الموضوع: عهدي أنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-22, 05:32 PM   #436

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثلاثون عهدي انا

الفصل الثلاثون
بعينين مظلمتين ووسط عتمة السرداب لا يبددها سوى ضوء خافت ينبعث من مصباح زيتي موضوع على الدرج ، يقف حمزة يطالع جثة زوجته الممددة على الارض ، لاشعر بذرة ندم و لا ذرة شفقة ، كل مايحس به الآن هو الكره اتجاه من كانت امرأته
عند نزوله الا السرداب صرخت وصرخت وهاجت وماجت حتى انها شتمته باقذح الالفاظ ، لكنه لم يتحرك قيد انملة،لم ينبس ببنت شفة ، ظل ينظر لها بقرف .
غرورها و عنجهيتها منعاها من أن تستعطفه ان يسامحها ، ان تستسمحه على خطئها الذي لا يغتفر بحقه وربما لو فعلت لكان ...سامحها ؟ لكن ربما ترفق في عقابه فقط من اجل اطفالهما ،ولكنها لم تفعل ،لحسن حظه هو انها لم تفعل .
ابت الا ان توقع صك اعدامها عندما اطلقت في وجهه سيلا من الكلمات المسمومة التي تطعن فيه وفي رجولته بل انها تخطت كل الحدود و شككت في نسبه ، عندها لم يدر بنفسه الا وقبضتاه تطبقان على رقبتها ولم تتركها الا وهي جثة هامدة .
انتبه لوقع الاقدام على الدرج لكنه ظل على وقفته ولم يلتفت وقد خمن انها امه ، هذه الاخيرة ما ان وقعت عيناها على وجه ضحكة الذي يناظر السقف بعينين جاحظتين حتى سقط المصباح الذي كانت تمسكه في يدها
بصوت ميت مسموع همس لها
قتلتها يا أماه !!!
تجاوزت ام صخر صدمتها واقتربت منه وربتت على كتفه تقول بنبرة حنونة لكنها قوية
لقد استحقت ان تمنت فهون هليك يا بني
قالت انني لست رج..
قاطعته قبل ان يتمم جملته وقد هزها صوته المهزوم
اياك يا حمزة
ادارته بقوة ليواجهها وامسكت بكتفيه و حدقت في عينيه تبغي ان تنفذ كلماتها عبرها الى اعماقه فقد خمنت ما قد تكون ضحكة تفوهت به وقادها الى حتفها
اياك يا حمزة ان تهزك كلمات هذه الافعى ، و اياك ان تهتز صورتك في عينك او صورة اخيك عندك، انت حمزة ابن الشيخ اسد وشقيق الشيخ صخر و ساعده الايمن ، ان كان صخر سيد عشيرتنا و شيخ قريتنا فانت شيخ شبابها وفخرها ... سيد الرجال انت يا حمزة ب اصلك ونسبك وشهامتك وخلقك وطيبة قلبك وهذه اللا محزون عليها هي من لم تعرف قيمتك فاياك ان تجعل اي كلام قالته يؤثر بك ولو بمثقال ذرة
لا ينكر ان حديث امه عزز ثقته بنفسه التي اهدرتها في التراب ضحكة ، لكن الجرح في قلبه ما زال ينزف
احتضنت وجهه بين راحتيها وهمست بحنان امومي صرف
انت تستحق ان تسعد مع امراة تحبك وتراك انت فقط فانسى ضحكة وكل مايتعلق بها اتركه وراء ظهرك
سافعل يا امي
عدني بذلك
قال ودمعة عصية وجدت طريقها عبر خده
اعدك ان احاول...
ثم اضاف وهو يشير بعينه الى جثة ضحكة
ماذا سنفعل الان ؟
قالت بعد برهة من التفكير
عند منتصف الليل احملها لجناحكما وانا سأتصرف بعدها، الان اخرج الى رجالك ولا تدع احدا يشعر بشيء
************************************************** **********

بعد ساعتين كان صقر يضع ختمه على صك شراء الدكان مجاورا لختم نورس ، ثم وضع ختمه على صك الشراكة بحضور صاحب
الدكان وشاهدين اخرين. تصافح الصديقين و ردد نورس بحبور
ءليجعل الله هذه الشراكة فاتحة خير على كلينا يا صديقي
لم يؤمن صقر على دعاء صديقه فقد كانت عيناه تحدق بصدمة في المرأة التي مرت من امام الدكان و كلمات مسعود رحمه الله ترن في اذنيه عن المرأة الغامضة التي يبحث عنها
ءكانت طويلة القامة و لديها عرج خفيف في قدمها اليسرى
وهمس غير مصدق
ـكانت هي ....قمر شقيقة جليلة.
نعم من غيرها هي وشقيقتها سيلجأ لام مسعود ، اي غبي اعمى انيت يا صقر
اذهب انت يا نورس وسأراك مساء
هتف بها دون ان يهتم نداء نورس لينتظر، وهو يهم باللحاق بجليلة وخادمها و يقين لا يبل التشكيك ان هذا الخادم هو من قتل مسعود

عد الى هنا بعد العصر واحضر معك العربة ( وهمست بحسرة بصوت ظنته غير مسموع له) فلا اظنني ساقوى على المشي بعد خروجي من هنا
ث رفعت يدها لطرق الباب لكنه امسكها قبل تلمسه وهتف بهمس منفعل
سيدتي لا تقولي انك..
سحبت يدها من بين اصابعه بعنف وصاحت به دون ان ترفع صوتها وهي تلتفت حولها
هل جننت يا عسران
كان قد فقد تعقله بعدما فهم سبب حالتها تلك و سبب حضورها الى ام ياسر ؛ وسيكون مجنون لو سمح لها بفعل ما تفكر فيه...
اطبق على يدها بقوة وسحبها خلفه رغم مقاومتها الطفيفة حتى لا تثير الانتباه حتى وصلا الى زقاق منعزل وعندها عاجلته بصفعة بثت فيها كل غضبها و وجعها
ساجعلك تدفع ثمن تصرفك الارعن هذا غاليا جدا
واستدارت على عقبيها لتغادر لكنه اعترض طريقها هاتفا
وانا مستعد للدفع لكن فقط اجيبيني اتوسل اليك... انت حبلى
ثواني مرت لا يسمع فيها سوى صوت انفاسهما المتسارعة حتى اجابت اخيرا
نعم
رجفة قوية سرت بجسده والدموع تلتمع بعينيه وهو يردد برهبة وبصوت متهدج وسبابته تشير الى بطنها
انه طفلي
كان اقرارا وليس سؤال ، فمن غيره سيكون والد هذا الطفل خاصة وهو اكثر من يعرف بحال زوجها العجوز فلولا هذه الحال لما لجأت اليه
ردة فعله العاطفية تلك فاجأتها واثرت بها لبرهة فقط ، قبل ان تقول بتسلط وهي ترخي اللثام على وجهها
كما امرتك اذهب وعد بالعربة بعد العصر... وفعلتك هذه لن تمر دون جزاء
لم يتحرك من امامها يبادلها نظراته القوية باخرى غامضة ليقول وهو يقترب منها
انا اسف يا سيدتي
ارفق كلماته بضربة خاطفة الي رقبتها افقدتها الوعي
لن اسمحلك بالتخلص من طفلي
عوج صقر الذي كان يراقب مايحدث دون ان ينتبها له زاوية فمه وضحكة ماكرة تتشكل عليه
لم تغفل عينيه عنهما وهو يرى عسران يحمل سيدته وهو يدعي انها غابت عن الوعي من شدة الحر حتى وصل بها الى المنزل عندها فقط عاد ادراجه وهمس لنفسه
وقعت بين يدي يا ابنة الحبيب ، ليس انت فقط بل انت وخادمك واختك وربما ابوك الوغد ايضا.
عندما عاد الى السوق لمح ميسم مع امها الثرثارة وخالتها ومعهم ابنة الفقيه سندس، راودته رغبة في الاقتراب منها يشبع عيناه بحسنها فلم يتردد ، سار باتجاههن بمشيته المتبخرة وبمزاج رائق بلغ عنان السماء ولكن سرعان ما خسف به الارض عندما سمع كلمة العروس..عبس وجهه وتوارى خلف السلع المرصوصة امام الدكان المجاور للدكان الاثواب الذي تقف عنده ميسم ومن معها وارهف السمع ليتبين ان كانت ميسم هي المقصودة ام الاخرى ابنة الفقيه ، وسرعان ما تاكد عندما سمعها تقول
الست تستعجلين باختيار الثوب يا امي ، على الاقل ننتظر حتى عودة وضاح وعهد
لترد سعاد بسعادة عارمة وهي تقلب الاثواب المطرزة باللون الابيض والذهبي المخصصة للعرائس
ولما الانتظار ، يجب ان نلحق في خياطة ثوب العرس وثوب الحناء وباقي الملابس قبل عودتهما كي لا يتاخر تحديد موعد العرس،
التفتت الى اختها تسالها رايها
اليس كذلك يا فريحة
اجابت فريحة التي لم تكن تقل فرحة عن سعاد وربما اكثر
معك كل الحق يا اختي ، والله لا اصدق ان حلمي سيتحقق وتصبح حبيبتي ميسم كنتي ، لولا خجلي لكنت اطلقت الزغاريدة في السوق
اسود وجه صقر بعدما سمعه واقسم انه لن يكون صقر ابن المنذر ان ترك هذه الزيجة تتم.


*************************************
اوشكت الشمس على المغيب والشيخ لم يعد بعد هو وعهد
كانت هذه كلمات وضاح القلقة لعروة وهو يقف امام بوابة قصر الشيخ يراقب الطريق عله يلمح حصان عهد او صخر
لم يبدو على عروة اي قلق فهو اعتاد اختفاء اخيه في كثير من الاحيان رغبة منه في الاختلاء بنفسه وتصفية ذهنه ، لذلك قال ليبث الاطمئنان في قلب وضاح بينما هو منهمك في شحذ خنجره
لا داعي للقلق يا صديقي طالما عهد مع اخي الشيخ فهو بخير
ظهر وميض حارس الشيخ الذي كان في الاسطبل منذ مغادرة صخر ، فركض اليه وضاح يساله
هل تعرف اين ذهب الشيخ مع عهد
رد على سؤاله بسؤال يحمل دهشة
الم يعودا بعد ؟
لا لم يعودا، اجبني هل تعرف اي ذهبا؟
هز راسه نافيا
لا ، فالشيخ لم يخبرني ، لكن لا تقلق لا اظن سيدي سيتأخر وطالما عهد معه فهو سيكون بخير
هتف عروة
أريت الم اخبرك
لم تفلح كلمات عروة وتأكيد وميض في اجلاء مخاوفه وظل واقفا في مكانه يفرك يديه بتوتر وعيانه لا تفارقان الطريق ولسانه يدعو ان تكون عهد فعلا بخير

***-************************************************** *******
ردة فعل السريعة مكنته من أن يستل خنجره و يسدده في رمية دقيقة خاطفة ليستقر في قلب الرجل قبل ان يغرز سيفه في ظهر عهد لكنه اغفل عن الآخر الذي استغل تشتت صخر ليطعنه في ذراعه فانتبه له صخر وأجهز عليه قبل أن يركض الى عهد يسألها بلهفة وعيناه تجوبان على جسدها تتفحصانها بخوف ، وخوف هذا جعله لا يعي انه يخاطبها كانثى
هل انت بخير ؟ لم يصبك هذا الكلب باذى اليس كذلك
عيناها المتسعتين بصدمة وحدهما كانا الشيء الحي بالتمثال المتخشب الذي تحولت إليه...ليفقه صخر اخير ماذا زل به لسانه
ـ عهد انا...انا
شعرت بان الأرض تميد بها ومازالت الحروف لا تجد طريق الخروج
لعن الشيخ نفسه على زلة لسانه واقترب منها يحاول ان يبرر ان يشرح وقبل ان ينطق بكلمة سألته بصوت ثبتت تشوبه بعض الحدة وعيناها مغرورقتان بالدموع تأبى أن تذرفها
منذ متى و ان تعلم يا شيخ
اجابها بنفس الثبات دون أن يظهر تخوفه من ردة فعلها
منذ أن كنت في قريتكم
سقط سيفها كأنه بات اثقل من قدرتها على حمله وشعور بالانهزام المقيت يسيطر عليها ، وعقلها يستعيد كل مشاهدها معه وكل تصرفاته

معها، تصرفات فسرتها عرفان بجميل والدها منه لعلاج شقيقه رغم استغرابها ؛ لكن الان فقط ادركت السبب الحقيقي
اطرقت ببصرها ارضا والصمت بينهما كان الحاضر الوحيد الذي يعكر صفوه سوى هدير موج البحر ،قبل ان تبتلع ريقها وتقول بمرارة وهي ترفع عيناها تناظره بخيبة لا تجد لها مبررا
كنت تسخر مني ومن ابي طيلة هذه المدة
اراد قول شيء لكن نبرة صوتها المرتفعة وهي تصرخ في وجهه اوقفته
لماذا لم تقل شيئا؟ لما لم تواجهني او تواجه ابي ام انك لم ترد ان تنغص استمتاعك بحالنا
صرخ هو الاخر مدافعا بشدة عن موقفه ، يرفض ان تراه بهذه النظرة
لا والله ، لم افكر هكذا ولو للحظة يا عهد ، مقامك كبير عندي ومقام السيد شاهين على راسي وما كان صمتي....
توقف للحظات والالم الذي في ذراعه من ذلك الجرح يحرقه كالنار ...غضب عهد اعماها عن رؤية شحوب لونه والعرق الذي يغرق في وجهه لتصيح بحرقة
بالطبع لا تجد مبررا لخبثك ولؤمك
لم يعد صخر قادرا على التحمل فخر على ركبته و اه الالم تنازع لتخرج من شفتيه
فزعت عهد لحالته هاته بعد ان انتبهت لها اخيرا وهتفت بخوف
صخر مابك
كلمة واحدة قالها قبل ان يغيب عن الوعي
عهد
اسرعت عهد تتلقفه بين ذراعها قبل يسقط ارضا وهي تنادي باسمه برعب
صخر .. صخر بالله عليك اجبني ...صخر
لم يعد يتحرك وبالكاد يبدو انه يتنفس ، اي احد مكانها كان سيرتعب مهما بلغ من درجات ظبط النفس ، خاصة لو كانت فتاة , لحسن الحظ عهد ليست فتاة عادية ، لم تكن يوما ولن تكون ابدا ، سرعان ما لملمت شتات نفسها ومددت الشيخ على رمال الشاطئ لتفحصه وتعرف ما حل به. كانت خائفة بل مرتعبة ، لكن ليس هذا وقت الخوف والرعب
مزقت كم جلبابه المخضب بالدماء وتفحصت الجرح بعينين مدققتين خبيرتين ، لم يكن عميقا لكن من لونة المسود و والانتفاخ و الزرقة المحيطة به خمنت ان...هتفت بجزع يا الهي.. واسرعت الى الرجل الذي طعن صخر وامسكت بسيفه تشتمه وتتفحصه وللأسف صدق تخمينها ..نصل السيف مسموم .
لقد اراد هذا الرجل قتل صخر باي ثمن ، ان لم يفلح السيف بفعلها فحتما السم سينهي امره
في هذه اللحظة بالذات ادركت انه لايهمها ان كان يعرف انها فتاة ولا حتى لو عرف العالم باسرها كل ما يهمها ان ينجو صخر وان لا يموت ادركت في هذه اللحظة الفارقة بين الموت والحياة انها تحب هذا الرجل الذي يصارع الموت.
اسرعت لركاب حصانها ولسانها يلهج بالدعاء لله ان ينجي صخر واخرجت الحقيبة الجلدية التي اعطاها لها والدها ، افرغت محتوياتها على الارض وبدات تبحث بين تلك القوارير الطبية الصغيرة كان والدها امدها بكل ما قد تحتاجه من ادوية ان لا قدر الله تعرضت لمكروه . حتى مراهم لسعات النحل لم يغفل عنها ...اخيرا وجدت القارورة المنشودة ، ترياق سم الافاعي، هبت اليه لكن قدمها تصلبت و الشيطان يصور لها اسوء ما قد يحدث ، ماذا لو كان السم الذي وضع على النصل ليس سم افعى بل سم نبات او سم عناكب او xxxxب...ربما سيزيد الترياق حال صخر سوء
***********************************

ظل يحوم حول منزل عمه كفهد مفترس يتحين الفرصة لينقض على فريسته ، لن يسمح لهذه الزيجة ان تتم ، على جثته ان تتم، لم يتوقف عند الاسباب ولا تهمه السبل ليحقق غايته وغايته الان الا تكون ميسم لرجل سواه .
انتظر حتى حلول الظلام لينفذ خطته، كان يعرف مداخل ومخارج المنزل جيدا وكان يدرك جيدا انه اذا تسلق سور المنزل من جهة الحديقة الخلفية فلن يراه احد وسيكون قريبا من الملحق الخاص باسرتها ، وبالفعل ما حسبه هو ما كان ، ما ان قفز عن السور حتى وقف امام باب المنزل الصغير ، تحرك وهو يتلفت حوله حاول فتح الباب لكنه كان عصيا وان استخدم القوة سينتبه له احد سكانه .فلم يجد سوى الدخول من احدى النوافذ التى كانت دفتها مواربة
يا لحظك يا ابن المنذر
حدث بها نفسه عندما وجد نفسه في غرفة ميسم التي فزت في جلستها عندما شعرت باقتحام احدهم غرفتها
التقت عيناهما وعندها ايقنت انه لا ينوي خيرا فهذه ليست عيانا صقر بل عينا الوحش الذي يتلبسه وقبل ان ينطق بحرف هجم عليها وكمم فمها وهمس بحقد في اذنها
تريدين ان تتزوجي ابن خالتك يا ابنة عابد ، لا والله لن يحدث


وداد ألبوران غير متواجد حالياً