عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-22, 09:08 PM   #183

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس عشر

يبدو الكون منتعشا بسعادته، الهواء الصباحي البارد ينعش رئتيه، يدخل إلى المكتب فيجدها في انتظاره، لم يعرها اهتماما كما اعتاد منذ مواجهتهم الأخيرة، غير عابيء بسمتها المتحفظ، ولا ضيقها الدائم منه، يرى بعينيها لوم، وغضب يزيد بمرور الوقت، لا يعرف سر تحولها في معاملته!
يجلس خلف مكتبه، يتأمل الجدران حوله بشرود ممتع.
يبتسم فور تذكره لسالم الذي تركه للتو مبلل الثياب بعد انتهاء تمرينه، لقد أصبح ذهابه إليه وقت تمرينه من الأوقات المحببة لقلبه.
رؤيته وهو يحكم قبضته حول المجداف، يحرك جميع عضلاته، وهو واحد من ضمن فريق داخل قاربه تسعده.
لقد تمنى أن يكون معهم، سيسأل عن الأمر، لقد جذبه هذا الشكل المنتظم للتجديف وانتظام سرعة المركب على رتم محدد.
النيل، المركز، قبلة العاشقين، والبائسين، والمتعافين..
هواءه المنعش الذي يملأ رئتيه صباحا، يمنحه الرغبة في استكمال روتين حياته المضني.
حتى الأيام الخالية من تمرينات سالم، يذهب إليه صباحا بسيارته، يستمد من اتساعه طاقة ليبدأ يومه.
اليوم كان بصحبتة، يراقبه باستمتاع حتى أصاب قاربه خلل فأفلت الجميع تحكمه به، فيسقط سالم وأحد المتدربين داخل مياة النيل، فيثور عبد الرحمن ضحكا، وهو يراه من بعيد يصارع برودته.
تركه يبدل ثيابه قبل أن يغادر للعمل، قاطعا عليه عهدا بأن يحدد موعد اليوم مع أمينة لشراء الشبكة.
انمحت ابتسامته وهو يستدعيها، ينحي الأوراق جانبا عندما رآها تدلف إليه .
يشير إليها بالجلوس ففعلت..
-سالم يريد تحديد موعد للخطبة.
-إيمان أخبرتني.
يحك ذقنه في حركة عبثية، دغدت قلبها الذي ترغمه على التماسك، كي لا يتأثر برؤيته أو أفعاله.
-هل حددتِ الموعد؟
طال صمتها، فسالها بحيرة
-لقد وافقتِ على زواجهم؟
تسبل جفنيها، توافقه، فيقول
-اذا لم التردد في جعل الأمر رسمي؟، هو يحتاج للخروج معها، لترتيب أمر المشروع الخاص بهم، بحاجة لرابط يمنحه أحقية للدخول والخروج عليكم يا أمينة.
قالت بصوت مرتجف
-أنا خائفة.
يترك مقعده ليلف حول مكتبه ويجلس أمامها، يقول باهتمام
-ما الذي يضمن لي بأنه لن يتركها؟
يبعد رأسه عن محيطها ويقول بنزق
-عدنا من جديد.
تقول بحماس مرتجف
-ما الذي يضمن لي بأنه لا يشبهك؟
لا يفهم، حقا لا يفهم، ما دخله هو بسالم وإيما؟
يقول بإقرار
-هو يشبهني، ولماذا أنفي الأمر، المثل يقول الولد لخاله، أجل، نعم، هو يشبهني، ما الذي لا يعجبكِ بي يا أمينة؟
احمرار بياض عينيها بدموع جافة، تأبى أن تلتمع حتى في مقلتيها، منحه إحساس بأنها تكتم شيئا ما داخلها.
-إذا سيتركها، من هو ليحتمل صمتها الدائم، لعدم سماعها نداءه، لعدم اطرائها على فعل حسن قام به، من هو ليحتوي غضبها وقت يأسها، ماذا لو لم يحتمل وهرب، هو في العشرين من عمره لم ينضج بعد.
-ولماذا منحتِهم موافقتكِ المبدأية وتركتيهم يهيمون حبا، لماذا اقتنعتي بحديثي يومها، الأمر لا يخص سالم وايمان ..بل يخصني أنا.
يبحث عن صدق قوله في عينيها ويردف بثبات
-ضعيني جانبا ولا تربطي مستقبلهم بي.
يسند كوعه إلى مكتبه ويقول بصدق
-لا تخلطي وجعكِ بوجعها يا أمينة.. لن تكوني قادرة على استكمال حياتك وقد انطفأ نور الأمل بعيني إيمان، لست أول الرجال أو آخرهم لتخسري أختكِ لأجلي.
يعترف براحة لها، يقر بفعلته وذنبه
-كنت خسيس لأترككِ خلفي دون كلمة واحدة قد تطمئنكِ.
تمكن اليأس من صوته وهو يردف
-رغما عني، أقسم أني تزوجتها مرغما، هددتني بسالم ومستقبله، بإفلاسي لأعيد بناء نفسي من جديد.
انفلت عقال دموعها فانهمرت وهي تستمع لأنينه الصامت
-لم أحلم سوى ببيت مستور وزوجة تعي جيدا واجباتها، تتحمل عيوبي وتتحمل غضبي كأي رجل، زوجة تتفهمني كما أنا لأعطيها ما تحب وتحتاج، وجدت ذلك فيكِ، شابة مسؤولة عن أسرة فلن تثقلها مسؤوليتي، تعبنا لإثبات أنفسنا والعمل بالحلال، لم أركِ سوى رجل إن غبت عن بيتي، ستسنديني إن أغضبتني الدنيا وجئت إليكِ أشكوها، أقسم أن هذا ما نويت، وما أردت، لكني زدت عن الجميع بزواجي منها.
لازالت دموعها تجري ووجعه يشق قلبها
-أنا أتمهل، باستطاعتي طلبكِ للزواج الآن، لكنكِ لست قادرة الآن على إصلاحي يا أمينة، لقد استعمرتني بشرورها، أنا بحاجة للتعافي منها، كنت أعاقبها فجرحت نفسي قبلها.
يجلس بإنهاك وقد انتهي من إخراج الرصاص من جرحه، ينتظر من يضمده.
ما زالت تبكي بحرقة، لحظات واستمع إلى خطواتها تغادر مكتبه، وعندما لملم أشلاء أوجاعه انتبه أنها غادرت المكتب برمته.
لم يأخذ منها موافقة على زواج سالم، ولا وعدا منها بالصمود جواره حتى يشفى.
***
تأبى الشمس اختراق القتامة والسواد داخل شقته الباردة رغم تدفئتها جدرانها، لقد أغلق جميع الأضواء، وجذب جميع الستائر ليمنع أي ضوء من النفاذ، هو يريد أن يعيش في ظلام شاحب مثل مشاعره.
بعد أن سجل رقم فوقية بهاتفه، ارتعدت أصابعه فوق الحروف ليكتب لها في رسالة مقتضبة
-ارسلي لي التفاصيل، لا تغفلي شيئا عن أمي، أوجعيني كما شئت وحركى الخنجر المسموم بداخلي ولا ترأفي بحالي.
رسالته كانت بالأمس مساء، ورسالتها كانت الآن، وقد تخلف عن الذهاب إلى عمله يمط أيام اجازته غير المشروعة.
يجلس أرضا مفرود القدمين، يفتح رسالتها التي وجهتها إليه بلا رأفة.
رسالة محولة على لسان أمه، تحمل كل الوجع والبؤس الذي يملأ السماء التي بلا نهاية وتفيض
-يقود سيارتي عائدا بي إلى منزلي، أتابع سرعته المبالغ فيها، تجاهله لي وكأني لست صاحبة القضية أو السيارة.
شاربه الغليظ، ذقنه الحليقة، وشعره الأسود الكث ملائمان لحدة طباعه، يكفي أن يراه ابني ولو أخطأ سيعترف على الفور دون مجهود من الماكث جواري.
امتثلت لكلام صالح المترفق بحالي، هو لم يتهمني، لقد كان لين الحديث ومنتقي لكلماته، سأجرب..فماذا سأخسر.
صديقه ذو هيبة سلطوية وحتما سيصدق ابني ما أزعم.
أشرت له بالتوقف أمام البناية، وصعدت به إلى شقتي، انتفض محمد فور تعريفي له، يفسح له المكان للدخول.
يسأله
-أين غرفتك؟
توجه محمد ناحيتها دون أن يتحدث، لحظات غابا خلف باب غرفته الذي أغلق فور دخولهم.
لم استمع لأي شيء مما يقولون، فقط همهمات ضعيفة، وقلبي ينتفض بترقب، رغم قوتي في تنفيذ الأمر إلا أنني أموت رعبا من داخلي خوفا عليه.
أنا من ربيته وأعلم جيدا أنه ليس بسارق، لكن من؟!
لحظات مرت بطيئة، مجحفة في حق ترقبي، موجعة لضربات قلبي..
لكني انتظر.
وبذات السحنة التي دلف إلى محمد بها، خرج من غرفته، يثقبني بكلمة مختصرة، وابني من خلفه شاحب الملامح، وددت لو احتضنته واعتذرت له، لكن صوته القوي الذي يماثل وجهه منعني
-اتبعيني.
وفعلت كما أمر، نزلت خلفه، ركب السيارة فجلست بجانبه، انطلق وأنا جواره انتظره ليتحدث لكنه فاجئني بصمته، يتوجه نحو طريق لا أعرفه.
يشعل سيجارته التي لا تزيده إلا قبحا بعيني، الظلام بدا يستشري وعواميد الإنارة تختفي، ليذهب بي لمكان مقفهر.
ابتلعت ريقي وهو يتوقف بالسيارة في هذا المكان الدامس إلا من إضاءة خافتة داخل سيارتي بالكاد تجعلني أراه.
يفتح باب السيارة من جهته، وينزل ليفتح خاصتي
-انزعي ملابسكِ.
ذلك الرعب الذي كنت أشعر به منذ لحظات تحول إلى هلع وهو يخرج سلاحه ليضعه أمامي على تابلوه السيارة، يخرج مربع صغير بني اللون من علبة سجائره يبدأ في كسر إحدى السجائر الأصلية، ويشعل قطعة الحشيش، ليدمجها مع التبغ، وفي ورقة رفيعة يقوم بلفها
-حالما انتهي من لف تلك السيجارة، تكوني انتهيت أيضا.
بدأت دموعي في الهطول وأنا بين شقي الرحى، لا أعلم ما السبب فيما يفعل، لا أستطيع فعل ما يريد، وكيف أرفض؟
يحشو ورقة رفيعة بهدوء وكأنها احدى البنايات الهندسية التي ترسم بدقة متناهية
-ابنكِ من سرقكِ.
يلتف نحو السيارة، أراه يعبث في شيء ما بداخلها ليخرج حقيبة صغيرة يفتحها ويسقط المال فوق رأسي.
-لقد أخبرني بأنكِ تتحدثين إلى الرجال، وترافقين رجلا ما، يسمعكِ تتحدثين معه بالساعات، تتمايعين معه ضحكا وصخبا، علم بأن له أموال تحفظيها له فقرر سرقتكم والانتقام منكم.
صدمات كالمطارق فوق رأسي، ابني أنا؟!
بت ألطم وجهي دون أن أشعر، كيف يراني الآن؟!
ما الذي قصه على هذا النجس ليطلب مني أن أضاجعه؟!
-سنتزوج كما تعلم، إنها أمواله لتبديل غرفة النوم بشقتي، هو يدخر معي الأموال لذلك، أقسم بالله لست كما قال ابني.
يجذبني من شعري ليخرجني من السيارة لتتلوث ملابسي أرضا، يضع اللفافة بفمه ويدفعني لأسقط بقسوة على الأرض، يسحب نفس عميق من سيجارته وينزع ثيابه، يخرج من جيبه زجاجة صغيره يصرخ بي بقسوة
-هيا.
تلكأت أصابعي فوق ثيابي أهمس لها بأن تسترني، بألاَّ تنقاد ليدي أو ليده، شعر بتباطئي فاسرع نحوي ينزع الستر عني، يتنفس الحشيش ويسقط رماده فوق جسدي، يسكب فوقي من تلك الزجاجة الصغيرة التي علمت فور نزول محتواها على بطني بأنها خمر.
استحل جسدي بقسوة دون رفق، فقد كان الحكم والجلاد في قضيتي، تموت أحلامي بالستر تحت غطاء رجل يحفظني مع كل لمسة قاسية فوق سيقاني.
أقاومه بوهن مقياسا بقوته، ينال مني غصبا عني، ابني سببا فيما يحدث لي، بل انا السبب ربما..
يخطتف القبلات الواهنة وينعتني بأقذر الشتائم التي لم أسمعها أبدا، يقلبني يمينا ويسارا، ينتهكني بجسده وعرقه، لم يترك فعلا إلا وفعله ليتركني ممزقة الفؤاد والجسد.
ومن بين رحيل وعيي واستفاقني رأيته يحمل حقيبة المال، يكمل إهانتي ببعض الشتائم مع إتمامه لارتداء ثيابه..وغادر.
لقد نال مني..ومن مالي..وما أنا إلا قطعة من القماش ملقاة ارضا، مهترأة تعبث بها الرياح، لا يسترها سوى الظلام.
أكاد أن أموت يا فوقية وتتمزق روحي، لابد وأن امنحها الخلاص، لا تخبريه أبدا بما فعلت، ولا تجعلي حياته ظلام لأجلي، هو يستحق الحياة والفهم.
كوني له عونا يا فوقية وأخبريه بأني لطالما أحببته، لطالما أفنيت حياتي لأجله، أخبريه أني تقبلت سخطه، وحنقه، عدم بره بي، أخبريه أني أسامحه لأجل غيرته علي، لا ألوم حمقه وأنا أرى تصرفه الطفولي غيرة على شرفه وعرضه.
احتضنيه يا فوقيه وإن لم تنجبي اعتبريه ولدكِ، اعتني به لأجلي، الوداع يا رفيقة دربي.
يبكي دما، تتقرح عينيه وينزف قلبه مما تلتهمه عينيه من حروف، تنكتم أنفاسه غير قادر على الصراخ أو تخترق آهاته الصمت لتريحه، شهقات مكتومة متحشرجة بجحيم ما قرأ.
لقد طلب التفاصيل، وقد منحته إياها بينما صفعاتها هي أقل ما نال، حدتها معه لاتزن شيئا فيما قرأ.
لقد ظن بأن التفاصيل ستقتله وياليتها فعلت، إنما هي تمزقه، تعذبه، هو الآن يقتل بالبطيء، وسيف الندم يسفحه بحدة.
أمه تحمل همه وهي في أوهن أوقاتها، وهي تنزف متردية نحو الموت، تتوسل فوقية عدم الغضب منه!
أي غبي هو..وأي مصيبة فعل؟!
انتهت رسالة أمه ليرى رسالة فوقية المقتضبة
-لا تفكر بالبحث عنه أو للانتقام منه لأني لا أعرف صالح من الأصل، لا أعرف أرضه ولا أملك معلومات عنه..ثق بأن الماضي انغلق بموتها وأنت.. انت السبب..
خناجر تنتصب في أطرافه تؤلمة، تنزف دماء وتحدها فلا يستطيع الحركة حتى لا يكبر جرحه ويتعمق.
أما عن الخنجر الموصول بقلبه، سيتركه عن طيب خاطر لتقطر آخر دماءه الآثمة فتطتهر روحه وتنسل لبارئها.
لازالت الشاشة مضاءة، بينما عينيه أظلمت بوهن مرهق.
***
يركن سيارته تحت منزل محمد، أوشك أن يصدم أحدهم وهو يصفها ويضبط زاوية ركنته، وعندما نزل تأسف لذلك المسن على صدمته البسيطة، فتقبل الرجل الذي يسير على عجل، مهموم الوجه اعتذاره.
تزامن دخولهم لذات البناية، وتوقفوا عند ذات الشقة فقال
-هل أنت صديق محمد ابني؟
قال سالم باستبشار
-أجل، كيف حالك يا عمي، تجمعني صداقة قريبة به.
-اتصل به منذ ساعتين ولا يجيبني، ليست عادته، يبدو مريض.
كان يتحدث وهو يطرق الباب فيجيبه سالم
-كانت هذه بداية معرفتي به، مرضه، جئت للاطمئنان عليه.
كان جزء من الحقيقة ، فسالم جاء ليتابع أخبار أميرة، لربما أمسك هاتف محمد وقلب فيه ليصل إلى شيء.
قابلت طرقاته الصمت فشعر والده بالضيق، يبحث في جيبه عن المفاتيح حتى وجدها ليقول بقلق
-أشعر أنه ليس بخير.
كانت تهتهة الرجل تنم على خوفه الشديد على ابنه، الذي لا يعلم سالم سببا لتركه يعيش بمفرده طالما الأمر هكذا.
دخلوا لظلمة شقته، فتح والده النور لينتفض مسرعا نحو ولده الملقى أرضا، بينما هم سالم لمساعدته وهو يجد الهاتف جواره، حاول أبيه اسعافه فلم يفلح
-ساعدني يا ولدي، لنأخذه إلى طبيب، لم أعد مطمئنا وهذا الأمر يتكرر معه.
ساعده والده ليحمله سالم على ظهره، ووقت اعتداله التقط هاتفه بحركة خاطفة، يعتدل ليزن حمولته ويسير سريعا نحو سيارته.
يعدل رأس ابنه يسندها على كتفه، مترددا في سؤال سالم عنه وقد أخبره أنه معرفة قريبة، لربما يكون هو السبب، هل أعطاه شيئا ليجربه فلم يصمد ولده!
لحظات متجهمة مرت حتى الوصول، بين حركة سريعة وخروج الطبيب..
-اغماءة نتيجة انخفاض في ضغط الدم، لقد حقناه بالمحاليل لضبط الأمر، هل تكررت اغماءته من قبل؟
هنا تذكر سالم كلمات أمينة عن تلقيه صدمة ما فقال للطبيب
-نعم، لقد تكرر ت من قبل، هل للصدمات النفسية تأثير كهذا على المريض؟
-بالتأكيد، قد يتعرض الإنسان لجلطات بسبب ارتفاع ضغط الدم فور تعرضه للانفعال، أو صدمة لم يتوقعها.
-حسنا، بماذا تنصحنا يا دكتور.
أطلعه على ما يمكن فعله في تلك الحالات، ووالده يتشرب ما يحدث وكأنه يشاهد حدث لا يخصه، استأذنهم سالم وقد رن هاتف محمد بجيبه.
وعندما ابتعد وأخرج الهاتف، وجد المتصل..أميرة، ألغى اتصالها ليفتح رسائل الواتس آب في حركة بغيضة إليه لم يعتدها وهو يتلصص على مكالماته معها، يبدو أنها خبيرة في التنمية البشرية لتعدل مزاجه بحكاويها عنه وعن إيما، ثرثارة هي تلك الفتاة، يكتم ضحكه عن تأويلها مشهد زواجه.
ما خرج به من تلك المحادثة، أنها لازالت تحدثه، وربما زاد حبها لذاك المخادع المريض.
مسح كل محادثاتهم سويا، بما تحويه المحادثة من تسجيلات صوتية.
ينتقل إلى باقي المحادثات لربما توصل لسبب ما هو فيه الآن.
وعندما وجد اسم فوقية مسجل، دخل بتطفل إلى المحادثة، يعي جيدا أن هناك شيء مهول جعل من هذا الضخم جثة متهالكة.
لحظات وكان والده يناديه فأغلق الهاتف دون أن يشبع فضوله، وانتهى أمره عندما سمع والده يقول
-هل هذا هاتف ولدي.
-أجل.
ولم يجد بدا من مناولته له، فوالده أولى به، وقد قُتل فضوله للتو.
-لا أريد أن أثقل عليك غادر يا ولدي شكرا لك، سأكون معه، أشكر تعبك معي، بارك الله فيك.
-أنا معك حتى ينهي هذه التحاليل ويصل لتشخيص محدد، سأوصلك للمنزل بنفسي، لا يصح مغادرتي الآن.
***
تمر الأيام وهو لا يعلم لأرضها سبيلا، يتخبط بين خوفه عليها وغضبه من أفعالها .
لقد قلب الأرض ليبحث عنها بين الموتى، بذل من الجهد ما يفوقه
-لا تحمل نفسك أكثر مما تحتمل يا طارق.
دوما ما كانت صوت العقل في أشد أيامه سوادا، هي وابنه من يجعلاه متمسكا بخيط الأمل الرفيع الذي يوشك أن ينقطع.
-الوقت ينفد يا خلود ولا أعرف مكانها، هل هي بخير؟، جنينها بخير، هل تحتاج إلى شيء؟
انحناءه ظهره تقصمها، إنها ضربة أخرى من ضربات عاليا التي لم تنتهي ولن تنتهي على ما تظن.
-لقد بحثت عنها في كل مكان، تقصيت عنها بكل طريقة أملكها.
-عاليا بخير لا تقلق.
يلتفت إليها لترى ملامحه الشاردة، التي لم تراها تغمر وجهه إلا بسببها "عاليا"
-أعطني بديلا للقلق يا خلود، احقنيني بدواء الاطمئنان واجعليه يسري في عروقي سريعا فالألم يمزقني.
يقف متخبطا ويكمل
-أنا لم أجبرها على الزواج، وإن اختارت أحدهم من علية القوم لزوجتها له لكن مع عبد الرحمن منحته ثقتي.
-هو لم يخنها، بل هي الأفعى.
يضع كفه على رأسه
-لا تنسي بأنها أختي يا خلود.
-لا يصيبك منها إلا الشر، قد أبدو قبيحة أمامك ، لكني لن أتركها تدمر ما تبقى منك، أنا أعيش على لملمة تلك الأنفاس الدافئة، لم يعد لي سواك في هذه الدنيا، هي أخذت الكثير، الكثير من الدعم من جدي ومني ومنك، دعها تعتمد على نفسها، تصلح نفسها، توقف عن اتهام نفسك دوما، أرجوك توقف.
تشهق بضعف
-أنت أخيها الذي كانت تبحث عن نزع رقابته عنها، تريد الابتعاد عنه لتتحرر، بينما أنت من تضيء حياتي، ما نفع المال وأنا بدونك، ما نفع الولد بدون أب يحتضن ويطمئن، لقد قمت بما يجب معها وما يزيد، أنا أحتاجك، ابني يحتاجك، لأجلي يا طارق توقف.
يعانقعا بقسوة، وهي التي يخلع همومه عند عتبتها، عاليا أثقلت كتفه بالهموم، ستعود، هي ستعود مهما مر الوقت حتما ستعود.
تبادله العناق القاسي بآخر متملك، تحتضن يديها حوله وتضمه إليها بقوة، ترفض دخوله تلك الدوامة التي ابتلعته قديما، هي لا تصدق من الأساس أنه خرج منها.
يقبل شعرها، فتستند بجبينها على صدره
-لقد نام يوسف.
يمسح على ظهرها، فتكمل
-إنه اليوم الثالث على التوالي الذي تمنع نفسك عنه.
ترتفع رأسها مع ارتفاع صدره بأنفاسه
-لن تفيد تلك الحيل بأن والدك عاد ليلا أثناء نومك، وأنت لا تغادر المنزل من الأساس.
وعند منتصف ظهره، مررت أصابعها بقوة فوق عموده الفقري وتكمل
-ستوقظه بنفسك صباحا، وتقضي معه اليوم
ترفع وجهها نحوه، تعلم أن عقله لم يتوقف بعد، تسأله
-اتفقنا؟
يهز رأسه بوجوم موافقا، ينهل من وجنتيها القبل، يسكن وجع جسده وعقله بها، هامسا بوهن
-اتفقنا.
***
دلفا إلى غرفته فبدى أفضل حالا، لكن وجهه عابس .. مبعثر، ليته قرأ محادثته مع فوقية التي تعد الصندوق الأسود له.
-مرحبا يا محمد.
تلقى ترحيب سالم بصمت، متجاهلا سبب رؤية وجهه مجددا، غاضب من نفسه ومن ذكرياته، بل ومن الوجوه المشفقة حوله، ومن الهواء.
قواه الخائرة لا تتوافق مع كتلة النيران التي لو قذفها لاحالت المشفى إلى ركام.
جفت الدموع من عينية وقد باتت لا تريحه، ربما لن يرتاح إلا لو تخلص من حياته جزاء لفعلته وفحشها.
جزاءه هو أن يموت كافرا بنعم الله منهيا حياته ليماثل أمه في الجزاء، لا..بل الله حكم عدل، يعلم بمصابها، لن يحاسبها..
هو من يستحق العذاب.
لا يستمع لكلمات أبيه ولا يجيبها، ولا يتحدث وكأنه فقد النطق، يتمنى فقده كل مباهج الحياة، لا يستحق الحب، ولا الدعم، ولا خوف أبيه عليه.
ربما لو لم يغتصبها ذاك اللعين لتركها المدعو بصالح لتعود لوالده.
هو خط نهاية لحياتها لا تتناسب مع غايته وقتها.
كان كالأحمق الذي يعرفه الجميع بينما هو يدعي الذكاء.
انصرف بوجهه عنهم وشرد بعالمه.
تمنى لو شنق نفسه وتعذبت روحه، أو سال دمه من معصمه لتسحب روحه بطيئة موجعة.
يريد موتة شنيعة تعذب جسده حتى تصعد روحه وتتعذب هناك العذاب الأبدي .
مربع بطول جسده بمسامير مدببه تخترقه حتى رأسه...
يشرد في أشد الوسائل وحشية، حتى لو لم يحققها يبقى ألم التخيل يضعف جسده.
حدثت أشياء كثيرة سريعة، بين أخذ عينات دم، وعمل أشعة، يوم طويل يتحرك من يد هذا لذاك..ولا يعلم متى عاد إلى شقته، ولا كم مكث معه والده تاركا بيته وزوجته لأجله.
ما يعيه الآن هذا الاتصال الأخرق منها..
يستمع لصوتها الملهوف..كلمات عن شوقها إليه، اهتمام صادق ومحبة خالصة بين حروفها، قطعها بجفاء مبهم لها
-أميرة..لا تتصلي بهذا الرقم مجددا، أنا لا استحقك، ولا استحق خوفك وقلقك، وذاك الحب الذي يقطر منكِ، أنا بائس حد الموت، مذنب حد الكفر، لا تغدقيني باهتمام وأنا بحاجة لجلد السياط..أنِت لا تعرفيني، ولا تعرفي كم الشرور بداخلي ولا ما اقترفت قبل معرفتكِ وبعدها..أنا منبع الشرور، توقفي عن الاتصال بي، والتفكير بي، والدعاء لي إن كنتِ تفعلي، لا تمنحيني أكبر من قدري وتضعيني في سلة واحدة مع والديك، أنا لست سند لأحد، اتركيني لحالي وانسيني تماما.
وأغلق الخط، والهاتف، وتركه يسقط أرضا، يحتمي بوهنه في غطاءه، مستسلما لذاك الجلد النفسي الذي يعذبه أكثر من تنفيذه لفكرة الانتحار نفسها.
**
تعبث في هاتفها تشغل وقتها لحين قدوم الحافلة، لقد أنهت دوامها مغادرة إلى المنزل.
لقد رفضها ولفظها بطريقة فجة وكأنها تلقي بنفسها عليه.
ألم يخبرها بأنه يحتاجها في محادثتهم السابقة؟
مزيج من الغضب والحزن من طريقة تحدثه إليها، ستعذره..تعرف أن هناك شيء يجثم على قلبه فيجعله عازف عن الناس بهذا الشكل.. لايهم..ستصبر إلى أن تنتهي تلك الشدة.
-أميرة...
تلتفت مندهشة من وجود عبد الرحمن خلفها خلفها في هذا الوقت، أليس لديه عمل؟!
-مرحبا..هل أمينة بخير؟
يعقد ذراعيه أمام صدره يتابع تحرك الأشجار أمامه بقوة
-حتى الآن هي بخير، لكن فيما بعد.. لا أعرف.
ضيقت عينيها تبحث عن إجابة لأحجيته فلم يطل عليه وقد عادت إليه هالته السلطوية التي ضايقتها في مقابلتهم الأولى، إلا أن الإكبار لازال يحاوطه فاستمعت لكلامه
-دعيني أخبركِ بحكاية قد تبدو مسلية بالنسبة إليكِ ..
شحب وجهها فقال بابتسامة يهادنها مكملا جملته
-لكن دعينا نعقد اتفاق أولي، تجهلي كل بنوده ما عدا ثقتكِ بي.
عدلت حجابها ، تصغي باهتمام
اقترب بوجهه منها رغم المسافات، وعينيه قاسية فوق عينيها
-هل تثقي بي يا أميرة؟
تحرك عينيها بقلق فوق وجهه لكنها منحته إجابتها
-نعم..أثق بك.
وبمن تثق إن لم يكن رجل بعمره، وخال خطيب أختها أي بينهم نسب، وله من الخبرة في الحياة باع طويل.
قال مستغلا تفاعلها
-كان هناك امرأة مغرمة برجل بشكل جنوني، مرضي إن شئتِ الدقة، أحكمت حوله كل القيود لتتزوج منه، كل ما تتخيليه فعلته، عطلت أمواله، جعلته يوشك على الإفلاس، وعندما علمت بحبه لامرأة اخرى قررت ضرب إحدى أخواتها في شرفها.
تستمع باهتمام، يساورها الشك في حكايته، هناك خيوط لكنها غير قادرة على جمعها.
أكمل ولازالت عينيه عليها يحافظ على نبرته الهادئة
-اشترت أحدهم بالمال لضيق حاله ليوقع بأخت حبيبة البطل(إن شئنا تسميته بهذا كي لا تتوهي مني)كان يعمل معها، وزميل لها في ذات الوقت، فاشل، يأخذ السنة باثنتين، تودد إليها ونال قلبها، فتمت المهمة بنجاح، نالت البطلة المريضة صور لها وهي خلفه على دراجته البخارية، ونجحت في التقاط صورة لهم وهم متعانقين، لكن البطل لم ينتظر حتى يرى صورة أخت حبيبته بأطفال بطريقة غير شرعية فوافق على الزواج منها ليتوقف كل شيء.
تسقط دموعها بعينين متسعة وقد فطنت إلى القصة وأبطالها جيدا فأكمل
-لقد ذهبت إلى محمد وضربته ولم يقاومني يا أميرة، هو يعلم بأنه مخطئ، وهددته حتى لايعود لكِ من جديد بينما أنتِ من ظللت تحومين حوله، يوم سقط مريضا سالم وجد رسائلكِ لديه واستمع لتسجيلاتكِ.
يضرب على الحديد وهو ساخن بصوت ثابت
لقد اتصلتِ به وسالم يحمل هاتفه عندما زاره - بالصدفة ووجده مريض بصحبة والده.
التقط أنفاسه وهو يعدل وضعية وقوفه يضع يديه بجيبي بنطاله
..-سالم مسح جميع محادثاتكم، وانتهى الأمر، فانهِ أنتِ أيضا وتوقفي عن ملاحقته.
ثم قال بوجه قاسي لم تعتده منه، بنبرة حاسمة
-هل فهمتِ؟
تهز رأسها بسرعة وهي تقول بخفوت باكٍ
-فمت، فهمت..فهمت.
-والآن، انتبهي لدراستكِ، وامسحي رسائله وانسي الأمر.
لازالت تهز رأسها بسرعة، ترفع هاتفها سريعا تنفذ ما قاله، ثم قالت بتوسل
-لا تخبر أمينة أرجوك..
يتأمل هلعها برأفة، يهز رأسه بهدوء، يعطيها ظهره منصرفا فقد انتهى مما أتى لأجله، يفتح أزرار قميصه العلوية وقد اختنق، فقد أعادت تلك المحادثة كافة ذكرياته الباهتة.
***
يعبث الهواء بنافذة فوقية فتفتحها أميرة تنتظرها؛ لقد أخبرها العم سلامة بأنها تنهي الغداء وهو يغادر ليشتري لها طلبات للمنزل.
تتسلل إلى أنفها رائحة الطعام التي تعشقها، غير قادرة على إسعادها، ولا اسعاد خالتها على ما يبدو بعد أن عادت لحزنها مجددا والذي كسر حدته خطبة إيمان.
تغمض عينيها بيأس، لقد كانت كالدمية، هو من استخدمها، وهو من ألقاها حالما فرغ منها يلعب بعرضها مستغلا براءتها وثقتها فيه!
-كيف حالكِ يا أميرة.
إلتفتت إليها تغلق النافذة، تعلم خوف خالتها من تسلل الحشرات لمنزلها
-اتركيها..
تقدمت خطوات تواجه خفوت عينيها بشرود تطوف عينيها على وجهها وهي تذكرها بأمها..يتبادلن الحديث المؤلم بأعينهما، حتى اغرورقت عيني أميرة بالدموع مندفعة نحو صدرها
-أنا متعبة.
تلقفتها يديها بحنان غريب على مزاجها المتقلب، الذي يرى كل الأشياء سواء؛ بعد رسالة محمد المقيتة إلى قلبها.
ذلك التيه الذي استوطنها؛ هو يشبهها.. صديقة عمرها.. هو يشبهها للحد الذي تتشتت فيه من ضمه أو إقصاءه، معاقبته أو احتواءه والشفقة عليه.
تشدد من احتضانها لأميرة وقد تخطت دموعها جفنيها هي الأخرى.
ترتجف أميرة ببكائها؛ تنعت نفسها في سرها بالغباء، كيف انساقت خلف مشاعر ليس لها مسمى خلفه، كيف لم تفكر ولم تتوقف، كيف انساقت وأحبت ومنحت..
يؤلمها صدرها وتختنق أنفاسها، فتهدهدها فوقية التي ما إن نضحت عينيها دموع قلبها، شعرت بأن سجن حزنها انفرج وباتت على أعتاب الشفاء، تتذكر رؤيتها له وهو على هذا الحال منحها الشعور بالتشفي والقصاص.
تربت على شعرها بحنان جارف
-ماذا بكِ حبيبتي؟
ترفع عينيها الباكية نحوها فتقول فوقية بحلم
-هل آذاكِ..
فوقية تعلم حتما أنه مؤذي بشكل أو بآخر، باتت لا تريد أن تعرف شيئا عن ماضيه أو حاضره، سبب سقوطه، سبب مرضه أو ابتعاده عن عمله ..
تحمل في قلبها غضبا منه ووهنا مرير من حبه، تلعن ذلك الصارخ بصدرها باسمه..
-صدمتي فيه تؤلمني يا خالتي، لماذا لم تحذريني، لماذا لم تمنعيني وتصفعيني لابتعد، هدديني باخبار أمينة، لماذا صمتي منتظرة كسر قلبي بهذا الشكل؟
تبكي بحرقة مثلها وأشد، وكأنها تكوي جرحها مع ابنتها
-كانت صدمتي أكبر من الحديث يا أميرة وأنا أرى ماضي هربت من قضبانه لطالما سجنت روحي فيه يتجسد أمامي في صورته.
شاردة..دامعة..منهكة..
-شاء ربي أن تكوني وسيلة لوصله بي..
قالت هامسة
-يبدو أني كنت وسيلة.. فقط وسيلة لكل شيء..
تمسح دموعها بينما قلبها ينهت بتقطع تسمعه أميرة المندسة في أحضانها
-علمت أنه سيترككِ بعد مواجهتي معه.
-لقد آلمني بشدة يا خالتي، لقد أحببته، منحته ثقتي وخنت عهدي مع أمينة، لم أكن على قدر كلمتي وثقتكِ أنتِ بي، كنت كالعصفور المقيد وحالما أتته الفرصة هرب، فتحت قلبي بغباء وبت أتشرب أحاسيس لأول مرة تغزوني.. أنا…
تقطعت حروفها باكية، فتصمت مردفة ببكاء شاحب..
غير قادرة هي على مواساتها وهي تحتاج من يواسيها، هي الكبيرة التي طحنتها الحياة بمعاركها سنوات طويلة، فقط الدموع التي تفرج يأس القلوب هي زادها..
صمت من نشيج كلتاهما يتردد صداه للحظات، حتى أتي زوجها فلملمت وجعها وقد انفرج القلب بعد أن فاض بضيقه..
ترتب شعر أميرة بحنان، تمرر يدها فوق وجهها تمسح دموعها،تتجاوز حديثها الشاق قائلة
-لقد نال جزاؤه، كسرة قلبكِ تلك لن تزن شيئا في عقابه.
تمنحها ابتسامة متدثرة بالتعب
-أخبركِ نكتة
لم تجبها أميرة فأكملت فوقية كعادتها وقت إلقاء النكات
- مدرس لغة عربية قال لتلاميذه حالما يأتي المدير حدثوني باللغة العربية الفصحى؛ فلما أتى المدير قال المدرس
-اغلق الباب يا محمد.
فقال الطالب
-أمرك يا أمير المؤمنين.
فسجن المدرس بتهمة انشاء جماعات ارهابية في المدرسة.
انفلتت ضحكة حزينة من شفتيها، بينما فوقية لازالت تحنو عليها بلمسة ناعمة فوق رأسها؛ ليصمتا من جديد.
***
كل سنة وانتم طيبين..لنا عودة واستكمال الفصول بأمر الله بعد رمضان💗


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس