عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-22, 03:51 AM   #28

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

الفصل الرابع
الساعة ٧صباحا
يجلس بجانب والدته في القطار بجانب النافذة التي تسطع منها أشعة شمس الصباح الباكر شديدة الحرارة، لم تستطع النافذة ان تمنعها فانعكست داخل بريق عينيه السوداء كالظلام الدامس ،وبالرغم من شدة الحرارة إلا إنه لا يشعر بها أبدا بسبب شروده الطويل فيما أفصح عنه الطبيب لهما من غرابة. مشط شعره الاسود شديد الكثافة بأطراف اصابعه يطرحه الى الوراء ولكن عاد شعره إلى وضعه بسبب نعومته البالغة، أسبل اهدابه بتوتر والتي لا تتغير عن كثافة شعره الثقيل فمن يراه يعتقد انه يضع كحلا حول عينيه التي تتسم بالجرأة فكانت تلك نقطة الاختلاف بينه وبين توأمته "منة" صاحبة العيون الناعسة والشعر الغجري الكثيف ، رفع يده على ذقنه مفكرا، يعلم جيدا ان ميوله ذكورية ولا تتناسب طرديا مع الاناث في اي شيء، تنهد بإرهاق من كثرة العوائق الموضوعة أمامه فعبس بشعره ذهابا وايابا بباطن يده بعصبية، لتنتبه والدته اليه وتفق من شرودها الأخرى ،فهمست بحسم واصرار بجانب أذنيه حتي لا يستمع اليها احد " كلمة اخيرة... انت أمنية بنت بطني ،إياك و المحاولة باللعب بالنار ،وخاصةً مع خالك شريف ،أعرفك جيدا والى ما تخططين لأجله.. سأطلب حقي بالورث واعمل ليك العملية وسأزوجك أي رجل لأتخلص منك سريعا ،أي محاولة خبيثة سأقتلك بكلتا يداي هاتين" كانت نجلاء تشير بيدها وعينيها مشتعلتين بوقود الغضب ، ابتسم أمين ساخرًا يجيب عليها بثقة" لن أعمل أي عملية وسأبقي كما أنا ولن اتزوج ابدا وليكن بعلمك ان سمعت صيغة المؤنث وانت تتحدثين معي سأقول لخالي بكل شيء " زادت البسمة من حدتها على وجنتيه حتى انفجرت قسماته بالسخرية حين رأي ضعفها يعتلى محياها ولكنه قرأ بها شيء جعل الغصة بحلقه تزداد وثقته بنفسه تهتز عندما قالت بتماسك" على جثتي يا أمنية.. "
عبس وجهه بغضب وزفر بقوة ورمقها بنظرة تحدي مقابلة لنظرة انكسار غريب لم يراه من قبل داخلها، فقال وهو يمسح على شعره باستفزاز " الا يوجد لديك كلمة غير جثتي جثتي.. أن عمرك طويل يا نجلاء "
فى تلك اللحظة حدث زلزال قوي يضرب أرضية القطار فعلى صوت الركاب بصياح النسوة، مسكت نجلاء امين وكأنها تعانق يده خوفا عليه ،فالتفتَ اليها بقلق فجأة.. خرج القطار عن مساره لينقلب الركاب فوق بعضهم البعض وكأن السماء سقطت فوق رؤوسهم ، ارتطم أمين رأسه بسقف القطار الحديدي اثر انقلاب القطار فتلاشت الرؤية فورًا واخر ما سمعه هتاف والدته بهلع "أمنية".......
(9)
بعد عدة أيام..
يدفن عاصم رأسه بين راحة يديه ثم يرفعهما ماسحا على شعره الشايب مفكرًا فيما ألت اليه الأمور، فبعد بحثه عن نجلاء بعناية علم انها تسكن في العزبة بجوار أخيها الصغير مع ابنتيها وعلى مشارف الموت بسبب حادثة القطار التي حدثت منذ فترة ونشرت فى جميع الجرائد. لا يعرف كيف يتصرف؟ ولما كذب اخوها عليه ؟ يشعر انه السبب بكل ما حدث، لو كان بحث بكل جهده عنها لكانت بقربه الان وتغيرت حياته ولم تصبح مثل الصحراء الجرداء، اااه يا ويله من عقله العاصي الذي يأبى ان يرحمه حتى يغفو قليلا من شعوره بالذنب.. وإن تحرك الان اليها؟ لن تتعرف عليه فقد وصل اليه انها فقدت نعمة البصر، وكسيدة عجوز تنجو من حادثة القطار الكبيرة لهى معجزة إلهية ..إذا لما لا يتوكل على الله ويسافر اليها لعلها تنجو أيضا فالله قادر على كل شيء ؟ ،وأن فقدت البصر وأصبحت عمياء يكفي انها ستكون بجانبه وترعاه بقلبها البصير بالرحمة كما كانت تفعل بالماضي. أسند ظهره على مكتبة فراشه وهي يحن إلى الماضي فقد كان يتمنى طفلا يراعاه ويكون سندا له في كبره وبعد حصوله على اربعة أبناء من زوجته التي تكفل بها وبأبنائها الآخرون ، تأكد انه هو من كان يحتاج إلى الرعاية والحب ، فالكل مشغول بشعفه بالحياة، وهو متروك كاللقيط.. يأكل وينام بمفرده.. دون سؤال عن احواله ، وأن تحدث معه أحدهم يكون لأجل المصلحة ، وكأنه كتب عليه أن يكون مفردا فى كل شيء. في الماضي كانت نجلاء تعامله كطفل صغير ووضعت فراغ عطفها قلبها له فقط دون حركة خبيثة منها كما فعل وتزوج من ورائها مع انها كانت سترحب بالفكرة. تنهد بحزن حين تذكرها وقت كانت تأتي بالطعام إليه في الفراش إن تأخر بنومه ،ولا تتناول اي شيء أبدا حتي يعود من العمل ولو كان بعد منتصف الليل، تيقن الان انها كانت لا تبكي امامه ابدا ولا تتحدث معه في موضوع الخلف حتي لا تجعله يتحطم اكثر! علم انها كانت تخفى حزنها وتستبدله أمامه بنكات وضحكات مزيفة! ليس لأجل برودها وقوتها كما كان يعتقد بل لأجله.. ، لطم على وجهه باكيا بحسرة فهو من خسر بالنهاية..، المال والنفوذ والولد بحوزته ولكن لا يوجد بحياته اي حنية.. لا يوجد من ينتظر قدومه ليلا ويعانقه ويخبره بأنه أشتاق إليه... بكي أكثر وهو يري انه ظلم المرأة الوحيدة التي كانت تشعر به ، وتخاف على إحساسه ،قارن تلك المعاملة التى تلقاها منها بما يمر به الآن فقام بلعن أولاده ... أولاده الذين يعذبونه بمطالبهم الكثيرة وجشعهم.. نعم يحبهم.. بل يعشقهم .. وبعشقه قام بإفسادهم بكثره التدلل وهو من شرب من كأس الندم بمفرده... و بحبه الذائد قام بتوليد شباب لا يعترفون بالمسؤولية غير عابئين لما يحدث حولهم...
وبتسلطهم على بعضهم والغيرة التى تنهش صدورهم بصراعهم على من يأخذ اكثر ينهار كلما يري كرهم لبعضهم يندم... يندم على كل دمعة ذرفها على الخلف..
وكيف يكون سعيدا وهو يري ان كل ولد فيهم يتربص للأخر بمكيده ، يعرف جيدا انهم مراهقون ولكن الأمر زاد عن الحده ولم يعرف كيف يتصرف سوي بتقديم الأموال لهم.. ، لولا وجوده بينهم الان وتقسيم الإرث بينهم وهو لا يزال ينبض داخله الروح لكانوا قتلوا بعضهم البعض..
تذكر ماضيه وكم كان يحب اخواته، لم يكره اي أحدا منهم مطلقا، بل مر العمر عليهم وهم يمدون لبعضهم البعض العون من فترة لأخري ، اذن كيف لهم أن يرثون دماء الغضب والكره من والدتهم بهذا الغل الواضح ؟ لما لا يوجد شخص واحد يشبه بينهم؟.
استقلت الشمس بوابة الصباح لتصعد إلى الشرق بنعومتها المشرقة الدافئة، رفع كافة يده يشير بالسلام لسائقه الذي ينتظره امام بناية شركته، شركته التى كانت صغيره وعلى وشك ان تفشل، وهو بمجهوده الكبير وذكائه أوقفها على اعمده عقله النجيب من جديد لتصبح شركة ناجحة.. ولكن تسللها أعداء النجاح حتي يحصلون على أسهم اكثر للوصول إلى كرسي القائد، ولكنهم يفشلون بسبب حكمته ورزانته.
حدق بالسماء قائلا بوجه حزين عجزت قسماته بسبب وهن السن وبؤسه الذي فاق ظلام الليل " اعطيني يا رب على قدر نيتي"
(10)
يفترش الارض بصقيع جدرانها الأربعة يحيط نفسه بكلتا ذراعيه المليئة بالكدمات الزرقاء اثر الحادثة وبدموعه المنهمرة يحيك غطاءا على جسده بآلامه لعله ينجو من ضميره الذي يحاربه بتلك الدعوة التى لفظها عمدا عليها ،وامامه" منة" الجالسة على الفراش تراقب نجلاء بانهيار، ينتفض جسدها مع كل شهيق تسحبه والدتها بصعوبة، تموت رعبا لو ماتت أو حدث لها شيء..
تخشي من فقدانها حد الموت فمن يبقي لها وهي تعلم أن امين لايزال يعافر في تقبل ذاته وعيبه...
شعرت انها ستفقد وعيها من آهات والدتها المرتفعة التي تصب داخلها بمرارة الفقد ،فبادرت بالاقتراب من أمين الغائب عن الوعي بعبارته التي تسبح على وجنتيه باندفاع منذ يوم الحادث، وبصوت متحشرج قالت " لا تخاف يا اخي ستنجو.."
حدجها بنظرة مهزومة يجيب بنبرة مبحوحة " انا.. السبب... أنا من دعوت عليها..."
سقطت عبرة من عيناها وقد بلغ بها التعب ،حاولت مدت يدها تربت على كتفه ولكنها فشلت فسقطت على الارض امامه تتشنج بنوبات الصرع مرة أخرى، انتفض من جلسته مفزوعا عليها ممسكًا إياها بحزن يلهب قلبه بشروخ تذبحه، حاول تهدئتها بنبرة مبحوحة من البكاء" منة.. لما تركتي الدواء أيتها المتعجرفة، من سيهتم بأمنا إن أصبحنا ضعفاء "
كانت "منة" تصدر أصواتًا مبهمة وحركات لا ارادية وكأنها تصعق بالكهرباء فانهار اكثر واتجه مسرعا إلى الخارج ببكاء جارف لينادي على أحدهم لينقذه ، تصلب واقفا حين قام بفتح غرفة خاله الأصغر، حاول أن يكذب ما يراه أمامه ولكنه تأكد من نظراتهما الصادمة.. فقد كان يمارس الرذيلة مع الممرضة التي تهتم بوالدته، شعورا ما اعتراه في ذلك الموقف حين رأي الممرضة شبه عارية...
ظل واقفا متجمدا فى حركته عيناه متسلطة على الممرضة لا تتحرك ، هتف خاله شريف بغضب وهو يضع بعض الملابس على جسده للممرضة" اخرجي من هنا أيتها الحقيرة".
ارتجف امين مصدوما من نبره خاله وهرع إلى الغرفة ليجد شقيقته فقدت وعيها بالكامل ..
ووراءها والدته شاخصة البصر تتصارع على التقاط النفس..
فخرجت منه شهقة اخرسته..
(11)
بعد مرور اسبوع
بعد صياحه الكبير علي والدته حين اخيره الطبيب بوفاتها فقد طراوة صوته واصبح مبحوحا لايقدر على التحدث بشكل طبيعي، كلما يتذكر والدته فى مخيلته يراها بقسماتها الحادة لا يتذكر لين وجهها وضحكتها مهما يحاول.. فهل عاش معها طوال الخمسة عشر عاما دون ابتسامة..؟.. وحين فشل لم يعد يشعر باي شيء لا بكاء لا حزن لا شيء وكأنه أصبح متبلدا.. فقط يعتريه احساس منذ ذلك اليوم الذي رأي فيه الممرضة مع خاله لا يعرف كيف يصفه أو ما هو هذا الاحساس من الأساس؟.
ومنذ ذلك اليوم وهو يراقب كل تحركات الممرضة وخاصةً حين تذهب إلى خاله الصغير في مكتبه المقابل لسرايا العائلة ، ويراقبهما من فتحة صغيره قد أحدثها من الباب الخلفي... حتي جاء ذلك اليوم ورأي ما لم يكن بالحسبان...
يحدق بتوجس ويراقب تصرفات خاله المخلة بالممرضة حتي دخلت عليهما "منة" ورأت ما يفعلونه ،لم ينسي نظراتها لهما المليئة بالخوف .. ابتسم بسخرية وهو يراقب خاله يقوم بطرد الممرضة ونهرها بأفظع الالفاظ كما فعل قبلا حين كشفهما ، ملأت الغيرة محياه حين رأي عطف خاله شريف على "منة" وعناقه لها بتلك المحبة ،فمنذ الصغر وهو يعاملها معاملة خاصة كابنته، دائما يأخذها ويقدم لها الحلويات ويهديها ملابس جميلة حين تنجح وتتفوق بالدراسة ، شرد أمين بالماضي فلم يُهدى اليه شيء طوال حياته أبدا غير ان معاملته له سيئة جدا كلها نفورا وغضب ..!!
عبست ملامح وجهه غيرة عندما سقطت عينيه على عقدا ذهبيا أخرجه شريف من احدى أدراج مكتبه ويقدمه اليها.. تساءل فى نفسه ما الذي يغيره عن "منة" أليس إبن شقيقته أم انه يشعر باختلافه...؟
عقد أمين حاجبيه وهو يري خاله يقوم بإزاحة الحجاب عن رأس "منة" تحت انتفاض جسدها الغير مفهومه ،ازدرد ريقه ببعض الغضب من شدة قبض خاله على لحم ذراعيها بتلك القوة وهو يقوم بسحبها حتي يضع عقد الذهب حول عنقها، فهمس بصوت منخفض بينه وبين نفسه " هل يعوضها بفقدان امي بعقد من ذهب؟ ... الغبية تبكي من شدة سعادتها.. ،اذن ماذا عني.. ؟."
جحظت عينيه فجأة حتي توقف عن الشهيق والزفير وكأن الوقت توقف حين رأي يد خاله تنزل على مفاتن شقيقته بطريقة جعلت قلبه ينقبض ..
لم يشعر بنفسه وهو يتجه مسرعا إلى الباب الامامي وقلبه يخفق بجنون.. سيقتله.. نعم سيقتله دون أدنى رحمة.. هل يفتك عرض شقيقته بعد موت امهما ؟... ام كان يتربص بها منذ زمن.. ؟ هل كان سبب نوبات الصرع التى أتت اليها دون سبب مقنع..؟
جز على أسنانه ولا شيء يدور بعقله سوي القتل..
يسرع من خطواته وكأن نعاله يسبقه بالخطى.. توقف فجأة حين رأي تجمهر بعض الأشخاص امام الباب الامامي ورجل عجوز يقف امامه يهتف بأعلى صوته بنبرة قوية " اخرج يا شريف واجهني أيها الجبان.."
فتح أمين باب المكتب فهرع يسحب شقيقته التي تختبأ داخل المكتب ممزقا العقد الذهبي الثمين وألقاه على الارض بعنف ولم يعبئ لصراع الذي بالخارج..
امسك شريف ذراع امين يمنعه من أخذ شقيقته "منة" للخارج، وحين تقابلت اعينهما لبرهة.. تساءل امين ان كان يهلوس بسبب غيرته ...؟ فما يجول بعقله امر مستحيلا..!
كان الرجل يحدق بالتوأم بغرابة فهتف بعزم " اعطيني التوأم.. ولك ما تريد. "
كان شريف مصدوم من وجود عاصم أمامه ،فمصمص شفتاه بغضب هاتفا به بتساؤل" من ادخلك هنا...؟"
ثم وجه انظاره إلى الحراسة بالخارج يضيف بأمر " اخرجوه من هنا.."


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس