عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-22, 09:45 PM   #1967

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




"حي نوارة"..
تغيب يومان، وتأتي يوم، حاضرة بجسدها وإن كانت روحها هائمة في فلك آخر، يستجديها أحيانًا بحواراتٍ فترد بعملية وآلية، يفشل جدًا جدًا في إضحاكها وإخراج أي شيء قابل للهضم والتسلية؛ عيبه أنه صامت وكتوم بشكل مزعج ويصعب عليه البوح والأصعب أنه؛ يريدها هـي؛ هي دونًا عن الجميع، بإشراقها وظلامها الذي يطغى عليها وعلى كل شيء..
-على الأغلب ستمر شركة () لتوريد طلبية أحتاج أن تكوني هنا
حدقت فيه بلا معنى وهزت رأسها:
-سأكون هنا
مط شفتيه حانقًا يخبرها:
-أنتِ لم تسألي في أي وقت ستكون.. ستكون هنا في التاسعة.
هزت كتفيها بلا معنى:
-حسنًا قلت لك سأكون هنا!
تعانقت نظراتهما للحظة، شعرت برنين مزعج يطن في كينونتها من تحديقه المهتم طوال الوقت بها؛ تقتلها نظرة شفقته لو يعلم! ..
يقتلها التفكير بأنها لم تكن محصنة من الخداع، بل ولج إليها بخندق محكم، أوقعها به ذلك الدنيء بعاطفة مسروقة!
والأسوأ كيف كانت تسلم راية عشقها له طواعية..
وتبقى المعضلة الأكبر
فكرة الجوع الذي اقتات على تعقلها، وعرضها لأبشع تجربة مرت بها..
هنا لم تحتمل التفكير فقالت سريعًا:
-سأخرج لأتنفس القليل من الهواء
رمقها بنظرة قلقة وحيرة خاصة تستحوذ عليه، هو لا يستطيع التقدم خطوة، ليس هناك ما يخول له القرب أساسًا.
دخل للمطبخ يعد الشاي الذي بات يشربه لأجلها، التقط النعناع الذي جلبته صباحًا ونكه الشاي به،
وقف أمام المرآة يعاين هيئته، باتت هذه عادته الكريهة من جديد، مرت نظراته نحو تصفيفة شعره الجديدة، لم تكن جديدة بشكل كلي، لكن لرجل منظم لا يهوى التغيير تبدو جديدة، لحظة.. من يصدق أن وضاح يقف أمام المرآة بشكل أطول من المعتاد يعاين مظهره؟
بل من كان يتوقع أن يذهب بشكل خاص لصالون الحلاقة يغير تصفيفته المعتادة، قطب بشكل أعمق يناظر النجوم المرصعة و الموقرة في شعره كما ذقنه و همس لنفسه موبخًا:
-لقد فقدت عقلك!
أخذ الصينية وخرج فوجدها قد عادت، لرؤية الشاي تغيرت سحنتها والتقطت الكأس بامتنان:
-شكرًا لك!
تبسم لها:
-لا داعٍ للشكر.. هذا المحلول الحار بات عادتي وجزءًا من يومي..
زمّت شفتيها مكشرة:
-الفضل يعود لي
رمقها بنظرة خاصة جدًا، وعيناه تناجيناها بلا لغة:
-أجل أعترف.. الفضل يعود لكِ في هذا
توقفت عيناها عند نقطة ما، تراقب كأس الشاي بيدها، وعقلها يعود لجملته السابقة:
-مع أن حرارة الصيف تسبب لي ضجرًا، إلا أن النعناع يرطب جوفي وأعصابي بشكل عجيب، رغم حرارته ولذوعته.
-تمامًا مثلك.
حدقت به:
-ماذا؟
لم يبدُ عليه التعثر، بل أجابها بثقة:
-أنا مثلك تمامًا يجلب لي هذا الشاي استرخاءً لا مثيل لهُ.
لم ترد عليه وهي تلمح شيئًا غريبًا لم تتبينه.. شيئاً مختلفاً بعكسها هي، مع وجود التقطيبة الأثيرة، إلا أن هناك شيء يحيا..يحبو على قيد الأمل لا تعرفه هي ..هي تحديدًا.
عادت لسعي خيالها اللحوح وشردت رغمًا عنها.
تتوه بين سراديب الأسابيع الماضية وتنغمس فتلتفت مجبرة لتطرد بذلك هاجسها، عادت تنظر لوجهه وهو يجري مكالمة هاتفية، رمقته مطولا هل تبدو قصة شعره مختلفة؟ تركت عنها دراستها وعادت كفها تملس الطاولة تستمع إليه وهو يقول بحيرة:
-في الواقع لا أنا محتار جدًا.. انقطاع منتجات هذه الشركة سيسبب لي مشكلة أنا لا أثق إلا بها.
رفع كفه يمسد جبينه:
-أجل هناك شركة () أثق فيها أيضًا، لكن لا أستطيع المغامرة بالتوريد، والمندوب لشركة () الأخرى يغريني، أنا في حيرة، سأرى وأرد لك الخبر.
ما أن أنهى المحادثة، حتى دخل في مكالمة أخرى، تحمست لحديثه واستمعت بجدٍ
وفور أن وضع الهاتف حتى عاجلته بملامح مشرقة ولم يستغرب، فتارة هي في ملكوت آخر ماثلة بجسدها، وتارة تصدح بضحكها المجنون
-تبدو في حيرة من أمرك هل أساعدك؟
رد عليها بمسايرة:
-للأسف.. تفضلي.
نهضت صوب إبريق الشاي:
-من وحي خبرتي وتجاربي سأمنحك الكثير، فكما تعرف أنا أمتلك شهادة ماجستير ودكتوراه في الانتقاءات المريعة والكارثية، أي خدمة أو مشورة سأقدمها لك بقلب رحب..
اقتربت بوجهٍ منفعلٍ متزاحمة فيه الحرارة، داكنة شذرات نجومها الغالية.. فلم تنطفئ في نظره، بل ترصعت متلألئة.. نمشاتها الحبيبة، عيناها متسعتان، وفمها منفرج بضحكة:
-هاجسٌ خطير لا ينفك عن جذبي لأي خازوق كارثي، تراني أهرع إليه دونًا عن الاختيارات الرائعة، يزن هذا الإحساس بضراوة وإلحاح واشيًا بمثالية الخازوق الملائم لي لكيلا أضيعه من يدي..
ضحكت ضحكة حلوة أتبعتها بشهقة.. ثم عادت بمثلها.. وثالثة.. الضحكات مرفقة بشهقات المتعة، متعة تجعله يضحك لها ويعطف أكثر، لكن ضحكها يطفو ويعود للعوم فيها.. فيضحك مستسلمًا كما قلبه بتصرفاتها وكأنها تؤكد الكارثية بإيماءات وجهها:
-أمتلك مغناطيس الكوارث.. أينما أحل وأتوجه أستقطبه، تخيل مثلاً هناك مجموعة دبابيس أمامي كلها مزركشة ومزينة ومعوجة، أتظنني سأميل للمستقيم الذي يناديني؟
ضحكت بخفوت تنفي:
-بالطبع لا.. كلّي سيتوجه للدبوس الأحمق المعوج الذي تعلوه زركشة رديئة لكنها للأسف تنادي حسّي الكارثي فأتناوله بسرعة ليجرحني.
صبت لنفسها الشاي الذي برد وقالت له:
-لذا أخبرني بأسماء المندوبين وشركاتهم، وأين ما يلتمع قلبي وأشير بسبابتي أعرف أن الاختيار الخطأ سيكون، وبالطبع ستأخذ الآخر.

**

خوض المعركة لا يشبه أبدًا نظم القصائد للعيش بها.
*جيداء*
غيبت مشاعرها واستسلمت لطوفان مشاعر أنساها اهتزاز كيانها كلها، كانت للتو تتعافى وتتقبل ذاتها وتتصالح معها، دخوله دائرة قلبها شتت الموازين وضيع هدفها، لا تنكر أنها الآن تنظر بعين الرضا لنفسها، لكن مخاوفها عادت للطفو وكل شيء ينهشها بضراوة أنها لا تليق به؛ مطلقًا لا تليق.
اليوم وهي تسير قربه في المشفى بهيئة منذر التي تستحوذ الأنظار والتنهدات، علمت كم من مقارنة تُعقد الآن، وعلمت أنها الطرف الخاسر في كل كيل.
أن يكون قربها بفارق الطول والوسامة والثراء والهيام، وأن تكون جواره بفارق القصر والعادية، والبساطة، والجشع!
لا تنفي حمايته ووجوده الذي يلبسها هالة الأمان، إلا أن التردد يقتلها، حاولت الحديث مع ثريا التي لم تهتم لأقوالها، وردت بجفاء.
-اقتلي مخاوفك في مهدها..
ولم تستشر ضحى التي استسلمت بشكل كلي وبدت زاهدة في كل شيء، هذا الضياع مميت، يتركها في صحراء التيه ووحوش الفشل تقترب منها بضراوة..
وصلتها تحية المساء منه قبل كل ليلة
(أصبح أنا على حبك؛ وتصبحين وأنت من أهلي)
هدرت أنفاسها ومضغتها تعطلت بعد حديثه فلجأت له، رفعت الهاتف قائلة:
-منذر!
وصوته الملهوف رد سريعًا:
-عيونه
ردت عليه بصوت مشتت:
-أنا.. أنا متعبة منذر
-ما بك.. هل هناك شيء؟
-لا أعلم ما بي أشعر وكأنني.. وكأنني..
اختنقت بحروفها لا تعرف كيف تشرح، وكله يتشنج بخوف الإدراك وعمق الإحساس بها..
-أنا عاجزة حتى عن شرح وضعي..
-قولي ما يجول بخاطرك.. بعثري الحروف كما تشائين أنا مهمتي ترتيب النقاط على خطوطك لا تقلقي
تنهدت وهذا الكلام يشتتها فانساب منها الكلام وقد نجحت خطته بالتأثير عليها:
-أشعر أنني على مفترق الحيرة والأنصاف.
تنفست عميقًا فوصلته أنفاسها، فزفر بتعب فيما يستمع لها:
-فيّ النصف من كل شيء لا أستطيع المضي قدمًا والمخاوف تنتابني وتحيط بي من كل صوب.. ولا أستطيع العودة للوراء ولو خطوة.. التحرك للأمام والخلف سيسقطني..
تعثرت وصوتها يضيع أكثر:
-أنا.. أنا ضائعة جدًا وخائفة.. خائفة جدًا
أغمض عينيه بإرهاق.. فبوحها الخافت غير المدروس يوشي إليه بأنها على وشك الهروب..
مخاوفها التي ثرثرت بها ببساطة ولحسن حظه "له" تشعره بأنه حاصرها.. وأنها قاب قوسين أو أدنى من "الندم" الندم الذي سيقضي عمره فيه إن لم يربط نفسه بها الآن وللتو.. دون أن يعبأ بكونه يحاصرها أكثر.. يقبض عليها مستغلاً كل عثراتها وحواجزها النفسية
-أنا بقربك.. كل هذا سيتلاشى سأكون معك تخطين وأركض بك.. تفزعين وأضمك.. تتحررين وأفتح ذراعيّ الحياة لك.. سأكون معك!
رفرفت بأهدابها تمسد عنقها باضطراب ليس وقت كلامه الذي ستطلب فيه الزفاف الآن.
-جيداء!
همس بها بصوت حار.. مشحون.. مرعوب وهي لا تساعده مطلقًا لا تفعل:
وبرجفة تعادل رجفة قلبه ردت:
-نعم!
-أنعم الله على قلبك..
تعثرت ببسمة مرتجفة وهو لم يستسلم لصمتها، بل أكمل:
-دعيني أكون معك بصورة أقرب أكثر.. مكانة تتيح لي موقعًا حيًا في حياتك.. لا ترضيني الفواصل من خلف الشاشات.. والمسافات الآمنة!
مسد جبينه باستنزاف:
-أنت في كل شيء بيننا.. وأنا الآن أطلب منكِ أن تمحي العوائق وأن أظهر بالصورة كما يجب!
هذا الزخم العاطفي والمنسكب كهطل كثيف من غيمة وافرة شاسعة المدى، ضيعها؛ ويعلم! شتتها عن الأرق كحقنة مسكنة تتخدر بها الآن وتعاود التخبط لاحقًا لأنها أمنت بالطمأنينة.. ويعلم، بل خطط جيدًا.. ولا تعرف كيف كانت في أوج حالاتها العاطفية مضطربة فسألت قلقة:
-كيف.. ألسنا معًا؟
رد بأعصاب على وشك الانفلات:
-لستِ معي.. أبدًا لم تكوني.
ثم تابع بانفعال عاطفي يصفعها بقسوة:
-بيننا أميال منكِ.. وشوارع من صدك.. وقبائل من اللا اقتراب خاصتك.. أريدك بمسمى شرعي ألج فيه إلى نوافذك المؤصدة.. القرب مطلوب!
انفعال تلو الآخر.. فقدت تنفسها.. تكاد تنقطع أنفاسها بالجري خلف كلماته، يعدو بالكلام بلا مسافات آمنة، عاد سعيه اللحوح فيها فأكمل:
-القرب منك مطلوب.. الخطوبة لمَ شرعت؟! لفتح سبل الألفة والود.. لدحض مخاوفنا وتحديد قدرتنا على الاستمرار.. أنت بتمسكك الغبي تمنعيني من كل شيء، وتحرمي نفسك أيضًا
كان دورها لتقتنع فكلامه كله رضا تنحني فيه طوعًا، كل قنواتها العقلية موقفة، كل شيء يدعوها بأن تومئ بالرضا دون أن تفكر بـ"لا"
-أريدك جيداء.. أنا لا أطيق صبرًا لتكوني معي!
حروفه تنساب من عقلها تنصب في قلبها، تتمدد في كل جزء حيٍّ نابضٍ.. ترتعد بالإثارة وصوته غير منصف البتة يؤرجح حبال أنوثتها على صخب هواه:
-لم تعد تكفيني الأحلام.. أريد قربك يقينًا.. واقعًا.. أحقق فيكِ كل ما هفت نفسي وعفّت عنه.. أريدك حلالًا و..
-اصمت!
-ماذا جيداء.. هل تستغربين؟! أنا رجل عاشق يريد حبيبته
-تأدب
-خيالاتي نحوك لم تكن بريئة أبدًا.. لا تنضمي في خيالي أو أحلامي بصورة مؤدبة عليك أن تدركي ذلك جيدًا.
هسيس أنفاسها كل ما يصله فيتمادى:
- سأشرح لكِ فيما بعد.. فالآن أنا مقدر جدًا لحيائك.
بأصابع مرتعشة أغلقت الهاتف في وجهه، وانهارت على السرير، لم تعد تحس بقدميها، ضربت وجنتها.. مجددًا كررت ضربها وتلميحه المعتاد يزداد جرأة! هو محق هي تلاحظ كل ما يصدر عنه وهي بقربه.. أنفاسه نظراته وحتى كلماته الجريئة، دست نفسها في السرير حانقة من تسيير الحديث كله إلى هوى منذر وهذا ما يرعبها، أن تكون له الكلمة العليا في كل شيء وأي شيء، عادت اتصالاته وصوته الحار يضرب قاصفًا كل قوتها الواهنة.. نحت عقلها الذي فقد آخر ذرات تعقله، جذبت الهاتف وسحبته، وبذات الرجفة استقبلت مكالمته فجاءها صوته الغاضب
-جيداء لا تقفلي في وجهي!
وكان ردها ما تمناه.. ولا تعلم أنها وافقت على أكثر شيء ستندم عليه لاحقًا:
-دعنا نعقد القران منذر!

**

في مضافة آل الغربي عقد سليمان اجتماعًا طارئًا بشأن خطبة وضاح من ابنة عمته "آرام" جهز المضيف، واستقر في كرسيه الذي لا يستحقه يستند بعصاه مفكرًا برفض وضاح وكيف سيتعامل معه، في داخل المضيف، جاءه اتصال من " ابنه" يخبره بزيارة إنصاف لبيت زوجته الأولى، استشاط غضبًا ونهض بغير هدى نحو الباب للانضمام لها لينتقم منها، وصل الباب واصطدم بزول يعرفه "ريبال القاضي" حفيد القاضي في دياره، يقف شامخًا مهيبًا كمن له الحق كله في بيته:
-حللت أهلاً ووطأت سهلاً يا حفيد القاضي..
-حياك الله يا عمّ
رمقه سليمان بنظرة غير راضية:
-هل لكم مطالب عندي تودون إرجاعها؟
نفى ريبال الذي لم يتحرك ولم تهتز ملامحه:
-بل بعثني إليك والدي "أحمد" بصفته محامي مأمون العزيز، فالقضية قد فتحت أوراقها من جديد، وأحتاج بعض المعلومات منك.


انــتـهــى .
مع ودي وقبلاتي💜





التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 05-03-22 الساعة 10:04 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس