عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-22, 07:56 PM   #24

عائشة بوشارب

? العضوٌ??? » 485881
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » عائشة بوشارب is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون


لماذا تقولين هذا؟ ما الذي يدعوك لتمني مثل هذه الأمنية؟
خائفة من قرار قد أمضي على فعله وأندم بعدها، أشعر وكأن قلبي مسجونًا داخل قبضة يد عملاق!
بعد ثوان من الصمت حاول كازانوفا كتابة شيء مناسب ليرد به، أخيرًا قال: بصراحة لم أعرف ماذا أكتب لك! فقد سرقت مني كل الحروف.
ساد الصمت للحظات، حتى بدا كضيف ثقيل ينازعهما غرفة الدردشة، تنهدت وفكرت قليلًا لتطرح سؤالها: ما هو الشيء الذي يجعلك ترتعب؟
لمَ تختارين الأسئلة الصعبة! ماذا فعلت لك؟ يا شريرة.
ضحكت من حديثه ثم أضاف قائلا:
سأخبرك لكن عديني ألا تضحكي أولا!
لا يمكنني أن أعدك، فالضحك بات هوايتي المفضلة. "أضافت مع رسالتها القصيرة ذاك الوجه الأصفر الذي يحتوي على غمزة ولسان أحمر اللون"
رد عليها قائلا: بصراحة، أخاف من الدماء.
اعتدلت في جلستها منتظرة بحماس انتهائه من الكتابة حتى تعرف السبب وراء ارتعاده من الدماء.
كما تعلمين بعد انتحار حبيبتي، بتُ أرى كوابيس متوالية، لهذا السبب لم أستطع إنقاذ تلك الفتاة الصغيرة التي كانت وسط الدماء، أعتقد أني مصاب بهاجس الدماء جراء ذلك.
شعرت تانيلا وكأن رابطًا قويًا بات يجمعهما، أحست بشعور غريب لم تستطع فهمه، فكتبت بارتباك وثقة في الوقت ذاته: لا تدع مخاوفك تتغلب عليك، ثق بأنك تستطيع التحكم فيها، فإن سيطرت عليها فلن تسيطر عليك! وأنا لدي هاجس من المرتفعات، لكن لا أفكر بها كثيرًا كي لا تتغلب علي.
ما رأيك أن نتحد كي نواجه مخاوفنا! أي تتقوين بي وأتقوى بوجودك، حاولي مواجهة مخاوفك معي.
رفعت حاجبيها وقد ارتسمت عليهما علامة استفهام: وكيف ذلك؟
فلنلتقي يومًا ما أنا وأنت! نصعد فوق مكان عال! نمسك بأيدي بعضنا وتقومين أنت بمساعدتي، أقصد بجرح يدي كي أستطيع رؤية الدماء التي تتدفق لتشهد اللحظة التي نتخلص فيها من خوفنا، سأتحسسها بيدي الأخرى حتى أبرهن لنفسي أنه يمكنني محو جميع الذكريات السيئة فقط عندما نريد نحن ذلك.
ابتسمت وسافر عقلها إلى الفكرة وارتسمت الصور في عقلها، فكتبت له: ماذا يحدث بعدها؟!
بعدها سنجري إلى حافة الهاوية ولن نسمح للجاذبية بالتقاطنا، في الوقت نفسه سنكون بأمان "الشكر لمخترع المظلات" ستكفينا مظلة واحدة لننجو، إلا إن كان وزنك ثقيلا فهنا يتحول حديثنا إلى حديث آخر.
ضحكت بصوت خافت، ورأت نفسها تطير معه بالمظلة في مكان جميل يخلو من البشر، على الرغم من عدم ذكره مكانًا محددًا، كم بدا المشهد حقيقيًا! فجأة غمرها إحساس مفاجئ أعادها إلى الواقع المر الذي تتصارع معه وقالت في سرها "هذه الحياة ليست لأمثالنا" ثم كتبت له:
أنت مفعم بالمرح يا كازا وذكي أيضا "قليلا" لكني لن أخاطر بالمجيء معك، من يدري قد تقوم بدفعي من هناك وأموت، أعلم بأنك مجنون وتفعلها.
ثقي دائما ما دمت حيًا لن تتأذي أبدا، يا حشرتي المجنونة!
استغربت تانيلا من جوابه، وقد غمرها شعور ممزوج بالفرح والإحباط في الوقت ذاته، فهي لم تأذن للحب أن يطرق بابها من قبل، لم تتوقع أن يقال لها شيء بهذا الدفء.
أتمنى هذا! حان دورك ولا تنسَ القوانين الجديدة للعبة.
صحيح، لقد نسيتها بالكامل، تحد أم سؤال واحد؟
فكرت بهمهمة ثم تجرأت: تحد!
ما هو الخطأ الفادح الذي فعلتِه في حياتك؟
فكرت عميقًا بسؤاله الذي فاجأها، ووجدت أنها فكرت به من قبل وبقيت الإجابة ذاتها: أحيانًا أشعر بأنني لم أعبر بما يكفي لوالديّ عن حبي لهما، وهذا يعد أكبر خطأ فعلته.
رحمهما الله، لا تفكري هكذا، يجب ألا تلومي نفسك على شيء لم تكوني تعلمين أنه سيحدث، فأنت إنسانة فقط ولستِ "امرأة خارقة".
ربما معك حق.
هل أنت جاهزة للسؤال التالي؟؟
جاهزة منذ يوم ولادتي.
بالتأكيد ارتكبتِ أشياء مخالفة للقوانين، أخبريني عن أخطر شيء فعلتِه مخالف للقانون.
تنهدت وفكرت فيما إذا كانت ستخاطر وتخبره عما فعلته، فقالت في نفسها: إنه نفسه متورط في اختراق الناس وفعل أشياء ممنوعة أكثر منها، فتشجعت وكتبت عن بعض اختراقاتها.
استمرا باللعب طوال ساعات دون الانتباه للوقت كعادتهما، حتى فاجأها بسؤال أربك قلبها: هل بحثتِ من قبل عن الحب؟
نعم، بحثت عن الحب في الكتب فقد قال لي والدي ذات مرة "من بحث عن الحب في الناس فقد أهلك قلبه" أن تحب حائطًا أو شجرة خير لك من حب إنسان لا توجد فيه إنسانية، لذا لا يوجد ما يؤنس وحدتي أفضل من الكتب.
أقنعني جوابك الذي لم أتوقعه! دورك.
ترددت في طرح سؤالها لكنها وجدتها فرصة مناسبة ما دام فتح معها موضوع "الحب" فسألته بشجاعة قائلة: إذا وجدت مَن تستحق فرصة للدخول إلى حياتك هل ستسمح لها بذلك؟
لا أعتقد أن القدر سيلاقيني بمن تجعل قلبي يخفق.
شعرت تانيلا بوخزة في قلبها، وبضيق خفيف في صدرها، ثم تنهدت بهدوء حتى أكمل قائلًا: لكن من يدري! ربما إذا كانت طيبة وخلوقة وتحب الكتب! ربما.
ضحكت من رسالته وشعرت بارتياح كبير لم تعرف سببه وربما لأنه قصدها بكلامه!
سندريلا! ما الذي يجدر بي فعله كي أفوز بثقتك؟
فوجئت من سؤاله الذي بدا غريبًا، وسرت به في ذات الوقت فسألته:
أعتقد أن هذا شيء يستحيل حدوثه، لكن لماذا سألت؟
لأني أريد صداقتك!
اختلطت مشاعرها ولم تعرف ماذا تجيب! فهي لا تعرف معنى أن يكون لديك صديق، لأنها لم تحظ بصديق من قبل، هل هكذا تبدأ قصة الصداقة؟ وكيف تكون؟
كثيرًا ما قرأتُ عن الصداقة، لكن لم أجربها يومًا، وعلى حسب ما قرأت وجدتها جميلة ومخيفة في الوقت ذاته.
الصداقة جميلة لماذا تقولين إنها مخيفة؟
لأن جرح الصداقة أعمق من جرح الحب، فمشاعر الحب تزول ويمحوها الوقت، لكن الألم الذي يأتيك من صديقك تبقى ندبته كذكرى لمعاقبتك على منحك ثقتك لمن لا يستحق، هذا ما قرأته.
حسنًا، قد يكونون محقين لكن لا تثقي في كلام الكتاب لأن معظمهم يكتبون أشياء لا يشعرون بها، قد تجدين الظالم يتحدث عن المظلوم، والغني يتحدث عن أوجاع الفقير.
فكرتْ قليلًا ووجدت أن ما يقوله صحيح، فلا يعقل أن تحدث جميع المآسي من أنواع مختلفة للكاتب، وإن حدثت فمن غير المعقول أن يكون مظلومًا فيها كلها.
المهم، اترك ثقتي بك للوقت، ألم يقولوا إن الوقت يجعل المستحيل ممكنًا، فلنجرب إذن!
طلباتك أوامر مولاتي، سأنتظرك إلى ما لا نهاية.
أخذا يضحكان معًا وهما يتأملان صفحة الدردشة بإعجاب، وأضاف:
سأحاول أن أكون عند حسن ظنك.
سنرى، لكنني فضولية بخصوص شيء.
تفضلي.
لماذا تريد أن تكون صديقي؟ ألم يكفك الأصدقاء الذين سردت لي قصصًا عنهم!
ليس كذلك، لدي إحساس بداخلي يخبرني باستمرار أننا سنكون صديقين لا مثيلا لنا، وربما أكثر من ذلك! كما أننا نمتلك الكثير من الأشياء المشتركة.
أنت محق، لكن صداقتنا تعني البوح لبعضنا البعض بكل الأسرار المخفية.
جربيني بنفسك، يمكنك سؤالي عن أي شيء تريدين معرفته، اسمي أو شخصيتي أو حتى مكاني.
فكرت بابتسامة ووجدت أن طرح سؤال بسيط في الوقت الذي ينتظر منها سؤالا خطيرًا سيمتعها: أخبرني بصراحة، ما اسم فيلمك المفضل؟

يتبع..


عائشة بوشارب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس