمعني يا أخي اسمعني هل ستظل بهذة الشخصية العدوانيه طيلة عمرك "
صرخ حذيفة بغضب بينما كان سعد كمن تلبسه شيطان وهو يهدر قائلاً:-
" هم من أرسلوك صحيح ؟
لقد كان ال ......عندي صباحاً"
"أبيك متعب ويريد رؤيتك وإلا فلم أكن أتيت بالأساس فلا أحد يريد الوصول لك أصلاً"
ضحك سعد ضحكة عصبية قائلاً بسخرية:-
"أه متعب ولما يريدني ها ؟
وقد أرسل لي ابنا من ابنائه الذين يحبهم
لا أريد رؤيته أو رؤية أحد فيكم "
يصمت ثم يصرخ بنبرة هوجاء :-
"كفاكم أذى لي كفاكم أذى لعنكم الله "
سب حذيفه ثم رماه بنظرة مزدريه وقد تركه خارجاً ثم أغلق البوابة خلفه بعنف فأصدرت ضجيجاً عالياً ارتج له قلب هنا التي كانت تتابع ما يحدث من النافذة بارتعاش زاد خاصةً وهي تسمع صوت تكة المفتاح بالباب
ورغماً عنها بكت
صوت المفتاح بالباب كان لقلبها كصوت خربشات سكين لمتعدي
لأول مرة تخاف سعد بهذا الشكل
دخل وفور أن أبصرها باكية اقترب بعينان غشاهما عمى الغضب صارخاً:-
" لما تبكين ها لما تبكين ؟"
أصابعه تنشب في ذراعيها هادراً بجنون يسيطر عليه اللحظة :-
" كيف تدخليه من باب البيت كيف تنكشفين على هذا ال ..
ألم أقل لكِ ليس لكِ علاقة بهم انطقي ألم أقول "
تبكي بألم ورعب قائلة من بين دموعها :-
" والله والله لم يخطر ببالي أنك ستغضب إن فعلت يا سعد "
" هل تحدث لكِ هل أخبركِ شئ ؟
منذ متى وهو هنا منذ متى "
سارعت تقول بتلهف كاذبه :-
"قبل أن تأتي بدقائق "
" أنتِ كاذبة كاذبة " يصرخها وهو يدور حول نفسه بعد أن دفعها فكانت تناظره بهلع من تلك الحالة التي ألمت به
جبهته وأذنيه وأنفه شديدي الاحمرار
جسده ينتفض وعروق كفيه بيضاء كمن قضى ليلته بالجليد
الألوان تتعاقب على وجهه فيصفر تاره ويزرق تاره
وجسده ينتفض وكأنه قابل ملك الموت قبل قليل
أشفقت عليه فاقتربت منه تحاول لمسه إلا أنها وجدته انتفض للوراء برعدة صارخاً:-
" لا تلمسيني
بل اغربي عن وجهي اللحظة لا أريد رؤيتك "
كادت أن تتحرك لكنها عادت وصرخت وقد كان قابضاً على شعرها متسائلاً بجنون :-
" هل فتحتِ له الباب هكذا ؟"
هزت رأسها نفياً مسرعة فتركها مما جعلها تركض ناحية الغرفه تغلق على نفسها وهي تنفجر في بكاء شديد غير مصدقه كيف انقلبت سعادتهم هكذا ؟!

ليل اليوم التالي
لم تخرج من الغرفه منذ الأمس ولم تأكل حتى شئ
استغفر بعد أن سلم من صلاة العشاء متجهاً ناحيتها
لا يدري ماذا يقول ولا يستطيع الابتعاد
هو حتى لم يذهب اليوم للعمل ورغم ذلك لم يراها وقد حبست نفسها بالغرفه طيلة اليوم
فتح مقبض الباب ثم دخل فوجدها مكومة على الفراش وقد كان ظهرها له
جاورها وفور أن فعل سمع شهقة مكتومة تخرج منها خلعت قلبه
اقترب حتى التصق بها ثم مال مقبلاً رأسها حيث مسكها أمساً وكأنه يراضيه لكنه كلما كان يفعل كان صوت بكاؤها يعلو حتى فعل المثل مع ذراعها فانفجرت ببكاء مرير
وهنا لم يتحمل وهو يديرها بذراعيه مكوماً لها كلها بين ذراعيه يضمها بشدة
ثم يميل لاثما كل إنش بوجهها بتلهف هامساً بتوسل :-
"أنا أسف يا هنا أسف فلم أشعر بنفسي "
"أهنت عليك يا سعد ؟
" تهن على سعد نفسه ولا تهوني عليه فقط أنا .."
صمت ولم يعرف ماذا يقول ماذا يخبرها عن شعوره والخوف يسيطر عليه أن يسممون عقلها فتبتعد عنه أو تأذيه مثلهم
أن يصلو لمرفأه الأمن الذي ناله بعد مراراً من الشقاء
لو سلبوه هنا سيكون سلباً لروحه
كيف يشرح لها شعوره بالأمس ؟
شئ أشبه تماماً بأسوار مسننة تستعصي على الهارب من العدوان تسلقها وبدلاً من أن تكون وسيلة السلام و الاحتماء بها تكن هي سبب جرحه وسقوطه!
..........................

نحن بني البشر من ندمر الحب بغبائنا متهمين القلوب بالخذلان وهي التي لا ذنب لها ولا جريرة

صف حسن سيارته أسفل المقر الذي تعمل به ملك ثم تنهد وهو يرمق باقة الورد التى اشتراها بأمل ينمو نابضاً على استحياء
لم يراها منذ يوم المؤتمر وقد كان قاصداً متقصداً وهو يذهب لرؤية أطفاله بالوقت التي لا توجد فيه تاركاً لها المساحة للتفكير
ابتسم وهو ينزل من السيارة متذكراً كم الصحف التي طلبت عقد مداخلة معهم سوياً لكنه رفض
أه فقط لو تسامح سيذقيها من حبه أنهاراً عذبة تنسيها مرارة أبحر ضياعه
ليتها فقط تستمع لصوت قلبها فتعرف كم يحبها
امرأته التي احترف العشق من أجلها وغدى فصيحاً بالغزل لها

قبل قليل بالأعلى حيث مكتب ملك
" أهلاً بالسيدة المهمة التي أصبحت الصحف تريد أخذ السبق في عقد حوراً معها "
قالها زيان بخبث ساخر وهو يقف على باب غرفة مكتبها فرفعت رأسها له قائلة بملل :-
" هل كل يوم ستُسمعني هذة الجملة ؟"
ضحك زيان وهو يتحرك حتى وقف أمام مكتبها قائلاً بمرح :-
" لتوي أغلقت مع أحد مراسلي الوطن والذي يرييد مني التوسل عندك لتقابليه بعدما عرف أنكِ تعملين تحت يدي "
ابتسمت ملك قائلة بسخرية :-
" يريدون أخذ (الشو) على حسابي "
أومأ زيان بر أسه قائلاً:-
" كلٌ يبكي على ليلاه "
أومأت برأسها فجلس على الكرسي المقابل للمكتب ثم قال بنبرة جدية رغم السخرية بها :-
"أعلم أني قمت بمصالحتك على بدر يا ملك لكني لم أظن أن الأمر سيصل لهذا الحد "
قطبت ملك ناظره له باهتمام وقالت :-
" أي حد أنا لا أفهم "
حك زيان ذقنه ثم قال بحيرة :-
" لا أعرف أنا حتى لا أعرف كيف أصوغها "
ضحك ثم نظر لها قائلاً بنبرة خرجت عاليه :-
" لقد طلب مني بدر أن أخذ رأيك إن كنتِ توافقين على الزواج منه أو يعني أن يتقدم لكِ "
" ماذا ؟"
همستها بذهول وقد توردت وجنتيها بشدة لكن قبل أن ترد عليه متسائلة أو حتى مستفسرة عن عدم تلميحه لها بشئ وقعت عينيها ببركتان مشتعلتان بجنون من الوقود عند الباب
وبكل ما تملك من تسرع البغال كانت تنطق بما أصاب الأخر أمامها بالذهول ناسيه أن من العِند ما قتل :-
"أنا موافقة يا زيان"

أنتهى
قراءة سعيدة


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس