عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-22, 08:11 PM   #567

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 637
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزأ التالت من الإشراقة

تضليل الحب ضرورة تبيح محذورات الخوف !

"أكمل أريد أن أتحدث معك بأمر ما " انتبه على نبرتها الجدية وهي تناوله كوب النسكافية ثم جلست جواره فغمزها قائلاً :-
"قل ما تريد يا بطل "
ابتسمت غدي وهي تعتدل في جلستها لتواجهه مستبشرة من هدوؤه خيراً ثم قالت بحذر وعينيها تلمعان :-
" لكن وعد لا غضب أو ثورة "
قطب أكمل مضيقاً عينيه فبللت شفتيها ثم أخذت الكوب منه لتضعه على الطاولة وقد ضمت كفيها هامسة بخفوت وقلق :-
" شرط لا تغضب مني "
اقترب حتى لثم عنقها ثم همس وقد كان مزاجه رائقاً منذ سفر البدوي :-
"قل يا بطل فحبيبك لا يستطيع الخصام "
عضت غدي على سبابتها ثم همست بخفوت :-
"ألا تفكر بزيارة والدتك "
نفضها أكمل عنه بلا شعور وهالها الحزن الذي سكن على عينيه
بداً مشخصاً مهموماً
لا ليته كان مهوماً
لقد بدا كشخصاً تلو عليه معوذات الحزن
وجهه مسوداً ولن تكون مبالغة إن قالت أن ملامحه انكمشت حتى همست برهبة وألم من أجله :-
" يا الله ألا تستطيع المسامحة يا أكمل "
استل سيجارة من العلبة الموضوعة أمامه وأشعلها سائلاً بنبرة وحشية :-
" من حكى لكِ عمتي أم سنا "
رمشت غدي بعينيها بقلق ثم همست :-
"عمتك وسديل "
مج من تبغه ثم أخرج دخاناً كثيفاً وخيم عليهم الصمت لدقائق وحين نظر لها وقع بقلبها الفزع من ظلال القسوة بعينيه والتي لونت نبرته وهو يقول وقد ارتدى ستار البرود :-
" اسمعي حتى لا تؤرقي نفسك بهذا الأمر
لو كانت تموت أمامي
سمعتِ ؟ لو كانت تموت لن أعطيها سماحي أبداً"

أومأت غدي برأسها وقد علمت أنها وضعت قدميها بماء عكر فقالت برقة :-
" حسناً أنا أسفة لن أفتح هذا الموضوع "
أومأ أكمل برأسه دون أن ينظر لها فاقتربت منه قائلة بدلال :-
" هل غضبت مني ؟"
نظر لها وبين ثانيتين كانتا عيناه تشرقان بحبها
ليتها فقط تعرف من هي له بالنسبة له
ليتها تعرف أنها قبلة النجاة التي كتب له في اتجاهها صلاة الراحة
تناول كفيها يقبل كل منهم بدفء وحرارة محترماً أنها لا تحب رائحة التبغ ثم همس بروحه العبثية وأن كان الحزن يتخللها :-
" من يقدر على الغضب منك أحمق يا حبيبي "
ابتسم أكمل ثم تشجعت وهي تقول مرة أخرى بدلال أنثوى :-
"سأتحدث بموضوع أخر ولكن بهدوء "
غمزها أكمل قائلاً :-
" لما لا أتحدث أنا معك بموضوع خاص لكن بصخب ؟"
ضحكت وهي تبتعد للخلف قائلة بحزم :-
" لا شكراً أكثر الله من خيرك ومن مواضيعك الصاخبة "
امتعض أكمل قائلاً بغيظ:-
" هي كثيرة بالفعل لكنكِ كارهة للنعمة "
ضحكت ثم قالت بجدية :-
"استمع لي "
فركت كفيها ثم قالت بخفوت:-
" عملك "
امتقع وجه أكمل مبتلعاً ريقه ببطء هامساً بقلق لم يظهره :-
" ما به "
"أكمل أنا أعرف أنك تسير القانون من باب استغلال الثغرات لكن هذا ليس شرعاً
أريدك أن تروض هذه الناحية لمساعدة المظاليم "
تنهد أكمل زافراً أنفاسه براحة وهو يومئ برأسه تاركاً لها المساحة في الحديث غير مبالياً بالوخز المنتشر بأيسر صدره
يستمع لحديثها عن الحلال والحرام وما تريده من أجل مباركة حياتهم دون أن يجد بداخله شئ يذكر للرد
مهما شرح لغدي أو برر لن تفهم
بما يخبرها أنه لم يكن مخيراً
أنه كبر على هذا الأمر وقد سقاه البدوي الفساد كؤوساً؟
هل تعرف الشعور ؟
شئ أشبه بالمحروم من الماء ليس له وضوء سوى بالتيمم لكن غبار تيممه كان نجساً فبطلت صلاة عمره
حرم هو من الطهارة منذ أن نزعوه من حضن أمه ثم كان تيممه أن رباه البدوي !
"أكمل أنت معي ؟"
هز رأسه بتأكيد فهمست بأمل لم يستطع خذله :-
"هل تعدني أن تتغير ؟"
وبكل ما يملك من حب كان يعدها دون ثقة في مدى صدقه :-
"أعدك "
ارتمت غدي عليه تضمه وفرحة تغمر قلبها وقد عزمت على تأجيل أمر الحديث معه في الصلاة لوقت أخر
"أريدك أن تستمري على هذا " همسها بعبث وهو يضمها له أكثر فضحكت وهي تضربه بقبضتها في كتفه ..

صباحاً
تحركت تنظر من شق باب الغرفة تتأكد أنه يقوم بتمرينه الصباحي ثم عادت وأغلقت الباب بالمفتاح لتجهز ما أعدته قبل أيام
أخرجت الكنزة الصغيرة على شكل دب الباندا من الخزانة ثم قبلتها بسعادة تغمر قلبها وهي تتحرك لتفردها على الفراش ثم أخذت اختبار الحمل لتقوم بتأكيد أخر
ودقائق وكانت تمسح دموع سعادتها وقد تأكدت للمرة الثالثة أن الاختبار إيجابي
وضعته جوار الكنزة بعد أن عقمته ثم بدلت ملابسها ونادت عليه
دقائق وكان يسألها فور أن فتحت الباب :-
" لما كنتِ تغلقين الباب بالمفتاح "
" اغمض عينيك "
ابتسم أكمل بعبث ساخراً :-
" هل ستغررين بي يا أستاذة ؟"
" احترم نفسك وأغمض عينيك "
قالتها بصرامة فطاوعها وهي تسحبه لداخل الغرفة حتى أوقفته أمام الفراش وهمست بقلب يقرع كالطبول من فرط سعادته :-
"افتح عينيك وانظر للفراش"
ضحك أكمل فاتحاً عينيه وهو يقول :-
" ليس هذا ما انتظرته لقد و"
انحسرت ابتسامته وتوقفت الكلمات على لسانه وهو يبصر الشئ الصغير على الفراش فعاد والتفت لها هامساً بغباء لم تبصره:-
" ماهذا "
وبينما كانت الفرحة تغمر عينيها وروحها وهي تهمس بسعادة :-
"أنا حامل يا أكمل حامل "
وكأن وهج الكون كله انطفأ بعينيه وقد تفتت قلبه لشظايا متناثراً تحت قديمه
......................

بعض البشر يتسلحون برداء الملائكة في جاذبيتهم وماهم سوى محض شياطين في خديعتهم !

" اسمع اللعبة الالكترونية ستكون عبارة عن واجهة تلبيس للبنات كما قلت قبلا
اجعل المستوى الأول إلى الرابع لعبة طبيعية ليس بها شئ مريب ثم ابدأ من المستوى الخامس بإدخال محتوانا عن طريق جذب ذهن اللاعب وإثارته للوصول للمرحلة الأخيرة
وحين يصل ؟"
غمز بعينيه ثم واصل :-
" حين يصل دلله واجعله سعيداً "
ضحك الرجل ضحكة مقيتة ثم قال :-
" أمرك يا باشا ثم أننا أيضاً صببنا الاهتمام على بعض الألعاب الذكورية كلعبة( بي بي سي )وأرفقنا معها بعض الاعلانات والمقاطع التي تروج محتوانا "
أومأ رفعت برأسه ثم صرفه بيده وهو يقول :-
"أرسل لي الأنسه نور "
دقائق وكانت تدخل عليه كعادتها التوتر يلف بها والحيرة تغزو بؤبؤ عينيها
تفكيرها واقع بين شقين يقرأهم بسهولة
تريد الفرار منه
وتريد السقوط معه
بالحالتين أصبحت أسيرة رفعت عمران إذا هي هالكة
أشار لها بكفه لتأتيه فتحركت ناحيته تقول مسرعة :-
" لقد تحدد ميعاد زفافي أنا وخالد مرة أخرى بعد تأجيله قبلا لذا أريد تصفية العمل "
ابتسم بسخرية ناظراً لها بتكذيب في تسلحها بهذا الخالد
لكنه سايرها يرفع حاجباً وهو يقول بنعومة :-
" حقاً ؟"
مط شفتيه ثم تحرك من مكانه حتى كان يقف أمامها يخطف أنفاسها بقبلة سريعه دون اهتمام بإجفالها ثم همس بعتاب :-
" وهل أهون عليكِ بعدما كان بيننا بسفرتنا الماضية ؟"
" سفرتنا ؟"
همستها بارتجاف وعينيها تشردان إليها
حيث لمسات تصعدت لقبلات وقبلات تلتها أحضان
أغمضت عينيها تشهق دون صوت متذكرة تلك الليلة الأخيرة هناك على اليخت لقد اقترب منها بدرجة لم تتخيلها
المشكلة أنها مسيرة ورائه لا تعرف ما به يجذبها هكذا
تموء لكل عاطفة منه وكأنها تطالب بالمزيد
تريد الابتعاد عنه لكنها كلما تفعل تجد أنها تزداد التصاقاً به أكثر من الأول
داخلها شعور مبهم .. مجهول مثيراً للفزع أن أهربي
لكن أخر أقوى يجعلها تنغمس في كل ما يمد به يده إليها
" رفعت " همستها باستجداء وقابلها بتوله
" حبيبة رفعت "
وغاب معها بمجون عاطفته
يشعر معها شعوراً مختلفاً لم يتذوقه بأنثى قبلاً
مزيج من الخنوع الممزوج بالرغبة في العطاء عن رضا وليس عن إخضاع..

اليوم التالي
" خالد أنا أريدك في موضوع هام "
دخلت عليه غرفة مكتبه مسرعة غير عابئة بوجود أحد معه أم لا
ابتسم خالد بتحرج للعميل الذي كان معه وهو يتحرك ناحيتها متسائلاً بقلق :-
" نور ماذا حدث "
"أريدك الأن "
قطب خالد ثم همس لها أن تنتظره بالغرفة الأخرى وبعد دقائق كان يدخل عليها متسائلاً بنبرة قلقه رغم الحنو بها :-
" نور ماذا بكِ حبيبتي "
ظلت مسمرة مكانها تنظر له ولظلال الطيبة بعينيه لا تعرف ماذا تقول
أتطلب منه الخلاص ؟
زفافهم بعد أسبوع تقريباً هل تفعلها وتطلب الطلاق ؟
كلما حاولت أن تتلفظ بالأمر يعود لسانها وينعقد
ارتباطها بخالد ليس عادي
ليس عادي أبداً إنه ارتباط روحي حيث مساحة أمان مطلقة وغير مشروطة
إن تركها خالد ستضيع وبكل ما يختلط داخلها من فزع الجنون كانت تقترب منه قائلة باستجداء لم يفهمه:-
" لا تتركني يا خالد لا تتركني أبداً
حتى وإن افلت يدك لا تفعل"
قطب خالد وهويشعر أن بها شئ غير طبيعي فضمها له قائلاً وقد فسر أنه خجل طبيعي ما قبل الزفاف :-
"أبداً حبيبتي لن أفعل "
ورغماً عنها نفرت
نفرت من أحضانه ففزعت من نفسها أكثر
يا الله ماذا بها ؟
خالد زوجها ولا تطيق منه حتى لمسها بينما رفعت تترقب لمساته ؟
مسحت وجهها بكفيها وقد دمعت عينيها تناظره باستجداء هامسة :-
"أنا أسفة أسفة يا خالد "
" نور أنتِ بهذا تقلقيني عليكِ "
ابتسمت بتحسر ثم قالت :-
" لا تقلق يا خالد أنا فقط متوترة قليلاً "
اقترب منها خالد مرة أخرى محتوياً وجهها بكفيه وحنان العالم أجمع بين عينيه وهو يقول :-
" لا تخافي حبيبتي أبداً أنا معك بكل شئ "
ليلاً
شقة رفعت عمران
تقدم خطوة وتؤخر الأخرى
لقد هاتفته منهارة منفعلة عليه أنها لن تأتي هذا العمل مرة أخرى وأن يتركها بحالها لكن بمحض كلمة بسيطة منه حين همس بالحب والطلب في أن تقضي سهرة معه الليلة
ليلة الوداع وسيتركها
ولم تقدر أن ترفض ..لقد وجدت نفسها متلهفة أكثر منه للقاء
كادت تتراجع وهي تشعر بالتشوش يغلب عليها أكثر باللحظة التي فتح بها الباب
عيناه كانتا جمرتين مشتعلتين ببريق الإغواء وابتسامة جذابة بشراسة ترتسم على شفتيه وهو يمد يده ويسحبها للداخل ليقول بنعومة :-
" لما تأخرتِ هكذا ؟"
تأتأت ولم تعرف ماذا تقول أو حتى تفعل فقط قالت بنبرة مس بها الحزن :-
" لقد أتيت حتى "
صمتت ثم قالت بقلة حيلة وعينين ضائعتين :-
"لا أعرف لا أعرف حقاً لما أتيت "
اقترب رفعت حتى احتواها مقترباً حتى اختلطت أنفاسهم ثم همس بحنو لعين :-
" لما لا تعترفي وتسهلي علينا الأمر "
دمعت عيناها هامسة بنفس الضياع :-
"اعترف بماذا ؟"
قطع المسافة اللامذكورة بين أنفاسهم معربداً بين أنوثتها بعدة لمسات حتى أنفصل عنها وهي ذائبة وهمس :-
" تعترفين أننا نحب بعضنا البعض "
انحنت رقبتها فبدت أشبه بكبشٍ قُدم لذبح عظيم لكن الذابح ليس بهين
لم تكن تقدم قرباناً لذنبها بل كانت هي الذنب والقربان الذي لا يقدم لإله الرحمة بل لفرعون العذاب
بكت بلا حول ولا قوة وقالت :-
" نعم يا رفعت أنا أعترف أنا أحبك "
ضمها له أكثر بانتشاء تاركاً لنفسه عيش اللحظة مطيحاً بها في خضم عاطفة نجسة ثم ابتعد بغته فارتعشت شاعرة بالبرودة
تحرك قائلاً بنبرة بادرة وليس كأنه هو الذي كان يحترق منذ ثوانٍ :-
" ماذا تشربين ؟"
هزت رأسها بلا معنى فتحرك ناحية المطبخ وهو يقول :-
" حسنا سأخلط لكِ مشروباً على ذوقي "
دقائق وكانت مجاورة له بل أدق وصفاً بين ذراعيه تتناول مشروبها ويزفر دخان تبغه هامساً :-
" إذا أنتِ تحبينني والعائق أمامك هو "
رفعت رأسها له بخضوع فمال عليها هامساً بتفاني مريب :-
" لكني ليس عندي مانع من زواجك منه "
لم يتركها تشرد بتفكيرها في قوله وهو يفرض عليها عاطفة قاربت على التعبد لها حتى همس بأفعوانية :-
" لكن هل ستقدرين على بعدي "
تركها لتفكيرها دقائق بينما سبح هو في انغماسه بها
انغماس لا يريد تفسيره ولم يقف عنده لأول مرة مع أنثى
أنثى قابلة للتشكل بين يديك كما هي اللحظة كيفما تريد
ورجل صائد لكل ماهو لين وناعم
معادلة بسيطة كانا طرفاها الإغواء والشهوة فتحققت الخديعة مزدانة باسم الحب
غليونة تبغه تقبع بجانب فمه بين شفتيه بزاوية مرتفعه قليلاً وازت ابتسامته الساخرة التي تناقض شغف عينيه الجائعتين لها
ضعفها الأنثوي هكذا أمامه يرضيه ويجعل رجولته تنتشي
اقترب منها بتؤده ونظرة نمر جاهز لالتهام فريسته الطائعة تُظلل عينيه
حاوط كتفيها بكفيه
فارتعشت
وارتضى !!
يزرع عينيه بعينيها وكأنه يحرز أهدافه بهم بأشعة غير مرئية مُرسلة ذبذبات الحب !!
وأخيراً يميل بالقرب من زاوية شفتيها المرتعشتين قائلاً بالهمس المبحوح :_

"تطلقي منه لنتزوج !! "
وكما توقع فاقت من سكرتها تهمس بتلهف وعينين فرحتين :-
" حقاً سنتزوج ؟"
أومأ برأسه بثقة وتأكيد وحين ضحكت همس بنبرة مبحوحة وقد كانت عيناه صريحتان الغاية :-
" بما أننا سنتزوج ألا يحق لنا الاحتفال "
كفيه كانتا غايتهم ملابسها ونيته لم تكن قابله للتأويل ولم تكن هي لديها شئ من الرفض بل كانت راغبة
أذابها كلياً بعاطفته الغوغائية وانصهرت كلياً انصهاراً بدا بذوبان لكنه لم يكن سوى احتراق
احتراق كامل مكمل التهمتها فيه نيران الخطيئة
والصورة من الخارج دعني أصفها لك
هل سمعت يوماً عن تشبيه الرغيف المغموس بالدم ؟
لو كنت ستموت جوعاً لن تقبل نفسك النظر له حتى لكن ماذا لو كنت أعمى ؟
أصم الحواس سوى عن شهواتك ؟
كان هو الرغيف وكانت هي العمياء !

انتهت الإشراقة


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس