عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-22, 08:00 PM   #27

عائشة بوشارب

? العضوٌ??? » 485881
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » عائشة بوشارب is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والعشرون

هبت قدس واقفة وقد بدا الانزعاج في عينيها، وغمغمت: ماذا يضحكك؟
آسف لا أقصد أن الموضوع مضحك لكن، لم أتوقع أن تغاري علي من تانيلا!
زفرت بأسى وتأنيب الضمير يلتهمها، فتانيلا تكون صديقتها الوحيدة وشعورها بالغيرة يكاد يقتلها، على الرغم من الثقة الكبيرة التي بينهما.
لا أعتقد أن هناك وصفًا لشعوري هذا، رؤيتي لكما معا وأسئلتها المتكررة عنك، كل هذه الأشياء تشعرني بعدم الاطمئنان ولست مستعدة لفقدان الأمان الذي وجدته معك.
تنهد سامي بأريحية وراح يقول في أسلوب واضح النبرات: اطردي هذه الأفكار من رأسك فلا وجود لغيرك في قلبي! كما أن تانيلا صديقة مقربة لا أكثر ولا أقل، لذا كوني واثقة بأني لن أتركك يومًا حتى لو توسلتِ لذلك.
ابتسمت قدس فرحة بعدما أزاح حديثه شعورها بالاختناق، وراحت ترجو ضميرها أن يتوقف عن تأنيبها بعد إساءتها الظن بصديقتها.
*****
استيقظت تانيلا على الحادية عشر على غير المعتاد فاليوم هو يوم إجازتها، نهضت لتغتسل وسارعت إلى تجفيف شعرها، وضعت الأواني المتسخة في آلة غسل الصحون ثم ضبطت إعدادات مكنسة الروبوت وتركتها تنظف البيت، وتوجهت لتعد قهوتها بكل هدوء وهي تدندن، ثم توقفت للحظة وصارت تفكر إن كانت قد فعلت الصواب في شأن إخفاء حقيقة انتقامها عن شقيقها، وقالت في سرها: إن إخباره عن خططها قد يسبب نتائج كارثية! استفاقت من شرودها بعدما سمعت صافرة آلة القهوة، استعجلت بشربها، وغيرت ملابسها وهمت بالخروج من المنزل.
أما سامي فقد كان جالسًا مع قدس في حديقة التجارب العلمية في قلب "الجزائر" العاصمة التي سميت بحديقة "الحامة"، والتي تعد متحفًا فعليًا للطبيعة بضمها أشجارًا نادرة، وبساتينَ خلابة.
ما رأيك بالمنظر هل أعجبك؟
إنه لا يصدق كالحلم تمامًا، بل أجمل منه!
ابتسمت وأضافت: أتعلم! أكثر ما أعجبني أشجار الكافور، فحجمها الكبير كاف لإخفاء قبيلة بأكملها تحت أغصانها الخشنة.
فرح لفرحتها بالمكان وتنهد قائلا:
هل تعلمين أنه يمكن تصنيع الذهب من أشجار الكافور؟
واو! حقا!!
هز رأسه بالموافقة مبتسمًا ثم انتبه لابتسامة ماكرة، ارتسمت على وجهها بينما كانت تنظر إلى عينيه فسألها قائلا: ما الذي جال في ذهنك وخلق على وجهك ابتسامة خطيرة كتلك؟
ضحكت بفتور وردت عليه بحماس كبير: لدي فكرة مذهلة ستجعلنا أغنياء!!
وأضافت: أعتذر نسيت أنك غني بالفعل!
ضحك ضحكة مجلجلة وقال: أخبريني بالمصيبة يا مصيبتي الحلوة.
ما رأيك لو نعود ليلًا مع جرافة ونقتلع جميع أشجار الكافور التي هنا ثم نصنع بها الكثير من الذهب!!
حسنًا يا مجنونة، فلنقل إننا نفذنا خطتك.
قفزت من مكانها بحماس كبير فأكمل مقاطعًا حماسها: وهذا لا يعني أنني وافقت على فكرتك المجنونة! إن حدث ونفذناها فمن الذي سيحولها إلى ذهب! هذا يحتاج إلى خبرة ووقت طويل، وإلى أناس متخصصين في هذا المجال.
يا لك من قاتل للأحلام والمتعة! حسنًا انسَ الفكرة.
اقترب منها ثم أمسك يدها وطبع قبلة على وجنتها ثم قال: أنتِ التي سرقتِ قلبي، وجعلته ينبض كما لم يفعل من قبل.
تنهد ثم واصل: هل تعلمين شيئا! سأبوح لك بسري الصغير، ظننت أنني أحببت ولم اعرف معنى الحب قبلك.
نظرت إليه باستغراب وخجل في الوقت ذاته، ففتنته ملامحها البريئة التي زادتها حمرة خديها جمالًا، فقالت بهمس: ما الذي تقوله يا سامي.
نظر إليها وعيناه تشعان حبًا:
لم أقل شيئًا سوى الحقيقة.
أدارت رأسها نحو الشجرة باستحياء وقالت متحاشية نظراته: رجاء لا تخجلني أكثر، هذا ليس وقته.
وضع يديه على وجهها وأداره نحوه قائلا: إذن متى وقته! أخبريني وأطفئي النار التي بداخلي، فقلبي لم يعد يحتمل!

يتبع..


عائشة بوشارب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس