عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-22, 08:09 PM   #566

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 637
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التاني من الإشراقة

بعد مرور شهران

من المريح أحياناً أن تقتنع أن بعض الندبات خلقت كي لا تُشفى
ثمة اقتناع أنك مجبل على التعايش معها سيبرد قليلاً من نارك
لتوها وصلت من العمل وكانت تقف أمام الصحون لتغسلها سريعاً متمتمة بغضب
"الكاذب ..الخائن كنت أعلم أنه يمثل دور البطولة ليس إلا "
منذ أن أتى هو ووالده ولم يحاول مرة أخرى حتى أن يهاتفها أو يتصل بها
كل اتصالاته مع أبنائه المتحالفين معه وهم يناظرونها بعتب عن عدم عودتهم لبيتهم سوياً
هو حتى لم يأت من يومها
يرسل أحد ليأخذ عدي وعالية يقضون معه يوماً ثم يقوم نفس الأحد بتوصيلهم مرة أخرى
" كاذب وحقير وخائن ولا يستحق "

"أرجو ألا يكون هذا الشخص أنا " صرخت برعب وقد تطاير الصحن من كفها فوقع أرضاً مصدراً ضجيجاً عالياً ومازالت تناظره بهلع هامسة دون تصديق :-
" كيف دخلت هنا ؟"
كبح حسن ضحكته على منظرها قائلاً :-
" ابتلعي ريقك أولاً"
تنفست ملك بتسارع ثم سحبت زجاجة الماء ترتشف منها حتى هدأت تماماً
كشرت بوجهها قائلة بغضب :-
" كيف دخلت هنا بل كيف سمحت لنفسك وتعرف أني وحدي ماذا لو كنت خالعة وشاحي "
امتعض حسن ساخراً :-
"أعلم أنك ترتدينه فقد سألت عدي قبلاً
ثانياً ماذا سأرى يعني إن كنت تخلعينه رحم الله أياماً كنتِ تحقدين على نعومة شعري "
زمت شفتيها بغضب وهي تتحرك خارجة من المطبخ فتبعها قائلاً بتشاقي :-
"لم تخبريني من الكاذب والخائن ؟"
تجاهلته وهي تسب نفسها ثم نظرت لعدي قائلة :-
" أين جدتك يا عُدي ؟"
" لقد أخذت عالية وذهبوا ليشتروا بعض الأشياء "
عاتبته بالقول :-
" لما لم تخبرني أن أحد أتى ؟"
قلب عُدي عينيه بينهما قائلاً بحيرة :-
"إنه بابا يا ماما "
ابتسم حسن بسماجة مردداً:-
"إنه بابا يا ماما "
جلست ملك على الأريكة غير منتبهة أنها كانت قد خلعت سترتها فور أن أتت من العمل ولا ترتدي سوى السترة التي تلتصق بجسدها والمطلق عليها (هاي كول )
قالت بنبرة جدية :-
" لم يكن يصح وجودك في عدم وجود أمي أنت تعرف هذا "
حين لم يرد رفعت عينيها له فوجدته مركزاً معها بنظرة وقحه جعلتها تنتبه لنفسها وهي تسحب السترة ترتديها سريعاً وتقول بزجر :-
" احترم نفسك كيف تفعل هذا "
لكنه لم يكن مركزاً مع حديثها كان جل تعمقه في اشتياقه لها
تلك الملامح الصغيرة اشتاق لمسها بكفيه تلك التفاصيل الأنثوية اشتاق كل جزءاً منها
تفكيره الأن لا ينحصر سوى بشيئين :-
إما أن يحشرها بحضنه حتى يتأوه كلا منهماً وقد فضحهما مر الاشتياق وإما أن يعتقل أنفاسها بقبلاته فتتنازل أخيراً
زحفت السخونة لوجنتيها خجلاً من نظراته التي تفهمها فتحركت ناحية الباب قائلة بحزم :-
"اخرج يا حسن لا يصح هذا و"
قبل أن تواصل كانت أمها تدخل مع عالية التي جرت عليه مهللة
نقلت صفية نظراتها بينهم بحيرة وهي تقول بتفاجؤ :-
" حسن !
زمان عن قدومك هنا يا ابني "
تحرك حسن مبتسماً وهو يحمل عالية ليسلم عليها ثم قال بلا مقدمات ناظراً لملك :-
"صراحة أتيت للحديث مع ملك "

بعد قليل
" جلسنا ماذا تريد ؟" قالتها ملك بتجهم خاصةً أن فترة بعده زادت من رصيده السئ عندها
تحرك حتى جلس جوارها تاركاً مسافة بينهم وبدأ بالحديث دون مماطلة أو تزيين :-
"فكرت كثيراً قبل هذه الزيارة أن أقوم بتنزيل منشور لكِ أمام العالم لكني أعرف أن هذا لن يفرق كثيراً مع ملك
لذا أتيت معرياً روحي الليلة وتعرفين أن هذا أكثر ما لا أطيقه "
رفعت عينيها له وقد نال اهتمامها أخيراً فتنحنح وقال بنبرة تقطر صدقاً ودفء تعلم أنها لا زيف فيها وقد شوبتها الحميمية :-
" كنتِ أنتِ أول أمرأة في حياتي أول انثى أعرف خلالها عالم النساء
أنا لم أحبك حباً عادياً يا ملك
أحببتك أماً أختاً صديقة وحبيبة "
مرارة مرت في عينيها وهمست بحزن ساخر :-
"معك حق لهذا خنتني "
تنهد حسن ولم يعاتبها وواصل بحزن عاتب :-
" كنت طامعاً بحبك أعترف
كنت واثقاً رغم ضياعي أني سأعود لأجد حضنك ملاذاً يساعدني على الاتزان "
ابتسم قائلاً بمرارة ساخرة :-
" كنت على خطأ أعلم فلستِ أمي بالنهاية "
رمشت بعينيها تناظره فمسح وجهه مواصلاً بجرأة يفتقر إليها لكنه يحتاج لها :-
" كنت انتظر منك كلمة يا ملك كنت انتظر تعبيراً للحب كنت أنتظر ثورة من أجلي
كنت انتظر منكِ مؤازرة في عدم رضاي عن ما وجدت به "

" والله ؟" قالتها وهي ترفع حاجباً مستنكراً فرفع كفه يقاطعها ويقول :-
"علمت الأن أنه غير منطقي
علمت يا ملك أنه كان لكِ حق في فرحتك بنسبي
وإن كنت لهذه اللحظة أتوجع لهذا "
خبطت ملك كفيها ببعضهم قائلة بذهول :-
"والله لا أعلم أين موضع الوجع في نقطة كهذه "
مسح حسن وجهه بكفيه ساحباً نفساً عميقاً ثم قال بنبرة خافته مكرهاً:-
"لأني لا أتخيل أني لست كافياً لكِ وحدي
لأن فرحتي أثبتت لي أنكِ لم تكوني بكامل سعادتك معي قبلاً
لأن فرحتك أدخلت لي شعوراً أني كنت لا شئ بلا نسب ولا هوية
أنا كنت أعرف هذا بالأساس
لكن إدراك الأمر شئ موجع وتطبيقه كواقع أمر وجعاً يا ملك"
"يا إلهي ما كل هذا التعقيد " همستها بذهول متألم وقد تجمعت الدموع في عينيها
ومثيل دموعها كان في عينيه وهو يواصل ببعض الانفعال :-
"وأكثر يا ملك "
عض شفته بقسوة وقال :-
"أنتِ لا تعرفين كيف صعباً على رجل أن يشعر أنه غير كافياً لزوجته وإن كان تفكيرها منطقياً"
" كنت أخاف على مستقبل أولادي أريد لهم حياة خاليه من كل الألم الذي مررت أنت به "
"أعرف "
تنهد وأردف بصدق:-
" معرفتي للأمر شئ وتقبله شئ أخر "

" ما علينا بعد وجودي أنا وأبي هنا ثم ما حدث بعدها عدت غاضباً للغاية وقد عاد لي نفس الشعور لكن يا ملك "
رفعت عينيها له فواصل بصدق :-
" لكني قلت أنه حقك
لما أعطيت نفسي فرصة في انتقاماً أحرقني قبل أي أحد واستنكر عليكي فعل بسيطاً كفعلك
تركتك الفترة الماضية علكِ تهدأين قليلاً"

"أنا لا أهدأ ولا أظنني سأفعل "
زفر حسن بغضب صارخاً بخفوت :-
"لما بحق الله لما أليس الحب بيننا يستحق "
تحررت دموعها من عينيها قائلة بثوران أنثوي وقهر :-
"وإن كان يستحق لما أدخلت واحدة بيننا ها لما ؟"
على صوتها أكثر صارخة :-
"أتذكر تسكعكم سوياً
أتذكر حين دخلت غرفتك فوجدتها مرتدية مأزر الحمام
أتذكر تولعك بها "
"لم أفعل " قالها بانفعال كمن ينفض عن نفسه تهمة ثم واصل :-
" كل هذا كان كيداً بكِ علكِ تشعرين علكِ تطالبين بحقك في
أنا لم أحب ريتال يا ملك أقسم بالله أني لم أحبها ولم أعجب بها حتى "
هدرت بجنون :-
" يا كاذب أتقسم أنك لم تنجذب لها كأنثى ؟"
صمته أشعلها وجعل الحمى تزحف لجسدها لكنه رفع عيناه لعينيها فزادت دموعها وكأنها تخشى السماع لكنه قال بقوة :-
"أقسم بالله العلي العظيم يا ملك أني لم أرغب بريتال كامرأة يوماً
أقسم بالله أني لم أعجب بها كأنثى فلم يكن بعيناي سواكِ يا غبية "
وهو صادق هو لم يقسم كذباً هو لم ينجذب لريتال أو ينشد لها يوماً لقد انجذب لهالتها
انجذب لذكاءها الأنثوي في كيفية تعزيز رجولته
انجذب لفكرة أن واحدة مثلها فضلته هو عن جمع الرجال
انجذب لأنها كانت ترمم النقص الذي كان يشعر به وقتها لكنه أصبح بالذكاء الذي يجعله ينحي هذا الجزء ولا يشرحه لها لذا بلل شفتيه بطرف لسانه وقال بصدق :-
"هل تتخيلين أني كنت أنفر منها أحياناً وكثيراً ما كنت أحاول ترك نفسي لها لكن بكل مرة كنت أعزف عنها "
انهارت ببكاء مرير جعلته يريد احتضانها لكنه اكتفى وحين انتهت زوبعة البكاء كانت ترفع رأسها منفعلة بغباء :-
" ولهذا قبلتها يوم جنازتكم سوياً أقسم أنك خائن "
ضحك حسن عالياً فألقته بالوسادة جوارها صارخة :-
"لا تضحك لا تضحك "
كبح ضحكاته بصعوبة حتى هدأ ثم تحرك من على الأريكة وجثى على ركبتيه على الأرض أمامها مباشرةً قائلاً بحب وندم :-
"خطأ سأظل طيلة حياتي أكفر عنه معك
لكن أعلمي أنه لم يكن شهوة أو إعجاب أو حتى حباً بها
لقد كانت مجرد خدعة غبية وكأن الحب جمعنا لأصدمهم جميعاً بقراري وأنا أطلقها "
"لن أسامحك أبداً أبداً لن أسامحك"
تنهد حسن بصبر ومسك كفيه ببعضهم البعض حتى لا يحتوى كفيها ثم قال بتروي حنون يثير فيها شجناً لشخصه القديم :-
" حسناً لا تسامحي ولن أطالب قلبك بما لا يطيق "
رفعت عينيها له تناظره باهتزاز فأومأ بعينيه متوسلاً بنفس اللحظة التي دخلا بها كل من عدي وعالية قائلان بقلق :-
" هل سنعود معك يا بابا ؟"
فتح حسن لهم ذراعيه فركضوا عليه حتى احتواهم بين أحضانه ثم همس اسمها بتساؤول :-
نظرت بعيني طفلها فهالها كم الرجاء والفرحة المستحية بينهم
كانوا ينظرون لها وكأنها ستنطق بإقرار حياة لهم أو موت ومع هذه النظرة لم تستطع سوى أن تومئ برأسها لهم وقد فتحت ذراعيها هي الأخرى لهم فألقوا أنفسهم عليها بفرحة طفولية صارخان بنفسٍ واحد :-
" نحن نحبك يا ماما "
وليلاً كانت بفراشها وقد لازمها السهاد وسرق القلق النوم من عينيها إلا أنها ذهلت وقد أشار لها بمنشوراً فقرأته بدموعها :-

"أعلم أني جرحتك ولا أطلب منكِ البراء لكن أطلب فرصة كي أكون المداواة
لا أطلب السماح لكن أعدك بحياة تنسيكِ ما كان مني
تظنين أني خنتك لكن ما أريدك أن تكوني على ثقة ويقين به أنني كنت أخون كل أنثى على وجه البسيطة حين تقع عيناي بعينيها ولا أرى سواكِ
اليوم بعد تنازلك والقبول بي يا سيدة النساء دعيني أقول
هنيئاً لي بكِ وهنيئاً لنسبي بقبولك له
طاب العمر بكِ يا سيدة قلبي وطبتِ أنتِ لي يا عروسي "
...............................

حب النفس كالطوفان يجرف في طريقه كل شئ يبغاه قاضياً على أخضر الحب ويابس التضحية

منذ أن ذهبت سديل للسكن مع خالتهم الأقرب لجامعتها وهي أصبحت منصبة على عملها أكثر
تهتم به في حدود الواجب والمفروض ليس أكثر من هذا ولا أقل
لكن هذا لا يرضيه
هو ليس براضٍ كرجل ولا سعيد كذكر
ناظرها في تلك السترة الطويلة التي تصل أسفل ركبتيها بنصفي كم تظهر جسدها الرفيع سوى عن بطنها البارز بوضوح بعدم رضا
اقترب منها بتؤده حتى جاورها وهي تسرح شعرها أمام المرآه
تظاهر بالتركيز مع العطور الموضوعة وكأنه لأول مرة يشم رائحتها ثم قال بنبرة عادية أقرب للطف :-
" ألم تفكري من قبل يا سنا في أن تسمني "
قطبت سنا وقد قطع عليها أفكارها المنهمكة في العمل كنشاز تسأل بعدم فهم :-
" اسمن ؟"
هز عمار كتفيه ثم قال بنبرة أسبغها بالاهتمام والرغبة :-
" يعني أنتِ كأنثى جميلة لكن لو زاد وزنك ستكونين أجمل "
ارتعشت أنوثتها باهتزاز هامسة :-
" هل تُلمح أن جسدي لا يعجبك ؟"
هز رأسه بسرعة نافياً باستنكار لم تصدقه وهو يقول :-
" لم أقل هذا أبداً"
ثم اقترب يحتضنها هامساً بنعومة وإغواء :-
" أظن أن تولهي بكِ يكذب ما قمتِ بإدعائه الأن "
تملصت سنا منه تتحرك علها تطفئ النار التي اشتعلت في داخلها قائلة بملامح لم تظهر شعورها :-
"إذاً أنت تريد مني أن أزيد وزني "
ابتسم عمار قائلاً بنعومة وهو يجلس على الفراش :-
"أنا أحب أن أراكِ أجمل النساء وأن أحقق فيكِ كل جموحي "
ابتسمت سنا ساخرة وهي تخرج من الغرفة قائلة :-
" تقصد تريد إرضاء رجولتك بكل الطرق "
ليلاً
من المؤسف أن أعظم ما قد تقصم به ثقة امرأة معتزة بنفسها هي أنوثتها
بالأخص إن كان زوجها الذي ترى جمالها بين عينيه
شعور مرير تجاهده منذ حوارهم عصراً حتى أنها نظرت في مرآتها ألاف المرات تحاول تقييم نفسها ولأول مرة تشعر بالاهتزاز ولا تجد إجابة
وبكت بكت وشعور مريع بالوحدة والضعف يتوغل بروحها ويستحوذ على قلبها
لقد اشتاقت الدكتور أحمد الفارسي بنبرته الرزينة وهو يخبرها أنها أجمل الفتيات
اشتاقت الدكتورة مها الزيان التي كانت دوما تقول أن لم ينجب أحد خلف كما فعلت هي
اشتاقت الشعور بالأمان بين أحضانهم
تكتم شهقاتها وهي تنضم على نفسها دافنة رأسها بين ركبتيها تهمس بالدعاء أن يعود ماجد علها تشم رائحتهم به
همومها تتثاقل وهي كمن يشرب المر صمتاً صابرة
ودون شعور كانت تسحب هاتفها وقد استحوذت الفكرة على نفسها ففتحت إحدى المجاميع الأنثوية تختار خياراً معروف بعضو مجهول ثم كتبت منشوراً توالت عليه ألاف التعليقات فور نزوله
" لما يطلب الزوج من زوجته أن تسمن أو يزيد وزنها ؟"
...............................

ثمة نوايا أشبه بغبش الليل تحسبها نذراً لقرب نهار وماهي إلا بداية عتمة
" حقاً لا أصدق البدوي بنفسه سافر حتى يأتي ليقابلني هنا "
قالتها ريتال بانشداه وقد أخبرتها إدارة الفندق منذ قليل أن هناك ضيف ينتظرها وحين نزلت لم تجد سواه
ابتسم البدوي قائلاً:-
" إن لم نأتي لنجمة المجتمع لمن سنفعل ؟"
جلست ريتال واضعه ساقاً على الأخرى قائلة بنبرة جميلة :-
"أنرتني يا باشا لكن ما سبب الزيارة ؟"
ناورها البدوي قائلاً:-
" أخبريني عنكِ قبلاً لقد سمعت أنكِ قمتِ من سقطتك الأخيرة واقفة كما توقعت "
امتعضت ريتال بوجهها قائلة بشرود :-
" ليست ريتال المحلاوي التي تسقط من أجل ولد كهذا "
ضحك البدوي برضا ثم قال :-
" لهذا أتيت لكِ "
ناظرته بتساؤول فنظر لها بتدقيق ثم قال دون مقدمات :-
"أكمل "
ارتعش قلبها واهتزت داخليا قائلة بلهفة تلقائية :-
" ما به ؟"
شبك البدوي كفيه ثم قال بلا مواربة :-
"زوجته
أريد منكِ أن تطيريها من بين يديه كما فعلت بأختك "
انتفضت ريتال ملسوعة كمن مسها برقاً هامسة باهتزاز :-
" ماذا ما الذي تقوله ؟"
ضحك البدوي ضحكة سوداء ثم قال ببريق خبيث وناعم :-
" ماذا يا ريتال تظنينني لا أعرف ؟
أن الذي أفسد حب أكمل وأختك لم يكن سواكِ"
لمعت عيناه بالقسوة وصدمها قائلاً:-
" أم تظنين لا أحد يعرف بخدعتك وزواج تالة من أصف سواكِ"
انتفضت ريتال بهلع وقد غزت الدموع عينيها هاذية :-
" أنت لا تفهم شئ و
لما تذكرتني وأنت أكثر من يعرف أنه لا يتصور حتى النظر لوجهي "
مط البدوي شفتيه بعد أن أشار لحرسه أن يأتي ثم قال وهو يستدير بكرسيه :-
"فكري يا ريتال لن يعجزك شئ أردتيه "
تراجعت ريتال حتى جلست واقعه على الكرسي خلفها تتذكر الماضي

" لا أعرف كيف أصارح أكمل يا ريتال
أشعر أنه هذه الفترة يريد التصريح لي بمشاعره وأنا لا أريد أن أصدمه بحبي لأصف "
تألمت ريتال وهي تشعر بغيرة شديدة تبغى على قلبها ولا تعرف سبباً وجيهاً لحب أكمل وتفضيله لأختها عنها
منذ أن شبا ثلاثتهم على أنهم جيران وأصدقاء وهي تحبه بينما هو لا يرى أبعد من أختها
ابتسمت ساخرة وهي تمثل التفكير من أجلها
الغبي مدله بحب تالة التي عقدت علاقة منذ شهور مع أخيه وقد تصادفا في إحدى المرات التي كان يحاول فيها أصف التودد لأكمل
لمعت عيناها بالحل فاقتربت منها تالة قائلة بلهفة :-
" هل توصلتِ لشئ ؟"
أومأت ريتال قائلة :-
" نعم اسمعي سأقترب منه أنا الفترة القادمة بينما أنتِ حاولي الابتعاد حتى يعترف لكِ وحين يفعل لا ترفضيه "
قطبت تالة بين حاجبيها قائلة بعدم فهم :-
" ثم ماذا "
ابتسمت ريتال قائلة بهدوء ماكر غامزة:-
" ثم تقبضين عليه بالخيانة معي وربما ليلة حب "
شهقت تالة برهبة من تفكير أختها فهمست بذهول :-
" كيف تفكرين بهذا ألا تخافين على نفسك "
تنهدت ريتال ثم جزت على أسنانها قائلة :-
"أظن أنكِ لا يهمك سوى أن أكمل لا ينجرح منكِ وقلب الأية عليه ماذا تريدين أكثر "
حكت تالة شعرها متسائلة بخوف :-
" ومتى وكيف سيحدث هذا ؟"
رفعت ريتال حاجباً قائلة بذكاء :-
"ألن نسافر الشهر القادم سوياً كما اتفقنا "
صمتت تالة بخوف ثم عادت تسأل بقلق :-
" يا غبية ماذا لو فقدتي نفسك على يديه بالفعل كما كيف ستفعلين شئ كهذا معه إنه أكمل "
غامت عينا ريتال بالمرارة والمشاعر تمر على وجهها تباعاً
أتخبرها أنها مستعدة للتضحيه بالغالي والنفيس فقط من أجل أن ينظر لها كأنثى
أتخبرها أنها فقط تتمنى أي عابرة عاطفة منه وإن كانت تحت فعل مخدر
أتخبرها أن الأمل يعربد بداخلها حتى يتورط فيها ويتزوجها هي
شهقت تالة واضعه كفيها على وجهها قائلة :-
"يا إلهي أتحبين أكمل يا ريتال ؟"
أدارت ريتال ظهرها لأختها قائلة باقتضاب :-
" ليس لكِ دخل بالتفاصيل يا تالة ما يهمك من هذه الليلة أن تخرجين أنتِ وأصف أبرياء صحيح "
عادت ريتال من ذكرياتها الغير مشرفة تمسح دموعها وهي تتحرك من على كرسيها ببؤس وحزن كانت قد دفنته منذ زمن
فبالوقت الذي ظنت أنها أوقعت فيه أكمل البدوي تركها ككم مهمل كارهاً حتى النظر لوجهها بعد تلك الليلة
وما زاد كرهه لها أكثر هي عدم تقبلهم لعلي ابن أختها أن يكون فرداً من عائلتهم
...........................

أحياناً نستغل فرصة الهدنة التي يعطيها لها عقلنا من العصيان وكأننا نقتات عليها بنهم خوفاً من عودة اللاراحة وكأننا نعطيه أحقيته في القليل من الرسو !

" لما تجلسين على السُلم ؟" قالها عمر بتفاجؤ وقد أرسل لها سيارة أجرة للجامعة كي تقوم بتوصيلها لتأخره اليوم
رفعت سنابل عينيها له متنهدة براحة وقالت ببؤس :-
"لقد اكتشفت أني نسيت مفاتيحي "
أومأ برأسه وهو يفتح باب الشقة ليدخلان معاً يقول :-
"ذكريني كيف أقوم باستخراج أكثر من نسخة "
أومأت برأسها وهي تفك وشاحها تلقيه على الكرسي ثم دون تفكير كانت تقترب منه مسرعة تتعلق برقبته تحتضنه بقوة فضمها له بدوره غير باخلاً عليها بما تحتاج ولم يعد يستغرب لقد باتت تبات كل ليلة بين ذراعيه منذ يوم المطر الموعود ومن وقتها وهي تتعامل بأريحية مُطلقه عواطفها والجحيم له هو
" حمداًلله على سلامتكم "
ابتعد عنها عمر بل شبه دفعها حرفياً كمن ينفض عنه تهمةً ناظراً لأمه المبتسمة بذهول
احمرت وجنتيه وزارت السخونة أذنيه وكأن طنين أصابهم وقد تسمر مكانه لا يسمع سوى تعلقها بأمه وقولها الصارخ :-
"اشتقت لكِ أمي اشتقتِ لكِ جداً"
ضمتها لها سعاد بحب واشتياق مشوب بالفرحه وقد ظنت أن حياتهم استقرت فلم تتوقع أن تراها بين أحضانه كما رأت
أخذت تقبلها من وجنتيها وهي تلاحظ وزنها الذي ازداد وقد أصبح وجهها مورداً مما جعل سقف طموحها يعلو أكثر وأكثر لربما قرب الحفيد
ابتسمت بسعادة وهي تلحظ ابنها يكاد يسقط على ظهره من شدة خجله فحاولت ألا تزيد الأمر عليه أكثر وهي تقول بحنان :-
"وأنت يا سيادة الضابط ألن تسلم علي ؟"
تنحنح عمر بتحرج ثم اقترب منها يحتضنها ويقبل رأسها قائلاً بخشونة دون أن ينظر لها :-
" مرحباً يا أمي متى أتيتِ "
" صباحاً ولتوي استيقظت منذ قليل فقط صليت "
أومأ عمر وهو يتحرك ناحية غرفته بتهرب وقد كان مغتاظاً أكثر من تلك التي تنظر له وستجعل والدته تظن بهم الظنون بينما هي كالبريئة وكأنها لا تشعر بشئ
بعد مرور ساعة على طاولة الغداء :-
"سلمتِ يداكِ يا حبيبة قلب أمك الطعام شهي " قالتها سعاد وهي تربت على فخذ سنابل ملاحظة جلوسها دون حجاب مما جعل الفرحة تغمر قلبها أكثر وهي تناظر عمر قائلة بخبث :-
"أليس شهياً يا عمر ؟"
" ما هذا ؟" سألها بتجهم وغيظ فرمشت بعينيها ببراءة وقالت :-
"الطعام ماذا يعني ؟"
أومأ برأسه وقد كاد من شدة غضبه أن يدفن وجه سنابل الضاحك فرحاً بعودة أمه في الصحن أمامها
ليلاً
كانا ثلاثتهم يجلسان أمام التلفاز وقد اقتربت الساعة على الحادية عشر مما جعل سعاد تريد ضرب جبهتيهم ببعضهم البعض
ألن يدخلان غرفة أحدهما ليناما ؟
هل سيظلان جوارها هكذا كعواجيز الليلة
وهذا الثور الجالس مبحلقاً بنشرة الأخبار ألا يرى تلك البطة التي تؤكل جوارها بوجنتيها المحمرتين هكذا إثر دفء المكان

"منك لله يا عمر يا بن أبيكِ سأموت ناقصة للعمر منك

منه لله هو الآخر نعم هو ابنه فلم أكن أبداً بهذا الغباء" همستها في نفسها بغيظ ثم وبتحرق ودون أن تستطع الانتظار كان صوتها يخرج عالياً مسبباً تشوش لعقولهم :-
"ألن تناما ؟"
نظر لها عمر بارتباك بينما تقول سنابل بنبرتها الرقيقة التي جعلت كل من عمر وأمه هذة اللحظة الرغبة في القتل :-
" حقاً أريد النوم وسعيدة جدا يا أمي أني أجازة غداً لأجلس معك "
عضت سعاد باطن خدها بغيظ بينما تحرك عمر حتى دخل غرفته مغلقاً الباب خلفه
"اهدأي يا سعاد بالتأكيد هما خجلان منكِ ليس لها تفسير سوى هذا"
طمأنت نفسها ثم قامت وهي تقول لسنابل بمحبة :-
"أنا سأدخل لأنام حبيبيتي "
أومأت سنابل تتابعها بعينيها ثم تحركت هي الأخرى ناحية غرفتها وقد ذهبت حجتها من الخوف بمجاورة أم عمر لها في الغرفة المجاورة
شهقت أم عمر من شق باب غرفتها بغيظ تخبط بكفها على صدرها قائلة ببؤس حزين :-
" خيبك الله يا عمر الفتاة جوارك منذ شهور ولم تتحرك
ثور والله ثور وابن ثور رحمه الله وغفر له على ما بلاني "

بغرفة سنابل
تتقلب على فراشها بقلق دون أن يزور النوم عينيها
دفنت وجهها بالوسادة بضيق وغضب منه فقد نام دونها
كيف فعل وهي التي لا تستطيع فقط إغماض عينيها دون دفء ذراعيه حولها وحرارة أنفاسه العالية طيلة الليل على ملامحها
لقد اعتادت أن تقوقع جسدها داخل أحضانه أمنه من كل شئ وقد ذهب عنها قلقها وخوفها حتى نوبات الهلع لم تزورها
بعد مرور ساعة ونصف
قضمت أظافرها وهي تتحرك من فراشها خارجه من غرفتها ثم وقفت محتارة أتدخل لأمه طالبه منها النوم جوارها كما كانت تفعل قبلاً
أم تذهب له هو
ودون تفكير بكل ما تملك من طيبة فطرية ومشاعر تحركها دون الوقوف عند تفسيرها كانت تتحرك ناحية غرفته وقد فتحت الباب ودخلت مسرعة
فتحت الضوء ثم تحركت بخوف من ردة فعله حتى وقفت أمامه على الفراش
همست لوجهه النائم بحذر :-
" عمر "
حين لم يرد تأففت ثم أعادت النداء بنبرة أعلى حتى استيقظ
فتح عمر عينيه ثم أغلقهم بعدم وعي لكنه عاد وفتحهم على اتساعهم مرة أخرى منتفضاً قائلاً بنبرة غاضبة ومغبشة ببحة النوم :-
" كيف تأتين هنا ألا تعرفين أن أمي قد تستيقظ في أي وقت "
ضمت سنابل سبابتيها ببعضهم البعض وقد بدت كطفلة مذنبة تقول بنزق :-
"لم أستطع النوم ماذا فيها يا عمر "
واللعنة على عمر هل هذا توقيت لنطقها المائع
أينقصه
تأفف قائلاً بخشونه وجلافة جزءاً منه :-
" سنابل أمي هنا قد تفهم الأمر خطأ عودي لغرفتك "
"ماذا ستفهم لن تقول شئ أمي تحبني وتريد راحتي ؟"
هل لو سحلها من شعرها الطويل هذا الأن سيلومه أحد ؟
تنهد مستغفراً وهو يريد أن يحضر كل صبره وتحمله وقال بتروي مغتاظ :-
" سنابل مما تخافين الأن وقد جاورتك أمي "
نظرت له نظرة أضعفته لكنه لم يستطع تفسيرها وهي بدورها لم تبوح
ماذا تقول وبما تخبره هي نفسها لا تستطيع الشرح أو التفسير
كل ما تعلمه أنها أصبح بداخلها عطش عاطفي رهيب لا يرتوى سوى بحضنه وبين ذراعيه
ألا يعرف كم هو حنون ؟
وبفطرتها كانت تجلس مجاورة له تنظر له بملامحها الشهية وتقول بلا قيود كما اعتادت أن تفعل معه :-
"أنا أحب حضنك يا عمر وأرتاح فيه اعتدت على النوم معك فلم استطع النوم وحدي هناك "
يا إلهي
هي لا تساعده لا تساعده البتة ولا تشعر بتلك النيران التي يتلظى بها أو هذا الحشى المسعور حباً رغبة في قربها
غوغائية غير مفهومة من المشاعر تعربد بداخله دون رادع
بين لهفة لحملها بعيداً لعالم خالٍ من الماضي والحاضر وكل شئ إلا منهماً
وبين خوض حرباً مع نفسه للنسيان وتعدي الحائل الذي يمنعه من الطمع في لهفته أو التفكير بها
مراً يكوي مشاعره كل ليله جاعلاً صدره يغص بما لا يطيق من الغيرة التي يهرب منها وجسدها اللين بين ذراعيه
" عمر " همسها المتوسل قطع عليه أفكاره وكالعادة لم تهن عليه غير عابئاً بتفسير أمه اللحظة
فتح لها ذراعيه هامساً :-
" تعالي "
انضمت له مسرعة وسعادة تغمر قلبها حتى استقرت أمنه على صدره ثم همست بصدق بنبرة لوعت قلبه رغم أنها أنشت رجولته :-
"لا أعلم ما بك يجذبني لكن صدق أن أمان العالم كله الذي لم أشعره بحياتي يوماً يتكثف ليكن هنا على حدود صدرك فيحتويني "
....................

السابعة صباحاً
" سنابل استيقظي هيا صار لي ربع ساعة جوارك وأنتِ لا تشعرين "
همهمت ثم انقلبت على جانبها مما جعله يزفر بغضب فقد استيقظ قبل قليل وحمد الله أن أمه مازالت نائمة
اقترب يهزها من جسدها قائلاً بضجر ونبرة حازمة :-
" سنابل استيقظي حالاً "
تأففت سنابل وهي ترفع وجهها هامسة بنعاس :-
" ماذا تريد يا عمر ألم تعرف أني نمت متأخرة "
عض عمر على قبضته يريد التسليم على وجهها بكفيه علها تنفض هذا البرود الذي تتحلى به
" انهضي وواصلي نومك بغرفتك "
تذمرت سنابل وقد فتحت عينيها ثم لوت شفتيها ببؤس :-
"ألم تستطع الانتظار ساعة أخرى "
"زفر عمر زاعقاً بها رغم خفوت نبرته :-
" سنابل انهضي واذهبي لغرفتك سريعاً قبل أن تستيقظ أمي "
ناظرته بغضب مضحك وعدم رضا ثم خرجت من الفراش بحزن ترثي نومتها الهادئة التي فسدها هذا الطرزان
خرجت سنابل من الغرفة مبرطمة وقبل أن تفتح باب غرفتها كانت أم عمر تخرج قائلة بحيرة :-
" سنابل أين كنتِ حبيبتي "
خبط عمر جبهته بكفه وهو يسب سنابل لاعناً نفسه ثم خرج مسرعاً وهو يقول بنبرة عالية :-
" كانت بالحمام "
رفعت أمه حاجباً غير مصدقاً واضعه كفها بوسطها وهي تناظره بعدم تصديق ثم أومأت بغيظ وهي تقول سأحضر الإفطار قبل أن اذهب
" تذهبين أين يا أمي ؟ " قالتها سنابل بحزن وقد تنبهت أخيراً
"سأعود للبلدة مرة أخرى حبيبتي فأخي يحتاجني "
بعد مرور ساعة
طرقت باب غرفته ثم دخلت عليه فابتسم عمر قائلاً :-
" مرحباً بأم عمر الهاربة لبلدتها "
ابتسمت ثم جلست جواره على الأريكة قائلة :-
"أريد أن أوصيك بشئ "
نظر لها بتساؤل فناظرته بحنان تضع كفيها على صدره وقالت :-
" خذ فرصتك من السعادة يا حبيبي ولا تكبح نفسك
اسعد بزوجتك وانسى الماضي ولا تخجل فهي حقك "
اتسعت عيناه وقد احمرت أذنيه لا يريد أن تفهم الأمر خاطئاً تماماً أراد أن يوضح لها لكنه لم يستطع فصمت وهو يسمعها تواصل :-
" سنابل فتاة جميلة تستحق أن تسعد بها وتسعدها "
وبعد مرور ساعة كان قد نزل هو فنادت عليها
جلست جوارها سنابل قائلة بحزن :-
" لما ستذهبين ؟"
ربتت سعاد على كتفها تناظرها بمحبه وتناظر تورد وجنتيها بفرح وقد أدركت أنها كانت تبيت بغرفته صباحاً فهمست بتلهف :-
" متى أتت دورتك يا سنابل ؟"
قطبت سنابل ثم أخبرتها بنية صافية مما جعل الأمل يندثر بقلب سعاد
شعرت بالخجل لا تعرف كيف تسألها لكنها تريد أن تطمأن عليهم فقالت بموارة ونبرة أخرجتها طبيعية ملونه بالمرح:-
" طبعا يا فتاة لقد نسيتي أم عمر والنوم جوارها بعد أن وجدتِ البديل "
ابتسمت سنابل بخجل لكنها قالت ببراءة :-
" هل عرفتِ ؟"
أومأت أم عمر بحماس فواصلت سنابل ببراءتها :-
"أظن أن عمر كان محرجاً "
ضمتها سعاد بمحبة وهي تقبلها من وجنتيها ثم قالت :-
"اصبري عليه حبيبتي عمر طبعه خجول "
قطبت سنابل ولم ترد لكنها تشنجت وأم عمر تقول :-
" يارب قريباً تبشراني بحملك يا سنابل يارب "
ابتعدت سنابل كالملسوعة هامسة بنبرة من هرب الدم من أعصابه :-
" حملي "
أومأت أم عمر بلهفة فقالت سنابل بنبرة مصدومة:-
"إن شاءالله تزوجين عمر وتحملين أطفاله "
انحسرت الابتسامة من وجه أم عمر قائلة بنبرة مستنكرة لم تستطع كبحها :-
"أزوجه ؟ وماذا يفعل بكِ يا قلب أمك يعلقك ماشاءالله على صدره ؟
أم نجفة تضئ له السقف "
كانت سنابل مازلت على تشنجها وهي تشعر بالعالم يميد بها حزناً فهمست بخفوت لم تفطن له أم عمر :-
"أنا وعمر أصدقاء وإخوة "
رفعت أم عمر حاجبيها قائلة ببؤس :-
"إخوة ؟! أتعني أنكم إخوة"
خبطت صدرها بكفها تهمس بغيظ :-
" خيبة الله عليك يا بن القاضي والله لو عرف لخرج من قبره ليشبعك ضرباً
إما إنك ثور وابن ثور والله ولا تجوز عليه سوى الرحمة "

.............................

يتبع بالجزأ التالت من الإشراقة 👇🏻


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس